logo
رؤيتان فلسطينيتان للدولة .. لماذا يجب دعم السلطة الوطنية؟

رؤيتان فلسطينيتان للدولة .. لماذا يجب دعم السلطة الوطنية؟

عمونمنذ 2 أيام
منذ عقود، ظلت فكرة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 هدفًا وطنيًا جامعًا لمعظم القوى الفلسطينية، إلا أن مسارات تحقيق هذا الهدف انقسمت مع مرور الزمن إلى رؤيتين متباينتين، تمثل كل منهما توجهاً سياسياً مختلفاً، ويفرض هذا الانقسام تحديات جوهرية أمام المشروع الوطني الفلسطيني.
الرؤية الأولى تقودها حركة حماس، وتنطلق من تبنّي خيار المقاومة المسلحة كوسيلة أساسية للتحرير، وترفض الاعتراف بإسرائيل أو الانخراط في تسويات نهائية، معتبرة أن الكفاح المسلح هو السبيل الأنجع لإحقاق الحقوق الفلسطينية. وقد شكّلت هذه الرؤية موقفًا جذابًا في بعض مراحل الصراع، خاصة عندما خفت بريق مسار التسوية، وواجهت العملية السياسية جمودًا وعراقيل متكررة.
أما الرؤية الثانية، فتمثلها السلطة الوطنية الفلسطينية، التي اختارت المسار السياسي والدبلوماسي لتحقيق الدولة، من خلال المفاوضات مع إسرائيل، وتحت مظلة القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. وتؤمن هذه الرؤية بأن إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن أن تتم إلا عبر اعتراف دولي وشرعية مستندة إلى قرارات مجلس الأمن، وبدعم من المجتمع الدولي والإقليمي.
هذا التباين في الرؤى لم يعد مجرد خلاف في الوسائل، بل أصبح تعبيرًا عن انقسام سياسي وجغرافي ومؤسساتي، انعكس على وحدة القرار الفلسطيني، وأضعف الموقف التفاوضي الفلسطيني في المحافل الدولية، بل وفتح المجال أمام خصوم القضية لاستغلال هذا الانقسام في تقويض فرص إقامة الدولة.
وفي هذا السياق، تصبح المسؤولية مضاعفة على المجتمع الدولي، الذي يرفع شعار حل الدولتين، ويؤكد التزامه بقرارات الشرعية الدولية. إذ لا يمكن لهذا المجتمع أن يظل مترددًا أو محايدًا في دعمه لطرف فلسطيني دون آخر، بل عليه أن يدعم السلطة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الطرف الذي ينسجم مع القانون الدولي، ويعبّر عن توجه سياسي يستند إلى الاعتراف المتبادل، والتزامات واضحة تجاه حل الدولتين.
ان دعم السلطة الوطنية الفلسطينية يمثل خطوة جوهرية نحو ترسيخ التوجه الوطني الجامع، وإعادة إحياء المشروع الفلسطيني استنادًا إلى الشرعية الدولية، التي تؤكد أن طريق إقامة الدولة الفلسطينية لا يمر إلا عبر السلام والمفاوضات، وضمن توافق فلسطيني–إسرائيلي يرتكز إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
فالوصول إلى الدولة الفلسطينية لا يكون بالشعارات وحدها، بل عبر بوابة القانون الدولي. والمجتمع الدولي مطالب اليوم بإثبات جديته، ليس بالكلام، بل من خلال دعم واضح وصريح للجهة الفلسطينية التي تسعى لتحقيق هذا الهدف بأدوات السياسة والقانون، بعيدًا عن منطق العنف والمزايدات..

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من حزب عزم .. إلى جيل العزم .. مبارك النجاح
من حزب عزم .. إلى جيل العزم .. مبارك النجاح

عمون

timeمنذ 30 دقائق

  • عمون

من حزب عزم .. إلى جيل العزم .. مبارك النجاح

رسالة تهنئة واعتزاز بأبناء الوطن الناجحين في امتحان الثانوية العامة. عمون - في هذا اليوم الذي يفيض فخرًا وشموخا ويزهو بإنجازات أبنائنا وبناتنا طلبة الثانوية العامة يتقدّم الامين العام لحزب عزم المهندس زيد نفاع وكافة قيادات ومنتسبي الحزب بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى جيل المستقبل، الذين اجتازوا محطة الثانوية العامة بعزيمة وثبات، وأثبتوا أن الأردن نهر لاينضب من العلم والمعرفة والطاقات البشرية التي تتدفق بالعطاء والإنجاز . ان نجاحكم ليس نجاحًا فرديًا فحسب، بل هو انتصار وطني يُعبّر عن طموح شعب لا يعرف التراجع، وجيل يحمل على عاتقه مسؤولية الغد، ويخطّ طريقه بثقة نحو رفعة الأردن وازدهاره وتقدمة بمختلف المجالات والقطاعات انطلاقا من الرؤى الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه من حزب عزم... إلى جيل العزم: أنتم الامتداد الأصيل للإرث والمورث ولقيم البناء والازدهار والنجاح ، والركيزة التي نعوّله عليها في مواصلة المسيرة. كونوا كما أنتم اليوم: أصحاب عزم ، وروح، وعطاء فالأوطان تُبنى بسواعد شبابها، وتنهض على أكتاف الحالمين العاملين من اجلها . كما نتوجّه بتحية إجلال لأهالي الطلبة، وللمعلمين والمعلمات، شركاء الإنجاز، وحملة الرسالة التربوية النبيلة رسل المعرفة والعلم ولكل من ينتظر فرصة قادمةكل مرحلة هي بداية جديدة، وأمل يتجدّد، والإرادة تصنع الطريق مهما طال أمدها حفظ الله الأردن وطنا عزيزا آمنا كريما مطمئنا مستقرا نهضويا يسير على طريق الحداثة والتطور بقياده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين . ألف مبروك لأبناء الوطن، ودام الأردن عامرًا بشبابه... ووفيًا لعزيمتهم.

في فلسفة التعديل الوزاري الدولة التي لا تجامل
في فلسفة التعديل الوزاري الدولة التي لا تجامل

عمون

timeمنذ 30 دقائق

  • عمون

في فلسفة التعديل الوزاري الدولة التي لا تجامل

في كل مرة يعيد فيها الوطن رسم ملامح أدواته التنفيذية، فإننا لا نكون أمام مجرّد تعديل وزاري عابر، بل أمام لحظة وعيٍ سياسي عميق، تُعيد فيها الدولة تعريف ذاتها وتقييم بنيانها الإداري. هو إعلان ضمني بأن الإصلاح لا يُمكن أن يتم بأدوات منهكة، ولا يمكن أن تُبنى الرؤية الجديدة بسواعد ترتجف من ثقل المواربة أو المجاملة. ما شهدناه اليوم في تعديل حكومة الدكتور جعفر حسان لا يُقرأ بلغة الأسماء ولا بحسابات التوزيع، بل يُقرأ في سياقه الأعمق كتحول في الوعي السياسي الأردني، وكخطوة تحمل ملامح الجدية في أن الوطن لا يحتمل ترف الانتظار، ولا يقبل التعايش مع رتابة الأداء ولا مع موظفين يظنون أن المناصب حظوة لا مسؤولية. الدولة التي تسير نحو التحديث لا تسمح بأن تُستهلك أدواتها في المشهد ذاته لسنوات، بل تجدد جلدها، وتفتح نوافذ التقييم على اتساعها، وتعلن بصوت واضح أن معيار الاستمرار هو الإنجاز لا الاسم، والكفاءة لا القرب، والأثر لا الشكل. وفي هذه اللحظة، نستحضر بعمق عبارة جلالة الملك عبدالله الثاني حين قال: "الوزير إما أن يعمل أو يرحل"، عبارة تقطع بحزم مع ثقافة التبرير، وتغلق أبواب المجاملة، وتفتح أبواب المحاسبة على مصراعيها، لأنها لا تترك مساحة للمواربة، بل تحدد خطًا فاصلاً بين من يخدم الدولة ومن يختبئ وراءها. السياسة ليست فنّ إطفاء الحرائق فقط، بل هي أيضًا فنّ إشعال الأمل وسط الرماد، وصناعة المعنى في زمن التشتت. الوزير الذي لا يحمل فكرة الإصلاح كقناعة، ولا ينهض إلى موقعه بروح المقاتل لا يستحق أن يكون جزءًا من مشروع الدولة الحديثة. فالكراسي ليست غاية، بل أداة مؤقتة لتمرير الأثر وتحقيق التغيير. في فلسفة هذا التعديل نقرأ إشارات متعمدة نحو إعادة الاعتبار لمعيار الجدارة، وتجديد الثقة ببعض الطاقات، لا باعتبارهم أشخاصًا بل باعتبارهم مشاريع إصلاحية. والتغيير هنا لا يعني الإقصاء بقدر ما يعني إنصاف المرحلة، إذ أن المجاملة في موقع القرار خيانة للأمانة، والاحتفاظ بغير المؤهلين ظلمٌ للبلد ولمواطنيه. لسنا بحاجة اليوم إلى وزراء يتقنون فن الظهور، بل إلى وزراء يتقنون فن الحضور؛ حضور الفكرة، وحضور المبادرة، وحضور الأثر. الوزير اليوم ليس من يجلس خلف مكتب مُنسّق بدقة، بل من يستطيع الوقوف أمام جلالة الملك ليقول: هذا ما أنجزت، لا ما تمنيت. هذا التعديل لا يهدف لتجميل الصورة، بل لكسر صمت الأداء، واستبدال الخطاب البلاغي بالفعل المتحقق. فكل وزارة لا تنخرط في رؤية التحديث هي عبء على الوطن، وكل مسؤول لا يرى الناس، لا يستحق أن يُرى. ولعلّ المسألة ليست في عدد من غادروا الحكومة أو من دخلوا إليها، بل في جوهر الرسالة التي تقول إن الدولة جادة، وإن رأس الدولة حين يتحدث عن التغيير لا يفعل ذلك من باب التمنّي، بل من باب القرار. علينا اليوم أن نُعيد صياغة مفهوم العمل العام، أن نفهم أن المنصب لا يُخلّد أحدًا، وأن القيمة الحقيقية لأي مسؤول ليست في صوته العالي، بل في أثره الصامت. لا يُقاس الوزير بعدد الملفات التي يحملها، بل بعدد الأحلام التي حوّلها إلى منجزات للناس دون ضجيج. وفي هذا المقام، أقول: إذا ما ارتقى الوزير بفكره فما حاجتي لكرسي العجَز فذاك الذي إن تكلم يوماً يُسائل شعباً ويكتب حرز ومن لا يُضيء بعقله دربنا فليس له في الظلام مفرز هذا الوطن ليس مختبرًا للتجريب ولا ساحة للمراوحة، بل مشروع نهضة عابر للظروف، لا يقبل أنصاف الولاء ولا أنصاف العزيمة. والتعديل لم يكن فقط قرارًا، بل كان مرآةً نحملها أمامنا لنسأل أنفسنا: هل نعيش فعلاً كما يليق بوطنٍ يستحق الأفضل؟ أم أننا ما زلنا نُمسك بالظل وننسى الشمس؟ ما أكتبه هنا ليس انطباعًا عاطفيًا، بل قراءة سياسية حرة، أقولها بضمير من يكتب للتاريخ لا للمجاملة، من يؤمن أن الولاء ليس صدى، بل موقف.

ترامب: من المهم انضمام دول الشرق الأوسط لاتفاقيات "أبراهام"
ترامب: من المهم انضمام دول الشرق الأوسط لاتفاقيات "أبراهام"

السوسنة

timeمنذ 30 دقائق

  • السوسنة

ترامب: من المهم انضمام دول الشرق الأوسط لاتفاقيات "أبراهام"

وكالات - السوسنة قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إنه من المهم انضمام دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات إبراهيم، وإن ذلك سيضمن السلام في المنطقة.وكتب ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "الآن وبعد القضاء التام على الترسانة النووية التي تصنعها إيران، من المهم جدا بالنسبة لي أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات "أبراهام".وتعقدت جهود توسيع نطاق هذه الاتفاقيات بسبب ارتفاع عدد الشهداء والمجاعة في غزة .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store