
تجربة فنية في بينالي البندقية تعيد تشكيل معنى الصمت
يشارك بينالي فينيسيا في معرض "إكسبو أوساكا" 2025، من خلال عمل تركيبي صوتي وبصري جديد، للموسيقية والمديرة الفنية كاترينا باربييري، بعنوان "عش الصمت"، يُعرض في الجناح الإيطالي بدءاً من 16 أبريل.
العمل ليس مجرد مشروع صوتي، بل هو بيئة فنية غامرة، تعيد تشكيل معنى الصمت وتحوّله إلى تجربة وجودية تأملية. إنه عمل تركيبي يعيد الاعتبار للإنصات، ويجعل من الصوت أداة لاكتشاف الذات والعالم.
يقام معرض إكسبو هذا العام على جزيرة يوميشيما الاصطناعية في خليج أوساكا، ويستمر حتى أكتوبر، جامعاً بين دول العالم تحت شعار "البحث عن حلول لمستقبل أكثر استدامة".
دور الفن في التجديد
وسط هذا المشهد الدولي، يبرز جناح إيطاليا كمنصّة لإبراز دور الفن في تجديد الحياة، وهو الشعار الذي يتناغم تماماًمع رسالة البينالي، وفلسفة عمل كاتيرينا باربييري.
العمل التركيبي، الذي تمّ تصميمه خصيصاً للحديقة الإيطالية المعلقة، التي أبدعها المعماري ماريو كوتشينيلا، لا يقتصر على تقديم موسيقى، بل هو نُصْب فني سمعي غامر، يُرافق الزائرين خلال تجوالهم بين الأشجار والمنحوتات والنوافير.
في هذا الفضاء الحيّ، تتناغم الأصوات الاصطناعية والتسجيلات الطبيعية في تجربة حسّية تستمر لستة أشهر، وتشكل مرآة لعلاقة عضوية - تكنولوجية ديناميكية.
تتماشى هذه التجربة مع شعار المعرض: "الفن يجدّد الحياة"، حيث يتحوّل الصوت إلى وسيط تأملي يحاور المكان والزمان.
تمّ انتقاء التسجيلات الميدانية بالتعاون مع المؤلفة الصوتية البريطانية سارة كيرل، بينما تولّى المصمّم الفرنسي تييري كودوي، تطوير التكوين الصوتي متعدد القنوات، بما يمنح العمل عمقاً هندسياً سمعياً مميزاً. و شارك الفنان الإيطالي روبين سبيني في بلورة التصوّر المفاهيمي للعمل، ما منحه بعداً فنياً تأويلياً مركّباً.
رئيس البينالي، بيترانجيلو بوتّافوكو، وصف العمل بأنه تجسيد لـ"البهاء والأناقة"، معتبراً أن حضور باربييري في أوساكا، "يمنح الحيوية لتاريخ بينالي فينيسيا الذي لا ينضب".
بينالي فينيسيا
تأسس بينالي فينيسيا عام 1895 كمنصّة دولية للفن المعاصر، وسرعان ما توسّع ليشمل أقساماً متخصصة في المسرح، والرقص، والموسيقى، والسينما، والعمارة.
يعدّ قسم الموسيقى، الذي تديره حاليًا كاترينا باربييري، من الأقسام البارزة التي تستكشف آفاق الصوت المعاصر والتجريب السمعي. أما قسم الرقص، فقد تأسس رسمياً عام 1999، ليركز على التعبير الجسدي في العروض الحية والابتكار في لغة الحركة.
وتأتي مشاركة البينالي في معرض أوساكا تتويجاً لمسيرته المستمرة في تفعيل الفن ضمن الفضاءات العامة والدولية، وتأكيداً على دوره كجسر ثقافي بين التقاليد والتجريب، بين الحضور المادي والتجربة الإدراكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 11 ساعات
- سعورس
«أهلاً بالعالم .. لكن بثقافتنا وعلى طريقتنا»
عندها طرق ذهني هذا السؤال .. هل أي شيء قابل للتغير ؟ مسميات .. عادات .. هويات .. وحتى الثقافات ؟ تخيلت الأمر بعد ثلاثين أو خمسين سنة ، مسميات جديدة ، لهجات حديثة ، وتصرفات لا تنتمي إلى بيئتنا .. لكن سرعان ما عدت إلى الواقع وانتبهت أن المستقبل لا يُصنع بالتخيلات بل نبنيه بالوعي والعمل في الحاضر . حاضرنا اليوم مختلف ! نحن نعيش في العهد الذي يصاغ برؤية ولي العهد .. الذي لم ينتظر المستقبل بل استدعاه وفرض حضوره . حضرت الاستثمارات الأجنبية التي لم تعد مجرد توقيع عقود بل أصبحت شرايين تضخ الحياة في تنوع إقتصادنا . حضرت السياحة والسياح من كل بقاع الأرض في "روح السعودية" حتى ازدحمت شوارع الرياض بزوار من ثقافات متعددة وقلنا بفخر واعتزاز : أهلاً بالعالم .. ! أهلاً بالعالم في بلاد لم تستعمر ولم تَذُب هويتها في هويات أخرى .. ! ثقافتنا راقية .. نرحب ونهلّي بالضيف ، نعين ونعاون ونحب الفزعة ، ونعطي الطريق حقه ! لكن في زحمة هذه العالمية .. تتسلل مشاهد لا تشبهنا ولاتنتمي لنا : سائق يتجاوز في دوار بلا نظام ! رجل يرفض إفساح الطريق ! أو تصرفات لا تبرر ببنية تحتية بل ترجع إلى ثقافة دخيلة ! التقصير ليس فيهم وحدهم بل فينا أيضًا إذا لم نبادر في تعزيز ثقافتنا والتمسك بها وأن يحميها القانون بأنظمته .. ثقافة .. تغرس في المدرسة .. وتمارس في الشارع .. وتعزز في المؤسسات .. وتكرس في الإعلام ! وهنا تذكرت الرياض! " ما أرق الرياض"مدينتي المحبوبة الهادئة المتحضرة هي ليست مجرد ناطحات سحاب بل روح وطن وواجهة حضارية تمثلنا أمام العالم . تذكرت اليابان في الحرب العالمية والتي انتصرت بقوة ناعمة ثقافيًا لا بقوة صلبة عسكريًا ، رسخت العمل وتبنت الجودة وعلمو أطفالهم احترام الوقت .. بل تقديسه ، ونشرو ثقافتهم حتى أصبحت صورتهم في العالم نابعة من سلوك وثقافة محلية راسخة . نحن كذلك لدينا مقومات لاتقل عنهم ، شركات عززت ثقافات مدن بأكملها مثل سابك وأرامكو . انظر إلى أرامكو ! ليست مجرد شركة نفط بل مدرسة قيم ومصفاة للثقافة ، منها تعلمت الدمام والخبر معنى الانضباط ومضت في مسار ثقافي متميز . عندما تدرك المنظمات والهيئات الحكومية والتعليمية وكبرى الشركات أنها لا تدير مشاريع فقط بل تبني نمط حياة عندها يتغير كل شيء ! قيد مخالفة مرور لرمي النفايات ليس إجراءاً إداريًا فقط بل بيان ثقافي يوضح أننا نحترم كل شبر من أرضنا الغالية ! تعليم الوافدين ثقافتنا ليست مسؤوليتهم وحدهم بل قوة تأثير الشركات عليهم ! غرس القيم لدى الأطفال وتنشئتهم عليها ليس دور المنزل وحده بل محتوى تعليمي في مدارسهم . ثقافتنا هي ماضينا وحاضرنا ورؤية مستقبلنا . وهي مهمة لا يتحملها طرف واحد بل منظومة كاملة ابتداءاً بالتعليم والجهات التشريعية و الشركات الكبرى ورسائل بتوقيع إعلامنا كل جهة تزرع بذرتها في وعي المواطن والسائح الزائر، والوافد العامل ! نرحب بالعالم بلا شك . لكن على طريقتنا ! لا نذوب بل نُثقّف ! لا نجامل ونترك ثقافة ، بل نباهي ونقدمها بأفضل صورة ! ثقافتنا ليست ما نراه ونعيشه اليوم فقط .. بل ما سينقله ويرويه ضيوف إكسبو 2030 وجماهير كأس العالم 2034 .. ثقافتنا ما سينقله ويرويه ضيوف المشاعر المقدسة في الحج والعمرة وضيوف العاصمة في موسم الرياض وضيوف العُلا في شتاء طنطورة وضيوف الصيف في عسير وضيوف حائل والدرعية ونيوم والقدية والبحر الأحمر .. لينقلوا عنا : وجدنا شعباً كريمًا ونظامًا رفيعًا وثقافة راقية ! أهلاً بالعالم في بلادنا وثقافتنا !


سويفت نيوز
منذ 6 أيام
- سويفت نيوز
ثقافة مملكة البحرين تجوب العالم بهوية وطنية أصيلة
المنامة – واس : إعداد: هنـد كــرمتقرير وكالة أنباء البحرين ضمن الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)عامٌ ثريٌّ بالحراك الثقافي النشط داخليًّا وخارجيًّا جابت فيه الثقافة البحرينية وتراثها دول العالم، للتعريف بالهوية الوطنية البحرينية وتمازجها بين ثقافات شعوب الأرض، حيث دشنت البحرين مبكرًا في يونيو 2024 من مدينة أوساكا في اليابان مواسم الإبداع وإزهار الثقافة، بوضع هيئة البحرين للثقافة والآثار حجر أساس جناحها الوطني الكبير في معرض 'إكسبو أوساكا 2025' الدولي بحضور الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس الهيئة والمفوض العام لجناح المملكة في الإكسبو.وتشارك البحرين في معرض 'إكسبو أوساكا 2025' بجناح صمم بطريقة مميزة تعكس التاريخ الثري للسفن التقليدية والعلاقة العميقة والخالدة للمجتمع البحريني مع البحر، مستلهمًا تفاصيله من التراث البحري لمملكة البحرين ونقاط التقائه بثقافة التاريخ البحري المميز لصناعة السفن الخشبية في اليابان، ورحلات السفن القديمة التي كانت تجوب الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية في رحلات التجارة من شرق آسيا وإليه، ويعزز في الأذهان تاريخ الحرف البحرينية التقليدية وتمازجها مع الحرفيّة اليابانية في استخدام الأخشاب لصناعة السفن.وتماشيًا مع رؤية وسياسة مملكة البحرين في تعزيز الاستدامة، فإن الجناح صُمم وبُني بشكل كامل من الخشب مع هيكل خارجي من الألمنيوم، وسيخضع لعملية إعادة تدوير بالكامل بعد انتهاء فترة الإكسبو.ويستفيد الجناح من ميزة قربه من البحر لأجل أغراض التبريد والتهوية، إذ يتضمن تصميمه إعادة تفسير حديثة لوسائل التبريد التقليدية القديمة، ويسعى إلى تقليل اعتماده على أي وسائل تبريد ميكانيكية.وفيما يتعلق بالتصميم الداخلي للجناح وقاعات العرض، فقد صممت بشكل رئيس من إستوديو التصميم البحريني 'شيبرد'، حيث يُقدم تجربة تفاعلية وغامرة للزوّار تلقي الضوء على ثراء ثقافة البحر العريقة في البحرين ومصادرها اللوجستية والطبيعية.وتتميز مشاركة المملكة في إكسبو أوساكا هذا العام بتخصيص مساحة ملحقة للأعمال والترويج لجذب الاستثمارات التنافسية العالمية للبحرين والتعريف بها بيئةً مثاليةً واستثنائيةً داعمةً لاقتصاد المستقبل، ووجهة مفضلة للاستثمار والأعمال والحياة المستدامة.ومن أقصى الشرق إلى قلب أوروبا برز جناح بحريني عالمي آخر في مدينة البندقية بإيطاليا، حيث فاز جناح مملكة البحرين 'موجة حَـرّ' بجائزة الأسد الذهبي عن فئة المشاركات الوطنية في المعرض الدولي التاسع عشر للعمارة – بينالي البندقية في 10 مايو 2025.وأطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار مع الجناح إصدارًا مطبوعًا يضم تحليلات رقمية ومقالات واستطلاعات تُسهم في توسيع أثر المشروع البحثي الذي بُني عليه الجناح في البينالي، إذ مثلت مشاركة البحرين هذا العام المشاركة الثامنة، امتدادًا لمسيرة المملكة في المعرض العالمي، لتقدّم رؤيتها المعمارية في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية، في إطار شعار الدورة الحالية 'ذكي، طبيعي، صناعي، جماعي'.ومن البندقية إلى العاصمة الروسية موسكو حيث نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة الروسية، فعالية 'الأيام الثقافية البحرينية' التي استضافتها مدينة موسكو في نوفمبر 2024، التي فتحت من خلالها نافذة للجمهور الروسي للاطلاع على ثقافة وتراث وفنون البحرين عبر التاريخ.وشهدت الأيام الثقافية البحرينية في موسكو عرض فيلمين محليين وهما: فيلم 'البشارة' للمخرج البحريني محمد بوعلي، والفيلم الوثائقي 'بشغف' للمخرج البحريني أحمد الزاكي، وأقيم حفل للموسيقى البحرينية بمشاركة باقة من الفنانين والعازفين البحرينيين.واختتمت الفعاليات بمعرض 'من كنوز البحرين' الذي يعرض فن صياغة الذهب عبر العصور' في متحف الدولة التاريخي، واستمر ثلاثة أشهر، إذ أخذ الزوار في رحلة عبر تاريخ صياغة الذهب في البحرين، بدءًا من فترة تايلوس قبل حوالي 2000 عام، مرورًا بالحقبة الإسلامية ووصولًا إلى العصر الحديث.وقدّم المعرض فرصة الاطلاع على قطع ذهبية بحرينية فريدة تُجسد مهارة الحرفيّين البحرينيين، إضافة إلى أدوات تحقق الذهب ووثائق توثق جهود المملكة في الحفاظ على هذا التراث الحرفي العريق وتلقي الضوء على هذا القطاع الحيوي ودوره في رفد الاقتصاد الوطني، وجعل البحرين مركزًا مهمًّا في إنتاج مشغولات المعادن الثمينة واللؤلؤ الطبيعي والذهب، وتبيان دور تطوير التشريعات والأنظمة والقوانين المتعلقة برقابة وصناعة وتجارة المعادن الثمينة واللؤلؤ والأحجار الكريمة.وبالتبادل استضافت البحرين ضمن فعاليات مهرجان ربيع الثقافة التاسع عشر وتزامنًا مع مناسبة الاحتفاء بمرور 35 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وجمهورية روسيا الاتحادية، أيام المواسم الثقافية الروسية على خشبة مسرح البحرين الوطني الذي احتضن بعروض مبهرة روائع الرقص الداغستاني التقليدي، والبرنامج الثقافي بعنوان 'سحر الرسوم المتحركة'، الذي قدمته شركة إستوديو SMF وتضمن عروضًا وورش عمل وندوات متنوعة على أن تقام قبل حلول نهاية العام الحالي فعاليتين ثقافيتين مميزتين، الأولى عرض باليه 'كسارة البندق' العالمي الشهير في مسرح البحرين الوطني، فيما تستضيف الصالة الثقافية حفل أوركسترا أوسيبوف من الأكاديمية الوطنية للآلات الشعبية الروسية بمشاركة فرق الفنون الشعبية البحرينية.وبالتزامن مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد الجلوس الخامس والعشرين لملك مملكة البحرين، وما صاحبها من مناسبات وطنية في ديسمبر 2024، تألقت النسخة الثالثة من المهرجان الثقافي الفني 'ليالي المحرّق'، التي عكست روح المحرّق وتاريخها العريق.وأقيم مهرجان 'ليالي المحرّق على طول مسار اللؤلؤ المسجل على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونيسكو، الممتد لمسافة 3.5 كيلومترات، بدءًا من ساحل بو ماهر وحتى متحف اللؤلؤ – مرورًا بمجلس سيادي. وتتواصل المواسم والمهرجانات الثقافية السنوية في مملكة البحرين بمشاركات إقليمية وعالمية. مقالات ذات صلة


الشرق الأوسط
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
السعودية في «إكسبو أوساكا»... تراث غنيّ وطموح يبلغ الفضاء
منذ انطلاق «إكسبو أوساكا 2025»، يواصل الجناح السعودي فتح نوافذه على تراث السعودية وتطلعات البلاد المستقبلية، واستقبل خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من أيام المعرض العالمي آلاف الزوار الذين استمتعوا برحلة مترابطة وفريدة لاكتشاف التقاليد الغنية والطموحات المستقبلية. وقدّم الجناح السعودي لزواره رحلة غامرة عبر 7 قاعات، تستعرض جهود السعودية في تحسين جودة الحياة، وبناء مستقبل إنساني ووطني أكثر استدامة، وفتح أبواب الاكتشاف والتعرف لجمهور جديد، يصِلهم بتراث المملكة، وبتطلعات «رؤية 2030» التي تنطلق من عمق التراث، وتطمح إلى فتح آفاق الازدهار والإعمار. ومن موضوعات الفضاء، إلى تجارب مبتكرة تظهر إرث السعودية للأجيال القادمة، وتعكس تأثير المملكة عالمياً، مروراً باستعراض حيوي مبهر لمستقبل المدن المتطورة، والبحار المستدامة، والإمكانات البشرية غير المحدودة، وقمم الابتكار، يقدم الجناح السعودي تجربة مذهلة ورحلة غامرة. القطع الخزفية برسوماتها التقليدية تجربة ثقافية لافتة (إكسبو السعودية) قال محمد الدهلاوي، المدير التنفيذي للتواصل والإعلام في جناح السعودية بـ«إكسبو اليابان»، إن الجناح السعودي هو ثاني أكبر الأجنحة مساحة في المعرض بعد جناح الدولة المستضيفة، وقد استقبل على مدى 3 أسابيع نحو 328 ألف زائر حتى الاثنين الماضي. وأضاف الدهلاوي، في حديث له مع «الشرق الأوسط»، إن تجارب الجناح التي تجسد التراث الغني والرؤية الطموحة للسعودية استقطبت اهتمام مئات آلاف من الزوار، الذين أبدوا إعجابهم بالمشاريع المستقبلية التي تنوي السعودية تجهيزها للمستقبل. وتابع: «كان مشروع نيوم بتفاصيله العمرانية وعناصره الابتكارية محل اهتمام ودهشة كثير منهم. ففي حين كان التراث الغني محل شغف الزوار باكتشاف السعودية، استحوذت المشاريع المستقبلية الواعدة على اهتمام الزوار بدرجة أكبر». جناح السعودية تفاصيل تُروى وتجربة تبقى (إكسبو السعودية) وألقى الجناح السعودي الضوء على النسخة المقبلة من معرض «إكسبو»، التي ستستضيفها العاصمة السعودية، وقال دهلاوي إن الجناح اهتم بتذكير الزوار بوعد سعودي بتنظيم ما سيكون واحداً من أهم نسخ المعرض العالمي، مشيراً إلى أن الجناح نظّم 10 فعاليات للتذكير بالموعد المقبل لـ«إكسبو السعودية»، الذي سيتيح الفرصة لدول العالم للتعبير عن إرثها الثقافي والاجتماعي، ويخلق إرثاً يستمر إلى ما بعد المعرض، ويعكس قوة السعودية في تنفيذ هذا الحدث العالمي. وكشف الدهلاوي أن الجناح السعودي قدّم 222 فعالية للزوار، سلّطت الضوء على ثقافة السعودية وتقاليدها وقيمها التي تشكل أساس الهوية الوطنية، لافتاً إلى أن السعودية شاركت خلال الجناح في استعراض المرحلة الحيوية التي تشهدها في الوقت الحالي، والتعريف بقوة ماضيها وحاضرها، وبرؤيتها المستقبلية الشاملة. تجربة فنية مميزة في استوديو الفنون البصرية (إكسبو السعودية) على مدى 184 يوماً، هي عمر المعرض الذي افتتح في 13 أبريل (نيسان) الماضي، ويستمر على مدى 6 أشهر، تُظهر السعودية من خلال تفاصيل الجناح طموحها الثقافي وتحولها الاقتصادي، واعتمادها على تراثها وتقاليدها، في تغذية الإبداع وفتح المجال أمام النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى عملها على مواءمة استراتيجيتها الوطنية المنبثقة من «رؤية 2030» مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية العالمية، والمساهمة في المبادرات العالمية، والارتقاء بدورها على الساحة الدولية. وتبدأ جولة الزائر في الجناح السعودي مع «استوديوهات الفنون البصرية الثقافية» حيث يستكشف العلاقة بين المساحة والمكان والنطاق، من خلال أعمال تجمع بين الفنون البصرية، والتصميم، والأزياء، والإعلام، والحرف اليدوية. وفي قاعة «ابتكارات بلا حدود» يظهر الابتكار بوصفه ركيزة أساسية، تمضي به السعودية لتحقيق طموحاتها. وفي هذا المعرض ترِد قصة الابتكارات السعودية الملهمة في مجالات الطاقة والفضاء، وبرنامج الجينوم السعودي ومستقبل الطموح في نيوم. عرض موسيقي مشترك في الفناء السعودي (إكسبو السعودية) وبالانتقال إلى قاعة «إمكانات تتجاوز الحدود»، يتعرف الزائر على الدور المحوري لقطاع الرياضة في السعودية، والجهود التي تبذل لتشجيع مواهب أفرادها وإمكاناتهم، وتحويل المملكة إلى مركز عالمي للرياضات العالمية. وفي قاعة «البحار المستدامة»، يسلط المعرض الضوء على الثروات البحرية وتنوعها الحيوي، والجهود السعودية الرائدة في الحفاظ على البيئة البحرية وازدهارها، وصولاً إلى «استوديوهات الموسيقى الثقافية» التي تستعرض الحركة وانسياب الوقت في سياق الموسيقى، والفنون الأدائية، والإعلام، والتقنية، ثم قاعة «التطور المعماري»، وهي معرضٌ يُطلع الزائر على معايير الاستدامة والعمارة المبتكرة والفريدة للمباني في مناطق المملكة المختلفة، ورحلة تطورها إلى مدنٍ عالمية ومشاريع مستقبلية. جمال الخزف السعودي بأبعاده الحيّة داخل جناح السعودية (إكسبو السعودية) ويوفر «مركز التعاون» منصة حيوية تهدف إلى خلق فرص تعاون جديدة وتأسيس شراكات فاعلة تدفع إلى النمو والازدهار. وفي طريقه يتوقف الزائر عند «المقهى السعودي» ليتعرف على أنواع القهوة السعودية، ويستمتع بوجبات خفيفة بنكهات سعودية مميزة، أو في «مطعم إرث» الذي يقدم تجربة طهي مميزة، من خلال أطباق أصيلة مستوحاة من مناطق المملكة الـ13، في رحلة استثنائية لتجربة المأكولات السعودية التقليدية، ثم تنتهي الرحلة عند «السوق السعودي» حيث يجد الزائر فيه تذكارات مصنوعة من إحدى المنتجات السعودية المختارة، من الحرف اليدوية، أو المنتجات الغذائية، والمقتنيات الثقافية المختلفة.