
محللون: الرئيس الأميركي يراهن على القوة لحل أزمة إيران «النووية» .. وهذا «خطأ استراتيجي»
فجّر قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب توجيه ضربات إلى المنشآت النووية في إيران تجديد العداء بين الولايات المتحدة وإيران، وهو ما يفتح باب الاحتمالات بشأن التداعيات الممكنة في الفترة المقبلة ، بحسب محللين، تحدثوا إلى وكالة «فرانس برس».
وقال المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، كينيث بولاك، ويشغل الآن منصب نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط «لن نعرف مدى نجاح الضربات، إلا إذا مضت السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة دون حصول النظام الإيراني على أسلحة نووية».
واعتبر المحلل الذي كان من مؤيدي الغزو الأميركي للعراق العام 2003، أن طهران بات لديها الآن «أسباب مقنعة للسعي لامتلاك الأسلحة الذرية».
ولم تتوصل الاستخبارات الأميركية لاستنتاج بأن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، علمًا بأن طهران نفت مرارًا الاتهامات الغربية لها بذلك.
ويرى الباحث السويدي إيراني تريتا بارسي، وهو منتقد للعمل العسكري، إن ترامب «زاد من احتمالية أن تصبح إيران دولة نووية خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة».
وأضاف نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في الولايات المتحدة، بارسي، «علينا أن نحرص على عدم الخلط بين النجاح التكتيكي والنجاح الاستراتيجي»، متابعًا «حرب العراق كانت ناجحة أيضًا في الأسابيع الأولى، لكن إعلان الرئيس جورج بوش عن إنجاز المهمة لم يصمد مع مرور الوقت».
تحديات إيران بعد الضربة الأميركية
مع ذلك، جاء هجوم ترامب بعد عشرة أيام من بدء إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق طالت على وجه الخصوص مواقع نووية وعسكرية، في وقت تبدو إيران في إحدى أضعف مراحلها منذ انتصار ثورة الإمام الخميني في العام 1979 على الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الغرب.
واعتبر مؤيدو ضربة ترامب بأن الدبلوماسية لم تُجد نفعًا وسط تمسك إيران بتخصيب اليورانيوم، بينما كانت واشنطن ترفض هذا الأمر.
وقال عضو الكونغرس الديمقراطي السابق رئيس اللجنة اليهودية الأميركية تيد دوتش «بعكس ما سيقوله البعض في الأيام المقبلة لم تتسرع الإدارة الأميركية في الحرب. بل منحت الدبلوماسية فرصة حقيقية»، مضيفًا «النظام الإيراني القاتل رفض إبرام صفقة».
وأشار السناتور الجمهوري جون ثون إلى تهديدات طهران لإسرائيل ولهجتها ضد الولايات المتحدة، مضيفًا أن إيران «رفضت جميع السبل الدبلوماسية للسلام».
قرار ترامب يفقده ثقة إيران
يأتي هجوم ترامب بعد عقد تقريبًا من إبرام الرئيس السابق باراك أوباما اتفاقا قلّصت بموجبه إيران أنشطتها النووية بشكل كبير، لكن ترامب انسحب منه العام 2018 خلال ولايته الأولى.
وهاجم معظم أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لطالما اعتبر إيران تهديدًا وجوديًا، اتفاق العام 2015 لأنه سمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات متدنية، ولأن بنوده الرئيسية كانت محددة المدة.
لكن ترامب الذي يقدم نفسه كصانع سلام، قال خلال زيارته إلى دول خليجية الشهر الماضي إنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران.
وأتت الضربات الإسرائيلية في 13 يونيو، قبل يومين من جولة جديدة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، وبدّل ترامب سريعًا بعد ذلك موافقه.
وقالت مديرة التحليل العسكري في مؤسسة «أولويات الدفاع» جينيفر كافانا إن «قرار ترامب تقليص جهوده الدبلوماسية سيصعّب أيضًا التوصل إلى اتفاق على المديين المتوسط والطويل».
وأضافت «لم يعد لدى إيران الآن ما يدفعها لتثق بترامب أو للاعتقاد بأن التوصل إلى تسوية سيعزز مصالحها».
وتواجه القيادة الإيرانية أيضًا تداعيات الاحتجاجات التي شهدتها البلاد العام 2022.
وكتب الباحث في مؤسسة كارنيغي كريم سجادبور على مواقع التواصل الاجتماعي أن ضربات ترامب قد تُرسّخ إيران أو تسرع من سقوطها.
وقال إن «قصف الولايات المتحدة لمنشآت نووية إيرانية حدث غير مسبوق قد يُحدث تحولًا جذريًا في إيران والشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأميركية وحظر الانتشار النووي العالمي، وربما حتى في النظام العالمي»، مضيفًا أن «انعكاساته ستُقاس لعقود مقبلة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوسط
منذ 18 دقائق
- الوسط
المبعوث الأميركي يدين الهجوم «الجبان» على كنيسة في دمشق
ندد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك الأحد بالهجوم «الجبان» الذي استهدف كنيسة في دمشق وأسفر عن عشرين قتيلا على الأقل، مؤكدا أن الولايات المتحدة تواصل دعم الحكومة السورية. وكتب براك، وهو أيضا سفير الولايات المتحدة في تركيا، أن «هذه الأعمال الجبانة الرهيبة لا مكان لها في مجتمع التسامح والتعدد الجديد الذي ينسجه السوريون»، مضيفا عبر منصة «إكس»: «سنواصل دعم الحكومة السورية في نضالها ضد من يسعون إلى زرع عدم الاستقرار والخوف في بلدانهم والمنطقة برمتها»، وفق وكالة «فرانس برس». ماذا نعرف عن الهجوم الإرهابي في سورية؟ وفي وقت سابق، وأعلنت وزارة الداخلية السورية إن انتحاريًا ينتمي إلى تنظيم «داعش» أطلق النار داخل كنيسة «مار إلياس» في حي الدويلعة في العاصمة دمشق، ثم فجر نفسه بواسطة سترة ناسفة. وأسفر الهجوم الإرهابي عن وقوع 20 قتيلًا و52 جريحًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة السورية. وكانت حصيلة سابقة أوردها الدفاع المدني السوري أفادت بوقوع 15 قتيلًا. بدورن، أعلن وزير الداخلية السوري أنس خطاب مباشرة الفرق المختصة التحقيقات للوقوف على ملابسات الجريمة، مؤكدًا أن هذه الأعمال الإرهابية «لن توقف جهود الدولة السورية في تحقيق السلم الأهلي، ولن تثني السوريين عن خيار وحدة الصف في مواجهة كل من يسعى للعبث باستقرارهم وأمنهم».


الوسط
منذ 34 دقائق
- الوسط
بعد الضربات الأميركية على إيران.. غوتيريس يحذر من «دوامة لامتناهية» من الردود الانتقامية
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأحد، من «دوامة لامتناهية من الردود الانتقامية» في أعقاب الضربات الأميركية على إيران والتي اعتبرها «منعطفا خطيرا» في المنطقة. وقال غوتيريس خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي: «لقد أدنت مرارا أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط. لا يمكن لشعوب المنطقة أن تتحمل دورة أخرى من الدمار. ومع ذلك، فإننا نخاطر بالوقوع في دوامة لامتناهية من الردود الانتقامية»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس». الولايات المتحدة تشن ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب «إسرائيل» في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو، شنَّت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي نطنز وفوردو وأصفهان. وزعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريح من البيت الأبيض أن الضربات الأميركية دمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران «بشكل تام وكامل»، وأضاف أن «على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن»، وإلا «ستكون الهجمات المستقبلية أكبر وأسهل بكثير». ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات، فيما توعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة «تندم» ردًا على الهجمات. وحذّر الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة من أن «عدوان اليوم من النظام الإرهابي الأميركي دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، إلى استخدام خيارات خارجة عن فهم وحسابات الجبهة المعتدية»، مؤكدًا أنه «يجب على المعتدين على هذه الأرض أن يتوقعوا ردودًا تجعلهم يندمون». وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» بإطلاق 40 صاروخًا على «إسرائيل»، ما تسبب في أضرار جسيمة وإصابة 16 شخصًا بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.


الوسط
منذ 3 ساعات
- الوسط
إيران: 200 موقع في طهران تعرضت للقصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب
أعلن محافظ طهران، اليوم الأحد، أن أكثر من 200 موقع في العاصمة الإيرانية تعرضت لضربات إسرائيلية منذ بدء الحرب قبل عشرة أيام. وقال محمد صادق معتمديان للتلفزيون الرسمي إن «أكثر من 200 موقع تعرضت لهجمات من قبل النظام الصهيوني الغاصب»، وأضاف المسؤول أن أكثر من 120 وحدة سكنية «دُمرت بالكامل»، فيما لحقت «أضرار» بـ500 وحدة أخرى. في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد أن طائراته الحربية استهدفت «عشرات» المواقع في أنحاء إيران، من بينها للمرة الأولى موقع صواريخ بعيدة المدى في محافظة يَزد وسط البلاد. وزعم الجيش في بيان إن «نحو 30 طائرة حربية ضربت عشرات الأهداف العسكرية في أنحاء إيران»، بينها «مركز قيادة صواريخ الإمام الحسين الاستراتيجي في مدينة يَزد حيث جرى تخزين صواريخ خرمشهر البعيدة المدى». انفجار بمحافظة بوشهر في جنوب إيران سُمع دوي انفجار «ضخم»، في وقت سابق الأحد في محافظة بوشهر في جنوب إيران حيث تقع محطة لإنتاج الطاقة النووية، بحسب ما أفادت جريدة «شرق»، في اليوم العاشر من الحرب بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل. وأضافت «شرق» أن موقعين حول مدينة بوشهر «تعرضا لهجوم من النظام الصهيوني». كما أفادت بوقوع انفجار آخر في محافظة يزد (وسط). وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذّرت الجمعة من أن أي هجوم مباشر على محطة بوشهر ستكون له عواقب «خطيرة»، إذ قد يؤدي إلى تسربات إشعاعية كبيرة. تعرضت منشآت التخصيب النووي في طهران لهجمات أميركية بعد سلسلة ضربات غير مسبوقة، ليل الأحد، اعتبرتها طهران تجاوزًا لـ«الخط الأحمر» من قبل واشنطن وحليفتها إسرائيل التي تواصل استهداف أراضي الجمهورية الإسلامية من اندلاع الحرب بينهما قبل عشرة أيام. الولايات المتحدة تشن ضربات على منشآت اليورانيوم وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب «إسرائيل» في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي نطنز وفوردو وأصفهان. ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات. وتوعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة «تندم» ردًا على الهجمات.