logo
إسرائيل فوق المساءلة وإيران تحت المجهر.. تسييس الملف النووي في الشرق الأوسط

إسرائيل فوق المساءلة وإيران تحت المجهر.. تسييس الملف النووي في الشرق الأوسط

مصرسمنذ 4 أيام

مع تصاعد التوترات الإقليمية على وقع الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، التي طالت عددا من المنشآت النووية ومواقع تخصيب اليورانيوم، تزداد المخاطر التي تواجه منظومة الأمان النووي في الشرق الأوسط، فى ظل السياسة المتباينة وازدواجية المعايير التي تتخذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي أثار مخاوف حول التأثيرات المحتملة على دول الجوار، مع احتدام وتيرة الصراع والانتهاك الإسرائيلي المستمر للقانون الدولي، وتبادل التهديدات من جانب الطرفين باستهداف المنشإت النووية.
◄ خبراء: مصر آمنة من أي تسرب إشعاعي محتمل◄ الهجمات على إيران تصعد مخاطر الأمان النوويجاء الهجوم الإسرائيلي على إيران ليزيد من تعقيد مسار المفاوضات النووية، عقب قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذى اتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها، وهو ما رفضته طهران مؤكدة أنها أعدّت حزمة من الإجراءات للرد على أى تصعيد. وانتقدت وزارة الخارجية الإيرانية ما وصفته بازدواجية المعايير، مشيرة فى بيانٍ لها، إلى أن الدول الغربية التى ترفع شعار الحد من الانتشار النووى تقدم دعمًا مباشرًا للبرنامج النووى العسكرى الإسرائيلى، فى الوقت الذى تهاجم البرنامج النووى الإيرانى المعلن.◄ القوى الكبرىويرى الدكتور كريم الأدهم خبير الطاقة النووية والمدير السابق لمركز الأمان النووى، أن إدارة الملف النووى عالميًا تُوظَّف لخدمة مصالح قوى كبرى على حساب مبادئ الأمن والسلم الدوليين. ويبرز هذا التحيّز برأيه، فى أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى تطوِّع معاييرها الرقابية بما يخدم الولايات المتحدة وإسرائيل.ويلفت الأدهم فى تصريحه ل«آخرساعة» إلى أن إسرائيل لم توقِّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بالتالى لا تخضع منشآتها لأى نظام تفتيش تابع للوكالة، رغم ما تشير إليه التقديرات والتسريبات الاستخباراتية من امتلاكها نحو 300 رأس نووى. ورغم ذلك، لم تُقدم الوكالة حتى على مطالبتها بفتح منشآتها للمراقبة، على خلاف ما تقوم به تجاه دول أخرى، رغم أن دورها الأساسى يفترض أن يشمل رصد الخروقات ورفع التقارير إلى مجلس الأمن.وأشار إلى أن المشكلة تكمن فى أن انضمام الدول إلى معاهدة حظر الانتشار النووى طوعى، ولا توجد آلية دولية لإجبار أى دولة على ذلك، وهو ما تستفيد منه إسرائيل لتفادى الرقابة، بينما تُمارَس ضغوط سياسية على دول أخرى، مثل إيران. ويُحذِّر الأدهم من خطورة الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، مشددًا على أن هذه المنشآت تتمتع بحصانة بموجب القانون الدولى ومعاهدات حظر الانتشار، واستهدافها يُعد انتهاكًا جسيمًا لتلك المواثيق.◄ اقرأ أيضًا | حرب إسرائيل وإيران.. إقليم في خطر وكيان من خوف■ نطنز◄ مخاطر التسريباتويؤكد الدكتور على عبدالنبى نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، ل«آخرساعة» أن الخطر المترتب على استهداف المنشآت النووية الإيرانية، يمكن تقييمه على أكثر من مستوى، فرغم أنه حتى الآن لم تُرصد مستويات مرتفعة من الإشعاع خارج المنشآت ومواقع تخصيب اليورانيوم التى تم استهدافها، إلا أن التوجه الذى أعلنته إسرائيل باستهداف مواقع أخرى يضعها فى دائرة الخطر، فى ظل الغياب التام للمساءلة القانونية للكيان الإسرائيلى.هذه المخاطر تحكمها عوامل عدّة كما يشير عبدالنبى، أولها نوع الحادث وطبيعة المنشأة المُستهدفة والمواد المشعة التى تحويها، فضلاً عن درجة حصانة المنشآت وقوة الضربات التى يمكن أن تتلقاها وأماكن التفجير وشدتها، إضافة إلى سلوك المواد المشعة الذى يعتمد انتشارها على اتجاهات الرياح وقوتها، التى يمكن أن تنقل التلوث الإشعاعى عبر ما يُسمى بالسحابة النووية إلى دول مجاورة ومناطق أخرى خارج الحدود، حسبما يوضح.■ نطنز◄ انتشار التلوث الإشعاعيويؤكد عبدالنبي أن مصر بعيدة تمامًا عن مخاطر الإشعاع النووى التى يُمكن أن تترتب على أى استهداف للمنشآت الإيرانية، فنحن نبعد عن إيران بمسافة تزيد عن 2000 كيلومتر، ما يجعل من الصعب جدًا أن يصلنا أى تلوث إشعاعى. ويشير إلى أن الخطر الحقيقى الذى يمكن أن يواجه إيران ودول الخليج المجاورة، سيكون إن أقدمت إسرائيل على استهداف مفاعل «بوشهر» الواقع جنوب غربى إيران على ساحل الخليج العربى، رغم أنها تستهدف بالأساس مواقع التخصيب.هذا المفاعلات النووية على خلاف منشآت تخصيب اليورانيوم التى جرى استهدافها، تحوى مواد عالية الإشعاع وهى نواتج الانشطار النووى، التى يُمكن أن تحدث كارثة بيئية هائلة حال تعرض المفاعل إلى هجوم أدى إلى تدميره أو التأثير على أنظمة التبريد الخاصة به، يمكن أن يتسبب ذلك فى انصهار قلب المفاعل أو تسرب المواد المشعة إلى الجو ومياه الخليج العربى والبيئة المحيطة.بينما يقتصر التأثير الإشعاعى لمنشآت تخصيب اليورانيوم على نطاق محدود، حسبما يوضح، مشيرًا إلى أن المواد المستخدمة بهذه المنشآت مثل سادس فلوريد اليورانيوم، لا تنتشر بسهولة فى حالتها الصلبة، ويمكن أن يؤدى تعرضها لانفجار إلى تلوث كيميائى خطير فى البيئة المحيطة، لكنه من الصعب أن ينتقل فى أغلب الأحوال. غير أن أغلب هذه المنشآت الإيرانية محصنة بشكل كبير فى مواقعها تحت الأرض، ما يصعب إحداث تأثير كبير عليها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد ساعات من الهجوم الأمريكى.. إسرائيل تقصف مجددًا مفاعل فوردو الإيرانى
بعد ساعات من الهجوم الأمريكى.. إسرائيل تقصف مجددًا مفاعل فوردو الإيرانى

الدستور

timeمنذ 11 دقائق

  • الدستور

بعد ساعات من الهجوم الأمريكى.. إسرائيل تقصف مجددًا مفاعل فوردو الإيرانى

أفادت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الإثنين، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف منشأة فوردو النووية، وذلك بعد ساعات من الهجوم الأمريكي على المفاعل، أمس، وضربه بقنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك. هذا فيما أعلن سلاح الجو الإسرائيلي صباح اليوم عن بدء موجة جديدة من الغارات على أهداف عسكرية في طهران، وذلك وفق صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل'. وكان وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قال اليوم إن الجيش الإسرائيلي "يقصف حاليًا بقوة غير مسبوقة أهدافًا للنظام وأجهزة قمع حكومية في قلب طهران". وقال في بيان صادر عن مكتبه: "سيتم قريبًا نشر صور توضح عمق الأضرار". الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من أضرار جسيمة في فوردو من جهته، توقع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وقوع "أضرار جسيمة للغاية" في موقع فوردو الإيراني. وقال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن القصف الأمريكي ربما تسبب في أضرار "جسيمة للغاية" في المناطق الجوفية لمنشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، على الرغم من أنه لا يمكن لأحد حتى الآن تحديد مدى هذه الأضرار. وقال غروسي في بيانٍ له خلال اجتماعٍ طارئٍ لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المؤلف من 35 دولة: "نظرًا للحمولة المتفجرة المستخدمة والطبيعة شديدة الحساسية للاهتزازات لأجهزة الطرد المركزي، يُتوقع حدوث أضرار جسيمة للغاية". الاتحاد الأوروبي يحذر من إغلاق إيران مضيق هرمز على جانب آخر، حذّر كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي من أن إغلاق إيران مضيق هرمز، طريق التجارة الحيوي، سيكون "خطيرًا للغاية" بسبب الضربات الأمريكية على مواقعها النووية. وقالت كايا كالاس، في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل لإجراء محادثات، في ظلّ الصراع الإيراني الإسرائيلي على رأس جدول الأعمال: "أي إغلاق إيراني لمضيق هرمز سيكون خطيرًا للغاية". وأضافت: "الوزراء يركزون بشدة على الحل الدبلوماسي، كما أن المخاوف من الرد الانتقامي وتصاعد هذه الحرب هائلة".

إسرائيل تهاجم موقع فوردو النووي الإيراني
إسرائيل تهاجم موقع فوردو النووي الإيراني

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 14 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

إسرائيل تهاجم موقع فوردو النووي الإيراني

نفذت إسرائيل الإثنين هجوما على فوردو، الموقع الرئيسي في إيران لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% والمحصن تحت الأرض على عمق يقارب 90 مترا، وذلك بعد تعرضه فجر الأحد لضربات أمريكية بقنابل خارقة للتحصينات. وأوضح الناطق باسم هيئة إدارة الأزمات في محافظة قم، ان "المعتدي هاجم موقع فوردو النووي مجددا". وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نفذت فجر الأحد ضربات جوية استهدفت موقع فوردو النووي الإيراني وموقع أصفهان ومنشأة نطنز.

الوكالة الذرية: يجب على إيران إبلاغنا قبل نقل أي مواد نووية من مكان لآخر
الوكالة الذرية: يجب على إيران إبلاغنا قبل نقل أي مواد نووية من مكان لآخر

بوابة الفجر

timeمنذ 15 دقائق

  • بوابة الفجر

الوكالة الذرية: يجب على إيران إبلاغنا قبل نقل أي مواد نووية من مكان لآخر

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن إيران أبلغت الوكالة رسميًا في رسالة مؤرخة بتاريخ 13 يونيو 2025، بأنها تعتزم اتخاذ "تدابير خاصة" لحماية المعدات والمواد النووية داخل منشآتها. وأوضح جروسي أن الوكالة تلقت إخطارًا رسميًا من إيران يفيد بعزمها اتخاذ تدابير لحماية منشآتها النووية، دون الإفصاح الكامل عن طبيعة هذه التدابير ويأتي ذلك وسط تصاعد التهديدات المتبادلة واحتمالات تعرض المنشآت النووية لهجمات أو اختراقات أمنية. لكن المدير العام للوكالة شدد على أن نقل أي مواد نووية من موقع إلى آخر يجب أن يتم بموجب إخطار مسبق للوكالة، وذلك وفقًا لاتفاقيات الضمانات الدولية الموقعة مع إيران. وقال جروسي: "هذا الإجراء ليس اختياريًا، بل شرط أساسي لضمان استمرار الرقابة الدولية على المواد النووية ومنع استخدامها لأغراض غير سلمية". قلق متزايد حول سلامة منشأة "فوردو" لفت جروسي في تصريحاته إلى أن هناك مخاوف جدية بشأن منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وهي واحدة من أكثر المنشآت الإيرانية حساسية في البرنامج النووي. وأشار إلى أن الموقع يحتوي على أجهزة طرد مركزي عالية الدقة والحساسية، ما يجعله عرضة للخطر في حال حدوث اهتزازات عنيفة أو استهداف مباشر، وهو ما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة يصعب احتواؤها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store