دروس الحياة وأصداؤها
اكثر ما يُعجبني، ويشد انتباهي في دروس الحياة التي لا حصر لها، لغة الوفاء والعرفان عندما تتجلى بأرفع وأنصع صورها.
قصص كثيرة في الوفاء صادفتني، وكنت أدقق في تفاصيلها بمنتهى المتعة، ولم أتردد في نقل الكثير منها بهدف غرسها في نفوس وعقول الأطفال والناشئة، وحتى عامة الناس، كباراً وصغاراً.
قيمة الوفاء عظيمة الشأن والمنزلة والانعكاسات، ولا يعتصم بفضائلها ومحاسنها إلا أصحاب النفوس الكبيرة، والضمائر النقية والحيّة والخِصال الحميدة.
في معرض تقديمه كمدرب لفريق الكرة في نادي ريال مدريد الإسباني، خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي، قال المدرب تشافي الونسو نصّاً: "لولا حكمته، يقصد أنشيلوتي، ولولا ما تعلمته منه لما كنت هنا، اليوم، أتسلم الإرث بفخر واعتزاز وزهو".
هذه العبارات قالها الونسو باحترام وإجلال وتقدير لسلفه، الذي استقر به المقام في البرازيل مدرباً لـ"راقصي السامبا".
عبارات بالغة الأثر والجمال من هذا القبيل تُمثل ذروة الوفاء والنقاء، وتكشف عن صفاء سريرة صاحبها، وعلو همّته ومكانته، وثقته بنفسه.
عبارات تشافي الونسو المختصرة والمقتضبة، لكنها قطعاً المكثفة والمُثقلة بالدلالات والمعاني، تعزز مقولة دارجة وكثيرة الاستعمال في الأوساط العربية تقول: "مَنْ علمني حرفاً صرت له عبداً"، وهنا فإن لفظة "عبداً" قيلت مجازاً لا حقيقة، فالعبادة لله وحده، ولا عبادة للبشر مهما بلغوا من منزلة ومكانة وقيمة ورِفعة وشأن.
تشافي لم يجحد فضل أنشيلوتي عليه، بل استذكر دوره، واستحضر شمائله في إعداده وصقله، لاعباً قبل أن يصبح مدرباً، وهذا لَعمري ذروة سنام الوفاء، بأرفع وأزهى تجلياته.
أمير الشعراء احمد شوقي كان اكثر دقة في تقدير وتوصيف دور المعلم عندما أنشد يقول:
قُم للمعلم وفّه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولا.
لفظة "كاد"، المقصود منها تقريب دور المعلم من الأدوار التي كان يضطلع بها الرسل في الهداية وحُسن التربية وهلمجرا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ يوم واحد
- جريدة الايام
تصفيات أميركا الجنوبية المونديالية: أنشيلوتي يستهل قيادة البرازيل بلقاء ناري مع الإكوادور
ريو دي جانيرو (البرازيل)-(أ ف ب) : يخوض المدرب الإيطالي الشهير كارلو أنشيلوتي معمودية النار عندما يقود منتخب البرازيل في أول مباراة رسمية له منذ تعيينه أواخر الشهر الماضي، عندما يحل ضيفا على الإكوادور الخميس في غوياكيل، ضمن الجولة 15 من تصفيات أميركا الجنوبية (كونميبول) المؤهلة إلى مونديال 2026 في كرة القدم. وتحتل البرازيل المركز الرابع في التصفيات (21 نقطة) بتساوي النقاط مع الأوروغواي والباراغواي، لكنها تتخلف بفارق 10 نقاط عن الأرجنتين حاملة اللقب في النسخة الأخيرة والتي ضمنت التأهل إلى النهائيات. ولا تبدو البرازيل في خطر حيث تتأهل المنتخبات الستة الأولى بالإضافة إلى خوض صاحب المركز السابع ملحقا دوليا، لكنها تعتمد على أنشيلوتي ليمنحها انطلاقة واعدة بعد أن راكمت النتائج المخيبة التي لا تليق بسمعتها كونها بطلة العالم خمس مرات (رقم قياسي). وكان منتخب البرازيل مني بخسارة فادحة في آخر ظهور له في التصفيات على يد غريمه التقليدي الأرجنتين 1-4، ما أدى الى إقالة المدرب دوريفال جونيور من منصبه. يصل أنشيلوتي وهو أول مدرب أجنبي للمنتخب البرازيلي منذ ستة عقود، من أجل تلميع صورة المنتخب الذي عانى كثيرا في السنوات الأخيرة وما زال يبحث عن لقبه العالمي الأول منذ 2002. ويملك أنشيلوتي المدرب سجلا حافلا من الألقاب بينها إحرازه 5 ألقاب في دوري أبطال أوروبا (رقم قياسي) لكنه سيتولى الاشراف على منتخب وطني للمرة الأولى في مسيرته الزاخرة. ويأتي تولي أنشيلوتي منصبه في وقت يشهد فيه الاتحاد البرازيلي لكرة القدم حالة من الاضطراب، فقد انتخبت الهيئة رئيسها الجديد سمير شاود قبل 10 ايام، عقب إقالة سلفه إدنالدو رودريغيش بقرار قضائي. لن تكون مهمة أنشيلوتي الأولى سهلة ذلك لأن منتخب الإكوادور يحتل المركز الثاني في التصفيات ولم يخسر أي مباراة على أرضه خلالها. وستخطف الإكوادور بطاقة التأهل بحال فوزها على البرازيل، وتعادل فنزويلا وبوليفيا. وكانت البرازيل تغلبت على الإكوادور ذهابا بهدف سجله رودريغو الذي كان يلعب بإشراف أنشيلوتي في صفوف ريال مدريد، لكن الأخير لم يقم باستدعائه لهذه الجولة. وشهدت تشكيلة أنشيلوتي الأولى عودة لاعب الوسط الدفاعي المخضرم كازيميرو (33 عاما) من مانشستر يونايتد الإنكليزي والذي خاض اخر مباراة دولية له عام 2023. في المقابل، تخوض الارجنتين المتصدرة (31 نقطة) مباراة سهلة نسبيا عندما تحل ضيفة على تشيلي الأخيرة. وتبرز المواجهة بين الباراغواي والأوروغواي في أسونسيون حيث يملك المنتخبان 21 نقطة في المركزين الخامس والثالث تواليا وبينهما البرازيل بالرصيد ذاته. وتلعب أيضا كولومبيا السادسة (20 نقطة) مع البيرو قبل الأخيرة (10 نقاط).


جريدة الايام
منذ 2 أيام
- جريدة الايام
خمسة تحديات تواجه أنشيلوتي مع بدء مهمته مدرباً للبرازيل
ساو باولو-(أ ف ب) : بعد استقبال حافل في البرازيل، ينطلق كارلو أنشيلوتي، أول مدرب أجنبي للمنتخب البرازيلي منذ أكثر من 50 عاما، في مهمة تصحيح مسار سيليساو المتعثر واستعادة ثقة الجماهير وذلك اعتبارا من يوم الخميس ضد الإكوادور في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2026. كان من المقرر أن يقود المدرب الإيطالي، البالغ من العمر 65 عاما، أول حصة تدريبية له الاثنين في غواياكيل بالإكوادور، قبل مباراته الأولى، في حال اجتاز انتقاله من ريال مدريد الإسباني تدقيق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وتحدد وكالة فرانس برس خمسة تحديات تواجه أنشيلوتي. "الهدف الوحيد هو الفوز بكأس العالم 2026"، هذا ما قاله أنشيلوتي عند توليه منصبه. لكن عليه أولا التواجد في النهائيات. تصفيات أميركا الجنوبية هي ماراثون يستغرق عامين ويتضمن 18 مباراة. شهد مشوار البرازيل أول هزيمة لها على أرضها في تصفيات كأس العالم عندما سقطت 0-1 على ملعب ماراكانا أمام غريمتها الأرجنتين، ضمن سلسلة من ثلاث هزائم متتالية في خريف 2023 أنهت عهد المدرب فرناندو دينيز. منيت في آخر مباراة لها في التصفيات في آذار الماضي بهزيمة مذلة أمام الأرجنتين 1-4، وهي الخسارة التي أطاحت بدوريفال جونيور من منصبه مدربا. ومع ذلك، فإن نظام التصفيات يمنحها فرصة التأهل حيث تحجز الفرق الستة الأولى في المجموعة الموحدة من 10 منتخبات، بطاقاتها مباشرة إلى النهائيات. تحتل البرازيل المركز الرابع، بفارق ست نقاط عن فنزويلا السابعة، مع تبقي أربع جولات. وتحتل الإكوادور المركز الثاني في المجموعة برصيد 23 نقطة لكنها تتقدم بفارق نقطتين فقط على البرازيل التي تستضيف الباراغواي الخامسة في الجولة السادسة عشرة الاربعاء المقبل. وتنتهي البرازيل التصفيات في أيلول المقبل بزيارة إلى تشيلي صاحبة المركز الأخير، واستضافة بوليفيا الثامنة. لا تزال البرازيل تنتج مهاجمين بارعين، لكن خط إنتاجها توقف عند المهاجمين رؤوس الحربة (قلب الهجوم رقم 9). في هذا القرن، قاد روماريو ورونالدو وأدريانو الهجوم وسجلوا الأهداف. أقرب لاعب إلى رقم 9 الكلاسيكي في تشكيلة أنشيلوتي الأولى هو مهاجم توتنهام الانكليزي ريشارليسون الذي دربه في إيفرتون. ومع ذلك، سبق لأنشيلوتي أن فاز بالقاب بدون قلب هجوم. قاد ريال مدريد الى لقب دوري أبطال أوروبا 2024 بمهاجمين برازيليين هما فينيسيوس جونيور المتواجد في تشكيلته حاليا، ورودريغو الغائب عنها. كما يملك أنشيلوتي أيضا مهاجم برشلونة الاسباني رافينيا أفضل هداف في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. في مدريد، كان أنشيلوتي يعتمد على الالماني توني كروس كخط إمداد لفينيسيوس. البرازيل لا تملك لاعبا مثله، كما ذكر الكاتب الرياضي تيم فيكري في بودكاست "اسم القميص البرازيلي". استدعى أنشيلوتي المخضرم كازيميرو، شريك كروس السابق في خط وسط ريال مدريد، على الرغم من أن اللاعب البالغ من العمر 33 عاما لاعب وسط دفاعي بالأساس، وذلك لإضافة "كاريزما وشخصية وموهبة" الى التشكيلة. كما تعاني البرازيل من غياب أحد أبرز نقاط قوتها على مدى عصور ويتعلق الأمر بمركزي الظهيرين مثل كارلوس ألبرتو وكافو وروبرتو كارلوس. يحتاج أنشيلوتي إلى إعادة بناء العلاقة بين المنتخب والجمهور. يكمن جزء من المشكلة في أنه بعد فوز البرازيل بخمس كؤوس عالم، واعتمادها في الغالب على أسلوب اللعب الجميل "جوغو بونيتو"، لم يعد الجمهور يتقبل الأداء المتواضع. لكن الكثير من المشجعين انزعجوا من الطريقة التي استخدم بها القميص الأصفر الشهير كرمز من قبل أنصار الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو في جمعاتهم السياسية.

جريدة الايام
٢٨-٠٥-٢٠٢٥
- جريدة الايام
دروس الحياة وأصداؤها
اكثر ما يُعجبني، ويشد انتباهي في دروس الحياة التي لا حصر لها، لغة الوفاء والعرفان عندما تتجلى بأرفع وأنصع صورها. قصص كثيرة في الوفاء صادفتني، وكنت أدقق في تفاصيلها بمنتهى المتعة، ولم أتردد في نقل الكثير منها بهدف غرسها في نفوس وعقول الأطفال والناشئة، وحتى عامة الناس، كباراً وصغاراً. قيمة الوفاء عظيمة الشأن والمنزلة والانعكاسات، ولا يعتصم بفضائلها ومحاسنها إلا أصحاب النفوس الكبيرة، والضمائر النقية والحيّة والخِصال الحميدة. في معرض تقديمه كمدرب لفريق الكرة في نادي ريال مدريد الإسباني، خلفاً للإيطالي كارلو أنشيلوتي، قال المدرب تشافي الونسو نصّاً: "لولا حكمته، يقصد أنشيلوتي، ولولا ما تعلمته منه لما كنت هنا، اليوم، أتسلم الإرث بفخر واعتزاز وزهو". هذه العبارات قالها الونسو باحترام وإجلال وتقدير لسلفه، الذي استقر به المقام في البرازيل مدرباً لـ"راقصي السامبا". عبارات بالغة الأثر والجمال من هذا القبيل تُمثل ذروة الوفاء والنقاء، وتكشف عن صفاء سريرة صاحبها، وعلو همّته ومكانته، وثقته بنفسه. عبارات تشافي الونسو المختصرة والمقتضبة، لكنها قطعاً المكثفة والمُثقلة بالدلالات والمعاني، تعزز مقولة دارجة وكثيرة الاستعمال في الأوساط العربية تقول: "مَنْ علمني حرفاً صرت له عبداً"، وهنا فإن لفظة "عبداً" قيلت مجازاً لا حقيقة، فالعبادة لله وحده، ولا عبادة للبشر مهما بلغوا من منزلة ومكانة وقيمة ورِفعة وشأن. تشافي لم يجحد فضل أنشيلوتي عليه، بل استذكر دوره، واستحضر شمائله في إعداده وصقله، لاعباً قبل أن يصبح مدرباً، وهذا لَعمري ذروة سنام الوفاء، بأرفع وأزهى تجلياته. أمير الشعراء احمد شوقي كان اكثر دقة في تقدير وتوصيف دور المعلم عندما أنشد يقول: قُم للمعلم وفّه التبجيلا/ كاد المعلم أن يكون رسولا. لفظة "كاد"، المقصود منها تقريب دور المعلم من الأدوار التي كان يضطلع بها الرسل في الهداية وحُسن التربية وهلمجرا.