logo
مقاتلة أم قاذفة؟ فكّ شفرة تصميم الطائرة الصينية الغامضة J-36

مقاتلة أم قاذفة؟ فكّ شفرة تصميم الطائرة الصينية الغامضة J-36

دفاع العرب٠٧-٠٤-٢٠٢٥

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية
لا يزال الغموض يكتنف طبيعة المهام التي صممت من أجلها الطائرة الصينية من الجيل السادس، التي تُعرف باسم J-36. وبينما تدّعي الصين أنها طائرة سيادة جوية، تبرز مؤشرات أخرى ترجّح كونها قاذفة مقاتلة متوسطة المدى، قادرة على حماية نفسها ذاتياً دون الحاجة إلى مرافقة من مقاتلات مخصصة للقتال الجوي.
ويستمر الجدل واسع النطاق حول تصنيف مهام طائرة J-36، ويعود ذلك إلى حجمها الكبير نسبياً مقارنة بمقاتلات السيادة الجوية التقليدية، إضافة إلى تزويدها بثلاثة محركات نفاثة، على عكس المقاتلات المعتادة التي تعتمد على محركين فقط منذ فترة طويلة.
وعند التمعن في حجم الطائرة، إلى جانب تصميم قمرة القيادة التي تستوعب طاقماً من شخصين، تتضح ملامح توجه التصميم نحو طائرة مقاتلة – قاذفة (Fighter/Bomber) تكتيكية متوسطة المدى من الجيل السادس، ما يقربنا أكثر من فهم الغاية التشغيلية لهذه المنصة.
هذا التصميم يعيد إلى الأذهان مشروع الطائرة الأمريكية A-12 'أفينجر' (The Avenger)، التي طورتها البحرية الأمريكية في عام 1991 كمقاتلة – قاذفة شبحية بجناح مثلث وطاقم من شخصين، ومحركين نفاثين. غير أن المشروع أُلغي لأسباب سياسية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تراجع الحاجة إلى مثل هذه الطائرات المتقدمة آنذاك.
ويبدو أن الصين قد استعانت بخبرات أجنبية إلى جانب خبرائها المحليين لتطوير تصميم مستوحى — ولو جزئياً — من مفهوم القاذفة المقاتلة التكتيكية، مع لمسات فنية تثير الإعجاب.
وفي الوقت الذي تبني فيه الصين على هذه الأفكار الطموحة، يواصل الجانب الأمريكي التحسر على ضياع فرصة استثنائية كانت ستمنحه تفوقاً كبيراً لو أن تلك المشاريع الرائدة قد شهدت النور في وقتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران ومواجهة 'سيناريو العصر الحجري': تهديد محتمل في ظل تصاعد التوترات
إيران ومواجهة 'سيناريو العصر الحجري': تهديد محتمل في ظل تصاعد التوترات

دفاع العرب

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • دفاع العرب

إيران ومواجهة 'سيناريو العصر الحجري': تهديد محتمل في ظل تصاعد التوترات

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية في ظل تصاعد عمليات التشويش الإلكتروني التي يمارسها النظام الإيراني ضد أنظمة تحديد المواقع (GPS) والأنظمة الرادارية الأخرى التي تعتمد عليها القوات الأمريكية المتمركزة بالقرب من الأراضي الإيرانية، يبرز احتمال لجوء الولايات المتحدة إلى استخدام قنابل التعطيل الشامل أو قنابل الموجات الكهرومغناطيسية (EMP). هذه القنابل، التي تُطلق من الطائرات أو الصواريخ، تولد Electromagnetic Pulse bomb – EMP تعمل على تدمير الدوائر الكهربائية ومولدات الطاقة. ويحدث ذلك نتيجة لحمل كهربائي مرتفع يؤدي إلى انصهار وتعطيل الأجهزة الإلكترونية بشكل كامل، بدءًا من الحواسيب والأجهزة الكهربائية والتلفزيونات والهواتف المحمولة، وصولًا إلى منظومات الحرب الإلكترونية التي يستخدمها النظام الإيراني للتشويش، وكل ما يتعلق بالطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى السيارات والرادارات والطائرات. ونتيجة لذلك، قد يعود النظام الإيراني إلى وضع شبيه بالعصر الحجري. على صعيد آخر، كشفت إسرائيل عن امتلاكها لهذه النوعية من الأسلحة. وفي المقابل، تتداول أنباء غير مؤكدة عن حصول إيران على قنابل كهرومغناطيسية ونقلها إلى مقاتلي حزب الله خلال المواجهات الأخيرة، وأن بعض الرؤوس الحربية للصواريخ التي يمتلكها الحزب مزودة بهذه التقنية. إلا أنه لم يتم التحقق من صحة هذه الأنباء حتى الآن. في حال تبادل الأطراف المعنية، سواء الولايات المتحدة أو إسرائيل أو حتى إيران، الضربات بهذه القنابل، فإن ذلك من شأنه أن يؤثر على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وقد يمتد تأثيره ليشمل الملاحة الجوية والبحرية، مما قد يتسبب في أزمة عالمية تزيد الأوضاع الإقليمية تعقيدًا.

مقاتلة أم قاذفة؟ فكّ شفرة تصميم الطائرة الصينية الغامضة J-36
مقاتلة أم قاذفة؟ فكّ شفرة تصميم الطائرة الصينية الغامضة J-36

دفاع العرب

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • دفاع العرب

مقاتلة أم قاذفة؟ فكّ شفرة تصميم الطائرة الصينية الغامضة J-36

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية لا يزال الغموض يكتنف طبيعة المهام التي صممت من أجلها الطائرة الصينية من الجيل السادس، التي تُعرف باسم J-36. وبينما تدّعي الصين أنها طائرة سيادة جوية، تبرز مؤشرات أخرى ترجّح كونها قاذفة مقاتلة متوسطة المدى، قادرة على حماية نفسها ذاتياً دون الحاجة إلى مرافقة من مقاتلات مخصصة للقتال الجوي. ويستمر الجدل واسع النطاق حول تصنيف مهام طائرة J-36، ويعود ذلك إلى حجمها الكبير نسبياً مقارنة بمقاتلات السيادة الجوية التقليدية، إضافة إلى تزويدها بثلاثة محركات نفاثة، على عكس المقاتلات المعتادة التي تعتمد على محركين فقط منذ فترة طويلة. وعند التمعن في حجم الطائرة، إلى جانب تصميم قمرة القيادة التي تستوعب طاقماً من شخصين، تتضح ملامح توجه التصميم نحو طائرة مقاتلة – قاذفة (Fighter/Bomber) تكتيكية متوسطة المدى من الجيل السادس، ما يقربنا أكثر من فهم الغاية التشغيلية لهذه المنصة. هذا التصميم يعيد إلى الأذهان مشروع الطائرة الأمريكية A-12 'أفينجر' (The Avenger)، التي طورتها البحرية الأمريكية في عام 1991 كمقاتلة – قاذفة شبحية بجناح مثلث وطاقم من شخصين، ومحركين نفاثين. غير أن المشروع أُلغي لأسباب سياسية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تراجع الحاجة إلى مثل هذه الطائرات المتقدمة آنذاك. ويبدو أن الصين قد استعانت بخبرات أجنبية إلى جانب خبرائها المحليين لتطوير تصميم مستوحى — ولو جزئياً — من مفهوم القاذفة المقاتلة التكتيكية، مع لمسات فنية تثير الإعجاب. وفي الوقت الذي تبني فيه الصين على هذه الأفكار الطموحة، يواصل الجانب الأمريكي التحسر على ضياع فرصة استثنائية كانت ستمنحه تفوقاً كبيراً لو أن تلك المشاريع الرائدة قد شهدت النور في وقتها.

سيناريو الشيطان: ماذا يعني قصف مفاعل نووي في إيران؟
سيناريو الشيطان: ماذا يعني قصف مفاعل نووي في إيران؟

دفاع العرب

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • دفاع العرب

سيناريو الشيطان: ماذا يعني قصف مفاعل نووي في إيران؟

علي الهاشم – باحث كويتي مختص في الشؤون الدفاعية لم ينسَ العالم بعد ما خلّفه انصهار قلب مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا، إبان عهد الاتحاد السوفيتي السابق عام 1986، من كارثة كبرى وتبعات كارثية استمرت لسنوات طويلة، رغم نجاح الاتحاد السوفيتي في احتوائها، وإن كان ذلك بعد فوات الأوان. لكن هذه المرة، إذا أقدمت إسرائيل أو الولايات المتحدة على قصف مفاعلات إيران النووية، فلن تكون العواقب مشابهة لما حدث في تشيرنوبل، بل ستكون أشد فداحة ودمارًا. والسبب بسيط وواضح: استهداف مفاعل نووي نشط أخطر بكثير من استهداف مفاعل غير نشط، كما حدث مع مفاعل العراق في عام 1981، حين تم تدميره قبل تشغيله بوقت قصير. إن قصف مفاعل نووي نشط (أي في وضع التشغيل) سيؤدي إلى كارثة تفوق بكثير كارثة تشيرنوبل، بل وحتى تفوق بشدّتها قصف مدينة كاملة أو قاعدة عسكرية بالسلاح النووي على المدى الطويل. ويرجع ذلك إلى التفاعل النووي المستمر الذي سينجم عن الهجوم، وهو ما أشارت إليه الكاتبة المخضرمة آني جاكوبسن في كتابها الأخير 'الحرب النووية: سيناريو'. إذ تقول: 'إذا تم قصف مفاعل نووي بسلاح نووي، فذلك يُعد أسوأ سيناريو يمكن تصوّره'. فالأسلحة النووية عندما تُفجّر في الجو، أو على الأرض، أو في البحر ضد أهداف عسكرية أو مدنية عادية، تخلّف أضرارًا يمكن احتواؤها أو التخفيف من حدّتها، إذ إن الإشعاع يتبدد مع مرور الوقت ويقل تركيزه تدريجيًا. أما إذا استُهدف قلب مفاعل نووي نشط، سواء بسلاح تقليدي أو نووي (والثاني أكثر تدميرًا بكثير)، فهذا يعني استمرار التفاعل النووي لفترات قد تمتد إلى قرون، وربما أكثر، بحسب كمية المواد المشعّة داخل المفاعل. ولهذا السبب يُطلق على هذا السيناريو اسم 'سيناريو الشيطان'. فانصهار قلب المفاعل نتيجة القصف سيدفعه إلى اختراق طبقات الأرض أسفل المفاعل، متحوّلًا إلى حمم مشعّة أشبه ببركان هائج، ينفث إشعاعات كثيفة ودخانًا ذريًا سامًا قد يبقى لمئات السنين، وفقًا لمستوى التشبع الإشعاعي، مما يعني عمليًا القضاء التام على الحياة في منطقة شبه إقليمية بأكملها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store