
ثورة الحسين وأثرها في الحاضر
لم تكن واقعة كربلاء مجرد لحظة تاريخية انتهت عند حدود الزمان والمكان بل كانت نبضًا حيًا ما زال يسري في ضمير الأمة.
ثورة الإمام الحسين لم تكن فقط رفضًا لطغيان يزيد بل كانت تجسيدًا عميقًا لمعنى الرفض المطلق للظلم والخنوع، ومعنى أن يكون الإنسان حرًا حتى آخر قطرة دم.
عندما وقف الحسين في كربلاء كان يدرك تمامًا أن جيشه قليل وعدته أضعف لكنه كان يحمل سلاحًا لا يُقهر، المبدأ. ذلك المبدأ الذي اختصره في كلمته الشهيرة: 'إني لم أخرج أشِرًا ولا بطرًا إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي'.
هذا المبدأ هو ما يحرك اليوم كل مقاومة حقيقية، وكل صوت يعلو في وجه الجبابرة. الفكر المقاوم الذي نراه اليوم من فلسطين إلى لبنان واليمن ليس إلا امتدادًا طبيعيًا لثورة الحسين.
المقاومة ليست وليدة أزمة عابرة بل هي ثمرة تراكم الوعي وميراثٌ حسيني بقي حيًا في وجدان الشعوب الحرة. هذا الفكر ينطلق من عقيدة أن مواجهة الظلم واجب، وأن الكرامة لا تُهدى بل تُنتزع.
البعد الديني في ثورة الحسين كان واضحًا فهي ثورة لله ومن أجل الله ثورة لم تُبنَ على طموح شخصي أو غاية سياسية بل على ضرورة شرعية لإنقاذ الأمة من الانحراف والضياع.
أما بعدها السياسي فكان في فضح النظام الأموي الذي حاول أن يُلبس الباطل ثوب الدين ويصادر إرادة الأمة تحت راية الشرعية الزائفة.
تحليل الحاضر في ضوء كربلاء يجعلنا نفهم لماذا تتكالب الأنظمة اليوم على كل من يحمل هذا النهج، فالحسين كان واحدًا لكنه أقام حجة على العالم. كل من سار على دربه صار شوكة في حلق الظالمين لأنه لا يساوم ولا يهادن ولا يقبل أن يُحكم بالباطل باسم الدين.
وهكذا لم يكن الحسين حدثًا مضى بل روحًا باقية في كل ساحة تقاوم في كل مظلوم يصرخ، في كل صوت يقول للظالم لا، نسمع صدى كربلاء والحسين لم يُهزم لأن كل ثورة اليوم تنطق باسمه وكل مقاومة تستلهم دمه وكل أمة حرة تقرأ فيه طريق الخلاص.
وما دام في الأمة أحرار ستبقى ثورته مشتعلة لا تطفئها السنون ولا تنكسر أمام الطغيان.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ 17 دقائق
- تحيا مصر
يسري المغازي: مهنئا الرئيس السيسي بالعام الهجري الجديد: مسيرة البناء مستمرة تحت قيادتكم
تقدم النائب يسري المغازي، عضو مجلس النواب، بأسمى آيات التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والشعب المصري الكريم، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447هـ، داعيًا المولى عز وجل أن يجعله عامًا مباركًا مليئًا بالخير واليمن والاستقرار لمصر والأمة الإسلامية جمعاء. يسري المغازي: مهنئا الرئيس السيسي بالعام الهجري الجديد وأكد المغازي، في بيان صحفي له اليوم، أن ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تجسد معاني التضحية والإصرار والصبر من أجل بناء مجتمع قوي ومتماسك، وهي نفس القيم التي تجسدت في مسيرة الدولة المصرية منذ عام 2014، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال عضو مجلس النواب: "لقد شهدت مصر خلال السنوات العشر الماضية تحولات تاريخية على كافة المستويات، بدءًا من استعادة مؤسسات الدولة، وتحقيق الأمن، مرورًا بالإصلاحات الاقتصادية الكبرى، ووصولًا إلى تدشين الجمهورية الجديدة، القائمة على التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية". وأضاف النائب: "في ذكرى الهجرة، نستحضر المعاني السامية التي حملها رسول الله ﷺ في رحلته المباركة، والتي كانت تحولًا من الضعف إلى القوة، ومن الفوضى إلى النظام، وهو ما تحقق على أرض مصر من خلال رؤية وطنية واضحة، ومشروعات قومية عملاقة، وبنية تحتية حديثة تليق بمكانة مصر وشعبها". مسيرة البناء مستمرة تحت قيادتكم واختتم النائب يسري المغازي بيانه، بالدعاء أن يحفظ الله مصر قيادة وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية، وأن يكون العام الهجري الجديد عام خير وإنجازات جديدة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكيمة.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
أحمد موسى يوجه رسالة نارية للجماعات الإرهابية: محدش يقدر يهدد أمننا.. إحنا مصر
شن الإعلامي أحمد موسى هجومًا لاذعًا على حركة حسم الإرهابية التي تروج للتدريب على عمليات إرهابية ضد مصر، قائلًا: "إن هناك مخطط لإحياء تنظيم إرهابي إخواني لتنفيذ ما فشلوا في تحقيقه في مصر في 2011". وأضاف الإعلامي أحمد موسى خلال تقديمه برنامج "على مسؤوليتي" المذاع عبر قناة صدى البلد، أنا كتبت عن العناصر الإرهابية والميليشيات الإرهابية ومخططاتها منذ سنوات طويلة، لافتًا إلى أن من يقوم بتدريب وتمويل ومساعدة العناصر الإرهابية معلومين، مؤكدًا أن الشعب المصري يساند ويدعم الرئيس السيسي والجيش المصري. وأشار الإعلامي أحمد موسى، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2017 وجه رسالة للإرهابيين وأكد أن مصر لن تتردد لتوجيه ضربات ضد معسكرات الإرهاب في أي مكان. وتابع: "محدش يقدر يهدد أمننا بفضل الله، أمن مصر ده مسؤوليتنا كلنا وبقول للشعب المصري متسمعش لأي حد يشككك في بلدك ومؤسساتك".

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
الإفتاء: "على قد فلوسهم" مقولة تناقض جوهر الإتقان في الإسلام
حذّرت وسام الخولي، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من سلوك شائع لدى البعض في مجال العمل، وهو الإهمال أو التقصير تحت شعار "على قد فلوسهم". خلال برنامج "ربنا بيحبك" المذاع على قناة الناس، قالت الخولي إن هذا السلوك يقع في خطأ كبير ويتنافى تمامًا مع تعاليم الإسلام السمحة، مشيرة إلى أن بعض الناس يهملون في أعمالهم، أو يغادرون وظائفهم قبل مواعيد الانصراف الرسمية، أو يُنجزون المهام ببطء وتقصير ملحوظ.وأوضحت أمينة الفتوى، أن من أراد أن يحظى بمحبة الله ورضاه، فعليه أن ينجز عمله في وقته المحدد وبأعلى جودة ممكنة.وأضافت: "هتعرف كده إن ربنا شايفك"، مستشهدة بقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون﴾.كما أضافت الخولي أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عمله، مستشهدة بقوله تعالى: ﴿إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا﴾.وتابعت تأكيدها مستندة إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يُتقنه"، مما يدل على أهمية الإتقان والجودة في نظر الشريعة الإسلامية.وشددت أمينة الفتوى على أن مقولة "على قد فلوسهم" تُخالف كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وتُعد تبريرًا غير مقبول للتقصير في أداء الأمانة والواجب الوظيفي.وأكدت أن العامل حين يراعي الله تعالى في عمله ويؤديه بإخلاص وإتقان، فإن أجره محفوظ وكامل عند الله، حتى وإن لم يُنصفه البشر في تقديرهم المادي.وأشارت إلى أن النية الخالصة لوجه الله والإتقان في الأداء هما السبيلان الأساسيان لنيل محبة الله ورضاه.