logo
المسرح اللبناني يودّع أيقونته.. الموت يغيب أنطوان كرباج عن 90 عاماً

المسرح اللبناني يودّع أيقونته.. الموت يغيب أنطوان كرباج عن 90 عاماً

صحيفة الخليج١٦-٠٣-٢٠٢٥

بيروت - أ ف ب
توفي الممثل والمسرحي اللبناني أنطوان كرباج الأحد في بيروت عن 90 عاما إثر معاناة مع مرض ألزهايمر أرغمته على الغياب عن الساحة الفنية في السنوات الأخيرة، بعد مسيرة تمثيلية طويلة شكّل خلالها أحد أبرز أركان المسرح والتلفزيون في لبنان.
وفارق كرباج الحياة مساء الأحد في «بيت القديس جاورجيوس» حيث كان يعيش منذ سنوات بفعل إصابته بمرض ألزهايمر، وفق ما أفادت مصادر في دار المسنين هذه التابعة لمطرانية بيروت للروم الأرثوذكس وكالة فرانس برس نقلا عن أفراد في عائلة الممثل.
وكانت عائلة كرباج أوضحت أنّ الممثل الذي لاحقته مرارا شائعات الوفاة في السنوات الأخيرة، انتقل للعيش في مركز لرعاية المسنين في شباط/فبراير 2020 نظرا لحاجته إلى عناية طبية ومراقبة متخصصة باستمرار نتيجة إصابته بالزهايمر.
ظهرت موهبته التمثيلية في سنوات حياته المبكرة، وبدأ كرباج المولود في قرية زبوغا بمنطقة المتن الشمالي في أيلول/سبتمبر سنة 1935، التمثيل على خشبة مسرح الجامعة في أواخر خمسينات القرن العشرين.
والتحق كرباج بعدها بمعهد المسرح الحديث التابع للجنة مهرجانات بعلبك الدولية بإدارة منير أبو دبس، وساهم في إنشاء فرقة المسرح الحديث التي أدت دورا رائدا في الحركة المسرحية في لبنان والعالم العربي.
ولاحظ زميله وصديقه الممثل والمسرحي رفعت طربيه في تصريح لوكالة فرانس برس أن أنطوان كرباج «أبدع في المسرح الإغريقي في +أوديب ملكا+ ومسرحيات شكسبير ك+ماكبث+ التي بدأ بها حياته المسرحية».
لكن التعاون الأبرز مسرحيا في مسيرة الممثل كان مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني منذ نهاية الستينات، إذ قدّم على مدى سنوات أدوارا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور اللبناني، بينها الطاغية «فاتك المتسلط» في مسرحية «جبال الصوان» (1969)، و«المهرب» في «يعيش يعيش»(1970)، و«الوالي» في «صح النوم» (1971)، و«الملك غيبون» في «ناطورة المفاتيح» (1972)، والقائد الروماني في «بترا» (1977).
«ممثل عالمي»
واشار الصحفي الذي رافق الحركة الثقافية منذ سبعينات القرن العشرين ميشال معيكي في تصريحات لوكالة فرانس برس إلى أن كرباج «كان الصوت الهادر في مسرح الأخوين رحباني، بحضوره وصوته وأدائه» و«من أبرز القامات المسرحية في لبنان». وأضاف «كان (...) سريع النكتة وحاضر الذهن، وهذا ما لفت انتباه عاصي الرحباني فاختاره ليتولى بطولة مسرحياته».
أما طربيه فقال إن كرباج «كان يتمتع بقلب طفل في التعامل وكان عظيما على المسرح بحضوره الهائل وصوته الرائع». ورأى فيه «ممثلا عالميا من طينة الممثلين الذين نفتقر إليهم ليس فقط في لبنان بل في العالم».
ومع أن كرباج «كان من كبار الأسماء على صعيد التمثيل»، إلا أنه بحسب معيكي «لم يكتب نصوصا مسرحية ولم يخض الإخراج. بل برز على الخشبة كممثل كبير وقدير وفي التلفزيون».
وبعد انقطاع سنوات، عاد كرباج إلى المسرح الرحباني مع مسرحية «حكم الرعيان» سنة 2004، من تأليف منصور الرحباني وإخراج مروان الرحباني، ثم شارك في «زنوبيا» (2007) و«عودة الفينيق» (2008).
وعلى التلفزيون، قدّم أنطوان كرباج عشرات الأدوار التي أثرت المكتبة الفنية اللبنانية، بدءا بمشاركته في مسلسل «من يوم ليوم» للأخوين الرحباني في مطلع السبعينات، ثم بأدائه شخصية «جان فالجان» في مسلسل «البؤساء» عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هوغو (1974)، ودور «المفتش» في مسلسل «لمن تغني الطيور» (1976)، وأيضا دور «بربر آغا» في المسلسل الشهير الذي حمل اسم الشخصية سنة 1979.
كما كان لكرباج في سنوات مسيرته الطويلة مشاركات في أعمال سينمائية، خصوصا في ثمانينات القرن العشرين، مع المخرج سمير الغصيني في فيلمي «نساء في خطر» (1982) و«الصفقة» (1984)، وفي «إمرأة في بيت عملاق» للمخرج زيناردي حبيس (1985).
- «صرح» مسرحي - وقد غاب أنطوان كرباج عن الساحة الفنية في الأعوام الأخيرة، واقتصرت إطلالاته على بعض الأدوار الصغيرة في مسلسلات لبنانية في سنوات مطلع القرن الحالي، قبل أن يغيب تدريجا بسبب تدهور وضعه الصحي.
وقال معيكي «كان أهم ما فيه ذاكرته ويا للأسف أصابه المرض في ذاكرته. كان يكتفي بقراءة المسرحية مرة أو مرتين فيحفظها من دون أن يضطر إلى مراجعة دوره».
وإثر الإعلان عن نبأ وفاة كرباج، حفلت صفحات الشبكات الاجتماعية في لبنان برسائل تعزية من مشاهير ومستخدمين آخرين أشادوا بالممثل الراحل بوصفه أحد رواد المسرح في لبنان ومن أهم وجوه «الزمن الجميل» في الفن اللبناني.
ووصف وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة كرباج في منشور على منصة «إكس» بأنه «كان صرحا (...) من صروح المسرح اللبناني في عصره الذهبي».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

على قميص جوليان أسانج.. أطفال غزة يخطفون أضواء «مهرجان كان»
على قميص جوليان أسانج.. أطفال غزة يخطفون أضواء «مهرجان كان»

العين الإخبارية

timeمنذ 19 ساعات

  • العين الإخبارية

على قميص جوليان أسانج.. أطفال غزة يخطفون أضواء «مهرجان كان»

مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج يخطف الأنظار في مهرجان «كان» بظهوره مرتديا قميصا عليه أسماء 4986 طفلا قتلوا بغزة. وأسانج الذي "تعافى" من سنوات سجنه الطويلة بحسب زوجته ستيلا، حضر ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الأربعاء لمواكبة فيلم وثائقي عنه يتضمن لقطات لم يسبق أن عُرضت. ولم يشأ الناشط الأسترالي الذي انتهت مشاكله القضائية في يونيو/ حزيران 2024 بعدما مكث بالسجن في بريطانيا خمس سنوات وحضر للترويج لفيلم "ذي سيكس بيليون دولار مان" للمخرج الأميركي يوجين جاريكي، الإدلاء بأية تصريحات مباشرة. وأوضحت زوجته لوكالة فرانس برس أنه سيفعل "عندما يشعر بأنه جاهز". أطفال غزة لكن قبل ذلك بيوم، أوضح بيان على حساب لجنة دعم أسانج في منصة "إكس"، أن جوليان يشارك في مهرجان كان السينمائي في فرنسا من أجل عرض الفيلم الوثائقي "رجل الستة ملايين دولار"، حوله. وبحسب البيان، فإن أسانج شارك في المهرجان مرتديًا قميصًا يحمل أسماء 4 آلاف و986 طفلً دون سن الخامسة قتلوا خلال القصف الإسرائيلي المستمر على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023. وأشار البيان إلى أن الجانب الآخر من القميص كتب عليه عبارة "أوقفوا إسرائيل". ويعتقد مراقبون أن ظهور أسانج (53 عاما) بالقميص قد يعكس رغبة من مخرج الأفلام الوثائقية يوجين جاريكي في أن يعطي فيلمه صورة جديدة عنه يُبرز فيها "صفاته البطولية"، ويدحض الأفكار المسبقة عن الرجل الذي جعلته أثار الجدل بأساليبه وشخصيته. سنوات وراء القضبان أُطلِق سراح أسانج في يونيو/ حزيران الماضي من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة بعدما عقد اتفاقا مع الحكومة الأمريكية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية. وأمضى الناشط خمس سنوات وراء القضبان في إنكلترا، كان خلالها يرفض تسليمه إلى الولايات المتحدة، بعدما بقي سبع سنوات في السفارة الإكوادورية في لندن، حيث طلب اللجوء السياسي. وقالت زوجته المحامية الإسبانية السويدية ستيلا أسانج التي تولت الدفاع عنه في المحكمة: "نعيش (راهنا) وسط مكان طبيعي خلاّب (في أستراليا). جوليان يحب قضاء الوقت في الهواء الطلق. (...) لقد تعافى جسديا ونفسيا". أما جاريكي فلاحظ في تصريح لوكالة فرانس برس أن أسانج "عرّض نفسه للخطر من أجل مبدأ إعلام الرأي العام بما تفعله الشركات والحكومات في مختلف أنحاء العالم سرا". ورأى المخرج البالغ 55 عاما أن أي شخص على استعداد للتضحية بسنوات من حياته من أجل المبادئ يجب اعتباره شخصا يتمتع بـ"صفات بطولية". ويتضمن فيلمه لقطات حميمة وفرتها ستيلا أسانج التي انضمت إلى ويكيليكس كمستشارة قانونية. وأنجبت المحامية طفلين من زوجها أثناء وجوده في السفارة الإكوادورية في لندن. aXA6IDQ1LjE5Ni40MC4yMTkg جزيرة ام اند امز US

بعد أيام من وفاة زوجها.. كارول سماحة تعود للمسرح
بعد أيام من وفاة زوجها.. كارول سماحة تعود للمسرح

سكاي نيوز عربية

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • سكاي نيوز عربية

بعد أيام من وفاة زوجها.. كارول سماحة تعود للمسرح

ولم يُخفِ الجمهور تأثره، فوقف وصفق طويلا في نهاية العرض، تحية للفنانة اللبنانية. وكانت سماحة قد عبّرت عن قرارها على منصة "إكس"، قائلة: "رغم الظروف الصعبة والفترة الحساسة التي أعيشها، لديّ مسؤولية والتزام كبير تجاه فريق عمل و70 فنانا على المسرح. المسيرة مستمرة، بوجع. ولكن بإيمان كبير." ويشكل عرض "كلو مسموح" عودة كارول سماحة إلى خشبة المسرح بعد غياب دام 18 عاما، منذ مشاركتها في مسرحية "زنوبيا" للراحل منصور الرحباني، مما يضيف إلى العرض بعدا خاصا في مسيرتها الفنية. وتدور المسرحية، ذات الطابع الغنائي الكوميدي، حول الحب والتحديات المعاصرة في العلاقات، وقد اقتبسها المخرج والممثل الشاب روي الخوري من مسرحية "Anything Goes" الأميركية التي عرضت لأول مرة على مسارح برودواي عام 1934.

مهرجان كان السينمائي.. هالي بيري تُضطر لتغيير زيّها بسبب قواعد جديدة
مهرجان كان السينمائي.. هالي بيري تُضطر لتغيير زيّها بسبب قواعد جديدة

العين الإخبارية

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • العين الإخبارية

مهرجان كان السينمائي.. هالي بيري تُضطر لتغيير زيّها بسبب قواعد جديدة

اضطرت الممثلة الأمريكية هالي بيري، عضو لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي، إلى تغيير فستانها لحضور حفل الافتتاح بسبب قيود الملابس. وقالت بيري في مؤتمر صحفي قبل ساعات من صعودها درج المهرجان مرتديةً فستانا طويلا مخططا باللونين الأسود والأبيض "كان لديّ فستان رائع من تصميم (غوراف) غوبتا لأرتديه الليلة، لكنني لا أستطيع ارتداءه لأن ذيله طويل جدا. بالطبع، سألتزم القواعد، لذا اضطررتُ لتغيير زيّي". غير أن آخرين لم يحذوا حذو هالي بيري. فقد سارت عارضة الأزياء الألمانية هايدي كلوم على السجادة الحمراء بفستان وردي طويل، في حين ظهرت الممثلة والمؤثرة الصينية وان تشيان هوي بتنورة بيضاء واسعة. وفي هذا العام، نشر المنظمون ميثاقا للمشاركين في المهرجان يحظر "الملابس، وخصوصا الطويلة منها، التي يعيق حجمها حركة الضيوف ويجعل من الصعب الجلوس في القاعة"، وكذلك "العري على السجادة الحمراء". وفي هذه النقطة، أبدت هالي بيري اعتقادها بأن "هذا الأمر جيد". ومن التغييرات الأخرى التي أقرها هذا الميثاق هو أنه لم يعد من الضروري أن تنتعل النساء أحذية ذات كعب عالٍ على السجادة الحمراء. وتسمح القواعد بوضع "الأحذية الأنيقة والصنادل ذات الكعب أو بدونه". وقالت رئيسة لجنة التحكيم الفرنسية الممثلة جولييت بينوش "أعتقد أنها قاعدة جيدة للغاية". في عام 2023، أثارت الممثلة الأمريكية جينيفر لورانس ضجة عندما صعدت على الدرج مرتدية صنادل لأن الأحذية التي كان مقررا أن تنتعلها كانت "كبيرة جدا"، وفق تأكيدها. قبلها، خلعت جوليا روبرتس وكريستين ستيوارت أحذيتهما على الدرج في عامي 2016 و2018. وفي رد على سؤال لوكالة فرانس برس الاثنين، أوضح المهرجان أنه "أوضح بشكل صريح قواعد كانت مطبّقة منذ فترة طويلة". وفي حين من المعتاد رؤية فساتين شفافة على السجادة الحمراء، قال ناطق باسم المهرجان إن "الأمر لا يتعلق بوضع قيود على الملابس بل بحظر العري الكامل، وفقا للإطار المؤسسي للحدث والقانون الفرنسي". وفي ما يتعلق بالملابس "الفضفاضة للغاية"، فإن المهرجان "يحتفظ بالحق في رفض دخول" الأشخاص الذين يرتدونها. aXA6IDgyLjI1LjIzMC42NCA= جزيرة ام اند امز AL

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store