لا يعرف عظمة هذه الفتوحات ولا يقدرها حق قدرها إلا من عاش هذه الحرب
لا يعرف عظمة هذه الفتوحات ولا يقدرها حق قدرها إلا من عاش هذه الحرب بتفاصيلها …
عن تجربتي الخاصة كنا في حصار (سلاح المهندسين) تحيط بنا المليشيا (إحاطة السُّوار بالمعصم)… مَنْ يعرفون خارطة أم درمان يعرفون أن هذا الوصف مني هو الحق المُجرَّد من جُنوح مبالغات التعبير وشطحات القول … فالبحر كان من شرقنا وأقرب خرطوم لنا المقرن يحتله المليشيا وتوتي تحتلها المليشيا .. وفي أم درماننا الموردة والعباسية والعرضة والدوحة وأم بدة الراشدين وأم بدة المنصورة والمربعات والفتيحاب كلها محتلة … ومن وراء ذلك كله احتلال أم درمان (القديمة) بالكامل شمالاً واحتلال (صالحة) جنوباً وبقية أم بدة ودار السلام وسوق ليبيا غرباً … يعني ظُلمات من المليشيا (بعضها فوق بعض)!!
كنا نتحرّك في رقعة جغرافية مُتناهية في الصغر ، جزء محدود جداً من (شارع الأربعين) ثم جنوبا وغرباً إلى الشوارع التي تطل عليها بوابات سلاح المهندسين.. وسماء هذه الرقعة المحدودة جداً جوادة بكل مقذوف لا تهدأ لا في نهار ولا ليل!!
كان وصول الجيش إلى (محطة عابدين) في العباسية كفكِّ الحصار عن الفاشر اليوم والوصول إلى (طلمبة حمد النيل) كدخول الضعين اليوم أما تحرير (الدوحة) فشيء أشبه بتحرير كاودا اليوم!!
أما أن تعبر كبري (الحديد) إلى الخرطوم فهذا حُلم يعرفه مَنْ عانى معاناة إخلاء جرحى العمليات من (المدرعات) ليلاً بالبحر إلى السلاح الطبي في غير الليالي المُقْمِرات!!
اليوم الخرطوم (الولاية) كلها بجميع محلياتها من جبل أولياء جنوباً إلى كرري شمالاً ومن شرق النيل شرقاً إلى أم بدة غرباً كلها حرة … نصر عزيز بُذلتْ فيه دماء وأشلاء وسُكِب فيه عرق وسهرتْ فيه عيون وجاعت فيه بطون ، وقبل ذلك كله ارتفعت فيه أكف بالتضرع إلى الله وافقتها دعوات المظلومين التي ليس بينها وبين الله حجاب!!
نضَّر الله وجوه الفاتحين المنتصرين وتقبَّل بذلهم وجهادهم …
وأذل الله أبداً الذين يفرون من الإقرار بالهزيمة في كل مرة ب(التَّموضُع) وهم حقاً إلى كل وَضيعٍ وحقيرٍ أقرب!!
عمر الحبر
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المجلس الانتقالي الجنوبي
منذ 38 دقائق
- المجلس الانتقالي الجنوبي
الرئيس الزُبيدي يُعزي في وفاة عضو الجمعية الوطنية الأستاذ سالم قسيبة
بعث الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي برقية تعزية ومواساة، في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ سالم عوض سعيد قسيبة، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي وافاه الأجل يوم أمس الأول. وعبّر الرئيس الزُبيدي في برقيته عن خالص تعازيه وعظيم مواساته لأبناء الفقيد رامي ومازن ومحمد، وإخوانه عمر، ومحمد، وصالح، وأحمد وذويه وأفراد أسرته، وآل القشاعير، وآل لخنف وأبناء مديرية رضوم بمحافظة شبوة عمومًا، ومشاطرته لهم أحزانهم في هذا المصاب الأليم. وابتهل الرئيس القائد في ختام برقيته، إلى المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويُلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنَّا لله وإنّا إليه راجعون


حضرموت نت
منذ 2 ساعات
- حضرموت نت
جموع المعزين يتوافدون إلى الصرفة لتقديم العزاء لأسرة الحاج سعيد المريسي
الضالع – طه منصر توافد يومنا هذا الثلاثاء ٢٠-٥-٢٠٢٥ م العشرات من المعزيين آلى مركز الصرفة منطقة خلة لتقديم العزاء والمواساة للحاج سعيد محمد سعيد المريسي وذلك بوفاة زوجته الفاضله عليها رحمة الله'والتي فاضت روحها الطاهرة عصر أمس الإثنين بإحدى مشافي العاصمة عدن إثر مرض المت بها' وفي جلسة العزاء التي إستضافها مجلس السلطان صالح احمد عمر هرهره الأمين العام للحراك الجنوبي مديرية الحصين رحب الأستاذ أحمد محمد صالح بجميع الحاضرين الذين أتوا لتقديم العزاء كلا بإسمه وصفته 'ثم قدم التعازي نيابة عن راعي المجلس والشيخ حيدرة احمد عمر هرهره وجميع الحاضرين إلى الحاج سعيد محمد وٱولادة ٱصحاب الخير والعطاء بهذا المصاب الجلل والذي هو مصابنا جميعا 'كما قدم التعازي لكافة اهلها وذويها داعيا الله أن يغفر لها ويرحمها وأن يسكنها فسيح جنانه'ثم تطرق خلال حديثه' عن الموت هادم اللذات ومفرق الجماعات' وجميعنا بقدر الله مستسلمون ولٱمره مذعنون 'وإلى الله مسافرون'داعيا الجميع إلى الطاعات والعمل الصالح لٱجل ذلك اليوم والذي لاينفع فيه لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبً سليم'ثم دعا في آخر حديثه بالرحمة والغفران للفقيدة وان يسكنها الله فسيح جناته ورضوانه إنه سميع مجيب. حضر العزاء وكيل محافظة الضالع العميد ٱحمد مثنى البلعسي وعدد من قيادات الألوية العسكرية والٱمنية ومشائخ وٱعيان وشخصيات إجتماعية وسياسية ومثقفين ومعلمين ومهندسين وجمع كبير من الشباب والذين توافدوا من كل حدب وصوب لتقديم واجب العزاء. هذا وقد تمت الصلاة على الفقيدة رحمها الله في وقت متأخر من مساء الاثنين ١٩ مايو حيث ووري جثمانها الطاهر الثرى في مقبرة الصرفة بحضور زوجها وأولادها وٱحفادها واهلها وجمع كبير من أبناء مركز الصرفة الحصور وقرى خلة والقهرة .

سودارس
منذ 2 ساعات
- سودارس
في حرب الرمل، ما خفي أعظم؟! (1)
الجميل الفاضل ليس حدثًا عابراً إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة بغرب كردفان. فقد ودّع الدعم السريع بالفعل، كما يقول قادته، "الفوج الخامس" إلى خطوط الرمل الأمامية. أما الآن، فلو أن نملة نابهة أخرى قالت: "يا معشر النمل، ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم ابن حمدان وجنوده"، فقد صدقت أيضاً. بمظنة أن أفواجاً بعد، حبّات رمل كردفان، في طريقها لأن تنخرط في أتون هذه الحرب. إذ إن من يدمي الرمال بذبح أطفال ونساء "الحمادي" وشبّان "الخوي"، سيدمي لا محالة قلبه بجراح لن تبرأ قريبًا. وأقول: سبحان الذي استدرج أقدام "الإخوان" إلى أودية الرمل البعيدة، ليُلبي بعد نحو خمس سنوات رغبة من قالوا: "أي كوز ندوسو دوس... ما بنخاف، ما بنخاف". إن من نادوا بهذا "الدوس" في الخرطوم يومئذ، كانوا يقولون "جيبوه"، وليس "اذهبوا به إلى حيث أرشد مغنّون آخرون حين قالوا: لو داير البل تعال لدار حمر". وبالطبع، ف"البل" على رمال الصحارى المفتوحة ليس كغيره من "البل". فعندما تتحرك الرمال تحت قدميك، يجب أن تعرف أين أنت بالضبط، وإلى أين تجرفك هذه الرمال، أو تجرّ أقدامك. ثم، قبل أن تردّد الأهازيج الحمرية ذاتها: "يا حليل الفكي الجاب ليكم العرقي"، تذكّر أن ذلك "الفكي" ربما أتى لتلاميذه ب"عرقي" الانقلاب المعتّق قبل بضع وثلاثين سنة، قبل أن يتوسّد الآن "الباردة". على أية حال، فإن هؤلاء "الكُرْدافة" ليسوا فقط أولئك الناس "القيافة"، كما كنا نظن. فانظر إلى ناظرهم عبد القادر، هذا الأسد الرابض في عرينه يأبى أن يهرب من قدر الله إلى قدر الله. اختار أن يواجه كلا الاحتمالين: احتمال الموت، أو احتمال النجاة، من مكانه. إذ إن من يُدرك طبيعة الرمل، يدع الرمل يمشي، ولا يمشي هو. وهكذا يفعل أيضاً من يُدرك أن إرادة الرمال أقوى دائماً من إرادة الأقدام التي تدبّ وتسعى عليها. بل ربما هذا ما بات يُدركه سليل بيت الإدارة الأهلية الكبير، بيت الناظر منعم منصور. فالإنسان كائن متجدّد بطبعه، لا يمكن اختزاله أو اعتقاله في لحظة هاربة من تاريخه وماضيه. والتاريخ، قربًا أو بعدًا، ليس قفصًا حديديًا يُرهن له الناس حاضرهم ومستقبلهم. إذ لكل لحظةٍ حاضرة قانونها الخاص، الذي هو أقوى وأمضى من كافة صور الماضي، ومن تصوراتنا حوله. وبالعودة للتاريخ أيضا، فقد سقط بين كثبان هذه الرمال نفسها جنرال إنجليزي كبير، سقط في متاهة زحفها؛ إنه الجنرال "هكس"، الذي ظن أن "غابة شيكان" مجرد غابة من شجر، وأن الرمل لا يتحرك تحتها، ناهيك أن يصعد فوق هامات شجرها.