
أيمن رفعت المحجوب يكتب: معنى الحياة
السبت، 14 يونيو 2025 02:42 مـ بتوقيت القاهرة
مازال الناس يفكرون في أمر الحياة منذ كان التفكير ولهم في شأنها أراء عدة اختلفت بإختلاف العصور ومذاهب التفكير السائدة في كل عصر.
وقد جمع العلماء حقائق كثيرة جداً عن الكائنات الحية وعرفوا ما بينها من علاقات تصلح أن تكون قوانين للحياة.
وكثير من هذه القوانين صالح للعمل به ، وإن لم يكن تفسيراً حسناً للظواهر التي يتناولها.
وترى ذلك في مثل قول " أرسطو" في حركة الدخان إلى أعلى وحركة الحجر إلى أسفل.
فهو قد علل ذلك بأن كلا الشيئين يحاول الرجوع إلى أصله ورغم بساط التفسير إلا أنه يصلح كنظرية للعمل بها وإن كانت غير صحيحة ولا مطابقة للقوانين المتعارف عليها في مجال المادة وكذلك أغلب نظريات البيولوجيا قديماً وحديثاً.
ولعل من النظريات الحديثة ما هو أبعد عن الحقيقة من القديمة وإن كانت أصلح منها لتفسير عدد أكبر من الظواهر الحيوية.
وحيث أنه من الطبيعي في مذهب " التفكير الغائية" أن تنسب الحياة إلى قوة عليا أعدت تفصيلاتها كلها ، ووجدنا أن كثير من العلماء والفلاسفة بحسب أن نظرية إلى الحياة أعمق من نظرة رجال الدين وأقرب إلى الحقيقة وهم في الواقع لا يختلفون عنهم في شيء بل ينقصخم عنصر مهم للغاية وهو وجود المولي عز وجل ليحل محل مصطلح "الطبيعة الأم".
ومن تلك النظريات كانت نظرية "برجسون" في وجود قوة اسمها "الدفعة الحيوية" تعين للكائنات سبيل التطور الذي يؤدي بها إلى التوفيق الحيوي.
ولا أدري من حيث طبيعة التفكير فرقاً بين هذا وقول رجال الدين أن الله سبحانه وتعالى يهيء للحيوانات وسيلة الحياة، وقول الطبيعيين أن الطبيعة هي التي تخلق الكائنات وأعضاؤها التي توافق حياتها، إلا في إيمانها بالله الواحد الأحد ، وإيمانهم بالقوة الأعلى أينما كانت اسمها عندهم.
كل هذه المذاهب من معدن واحد، وليس فيها ما يساعدنا على فهم الحياة وقوانينها بعد.
وفي النهاية ، إنما يكون الفهم الصواب للحياة حين نربط بينها وبين ما هو أدنى منها من القوانين وليس لهذا البحث علاقة ما بوجود قوة عليا هيأت الكون كله أو بهدم وجودها عند بعض المفكرين ، رغم إيمان أغلب سكان الأرض بوجود تلك القوة العليا والتي نسميها نحن " الله تعالي الخالق الباريء" فسبحان الله تعالى عما تصفون.
أستاذ الاقتصاد السياسي والمالية العامة
كلية الاقتصاد والعلوم السياسية
جامعة القاهرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
"إعلام القاهرة" تحتضن فعاليات النسخة الثانية من ملتقى " إيجيكا 2025"
الملتقى يناقش أحدث التطورات في مجال الإعلام الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والجوانب التشريعية والأخلاقية المرتبطة بهما انطلقت صباح اليوم بكلية الإعلام – جامعة القاهرة فعاليات النسخة الثانية من ملتقى المستجدات البحثية "إيجيكا EGICA 2025"، والذي يُعقد على مدار يومي 14 و15 يونيو الجاري بقاعة المؤتمرات بالكلية، تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، وبدعم الأستاذ الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، وإشراف الأستاذة الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عميدة الكلية، ورئيس المؤتمر، والأستاذة الدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أمين عام المؤتمر.يأتي تنظيم الملتقى هذا العام بالشراكة مع المؤتمر الدولي لجمعية الاتصال الدولي (ICA 2025)، المنعقد في الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة بارزة من الأستاذة الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق.اقرأ أيضًا | جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدهاالإعلام العلمي والتحديات المعاصرةأكدت الأستاذة الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق، خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية، على أهمية الإعلام الاجتماعي كأداة فعالة للتأثير، مشيرة إلى ما يحمله من فرص وتحديات، أبرزها انتشار الشائعات والمعلومات المضللة.وشددت زخاري على أهمية نشر البحوث الاجتماعية في مجال الإعلام بلغات أجنبية لتوسيع حضور البحث العربي دولياً، مع التأكيد على دور الإعلام في رفع الوعي العلمي ومكافحة المعلومات الخاطئة.وحذّرت من ضعف التمويل والربط بين الأوساط الأكاديمية والمؤسسات الإعلامية، داعية إلى تعزيز التعاون بين الجانبين، إلى جانب ضرورة دراسة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب، ورصد حملات التوعية وخطابات الكراهية.وانتقدت زخاري تركيز وسائل الإعلام على القضايا المحلية دون الالتفات إلى قضايا البحث العلمي والباحثين، مطالبة بتعزيز تغطية العلماء وتبسيط إنتاجهم العلمي للرأي العام.وفي ختام كلمتها، أوصت زخاري بإدراج تخصص "الإعلام العلمي" ضمن البرامج الأكاديمية، مشيرة إلى أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب تكاملاً بين العلم والإعلام.دعم الجامعة للبحث العلميمن جهته، أكد الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أن "ملتقى إيجيكا 2025" يأتي ضمن رؤية جامعة القاهرة لتعزيز منظومة البحث العلمي، خاصة في مجالات العلوم الاجتماعية والإعلام.وأوضح أن الجامعة حريصة على دعم المشروعات البحثية وتبني الابتكار، لافتاً إلى أن الملتقى يتكامل مع مشروع الجامعة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتوظيفها في مختلف التخصصات، بما في ذلك الإعلام، مشدداً على أهمية مواكبة التطورات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.محدودية التمويلوفي كلمتها خلال الجلسة الافتتاحية، أعربت عميدة الكلية، الدكتورة ثريا أحمد البدوي، عن تقديرها لجهود الجامعة في دعم الملتقى، مثمنةً دور منظمة إيجيكا، وقطاع الدراسات الإعلامية، واتحاد الجامعات العربية في إنجاح الفعالية.وأشارت إلى أن الدراسات الغربية الاستشرافية حول مستقبل الإعلام العربي تؤكد أن البحث العلمي في المنطقة يتأثر بالظروف السياسية، وضعف استقلالية المؤسسات الأكاديمية، إلى جانب محدودية التمويل، محذرة من تداعيات هذه العوامل على هجرة الكفاءات البحثية وعرقلة تطور الإعلام العربي.وأكدت البدوي أهمية تطوير البحوث الإعلامية العربية، من خلال ربط الترقية العلمية بمخرجات بحثية نوعية، وتشجيع النشر الدولي، وتأليف الكتب الأكاديمية، بما يعزز مكانة البحث العلمي في الجامعات.الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقميبدورها، أوضحت الدكتورة وسام نصر، وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث، أن ملتقى "إيجيكا 2025" يركز هذا العام على أحدث التطورات في مجال الإعلام الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الجوانب التشريعية والأخلاقية المرتبطة بهما.وأضافت أن الملتقى يوفر منصة تفاعلية لمناقشة التحديات التي تواجه الباحثين والعاملين في مجال الإعلام، إلى جانب تنظيم حلقات نقاشية متخصصة حول الذكاء الاصطناعي وتطوير الدراسات الإعلامية، بالتعاون مع منظمة ICA.وأكدت نصر على أهمية دعم الباحثين الشباب، مشيرة إلى أن الملتقى يتيح لهم عرض أفكارهم وإسهاماتهم العلمية، بما يعزز من تطور الخطاب الأكاديمي في المجال الإعلامي.كما كشفت عن توجه الكلية لإنشاء مرصد إعلامي متخصص لرصد وتحليل الظواهر الإعلامية، إلى جانب إطلاق دبلومة متعددة التخصصات تربط بين علوم الإعلام والعلوم الطبية والعلمية، تأكيداً على توجه الكلية نحو التعليم التكاملي وتكامل المعارف.


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
العلم طريق إلى الإيمان لا خصمه: لماذا يخشاه رجال الدين في مواجهة الإلحاد؟
في هذا العالم الذي لم يعد يعترف إلا بلغة الأرقام، ولا يحترم إلا من يمتلك المعرفة، صار العلم هو القاطرة الوحيدة التي تقود الأمم إلى القوة والتأثير وصناعة الفارق، ولم تعد مكانة الدول تُقاس بما تملكه من ثروات في باطن الأرض أو فوقها، بل بما تنتجه من معرفة، وما تزرعه في عقول أبنائها من أدوات فهم وتحليل واكتشاف، ومن اللافت أن معظم الدول التي تحاربنا أو تتربص بمقدّراتنا، لا تفعل ذلك بالسلاح فقط، بل بإضعافنا علميًا، وتشويه علاقتنا مع أدوات التفكير والتجريب والبحث، حتى أضحينا في بعض المساحات نُجرّم السؤال، ونخشى المعرفة. لقد حلّ العلم أعقد مشكلات الإنسان، فقد روّض الأمراض، وكشف أسرار الكون، وفتح آفاق الفضاء، وفكّ شفرات الخلية، ومع ذلك، نحن – في مجتمعاتنا – لا نزال نرتاب فيه، أو نحصره في حدود المختبر، ولا نسمح له أن يدخل ساحات التربية والدعوة والدين. وهذا الانفصال المصطنع بين العلم والدين، لم يكن أصلًا من أصول حضارتنا، بل جاء نتيجة تكلّس فكري ونفور غير مبرر من أدوات العصر، بينما كشفت تحديات العصر أن الداعية في زمننا لا يمكن أن يؤدي رسالته إذا لم يكن مٌطلعًا على العلوم الحديثة، وقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحةً في خطاباته إلى ضرورة أن يكون الداعية عالمًا بدينه، مطلعًا على واقعه، مدركًا لتخصصات الحياة، حتى يستطيع أن يربط بين النص الديني والسياق المعاصر، فلا ينفّر الناس باسم الدين، ولا يجعل الدين خصمًا للعلم. ولكن المفارقة المؤلمة أننا، بدلًا من أن نعتمد العلم ونستثمره، نجد من يقاومه من داخل المؤسسات الدينية بدعوى الحفاظ على "الثوابت"، أو يواجه تعنت قوي منها تحت لافتة "الإيمان لا يحتاج إلى أدلة"، وبين هذا وذاك، تُترك الأجيال الجديدة نهبًا لخطابات الإلحاد أو التطرف، وكلاهما يجد أرضًا خصبة في غياب المعرفة. السؤال المركزي الذي يطرحه هذا المقال ليس عن وجود الله – فتلك مسألة تستقر في القلب والعقل معًا – بل عن لماذا يلحد الناس؟ هل فقدوا الدليل، أم فقدوا الثقة فيمن يحملونه؟ وهل العلم طريق إلى الإيمان، أم نقيض له؟ وهل يخشاه رجال الدين لأنه يهدد سلطتهم؟ ولماذا يتجاهله دعاة الإلحاد رغم أنه يهدم كثيرًا من حججهم؟ اقرأ باسم ربك الذي خلق، لم تكن مجرد أول كلمة في الوحي، بل كانت أول حجر يُلقى في بناء حضارة تنشد الإيمان عبر العقل، وتبحث عن الله في صمت الكون، لا في ضجيج السلطان، ومع ذلك، يبدو أن العلاقة بين العلم والدين في زماننا قد شُوّهت على الجانبين، فهناك طرفٌ يراه تهديدًا لسلطته، وآخر يتخذه حائطًا لهدم الإيمان، فكيف انقلبت المعادلة؟ ومن الذي حوّل "اقرأ" إلى خصمٍ للسماء؟ في كثير من حالات الإلحاد، لا يكون السبب نقصًا في الدلالات العلمية، بل نقمة على السلطة الدينية، شاب يرى تناقضًا بين ما يُقال على المنبر وما يراه في الواقع، أو عقل يبحث عن إجابات فيُقابل بالزجر، أو فتاة تسأل فيُقال لها "حرام عليكِ… لا تسألي في الغيبيات" هنا لا يُرفض الله، بل تُرفض صورته المشوّهة التي رسمها البعض. ومع ذلك، لا يمكن إغفال أن بعض الملحدين الحقيقيين – لا الغاضبين – يطلبون الحجة، فيجدون من يصدّهم باسم "التسليم"، ويستنجدون بالعقل، فيُرمى عليهم لواء "الزندقة". هنا تكمن أهمية العلم، فهو اللغة المشتركة التي يخشاها الجميع، وهو اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم كله، مهما اختلفت معتقداته وأجناسه. فمعادلة في الفيزياء لا تعرف مسلمًا ولا مسيحيًا ولا ملحدًا، وجين في الـ ـDNA لا يخضع لمذهب أو طائفة، ولهذا، فإن العلم كان دومًا هو القاضي الأعلى في القضايا الكبرى، حين يتطاول التطرف باسم الدين، يردّه العلم، وحين يدّعي الإلحاد احتكار العقل، يكشفه العلم أيضًا. لكن القصور ليس في العلم، بل في غياب توظيفه الأخلاقي والإيماني، لم يعد العلم يُستثمر في تقوية البنية الإيمانية عند الشباب، بل صار حكرًا على المختبرات والصراعات التكنولوجية، والأسوأ... أن كثيرًا من علماء الدين يخشون إدخال الدلائل العلمية في خطابهم، خشية أن يُتهموا بتجاوز "سلطتهم" المعرفية أو التفريط في "نصوصهم". بعض رجال الدين يعتبر أن الاستشهاد بالدليل العلمي في إثبات وجود الله تغول على اختصاصه، وكأن الإيمان حكرٌ على تفسيرهم فقط، لا مدخل له من العقل والفيزياء والفلك، وهذا هو الفراغ الذي تسلّل منه الإلحاد، لا كحالة عقلية ناضجة، بل كاحتجاج مراهق على سلطة متخشبة. أما على الجانب الآخر، فبعض دعاة الإلحاد المعاصرين يرفضون الاعتراف بأن كثيرًا من الاكتشافات العلمية الكبرى – خاصة في الفيزياء النظرية وعلوم الحياة – تشير إلى نظام بالغ التعقيد، لا يمكن أن يكون ابن الصدفة، ومن نظرية "الضبط الدقيق" للكون، إلى المعلومات الوراثية المعقدة في الخلية الواحدة، تتراكم الإشارات – لا إلى جواب نهائي – بل إلى أن الباب لم يُغلق، وأن العقل ليس في صراع مع الغيب. إننا يجب أن نَعّي أن الإيمان ليس عدوًا للعقل… ولا وصيًا عليه، وأن التدين الحق لا يخشى الأسئلة، والإيمان النقي لا يهرب من المجهر، فالله الذي أمرنا بـ "اقرأ"، هو نفسه من قال: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، و"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق". إن المعركة ليست بين الإيمان والعلم، بل بين الدين حين يحتكره المتجمدون، والعلم حين يحتكره المتكبرون، وكلما اقترب أحدهما من جوهره، اقترب من الآخر، ومع ذلك لا يجب أن نغفل أن كثير من العلماء قد هزموا الإلحاد، ولا يمكن نسيان أن عددًا من أبرز العلماء في العالم لم يروا في العلم تهديدًا للإيمان، بل تأكيدًا له، والفيزيائي الشهير "ماكس بلانك" كان يقول: "الإيمان هو الأساس الحقيقي لكل معرفة"، أما "آينشتاين"، فرغم أنه لم يكن متدينًا تقليديًا، إلا أنه قال: "كل من يتعمق في العلم لا بد أن يدرك أن وراء قوانين الطبيعة عقلًا ساميًا". وفي زمننا، اعترف "أنتوني فلو"، أحد أشهر الفلاسفة الملحدين، بإيمانه بوجود خالق في أواخر حياته، بعدما درس تعقيد الشيفرة الوراثية DNA. وقال: "لقد وجدت أن الدليل العلمي لا يترك مجالًا للصدفة". ولطالما راودني سؤال ملحّ، لماذا لم تستفد جامعة الأزهر، وهي من أعرق المؤسسات الدينية والعلمية في العالم، من الثروة المعرفية الهائلة التي تملكها داخل جدرانها؟ فإلى جانب كلياتها الشرعية، تضم الجامعة كليات الطب والهندسة والعلوم والصيدلة وطب الأسنان والتمريض والتجارة والاقتصاد والإعلام، وكلها منصات علمية يُفترض أن تكون جسورًا للربط بين الدين والعلم، لكن الواقع المؤلم أن هذه الجامعة، التي تنتمي إلى عباءة الأزهر الشريف، لم تُنتج يومًا مشروعًا بحثيًا أو علميًا ممنهجًا يُقدِّم الدليل العلمي بلغة يفهمها الجميع – لا سيما المجتمعات الغربية أو الملحدة – على صدق الدين وحقائقه وأخلاقياته. إنني أتصور أن العلم هو المناصر الأول للحقائق الدينية، لأنه ليس خصمًا بل دليل الإثبات التطبيقي عليها، وهو اللغة التي ستبقى قائمة حتى قيام الساعة، ولن تسقط مهما اختلفت الأديان أو الحضارات، والعلم الصحيح لا يمكن أن يتعارض مع الدين الصحيح، لأن كليهما من مصدر واحد، هو الله عز وجل. وغياب هذا الربط في الدراسات العليا بجامعة الأزهر يُعد – في رأيي – تقصيرًا جسيمًا في حق الدين، وتفريطًا في أداة فعالة لمواجهة الإلحاد علميًا، وأذكر أنني في أحد المؤتمرات الطبية الكبرى التي أقامتها الجامعة وكنت من المُكرَّمين فيها، ألقيت كلمة صريحة نبهت فيها إلى هذا الغياب، وطرحت ضرورة تأسيس مسار أكاديمي بحثي يربط بين المعارف الطبية والحقائق الدينية، ويخاطب العقول بلغة العصر… لكن، للأسف، لم يسمعني أحد. لقد آن الأوان أن نعيد بناء جسر "اقرأ"، لا كشعار بل كمشروع حضاري، وأن نحرر الدين من قبضة الجمود، ونُحرر العلم من التوظيف الإلحادي، فالله لا يُخشى عليه من المجهر، بل يُعرف عبره، والإلحاد لا ينتصر إلا حين يصمت العقل المؤمن، أو حين يتكلم الجهل باسم الله.

مصرس
منذ 4 ساعات
- مصرس
جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعي بكلياتها أكتوبر المقبل
نظّمت جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس الجامعة، وإشراف الدكتورة غادة عبد الباري، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ورشة العمل الأولى لمنسقي الذكاء الاصطناعي داخل مختلف كليات الجامعة ومعاهدها، بحضور الدكتور هيثم صفوت حمزة، مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية. واستهدفت ورشة العمل تعريف منسقي الذكاء الاصطناعي بأحدث ما تم التوصل إليه من خطوات تنفيذية لاستراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعي، ومناقشة الترتيبات الخاصة بالمؤتمر الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، المقرر انعقاده خلال شهر أكتوبر المقبل.واستعرضت الدكتورة غادة عبد الباري، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، خلال ورشة العمل، أهداف استراتيجية جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي، والتي تتمثل في وضع رؤية مؤسسية للاستثمار والاستفادة من الموارد الفنية والمادية والعلمية الحالية للجامعة لتطوير قدرات الجامعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بما يدعم رؤية جامعة القاهرة في التحول إلى جامعة ذكية في ضوء مفهوم الأمن القومي الشامل، وإعداد أجيال من الخريجين من الشباب المصري القادر على تطوير وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في شتى العلوم والتخصصات، بما يعود بالنفع على المجتمع والبشرية، ورفع الوعي المجتمعي بمزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي، والمساهمة في رفع مركز مصر في التصنيفات الدولية للذكاء الاصطناعي.وأشارت الدكتورة غادة عبد الباري إلى المحاور الرئيسية لاستراتيجية جامعة القاهرة للذكاء الاصطناعي، والتي تتمثل في تطوير التعليم وإنتاج المعرفة، وتحفيز البحث والابتكار وريادة الأعمال، وتطوير القدرات والكفاءة الإدارية، ونشر الوعي المجتمعي.واستعرضت د. غادة عبد الباري ما تم تنفيذه من تلك المحاور، والذي تضمن نشر الإصدار الأول من سياسات الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي لكافة المستفيدين بالجامعة، وتنفيذ مبادرات توعوية ودورات تدريبية لحوالي 500 عضو هيئة تدريس، ورفع المحتوى على المنصة، واعتماد زيادة جوائز النشر الخاصة بأبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، واعتماد دورة الذكاء الاصطناعي بمركز FLDC كمتطلب أساسي للترقيات للسادة أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة، وتدريب حوالي 85 موظفًا على مستوى الجامعة، والبدء في تنظيم المؤتمر والمعرض السنوي للذكاء الاصطناعي بالشراكة بين جميع الكليات والمعاهد، وعقد لقاءات تحضيرية مع شركات عالمية (مايكروسوفت، هواوي، إنفيديا) لبحث المشاركة في الاستراتيجية، ووضع أدوات ومحتوى تدريبي مفتوح المصدر على المنصة، وعقد عدد من الندوات والمؤتمرات والدورات بكليات الجامعة المختلفة.ومن جانبه، استعرض الدكتور هيثم صفوت حمزة، مدير مركز الخدمات الإلكترونية والمعرفية، موقف وآليات رفع أنشطة الذكاء الاصطناعي من الكليات على منصة الجامعة، لافتًا إلى المهام المنوط بها منسقو الذكاء الاصطناعي داخل مختلف كليات الجامعة ومعاهدها.كما أوضح الدكتور هيثم صفوت حمزة المهام والمسؤوليات الرئيسية لمنسقي الذكاء الاصطناعي، ليكونوا حلقة الوصل الرئيسية مع اللجنة العليا للذكاء الاصطناعي بالجامعة، والتي تتمثل في ضمان التنسيق الاستراتيجي، والعمل كنقطة اتصال للمعلومات والتقارير، وتحفيز المشاركة داخل الكلية، وتنسيق الفعاليات والمشاركة في فعاليات الجامعة، بالإضافة إلى مناقشة الاستعدادات الخاصة بالمؤتمر السنوي الأول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، المقرر عقده في أكتوبر المقبل، وآليات التقديم له، وأنواع العروض التي سوف يتضمنها، والقطاعات التي سوف يشملها، سواء قطاع الرعاية الصحية وعلوم الحياة، أو قطاع العلوم والهندسة والتكنولوجيا، أو قطاع العلوم الاجتماعية والإدارية، أو قطاع الفنون والعلوم الإنسانية.اقرأ أيضًا:نشاط للرياح وأجواء حارة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس ال6 أيام المقبلةالجلاد: إسرائيل تسعى للهيمنة على الشرق الأوسط.. والجيش المصري عقبة أساسيةبرلماني يحذر من رفع أسعار المكالمات والإنترنت بعد الجيل الخامسوزير التعليم يتابع انطلاق امتحانات الثانوية العامة من غرفة العمليات