
كتاب يكشف تفاصيل تستر الدائرة المقربة من بايدن على تدهور حالته الصحية
كشف كتاب جديد أن الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، مرّ خلال العامين الأخيرين من ولايته، بلحظات خاصة لم يتمكن فيها من تذكر أسماء كبار مساعديه، كما بات جدول أعماله محدوداً بشكل متزايد، وكان عرضة لفقدان الترابط في الحديث وتشتت الأفكار، في حين عمل مساعدوه على إبقائه بعيداً عن الأنظار العامة لإخفاء مدى تدهور حالته.
ويسرد الكتاب، الذي ألفه الصحافيان جيك تابر من شبكة CNN، وأليكس تومسون من موقع "أكسيوس"، سلسلة من الوقائع التي صُدم خلالها مشرعون ديمقراطيون، ومستشارون في البيت الأبيض، وأعضاء في حكومة بايدن، ومتبرعون للحزب الديمقراطي من تراجع قدرات الرئيس الذهنية والبدنية، في وقت كان فيه بايدن يخوض حملة انتخابية فاشلة لإعادة انتخابه في عام 2024، ومع ذلك، لم يتحدث معظمهم علناً، أو يحاولوا منعه من الترشح.
وكتب تابر وتومسون: "ما رآه العالم في مناظرته الوحيدة عام 2024 لم يكن حالة شاذة، ولم يكن نتيجة إصابة بنزلة برد، أو بسبب ضعف التحضير أو المبالغة فيه، ولم يكن مجرد تعب بسيط".
وأضافا: "كان ذلك نتيجة طبيعية لرجل يبلغ من العمر 81 عاماً تتراجع قدراته منذ سنوات.. بايدن وأسرته وفريقه سمحوا لمصالحهم الشخصية وخوفهم من عودة ترمب بأن يبرروا محاولة الإبقاء على رجل مسن ومشوش الذهن في بعض الأحيان داخل المكتب البيضاوي لأربع سنوات أخرى".
وصدر الكتاب الجديد، الثلاثاء، بعنوان: "الخطيئة الأصلية: تدهور الرئيس بايدن، والتستر عليه، وخياره الكارثي بإعادة الترشح".
ويستند الكتاب إلى أكثر من 200 مقابلة، أغلبها مع شخصيات ديمقراطية مطلعة، أُجريت معظمها بعد انتهاء انتخابات 2024، بحسب CNN.
صحة بايدن
وتصاعدت التساؤلات بشأن صحة بايدن وسنه في الأيام الأخيرة، بعد أن أعلن مكتبه، أنه مصاب بـ"نوع عدواني" من سرطان البروستاتا، انتشر إلى عظامه، وأضاف البيان أن الرئيس السابق وعائلته "يبحثون خيارات العلاج مع أطبائه".
وأثارت إصابة بايدن بالسرطان موجة من الدعم والتعاطف، شملت الرئيس دونالد ترمب، الذي كتب على منصة "تروث سوشيال": "نشعر بالحزن، أنا وميلانيا، بعد سماع تشخيص جو بايدن الأخير.. نبعث بأحر التمنيات والدعوات لجيل بايدن والعائلة، ونتمنى لجو شفاءً سريعاً وناجحاً".
رغم ذلك، استمرت النقاشات بشأن قرار بايدن الترشح مجدداً، وقال نائب الرئيس، جيه دي فانس، للصحافيين، الاثنين، إنه يتمنى لبايدن الشفاء، لكنه أضاف: "علينا أن نكون صادقين بشأن ما إذا كان الرئيس السابق قادراً على أداء مهامه".
وتابع: "في بعض الجوانب، لا ألومه بقدر ما ألوم المحيطين به.. يمكننا أن نصلي من أجل صحته، لكن علينا أيضاً أن ندرك أنه إذا لم يكن الشخص لائقاً بما يكفي للقيام بالمهمة، فلا ينبغي أن يقوم بها".
ونشر "أكسيوس"، الجمعة، تسجيلات صوتية من مقابلة بايدن مع المحقق الخاص روبرت هور بشأن تعامله مع الوثائق السرية، ما أضاف مزيداً من السياق إلى استنتاج تقرير هور، الذي وصف بايدن بأنه "رجل مسن، حسن النية، وذو ذاكرة ضعيفة".
وأفاد تابر وتومسون بأن القلق من الحالة الصحية لبايدن بين العاملين معه يعود إلى عام 2020، لكن التدهور العقلي والجسدي تسارع خلال عامي 2023 و2024، قبل المناظرة الكارثية التي جمعته بترمب في يونيو الماضي.
وذكر الكاتبان أنه في ديسمبر 2022، عجز بايدن عن تذكر أسماء مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان، ومديرة الاتصالات كيت بيدينجفيلد.
وفي خريف 2023، بدا أنه لم يتعرف على جيمي هاريسون، رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، لكن هاريسون نفى ذلك.
وفي أوائل عام 2024، أفاد تابر وتومسون بأن بايدن لم يتعرف على النجم السينمائي جورج كلوني، رغم معرفته به منذ سنوات، ونقل المؤلفان عن بعض وزراء الحكومة أنهم لم يكونوا يعتقدون أن بايدن يمكن الاعتماد عليه في حال وقوع طارئ وطني الساعة الثانية فجراً.
مجموعة معلقة لحماية بايدن
وقال أحد كبار مساعدي بايدن لمؤلفي الكتاب: "الأمور التي كنا سنعتبرها كارثية في عام 2023، بحلول 2024 كنا نقول: حسناً، تجاوزنا ذلك".
وذكر تابر وتومسون أن بايدن كان محاطاً بمجموعة مغلقة تحميه، تضم زوجته وابنه وعدداً من مساعديه القدامى الذين أُطلق عليهم لقب "البوليتبيرو" (أو المكتب السياسي)، في إشارة إلى اللجنة القيادية في الأحزاب الشيوعية.
وقال المؤلفان إن كبار مساعدي بايدن - مايك دونيلون، وستيف ريتشيتي، وبروس ريد - كانوا يقدمون الولاء للرئيس على أي اعتبار، أما من هم خارج هذه الدائرة الضيقة، بمن فيهم أفراد حملة بايدن ومستطلعو الرأي وأعضاء في حكومته، فكانوا يعتقدون أن هؤلاء المساعدين يعزلون بايدن عن المعلومات السلبية، بينما قرر المضي قدماً في الترشح لولاية ثانية دون أي نقاش أو مشورة من داخل البيت الأبيض أو فريق حملته.
وكتب تابر وتومسون أن "الأمر كان أقرب إلى عقيدة تلامس التعصب: ففي يناير 2025، ظل مايك دونيلون متمسكاً برأيه أن بايدن، رغم نسيانه وخلطه بين الأسماء، كان ذكياً بحق عندما قرر ما ينبغي أن تتضمنه مقترحات اتفاق السلام بين (حماس) وإسرائيل".
وفي تصريح لـCNN، انتقد متحدث باسم بايدن الكتاب قائلاً: "ما زلنا ننتظر أي دليل يوضح أن جو بايدن فشل في اتخاذ قرار رئاسي، أو أن الأمن القومي كان مهدداً، أو أنه لم يكن قادراً على أداء مهامه. في الواقع، تشير الأدلة إلى العكس تماماً. لقد كان رئيساً فعالاً للغاية".
"كأنه شخص مختلف"
وجد تابر وتومسون أن المخاوف بشأن الحالة الصحية لبايدن تعود إلى حملته الانتخابية في عام 2020، حين صور بايدن مقاطع فيديو للحملة يتحدث فيها إلى الناخبين عبر "زووم" قبل المؤتمر الحزبي، لكن ساعات طويلة من هذه اللقطات كانت غير صالحة للاستخدام، ما أثار صدمة بعض أعضاء فريقه.
وقال أحد الديمقراطيين، بحسب ما ورد في الكتاب: "كان الأمر كما لو أنه شخص مختلف تماماً. كان ذلك لا يُصدق. كان أشبه بمشاهدة جد لا ينبغي أن يقود السيارة". وأضاف: "لم أكن أعتقد أنه قادر على أن يكون رئيساً".
ورأى البعض من المقربين أن تدهور بايدن ارتبط بلحظات من التوتر الشديد، خصوصاً تلك المرتبطة بمشكلات ابنه هانتر القانونية، وفقاً للكتاب.
وكتب تابر وتومبسون أن أحد أعضاء الحكومة شبه محاكمة هانتر بايدن في يونيو 2024 وإدانته بأنها كانت "أشبه بسقوط حملٍ وزنه 500 رطل على رأس الرئيس". وأبلغ عدة مشرعين المؤلفين أن صورة بايدن التي شاهدوها ذكرتهم بآباء وأجداد يعانون من مشكلات صحية.
وعلى الصعيد العلني، تفاقمت الأسئلة في عام 2024 بشأن صحة بايدن، بعد التقرير اللاذع من روبرت هور، الذي قرر عدم توجيه تهم للرئيس جزئياً بسبب تأثير عامل السن على قرارات هيئة المحلفين.
أما في الاجتماعات المغلقة واللقاءات مع المتبرعين، فقد عبر ديمقراطيون عن صدمتهم خلال تفاعلهم مع بايدن العام الماضي.
ونقل الكتاب عن أعضاء في مجلس الشيوخ أنهم لاحظوا تغيراً واضحاً في شخصية بايدن خلال لقاءات مغلقة في أوائل 2024، ما أثار قلقهم، لكنهم أعطوا زميلهم السابق في المجلس الفرصة لإثبات نفسه.
وواجه مسؤول كبير في الإدارة زميلاً له في البيت الأبيض بغضب بعد اجتماع لفريق العمل المعني برعاية الصحة الإنجابية قائلاً: "ما الذي تفعلونه بحق الجحيم؟ لا أفهم كيف يمكن لهذا الرجل أن يخوض حملة لإعادة انتخابه"، وأضاف لاحقاً للمؤلفين: "رغم كل ما قدمه للبلاد، لا يمكنني أن أغفر له".
وبعد الخطاب القوي الذي ألقاه بايدن عن "حال الاتحاد" في مارس 2024، والذي استشهد به كثيرون كمبرر لاستمراره في الترشح، أُصيب بعض الموظفين بالقلق بعد حضوره فعالية مع طلاب ثانوية مساء اليوم نفسه، حيث ألقى خطاباً غير مترابط.
وكتب المؤلفان أن أحد هؤلاء المساعدين لم يستطع إلا أن يسأل نفسه: "ما الذي شاهدناه للتو؟". وقال في نفسه، وفقاً للكتاب: "هذا لن ينجح. لا يستطيع القيام بذلك. هذا جنون. جنون. جنون".
ضغوط ما بعد المناظرة
بعد المناظرة الكارثية مع ترمب في يونيو، أفاد تابر وتومبسون أن أقرب مساعدي بايدن حاولوا تجاوز الأمر وكأن شيئاً لم يحدث.
وكتب المؤلفان: "المناظرة جعلت مساعدي بايدن أكثر يقظةً تجاه أي مؤشرات على عدم الولاء. لقد اعتبروا المناظرة مجرد مثال جديد على استبعاد بايدن".
وفي الكواليس، حاول ديمقراطيون إقناع الفريق المقرب بضرورة ظهور بايدن في مناسبات غير معدة سلفاً. لكن تابر وتومبسون أفادا بأن الرئيس لم يكن قادراً على أداء ما طُلب منه لإثبات قدراته الذهنية.
وروى مستشار في الحملة نقاشاً بعد المناظرة مع بايدن على متن طائرة الرئاسة، قائلاً: "ما الذي نفعله هنا؟" تساءل وهو يسمع بايدن يتحدث. "هذا الرجل لا يستطيع أن يكون جملة مفيدة".
ومع تزايد عدد الديمقراطيين المطالبين بتنحي بايدن، تمسك الرئيس وعائلته بموقفهم. وخلال زيارة جيل بايدن لولاية ميشيجان في 3 يوليو 2024، دافعت الديمقراطية ديبي ستابينو بقوة عن الرئيس، لكنها طلبت التحدث مع السيدة الأولى على انفراد، وأبلغتها أن زملاءه السابقين في مجلس الشيوخ يشعرون بالقلق حياله.
"كل ما أعرفه هو أنك لن تفوز"
ونقل المؤلفان عن السيناتورة قولها للسيدة الأولى: "لا نعلم إن كان ما حدث مجرد حدثاً عابراً، أم أن هناك أمر آخر يتعلق بالرئيس". وأضافا أن جيل لم تُجب عن السؤال الضمني، لكنها عبرت لاحقاً عن غضبها حيال ذلك لموظفي البيت الأبيض.
ودافع بايدن وزوجته عن أدائه الرئاسي في مقابلة مشتركة على برنامج The View على شبكة ABC في وقت سابق من هذا الشهر، ورفضا ما قيل عن تراجع حالته الذهنية في عامه الأخير بالمنصب.
وقالت جيل بايدن: "الذين كتبوا هذه الكتب لم يكونوا معنا في البيت الأبيض، ولم يروا كم كان جو يعمل بجد كل يوم".
وكشف الكتاب أن الرئيس السابق باراك أوباما وزعيم الأغلبية آنذاك في مجلس الشيوخ تشاك شومر، عبرا عن قلقهما من أن مساعدي بايدن المقربين لا يقدمون له صورة واضحة عن فرصه الحقيقية في إعادة الانتخاب. وحث أوباما شومر على التحدث إلى بايدن، وعرض البيانات عليه.
في الفترة التي سبقت قرار بايدن بالانسحاب من السباق في يوليو 2024، أصر شومر على مقابلة الرئيس، وسافر إلى ديلاوير لإجراء هذه المحادثة الصعبة. كتب المؤلفان أن شومر أخبر بايدن أنه لن يحصل إلا على 5 أصوات إذا أُجري اقتراع سري بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بشأن استمراره في الترشح.
سأل بايدن شومر: "هل تعتقد أن كامالا قادرة على الفوز؟". وأجاب شومر، وفقاً للكتاب: "لا أعرف إن كانت قادرة على الفوز. كل ما أعرفه هو أنك لن تستطيع".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 24 دقائق
- عكاظ
ترمب يحرج رئيس جنوب أفريقيا بـ«مقاطع مصورة» !
تابعوا عكاظ على أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشكل علني ضيفه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في البيت الأبيض باتهامه بالفشل فى مواجهة قتل المزارعين البيض. وفي اجتماع في المكتب البيضاوي، الأربعاء، حضره العشرات من المسؤولين من كلا البلدين، عرض ترمب بشكل غير متوقع لقطات فيديو لدعم اتهامه بـ«الإبادة» ضد جنوب أفريقيا. وأظهرت الصور قبوراً على جانب الطريق، وقال الرئيس الجمهوري «إنه مشهد فظيع لم أر شيئاً كهذا من قبل»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). ويشكك الخبراء في تصوير ترمب للإبادة المزعومة للمزارعين البيض في جنوب أفريقيا. وبفعل ذلك، يستخدم ترمب نظرية المؤامرة التي تنتشر في دوائر اليمين المتطرف بشأن ما يسمى بـ«الإبادة الجماعية للبيض». ورد رامافوسا بشأن المقابر المزعومة: «هل قالوا لك أين هي سيدي الرئيس؟ أود أن أعرف أين هذا لأنني لم أرَ هذا من قبل» ووعد رامافوسا بالبحث في الأمر. وقال ترمب: «الأشخاص يفرون من جنوب أفريقيا حفاظاً على سلامتهم»، وخفّض أضواء المكتب البيضاوي ليشغل مقطعاً مصوراً لسياسي شيوعي يذيع أغنية مناهضة للفصل العنصري ومثيرة للجدل تتضمن كلمات عن قتل مزارع. أخبار ذات صلة وأضاف: «إن أراضيهم تتم مصادرتها ويتم قتلهم في كثير من الحالات». ورفض رامافوسا اتهامات ترمب. ويسعى الرئيس الجنوب أفريقي لتوضيح الأمور وإنقاذ علاقة بلاده بالولايات المتحدة. واحتدمت المحادثات المطولة بين ترمب ورامافوسا بعد عرض ترمب للمقطع الذي أظهر عمليات قتل مسيّسة في جنوب أفريقيا. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} 1


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«رسوم ترمب» و«التباطؤ الاقتصادي» يهيمنان على اجتماعات «مجموعة السبع» في كندا
خيّمت «مخاوف التباطؤ الاقتصادي» و«التضخم» و«حرب رسوم ترمب الجمركية» على اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة السبع» في بانف بألبرتا الكندية، يوم الثلاثاء، التي تستمر 3 أيام، وتشارك فيها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان. ويزيد من أجواء التوتر انعقاد الاجتماعات في الدولة التي يريد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ضمها إلى الولايات المتحدة، بما يلقي بمزيد من العبء على عاتق وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، لتقديم دفاعات عن الحرب التجارية التي شنها الرئيس ترمب على حلفاء الولايات المتحدة، خصوصاً أن أوروبا واليابان وكندا تتحمل أكبر تداعيات «أجندة ترمب الاقتصادية - أميركا أولاً». جيروم باول رئيس «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي متحدثاً مع كريستين لاغارد رئيسة «البنك المركزي الأوروبي» على هامش اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة السبع» في بانف بكندا يوم 20 مايو 2025 (أ.ف.ب) وتحفل أجندة الاجتماعات على مدى الأيام الثلاثة بكثير من القضايا، بما فيها دعم أوكرانيا، والمخاوف من الممارسات الاقتصادية الصينية، والتحديات التي تواجه الاقتصادي العالمي، ومخاطر تراجع النمو العالمي، وزيادة التضخم، وجهود مكافحة تغير المناخ، وصعود الذكاء الاصطناعي، والعمل معاً لمعالجة دعم الصين الصناعات التحويلية، الذي أدى إلى تدفق كبير للصادرات الرخيصة حول العالم. لكن سياسات ترمب التجارية هي التي تهيمن على الاجتماعات، والتي يعدّها كثير من الاقتصاديين أكبر تهديد للاقتصاد العالمي. وليس من الواضح ما إذا كان المسؤولون سيتمكنون من التوصل إلى توافق في الآراء بشأن بيان مشترك عند اختتام الاجتماعات يوم الخميس. وعادة ما تخرج الاجتماعات السنوية لوزراء مالية «مجموعة السبع» بالتزامات مشتركة. وفي السنوات السابقة أسفرت عن التزامات مشتركة لمكافحة التضخم، ومواجهة جائحة «كوفيد19»، لكن التوافق في هذه الاجتماعات يصطدم بكثير من الشكوك. ففي اجتماع «مجموعة السبع» العام الماضي، في ستريسا بإيطاليا، أصدرت الدول بياناً مشتركاً ينص على الالتزام القوي من الأعضاء بنظام تجاري حر وعادل وقائم على القواعد، «وليس واضحاً ما إذا كانت الدول السبع ستتمكن من إصدار بيان ينص على هذه القواعد». وبعد أسابيع قليلة من وصوله إلى البيت الأبيض، قلب ترمب النظام التجاري العالمي رأساً على عقب بسلسلة من الرسوم الجمركية. وفرض ضريبة شاملة بنسبة 10 في المائة على جميع الشركاء التجاريين تقريباً، بالإضافة إلى رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع غيار السيارات. ورفع الرسوم الجمركية على الصين إلى 145 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي، وهو مستوى عقابي غير مسبوق، قبل أن يخفضها إلى 30 في المائة هذا الشهر للسماح لبكين وواشنطن بالتفاوض على صفقة تجارية. وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت (أ.ف.ب) وقال بيان من وزارة المالية إن بيسنت سيستعرض مخاوف إدارة ترمب بشأن الطاقة الصناعية للصين، وسيوضح مسار المفاوضات بين الولايات المتحدة و«الاتحاد الأوربي» بشأن شروط التجارة، وبين الولايات المتحدة ودول أخرى. وتعمل إدارة ترمب على إبرام صفقات بحلول 8 يوليو (تموز) المقبل مع ما بين 18 و24 دولة تعدّ من الشركاء التجاريين المهمين؛ منها الأرجنتين وماليزيا وإسرائيل وسويسرا والهند واليابان وفيتنام وكوريا الجنوبية وتايلاند. وقال فرنسوا فيليب شامبين، وزير المالية الكندي، في افتتاح اجتماعات «مجموعة السبع»: «إننا سنتحدث عن القضايا الرئيسية؛ بما فيها الرسوم الجمركية، وكيفية تحقيق الاستقرار الاقتصادي للمستهلكين والمستثمرين والشركات». وأضاف: «لدينا نظام تجاري متعدد الأطراف حر وعادل وقائم على القواعد، وهو النظام الذي يحقق مكاسب للجميع»، محذراً من تداعيات الاضطرابات التجارية على الاقتصاد العالمي، ومضيفاً أن أولوية كندا في رئاستها «مجموعة السبع» هي استعادة الاستقرار والنمو. شامبين يتحدث خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لـ«مجموعة السبع» في بانف بكندا يوم 20 مايو 2025 (أ.ف.ب) وشدد شامبين، الذي دعا نظيره الأوكراني، سيرغي مارشينكو، إلى افتتاح الاجتماعات يوم الثلاثاء: «علينا العودة إلى الأساسيات، ولطالما لعبت (مجموعة السبع) دوراً مهماً على مستوى الاقتصاد الكلي، وجلبت زخماً للاقتصاد العالمي». وأضاف: «الجميع سيربح حينما تكون قواعد التجارة عادلة وقابلة للتنبؤ». ويحتل وضع الدولار الأميركي جانباً كبيراً من المحادثات غير الرسمية، فقد انخفضت قيمة الدولار بشكل غير متوقع الشهر الماضي بعد إعلان ترمب تعريفاته الجمركية، وارتفع سعر الفائدة على سندات الخزانة الأميركية، بما يعني أن المستثمرين الدوليين كانوا يتخلصون من الأصول الأميركية مع تراجع الثقة بالاقتصاد الأميركي. وقال ستيفن كامين، وهو زميل بارز في «معهد أميركان إنتربرايز» وخبير اقتصادي كبير سابق في «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي: «في الممرات، لن يتحدثوا عن أي شيء سوى الرسوم الجمركية والدولار». ويترقب المتداولون نتيجة هذه الاجتماعات بحثاً عن أي مؤشرات بشأن سعى إدارة ترمب إلى إضعاف الدولار. ويشير الانخفاض الكبير للدولار إلى أن الأسواق المالية تفقد ثقتها بالسياسة الأميركية، وتزداد معه مخاطر دخول الاقتصاد الأميركي دائرة الركود التضخمي.


أرقام
منذ 2 ساعات
- أرقام
وزير الدفاع الأمريكي يلتقي ماسك للمرة الثانية في البنتاجون
قال مسؤولون إن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث استقبل الملياردير إيلون ماسك في البنتاجون يوم الأربعاء، وهي المرة الثانية المعلنة التي يزور فيها الحليف المقرب للرئيس دونالد ترامب وزارة الدفاع. وهناك عدد من العقود بين شركات تابعة لماسك وبين الوزارة. وكان ماسك قد قام بالزيارة الأولى في مارس آذار. وقال المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل في بيان "التقى الوزير مع إيلون ماسك وأعضاء آخرين من فريق الذكاء الاصطناعي لدى إكس هذا الصباح". وأضاف بارنيل "وزارة الدفاع ملتزمة بالتعاون مع الرؤساء التنفيذيين لشركات الذكاء الاصطناعي لضمان أن يكون مقاتلونا مجهزين لمواجهة تهديدات القرن الحادي والعشرين".