logo
هز يا وز

هز يا وز

الزمان١٥-٠٢-٢٠٢٥

كلام أبيض
هز يا وز – جليل وادي
لست أول من استعار مقولة ( هز يا وز ) ليتأخذ منها عنوانا ، بل استُخدمت في الكثير من العناوين والمتون في المقالات والأفلام، المصرية منها والعربية، ودائما ما تأتي في اطار التندر والفكاهة والسخرية في مختلف المجالات بضمنها المجال السياسي، ولكم ما قاله أحدهم ساخرا من السياسة المصرية : هز يا وز .. حبلت مصر من أحمد عز، والشخص المذكور من رجال الأعمال والسياسة المؤثرين، فقد شغل منصب أمانة التنظيم وعضوية لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي قبل أن يستقيل في مطلع عام 2011 .
والمعروف عن ( هز يا وز ) انها رقصة شرقية ، لكنها في الأصل لعبة مارسها المصريون منذ القدم ولا مجال لشرح حركاتها وسكناتها، فلها طريقتها الخاصة التي تميزها عن بقية الألعاب الفلكلورية. وعلى طريقة المصريين بعد أن يفرطون في الحديث عن أمر ما، يقولون: ( ما علينا ) التي يشير معناها المتداول للانتقال الى ما هو أكثر أهمية من الحديث السابق ، عموما: ( ما علينا ) ، اذن ما الذي دفعك للحديث عن هذه اللعبة او الرقصة ، هنا لكم حق، طبعا كأي مواطن آخر وجهّني لقبلة اليهود ولا تطلب مني مراجعة دائرة حكومية ، وأستحي أن أستنجد بأحد الا اذا استعصت الأمور، وتصل الى طريق مسدود، وتترتب عواقب قانونية على تأخري في انجازها، ولكرهي مراجعة الدوائر غالبا ما أنجز معاملاتي في اليوم الأخير، مثلما يفعل غالبية الطلبة الذين لا يستعدون للامتحان الا في آخر ليلة حتى صار ذلك عندي طقسا، بما في ذلك كتابة مقالي الاسبوعي في جريدتنا الحبيبة الزمان، وكثيرا ما مررت بحالات حرجة في اليوم الأخير المخصص لكتابة المقال، كزيارة ضيوف او التعرض لحالة مرضية او الانشغال بواجبات لا يمكن تأجيلها، و( ما علينا ) .
ما دعاني للحديث عن ( هز يا وز ) أمران أحدهما مروري والآخر سياسي ، لنبدأ بالمروري من باب عليك أن تبدأ بما هو خير ، ونؤجل السياسي لنهاية المقال اذا كان في المساحة متسع ، فلا قرف الا مع السياسة وخصوصا السياسة في بلادنا المغضوب عليها .
فعلى مضض وبحالة من التذمر المسبق راجعت ما يطلق عليه رجال المرور وسواق المركبات ( بالهزة ) ، ليست رقصة ولكنها تشبهها ، اذ يجري ايقاف المركبة على أجهزة ويجري هزها للتأكد من مدى متانتها والنواقص التي فيها، وذهبت الى الهزة، وقبل أن تدخل ميدانها عليك أن تدفع رسما ماليا مقداره (25) الف دينار ، وكان أخبرني عارفون بأنه علّي ان أضع (25) الف دينار أخرى قرب آلة التنمير ( الكير ) بحيث يراها من يقوم بالهز، وذلك للخروج من الهزة سليما معافى، ويختلف هذه المبلغ بحسب حجم المركبة ، هذا ما قاله لي أصحاب التجربة والعهدة عليهم، وبعكسه ستعاني الويلات بضرورة اكمال جميع النواقص في سيارتك بدءا من الزجاجة الأمامية التي يفترض ان لا تكون مفطورة وانتهاء بالدخان الخارج من اكزوز السيارة ( الصالنصة ) . وربما من حسن حظي او رحمة من العزيز الجليل أن صادفت أحد المعارف فسحبني جانبا وصار يسأل عن حالي، بينما سيارتي تهز وركيها الأماميين ، وبعدها استملت وثيقة المتانة بعدم وجود أي نقص فيها ، لكن الغريب في الأمر ان جميع المركبات مرت سليمة بالرغم من ان بعضها لا يصلح للسير في الشارع اطلاقا ، لأنها تهتز من أصلها قبل الهزة .
ما أثار دهشتي ان من يقوم بإجراءات الهزة ليس مديريات المرور، بل شركة خاصة، ولا أعرف على وجه الدقة كم هي نسبة الدولة من رسوم الهزة بالرغم من ان أجهزتها بسيطة ومكانها عائد للدولة، ولا أدري ما الداعي أن نحيل مثل هذا المشروع لشركات خاصة مع انه يتعلق بسلامة حياة المواطنين كالأمن ! . شكرت الجميع ظاهريا على حسن أمانتهم في التأكد من سلامة المركبات ومتانتها ، لكني أيقنت ان عمل محطات الهزة يشبه تماما تأهيل الكليات الأهلية لطلبتها .

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قبلنا قالها المتنبي العظيم
قبلنا قالها المتنبي العظيم

الزمان

timeمنذ 5 أيام

  • الزمان

قبلنا قالها المتنبي العظيم

قبلنا قالها المتنبي العظيم – جليل وادي رحم الله المتنبي وأسكنه فسيح جناته، فقد أتحفنا بالكثير من الحكم، فهو شاعر الحكمة بلا منازع، البصير في الظلمة، والخبير في صناعة المعاني، والمبتكر لصور لا تخطر لك على بال، فقد خبر عميق الحياة حتى تقول في نفسك: يا لهذه العبقرية الفذة، ففي بيت واحد يختصر لك ما يعادل أياما من الكلام، ومن نكد الدنيا أن ينزوي هذا العظيم الذي لن يتكرر في نهاية زقاق مطل على نهر دجلة وليس في قلب بغداد، زاوية لا يراه فيها الا من يوصفون بالمثقفين الذين يبددون يومهم الاسبوعي في سماع كلمات المجاملة وتقليب الكتب القديمة، والتفرج على المارة، وينتهي بهم المطاف الى تناول وجبة من (الگص) بالشحم الزائد في مطعم الاخلاص. لا أدري ما الذي جعلني أردد في هذا الصباح المبارك الذي تشير اليه الكثير من رسائل الواتساب التي تصلني مع خيوط فجر يوم الجمعة ، بيت المتنبي الذي يقول فيه: (ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى… عدوا له ما من صداقته بد)، ربما يأتي ذلك باللاوعي الذي دارت فيه على مدى يومين ماضيين صور الاستقبال الفخم للرئيس ترامب في السعودية وقطر والامارات، مع انهم يعرفون كغيرهم ان ما تمر به الأمة من نكبات، وما تتعرض له أرضنا من احتلال، وما تكابده مجتمعاتنا من تخلف سببه الفاسدون من حكامنا أولا وبعدهم تأتي أمريكا التي تنظر لنا بعيون صهيونية، لذا لابد أن يعم الخراب هذه المنطقة بلدا بعد آخر، ولا يُستثنى منها أحد بضمنها التي استقبلته بالتهليل وحالة الزهو البائنة، وكأن ترامب فضلهم على كل البشرية، وليس للأموال التي يسيل لها كل لعاب، صدقوني ان مكة والمدينة هما الهدف الأخير بعد ان تتساقط البلدان التي يشعرون انها تشكل تهديدا لكيانهم، او التي يمكن لها أن تتعافى في أقصر وقت، وأولها العراق الذي يجب أن يظل عليلا، لا هو بالميت، ولا هو بالصاحي، يجب أن تهدر ثرواته ، وتدمر عوامل النهوض فيه ويُسلط الفاسدون عليه. فجميعنا نحن المسلمين هدفا للتدمير، ووصل الدور لايران وبعدها تركيا ومصر وغيرها، حتى وان كانت لحكوماتها راهنا أوثق العلاقات مع الصهاينة، لأنهم يتحسبون للمستقبل، فقد يتوافر لهذه البلدان يوم ما قادة وطنيون يغيرون المعادلات الظالمة، وستذكر الأجيال ما أكتبه جازما. فعندما تتأمل ما يجري تجد ان العالم ليس كما يوصف (أسرة دولية)، بل غابة، قويها يأكل ضعيفها، وغنيها يسحق فقيرها، وان المنظمات المكلفة باشاعة الأمن والسلام، هي كذبة الكبار على الصغار، فلا حق مغتصب يرجع من خلالها، ولا وقفة تصد لظالم متعجرف تتحقق عبرها. ومع ان العالم غابة، لكن السياسية تحتم عليك التعامل معها، وليس عزل نفسك بما يجعلك هدفا سهلا، فكر كيف تعيد نفسك للغابة لتؤدي دورا فاعلا لنفسك، عليك ان تبدو مثل أهل الغابة، وان مس ذلك بعض ثوابتك، كن مرنا في التعاطي مع الأعداء لكسب الوقت وتجنب ما يحتمل من أخطار، كن واقعيا وغادر الشعارات البراقة، فلا جدوى منها، لا تكن واضحا مع الأعداء، عليك بالمراوغة لتحفظ شعبك وعقيدتك وأهدافك، الناس أمانة في عنقك فلا تذهب بهم الى الهاوية ، سيأتي اليوم الذي تكون فيه قادرا على أخذ حقك واعادة المجد لأمتك ان كنت قائدا غيورا. فدنيا اليوم نكد، ونكدها يوجب على الأحرار مسايرة الأعداء، فدعونا نتحاور مع وحوش الغابة ، فلا سبيل أمامنا سواه، ولا تعيبون علينا دعوة من يوصفون بالاخوان والأصدقاء لبيتنا، وان كنا غير مقتنعين ببعضهم، نعم ما زال دخان المفخخات يزكم انوفنا، وما زال بريق سيوف الارهاب أمام الأنظار، لكن هكذا هي السياسة، وعلينا التكيف مع الغابة الى حين ميسرة.

لماذا معاوية؟
لماذا معاوية؟

الزمان

time١٦-٠٣-٢٠٢٥

  • الزمان

لماذا معاوية؟

لماذا معاوية؟ – جليل وادي في وقت يعاني فيه واقعنا العربي من حالة تشرذم غير مسبوقة تحت عناوين الطائفية والقومية، وتحديات تطول وجوده كما نرى في الابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والاعتداءات التي طالت الشعب اللبناني من الكيان الصهيوني، والمخاطر المحتملة التي تؤكدها دلائل كثيرة لدول ما يسمى بالطوق العربي كسوريا ومصر والأردن وامتداداتها للعراق واليمن، في هذا التوقيت غير المناسب تعرض قناة ام بي سي السعودية مسلسل معاوية وهو شخصية خلافية بين المسلمين ليؤجج بذلك ضغائن مذهبية نائمة ويعزز أخرى صاحية في مجتمعنا العربي الذي نريده متماسكا ومتوثبا لمواجهة ما يتعرض له من كوارث راهنة. حرصت كثيرا على مشاهدة الحلقات التي عُرضت من المسلسل وفي ذهني تساؤلان أظنهما مهمين : لماذا يبث هذا المسلسل في هذا التوقيت بالذات، وألم يفكر القائمون عليه بالتأثيرات التي سيخلفها؟. كنت قلت في بوست نشرته على الفيسبوك مؤخرا : أردنا من حوادث الماضي ان تكون حافزا للمستقبل، فاذا بها تعود بنا الى عصور الجاهلية، وجاء هذا البوست ردا على عرض المسلسل، وتذكيرا بما أكده مفكرو الأمة بدءا من عصر النهضة العربية : من ان المستقبل العربي بحاجة للماضي بوصفه ضرورة لتحفيز الامة نحو مستقبلها، ولكن ماضي أية أمة فيه من المعتم بقدر ما فيه من المشرق، فماضينا ليس ايجابيا بالمطلق، كما انه ليس سلبيا بالعموم، لذا لابد من انتخاب الايجابي منه وتقديمه للأجيال الجديدة عبر وكالات التنشئة الاجتماعية ممثلة بالمؤسستين التعليمية والدينية ووسائل الاعلام وغيرها، واهمال السلبي منه وعدم استحضاره ابدا، لأنه محرك للطائفية وممزق للمجتمعات. أسأل طلابي في الجامعة بحسب مقتضيات الدرس عن بعض الحوادث او الشخصيات التاريخية، وأجد جهلا كبيرا بهما، ما يعني ان مؤسستنا التعليمية لم تعمل على اكساب الطلاب المعرفة بماضي أمتهم، وقد يكون ذلك بسبب قصور مناهجنا الدراسية او عدم ادراك القائمين عليها بأهمية الماضي، وفي العقدين الأخرين ربما نتيجة اختطاف المواقع الالكترونية لأبنائنا من بين أحضاننا. وأحيانا أحمد الله على جهل الأبناء بتاريخنا، لخشيتي من التعرض العشوائي لحوادثه بما يسهم بمعرفة تاريخية من شأنها تعميق الانقسامات بما يدمر حاضرهم ويعوق تطلعهم نحو المستقبل، وأحيانا أخرى أتأسف على عدم معرفة الجيل الجديد بالمشرق من ذلك الماضي، وهنا تبرز أهمية انتخاب الحوادث التاريخية وتثقيف النشىء الجديد بها، ولكن على وفق خطط منهجية معدة بعناية. ولنفترض ان الجمهور العربي وشبابه على وجه الخصوص قد شاهدوا مسلسل معاوية وان كان ذلك بحدود ضيقة بحسب ظني بسبب كثرة الفضائيات وتنوعها ، وادمانهم استخدام المواقع الالكترونية، فما التأثيرات المحتملة لذلك ؟، بصرف النظر عن نوايا القائمين على هذا المسلسل الذي كلفهم (100) مليون دولار ان كانت مقصودة او غير مقصودة، الا انه يتناول أكثر الفترات حساسية في التاريخ الاسلامي والمعروفة بالفتنة الكبرى التي انطلقت شرارتها باستشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان (رض)، وبالتالي فانه لا شك سيمس مشاعر الكثير من المسلمين، ولن تتوقف التأثيرات عند هذا الحد، بل ستتمظهر بأشكال مختلفة في الواقع المنهار بالأصل. اظن ان هذه العشوائية في التعامل مع التاريخ، وايقاظها للنعرات التي تطول جميع الدول العربية ولا أستثني واحدة منها، لأن الغرب يرى في الاسلام عدوا، وليست مكة المكرمة والمدينة المنورة تقع خارج أهدافهم كما هي القدس راهنا، ان هذه العشوائية تؤكد صحة دعاة مقاطعة الماضي بقولهم : ان نهوض الأمم وارتقائها ليس بحاجة الى ماض عريق، فانقسامها حول ماضيها يعرقل مسيرتها، وبمقاطعة الماضي تصوب الأنظار نحو الحاضر والمستقبل، ودللوا على ذلك بمجتمعات عديدة لا ارث لها وأولها المجتمع الأمريكي. واذا كنا قد كابدنا النعرات الطائفية في العراق وسوريا جراء العمل غير المسؤول لبعض مؤسساتنا الدينية ووسائل الاعلام السائبة وغياب الرؤية الحكيمة للطبقة السياسية، وانعكاس تدمير هذين البلدين على الأمن القومي العربي، فلِمَ لا نتوقف ونضع حدا للعدو الطائفي الذي نغذيه بأنفسنا قبل الأعداء؟، فوجودنا مرهون بتضامننا، وانظروا كيف جعلت دعوة ترامب لتهجير أهالي غزة الحكام العرب (يفرون بآذانهم) لا يعرفون ما يفعلون.

هز يا وز
هز يا وز

الزمان

time١٥-٠٢-٢٠٢٥

  • الزمان

هز يا وز

كلام أبيض هز يا وز – جليل وادي لست أول من استعار مقولة ( هز يا وز ) ليتأخذ منها عنوانا ، بل استُخدمت في الكثير من العناوين والمتون في المقالات والأفلام، المصرية منها والعربية، ودائما ما تأتي في اطار التندر والفكاهة والسخرية في مختلف المجالات بضمنها المجال السياسي، ولكم ما قاله أحدهم ساخرا من السياسة المصرية : هز يا وز .. حبلت مصر من أحمد عز، والشخص المذكور من رجال الأعمال والسياسة المؤثرين، فقد شغل منصب أمانة التنظيم وعضوية لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي قبل أن يستقيل في مطلع عام 2011 . والمعروف عن ( هز يا وز ) انها رقصة شرقية ، لكنها في الأصل لعبة مارسها المصريون منذ القدم ولا مجال لشرح حركاتها وسكناتها، فلها طريقتها الخاصة التي تميزها عن بقية الألعاب الفلكلورية. وعلى طريقة المصريين بعد أن يفرطون في الحديث عن أمر ما، يقولون: ( ما علينا ) التي يشير معناها المتداول للانتقال الى ما هو أكثر أهمية من الحديث السابق ، عموما: ( ما علينا ) ، اذن ما الذي دفعك للحديث عن هذه اللعبة او الرقصة ، هنا لكم حق، طبعا كأي مواطن آخر وجهّني لقبلة اليهود ولا تطلب مني مراجعة دائرة حكومية ، وأستحي أن أستنجد بأحد الا اذا استعصت الأمور، وتصل الى طريق مسدود، وتترتب عواقب قانونية على تأخري في انجازها، ولكرهي مراجعة الدوائر غالبا ما أنجز معاملاتي في اليوم الأخير، مثلما يفعل غالبية الطلبة الذين لا يستعدون للامتحان الا في آخر ليلة حتى صار ذلك عندي طقسا، بما في ذلك كتابة مقالي الاسبوعي في جريدتنا الحبيبة الزمان، وكثيرا ما مررت بحالات حرجة في اليوم الأخير المخصص لكتابة المقال، كزيارة ضيوف او التعرض لحالة مرضية او الانشغال بواجبات لا يمكن تأجيلها، و( ما علينا ) . ما دعاني للحديث عن ( هز يا وز ) أمران أحدهما مروري والآخر سياسي ، لنبدأ بالمروري من باب عليك أن تبدأ بما هو خير ، ونؤجل السياسي لنهاية المقال اذا كان في المساحة متسع ، فلا قرف الا مع السياسة وخصوصا السياسة في بلادنا المغضوب عليها . فعلى مضض وبحالة من التذمر المسبق راجعت ما يطلق عليه رجال المرور وسواق المركبات ( بالهزة ) ، ليست رقصة ولكنها تشبهها ، اذ يجري ايقاف المركبة على أجهزة ويجري هزها للتأكد من مدى متانتها والنواقص التي فيها، وذهبت الى الهزة، وقبل أن تدخل ميدانها عليك أن تدفع رسما ماليا مقداره (25) الف دينار ، وكان أخبرني عارفون بأنه علّي ان أضع (25) الف دينار أخرى قرب آلة التنمير ( الكير ) بحيث يراها من يقوم بالهز، وذلك للخروج من الهزة سليما معافى، ويختلف هذه المبلغ بحسب حجم المركبة ، هذا ما قاله لي أصحاب التجربة والعهدة عليهم، وبعكسه ستعاني الويلات بضرورة اكمال جميع النواقص في سيارتك بدءا من الزجاجة الأمامية التي يفترض ان لا تكون مفطورة وانتهاء بالدخان الخارج من اكزوز السيارة ( الصالنصة ) . وربما من حسن حظي او رحمة من العزيز الجليل أن صادفت أحد المعارف فسحبني جانبا وصار يسأل عن حالي، بينما سيارتي تهز وركيها الأماميين ، وبعدها استملت وثيقة المتانة بعدم وجود أي نقص فيها ، لكن الغريب في الأمر ان جميع المركبات مرت سليمة بالرغم من ان بعضها لا يصلح للسير في الشارع اطلاقا ، لأنها تهتز من أصلها قبل الهزة . ما أثار دهشتي ان من يقوم بإجراءات الهزة ليس مديريات المرور، بل شركة خاصة، ولا أعرف على وجه الدقة كم هي نسبة الدولة من رسوم الهزة بالرغم من ان أجهزتها بسيطة ومكانها عائد للدولة، ولا أدري ما الداعي أن نحيل مثل هذا المشروع لشركات خاصة مع انه يتعلق بسلامة حياة المواطنين كالأمن ! . شكرت الجميع ظاهريا على حسن أمانتهم في التأكد من سلامة المركبات ومتانتها ، لكني أيقنت ان عمل محطات الهزة يشبه تماما تأهيل الكليات الأهلية لطلبتها .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store