
وول ستريت جورنال الأمريكية: ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث
Reuters
يعد النزاع المتواصل في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران منذ خمسة أيام نواة للمواد الإخبارية والتحليلية في الصحف العالمية، ونستعرض في جولة عرض صحف اليوم جملةً من التحليلات المرتبطة بالآثار الاقتصادية المترتبة على الهجوم المتبادل، إضافة إلى سيناريوهات تطور الصراع بينهما.
ونستهل جولتنا مع افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بعنوان
"ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث"، حيث
تناقش الصحيفة التأثيرات الاقتصادية المحتملة للهجوم المتبادل بين إيران وإسرائيل. وتقول إنه وعلى الرغم من تصاعد التوترات وارتفاع أسعار النفط بشكل بسيط، إلّا أن السوق لم يشهد "ذعراً"، ويعود السبب في ذلك إلى "وفرة المعروض العالمي". وتُبين الصحيفة أن "إنتاج النفط العالمي في وضع معقول لمواجهة أي شيء سوى اضطراب كارثي"، مشيرة إلى زيادة في الإنتاج من قبل دول منتجة للنفط مثل السعودية وغيانا والبرازيل وكندا.
ما هي أسوأ السيناريوهات المحتملة في الصراع بين إيران وإسرائيل؟
وتؤكد أهمية إنتاج النفط الأمريكي، حيث وصل إنتاجها مستوى قياسيا بلغ 13.5 مليون برميل يوميا في مارس الماضي، مما يساعد في استقرار السوق، وأن الأسعار المستدامة فوق 70 دولارا تدعم المنتجين الأمريكيين. وتنتقد الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لتخفيفها العقوبات على إيران ورفضها فرض عقوبات صارمة على روسيا، بحجة حماية أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وهذا قد سمح لروسيا وإيران بالاستفادة من عائدات النفط لدعم برامجهما العسكرية والنووية. وتدعو الولايات المتحدة إلى "تشديد العقوبات" على الدول التي تستورد النفط الروسي والإيراني، مثل الصين والهند، باعتبار أنها تستفيد من شراء النفط الخام بأسعار مُخفّضة، معتقدة أن ذلك سيكون أكثر فعالية من مجرد تحديد سقف سعري. وتقول إن "الفكرة الأكثر فعالية تتمثّل في فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري الطاقة الروسية، وفقاً لمشروع قانون معاقبة روسيا لعام 2025، حيث تُفرض بموجبه رسوماً جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تشتري الطاقة الروسية". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها، بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعلّم من أخطاء بايدن وألا يجعل أسعار النفط تسيطر على قراراته الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بدعم إسرائيل وأوكرانيا.
"بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل"
Reuters
وننتقل إلى مقال في صحيفة بلومبيرغ البريطانية، بعنوان
"بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل"
، للكاتب جون أوثرز. ويعرض الكاتب التفاؤل الذي تبديه الأسواق العالمية تجاه التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، رغم خطورة الموقف واحتمالات تفاقمه. ويقول "يبدو أن الأسواق العالمية قد أقنعت نفسها بأن الكارثة الأخيرة في الشرق الأوسط يمكن تجاوزها بسهولة، كما هو الحال مع جميع نزاعات المنطقة الأخرى خلال العقد الماضي". ويشير إلى "انخفاض أسعار النفط والذهب، وارتفاع عوائد سندات الخزانة، وانخفاض تقلبات الأسهم يوم الاثنين، مع استمرار إسرائيل وإيران في تبادل الضربات الصاروخية"، إضافة إلى أن "الأسهم تُعد في أقوى حالاتها منذ اليوم الذي تلا تنصيب الرئيس دونالد ترامب". وأضاف أن "هناك جانباً إيجابياً في غياب أي تطورات قد تُقلص إمدادات النفط بشكل كبير، كإغلاق مضيق هرمز من قِبل إيران، أو تضرر إنتاج النفط الإيراني من قِبل إسرائيل". ويبرر الكاتب هذا التفاؤل من خلال قراءة للتاريخ، مبيناً أن الأسواق غالباً ما تتجاوز الأزمات الجيوسياسية بسرعة، ما لم تؤدِ إلى صدمات كبيرة مثل أزمة النفط في السبعينات أو غزو فرنسا في الحرب العالمية الثانية. ويبيّن أن أسعار النفط اليوم بعيدة جداً عن المستويات التي تُسبب ركوداً اقتصادياً في الغرب، الأمر الذي يجعل السوق أقل قلقاً من احتمال اندلاع أزمة اقتصادية. بالمقابل، لا يرى الكاتب أن هذا التفاؤل مبرر بالكامل، لافتاً إلى مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى خسارة بعض الأموال، كأن "تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي وتغلق مضيق هرمز إضافة إلى وجود خطر وشيك بتغيير النظام". ويتحدّث الكاتب عن مخاوف من إقدام إيران على استهداف منشآت نفطية أو مسارات الإمداد في المنطقة لإجبار الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل، مبيناً أن هذا النوع من التصعيد قد يُسبب اضطرابات في الاقتصاد العالمي.
"كيف قد تتطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟"
ونختتم جولتنا مع صحيفة الفايننشال تايمز، ومقال للكاتب جدعون رحمان بعنوان
"كيف قد تتطور الحرب الإسرائيلية الإيرانية"
. ويرى الكاتب أن التطورات الأخيرة في المنطقة "لا يمكن التنبؤ بها"، حتى من قبل الإسرائيليين والإيرانيين أنفسهم. ويقترح الكاتب عدة سيناريوهات للتطورات الأخيرة، منها توجيه ضربات سريعة على غرار حرب 1967، أو تكرار حرب العراق 2003 التي بدأت بنجاح ثم تحولت إلى مستنقع دموي، أو أن يتخذ الصراع مساراً خاصاً، مع احتمال تصعيد غير تقليدي من إيران. ويقول "من المرجح أن تتبع الحرب الإسرائيلية الإيرانية مساراً مختلفاً. أحد السيناريوهات التي تُقلق مسؤولي الأمن الغربيين وهو أن يُقرر النظام الإيراني اليائس الرد بوسائل غير تقليدية". ويطرح الكاتب سيناريوهات أخرى في حال شعرت إيران بأنها في طريقها للهزيمة؛ فإما "أن تتقبل الوضع برحابة صدر وتحاول التفاوض للخروج من المأزق. أو أن تُصعّد بوسائل غير تقليدية..، وقد تختار إيران استعراض سلاح نووي بدائي لمحاولة صدم إسرائيل ودفعها إلى إنهاء الحرب، أو تفجير "قنبلة قذرة". وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضاً أن إيران تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة. ويعتقد بشكل عام أن طهران ستحتاج إلى الوصول إلى مستوى التخصيب بنسبة 90 في المائة حتى تتمكن من صنع سلاح نووي. ومن الممكن أن يتم ذلك في غضون أيام، على الرغم من أن التسليح سيستغرق وقتًا أطول بكثير. ويناقش الكاتب النجاحات الإسرائيلية الأولية، مستدركاً حديثه بأن تدمير منشآت إيران النووية، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض مثل "فوردو"، مهمة صعبة، معتقداً أن إسرائيل لا تملك القنابل القادرة على تدمير هذه المواقع، ما قد يدفع أمريكا للتدخل. ويشير إلى أصوات في واشنطن تطالب بمشاركة أمريكية لتدمير منشآت إيران النووية، مبيناً أن حتى هذا التدخل قد لا يضمن إنهاء البرنامج النووي. ويحذر الكاتب في ختام مقاله من تدخل أمريكي جديد، خاصة تحت قيادة ترامب الذي وعد بالسلام، معتبراً أن ذلك سيكون تناقضاً كبيراً وفشلاً سياسياً على حد وصفه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المغرب اليوم
منذ 20 دقائق
- المغرب اليوم
نتنياهو يتحدث هاتفيًا مع ترامب بعد اجتماعه مع كبار مسؤولي إدارته بشأن إيران
واشنطن - المغرب اليوم تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اجتماع عقده الأخير مع كبار مسؤولي إدارته بشأن إيران. وأعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، عن أمله في أن تتوصل إسرائيل وإيران إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه أوضح أنه في بعض الأحيان يتعين على الدول أن تخوض معركة قبل ذلك. وقال ترامب في حديث للصحافيين خلال توجهه إلى قمة مجموعة السبع في كندا، إن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل لكنه رفض الكشف عما إذا كان قد طلب من إسرائيل وقف الضربات على إيران. كما تابع قائلاً: "علينا حث إيران وإسرائيل على إيقاف الحرب". وكان ترامب أكد أن إسرائيل وإيران ستتوصلان قريبا إلى السلام. وقال في منشور على حسابه في منصة "تروث سوشيال"، الأحد، يجري الآن الكثير من الاتصالات والاجتماعات. وكانت كل من إسرائيل وإيران تبادلتا خلال الأيام الثلاثة الماضية الهجمات، بعدما شنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات على مواقع إيرانية عديدة يوم الجمعة الماضي، مستهدفة منشآت نووية، وقواعد عسكرية، فضلا عن تنفيذ اغتيالات طالت قادة عسكريين كبارا، وعلماء نوويين، وذلك قبل يومين من جولة سادسة من المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية التي كانت متوقعة اليوم في مسقط. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا : المزيد من الأخبار ارتفاع أسعار النفط عالمياً بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران وتأجيج التوترات في الشرق الأوسط أسعار النفط الرياض - المغرب اليوم شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى نحو 7% بعد أن نفذت إسرائيل هجوماً واسع النطاق على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، ما أدى إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مركزاً حيوياً لإمدا...المزيد كندة علوش تكشف عن البدء بمشروع فني جديد وتواصل عودتها القوية بعد التعافي من سرطان الثدي الفنانة السورية كندة علوش القاهرة - المغرب اليوم كشفت الفنانة كندة علوش عن البدء بمشروع فني جديد، من خلال تصوير أول مشاهد مسلسلها الجديد "ابن النصابة"، والذي تتعاون فيه مع المخرج أحمد عبد الوهاب، في عمل هو الثاني لها بعد عودتها الى الدراما عقب شفائها من مرض س�...المزيد واشنطن تراجع خطة أبل للتعاون مع "علي بابا" بشأن الذكاء الاصطناعي في السوق الصينية شركة أبل واشنطن - المغرب اليوم بعدما طرحت مجموعة "علي بابا" الصينية إصداراً جديداً من نموذجها للذكاء الاصطناعي، فتحت الولايات المتحدة تحقيقاً. فقد كشف تقرير أميركي جديد، أن البيت الأبيض وبعض المسؤولين بالكونغرس يجرون تدقيقا هذه الأيام، ف�...المزيد "نوبل الأميركية" تختار الفلسطيني إبراهيم نصرالله للقائمة القصيرة لجائزة "نيوستاد" الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله واشنطن ـ المغرب اليوم أعلنت جائزة "نيوستاد" الأدبية، المعروفة بلقب "نوبل الأميركية"، عن قائمتها القصيرة لدورة 2025، واختارت من بينها الروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصرالله، كأول وأبرز اسم عربي في القائمة، التي ضمّت 9 كتّاب م...المزيد فينيسيوس يحذر لاعبي ريال مدريد قبل مواجهة الهلال السعودي فينيسيوس جونيور مدريد ـ المغرب اليوم المزيد من التحقيقات السياحية تناول منتجات الألبان يُسهم بشكل كبير في الوقاية من مرض السكري منتجات الألبان لندن - المغرب اليوم هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي القاهرة - المغرب اليوم عادةً ما تختار هيفاء وهبي إطلالات مفعمة بالأنوثة ذات ألوان جذابة ولافتة، وأبرزها اللون الزهري؛ ففي كل مرة تطل فيها بهذا اللون، تنجح في خطف الأنظار بأسلوب جذاب وأنيق، ولا تكتفي هيفاء باللون الزهري الكلاسيكي، بل تختار درجات متنوعة منه، من الزهري الفاتح، إلى الصارخ أو الفوشيا؛ ففي إطلالات النهار، تميل للدرجات الناعمة التي تبرز أنوثتها برقي، أما في السهرات؛ فتميل للجرأة وتتجه نحو الفوشيا أو الزهري الصارخ، فكيف تنسق هيفاء اللون الزهري في إطلالاتها؟ إليكِ مجموعة من التنسيقات التي يمكن أن تلهمك بمختلف الأوقات. هيفاء تتألق بالزهري والأسود مع لمسة الذهبي في إطلالة أنيقة تجمع بين الأنوثة والطابع الرسمي، أطلت هيفاء وهبي ببدلة زهري تجمع بين البليزر بالأزرار الذهبي والأسود، والشورت القصير؛ لتضيف لمستها الجذابة للوك، نسقتها مع توب...المزيد


المغرب اليوم
منذ 35 دقائق
- المغرب اليوم
الصحف العالمية تسلط الضوء على تداعيات الصراع بين ايران واسرائيل وتحلل آثاره الاقتصادية وسيناريوهاته المحتملة
يعد النزاع الأخير في منطقة الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران والمتواصل منذ خمسة أيام نواة للمواد الإخبارية والتحليلية في الصحف العالمية، ونستعرض في جولة عرض صحف اليوم جملةً من التحليلات المرتبطة بالآثار الاقتصادية المترتبة على الهجوم المتبادل، إضافة إلى سيناريوهات تطوُّر الصراع بينهما. ونستهل جولتنا مع افتتاحية صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، بعنوان "ارتفاع أسعار النفط الذي لم يحدث". وتناقش الصحيفة التأثيرات الاقتصادية المحتملة للهجوم المتبادل بين إيران وإسرائيل. وتقول إنه وعلى الرغم من تصاعد التوترات وارتفاع أسعار النفط بشكل بسيط، إلّا أن السوق لم يشهد "ذعراً"، ويعود السبب في ذلك إلى "وفرة المعروض العالمي". وتبيّن الصحيفة أن "إنتاج النفط العالمي في وضع معقول لمواجهة أي شيء سوى اضطراب كارثي"، مشيرة إلى زيادة في الإنتاج من قبل دول منتجة للنفط مثل السعودية وغيانا والبرازيل وكندا. تخطى الأكثر قراءة وواصل القراءة الأكثر قراءة الأكثر قراءة نهاية وتؤكد أهمية إنتاج النفط الأمريكي، حيث وصل إنتاج الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 13.5 مليون برميل يومياً في مارس/آذار، مما يساعد في استقرار السوق، وأن الأسعار المستدامة فوق 70 دولاراً تدعم المنتجين الأمريكيين. وتنتقد الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، لتخفيفها العقوبات على إيران ورفضها فرض عقوبات صارمة على روسيا، بحجة حماية أسعار البنزين في الولايات المتحدة، وهذا قد سمح لروسيا وإيران بالاستفادة من عائدات النفط لدعم برامجهما العسكرية والنووية. وتدعو الولايات المتحدة إلى "تشديد العقوبات" على الدول التي تستورد النفط الروسي والإيراني، مثل الصين والهند، باعتبار أنها تستفيد من شراء النفط الخام بأسعار مُخفّضة، معتقدة أن ذلك سيكون أكثر فعالية من مجرد تحديد سقف سعري. وتقول إن "الفكرة الأكثر فعالية تتمثّل في فرض عقوبات ثانوية على الدول التي تشتري الطاقة الروسية، وفقاً لمشروع قانون معاقبة روسيا لعام 2025، حيث تُفرض بموجبه رسومٌ جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تشتري الطاقة الروسية". وتختتم الصحيفة افتتاحيتها، بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التعلّم من أخطاء بايدن وألّا يجعل أسعار النفط تسيطر على قراراته الاستراتيجية، خصوصاً فيما يتعلق بدعم إسرائيل وأوكرانيا. وننتقل إلى مقال في بلومبيرغ، بعنوان "بالنسبة للأسواق، انتهت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل"، للكاتب جون أوثرز. ويعرض الكاتب التفاؤل الذي تبديه الأسواق العالمية تجاه التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، رغم خطورة الموقف واحتمالات تفاقمه. ويقول "يبدو أن الأسواق العالمية قد أقنعت نفسها بأن الكارثة الأخيرة في الشرق الأوسط يمكن تجاوزها بسهولة، كما هو الحال مع جميع نزاعات المنطقة الأخرى خلال العقد الماضي". ويشير إلى "انخفاض أسعار النفط والذهب، وارتفاع عوائد سندات الخزانة، وانخفاض تقلبات الأسهم يوم الاثنين، مع استمرار إسرائيل وإيران في تبادل الضربات الصاروخية"، إضافة إلى أن "الأسهم تُعد في أقوى حالاتها منذ اليوم الذي تلا تنصيب الرئيس دونالد ترامب". وأضاف أن "هناك جانباً إيجابياً في غياب أي تطورات قد تُقلص إمدادات النفط بشكل كبير، كإغلاق مضيق هرمز من قِبل إيران، أو تضرر إنتاج النفط الإيراني من قِبل إسرائيل". ويبرر الكاتب هذا التفاؤل من خلال قراءة للتاريخ، مبيناً أن الأسواق غالباً ما تتجاوز الأزمات الجيوسياسية بسرعة، ما لم تؤدِ إلى صدمات كبيرة مثل أزمة النفط في السبعينيات أو غزو فرنسا في الحرب العالمية الثانية. ويبيّن أن أسعار النفط اليوم بعيدة جداً عن المستويات التي تُسبب ركوداً اقتصادياً في الغرب، الأمر الذي يجعل السوق أقل قلقاً من احتمال اندلاع أزمة اقتصادية. بالمقابل، لا يرى الكاتب أن هذا التفاؤل مبرر بالكامل، لافتاً إلى مخاطر حقيقية قد تؤدي إلى خسارة بعض الأموال، كأن "تسعى إيران لامتلاك سلاح نووي وتغلق مضيق هرمز إضافة إلى وجود خطر وشيك بتغيير النظام". ويتحدّث الكاتب عن مخاوف من إقدام إيران على استهداف منشآت نفطية أو مسارات الإمداد في المنطقة لإجبار الولايات المتحدة على كبح جماح إسرائيل، مبيناً أن هذا النوع من التصعيد قد يُسبب اضطرابات في الاقتصاد العالمي. ويرى الكاتب أن التطورات الأخيرة في المنطقة "لا يمكن التنبؤ بها"، حتى من قِبل الإسرائيليين والإيرانيين أنفسهم. ويقترح الكاتب عدة سيناريوهات للتطورات الأخيرة، منها توجيه ضربات سريعة على غرار حرب 1967، أو تكرار حرب العراق 2003 التي بدأت بنجاح ثم تحولت إلى مستنقع دموي، أو أن يتخذ الصراع مساراً خاصاً، مع احتمال تصعيد غير تقليدي من إيران. ويقول "من المرجح أن تتبع الحرب الإسرائيلية الإيرانية مساراً مختلفاً. أحد السيناريوهات التي تُقلق مسؤولي الأمن الغربيين وهو أن يُقرر النظام الإيراني اليائس الرد بوسائل غير تقليدية". ويطرح الكاتب سيناريوهات أخرى في حال شعرت إيران بأنها في طريقها للهزيمة؛ فإما "أن تتقبل الوضع برحابة صدر وتحاول التفاوض للخروج من المأزق. أو أن تُصعّد بوسائل غير تقليدية.. وقد تختار إيران استعراض سلاح نووي بدائي لمحاولة صدم إسرائيل ودفعها إلى إنهاء الحرب، أو تفجير "قنبلة قذرة". وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضاً أن إيران تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة. ويعتقد بشكل عام أن طهران ستحتاج إلى الوصول إلى مستوى التخصيب بنسبة 90 في المائة حتى تتمكن من صنع سلاح نووي. ومن الممكن أن يتم ذلك في غضون أيام، على الرغم من أن التسليح سيستغرق وقتاً أطول بكثير. ويناقش الكاتب النجاحات الإسرائيلية الأولية، مستدركاً حديثه بأن تدمير منشآت إيران النووية، وخاصة تلك الموجودة تحت الأرض مثل "فوردو"، مهمة صعبة، معتقداً أن إسرائيل لا تملك القنابل القادرة على تدمير هذه المواقع، ما قد يدفع أمريكا للتدخل. ويشير إلى أصوات في واشنطن تطالب بمشاركة أمريكية لتدمير منشآت إيران النووية، مبيناً أن حتى هذا التدخل قد لا يضمن إنهاء البرنامج النووي. ويحذّر الكاتب في ختام مقاله من تدخل أمريكي جديد، خاصة تحت قيادة ترامب الذي وعد بالسلام، معتبراً أن ذلك سيكون تناقضاً كبيراً وفشلاً سياسياً - على حد وصفه. قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :


المغرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- المغرب اليوم
ترامب يبحث مع فريقه الأمني تطورات الصراع بين إيران وإسرائيل ويجري اتصالا بنتنياهو
اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفريقه للأمن القومي وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. وذكر البيت الأبيض عقب الاجتماع أن المناقشات التي تمت في غرفة العمليات، وهي مركز العمليات الأكثر تأمينا بمقر الحكومة في واشنطن، استمر نحو ساعة ونصف الساعة. وأفاد موقع صحفي نقلا عن مسؤول إسرائيلي بأن الرئيس ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء. وينظر إلى كيفية تصرف الولايات المتحدة حيال ما يمكن أن يؤول إليه تطور الصراع الحالي بين إيران وإسرائيل، على أنه أمر حاسم. ويدعم الجيش الأميركي إسرائيل في جهودها الدفاعية، ومع ذلك تؤكد الحكومة الأميركية حتى الآن أنها لا تشارك في القتال بين إسرائيل وإيران. وفي السياق نقلا عن مصادر مطلعة أن الرئيس ترامب بات أكثر ميلا لاستخدام القوة العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مع تراجع حماسه للحلول الدبلوماسية. ورغم استمرار النقاشات داخل إدارته حول إمكانية التوصل إلى مخرج سياسي، إلا أن ترامب ألمح إلى تضاؤل صبره قائلا، إنه ليس في مزاج للتفاوض مع إيران، وأن هدفه هو نهاية حقيقية وليس هدنة ولا تنازلات. وفي وقت سابق، قال ترامب إن الولايات المتحدة لن تقتل "في الوقت الحالي" المرشد الإيراني، علي خامنئي، محذرا إياه من شن هجمات إضافية على إسرائيل، وملمحا إلى أن على الجمهورية الإسلامية "الاستسلام غير المشروط". وكتب ترامب على منصته "تروث سوشال": "نعرف بالتحديد أين يختبئ المدعو "المرشد الأعلى". هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي". أضاف الرئيس الأميركي: "لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا يقترب من النفاد. شكرا لاهتمامكم بهذه المسألة"، قبل أن ينشر رسالة جاء فيها: "استسلام غير مشروط!". وفي رسالة سبقت مباشرة تهديد خامنئي، أكد الرئيس الأميركي ترامب، الثلاثاء، السيطرة "الكاملة والشاملة" على المجال الجوي الإيراني، مع تزايد التكهنات باحتمال تدخل الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل في الضربات التي تشنّها على الجمهورية الإسلامية. وكتب ترامب على منصته "تروث سوشيال": "نحن نحظى الآن بالسيطرة الكاملة والشاملة على أجواء إيران"، مشيدا باستخدام الأسلحة الأميركية، من دون أن يأتي على ذكر إسرائيل بشكل مباشر. وأضاف ترامب: "إيران كانت تمتلك أجهزة تتبع جوية جيدة ومعدات دفاعية أخرى، بل ووفرة منها، لكنها لا تُقارن بالمعدات الأميركية الصنع والمصممة والمصنّعة. لا أحد يتقنها أكثر من الولايات المتحدة الأميركية". وأكدت الخارجية الأميركية أن الرئيس ترامب كان واضحا بشأن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء عن إنشاء مجموعة عمل الغرض منها مساعدة الرعايا الأميركيين في الشرق الأوسط، مع تواصل المواجهة بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس أن الوزارة "أنشأت مجموعة عمل للشرق الأوسط كلّفت بتنسيق الدعم المقدّم إلى الرعايا الأميركيين والبعثات الديبلوماسية وطواقم الولايات المتحدة"، مذكّرة بأن واشنطن توصي رعاياها بعدم التوجّه خصوصا إلى العراق وإيران "مهما كانت الظروف".