logo
سطح الشمس بصورة أولى غير مسبوقة من أكبر تلسكوب شمسي بالعالم

سطح الشمس بصورة أولى غير مسبوقة من أكبر تلسكوب شمسي بالعالم

CNN عربية٣٠-٠٤-٢٠٢٥

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُظهر صورة جديدة للشمس، التقطها أكبر تلسكوب شمسي في العالم، سطح أقرب نجم إلينا بتفاصيل غير مسبوقة، مما يلقي الضوء على تعقيداته النارية.
تُعتبر هذه الصورة، الأولى التي يتم التقاطها باستخدام "مرشح الرؤية القابل للضبط" (Visible Tunable Filter - VTF) التابع لتلسكوب دانيال ك. إينوي الشمسي، الذي تديره المؤسسة الوطنية الأمريكية للعلوم (NSF).
بحسب ما جاء في بيان صحفي، فإن هذا الجهاز يتيح تكوين رؤية ثلاثية الأبعاد غير مسبوقة لما يحدث على سطح الشمس.
تُظهر الصورة المُقرَّبة مجموعة من البقع الشمسية الداكنة بحجم قارات، متركزة بالقرب من مركز الغلاف الجوي الداخلي للشمس، بدقة تصل إلى 10 كيلومترات (6.2 أميال) لكل بكسل.
السعودية.. رصد ظاهرة الهالة الشمسية وسط تفاعل وفلكي يوضح سببها
أظهرت هذه البقع مناطق ذات نشاط مغناطيسي شديد، حيث يُرجّح حدوث الانفجارات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية (CMEs)، التي تدلّ بدورها إلى سحب ضخمة من الغاز المتأين، المعروف بالبلازما، والمجالات المغناطيسية التي تنفجر من الغلاف الجوي الخارجي للشمس.
تُعتبر الصور التفصيلية مثل هذه، التي التُقطت في مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول، وسيلة مهمة للعلماء لفهم الطقس الشمسي والتنبؤ بأحداثه التي قد تكون خطرة، بحسب ما ذكره فريدريش وويغر، وهو عالم برنامج الأجهزة لدى تلسكوب إينوي الشمسي التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم.
وأضاف وويغر: "عاصفة شمسية وقعت في القرن التاسع عشر (تُعرف بحدث كارينغتون) كانت قوية لدرجة أنها تسبّبت باشتعال النيران في محطات التلغراف. نحن بحاجة إلى فهم المحركات الفيزيائية لهذه الظواهر، وكيف يمكن أن تؤثر على تقنياتنا وحياتنا".
الهند تطلق أول مهمة فضائية لدراسة الشمس بعد هبوط ناجح على سطح القمر
يمكن لهذه الانفجارات النشطة الصادرة من الشمس أن تتفاعل مع المجال الكهرومغناطيسي للأرض، ما يتسبّب باضطرابات البنى التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء وأنظمة الاتصالات التي تعتمد على الأقمار الصناعية.
تمرّ الشمس بدورات من النشاط المغناطيسي العالي والمنخفض تدوم 11 عامًا. وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، أعلن علماء من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ووكالة ناسا واللجنة الدولية لتوقعات الدورة الشمسية أنّ الشمس وصلت إلى ذروة النشاط، التي تُعرف بـ"الحد الأقصى الشمسي".
خلال هذه الفترة، تنقلب الأقطاب المغناطيسية للشمس وتزداد البقع الشمسية على سطحها.
يُتوقّع أن تستمرّ هذه الذروة لأشهر عدة، ما يجعل هذا التوقيت مثاليًا لتلسكوب إينوي الشمسي لتعزيز اختبارات أجهزته من خلال صور مذهلة لسطح الشمس الديناميكي.
شبّه مارك ميش، وهو الباحث بمعهد التعاون لأبحاث العلوم البيئية في جامعة كولورادو بولدر، غير المشارك في هذا البحث، الحرارة بالحساء المغلي على الموقد، حيث تهرب من نواة الشمس وتصعد إلى سطحها عبر حركات سائلة.
وأضاف ميش أنّ البقع الشمسية تُشبه "سدادات مغناطيسية" أو تشابكات في الحقول المغناطيسية المعقدة للنجم، تمنع الحرارة من الوصول إلى السطح.
لهذا السبب، فإنّ هذه البقع التي تُصدر ضوءًا أقل من المناطق الأخرى، تظهر داكنة في الصور، كما أنّها أكثر برودة من المناطق المحيطة بها. لكنّ البقع الشمسية "لا تزال أكثر سخونة من أي فرن على سطح الأرض".
وينبع المظهر النسيجي لسطح الشمس عن اختلاف الكثافات، ودرجات الحرارة داخل طبقاته الأشبه بطبقات البصلة.
من خلال "ضبط" أطوال موجية مختلفة، أو ألوان، كما يفعل موالف الراديو، يُتيح مرشح الرؤية القابل للضبط (VTF) إمكانية استكشاف هذه الطبقات المختلفة ومراقبة ما يحدث بينها.
ولتنفيذ هذا الترشيح، يستخدم الجهاز ما يُعرف بـ"الإيتالون"، وهما لوحتان زجاجيتان تنفصلان بمسافة لا تتعدى الميكرونات.
هل تهدد العواصف الشمسية مستقبل رحلات الاستكشاف المأهولة للكوكب الأحمر؟
وقال وويغر إنّ "المبدأ لا يختلف كثيرًا عن سماعات إلغاء الضوضاء. فعندما تسير موجتان لهما أطوال موجية متشابهة على ذات المسار أو تتقاطعان، يمكنهما التفاعل إمّا بإلغاء أو تعزيز بعضهما".
تتداخل موجات الضوء 'المحبوسة' بين هاتين اللوحتين، والمسافة هي التي تُحدد بالضبط أي 'ألوان' من الضوء تمر، وأيها تُلغى.
خلال ثوانٍ معدودة، يلتقط هذا الجهاز القوي مئات الصور باستخدام المرشحات المختلفة، ثم يدمجها في لقطة ثلاثية الأبعاد.
بعد ذلك، يمكن للباحثين استخدام هذه المشاهد الناتجة لدراسة درجة الحرارة، والضغط، والسرعة، وبنية المجال المغناطيسي في طبقات مختلفة من الغلاف الجوي الشمسي.
علّقت الدكتورة ستايسي سيووكا، وهي كبيرة مهندسي البصريات في المرصد الشمسي الوطني، ببيان أنّ "رؤية أولى عمليات المسح الطيفي كانت لحظة غير واقعية. هذا إنجاز لا يمكن لأي أداة أخرى في التلسكوب تحقيقه بالطريقة ذاتها".
يُعد مطياف التصوير المستقطب (VTF) تتويجًا لأكثر من عقد من التطوير. يقع هذا الجهاز في المرصد الشمسي الوطني التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم (NSF)، على قمة جبل هايلَكالَا البركاني في ماوي على ارتفاع 3,000 متر، ويشغل الـVTF طبقات عدة داخل تلسكوب إينوي الشمسي.
ذكر وويغر أنه بعدما تم تصميم وبناء الجهاز من قبل معهد الفيزياء الشمسية في ألمانيا، نُقلت مكوّناته عبر المحيطَين الأطلسي والهادئ، ثم أُعيد تجميعها في الموقع إسوة بـ"سفينة داخل زجاجة".
يتوقّع الفريق أن يكون الجهاز جاهزًا للعمل بشكل كامل بحلول عام 2026.
وأفاد الدكتور ماتياس شوبيرت، وهو عالم مشروع VTF في معهد الفيزياء الشمسية، ببيان أن "أهمية هذا الإنجاز التكنولوجي كبيرة لدرجة أنه يمكن القول بسهولة إن VTF هو قلب تلسكوب إينوي الشمسي، وقد بدأ ينبض أخيرًا في مكانه الأبدي".
يُعد هذا التلسكوب الشمسي جزءًا من جهود علمية عدة حديثة تهدف إلى فهم أفضل للشمس وأنماط طقسها العاصف، من بينها مهمة "سولار أوربيتر" المشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية وناسا التي أُطلقت في عام 2020، ومسبار "باركر سولار بروب" التابع لـ"ناسا"، وهو أول مركبة فضائية "تلامس" الشمس.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء
هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء

CNN عربية

timeمنذ 3 أيام

  • CNN عربية

هل نعيش في منازل من الفطريات يومًا ما؟ هذا ما يقوله العلماء

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يبدو العيش في منزل مصنوع من الفطريات والبكتيريا من وحي الخيال العلمي، ولكن أصبح الباحثون أقرب إلى تحقيق ذلك.قام فريق بحثي في ​​ولاية مونتانا الأمريكية بزراعة تشابكات كثيفة وإسفنجية من خيوط الـ"ميسيليوم"، وهي بنية شبيهة بالجذور تربط شبكات الفطريات تحت الأرض، كإطار لإنشاء مادة بناء حية ذاتية الإصلاح. لا تزال القدرة على إنشاء هياكل متينة وقادرة على تحمل الأوزان الثقيلة باستخدام مواد حية بعيدة المنال لسنوات عديدة. مع ذلك، وجدت المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة بتاريخ 16 أبريل/نيسان في مجلة "Cell Reports Physical Science"، تشيلسي هيفيران، أنّ هذا الاكتشاف يمثل خطوة مهمة نحو العثور على بديل مستدام للإسمنت، أي المادة الرابطة في الخرسانة.يُصنع أكثر من 4 مليارات طن متري (4.4 مليار طن) من الإسمنت سنويًا، ما يساهم بنحو 8% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقًا لمؤسسة " Chatham House" البحثية في ​​مدينة لندن البريطانية. قالت هيفيران، وهي أستاذة مُساعِدة في الهندسة الميكانيكية والصناعية بجامعة ولاية مونتانا-بوزمان: "تساءلنا: ماذا لو استطعنا القيام بذلك بطريقة مختلفة باستخدام عِلم الأحياء"؟ أدخل مؤلفو الدراسة بكتيريا قادرة على إنتاج كربونات الكالسيوم، وهو المركب الكيميائي ذاته الموجود في المرجان، وقشور البيض، والحجر الجيري، إلى الخيوط الفطرية، التي عملت كدعامات هيكلية.من خلال عملية تُسمى التمعدن الحيوي، حوّلت كربونات الكالسيوم الخيوط اللزجة والمرنة إلى بنية صلبة تشبه العظام. جرّب الفريق ترك الفطر، الذي يُدعى "Neurospora crassa"، يتمعدن حيويًا من تلقاء نفسه، ولكنهم وجدوا أن قتله، ومن ثمّ إضافة الميكروبات ساهم في الحصول على مادة أكثر صلابة في وقتٍ أقل. أنشأت البكتيريا، التي تُدعى "Sporosarcina pasteurii"، شبكات بلورية من كربونات الكالسيوم حول الخيوط الفطرية بعد استقلابها لمادة الـ"يوريا"، وهي بمثابة غذاء للبكتيريا. وبينما تُعتبر مواد البناء الأخرى المُتمعدِنة حيويًا "حية" لبضعة أيام فحسب، أكّدت هيفيران أن فريقها تمكن من إبقاء الميكروبات نشطة لمدة أربعة أسابيع على الأقل، وقد تمتد هذه الفترة إلى أشهر أو حتى سنوات. رأى أفيناش مانجولا-باسافانا، وهو مهندس بيولوجي لم يشارك في الدراسة، أنّ هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من الاختبارات للعثور على مادة بناء حية قادرة على استبدال الإسمنت، قبل استخدام هذه المادة في صناعة المنازل، أو الأسوار، أو غيرها من أغراض البناء.وشرح مانجولا-باسافانا، وهو كبير الباحثين العلميين في جامعة "نورث إيسترن" بأمريكا: "يُجرى هذا النوع من التجارب على نطاقٍ ضيق.. وهو لا يعكس بالضرورة خصائص المادة عند استخدامها بكميات كبيرة". كما أضاف: "ليست الصلابة هي ما يهم الأشخاص عندما يتعلق الأمر بمواد البناء، بل القوة، والقدرة على تحمل الأثقال". بينما لا تضاهي قوة ومتانة مواد البناء الحية مميزات الخرسانة بعد، لا تزال هيفيران تعتقد أنّ الـ"ميسيليوم" يشكل قاعدة واعدة. بفضل مرونة هذه المادة، يُمكن تشكيل المادة اللزجة لتشمل قنواتٍ تشبه الأوعية الدموية داخل العوارض، أو الطوب، أو الجدران. كما هو الحال مع الأوعية الدموية في جسم الإنسان، تحتاج خلايا مواد البناء الحية إلى هياكل قادرة على توصيل العناصر الغذائية للبقاء على قيد الحياة. وأشار مانجولا-باسافانا إلى أنّ إضافة هذه الهياكل إلى تصميم مواد البناء قد يُضعفها، ما يُمثل تحديًا للدراسات المستقبلية.، مضيفًا: "أعتقد أنّها قد تكون مفيدةً في المستقبل للمباني المكونة من طابق واحد، والهياكل الأصغر حجمًا. إنّه أمرٌ ممكن للغاية. قد نشهد ذلك خلال فترة تترواح بين 5 و10 سنوات". وأضافت هيفيران أنّ الفطريات تُشكل أيضًا خطرًا تنفسيًا محتملاً. رُغم أن قتل الـ"ميسيليوم" يُقلل من قدرتها على إنتاج مسببات الحساسية، إلا أنّه ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث قبل اعتبار الهياكل التي تُصنع منها هذه المادة آمنةً للسكن. مادة مخاطية على المواد البلاستيكية الدقيقة تُسهم بتكاثر بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية يُعتبر فريق هيفيران واحد من فِرَق عديدة في أمريكا لاستكشاف إمكانيات مادة الـ"ميسيليوم"، التي استُخدمت بالفعل لصنع مواد أخرى أكثر ليونة في مجال التغليف والعزل.أكدت هيفيران أنّ العديد من الجهات الحكومية أبدت اهتمامًا بالفعل بحالات الاستخدام المحتملة لمواد البناء الحية، وقالت: "هناك العديد من الشروط التي يجب وضعها في الاعتبار حتى يستفيد المنزل العادي من هذا المشروع من حيث التكلفة". وأوضحت: "لكن بالنسبة للمجتمع، قد يكون الأمر أرخص بكثير عند بناء بنية تحتية لأفراد يحتاجون إليها بشدة، أو إذا كنت تحاول تشييد بنية تحتية في الفضاء، فقد يكون هذا أسهل بكثير من نقل الإسمنت والخرسانة إلى هناك. الاحتمالات مثيرة حقًا بالنسبة لي". اكتشاف فطر يحول عناكب الكهوف إلى "زومبي"

بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه
بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه

CNN عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • CNN عربية

بضغطة زر واحدة.. طائرة تهبط وحدها ومراسل CNN يجرّبها بنفسه

مراسل CNN لشؤون الطيران والطيار المعتمد، بيت مونتين، يهبط بطائرة بضغطة زر واحدة، بفضل نظام ثوري جديد يُركّب حاليًا على متن بعض الطائرات الخاصة، ويجيب عن السؤال القديم: ماذا يحدث إذا أصبح الطيار عاجزًا عن الطيران؟ يُعرف هذا النظام باسم "الهبوط التلقائي للعودة الآمنة"، وهو مصمم لإنقاذ الركاب الذين لا يملكون أي خبرة في الطيران، في حال عجز الطيار، وهو أمر يحدث على متن الطائرات الخاصة أكثر مما يتخيله البعض. قد يهمّك أيضًا.. تصميم طائرة من الماضي قد يغيّر الطريقة التي نسافر بها مستقبلًا قراءة المزيد ابتكارات طائرات

بركان تحت الماء سينفجر قريبًا قبالة الساحل الغربي الأمريكي
بركان تحت الماء سينفجر قريبًا قبالة الساحل الغربي الأمريكي

CNN عربية

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • CNN عربية

بركان تحت الماء سينفجر قريبًا قبالة الساحل الغربي الأمريكي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- الأمور تزداد سخونة في عرض المحيط على بُعد مئات الأميال من ساحل ولاية أوريغون، حيث يتوقّع ثوران بركان ضخم وشيك تحت سطح الماء، وفق العلماء. البركان، المعروف باسم Axial Seamount، يقع على عمق نحو 1.6 كيلومتر تحت الماء في منطقة ساخنة جيولوجيًا، حيث تتصاعد دفعات شديدة الحرارة من الصخور المنصهرة من وشاح الأرض إلى القشرة. وتُعد البراكين الناتجة عن هذه البقع الساخنة شائعة في قاع المحيط. لكن Axial Seamount يقع أيضًا على حيد خوان دي فوكا، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان هائلتان (صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة خوان دي فوكا)، اللتان تبتعدان باستمرار عن بعضهما، ما يؤدي إلى تراكم ضغط مستمر تحت سطح الأرض. وقد لاحظ الباحثون في مبادرة المراصد البحرية التابعة لمؤسسة العلوم الوطنية الأميركية (NSF)، وتحديدًا في شبكة الكابلات الإقليمية التي تديرها جامعة واشنطن لمراقبة نشاط البركان، أنّ وتيرة الزلازل قد ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة مع تضخم البركان بسبب امتلائه بكميات متزايدة من الصهارة، ما يشير إلى أن ثورانه قد يكون وشيكًا. ثوران بركان "فيزوف" يحول دماغ رجل روماني قديم إلى زجاج قال ويليام ويلكوك، عالم الجيوفيزياء البحرية والأستاذ بكلية علوم المحيطات في جامعة واشنطن، الذي يدرس هذا البركان: "في الوقت الحالي، هناك بضع مئات من الزلازل يوميًا، لكن هذا لا يزال أقل بكثير ممّا رأيناه في الثوران السابق". وأضاف: "أود القول إنه يحتمل أن يثور في وقت لاحق من هذا العام أو في مطلع العام 2026، أو غدًا، لأن لا يمكن التنبؤ بذلك بدقة". خلال آخر ثوران للبركان في أبريل/ نيسان 2015، لاحظ الفريق حدوث حوالي 10,000 زلزال صغير خلال فترة 24 ساعة، ويتوقع ويلكوك أن يحدث الشيء عينه في الثوران المرتقب. قال ويلكوك إنّ الصهارة، أي الصخور المنصهرة تحت سطح الأرض، تسربت من بركان Axial Seamount لمدة شهر، وامتدت لنحو 40 كيلومترًا عبر قاع المحيط. كما انهارت غرفة الصهارة في قلب البركان مرات عدة في الماضي، ما أدى إلى تشكُّل فُوَّهة كبيرة تُعرف باسم كالدييرا. وفي هذا المكان، تزدهر الحياة البحرية بفضل الغازات الغنية بالمعادن التي تخرج من الفتحات الحرارية المائية، وهي تشبه الينابيع الساخنة تحت الماء. ومن الشقوق في سطح كالدييرا، تتصاعد تيارات من السوائل الساخنة التي تحتوي على مليارات الميكروبات وتكتلات من النفايات، مُشكِّلة سُحبًا بيضاء تُعرف باسم "النافخات الثلجية" (snowblowers). وخلال الثورات البركانية السابقة، احترقت النباتات والحيوانات الصغيرة التي تعيش على الفتحات الحرارية بفعل تدفقات الحمم، لكن بعد ثلاثة أشهر فقط، عاد النظام البيئي للحياة وازدهر من جديد، بحسب ديبي كيلي، مديرة شبكة الكابلات الإقليمية. وأفادت كيلي، أستاذة الجيولوجيا البحرية والجيوفيزياء في جامعة واشنطن، ببيان: "أعتقد أن هذه واحدة من أعظم الاكتشافات التي توصلنا إليها. فالحياة تزدهر في بيئات قاسية، والبراكين على الأرجح تُعد من المصادر الرئيسية للحياة في محيطاتنا". من لغة الحيتان إلى مخطوطات ناجية من بركان.. 4 اكتشافات غير متوقعة للذكاء الاصطناعي في عام 2024 في حين أنّ الحياة البحرية المجاورة مثل الأسماك والحيتان والأخطبوطات قد تشعر بحرارة وتحركات الزلازل، إلا أنه من غير المرجح أن تتعرض للضرر. ويحتمل أيضًا ألا يلاحظ الناس على اليابسة الثوران على الإطلاق، بحسب كيلي في حديثها مع CNN. وأضافت: "ليس حدثًا انفجاريًا بشكل كبير. لن ترى سحب الرماد فوق الماء أو شيئًا من هذا القبيل. إنه كما لو أنك وضعت ميلاً من ماء البحر فوق بركان كيلاويا.. قد ترى بعض تدفقات الحمم، وهذا كل شيء". وأشارت كيلي إلى أن معظم النشاط البركاني على كوكب الأرض يحدث في مراكز التمدد تحت الماء مثل حيد خوان دي فوكا، الذي يشهد ثورات بركانية صغيرة عدة يوميًا، لافتة إلى أنّ "الصهارة قريبة جدًا من السطح، حوالي 1.4 كيلومتر تحت القاع، وهو عمق ضحل جدًا مقارنةً بالبراكين الأرضية التي قد تكون على عمق 12.9 كيلومتر". وأضافت أن لزوجة الصهارة (أي سماكتها) تؤثر على مقدار الضغط الذي يتراكم داخل غرفة الصهارة؛ فكما أن فقاعات الهواء في صلصة الطماطم الكثيفة على الموقد تنفجر بعنف أكثر من الصلصة السائلة، فإن الصهارة السميكة تؤدي إلى ثورات أكثر عنفًا من الصهارة السائلة مثل تلك الموجودة في Axial Seamount. كيفية المشاهدة لحسن الحظ، فإنّ الطبيعة الهادئة نسبيًا لبركان Axial Seamount تجعله مثاليًا للمراقبة البشرية عن قرب. فبحسب كيلي، تخّطط المحطة العلمية التي ترصد البركان لبث حي مباشر للثوران التالي، وهو أمر لم يُنفذ من قبل على الإطلاق. رؤية ثوران بركاني تحت سطح البحر ليست مهمة سهلة. فالعلماء لم يشاهدوا واحدًا بشكل مباشر أثناء حدوثه إلا لأول مرة في 29 أبريل/ نيسان. في المحيط الهادئ، على بُعد حوالي 2,092 كيلومترًا غرب كوستاريكا، كان الباحثون من مؤسسة وودز هول لعلوم المحيطات (WHOI) في غوص روتيني باستخدام مركبة غاطسة لجمع بيانات من حيد شرق المحيط الهادئ، عندما لاحظوا أن الفتحات الحرارية النشطة المعروفة باسم "تيكا" لم تعد تعج بالحياة البحرية. وعوض ذلك، عثر الفريق على ما وصفه دان فورناري، الباحث الفخري في WHOI، بـ"حفلة شواء لأنبوبات البحر المحترقة". كانت وميض من الحمم البركانية البرتقالية يتسرّب من خلال قاع المحيط ويتصلّب مباشرة في الماء المتجمد، في إشارة إلى أن ثورانًا كان يحدث في تلك اللحظة. وقال فورناري: "إنه تطور مهم للغاية. فهذه بيئة نادرًا ما ندرسها بسبب صعوبة الوصول إليها، لكوننا بحاجة إلى تقنيات ذكية لفهمها.. وفي جوهر الأمر، نحن نراقب الكيفية التي يُبنى بها هذا الكوكب، كيف يتكوّن بفعل البراكين في قاع البحر". انفجارات بركانية هائلة شهدها الكوكب ساهمت بالتبريد العالمي.. متى الثوران التالي؟ بشكل غير متوقع، كشفت المراقبة الدقيقة لبركان Axial Seamount أن توقيت ثورانه ليس مرتبطًا فقط بما يحدث تحت سطحه، بل أيضًا بما يحدث فوقه. فكل من الثورات البركانية الثلاث الأخيرة، في العام 1998 و2011 و2015، قد حدثت بين شهري يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان، وهي الفترة التي يكون فيها كوكب الأرض بعيدًا عن الشمس. قال ويلكوك: "لا أعتقد أننا نفهم تمامًا سبب حدوث ذلك، لكن قد يكون مرتبطًا بقوى (الجاذبية) من القمر التي تؤثر على البركان". يدور القمر حول الأرض كل شهر، وجذب القمر الجاذبي يتسبب في ارتفاع وانخفاض المد والجزر في المحيطات، ما يؤدي إلى تغيرات في الضغط على قاع البحر. عندما تصل غرفة الصهارة في البركان إلى الكتلة الحرجة، تؤدي هذه التغيرات في الضغط إلى زيادة الضغط على الكالديرا، الفوهة التي تكونت نتيجة للثورانات البركانية السابقة. كما أنّ ضغط المد العالي يسبّب المزيد من الزلازل المتكرّرة، ما يؤدّي تدريجيًا إلى إجهاد الغرفة حتى تصل إلى نقطة الانهيار، وفق كيلي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store