
ما يعني أن تكون على قائمة اغتيالات بوتين
عندما تتخيل كيف يمكن أن تتلقى خبر إدراج اسمك على لائحة اغتيال وضعها أحد أشرس الزعماء الديكتاتوريين في العالم، قد لا يخطر لك أن يصلك الخبر وأنت تحمل بيدك كأس شمبانيا. لكن هذا ما حصل حرفياً - أو أقرب ما يمكن إلى ذلك - مع خريستو غروزيف، وهو صحافي استقصائي ذائع الصيت عالمياً كنت أصور فيلماً وثائقياً عن عمله على مدى أشهر، قبل أن يخبرني خلال حفل فاخر لتوزيع جوائز في نيويورك بأن فلاديمير بوتين يريد رأسه.
كان الصحافي المولود في بلغاريا يثير المتاعب للكرملين منذ فترة طويلة - فمن خلال عمله الاستثنائي مع موقع بيلينغكات Bellingcat (شبكة صحافة استقصائية مقرها هولندا عمل فيها غروزيف من عام 2015 إلى 2023) كشف عن شبكة جواسيس وقتلة يعملون لمصلحة بوتين.
كذلك كشف الرجل المعروف بلقب "شيرلوك العصر الحديث"، هوية المتورطين في تسميم زعيم المعارضة أليكسي نافالني كما تسميم سيرغي ويوليا سكريبال في سالزبيري، مما أكسبه إشادة واسعة عالمياً. ومع ذلك لم يتوقع أي منا أن تظهر لنا حقيقة الوضع القاتم بينما ينتظر باقي الحضور في الغرفة أن تملأ كؤوسهم من جديد. وقال لي ببساطة "لا يمكنني العودة إلى منزلي"، إذ جاء في الرسالة التي وصلته أنه وفقاً لمعلومات استخباراتية، سيجد "فريقاً موكلاً بالقتل" بانتظاره عند عودته إلى الديار في فيينا، النمسا. لقد انقلبت الأدوار وأضحى الصياد فريسة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قبل أن يأتي وقت أصبح فيه غروزيف من أكثر الرجال المطلوبين بالنسبة إلى بوتين، كنت ألاحقه بالكاميرا طوال أكثر من عام. وكنا نعمل على وثائقي بعنوان "على قائمة الاغتيال: مطارد من جواسيس بوتين" Kill List: Hunted by Putin's Spies بدأ باعتباره قصة عن موقع "بيلينغكات".
كان فريق الموقع يقوم بعمل استثنائي لا مثيل له من تقص للحقائق من طريق المصادر المفتوحة [الأدوات المتاحة للجمهور العريض على شبكة الإنترنت] بغية تحديد هوية القتلة والجواسيس الذين يعملون لمصلحة الديكتاتور داخل أوروبا، ورصدهم وكشفهم، لكن على امتداد الأعوام الثلاثة التي عملنا فيها على تصوير الوثائقي، تجاوز الفيلم هذا الإطار المحدود. فبدلاً من شرح طبيعة برنامج التسميم، تغير السرد الذي قدمناه واتخذ مسار شرح الأخطار التي قد تواجهها عندما ترفع الصوت ضد النظام - من تهديدات وخوف وكلفة إنسانية تتكبدها عندما تخاطر بنفسك في سبيل كشف الحقيقة.
منذ البداية، اتخذنا إجراءات أمنية مشددة - بدأت قصتنا مع مبلغ عن الفساد [شخص يكشف عن أعمال غير قانونية] كانت بحوزته أسرار دولة وخاطر بكل شيء كي يفضح أمر برنامج التسميم الذي أمر به بوتين. تواصلنا عبر تطبيقات مشفرة باستخدام الرموز، وعملنا من داخل غرفة أقرب إلى مخبأ، منفصلة عن باقي مكتب الإنتاج. وبصراحة، بعد فترة، ما جال بفكري هو أن هذا ضرب من السخافة. وأقنعت نفسي تقريباً بأننا نبالغ في تصرفنا، وألا أحد مهتم كثيراً بعملنا. تشعر كأنك ممثل في فيلم جاسوسية، لكن بعد ذلك، اعتقلت الشرطة أعضاء من خلية تجسس بلغارية يسكنون في المملكة المتحدة، وعندها تحول الوضع بكل تفاصيله إلى واقع.
في نيويورك، وبعد يوم من حفلة توزيع الجوائز، كان الوضع طبيعياً بشكل مخيف. لا ريب في أن غروزيف اضطرب كثيراً، من دون شك، لكننا فكرنا بكل سذاجة أن الأمور قد تحل في غضون أسبوع أو ما شابه، إذ لم ندرك حينها حجم المؤامرة. كنا قد اعتدنا على نمط التصوير بحلول ذلك الوقت، ولذلك أعتقد أن وجودي سهل عليه تقبل فكرة أنه لن يسعه المخاطرة بالعودة إلى فيينا حيث كانت تنتظره زوجته وأطفاله، وليس لأنه لم يكن يقدم تضحيات جسيمة بل لأن ذلك لطف الواقع بشكل من الأشكال - إذ إن كل شيء يحدث من خلال عدسة.
ومع ذلك ظل متيقظاً. حمل على هاتفه تطبيقاً سمح له بتفقد غرف الفنادق، بحثاً عن أجهزة تنصت. حاول أحياناً أن يتنكر لكن تنكره كان دائماً سيئاً جداً - إذ كان يضع شعراً مستعاراً بشعاً جداً ونظارات شمسية لم تخفه بقدر ما جعلته يبرز أكثر. وحرص على استخدام تطبيقات مشفرة بإحكام للعمل مثل "سيغنال"، كما سافر في بعض المرات تحت اسم مستعار. كانت مستويات القلق لديه تفوق التصور. وهو يقول في الفيلم الوثائقي إنه قصد طبيباً أخبره أنه لم ير يوماً هذا الشكل من الضغط الهائل المتواصل من دون تغيير في جسم أي شخص.
بعد فترة وجيزة من اكتشافنا أن غروزيف لن يتمكن من العودة إلى دياره، اتصل بوالده الذي عبر عن قلقه طبعاً، مثلما فعلت زوجته وأطفاله. وفي هذه اللحظات التي بدأت فيها التبعات الشخصية الجسيمة بالظهور، أدركت فعلاً كل ما تخلى عنه غروزيف في سبيل البحث عن العدالة. وفيما يراه باقي الكوكب نجماً عالمياً في سماء الصحافة الاستقصائية، لا شك أن عائلته لا تشارك هذا المنظور. فبالنسبة إليهم، هو الأب - لكنه أب لا يستطيع أطفاله رؤيته. "انظر إلى الفوضى التي صنعتها يداك" - هذا ما قالته له زوجته - التي لا يزال مزاجها جيداً على نحو لافت - عبر الهاتف، لكن للأسف، كان القادم أسوأ.
بعد مرور ثلاثة أسابيع على ظهور اسمه على لائحة اغتيالات بوتين، ما عاد والده يرد على الهاتف. كثيراً ما كان والد غروزيف مؤثراً جداً في حياته - فيما عرفته والدته إلى إذاعة أوروبا الحرة (التي كانت محظورة قانوناً) عندما كان بعمر التاسعة، فهو يصف والده بـ"المتمرد" - أي معاد للمؤسسة الحاكمة وهيبي بعض الشيء. وقال لي غروزيف على الكاميرا بعدما عثر على والده ميتاً في النهاية "كان الشخص الوحيد الذي افتخر جداً بعملي" - وفيما لم تظهر أي شبهة جنائية في وفاته، لكن خلال مرافعات المحكمة الجنائية في لندن لاحقاً تبين أن الجواسيس اكتشفوا موقع منزل والده، وقد أثيرت هذه النقطة. وتعامل الرجل مع فقدان والده وشعوره بالذنب من خلال انهماكه بالعمل كعادته. كثيراً ما أراد أن ينال من بوتين لكن المسألة أصبحت شخصية للغاية الآن.
كلما ظهرت تفاصيل جديدة عن القصة، وجدتها مفاجئة أكثر. أُسس موقع بيلينغكات عام 2014 على يد هاوي الصحافة والتحقيقات الإلكترونية إليوت هيغينز، وهو يستخدم بذكاء المعلومات المنشورة علناً على الإنترنت من أجل التحقيق في مناطق النزاعات وانتهاكات حقوق الإنسان وطبعاً عالم الجريمة. عندما انضم غروزيف إلى الموقع، طور عمله أكثر لأنه يفهم بشؤون الإنترنت المظلم (شبكة دارك ويب) وسوق البيانات الروسية السوداء التي تضم سجلات الهاتف أو سجلات جوازات السفر أو مخالفات ركن السيارات أو أي شيء آخر.
وجد غروزيف أن غالبية المجرمين الذين يلاحقونه لم يكونوا جواسيس روساً "محترفين"، بل مجرد مجرمين مأجورين. وهو أمر مطمئن بعض الشيء - وإن بدا ذلك غريباً من الخارج: فهؤلاء الأشخاص لن يجلبوا سم نوفيتشوك ليضعوه على قبضة الباب [كما حصل في حالة سكريبال]. إنما ذلك لا يعني أنهم غير خطرين. فهم مسلحون بموارد ممتازة ومعدات متطورة وأهدافهم مظلمة جداً. وإن كان من المتاح استخدام المال لجعل المجرمين يرتكبون أعمالاً سيئة أينما كان وكيفما اتفق، فمن الأصعب بكثير على أشخاص مثل غروزيف أو الشرطة أن يتصدوا لهذا الخطر.
إذ إننا نعلم من خلال مراسلاتهم مثلاً، أن أول مرة صورنا فيها غروزيف، عرف الجواسيس أنه قادم فور قيامه بحجز تذكرة السفر إلى لندن. ولأننا لا نملك كل رسائلهم، لا نعلم إذا ما تعقبوه من المطار وصولاً إلى مكان لقائنا، لكنهم كانوا مطلعين على تحركاته وهذا أمر مؤكد. وكانوا يعرفون من ثم ما كنا نفعله أيضاً - وما كنت أنا أفعله.
لكن لم يساورني أي خوف على سلامتي. في إحدى المرات، بعد اعتقال ثلاثة أعضاء من شبكة التجسس البلغارية في المملكة المتحدة، بتهمة التجسس لمصلحة روسيا، اكتشفت تفصيلاً مرعباً. لسبب غريب، كتب هؤلاء الجواسيس تقييمات لكل رحلاتهم تقريباً على "غوغل". لذلك عندما كانوا يرصدون تحركات غروزيف في فالنسيا أو فيينا، كانوا يكتبون تقييماً. أحد هذه التقييمات التي رأيتها كانت شكوى لعدم وجود مناشف جديدة في المكان، مثلاً.
وفكرت أنه محال أن يكونوا بهذا الغباء، فلا بد من وجود سبب يبرر هذه التصرفات، من قبيل التواصل بالرموز أو ما شابه. لكن من دواعي الغرابة أنه قبل يومين من توقيف الجواسيس، كتب تقييم لصالون تجميل يبعد أقل من دقيقة عن منزلي. ربما لم ترتد الجاسوسة المكان، وإن ارتادته، فربما لا يتعلق الأمر بي أبداً. لكن لا شك في أن الموضوع استوقفني وشعرت أنها أكثر من مصادفة.
لا يزال غروزيف يتابع نشاطه، بكل شجاعة. ومع بث هذا الوثائقي، آمل أن يعي مزيد من الناس براعته وتثار نقاشات أكثر حول هذا الموضوع. ربما يعتقد المرء أن أي فيلم رسالته هي أن "بوتين شخص سيئ" لا يقدم أي جديد، لكنني أعتقد أنه في ظل كل ما يحدث في العالم حالياً، وإعادة الترحيب تقريباً ببوتين في عداد الدول المتحضرة - وتقارب ترمب منه - يعد هذا الفيلم مهماً.
لم أعد نفسي يوماً مخرجاً ناشطاً لحقوق الإنسان مع أنني عملت على مواضيع مشحونة سياسياً من قبل مثل حرب المخدرات في الفيليبين أو معاناة أطفال غزة التي تفوق الوصف، أو كارثة تشيرنوبيل التي تناولتها منذ فترة قريبة، لكن إن كان العالم في حاجة إلى تذكيره مرة جديدة بأن بوتين قاتل متوحش ومجرم حرب - فالآن هو وقت التذكير.
نص الحوار مع زوي بيتي
عرض الوثائقي "على قائمة الاغتيال: مطارد من جواسيس بوتين" على القناة الرابعة، كذلك تعرض النسخة المطولة منه بعنوان "الترياق" Antidote في دور سينما مختارة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
اشتباه في قطع متعمد للكهرباء بجنوب شرقي فرنسا
تعرضت محطة كهرباء فرعية وبرج كهرباء للتخريب في المنطقة المحيطة بمدينة كان الفرنسية التي شهدت انقطاعاً كبيراً للتيار الكهربائي في اليوم الأخير من المهرجان السينمائي، وفقاً لمسؤولين. وقالت النيابة العامة ومسؤولون محليون، إن محطة كهرباء فرعية في قرية تانيرون تزود مدينة كان تعرضت لما يشتبه في أنه هجوم حرق متعمد، بينما قُطعت ركائز برج يحمل خط جهد عال في فيلنوف لوبيه. وانقطع التيار الكهربائي عن جنوب شرقي فرنسا بما يشمل مدينة كان ومحيطها اليوم السبت، وهو اليوم الأخير لمهرجان كان السينمائي، لكن المنظمين قالوا إن الحفلة الختامية لن تتأثر بذلك. وقال مسؤول إدارة المنطقة عبر منصة "إكس"، "يسجل عطل كهربائي كبير غرب مقاطعة ألب-ماريتيم راهناً". وسارع مهرجان كان السينمائي إلى التأكيد أن "قصر المهرجانات انتقل فوراً إلى نظام تغذية كهربائية مستقل مما يسمح بالمحافظة على كل الفعاليات والعروض المقررة اليوم بما يشمل حفلة الختام، في ظروف طبيعية". وأوضحت شركة "أر تي إي" (RTE) المشغلة لشبكة الكهرباء، أن الانقطاع يشمل "كان والبلدات المحيطة بها و160 ألف منزل". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبدأ انقطاع التيار الكهربائي بعيد الساعة 10:00 صباحاً (08:00 بتوقيت غرينتش). وقالت مصادر في الدرك إن العطل ناجم عن حريق قد يكون متعمداً طاول خلال الليل منشأة للتوتر العالي في تانيرون في مقاطعة فار المجاورة. وتختم الدورة الـ78 لمهرجان كان الذي انطلق في الـ13 من مايو (أيار) الجاري، مساء اليوم في قصر المهرجانات الشهير حيث توزع الجوائز الرئيسة.


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
روسيا متهمة بإشعال الحرائق في ممتلكات ستارمر
يحقق مسؤولون أمنيون بريطانيون فيما إذا كانت روسيا متورطة في ثلاث حرائق متعمدة طاولت أخيراً ممتلكات خاصة مرتبطة برئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، أولها اندلع في منزل عائلته شمال العاصمة لندن، والثاني استهدف سيارة تستخدمها زوجته، أما الثالث فقد وقع في منزل كان يمتلكه رئيس حكومة المملكة المتحدة. اعتقلت الشرطة البريطانية في تلك الحراق ثلاثة أشخاص، منهم اثنان يحملان الجنسية الأوكرانية والثالث روماني ولد في أوكرانيا، لكن السلطات المتخصصة تشتبه في أن هؤلاء لم يتصرفوا بدافع شخصي وإنما تآمروا مع غيرهم لتنفيذ مخطط رسمته دولة أجنبية يمكن أن تكون روسيا كما باح به مسؤولون كبار في الحكومة البريطانية. تعتقد لندن أن جهات روسية جندت المتهمين الثلاثة بطريقة ما، وقالت المدعية العامة سارة برزيبيلسكا أمام المحكمة "إن المؤامرة المزعومة غير مفهومة" حالياً، ولكن شرطة مكافحة الإرهاب التي تقود التحقيق فيها تعمل بعقلية منفتحة في شأن الدوافع، على رغم أن الأمر بالنسبة إلى البعض يرتبط أولاً وأخيراً بالدعم الكبير الذي تقدمه بريطانيا لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي المستمر على أراضيها منذ فبراير (شباط) 2022. ستارمر علق على الحرائق المتعمدة بالقول إنها "استهدفت البريطانيين وديمقراطيتهم والقيم التي يمثلونها"، أما الرد عليها فهو يناقش على أعلى المستويات السياسية والأمنية لتقدير الأفضل، وفق مسؤولين كبار في الحكومة البريطانية. تتحدث تقارير صحافية عن تصاعد الأعمال العدائية الروسية ضد الدول الأوروبية التي ساندت أوكرانيا عسكرياً وفرضت عقوبات اقتصادية على موسكو، ولكن حتى لو ثبت تورط الروس في الحرائق البريطانية فهل يعني هذا أن الكرملين هو من أصدر الأوامر بإشعالها، وهل يسهل أصلاً إثبات ذلك إن كان حقيقة؟ اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) المتورطون في الحرائق هم الأوكرانيان بيترو بوتشنوك البالغ من العمر 34 سنة، ورومان لافرنوفيتش 21 سنة، أما الثالث الروماني المولود في أوكرانيا أيضاً فاسمه ستانيسلاف كاربيوك، 26 سنة، وعلى رغم نظرية التخطيط الروسي لأفعالهم فإن الثلاثة يقفون اليوم أمام القضاء البريطاني بتهم جنائية وليس بدعوى التآمر على الأمن القومي. المسؤولون البريطانيون يقولون إن الأجهزة الأمنية تتعامل مع سيناريوهات مختلفة لا تستبعد أياً منها، وكما يحجم المنزل رقم 10 وسط العاصمة لندن عن إعطاء أي تعليق في شأن اتجاهات التحقيق وما تكشف عنه حتى الآن، يرفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف التعليق على الأمر. ثمة تقارير استخباراتية غربية كشفت أخيراً عن مؤامرات روسية لقصف طائرات وحرق مبان عامة وقطع روابط النقل واغتيال شخصيات بارزة تدعم أوكرانيا في دول مختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قالت وكالة الأمن الإستونية إن الروس استأجروا عملاء لتحطيم نوافذ سيارة وزير الداخلية في البلاد خلال فبراير الماضي. قبل أيام قليلة كشفت المملكة المتحدة عن "حملة إلكترونية خبيثة" تطاول منظمات متعددة تقدم المساعدات إلى أوكرانيا، وبعد تحقيق مشترك مع حلفائها مثل أميركا وألمانيا وفرنسا، قال مركز الأمن السيبراني البريطاني إن وحدة عسكرية روسية تستهدف تلك المنظمات التي تعمل في مجالات الدفاع وتكنولوجيا المعلومات والدعم اللوجيستي منذ عام 2022. في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 حذر رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني المعروف باسم "أم أي 6"، ريتشارد مور، من أن الاستخبارات الروسية "أصبحت وحشية بعض الشيء"، وبحسب مسؤول آخر في المملكة المتحدة فإن "هجمات الحرق العمد كانت متهورة بصورة مثيرة للقلق، لأنها قد تشير إلى أن الجهات الروسية إذا ثبت تورطها، كانت تخاطر بخروج الأحداث عن السيطرة". وللمملكة المتحدة تاريخ مع الاعتداءات التي كانت روسيا المشتبه الأول في تنفيذها، لم يبدأ مع حرب أوكرانيا وإنما قبلها بأعوام، ولعل أبرز الأمثلة عليه كانت محاولة تسميم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري البريطانية عام 2018 باستخدام غاز الأعصاب السوفياتي "نوفيتشوك".


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
الاتحاد الأفريقي يطالب بوقف دائم للنار في ليبيا
دعا الاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا بعد اشتباكات دامية شهدتها العاصمة في وقت سابق من هذا الشهر، وتظاهرات طالبت باستقالة رئيس الوزراء. وشهدت طرابلس في الفترة من 12 إلى 15 مايو (أيار) الجاري اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة وقوات موالية للحكومة، بعدما قررت حكومة الوحدة الوطنية تفكيك "جميع الميليشيات" التي تسيطر على المدينة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واندلعت معارك عنيفة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في الأقل، بحسب الأمم المتحدة، حتى التوصل إلى هدنة الخميس الماضي. وعلى رغم عودة الهدوء النسبي إلى المدينة منذ ذلك الحين، لا يزال الوضع متقلباً جداً مع تزايد الدعوات إلى استقالة رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة. ودان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، أعمال العنف الأخيرة، داعياً إلى "وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار". ودعا المجلس على "إكس"، إلى "مصالحة شاملة بقيادة ليبية"، مضيفاً أنه "يناشد عدم التدخل الخارجي". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات، وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حماد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.