
السعودية تُفشل مخططات الاحتلال
في سابقة دبلوماسية فريدة، ترأست المملكة العربية السعودية مؤتمر الأمم المتحدة للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتطبيق حل الدولتين، بمشاركة مع فرنسا في خطوة تمثل مرحلة مفصلية في تاريخ الصراع العربي مع دولة الاحتلال الصهيوني. وقد جاء انعقاد هذا المؤتمر المهم بعد جهود مضنية وحثيثة بذلتها الدبلوماسية السعودية لجمع شتات العالم ووضع الدول الأعضاء في المنظومة الدولية أمام مسؤولياتها لرفع ظلم طال لعقود طويلة ولإعادة الاحترام للقانونين الدولي والإنساني الذي تتفنن حكومة الاحتلال في الدوس عليهما بذريعة "معاداة السامية" المعلبة، أي العداء لليهود، وأكذوبة "الهولوكوست" المبالغ فيها، التي سهلت الصهيونية العالمية ارتكابها لتنفيذ مشروع الدولة اليهودية، وهي بالمحصلة جريمة أوروبية أساسًا لكن العرب، والشعب الفلسطيني خصوصًا، تحملوا وزرها.
وقد أدى الإرهاب الصهيوني لدول العالم، سياسيًا وإعلاميًا وعقائديًا، إلى التزام كثير من هذا الدول بالصمت بينما تمادت دول أخرى في دعمها لهذا الكيان المسلح نوويًا بشتى السبل، ومنها السلاح، لتمكينه من "الدفاع عن نفسه" ضد العرب "فيما يقترف هذا الكيان جرائم همجية غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، وما يجري ضد السكان المدنيين في غزة منذ نحو عامين، حيث التدمير الهمجي والمجازر اليومية وحرب التجويع حتى الموت، أكبر شاهد على ذلك.
عندما باشرت المملكة بتوجيهات من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، التواصل مع دول العالم المحبة للسلام، استطاعت إقناع دول كثيرة مؤثرة بأن القانون الدولي يجب أن لا يكون انتقائيًا ومزدوج المعايير وأن دول الاحتلال يجب أن لا تتمتع بـ"كارت بلانش" للتصرف بحرية وتمزيق ميثاق الأمم المتحدة وحقوق الإنسان ورميه بلا خجل في وجوه الدول الموقعة عليه والإفلات من العقاب.
ومن خلال هذا الحراك، استطاعت المملكة استثمار ثقلها في الاقتصاد العالمي ودورها الإقليمي والإسلامي في إحداث تحول جذري في موقف معظم دول العالم وإقناعها بأن السلام والاستقرار والتنمية في هذه المنطقة المهمة جيو-سياسيًا لا يمكن أن تتحقق من دون وضع حد لغطرسة اليمين المنفلت من عقاله والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة والتمتع بحريته أسوة بجميع شعوب العالم.
وقد دافعت الدبلوماسية السعودية عن حجتها بثبات بعدما وصلت الجرائم الصهيوني مداها، وأصبحت مكشوفة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من محاولات التضليل والتعتيم الإعلامي، وبعدما أخذ صراخ الجوعى في غزة يطرق أسماع العالم مما شكل ضغطًا سياسيًا وقانونيًا وأخلاقيًا على صناع القرار.
وكانت قيادة المملكة واضحة وصريحة وهي أنها كانت أول من طرح مبادرة السلام العربية قبل 23 عامًا لحل هذا الصراع، لكن حكومات الاحتلال المتعاقبة رفضتها مثلما رفضت قرارات مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة معتمدة على الغطاء السياسي الذي وفرته لها الإدارات الأميركية والدول الأوروبية.
ومن خلال هذا المؤتمر، نجحت القيادة السعودية في إيقاظ العالم من سباته وتخاذله ولامبالاته ونفاقه السياسي في الوقت الذي تبتلع فيه إسرائيل أراضي الفلسطينيين في الضفة الغربية وتعتزم احتلال قطاع غزة لبناء مزيد من المستوطنات اليهودية. وكان منبر الأمم المتحدة تصويتًا على فاعلية الدبلوماسية السعودية التي جمعت وزراء خارجية الدول من مختلف قارات العالم لإقرار الوثيقة الختامية للمؤتمر لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين التي أعلنها سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان الرئيس المشارك للمؤتمر.
وأوضح سموه أن الوثيقة تشكل إطارًا متكاملًا وقابلًا للتنفيذ من أجل تطبيق حل الدولتين وتحقيق السلم والأمن للجميع ضمن حدود آمنة ومعترف بها، كما نصت على أنه سيتم تضمين تعهدات دول أخرى مستعدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد اعتراف فرنسا وبعض الدول الأوروبية ونية بريطانيا و22 دولة أوروبية أخرى، وتود ألمانيا وإيطاليا، إعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية المرتقبة.
ما حدث في نيويورك كان إنجازًا للقيادة السعودية ودبلوماسيتها الهادئة واختراقًا للهيمنة الصهيونية على القرار العالمي على الرغم من الضغوطات المعرقلة التي تعارض هذا الحل. وكانت كلمات وفود الدول المشاركة استفتاء على صوابية الموقف السعودي الرسمي: "لا اعتراف بإسرائيل ولا تطبيع من دون إقامة الدولة الفلسطينية". وبهذا فقد قطعت القيادة السعودية الطريق أمام الأحلام الصهيونية وحاصرت المحاصِر لقطاع غزة وزادت من عزلته على الساحة الدولية وضيقت عليه الخناق لجره إلى بيت طاعة القانون الدولي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
ستارمر: الاعتراف بفلسطين قادم ما لم تُغير إسرائيل سياساتها
أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الأربعاء، تمسكه بخطة تقضي باحتمال اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، ما لم تستجب تل أبيب لعدة شروط تتعلق بـ"معالجة الأزمة الإنسانية"، و"تنفيذ وقف لإطلاق النار" في قطاع غزة، و"إحياء آفاق حل الدولتين"، داعياً إلى العمل على تخفيف وطأة الوضع "المروع" في غزة. وعندما سُئل عما إذا كانت هذه الخطوة تعتبر "دعائية لحماس"، قال ستارمر للقناة 5 البريطانية، إنه "ينبغي عليهم (حماس) أن يفرجوا فوراً عن المحتجزين في قطاع غزة، كما لا ينبغي أن يكون لهم أي دور على الإطلاق في حكم فلسطين". وشدد رئيس الوزراء، على أن "علينا أيضاً أن نبذل كل ما في وسعنا للتخفيف من وطأة الوضع المروع في غزة"، مؤكداً الحاجة الماسة إلى دخول عدد كبير المساعدات. وأشار إلى أن الجميع شاهد "صور المجاعة" في غزة، مضيفاً أن "الجمهور البريطاني يرى ذلك، وهناك شعور بالاشمئزاز مما يرونه". وشدد على أن الحكومة يجب أن تقوم "بكل ما في وسعها" لإدخال المساعدات، وذلك بالتعاون مع دول أخرى، وقال: "وفي هذا السياق حدّدت موقفنا بشأن الاعتراف". وبينما أثار إعلان رئيس الوزراء البريطاني انتقادات من الحكومة الإسرائيلية، من المقرر تنظيم احتجاج على القرار بالعاصمة لندن في نهاية الأسبوع الجاري. ومن المتوقع أن يتظاهر المحتجون، بمن فيهم بعض أفراد عائلات المحتجزين البريطانيين في غزة، أمام مقر الحكومة في داونينج ستريت، مطالبين بالإفراج عن المحتجزين قبل أي نقاش بشأن الاعتراف بفلسطين، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. تحذيرات أممية وصفت الأمم المتحدة التقارير المتعلقة بقرار إسرائيلي محتمل لتوسيع العمليات العسكرية في أنحاء قطاع غزة بأنها "مقلقة للغاية" إن صحت، مشيرةً إلى أن مثل هذه الخطوة "ستُنذر بعواقب كارثية.. وقد تُعرّض حياة المحتجزين المتبقين في غزة لخطر أكبر". وأضاف: "القانون الدولي واضح في هذا الصدد، غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقبلية ويجب أن تبقى كذلك". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد التقى بمسؤولين أمنيين كبار، الثلاثاء، لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية جديدة للحرب الدائرة منذ قرابة عامين في غزة، حيث أفادت وسائل إعلام، بأنه يُفضّل السيطرة العسكرية الكاملة على القطاع الفلسطيني. وقبل اجتماع الأمم المتحدة، خاطب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الصحافيين بمقر المنظمة، وانتقد الدول التي تسعى للضغط على إسرائيل من خلال الاعتراف بدولة فلسطينية "افتراضية" قائلاً، إن ذلك "اغتال" اتفاق إطلاق سراح المحتجزين، ووقف إطلاق النار، وأطال أمد الحرب. "مؤتمر حل الدولتين" وأعلنت 3 من دول مجموعة السبع عن خطط للاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالت فرنسا وكندا إنهما ستفعلان ذلك خلال سبتمبر المقبل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأعربت بريطانيا عن استعداها أيضاً للاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء المعاناة في غزة مع الوفاء بشروط أخرى. وجاءت هذه الاعترافات بالتزامن مع عقد المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين الذي ترأسته المملكة العربية السعودية بالاشتراك مع فرنسا. وشهد المؤتمر الذي عقد في نيويورك الأسبوع الماضي، توافقاً دولياً على أن حل الدولتين هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام بالمنطقة، وأن قيام دولة فلسطينية هو مفتاح هذا السلام، كما فتح المؤتمر حواراً مع عدد من الدول الأوروبية والآسيوية لدفعها للاعتراف بدولة فلسطين. وقالت تقارير إن بريطانيا قد تضغط على دول كبرى أخرى مثل ألمانيا وأستراليا وكندا واليابان للسير على المنوال نفسه.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
ستارمر يدافع عن خطته للاعتراف بفلسطين... ويهاجم «حماس»
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الأربعاء، إن هناك «شعوراً بالاشمئزاز» إزاء المعاناة في غزة، وذلك لدى دفاعه عن خطته الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال ستارمر إن المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول) المقبل ما لم توافق إسرائيل على تلبية شروط معينة، من بينها علاج الأزمة الإنسانية وتنفيذ وقف لإطلاق النار وإحياء آفاق حل الدولتين للصراع. لكنه أصر على أن هذه الخطوة لم تكن دفعة دعاية لحركة «حماس»، قائلاً إن «المنظمة الإرهابية» لا يمكن أن تلعب «أي دور في أي حكومة مستقبلية»، وفقاً لوكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا). ورداً على سؤال عما إذا كان قد أعطى «حماس» دفعة علاقات عامة من خلال الحديث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال ستارمر: «يجب عليهم إطلاق سراح الرهائن على الفور، ولن يكون لهم أي دور على الإطلاق في حكم فلسطين في أي وقت». وقال إن «الرهائن الذين تم اختطافهم خلال الهجمات التي وقعت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يتم احتجازهم منذ فترة طويلة للغاية في ظروف مروعة؛ ظروف لا يمكن تصورها، و(حماس) منظمة إرهابية، ولهذا السبب أنا واضح تماماً بشأن (حماس)». وتابع ستارمر: «وبجانب هذا، علينا أن نبذل قصارى جهدنا لتخفيف الوضع الفظيع على الأرض في غزة. نحن بحاجة إلى مساعدات بكميات كبيرة وعلى نطاق واسع». وقال إن الناس شاهدوا «صور التجويع» في غزة، مضيفاً أن «الشعب البريطاني يمكنه رؤيتها وهناك شعور بالاشمئزاز مما يرونه».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
بينهم 17 من طالبي المساعدات... مقتل 38 شخصاً بنيران إسرائيلية في غزة
كشف إعلام فلسطيني، اليوم الأربعاء، عن مقتل 38 شخصاً بنيران القوات الإسرائيلية في غزة منذ الفجر، بينهم 17 من طالبي المساعدات. كان الناطق باسم الدفاع المدني ومصادر طبية أفادوا اليوم بقتل 25 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال، وإصابة عشرات آخرين بجروح بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وقال محمود بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن خمسةً من القتلى وأكثر من أربعين جريحاً «نُقلوا من منطقة الشاكوش قرب مركز المساعدات» التابع لمؤسسة غزة الإنسانية في رفح، جنوب القطاع، مشيراً إلى أنهم تعرضوا لإطلاق نار من الجيش الإسرائيلي. ووفق شهود، وكما هي الحال يومياً تقريباً، كان آلاف الفلسطينيين تجمّعوا في محيط مركزين لتوزيع المساعدات تابعين لـ«مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة إسرائيلياً وأميركياً في خان يونس وفي رفح للحصول على طعام. وبعد الظهر، قُتل شابان وأصيب عدد من الأشخاص كانوا ينتظرون وصول مساعدات قرب بوابة زيكيم العسكرية الإسرائيلية التي تمر منها بعض شاحنات المساعدات قرب منطقة السودانية، شمال قطاع غزة، وفق بصل الذي تحدّث عن إطلاق نار من طائرات إسرائيلية. وقُتلت طفلةٌ بعيار ناري إسرائيلي في الرأس، بينما كانت في خيمتها بمخيم للنازحين في منطقة أصداء شمال غربي خان يونس، وطفلة أخرى برصاص من مسيّرة إسرائيلية في شارع النفق شمال شرقي مدينة غزة. كما أشار بصل إلى مقتل ثمانية أشخاص «من جراء قصف جوي من طائرات الاحتلال استهدف منزلين في حي الزيتون» في مدينة غزة، وشخصين آخرين بغارة جوية في حي التفاح في المدينة، وطفل من جراء انهيار جدار منزله بعد غارة جوية على مخيم النصيرات (وسط القطاع). وقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة في غارة استهدفت منزلهم في مخيم النصيرات. وكان «الدفاع المدني» أفاد بمقتل 20 شخصاً الليلة الماضية عندما انقلبت شاحنة مساعدات في وسط القطاع. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ«حماس»، في بيان، القوات الإسرائيلية، المسؤولية عن انقلاب الشاحنة «بسبب إجبارها على الدخول عبر طرق غير آمنة، سبق أن تعرّضت للقصف ولم تُؤهَّل للمرور». من جهة أخرى، أحصت المستشفيات في غزة «خمس حالات وفاة» نتيجة للجوع وسوء التغذية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع عدد الذين توفوا بهذا السبب إلى «193 بينهم 96 طفلاً»، حسب بيان وزارة الصحة في غزة.