
روسيا متهمة بإشعال الحرائق في ممتلكات ستارمر
يحقق مسؤولون أمنيون بريطانيون فيما إذا كانت روسيا متورطة في ثلاث حرائق متعمدة طاولت أخيراً ممتلكات خاصة مرتبطة برئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر، أولها اندلع في منزل عائلته شمال العاصمة لندن، والثاني استهدف سيارة تستخدمها زوجته، أما الثالث فقد وقع في منزل كان يمتلكه رئيس حكومة المملكة المتحدة.
اعتقلت الشرطة البريطانية في تلك الحراق ثلاثة أشخاص، منهم اثنان يحملان الجنسية الأوكرانية والثالث روماني ولد في أوكرانيا، لكن السلطات المتخصصة تشتبه في أن هؤلاء لم يتصرفوا بدافع شخصي وإنما تآمروا مع غيرهم لتنفيذ مخطط رسمته دولة أجنبية يمكن أن تكون روسيا كما باح به مسؤولون كبار في الحكومة البريطانية.
تعتقد لندن أن جهات روسية جندت المتهمين الثلاثة بطريقة ما، وقالت المدعية العامة سارة برزيبيلسكا أمام المحكمة "إن المؤامرة المزعومة غير مفهومة" حالياً، ولكن شرطة مكافحة الإرهاب التي تقود التحقيق فيها تعمل بعقلية منفتحة في شأن الدوافع، على رغم أن الأمر بالنسبة إلى البعض يرتبط أولاً وأخيراً بالدعم الكبير الذي تقدمه بريطانيا لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي المستمر على أراضيها منذ فبراير (شباط) 2022.
ستارمر علق على الحرائق المتعمدة بالقول إنها "استهدفت البريطانيين وديمقراطيتهم والقيم التي يمثلونها"، أما الرد عليها فهو يناقش على أعلى المستويات السياسية والأمنية لتقدير الأفضل، وفق مسؤولين كبار في الحكومة البريطانية.
تتحدث تقارير صحافية عن تصاعد الأعمال العدائية الروسية ضد الدول الأوروبية التي ساندت أوكرانيا عسكرياً وفرضت عقوبات اقتصادية على موسكو، ولكن حتى لو ثبت تورط الروس في الحرائق البريطانية فهل يعني هذا أن الكرملين هو من أصدر الأوامر بإشعالها، وهل يسهل أصلاً إثبات ذلك إن كان حقيقة؟
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المتورطون في الحرائق هم الأوكرانيان بيترو بوتشنوك البالغ من العمر 34 سنة، ورومان لافرنوفيتش 21 سنة، أما الثالث الروماني المولود في أوكرانيا أيضاً فاسمه ستانيسلاف كاربيوك، 26 سنة، وعلى رغم نظرية التخطيط الروسي لأفعالهم فإن الثلاثة يقفون اليوم أمام القضاء البريطاني بتهم جنائية وليس بدعوى التآمر على الأمن القومي.
المسؤولون البريطانيون يقولون إن الأجهزة الأمنية تتعامل مع سيناريوهات مختلفة لا تستبعد أياً منها، وكما يحجم المنزل رقم 10 وسط العاصمة لندن عن إعطاء أي تعليق في شأن اتجاهات التحقيق وما تكشف عنه حتى الآن، يرفض المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف التعليق على الأمر.
ثمة تقارير استخباراتية غربية كشفت أخيراً عن مؤامرات روسية لقصف طائرات وحرق مبان عامة وقطع روابط النقل واغتيال شخصيات بارزة تدعم أوكرانيا في دول مختلفة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قالت وكالة الأمن الإستونية إن الروس استأجروا عملاء لتحطيم نوافذ سيارة وزير الداخلية في البلاد خلال فبراير الماضي.
قبل أيام قليلة كشفت المملكة المتحدة عن "حملة إلكترونية خبيثة" تطاول منظمات متعددة تقدم المساعدات إلى أوكرانيا، وبعد تحقيق مشترك مع حلفائها مثل أميركا وألمانيا وفرنسا، قال مركز الأمن السيبراني البريطاني إن وحدة عسكرية روسية تستهدف تلك المنظمات التي تعمل في مجالات الدفاع وتكنولوجيا المعلومات والدعم اللوجيستي منذ عام 2022.
في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 حذر رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني المعروف باسم "أم أي 6"، ريتشارد مور، من أن الاستخبارات الروسية "أصبحت وحشية بعض الشيء"، وبحسب مسؤول آخر في المملكة المتحدة فإن "هجمات الحرق العمد كانت متهورة بصورة مثيرة للقلق، لأنها قد تشير إلى أن الجهات الروسية إذا ثبت تورطها، كانت تخاطر بخروج الأحداث عن السيطرة".
وللمملكة المتحدة تاريخ مع الاعتداءات التي كانت روسيا المشتبه الأول في تنفيذها، لم يبدأ مع حرب أوكرانيا وإنما قبلها بأعوام، ولعل أبرز الأمثلة عليه كانت محاولة تسميم الجاسوس الروسي سيرغي سكريبال وابنته يوليا في مدينة سالزبري البريطانية عام 2018 باستخدام غاز الأعصاب السوفياتي "نوفيتشوك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
المئات في طرابلس يدعمون حكومة الدبيبة ويطالبون بحل الميليشيات
تجمع مئات من الليبيين السبت في طرابلس، مقر حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من الأمم المتحدة، لإظهار دعمهم لها بعد تظاهرتين حاشدتين طالبتا برحيلها بسبب القتال الدامي الذي شهدته العاصمة منتصف هذا الشهر. وتم نقل العديد من المشاركين في حافلات إلى وسط طرابلس من مدن مجاورة مثل مصراتة (200 كيلومتر إلى الشرق) والعزيزية (50 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي). وأطلق المتجمعون شعارات "لا للميليشيات، نعم لسلطة القانون والدولة"، و"يجب حل الميليشيات"، ورفع بعضهم لافتات تدعو إلى إجراء انتخابات. ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة عبد الحميد الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر. وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر (كانون الأول) 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب خلافات بين الأطراف. وقال أحد المشاركين في بيان تلاه أمام الحشد، "نريد وطناً موحداً وقوانين تطبق على الجميع". وطالب المتظاهرون أيضاً بإعادة العمل بالدستور الذي اعتمد عند استقلال البلاد في عام 1951 ولكن تم إلغاؤه بعد انقلاب القذافي في عام 1969. وفي يوليو (تموز) 2017، قدمت لجنة منتخبة بالاقتراع العام ومسؤولة عن صوغ الدستور نصاً إلى البرلمان، كان من المقرر طرحه للاستفتاء. لكن المشروع ظل حبراً على ورق بسبب الانقسام في شأنه. وطالب المتظاهرون أيضا بإلغاء "قوة الردع"، وهي مجموعة مسلحة تسيطر على شرق طرابلس والمطار والعديد من السجون، وأعلن رئيس الوزراء حل أجهزة أمنية مرتبطة بها الأسبوع الماضي. وشهدت طرابلس في الفترة من 12 إلى 15 مايو (أيار) الحالي اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة وقوات موالية للحكومة بعد أن قررت حكومة الوحدة الوطنية تفكيك "جميع الميليشيات" التي تسيطر على المدينة، وأصبحت بحسب الدبيبة "أقوى من الدولة". واسفرت المعارك عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل بحسب الأمم المتحدة، حتى التوصل إلى هدنة. واحتجاجاً على طريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع هذه الأزمة، تجمع آلاف المتظاهرين الجمعة الماضي في وسط طرابلس. وقُتل ضابط شرطة يحرس مقر الحكومة خلال "محاولة هجوم" شنتها "مجموعة مختلطة مع المتظاهرين"، بحسب بيان رسمي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقف دائم لإطلاق النار من جهته دعا الاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا بعد الاشتباكات الدامية التي شهدتها العاصمة، وتظاهرات طالبت باستقالة رئيس الوزراء. ودان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، اليوم السبت، أعمال العنف الأخيرة، داعياً إلى "وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار". ودعا المجلس على "إكس"، إلى "مصالحة شاملة بقيادة ليبية"، مضيفاً أنه "يناشد عدم التدخل الخارجي". ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات، وتدير شؤونها حالياً حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حماد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
مصدر أمني يمني: مقتل 9 من "القاعدة" بغارات على جنوب البلاد
قُتل تسعة عناصر من تنظيم "القاعدة" بغارات نسبت إلى الولايات المتحدة على مناطق في جنوب اليمن، بحسب ما أفاد مصدر أمني يمني اليوم السبت وكالة الصحافة الفرنسية. وقال مصدر أمني في محافظة أبين المجاورة لمقر الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً في عدن، إن الضربات أسفرت عن مقتل تسعة أعضاء من الجماعة بينهم قيادي محلي. وأضاف المسؤول الأمني الذي ذكر في وقت سابق أن الهجوم وقع مساء أمس الجمعة في شمال مديرية خبر المراقشة، أن الضربات استهدفت مواقع عدة في المنطقة الجبلية التي تعرف بنشاط تنظيم "القاعدة" فيها. وقال مسؤول قبلي في المنطقة للوكالة الفرنسية، "شاهدت خمس جثث متفحمة في موقع واحد استُهدف وسيارة محترقة، بينما بقية القتلى في مكان آخر". وفي وقت سابق، أكد مسؤول أمني آخر حصيلة أولية لخمسة قتلى من أعضاء تنظيم "القاعدة" نتيجة الضربات، وقال إنه في حين أن أسماء القتلى غير معروفة، يعتقد بأن أحد القادة المحليين للجماعة من بين القتلى. ووفّرت الحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، موطئ قدم لجماعات متطرفة، بينها "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم، لكن وتيرة هجماته تراجعت كثيراً خلال الأعوام الأخيرة. وحذر تقرير أممي نشر العام الماضي من التعاون "المتزايد" بين الحوثيين وجماعات مثل تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" الذي يتحالفون معه ضد قوات الحكومة اليمنية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأعلن في السادس من مايو (أيار) الجاري اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين بوساطة عمانية، بعيد حديث الرئيس دونالد ترمب عن وقف الغارات الأميركية التي استمرت أسابيع في اليمن واستهدفت مناطق سيطرة المتمردين. وتأسس تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" عام 2009، وبرز خلال الفوضى التي أنتجتها الحرب في اليمن، في وقت كان المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يقاتلون في وجه التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ عام 2015. وفي مارس (آذار) 2024، أكد تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" وفاة زعيمه خالد باطرفي، وأعلن سعد بن عاطف العولقي خلفاً له.


Independent عربية
منذ 4 ساعات
- Independent عربية
السلطات السورية تسلم لبنان المتهم في خطف واغتيال مسؤول حزبي
في تطور لافت طرأ على خط العلاقات اللبنانية–السورية التي كثيراً ما اتسمت خلال أيام النظام السوري السابق بعدم التعاون، لا سيما في الملفات الأمنية، سلمت السلطات السورية الجديدة مشتبهاً به قال مصادر محلية إنه يدعى أحمد نون، ويعد أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان المسؤول المحلي في حزب "القوات اللبنانية"، الذي يترأسه سمير جعجع. وذكر الجيش اللبناني في بيان أنه "بعد سلسلة اتصالات أجراها مكتب التعاون والتنسيق في الجيش مع السلطات السورية، تسلم المكتب المواطن (أ.ن.)، وهو أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف المواطن باسكال سليمان وقتله بتاريخ السابع من أبريل (نيسان) 2024، وسُلم الموقوف إلى مديرية الاستخبارات في الجيش في موازاة متابعتها الأمنية للجريمة. والموقوف يتزعم عصابة خطف وسرقة وتزوير، وفي حقه عدد كبير من مذكرات التوقيف. وبوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص". بعد سلسلة اتصالات أجراها مكتب التعاون والتنسيق في الجيش مع السلطات السورية، تسلم المكتب المواطن (ا.ن.)، وهو أحد المتورطين الأساسيين في جريمة خطف المواطن باسكال سليمان وقتله بتاريخ ٧ /٤ /٢٠٢٤، وتم تسليم الموقوف إلى مديرية المخابرات في الجيش في موازاة متابعتها الأمنية للجريمة.… — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) May 24, 2025 ولم تقنع الرواية الرسمية الأولية حول ظروف مقتل سليمان الذي خطف مساء الأحد السابع من أبريل 2024 قبل أن يعلن مقتله خلال اليوم التالي، شريحة واسعة من اللبنانيين الذين شككوا في أن تكون الخلفية مجرد سرقة السيارة وعدُّوا أن ما حصل عملية اغتيال سياسية. ومن جهته، تحدث حزب "القوات اللبنانية" حينها في بيان رسمي عن أن ما حصل عملية اغتيال سياسي لحين ثبوت العكس، وفند ثلاثة عوامل جوهرية أدت إلى وقوعها، الأول وجود "حزب الله" بالصورة الموجود عليها داخل البلد (وذلك قبل اندلاع الحرب الأخيرة مع إسرائيل) وتعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، أما العامل الثاني فهو الحدود السائبة، محملاً من يبقي الحدود سائبة مسؤولية هذه الجرائم، وثالثاً منع إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية من العمل في مناطق معينة، أو ضمن قضايا معينة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وكان الجيش اللبناني أعلن أن سليمان "قُتل من قبل الخاطفين أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا"، مشيراً إلى أنه تم توقيف أربعة سوريين مشتبه فيهم بصورة رئيسة في القضية، واعترفوا بارتكابهم الجريمة. إلا أن تلك الرواية فتحت المجال لطرح تساؤلات حول قدرة "عصابة سورية" على تعقب ورصد أحد الأشخاص وإخراجه من البلاد بهذه السهولة، ولم توفر الاتهامات "حزب الله" الذي كان برأي كثر آنذاك يسيطر على الحدود اللبنانية-السورية، وكذلك كان يسيطر على منطقة القصير في العمق السوري، حيث تبين وجود المقر الرئيس لتلك العصابة التي سلمت جثة سليمان للأمن التابع للنظام السوري قبل نقلها إلى لبنان.