
تعهد الحوثيين بوقف تهديد الملاحة يفتح الباب لإنهاء أزمة الوقود
أدى إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استسلام الحوثيين ووقف الضربات على مواقعهم إلى استئناف تدفق الوقود إلى مناطق سيطرة الجماعة، مما سيساعد على إنهاء أزمة الوقود التي شلّت الحركة في تلك المناطق.
ومن المنتظر أن تُنهي هذه التفاهمات معاناة العشرات من البحارة الأجانب العالقين في أكثر من 14 سفينة محمّلة بالوقود في ميناء رأس عيسى منذ أكثر من شهر.
وقوبل الإعلان الأميركي بالموافقة على طلب الحوثيين وقف الغارات مقابل امتناعهم عن مهاجمة الملاحة بارتياح من قطاع عريض من السكان الذين تطلعوا إلى أن يؤدي ذلك إلى عودة تدفق الوقود وإنهاء الأزمة التي شلت الحركة خلال الأيام الماضية.
ومع ذلك عبّر السكان في مناطق سيطرة الحوثيين عن أسفهم لأن خطوة الجماعة جاءت بعد الدمار الذي لحق بالمنشآت الحيوية في البلاد، والتي تُقدّر خسائرها بنحو ملياري دولار.
ويتساءل منصور، وهو موظف حكومي في مناطق سيطرة الحوثيين، عن الأسباب التي دفعت الجماعة إلى المغامرة بالتصعيد ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، ثم التراجع عن الهجمات بعد أن دُمّرت أهم المنشآت الاقتصادية في البلاد.
ويضيف الموظف، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بالقول: «اليمن خسر المنشآت الاقتصادية التي أقامها منذ سبعينات القرن الماضي، ولم يتبقَّ شيء».
ويؤيده في الرأي أحمد، وهو موظف في شركة خاصة، ويقول: «اليمن لم يكن بحاجة لاختبار قدرات إسرائيل ووحشيتها». ويأسف للدمار الكبير الذي لحق بمطار صنعاء؛ حيث تحوّل إلى كومة من الحجارة، وأيضاً ميناء رأس عيسى الذي دُمّر بالكامل، ومصنعي الأسمنت في باجل وعمران، وهي منشآت يعمل فيها آلاف اليمنيين، وجدوا أنفسهم منضمّين إلى قائمة البطالة التي تطول عشرات الآلاف من الموظفين العموميين.
وبينما لا يزال العشرات من طواقم 14 سفينة محمّلة بالوقود عالقين في منطقة الغاطس في ميناء رأس عيسى شمالي الحديدة، أكدت السفارة الروسية لدى اليمن إجلاء ثلاثة من البحارة بعد إصابتهم بشظايا صاروخ استهدف الميناء، عندما حاول الحوثيون إفراغ حمولة السفينة التي كانوا على متنها، في تحدٍّ لقرار واشنطن بحظر استيراد أو تصدير الوقود إلى مناطق سيطرتهم ابتداءً من الخامس من أبريل (نيسان) الماضي.
منع بالقوة
ذكرت مصادر ملاحية في هيئة موانئ البحر الأحمر الخاضعة للحوثيين لـ«الشرق الأوسط» أن سلطات الجماعة منعت بالقوة طواقم 14 سفينة تحمل وقوداً من مغادرة ميناء رأس عيسى؛ حيث كانت قد أُدخلت بشكل عاجل للالتفاف على القرار الأميركي بمنع استيراد أو تصدير الوقود، بوصف ذلك جزءاً من العقوبات التي ترتبت على تصنيف واشنطن للجماعة بأنها «منظمة إرهابية أجنبية».
ووفقاً لهذه المصادر، فإن الحوثيين، وبعد تدمير الضربات الإسرائيلية للخزانات الأرضية للوقود، لجأوا إلى استخدام خزانات بعض التجار وصهاريج متحركة، بهدف إدخال أكبر كمية من الوقود.
وتقوم الجماعة بنقل وتوزيع هذه الكميات إلى مخازن مصانع الأسمنت، ومحطات الكهرباء، ومخازن عسكرية أسفل الجبال. إلا أن الضربات الأميركية المتواصلة أدت إلى تدمير منصة نقل النفط من السفن إلى المخازن الثابتة والمتحركة.
وأوضحت المصادر أنه على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمخازن ومنصات الضخ، فإن الحوثيين عادوا لمحاولة إفراغ حمولة السفن التي مُنعت من مغادرة الميناء، وتراجعت إلى الغاطس بسبب الضربات الأميركية.
إلا أن الجماعة أوقفت الغارات، التي كانت تُنفّذ بطرق بدائية تماماً، بحسب المصادر، لكنها منعت السفن من المغادرة، ونشرت زوارق تحمل مسلحين في محيط الميناء، وسحبت زوارق القطْر التي تساعد السفن على مغادرة منطقة الغاطس.
ومع السماح بإجلاء ثلاثة من البحارة الروس من أصل 21 يشكّلون طاقم إحدى السفن، أكدت المصادر أن الحوثيين قدّموا للطواقم الإمدادات الغذائية وغيرها من الاحتياجات طوال فترة الانتظار.
وتوقعت المصادر انفراج أزمة البحارة مع التزام الحوثيين بعدم استهداف حركة الملاحة في البحر الأحمر، وإيقاف الولايات المتحدة ضرباتها على مواقعهم، بما فيها ميناء رأس عيسى الخاص بتصدير واستيراد الوقود.
تفريغ الوقود
ذكرت مصادر عاملة في مجال النفط لـ«الشرق الأوسط» أنه ومع سريان الموافقة الأميركية على وقف الضربات، تم إدخال إحدى السفن إلى ميناء رأس عيسى وبدأ إفراغ حمولتها، وسيتم إدخال بقية السفن تباعاً.
وأشارت المصادر إلى أن ذلك من شأنه إنهاء أزمة الوقود التي تعاني منها مناطق سيطرة الحوثيين، إذ إن ضرب ميناء رأس عيسى ومنع إفراغ حمولة السفن، ثم استهداف المقاتلات الإسرائيلية لمخازن الوقود في الميناء ومصانع الأسمنت ومحطات توليد الطاقة، كل ذلك أفقد الحوثيين جزءاً كبيراً من احتياطي الوقود.
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات من تنبيه هيئة النقل البحري البريطانية إلى أن النشاط المستمر في منطقة البحر الأحمر منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، خاصة الضربات التي تم الإبلاغ عنها مؤخراً ضد أهداف بالقرب من ميناء الحديدة بين 5 و6 مايو (أيار)، يشير إلى وجود تهديد مستمر من الأضرار الجانبية لسفن الشحن التي تعبر من المنطقة.
وبحسب التنبيه، فإن السفن الموجودة على بُعد 1000 متر من الشاطئ اليمني أو مرافق الميناء ستكون أكثر عرضة لخطر الأضرار الجانبية، إذا حاولت الرسو أو لم تغادر المنطقة.
وأكدت الهيئة البريطانية أن مخاطر الأضرار الجانبية لا تزال قائمة قبالة ميناء رأس عيسى النفطي شمال ميناء الحديدة، في حال وقوع المزيد من الضربات ضد أهداف في مناطق الميناء.
ونصحت الهيئة جميع السفن بتوخي الحذر الشديد بالقرب من الموانئ التي تعرضت لضربات بالفعل، وطلبت منها دراسة ما إذا كانت مخاطر الملاحة أو العمليات الجارية في تلك المناطق لا تزال قائمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 7 ساعات
- المشهد اليمني الأول
صحيفة روسية: حرب ترامب على اليمن انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية صحيفة
قالت صحيفة روسية إن الحرب التي شنتها الولايات الأمريكية على من أسمتهم 'الحوثيين' في اليمن عديمة الفائدة، وانتهت في منتصف الطريق وبشكل غير متوقع تماما، ودون أية نتائج منهجية، حيث احتفظ 'الحوثيون' بقدراتهم على اطلاق الصواريخ على 'إسرائيل' واستهداف السفن في البحر الأحمر. وأضافت صحيفة (Репортёр (Reporter) الروسية في تقرير لها ' استمرت عملية 'الفارس الخشن' التي شنتها الولايات المتحدة ضد 'الحوثيين' لمدة شهر وثلاثة أسابيع، وخلال العملية تم تنفيذ أكثر من ألف طلعة جوية مع هجمات باستخدام صواريخ كروز وقنابل قوية، لكن رغم ذلك، احتفظ الحوثيون بالقدرة على إطلاق النار على 'إسرائيل' والسفن في البحر الأحمر، وخلص المجتمع الدولي إلى أن الغرب غير معتاد على إنهاء ما يبدأه'. وأضافت الصحيفة 'قام الأمريكيون بضرب محطات الطاقة الأربع في اليمن، وقصفوا مطار صنعاء، ومصنعاً للقطن، ومصنعين للأسمنت، وورشاً معدنية من أجل القضاء على المرافق الصناعية ذات الاستخدام المزدوج، ورد 'الحوثيون' الشجعان بإرسال عدة موجات من الصواريخ المضادة للسفن نحو حاملات الطائرات الأمريكية. وعلاوة على ذلك، أطلقت الدولة، التي مزقتها سنوات من الحرب 'الأهلية'، هجوما صاروخيا باليستيا على مطار بن جوريون في تل أبيب في الرابع من مايو بعد أسابيع من القصف. مشيرة إلى أن ' الجميع معتادون على هذا الأمر ولا يتفاجأون به، الأمر المثير للاهتمام هو شيء آخر: العملية الغريبة، التي لم تنتهي على الأرض، انتهت بشكل غير متوقع تمامًا كما بدأت بعد وقت قصير نسبيًا، وانتهت في منتصف الطريق، دون أية نتائج منهجية.. وأضافت: لا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي الذي توسطت فيه سلطنة عمان أي بند يتعلق ب'إسرائيل'، على الرغم من أن الأزمة في البحر الأحمر، كما نتذكر، بدأت على وجه التحديد بالهجمات التي شنها 'الحوثيون' على السفن الإسرائيلية رداً على العملية في غزة، ونتيجة لذلك، احتفظت اليمن بالقدرة على ضرب الصواريخ الباليستية من مسافة ألفي كيلومتر. كما أعاد بسرعة تأسيس الروابط الجوية والبحرية باستخدام المدرجات والأرصفة البدائية. واستطردت الصحيفة الروسية : منذ البداية، كان موقف الغرب من هذه الفكرة تافهاً إلى حد ما. وقد تم تقديم الخسائر وتقييمها من قبل وسائل الإعلام على أنها كبيرة بشكل غير مبرر. أسقطت الصواريخ 'الحوثية' ثماني طائرات بدون طيار من طراز MQ-9 وفقدت طائرتين من طراز F/A-18 Super Hornet ..وفي الواقع، بالنسبة للعمليات القتالية في منطقة ساخنة وفي ظل مثل هذه الظروف، فإن هذا الضرر ليس خطيراً، لكن ترامب رجل أعمال حكيم، وليس صقرًا، وهذا يقول كل شيء؛ وبعد كل هذا فإن الحرب مع الحوثيين كلفت الولايات المتحدة ما بين مليار إلى ثلاثة مليارات دولار! وبعد ذلك استهدفت أنظمة الدفاع الجوي الحوثية طائرة إف-35، لذا صدر الأمر بتقليص العملية لتجنب تشويه الصورة والمخاطر، وتعتبر مخزونات الأسلحة عالية الدقة ضرورية في المقام الأول لتلبية احتياجات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما أكد عليه دونالد ذو الشعر الأحمر أكثر من مرة. وخلصت إلى القول: ان هذا يعني أن العم سام لم يعد هو نفسه الذي كان عليه قبل ربع قرن من الزمان.. في عصر تويتر، فإن أي خسارة من هذا القبيل تثير ضجة لمدة شهر حول من هو الأفضل، بايدن أم ترامب، وتساؤلات حول متى ستصبح أمريكا عظيمة مرة أخرى. مع كل السمات المصاحبة: التقييمات، والمدونات، والحملات الصحفية حسب الطلب، لكن هذا مجرد ضجيج، ولا شيء أكثر من ذلك لقد أدركت وزارة الدفاع الأمريكية أن عملية منفردة، وليس حتى عملية برية ضد التشكيلات القبلية من 'محور الشر'، لن تؤدي إلى النتيجة المرجوة، إن العزل البحري الدائم من خلال الأسطول البحري المتنقل والقضاء على سفن الصيد والقوارب الشراعية التي تحمل طائرات بدون طيار مزودة بالصواريخ أمر ضروري، بالإضافة إلى نصب حقول الألغام، وتفتيش السفن المشبوهة، وتدمير القوارب المجهولة على الفور في حال محاولة اقتحامها. وتختتم الصحيفة تقريرها بالتأكيد بان 'العالم المتحضر' ليس مستعدًا الآن للعب اللعبة الطويلة، أو إجهاد الاقتصاد، أو التضحية بأي شيء، لأن حتى خسارة طائرتين تسبب الهستيريا، هذه حقيقة، ونتيجة لذلك، اخترق رجال العصور الوسطى 'القبة الحديدية' لإسرائيل، وافتقرت القوة المهيمنة إلى الإرادة السياسية لسحق من تسميهم وكلاء إيران، الذين مسحوا أنف الغرب الجماعي مرة أخرى.


وكالة 2 ديسمبر
منذ 7 ساعات
- وكالة 2 ديسمبر
منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج
منظمة: الحوثيون حكموا على المياحي بـ3 سنوات تحت الإقامة الجبرية بعد الإفراج أفادت منظمة "سام" لحقوق الإنسان، نقلاً عن عمار علي ياسين محامي الصحفي المختطف محمد المياحي، أن الحكم الحوثي الذي صدر اليوم السبت بحق المياحي قضى بحبسه لمدة سنة ونصف، مع فرض الإقامة الجبرية لمدة ثلاث سنوات بعد إطلاق سراحه. وأوضحت المنظمة أن الحكم الصادر عما تسمى المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة، تضمن مصادرة أجهزة المياحي الإلكترونية، بما في ذلك هاتفه المحمول وجهاز الحاسوب المحمول، إلى جانب فرض رقابة أمنية عليه لثلاث سنوات بعد انتهاء فترة الحبس. كما اشترط الحكم تقديم تعهد كتابي وضمانة مالية بقيمة خمسة ملايين ريال يمني (حوالى 10 آلاف دولار) في حال استئنافه النشر الصحفي. ووصفت "سام" الحكم بأنه "ذروة مسلسل طويل من الانتهاكات القانونية والحقوقية" التي تعرض لها المياحي منذ اختطافه في 20 سبتمبر 2024، مشيرة إلى أن ظروف اختطافه القاسية ومحاكمته أمام محكمة غير مختصة تكشف عن "طابع سياسي" يهدف إلى قمع حرية الصحافة. ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الانتهاكات المتصاعدة بحق الصحفيين في اليمن، محذرة من أن هذه التطورات تزيد من المعاناة الإنسانية وتكرس استخدام القضاء كأداة لتكميم الأفواه.


26 سبتمبر نيت
منذ 12 ساعات
- 26 سبتمبر نيت
عشرات آلاف الموريتانيين يشاركون في مسيرة منددة بالإبادة في غزة
شارك عشرات آلاف الموريتانيين بالعاصمة نواكشوط، السبت، في مسيرة للتنديد باستمرار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 20 شهرا. وحسب مراسل الأناضول، انطلقت المسيرة من محيط القصر الرئاسي، وجابت شوارع رئيسية قبل أن تتوجه إلى مقر ممثلية الأمم المتحدة في نواكشوط. ودعت إلى المسيرة كافة الأحزاب السياسية الموريتانية ومن بينها حزب 'الإنصاف' الحاكم، وحزب 'التجمع الوطني للإصلاح والتنمية' (أكبر أحزاب المعارضة) بالإضافة إلى العديد من المنظمات والهيئات الموريتانية تحت شعار: 'مليونية نساء موريتانيا لوقف قتل نساء وأطفال غزة'. ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تنتقد صمت العالم تجاه المجازر في غزة، وتطالب بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع. ad ودعا المشاركون في المسيرة شعوب العالم إلى المشاركة في مسيرات مليونية من أجل الضغط على الأنظمة الحاكمة لعزل إسرائيل دوليا ومحاصرتها اقتصاديا. وشدد المشاركون في المسيرة على أن ما يحصل 'يبرهن على الإرادة الآثمة المتعمدة للقادة الإسرائيليين في القتل الجماعي للسكان المدنيين في قطاع غزة'. ومنذ بداية الإبادة الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتواصل في موريتانيا حملات تضامن واسعة مع القطاع، بينما تتنافس الأوساط القبلية في جمع التبرعات للفلسطينيين المحاصرين. ad وتمكنت قبائل موريتانية من جمع تبرعات وصلت إلى نحو 16 مليون دولار، وفق تقارير إعلامية محلية. وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، خلّفت أكثر من 176 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.