
المغرب وتستمر عقدة الكأس: بين الانكسار الرياضي وأسئلة مشروع رياضة نسائية وطنية
من النتيجة إلى ما وراء النتيجة: لماذا تعثّر المنتخب؟
لا يمكن اختزال هذه الخسارة في مجرّد تراجع بدني أو تقني خلال الشوط الثاني. الأمر أعقد من ذلك. فالمنتخب المغربي للسيدات خاض البطولة بكثير من الطموح وكثير من الضغط. تألق فردي، تنظيم جماعي، وقيادة فنية إسبانية بقيادة خورخي فيلدا، أحد أكثر المدربين تتويجًا في كرة القدم النسوية. لكن حين بلغ الفريق النهائي، بدا وكأنه يواجه أكثر من خصم: نيجيريا من جهة، وشبح اللقب من جهة أخرى.
فما الذي جعل الفريق ينهار في لحظة كانت فيها الكأس أقرب من أي وقت مضى؟ هل هو غياب التهيئة الذهنية الكافية؟ أم هو نقص في العمق الهجومي البديل؟ هل ضغط الجمهور والميدان كان حافزًا أم عبئًا؟
ثمّة إشارات تقول إن الفريق لم يستطع 'قتل المباراة' حين سنحت له الفرصة. وبعد هدفين في الشوط الأول، افتقدت اللاعبات إلى الجرأة الهجومية والإصرار على توسيع الفارق، ما منح نيجيريا فرصة العودة نفسياً وتكتيكياً.
الحسرة والتحكيم: هل خسرنا أم سُلبنا الفوز؟
في لحظة فاصلة من الشوط الثاني، أثارت قرارات الحكم الجدل، خصوصاً إلغاء ركلة جزاء مغربية عبر تقنية الفيديو. هنا لم تكن المسألة تقنية فقط، بل عاطفية أيضاً، إذ تحوّل الغضب إلى طاقة سلبية أكلت تركيز اللاعبات والمدرّب، وأشعلت غضب رئيس الجامعة فوزي لقجع. لكن السؤال الأعمق يبقى: هل نحمّل التحكيم أكثر مما يحتمل، أم أنه أصبح شماعة نُعلّق عليها الفشل المتكرر في النهائي؟
من الفرد إلى الجماعة: كيف تتأثر مسيرة اللاعبات بهذه الخسارة؟
الخسارة في النهائي ليست مجرّد هزيمة رياضية، بل لحظة فاصلة في مسارات كثير من اللاعبات. هل ستؤثر هذه التجربة على ثقة الجيل الصاعد؟ كيف سيتفاعل الإعلام والمجتمع مع لاعبات قدمن أداءً محترمًا لكن لم يحققن اللقب؟ وهل تملك الجامعة استراتيجية لدعم اللاعبات نفسيًا ومهنيًا لتجاوز هذا الانكسار وتحويله إلى حافز للتطور؟
مشروع أم موجة؟ قراءة في سياق الرياضة النسوية بالمغرب
بعيدًا عن تفاصيل المباراة، تفرض الهزيمة سؤالًا استراتيجيًا أكبر: هل تحوّلت كرة القدم النسوية في المغرب إلى مشروع وطني متكامل؟ أم أننا لا نزال في مرحلة 'الطفرة' التي تحكمها نتائج المناسبات وتغيب عنها البنية التحتية المستدامة؟
الاستثمارات الأخيرة، من منشآت إلى دعم تقني، مهمة ومشجّعة. لكن هل يكفي ذلك؟ هل توجد قاعدة كروية نسوية مندمجة في الأحياء والمدارس والنوادي؟ وهل يستطيع هذا الجيل أن يبني جسرًا للجيل القادم بدل أن يحترق تحت ثقل التوقعات؟
ما بعد الهزيمة: هل تكون هذه الخسارة بداية لتصحيح المسار؟
إن الخروج خالي الوفاض من نهائيين قاريين متتاليين، رغم التحسن الملحوظ، يعيد فتح النقاش حول نوعية التحضير الذهني، والاختيارات الفنية، والدعم المؤسساتي طويل الأمد. وربما يجب أن ننتقل من منطق 'التمثيل المشرف' إلى منطق 'الاستحقاق والبناء'.
فهل تعيد الجامعة حساباتها التكتيكية والنفسية بعد هذه النكسة؟ هل نشهد إعادة تشكيل للرؤية الرياضية النسوية بالمغرب؟ وهل تملك اللاعبات والإدارة النفس الطويل لتحويل الألم إلى أمل، والخسارة إلى منصة إقلاع جديدة؟
بين الخيبة والأسئلة الكبرى، تظل الحقيقة الوحيدة أن المنتخب المغربي للسيدات لم يعد عابرًا أو هامشيًا، بل أصبح جزءًا من معادلة إفريقية معقّدة، لا ترحم من لا يُتقن التفاصيل. والسؤال المطروح: متى يصبح الحلم حقيقة؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بلبريس
منذ 18 ساعات
- بلبريس
تراجع 'اللبؤات' في تصنيف 'فيفا'
تراجع المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم إلى المركز 64 عالمياً في التصنيف الجديد الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا'، اليوم الخميس، بعد فقدانه لعدد من النقاط. وخسر منتخب لبؤات الأطلس أربعة مراكز مقارنة بتصنيف يونيو الماضي، ليصبح رصيده 1407.21 نقطة، محتلاً بذلك الصف 64 عالمياً. ورغم هذا التراجع، حافظ المنتخب المغربي على مركزه الثالث قارياً، خلف منتخب نيجيريا الذي يحتل المركز 36 عالمياً، ومنتخب جنوب إفريقيا في المرتبة 54. وكان المنتخب الوطني للسيدات قد بلغ نهائي كأس أمم إفريقيا، التي احتضنها المغرب خلال الشهر الماضي، قبل أن يخسر اللقب أمام منتخب نيجيريا. وعلى الصعيد العالمي، حافظ منتخب إسبانيا على صدارة التصنيف برصيد 2066.79 نقطة، متقدماً بفارق طفيف على الولايات المتحدة الأمريكية (2065.06 نقطة). وجاء منتخب السويد في المركز الثالث بـ 2025.26 نقطة، بينما حلّت إنجلترا رابعة، ثم ألمانيا في المرتبة الخامسة، وفرنسا سادسة. وتراجعت البرازيل إلى المركز السابع، تليها اليابان في المرتبة الثامنة، ضمن قائمة أفضل عشر منتخبات في التصنيف العالمي.


الجريدة 24
منذ 20 ساعات
- الجريدة 24
قرارات جديدة تعيد ترتيب البيت الكروي
أعلن المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن حزمة من القرارات والإصلاحات، في وقت تستعد فيه المملكة لاحتضان تظاهرات كروية عالمية وقارية كبرى، أبرزها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030. فوزي لقجع، رئيس الجامعة، أكد أن "رهانات المرحلة المقبلة تفرض تعبئة جماعية وانخراطا فعليا ومسؤولا"، داعيا، خلال اجتماعه يوم الأربعاء 6 غشت 2025، إلى المشاركة في مختلف مراحل تنظيم هذه التظاهرات الكبرى، لضمان نجاحها على كافة المستويات وتعزيز صورة المغرب كوجهة رياضية عالمية. إصلاحات هيكلية الاجتماع شهد المصادقة على تعديلات وقرارات "جوهرية"، شملت قانون المنافسات، ومدونة التأديب، ومراقبة شروط الانخراط بالأندية، فضلا عن إعادة هيكلة اللجان القضائية. وقدم عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، مقترحات تهم إلزامية توفر الأندية المرشحة للصعود على ملعب للتداريب وآخر رسمي لإجراء المباريات داخل نفس العمالة، وتعديل المادتين 31 و32، لتمكين المدرب المساعد الثاني ومحلل الأداء من الجلوس على دكة البدلاء. وشدد المصدر على ضرورة اعتماد الورقة الرقمية، ورفع عدد الحاضرين بدكة الاحتياط إلى 19 شخصا، وإحداث نظام خاص بجامعي الكرات، يتضمن التزامات واضحة وعقوبات في حال الإخلال بها. ونبه بلقشور إلى ضرورة اعتماد نظام "القبعات" في كأس العرش لتفادي الاصطدام المبكر بين الأندية الكبرى، مع اللجوء مباشرة إلى ضربات الترجيح في حال انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، ما يعني إلغاء الأشواط الإضافية. تشديد العقوبات وصادق المكتب المديري على تشديد العقوبات المرتبطة بالغش والتزوير والتحايل، مع تطبيقها من أول مخالفة دون انتظار حالات التكرار، في خطوة تروم ردع السلوكيات التي تسيء للروح الرياضية. أما في ما يخص اللجان القضائية، تقرر مركزية لجنتي التأديب والاستئناف، بعد مداخلة جمال كعواشي، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم هواة، الذي شدد على استقلالية هذه اللجان وضرورة تسريع البت في القضايا المستعجلة حفاظا على سير المنافسات. افتحاص وشفافية واستمرارا في تعزيز الحكامة، صادق المكتب المديري على إحداث هيئة افتحاص وتدقيق شروط الانخراط بالأندية، وتحديث لوائح الأعضاء عبر منصة رقمية رسمية. كما دعا فوزي لقجع إلى إعادة فتح ملفات الضرائب والجبايات الخاصة بالأندية بشكل استباقي، بغية تسوية وضعياتها وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار. وتمت المصادقة على تكوين لجنة تشرف على مقترح تنظيم منتدى دولي للاستثمار الرياضي، يسعى لفتح نقاش مؤطر حول التحديات القانونية والمالية والتدبيرية التي تواجه الأندية الوطنية، واستقطاب شراكات مبتكرة ومستدامة. قبلة كروية الاجتماع تميز أيضا باستعراض فوزي لقجع لحصيلة التظاهرات القارية التي احتضنها المغرب مؤخرا، والتي وصفها بـ"الناجحة بامتياز"، مثل كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة، وكأس إفريقيا داخل القاعة الخاصة بالمنتخبات النسوية، وكأس إفريقيا للسيدات.


عبّر
منذ 21 ساعات
- عبّر
المنتخب المغربي النسوي يتراجع في تصنيف 'فيفا' ويحافظ على مركزه الإفريقي
تراجع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم النسوية إلى المركز 64 عالمياً في التصنيف الجديد الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم 'فيفا'، اليوم الخميس، وذلك بعد فقدانه أربع مراتب مقارنة بالتصنيف السابق الصادر في شهر يونيو الماضي، ليبلغ رصيده الحالي 1407.21 نقطة. ورغم هذا التراجع، حافظت لبؤات الأطلس على المركز الثالث قارياً، خلف منتـخب نيجيريا الذي حلّ في المرتبة 36 عالمياً، ومنتخب جنوب إفريقيا في المركز 54 عالمياً، ما يعكس استمرار حضور النخبة الوطنية ضمن نخبة المنتخبات الإفريقية. ويأتي هذا التصنيف الجديد بعد مشاركة المنتـخب المغربي النسوي في نهائي كأس أمم إفريقيا للسيدات، التي احتضنها المغرب مؤخراً، حيث بلغ الفريق النهائي قبل أن يُهزم أمام نيجيريا التي توجت باللقب القاري. على الصعيد الدولي، حافظ منتخب إسبانيا على صدارة التصنيف العالمي بـ 2066.79 نقطة، متقدماً بفارق طفيف عن منتـخب الولايات المتحدة الأمريكية صاحب المركز الثاني بـ 2065.06 نقطة، فيما حلّت السويد في المركز الثالث بـ 2025.26 نقطة. أما باقي المراكز العشرة الأولى، فقد شهدت تواجد إنجلترا في المركز الرابع، تليها ألمانيا ثم فرنسا، بينما تراجعت البرازيل إلى المرتبة السابعة، متبوعة بـ اليابان في المركز الثامن، وهو ما يعكس بعض التحولات في موازين القوى داخل كرة القدم النسوية العالمية.