
أنظار إسرائيل وأميركا تتجه نحو الحو .. ثيين
مع انتهاء العدوان الإسرائيلي على إيران، تتجه الأنظار مجدداً إلى اليمن، مع بروز مخاوف من تهيئة إسرائيل لعمل عسكري ضد جماعة الحوثيين،، في حين يؤكد الحوثيون استمرار عملياتهم ضد إسرائيل حتى وقف العدوان على غزة.
كما برز حديث أميركي عن أن جماعة الحوثيين تمثل مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل بالتوازي مع حملة دعائية ضد جماعة الحوثيين، في اليمن تظهر عند استخدام البرامج والتطبيقات في الهواتف الذكية، تشير المعطيات إلى أن واشنطن تقف خلفها، وذلك فيما يستمر الحصار العسكري والاقتصادي على الحوثيين، متزامناً مع تحركات لقيادة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، لحشد الإمكانات لمواجهة الجماعة.
وقال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في جلسة للجنة الخارجية والأمن في تل أبيب، أمس الأول الثلاثاء، إن "حكم صنعاء كحكم طهران"، في إشارة إلى أن إسرائيل ستتعامل مع الحوثيين كما تتعامل مع الإيرانيين، مضيفاً أنه "لا ينبغي لنا الانجرار إلى حرب استنزاف معهم.
وإذا كنا قد نجحنا بذلك في إيران، فيمكننا فعل الأمر ذاته مع الحوثيين". وتواصل إسرائيل مراقبة تحركات الجماعة، وتفرض حصاراً جوياً وبحرياً عليهم، من خلال منع استخدام موانئ الحديدة الثلاثة (الصليف وراس عيسى والحديدة)، إلى جانب مطار صنعاء، ومنع إيصال الوقود لهم، والتحذير من أن أي سفينة أو ناقلة تقوم بإدخال أو تهريب أي وقود للحوثيين ستكون عرضة للاستهداف.
كما شنت غارات على الحوثيين واستهدفت بالقصف اجتماعاً قيادياً للجماعة منتصف الشهر الحالي، وأفيد بأنّ العملية استهدفت رئيس أركان قوات الحوثيين محمد الغماري من دون أن يحسم مصيره.
بالتوازي مع ذلك، نقلت وكالة رويترز عن اللفتنانت جنرال الأميركي ألكسوس غرينكويش، مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة الأميركية، قوله يوم الثلاثاء الماضي، إن جماعة الحوثيين ستُشكل على الأرجح مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل. وقال غرينكويش، للمشرعين بحسب الوكالة "من المُرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلة مستمرة... سنواجهها مجدداً في المستقبل".
كذلك، لاحظ الكثير من اليمنيين، خلال الفترة الماضية، رسائل كثيرة على شكل إعلانات موجهة ضد الحوثيين تظهر على هواتفهم، لا سيما مع إطلاق إسرائيل العدوان على إيران، بمساندة أميركية. وهذه الرسائل التي تحمل تهديدات وتحذيرات، بأشكال مرئية مختلفة، تظهر عند استخدام البرامج والتطبيقات في الهواتف الذكية، حسب البعض، وبعض تلك الرسائل على شكل أسئلة حول نشاط الحوثيين، وأخرى على شكل استبيانات، فيما أخرى فيها تهديدات وتحذيرات للحوثيين، مثل: "ستتم محاسبة قادة جماعة أنصار الله وأفرادها المتورطين في الهجمات ضد القوات الأميركية" و"أي استفزاز ضد الولايات المتحدة سيواجه بعواقب وخيمة" و"لا تصعدوا".
وتحمل هذه الرسائل شعار القيادة المركزية الأميركية.
وقال مصدر في الجيش اليمني مطلع إنها على ما يبدو رسائل ضمن حرب دعائية ونفسية يقوم فيها الجيش الأميركي، ومن غير المستبعد أن تكون مقدمة لشيء ما، خصوصاً أن هذه المرة تجري مخاطبة اليمنيين مباشرة، بفتح قنوات تواصل بهم، لكنه لم يستبعد أيضاً أن تكون مجرد حرب نفسية للضغط على جماعة الحوثيين لوقف التهديدات والأعمال الحربية في اليمن والإقليم.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن الشهر الماضي أن الولايات المتحدة ستتوقف عن قصف الحوثيين، بعد اتفاق معهم على وقف استهداف السفن الحربية والتجارية الأميركية قبالة سواحل اليمن. والأسبوع الماضي، قالت جماعة الحوثيين إنها ستستهدف مرة أخرى السفن الأميركية في البحر الأحمر إذا شاركت واشنطن في الهجمات الإسرائيلية على إيران. مع ذلك، لم تستأنف الجماعة هجماتها بعد أن ضربت الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية إيرانية فجر الأحد الماضي.
وبرز تأكيد جماعة الحوثيين، أمس الأول الثلاثاء، استمرار عملياتها العسكرية ضد إسرائيل، بعد وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب. وقال عضو المكتب السياسي للحوثيين محمد البخيتي عبر منصة إكس: "قبول أميركا والكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار مع إيران يؤكد أن القوة العسكرية هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها". وأضاف: "عملياتنا العسكرية ضد الكيان الصهيوني مستمرة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها".
تحركات داخل اليمن
وفي خضم التطورات المتصاعدة التي يشهدها اليمن والمنطقة، عُقد في عدن أول من أمس اجتماع للجنة الأمنية العليا ورؤساء السلطات المحلية في مسرح العمليات في المنطقة العسكرية الرابعة برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي.
وضم الاجتماع، وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية العليا الفريق الركن محسن الداعري، ووزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان، إضافة إلى عدد من محافظي المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ومسؤولين أمنيين وعسكريين. وتركز الحديث في الاجتماع على الأوضاع العسكرية والأمنية، والتطورات الجديدة في المنطقة، وما تحقق على صعيد مكافحة الإرهاب بما في ذلك "ضبط العديد من الخلايا المرتبطة بالحوثيين، والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وإحباط مخططاتها التخريبية في عدد من المحافظات المحررة".
ووجّه العليمي "بمضاعفة الاحترازات الأمنية، بما في ذلك رصد تحركات الخلايا النائمة للمليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وتوفير الحماية اللازمة للمنظمات والمؤسسات الوطنية، والدولية في عدن، وتسهيل القيام بمهامها على أكمل وجه".
وفي سياق قريب، كشفت مصادر سياسية يمنية أن شخصيات سياسية وقيادات في السلطة اليمنية المعترف بها دولياً استدعيت إلى الرياض بشكل عاجل، ولم تُعرف أسباب هذه الاستدعاءات المتزامنة مع تحركات حول الملف اليمني في أكثر من عاصمة، بينها لقاءات مكثفة وجهود دبلوماسية قادتها سفارتا بريطانيا والولايات المتحدة في اليمن مع الأطراف السياسية والعسكرية الفاعلة في اليمن، بينها قيادات في مجلس القيادة الرئاسي ورؤساء أحزاب وتكتلات سياسية، ضمن الحكومة الشرعية، لمناقشة مستجدات الملف اليمني في ضوء التطورات الإقليمية الجديدة، والخيارات المطروحة لإنهاء الصراع في اليمن وفرص السلام.
يُذكر أنّ الحوثيين يتعرضون لحصار بري وجوي وبحري مشدد خلال الشهرين الأخيرين، عبر إغلاق موانئ الحديدة الثلاثة (الصليف وراس عيسى والحديدة) بالإضافة إلى مطار صنعاء، مع إغلاق منافذ التهريب. وكانت قد شهدت السواحل اليمنية خلال الأشهر الماضية، تعزيزات عسكرية كبيرة لقوات عسكرية تابعة للحكومة المعترف بها دولياً والقوى المنضوية تحت لوائها لتشديد الإجراءات والرقابة على السواحل اليمنية من الساحل الغربي حتى المهرة عند حدود سلطة عمان، وإغلاق جميع منافذ التهريب أمام جماعة الحوثيين، بالتنسيق مع قوات دولية تنشط في المياه الدولية لليمن لذات الغرض.
يأتي هذا فيما كانت إسرائيل شنّت غارات على موانئ الحديدة الثلاثة، وحذرت أن أي دخول أو اقتراب ناقلة أو سفن شحن أو وقود سيكون عرضة للاستهداف، بعدما استهدفت مطار صنعاء، وقصفت الطائرات لمنع استخدام الحوثيين للمطار، لإغلاق المنافذ أمام الحوثيين، وباتت المطارات في المناطق المحررة للحكومة هي الخيار الوحيد للمواطنين في مناطق سيطرة الحوثيين للسفر، فيما تحولت السفن إلى ميناء عدن.
وقال مصدر في ميناء عدن إن ميناء عدن هو المنفذ الرئيسي الآن للتجار لاستيراد السلع، بعد إغلاق ميناء الحديدة، لذلك يشهد حركة كبيرة، وبعد تفريغ السلع والتأكد من أنها لا تخدم ولا تستخدم في صناعة السلاح أو لأي أغراض عسكرية، يتم بعدها الشحن براً من عدن إلى مناطق سيطرة الحوثيين، عبر طريق عدن ـ صنعاء بعد فتح الطريق الرئيسي شمال الضالع.
في المقابل، يواصل الحوثيون تعزيز إجراءاتهم، واتخاذ خطوات تحسباً لأي هجوم ضدهم، كما يقومون بمواصلة الاستهدافات العسكرية في مختلف الجبهات، ففي وقت أحرقوا مزارع المواطنين، يومي الاثنين والثلاثاء على التوالي في نقطة التماس شمال الضالع،
وقنصوا جندياً شمال غرب الضالع أيضاً، فإنهم حاولوا التسلل أكثر من مرة في تعز، فيما يواصلون التخندق في الساحل الغربي وقرب الموانئ الثلاثة في الحديدة، فيما يؤكد مقربون من الجماعة أنّ الحوثيين ممثلين بمن يطلقون عليهم المشرفين يحدثون المواطنين عن احتمالية حدوث مواجهة جديدة بينهم وبين أميركا وإسرائيل، لذلك يحثونهم على الاستعداد، ويطلبون من الناس عدم تقديم أي معلومات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 9 دقائق
- اليمن الآن
موسوعة ثقافية تحتفظ بالهوية ومظاهرها
الدكتور د.علي صالح الخلاقي ..هامة ثقافية سامقة وموسوعة ثقافية تحتفظ بالهوية ومظاهرها ... يفترض من القيادة السياسية الجنوبية تكريمه ..فهو يعد جبهة ثقافية واسعة ومحتدمة منذ البدء في محاولات شذاذ الآفاق مصادرة الهوية الجنوبية ثقافياً وسياسياً وتاريخياً .. الدكتور الخلاقي في داخله مكتبة وحافظة ثقافية وتاريخية ، إلى جانب مؤلفاته التي إن تم جمعها ستشكل مكتبة وموسوعة ثقافية تحتفظ وتوثق لقطاع عريض وملمح واسع من ملامح الهوية الثقافية . هناك رجال حريصون على التراث والثقافة والفلكلور الجنوبي ؛ لأنهم يدركون جيداً أن اي أمة ستبقى مختلفة في خصوصياتها الثقافية النوعية وفي هويتها ، مهما تعرضت لتيار تشظية الأمم والهويات . الدكتور الخلاقي يمثل جبهة ثقافية مشتغلة منذ عقود ؛ لأنه يعرف من أين يُحاط بالأمم ويتم إلغاؤها في الهامش ...إن الهوية والثقافة المتجذرة هي حصانة الأمم ؛ في ظل العولمة وتشتيت الهويات . من هنا أدعو رجال المال والأعمال والمغتربين من أبناء يافع إلى التحضير لتكريم الدكتور د.علي صالح الخلاقي بأقرب فرصة ، فهو علامة إنسانية فارقة في تاريخنا . محبتي واحترامي وإكباري للدكتور علي صالح الخلاقي ، وهو يوثق ملامح هويتنا ويحميها من عوامل الطمر والتهميش . د. بدر العرابي أمين عام اتحاد أدباء وكتاب الجنوب 28/6/2025


اليمن الآن
منذ 22 دقائق
- اليمن الآن
سياسي يمني "هذا الأمر في اليمن لم يعد ترفاً ، بل ضرورة ملحة"
كريتر سكاي / خاص قال السياسي اليمني وعضو اللجنة المركزية للاشتراكي اسعد عمر أن العمل بالتحالفات السياسية بين الأحزاب والمكونات في اليمن لم يعد ترفاً سياسياً أو إجراءً دعائياً . كما اكد أن التحالفات تحولت إلى ضرورة موضوعية تمليها تعقيدات المشهد اليمني الراهن، في ظل الحرب المستمرة والانقلاب القائم منذ سنوات. عمر أشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد الصفوف وتعزيز التنسيق بين القوى السياسية المختلفة، والعمل الجاد على تشكيل كتلة وطنية كبرى قادرة على خوض معركة استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. مشيراً إلى أن وجود الأحزاب والمكونات السياسية في أي تكتل تحالفي لا يُلغي استقلاليتها، لكنه في المقابل يفرض على الجميع تقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية العليا. مشيراً إلى أن بقاء التحالفات بين الأحزاب والمكونات السياسية في إطارها الشكلي لم يعد مقبولًا، مؤكدًا أن الوقت قد حان لأن ينعكس أثر هذه التحالفات في الميدان، وعلى مستوى قواعد وجماهير الأحزاب، من خلال عمل مشترك وفعّال يترجم تطلعات الشعب اليمني في استعادة الدولة وتحقيق السلام والاستقرار.


اليمن الآن
منذ 22 دقائق
- اليمن الآن
إيرادات لا تصل إلى خزينة الدولة وشبكات نفوذ تُعيق الإصلاح : اليمن..الفساد وتضارب المصالح ينهش الاقتصاد في المناطق المحررة
رغم تحرر عدد من المحافظات اليمنية من قبضة الحوثيين، إلا أن الواقع الاقتصادي فيها لا يعكس أي تحسن يُذكر، وسط اتهامات متزايدة بالفساد، وتورط مسؤولين محليين ومركزيين في شبكات مصالح تعرقل التوريد المالي وتُهدر الموارد العامة، ما يزيد من تفاقم معاناة السكان. ضرائب وجمارك خارج السيطرة من المفترض أن تشكل المحافظات المحررة مصدرًا رئيسيًا للإيرادات الحكومية، نظرًا لاحتضانها أهم المنافذ الجمركية والملاحية. لكن تقارير متعددة تؤكد أن كثيرًا من هذه الإيرادات، وعلى رأسها الضرائب والجمارك، لا تصل إلى البنك المركزي في عدن، في مخالفة صريحة للقوانين المالية. كما يُتهم عدد من مسؤولي السلطات المحلية في هذه المحافظات بالتراخي في تحصيل الموارد أو التحفظ عليها لمصالح ضيقة، ما يُفقد الدولة جزءًا كبيرًا من قدرتها على الوفاء بالتزاماتها، خصوصًا في ما يتعلق بالخدمات الأساسية ورواتب الموظفين. الإعفاءات غير القانونية وتجاهل كبار المكلفين مصادر مطلعة تشير إلى أن هناك تقاعسًا واضحًا في تحصيل الضرائب من كبار المكلفين، من شركات وتجار ونشاطات نفطية، إذ يحصل بعضهم على إعفاءات غير مبررة أو يتم التساهل معهم من قبل مسؤولين يرتبطون بعلاقات غير رسمية معهم، وهو ما يُعد أحد أبرز مظاهر الخلل المالي في هذه المناطق. لوبي المصالح يعيق الإصلاح الاقتصادي بحسب مراقبين، فإن محاولات الإصلاح المالي والإداري تصطدم بتكتلات نافذة تضم مسؤولين وصرافين وتجارًا، تتشابك مصالحهم في السوق والسّلطة. ويؤدي هذا التداخل إلى تعطيل أي خطوات تهدف إلى تنظيم الموارد، أو ضبط السوق المصرفي، أو مراقبة حركة الوقود، خشية المساس بمكاسبهم. ويذهب بعض الناشطين إلى القول إن الوضع القائم لم يعد مجرد إهمال أو فساد إداري، بل هو "تحالف مصالح" يعمل بشكل منظم على تعطيل الدولة وإبقاء الفوضى كوسيلة للربح والهيمنة. عقود الطاقة.. فساد مكلّف ومن أبرز القضايا التي تُثير الجدل، استمرار عقود الطاقة المشتراة رغم توقف بعضها عن العمل أو تشغيلها بشكل جزئي. فهذه العقود، التي تُكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات شهريًا، لم تخضع حتى اليوم لمراجعة شفافة، وسط اتهامات بوجود عمولات ومنافع متبادلة بين شركات الطاقة وبعض المسؤولين. المواطن بين الفقر والتجاهل في المقابل، يرزح المواطن في المحافظات المحررة تحت وطأة أزمة معيشية خانقة، مع انقطاع الخدمات، وارتفاع الأسعار، وتراجع فرص العمل، في ظل غياب أي خطط حكومية واضحة لمعالجة هذه الملفات أو محاسبة المتسببين في إهدار المال العام. ويرى محللون أن ما يحدث لا ينفصل عن غياب الإرادة السياسية للإصلاح، داعين إلى خطوات عاجلة تشمل توحيد الإيرادات العامة، إخضاع كبار التجار للرقابة الضريبية، مراجعة عقود الطاقة، وتفكيك شبكات المصالح التي تتغذى على ضعف الدولة.