logo
الذكرى الـ35 للغزو العراقي الغاشم .. اعتداء سافر حاول طمس الهوية الوطنية ومحو وجود الدولة

الذكرى الـ35 للغزو العراقي الغاشم .. اعتداء سافر حاول طمس الهوية الوطنية ومحو وجود الدولة

الأنباءمنذ 3 أيام
تحلّ اليوم السبت الذكرى الأليمة الـ35 للغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت حين اجتاحت قوات النظام العراقي السابق الأراضي الكويتية في الثاني من أغسطس عام 1990 في اعتداء سافر استهدف الكيان والسيادة محاولا طمس الهوية الوطنية ومحو وجود دولة مستقلة وعضو فاعل في المجتمع الدولي.
وإزاء هذا العدوان الغاشم سطر الكويتيون منذ اللحظات الأولى أروع صور التلاحم والصلابة الوطنية فوقفوا في الداخل والخارج صفا واحدا خلف قيادتهم الشرعية متمسكين بالحق والسيادة رافضين الخضوع لواقع الاحتلال ومجسدين وحدة وطنية نادرة رسمت ملامح ملحمة تاريخية انتهت بتحرير البلاد وعودة الشرعية في 26 فبراير 1991.
ومع تعنت النظام العراقي السابق وتماديه في طغيانه لجأ إلى سياسة الأرض المحروقة إذ عمد إلى إحراق 752 بئرا نفطية وتخريب المنشآت الحيوية كما زرع الأرض بالألغام وحفر الخنادق النفطية في محاولة لعرقلة جهود التحرير والتسبب بأكبر ضرر ممكن للبيئة والبنية التحتية الكويتية.
وفي مقابل ذلك أظهرت القيادة السياسية الكويتية آنذاك قدرا عاليا من الحكمة والبصيرة تمثلت في الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح والأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراهما، إلى جانب الدور التاريخي لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - طيب الله ثراه - الذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وكانت له بصمات بارزة في حشد التأييد العربي والدولي لقضية الكويت العادلة.
وأمام فظاعة الغزو لم يتأخر المجتمع الدولي في اتخاذ موقف حازم، إذ أصدر مجلس الأمن الدولي قراره رقم (660) الذي أدان العدوان وطالب بانسحاب القوات العراقية فورا ودون قيد أو شرط وتوالت بعده القرارات الأممية الصارمة تحت الفصل السابع، ما شكل غطاء قانونيا لتحرير الكويت عبر تحالف دولي واسع النطاق.
وفي ضوء هذه المتغيرات شكلت الجهود الديبلوماسية الكويتية بقيادة سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حجر الأساس في كسب المواقف الدولية المساندة، إذ استطاع عبر شبكة علاقاته الممتدة أن يوصل صوت الكويت إلى كل المحافل ويفضح الجريمة بحق السيادة والقانون الدولي ويؤسس لإجماع غير مسبوق على ضرورة إنهاء الاحتلال وإعادة الحق إلى أهله.
وعقب التحرير، ثبتت الكويت سياسة خارجية قائمة على التمييز بين النظام العراقي البائد والشعب العراقي الشقيق، مؤكدة أنها لا تحمل ضغينة لشعب مغلوب على أمره بل وقفت إلى جانبه إنسانيا وقدمت له الدعم والمساعدات منذ العام 1993 وحتى اليوم في صورة تعكس أصالة القيم الكويتية ومبادئها الثابتة.
ومنذ أبريل 1995 بدأت جمعية الهلال الأحمر الكويتي وبتوجيهات من القيادة السياسية بإرسال المساعدات إلى اللاجئين العراقيين في إيران، وواصلت الكويت جهودها بعد تحرير العراق في 2003 لتصبح من أكبر الدول المانحة له، حيث دعمت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والنازحين العراقيين بملايين الدولارات.
كما تبرعت الكويت في يوليو 2014 بثلاثة ملايين دولار لدعم العمليات الإنسانية في العراق ثم تبعتها في العام 2015 مساهمة غير مسبوقة بقيمة 200 مليون دولار لإغاثة النازحين وشملت المساعدات الغذائية أكثر من 50 ألف سلة موزعة في إقليم كردستان ومدن أخرى متضررة.
وفي يوليو 2016 تعهدت الكويت خلال مؤتمر المانحين في واشنطن بتقديم 176 مليون دولار مساعدات إنسانية للعراق، ما دفع مجلس الأمن للاشادة علنا بجهودها المستمرة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتوجت هذه الجهود باستضافة الكويت في فبراير 2018 مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار العراق عقب تحرير مدينة الموصل مما يسمى بتنظيم (داعش) إذ بلغت تعهدات المشاركين في المؤتمر نحو 30 مليار دولار أميركي على شكل قروض ومنح وتسهيلات مالية.
وتكريسا لهذا النهج الأخوي قامت الكويت خلال السنوات الماضية بتسلم دفعات من رفات شهدائها الأبرار الذين استشهدوا إبان الاحتلال العراقي، كما تسلمت دفعات من الأرشيف والممتلكات الكويتية التي تم الاستيلاء عليها في خطوة تعكس حرص القيادة السياسية على إغلاق الملفات العالقة بروح المسؤولية والإنصاف.
ولعل أبرز ما يميز هذه الذكرى رغم مرارتها هو أن الكويت لم تجعل منها عنوانا للانتقام بل منصة للسلام والتضامن مستندة إلى موروثها الإنساني ومبادئها الثابتة في دعم استقرار المنطقة وتعزيز العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب وفي مقدمتهم الشعب العراقي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نظام الدوام المسائي مستمر.. دون زيادة في ساعات العمل
نظام الدوام المسائي مستمر.. دون زيادة في ساعات العمل

الأنباء

timeمنذ 4 ساعات

  • الأنباء

نظام الدوام المسائي مستمر.. دون زيادة في ساعات العمل

أعلنت مصادر لـ«الأنباء» انتهاء المرحلة الأولى من المراحل الزمنية الثلاث لتطبيق الدوام المسائي، والتي بدأت في 5 يناير الماضي، واستمر العمل بها - حسب القرار- لمدة ستة أشهر. وأوضحت المصادر أنه تم تسجيل ملاحظات مبدئية إيجابية على تطبيق نظام الدوام المسائي، حيث أشارت إلى إسهامه المباشر في توسيع نطاق الخدمات الحكومية، والإسراع في تقديمها للمراجعين دون تأخير، كما أسهم النظام في تخفيف الازدحام المروري، بالإضافة إلى توفيره خيارا مرنا لساعات العمل، مما انعكس ايجابا على الأسر الكويتية التي تحتاج إلى تواجد أحد الوالدين مع الأبناء. وكشفت عن أن مجلس الخدمة المدنية كلف الديوان بتقييم تجربة الدوام المسائي بعد انقضاء الأشهر الستة الأولى. وأن الديوان سينسق مع جميع الجهات الحكومية لإنجاز عملية التقييم. وأوضحت أن نظام الدوام المسائي مستمر دون زيادة في ساعات العمل، وأن المرحلة الثانية تبلغ مدتها ستة أشهر، وستركز على معالجة الملاحظات الأولية. أما المرحلة الثالثة فستطبق بعد استقرار التجربة، وتشمل تقديم تقارير تقييمية كل شهرين لضمان التطوير المستمر.

هيروشيما تدعو العالم إلى التخلي عن السلاح النووي بعد 80 عاماً من قصفها
هيروشيما تدعو العالم إلى التخلي عن السلاح النووي بعد 80 عاماً من قصفها

الأنباء

timeمنذ 5 ساعات

  • الأنباء

هيروشيما تدعو العالم إلى التخلي عن السلاح النووي بعد 80 عاماً من قصفها

تحيي اليابان اليوم الأربعاء الذكرى الثمانين لإلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، في مراسم يشارك فيها عدد غير مسبوق من الدول وسط دعوات إلى التخلي عن السلاح النووي في عالم يشهد حربا في أوكرانيا وأزمة في الشرق الأوسط. وألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية على هيروشيما في 6 أغسطس 1945 وأخرى على ناغازاكي بعد ثلاثة أيام، وهما الحالتان الوحيدتان في التاريخ التي تم فيهما استخدام الأسلحة النووية في زمن الحرب. وبعيد ذلك استسلمت اليابان، مما أنهى الحرب العالمية الثانية. قضى نحو 140 ألف شخص في هيروشيما و74 ألفا في ناغازاكي، بينما لقي كثيرون مصرعهم لاحقا بسبب التعرض للإشعاع. ومن المتوقع أن يحضر ممثلون من 120 دولة وكيانا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، المراسم في هيروشيما، بحسب مسؤولي المدينة. وسيمثل فرنسا النائب الأول في سفارتها في الحفل المقام في هيروشيما والسبت في ناغازاكي. في المقابل، تغيب عن المراسم قوى نووية كبرى مثل روسيا والصين وباكستان، وستكون إيران، المتهمة بالسعي الى امتلاك القنبلة الذرية، ممثلة في الاحتفال. وخلافا لعادتها، أشارت اليابان إلى أنها لم «تختر ضيوفها» لهذه المراسم، ولكنها «أخطرت» جميع الدول والكيانات بالحدث. وبالتالي، أعلنت فلسطين التي لا تعترف بها اليابان رسميا عن حضورها للمرة الأولى. وقال رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي في تصريح أدلى به الأسبوع الماضي إن «وجود قادة (سياسيين) يرغبون في تعزيز قوتهم العسكرية لحل النزاعات، بما في ذلك امتلاك السلاح النووي، يجعل من الصعب تحقيق السلام العالمي». والشهر الماضي، حث رئيس البلدية دونالد ترامب على زيارة المدينة ليرى بنفسه الآثار المدمرة للأسلحة النووية. وهيروشيما باتت اليوم مدينة مزدهرة تعدادها 1.2 مليون نسمة، لكن وسطها لا يزال يضم أنقاض مبنى يعلوه هيكل معدني لقبة لاتزال قائمة تذكيرا بفظاعة الهجوم. وأكد توشيوكي ميماكي، الرئيس المشارك لمنظمة «نيهون هيدانكيو» اليابانية المناهضة للأسلحة النووية والتي تجمع ناجين من القصف الذري والحائزة جائزة نوبل للسلام في 2024، أنه «من المهم أن يجتمع الكثير من الناس في هذه المدينة التي ضربتها قنبلة ذرية لأن الحروب تتواصل» في العالم. وتدعو نيهون هيدانكيو الدول إلى التحرك من أجل التخلص من الأسلحة النووية، مستندة إلى شهادات الناجين من هيروشيما وناغازاكي، الملقبين «هيباكوشا». واعرب ميماكي عن أمله في «أن يزور الممثلون الأجانب متحف هيروشيما التذكاري للسلام ليدركوا ما حدث» تحت سحابة الفطر الناجمة عن القصف الذري. ويشكل نقل ذاكرة «الهيباكوشا» والدروس المستفادة من الكارثة تحديا متزايدا لهذه المنظمة التي تضم ناجين يبلغ متوسط أعمارهم 86 عاما. وقال كونيهيكو ساكوما (80 عاما) الذي كان عمره تسعة أشهر وقت القصف وكان يبعد 3 كيلومترات عنه، لوكالة فرانس برس «أعتقد أن التوجه العالمي نحو عالم خال من الأسلحة النووية سيستمر. جيل الشباب يبذل جهودا لتحقيق ذلك». وساكوما الذي من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا بعد المراسم، يعتزم مطالبة طوكيو بالانضمام إلى معاهدة الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية الموقعة في 2017. وترفض طوكيو التوقيع عليها، معتبرة أن الهدف منها غير قابل للتحقيق دون مساعدة القوى النووية. وفي ناغازاكي، من المتوقع أن يحضر المراسم السبت عدد قياسي من الدول، من بينها روسيا وذلك للمرة الأولى منذ هجومها في أوكرانيا في 2022. وقال مسؤول في ناغازاكي لوكالة فرانس برس «حرصنا هذا العام على أن يحضر المشاركون بأنفسهم ليعاينوا عن قرب حجم الكارثة التي يمكن أن يخلفها السلاح النووي».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store