
العارف بالله طلعت يكتب: هجرة الرسول واختيار الصديق الوفي
الجمعة، 27 يونيو 2025 05:17 مـ بتوقيت القاهرة
الهجرة النبوية تمثل حدثا مهما في التاريخ الإسلامي والبشري، لأن بالهجرة تم قيام الدولة الإسلامية على أسس قوية، وتمّ فيها توثيق الصلة بالله ببناء المسجد وتوثيق الصلة بين المسلمين بالمؤاخاة وتوثيق الصلة بالآخر في صحيفة المدينة.
وبالهجرة أرسى النبي صلى الله عليه وسلم العديد من القيم الإسلامية في مقدمتها الصلة بالله، والارتباط به والاستمرار في معيّته فإن من كان في معيّة الله لا يخشى أحدا سواه بل يظل في رعاية مولاه وفي عناية ربه فلا يخاف ظلما ولا هضما ولا يخاف من العدو بخسا ولا رهقا. وقد رأينا أثر المعية الإلهية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في غار حراء وأبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول له: يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فيجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ لا تحزن إن الله معنا».
ومن بين القيم التي أرستها الهجرة النبوية أنها أوضحت للبشر كافة عظمة هذا الدين، وأنه يرعى الحقوق ويصون الأمانات ورغم أن المسلمين أخرجوا من ديارهم بغير حق، وبرغم ما صنعه المشركون معهم من الإيذاء ومن أخذ الأموال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر استخلف علي بن أبي طالب ليرد الودائع لأصحابها، وليعطي الناس أماناتهم ونفائسهم التي كانوا قد تركوها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن القيم العظيمة التي أبرزتها الهجرة النبوية الحفاظ على الأمة من الأخطار ومن عدوان الأعداء والحرص على اجتماع الشمل، وتجلت هذه القيمة في هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن أول المهاجرين، ولم يكن وسطهم ولا معهم بل كان من آخر المهاجرين، فقد أذن لأصحابه أولا بالهجرة بعد ان اطمأن على أمنهم وسلامهم وطمأنينتهم حيث تمّ عقد بيعة العقبة الأولى والثانية، وأرسل بعض المبعوثين من قبله لأهل المدينة وهو مصعب بن عمير رضي الله عنه ليعلم الناس هناك أمور الإسلام وعباداته ومهّد الحياة للمهاجرين واطمأن على سلامتهم وجعلهم يهاجرون سرا حتى لا يتعرض أعداء الإسلام لهم بالإيذاء، وبعد أن اطمأن على هجرتهم هاجر هو بعد ذلك ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
حيث تعلمنا الهجرة أن الإنسان إذا تنازعت فيه النوازع الأرضية والنداءات السماوية، عليه أن يؤثر الجانب الأسمى والأبقى فلا أحد يستطيع أن ينجيه من عذاب الله، فالهجرة في حقيقتها هجران للباطل وإنتماء للحق، وابتعاد عن المنكرات، وفعل للخيرات، وترك للمعاصي، وإنهماك في الطاعات.
وتعلمنا الهجرة من خلال الخطة المحكمة التي رسمها النبي صلى الله عليه وسلم، أن استحقاق التأييد الإلهي، لا يعني التفريط قيد أنملة في استجماع أسبابه، وتوفير وسائله، لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم خطة محكمة لهجرته، حيث كتم تحركه، وقصده واستأجر دليلا ذا كفاءة عالية، وحدّد لكل شخص مهمة أناطها به، فخصص واحدا لتقصّي الأخبار، وآخر لمحو الآثار.
كانت الحكمة من الهجرة النبوية هو وضع القيم العظيمة التي تساهم في بناء المجتمع المسلم، وحسن التوكل على الله واليقين به والعمل على تحقيق الأهداف.
وهناك العديد من الدروس والعبر التي يمكن أن يتعلمها المسلمين من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها حسن التوكل على الله والإيمان بأقداره واختيار الصديق الوفي الذي يمكن الأخذ برأيه ومشورته والثبات وتحمل الصعاب والثبات من أجل الوصول للنجاح والاعتماد على المرأة الصالحة التي تساعد في نشر الدعوة والتحمل والصبر واليقين بالله.
ضرورة التخطيط والترتيب ؛ويجب الأخذ في الاعتبار الدروس والعبر المستفادة منها وتطبيقها حياتنا اليومية اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويعد الدعاء من أبرز مظاهر التعبد في مثل هذه المناسبات، إذ يقبل المسلمون على التوجه إلى الله بأمنيات شخصية وأسرية ومجتمعية، سائلين الخير والهداية والسلام في عامهم الجديد.
«اللهم اجعله عام تغاث فيه قلوبنا بالعوض اللهم اجعله عام تفرج فيه الكربات وتتسع فيه الأرزاق وتجبر فيه الخواطر وتفرج فيه الهموم ونقضي فيه الحاجات اللهم إنا نسألك خير هذا العام ونعوذ بك من شره.
اللهم اجعل العام الهجري الجديد شفاء لكل مريض وفرج لكل مهموم وسعادة لكل حزين يا رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنا نسألك في عامنا الهجري الجديد، أن تفيض بالخيرات على عِبادك المسلمين، وأن تجعلها سنة الخير المباركة التي طال انتظار قلوبنا لفرحتها؛ اللهم نسألك أن تجعل هذا العام الهجري الجديد عاما خيرا وعطاء على جميع المسلمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 4 دقائق
- نافذة على العالم
وزير الأوقاف ينعى ضحايا حادث تصادم الطريق الإقليمي الذي أسفر عن عدد من الوفيات والإصابات
وزير الأوقاف أ ش أ نعى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، ببالغ الحزن والأسى، ضحايا حادث التصادم الأليم الذي وقع على الطريق الإقليمي، وأسفر عن عدد من الوفيات والمصابين. وتقدّم الوزير بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، سائلاً الله تعالى أن يرحم المتوفين رحمة واسعة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يرزق المصابين الشفاء العاجل. وأكد الوزير أن الوعي المروري والالتزام بقواعد المرور من صميم مقاصد الشرع الحنيف، لما فيه من حفظ الأنفس التي كرمها الله تعالى، وأن الإهمال أو الاستهتار أو السير عكس الاتجاه، يمثل اعتداءً على حق الآخرين في الحياة، مشيرا إلى أن من فرّط في الحفاظ على أرواح الناس فقد خالف تعاليم الدين قبل مخالفة القانون، حتى وإن لم تسفر المخالفة عن أي ضرر، منبّهًا أن استمراء المخالفة استخفاف بما أمر الله به أن يُحفَظ ويُكرَم ويُطاع.

يمرس
منذ 12 دقائق
- يمرس
عمران.. 85 مسيرة حاشدة تبارك انتصار إيران وتؤكد الثبات مع غزة
وهتف المشاركون في المسيرات التي تقدّمها المحافظ الدكتور فيصل جعمان، ومسؤول التعبئة العامة سجاد حمزة، والوكلاء والقيادات المحلية والأمنية، بالعبارات المؤكدة على الجهوزية لمواجهة أي تصعيد للعدو الصهيوني. وباركوا للجمهورية الإسلامية في إيران انتصارها الكبير على العدو الإسرائيلي المجرم وأذنابه وداعميه.. مؤكدين ثبات موقفهم المساند للشعب ضد إجرام العدو الصهيوني، وحرب التجويع الممنهجة بحق أبناء غزة. وجددوا التفويض لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاتخاذ كافة الخيارات المناسبة لنصرة الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته حتى زوال الكيان المؤقت. وبارك بيان صادر عن المسيرات، للأمة العربية والإسلامية، حلول العام الهجري الجديد، سائلا الله عز وجل أن يجعله عام جهاد ونصر للمستضعفين والمظلومين في كل أرجاء العالم. وأوضح أن هذه المناسبة ترتبط وجدانياً بالشعب اليمني، أنصار رسول الله، الذين يجددّون من خلالها العهد والولاء لله ورسوله، ولقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بالمضي في نهج الجهاد والبذل والعطاء، حتى يتحقق النصر الموعود. وبارك للأشقاء في جمهورية إيران الإسلامية قيادة وشعباً ولمجاهديها الأعزاء -في الجيش والحرس الثوري- انتصارهم العظيم على العدوان الصهيو أمريكي الظالم والذي حدد غايته المجرم السفاح ترامب بضرورة استسلام إيران غير المشروط وبعد تلقيه وشركائه الضربات الساحقة أذعن هو بنفسه ليعلن وقفا غير مشروط لعدوانهم على إيران الشموخ والعزة، بعد أن تكبد كيان العدو ضربات مدمرة لم يعرف لها مثيلا على مدى تاريخه الملطخ بالعار والقماءة. وأكد البيان أن هذا ثمرة من ثمار التوكل على الله، والاعتماد عليه، والاستجابة له في الإعداد، والاستعداد والبناء القوي للأمة، وتبني خيار الجهاد والمقاومة، ورفض خيار الاستسلام والخنوع، والتطبيع والولاء للأعداء، وهو ما ينبغي أن يكون أملاً ونموذجاً وأسوة لبقية دول العالم العربي والإسلامي لو كانوا يعقلون. كما بارك لمجاهدي المقاومة الفلسطينية الباسلة ضرباتهم الموجعة للعدو الصهيوني التي تثلج الصدور، وثباتهم وصبرهم ومواصلتهم للجهاد برغم الصعوبات الهائلة.. مجددا لهم "الوعد والعهد ولكل الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين بمواصلة الدعم والمساندة، والوقوف إلى جانبهم، والدفاع معهم عن المقدسات، بكل ما نستطيع، حتى يكتب الله لهم ولنا النصر القريب".


24 القاهرة
منذ 18 دقائق
- 24 القاهرة
شيخ الأزهر ينعى فتيات قرية كفر السنابسة بالمنوفية ضحايا حادث الطريق الإقليمي
نعى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ببالغ الحزن والأسى، فتيات قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، اللائي لقين ربهنَّ في حادثٍ أليمٍ أدمى قلوبنا، وقع صباح اليوم على الطريق الدائري الإقليمي، وأسفر عن وفاة 18 فتاة وسائقًا، وإصابة أخريات. شيخ الأزهر ينعى فتيات قرية كفر السنابسة بالمنوفية ضحايا حادث الطريق الإقليمي* وأعرب عن خالص تعازيه لأهالي القرية وأسر بناتنا اللائي ارتقين في هذا الحادث الأليم، وخالص عزائه لأسرة السائق، داعيًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث، سائلًا المولى -عز وجل- أن يتغمَّدهم جميعًا بواسع رحمته ومغفرته، وأن يُلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان، ويمنَّ على المصابات بالشفاء العاجل، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل مكروه وسوء. ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾. شيخ الأزهر مهنئًا بالعام الهجري الجديد: أدعو الله برفع الغُمَّة عن إخواننا في غزة وتوحيد صفوف المسلمين