
متخوفة من "إضطرابات سوريا".. ألمانيا لعشرين ألف لاجئ عراقي: تفضلوا بالخروج
شفق نيوز/ تتسم العلاقات العراقية- الألمانية بتنوع الملفات وتشابكها، بدءًا من التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، مرورًا بقضايا اللاجئين وسبل دعم عودتهم الطوعية، ووصولًا إلى تشجيع النمو الاقتصادي وتعزيز الشراكات التجارية، فضلًا عن إيلاء أهمية خاصة لدعم المرأة وتمكينها.
وفي مقابلة أجرتها وكالة شفق نيوز مع سفيرة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى العراق، كريستيانه هومان، تحدّثت السفيرة عن جملة من القضايا المحورية التي تُعنى بالعلاقات الثنائية بين برلين وبغداد.
التطورات الإقليمية وقلق عودة داعش
وقالت السفيرة هومان، إنّ التطورات الإقليمية، بما في ذلك "الاضطرابات" في سوريا المجاورة، تثير القلق حيال احتمال عودة تنظيم داعش، مؤكدةً أهمية "تعاون دول المنطقة والمجتمع الدولي بشكل وثيق للتصدي لأي تهديدات محتملة".
وأضافت هومان أنّ التعاون الثنائي بين بغداد وبرلين يركز بشكل خاص على تعزيز الأمن والحرب المشتركة ضد الإرهاب، لافتةً إلى أنّ العراق وألمانيا يعملان معًا في إطار التحالف الدولي ضد داعش منذ تأسيسه قبل عشر سنوات.
وأوضحت السفيرة أنّ بلادها ترسل جنودًا ألمان كمستشارين ضمن عملية "العزم الصلب" (OIR)، إلى جانب تقديم دعم للقوات المسلحة العراقية ضمن مهمة التدريب والاستشارة التابعة لحلف شمال الأطلسي (NMI).
وذكرت أنّ اجتماعًا عُقد بين وزير الدفاع العراقي ثابت عباسي ونظيره الألماني بوريس بيستوريوس في كانون الأول/ديسمبر الماضي، انتهى بالاتفاق على تعميق التعاون الاستراتيجي الثنائي بين وزارتي الدفاع في البلدين، مشيراً إلى أنّ ألمانيا تساند أيضًا الجهود بين البعثة الاستشارية للاتحاد الأوروبي لإصلاح قطاع الأمن ووزارة الداخلية العراقية، فضلًا عن مشاريع ثنائية لتدريب وتطوير المؤسسات الأمنية العراقية.
وشددت هومان على أنّ "تحقيق الأمن والازدهار على المدى الطويل يتطلب تعزيز الآفاق الاقتصادية للعراقيين"، مؤكدةً أنّ ألمانيا لا تنخرط فقط من خلال المساعدات التنموية، بل إنّ شركات ألمانية متواجدة في العراق منذ سنوات وتضطلع بأدوار حيوية في هذا المجال.
طاقة وفرص عمل
كما أشار سفيرة جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى العراق، كريستيانه هومان، إلى أنّ دعم القطاع الاقتصادي يكتسب أهمية كبيرة في إطار مساعي برلين لتعزيز علاقاتها مع بغداد.
وقالت إنّ "ازدهار العراق يتطلّب قطاعًا خاصًا قويًا قادرًا على خلق فرص عمل طويلة الأمد، وتقديم آفاق جديدة للجيل الشاب"، مشيرةً إلى أنّ الاعتماد الكبير على صادرات النفط لا يزال يعيق تطوّر هذا القطاع.
وأضافت أنّ المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وقّعا عام 2023 برنامج عمل مشترك لتحفيز الاقتصاد وخلق فرص عمل خارج القطاع النفطي، فضلًا عن تحسين الخدمات الحكومية مثل الصحة والتعليم.
وأوضحت أنّ شركات ألمانية، من بينها "سيمنز للطاقة"، تشارك في بناء وإعادة تأهيل إمدادات الكهرباء عبر استخدام الغاز المصاحب، وهو مصدر كان مُهملًا في السابق.
كما يجري إنشاء مصنع كبير للزجاج في محافظة النجف بمعدّات ألمانية، من المتوقع أن يوفر 600 فرصة عمل جديدة.
وفي سياق الشراكة في مجال الطاقة، تعمل الوكالة الألمانية للتعاون الدولي على الحد من الانبعاثات الضارة بالمناخ وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة.
وذكرت السفيرة أنّ العديد من الشركات الألمانية تقدّم خبراتها في مجالات التدريب المهني وتطوير قطاع الصحة العمومية، فيما تدعم الحكومة الألمانية التبادل بين جمعيات الأعمال والشركات في كلا البلدين عبر مكتب تمثيلي لغرفة التجارة الخارجية الألمانية (AHK) في بغداد وأربيل.
وأكدت هومان أنّ مكتب غرفة التجارة الخارجية الألمانية في العراق استضاف مطلع آذار/مارس وفدًا مكوّنًا من 20 شركة ألمانية بالتعاون مع الغرفة التجارية العربية الألمانية ومنتدى الخبراء العراقي، حيث عُقدت لقاءات مع وزراء ومسؤولين حكوميين وبرلمانيين ورجال أعمال عراقيين، لمناقشة سبل توسيع التعاون الاقتصادي والتغلّب على الصعوبات التي يواجهها المستثمرون الأجانب في العراق.
20 ألف عراقي مطالبون بالمغادرة
وتطرقت السفيرة هومان لملف اللاجئين، وذكرت أنّ بلادها استقبلت على مدى العقد الماضي ملايين الأشخاص الفارّين من مناطق النزاع، من بينهم عدد كبير من العراقيين ولا سيما من شمال البلاد.
وأوضحت أنّ معظم هؤلاء وصلوا إلى ألمانيا كلاجئين، فيما التحق آخرون بعائلاتهم أو قصدوا ألمانيا للدراسة والعمل، مشيرةً إلى أنّ بعض الشباب العراقيين يفكّرون جديًا في مواصلة تعليمهم هناك أو الالتحاق بسوق العمل كعمّال مهرة، مستفدين من تسهيلات التأشيرة، بينها ما يُعرف بـ"بطاقة الفرصة" التي تتيح تفاصيلها عبر موقع السفارة الألمانية.
لكن السفيرة حذّرت من مخاطر الهجرة غير النظامية، واصفةً إيّاها بالخطيرة والمكلفة، حيث قد يتعرّض المهاجرون للاستغلال من قبل "مهربين مجرمين" يقدّمون وعودًا وهمية.
وأكّدت أنّ من يصل بهذه الطريقة لا يملك أي فرصة للحصول على الإقامة، وسيُطالب بمغادرة الأراضي الألمانية.
ولفتت هومان إلى وجود نحو 20 ألف عراقي حاليًا مطالبين بمغادرة البلاد، بينما تعمل الحكومة الألمانية على تسهيل عودة هؤلاء طوعًا، عبر برامج الاستشارة والتدريب التي يوفّرها "المركز الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الإدماج" (GMAC) في بغداد وأربيل. كما تقوم برلين بعمليات إعادة قسرية إلى البلدان الأصلية عند الضرورة، وسط تنسيق مع الحكومة العراقية ودول الاتحاد الأوروبي لتنظيم هذا الملف.
وأضافت هومان أنّ ألمانيا أصبحت وطنًا جديدًا لكثير من العائلات العراقية، معربةً عن سعادتها بزيادة أعداد الطلاب والعمال المهرة العراقيين، ومؤكدةً أنّ هذه المسألة ترتبط باتفاقيات وثيقة مع المسؤولين العراقيين، لا سيّما وزيرة الهجرة، وتخضع لحوارات مستمرة بين برلين وبغداد ودول الاتحاد الأوروبي.
تفاهم متعددة الأوجه بين كوردستان وبرلين
وعن العلاقة مع إقليم كوردستان، أكدت السفيرة هومان، أنّ لإقليم كوردستان دورًا مهمًا في تعزيز الأمن والاستقرار داخل البلاد، مشيرةً إلى أنّ العلاقات بين برلين وأربيل وثيقة ومتعددة الأوجه.
وقالت هومان إنّ "وجود عدد كبير من العراقيين والألمان الذين يعرفون لغة وثقافة وعادات بعضهم البعض بشكل جيد يساهم في توطيد الثقة بين الجانبين"، مضيفةً أنّ ألمانيا حاضرة في أربيل عبر قنصليتها العامة التي تنسّق مع حكومة إقليم كوردستان في مجالات الاقتصاد والثقافة.
وفيما يتعلّق بمسألة النازحين، ذكرت السفيرة أنّ نحو مليون نازح داخلي لا يزالون يعيشون في مخيمات بإقليم كوردستان، مؤكدةً ضرورة إيجاد فرص اقتصادية وسكن مستدام لهم.
وأشارت إلى سعي برلين بالتعاون مع حكومة الإقليم والشركاء الدوليين إلى تسريع إعادة إعمار المناطق المدمرة وتحسين الخدمات الحكومية، لافتةً إلى أنّ المجتمع الإيزيدي حظي بدعم خاص جرّاء معاناته من الجرائم العنيفة التي ارتكبها ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
وتحدثت عن تنفيذ برامج متعدّدة لعلاج الصدمات وإعادة إدماج النساء والأطفال، فضلًا عن توثيق جرائم التنظيم وملاحقة مرتكبيها قضائيًا.
أمنيًا، أوضحت هومان أنّ ألمانيا تشارك في تدريب القوات العراقية ومكافحة فلول تنظيم الدولة الإسلامية في إقليم كوردستان، حيث يوجد نحو 80 جنديًا ألمانيًا في معسكر مشترك في أربيل.
وأكدت أن المعركة ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية ستظل ضمن أولويات السياسة الأمنية الألمانية، خصوصًا في ظل التطورات الجارية في سوريا.
المرأة وحقوقها
وتطرق السفيرة الألمانية لوضع وحقوق المرأة، مشيرة إلى أن بلادها "لا تزال تسعى إلى تحقيق مساواة حقيقية بين الجنسين على المستوى الداخلي، كما أن الفجوة في الأجور لا تزال قائمة في ألمانيا، وأن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان لا تتجاوز 32%، بينما تشكّل النساء 46% فقط من القوى العاملة".
وقالت هومان إن "كل خطوة نحو المساواة تنعكس إيجابًا على المجتمع والاقتصاد"، موضحةً أن زيادة مشاركة النساء في سوق العمل بنسبة 1% تؤثر مباشرةً في النمو الاقتصادي.
وعن وضع المرأة في العراق، أشارت هومان إلى "رد فعل محافظ" أثّر سلبًا في جهود تعزيز حقوق النساء، رغم تأكيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في كلمة ألقاها بمناسبة يوم المرأة العراقية، على أهمية حماية هذه الحقوق.
وأعربت عن أسفها لما وصفته بحملة مناهضة للمساواة بين الجنسين طالت ناشطات نسويات، فضلًا عن تقلّص مساحة عمل المنظمات غير الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق المرأة.
ولفتت إلى أن ملف تعديلات قانون الأحوال الشخصية "قد يؤثر في حقوق النساء والفتيات، خصوصًا في مسائل حضانة الأطفال والميراث والطلاق"، في ضوء التزامات العراق الدولية.
وأكدت أن "التطوّرات النهائية تظل مرهونة بالمدوّنات الشرعية المرتبطة بهذه التعديلات، لكننا نخشى أن تقود إلى تراجع في مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
"سوء فهم".. نينوى تكسر صمتها بعد "فضيحة" تعيين نساء بدرجة "إمام"
شفق نيوز/ أكدت لجنة التعيينات المركزية في محافظة نينوى، يوم السبت، أن الجدل الدائر حول تعيين 50 امرأة بدرجة "إمام" في ديوان الوقف السني مرده إلى سوء فهم لطبيعة المسمى الوظيفي الذي يُمنح لخريجي كليات الشريعة من الذكور والإناث، مشيرة إلى أن هذا العنوان "لا يعني تكليف النساء بإمامة المصلين أو إلقاء الخطب في المساجد". وبحسب التوضيح الصادر عن لجنة التعيينات والذي اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، فإن المسمى الوظيفي "إمام خامس أو إمام رابع أو إمام وخطيب" هو عنوان إداري يخص خريجي كليات العلوم الإسلامية وعلوم القرآن، ويُمنح بغض النظر عن الجنس، استناداً إلى مبدأ تكافؤ الفرص الذي نص عليه الدستور العراقي، ولا يتضمن تحديداً بأن الوظائف محصورة بالذكور. وجاء في كتاب رسمي صادر عن وزارة التخطيط بالعدد 2141 والمؤرخ في 25 أغسطس/آب 2022، أن هذه الدرجات تشمل تخصصات العلوم الإسلامية دون حصرها بالجنس، وبالتالي فإن النساء المُعينات بهذه العناوين يعملن في مجالات دعوية، كمراكز تحفيظ القرآن والمراكز الإرشادية التابعة لديوان الوقف، ولا يمارسن مهام الإمامة أو الخطابة. وأوضحت اللجنة، أن هذه الإجراءات معمول بها سابقاً في ديوان الوقف السني وليست مستحدثة، وهي جزء من التوصيفات الإدارية التي تعتمدها وزارة التخطيط لغرض التعيين، دون أن تعني بالضرورة ممارسة الوظيفة بمسمى العنوان بشكل حرفي. وأثار تعيين أكثر من 50 امرأة بدرجة "إمام جامع" في محافظة نينوى جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية والاجتماعية العراقية، وجاءت هذه التعيينات ضمن حملة شملت 17 ألف عقد مؤقت في مؤسسات المحافظة، حيث تم إدراج النساء بدرجتي "إمام رابع" و"إمام خامس". وكان عضو مجلس محافظة نينوى، أحمد العبد ربه، وصف هذه التعيينات بأنها "فضيحة"، مشيراً إلى أن ديوان الوقف السني لم يكن طرفاً في إصدار القرار، وأن القوائم وصلت إليه من ديوان محافظة نينوى بصيغتها الحالية. ديوان الوقف السني نفى مسؤوليته عن هذه التعيينات، مؤكداً أن العناوين الوظيفية وردت إليه من ديوان محافظة نينوى دون تدخل منه. جدير بالذكر أن هذه التعيينات تمت بعقود مدتها ثلاث سنوات وبراتب شهري قدره 300 ألف دينار عراقي (نحو 200 دولار أمريكي).


شفق نيوز
منذ 3 ساعات
- شفق نيوز
صحيفة إسرائيلية تكشف عن لقاءات مع وفود عراقية لغرض التطبيع
شفق نيوز/ كشف الوزير الإسرائيلي السابق أيوب قرا، عن لقاءات عقدت مع وفود عراقية لم يحدد هويتها، جرت في دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطار تحركات ترعاها إسرائيل والولايات المتحدة، من اجل الدفع بالعراق نحو التطبيع مع تل أبيب، والتخلص من نفوذ إيران، ومكافحة "الارهاب"، مشيرا، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إلى أن النقاشات تتناول ايضا وضع الكورد والدروز في سوريا والاتفاقات الإبراهيمية. وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن الوزير السابق قرا، الذي وصفه بأنه شخصية اسرائيلية من أقلية الدروز، ولا يشغل حاليا منصبا سياسيا رسميا، بحث خلال وجوده في أبو ظبي، قضية تطبيع العلاقات الاسرائيلية مع العراق، والوضع في سوريا، وقضايا تخص الدروز في اسرائيل وسوريا، وذلك في مقابلة أجراها هذا الاسبوع. وتابع التقرير، أنه برغم عدم توليه أي منصب رسمي، إلا أن قرا التقى ايضا أمين سر الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الذي يعتبر من اقوى الشخصيات في العالم المسيحي، وطلب منه المساعدة في تهدئة التوترات بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والرئيس السوري احمد الشرع، وذلك من اجل منع وقوع ابادة جماعية تستهدف المسيحيين والدروز والعلويين في سوريا. وأشار إلى أن، قرا التقى في ابوظبي وفدا من العراق يأمل بتعزيز التعاون مع إسرائيل، ونقل التقرير عن قرا دعوته الى عدم التعجب من الذي سيقوله حيث انه "برغم التذمر من اشخاص في اليمين (الاسرائيلي)، إلا اننا ننجح في إيجاد تواصل مع معظم الدول العربية، بما في ذلك دول لا تربطنا بها علاقات رسمية، مثل ليبيا، سوريا، لبنان، والعراق"، مضيفا "اننا نجلس مع اشخاص على اعلى المستويات لتعزيز التعاون مع إسرائيل". وعندما سئل قرا عما إذا كان هو وفد فعلي من العراق، رد قائلا "نعم، هم يريدون علاقات مع اسرائيل. لا يريدون ايران على أرضهم ويضغطون علي لدفع الحكومة الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي لطرد ايران من العراق". وردا على سؤال عن السبب الممكن لان تساعد اسرائيل العراق، قال قرا إن "حرب السيوف الحديدية (حرب غزة) أفادتنا، بعد 75 عاما من الكراهية من الدول العربية ومحاولاتهم إلحاق الضرر بنا وإنكار شرعيتنا، اليوم نحن مرغوبين في كثير من المناطق وينظر الينا كدولة شرعية". واضاف قرا، أن "التطور الأكبر حاليا هو التغيير في العراق، الكورد والسنة والشيعة يريدون علاقة وثيقة مع اسرائيل، بعضهم يطلبها علنا، وليس فقط عبر قنوات سرية، هذا أمر مذهل، ومهم، ويشير الى تغير كبير في علاقة اسرائيل مع من اعتبروا اعدائها في الماضي". وعندما سئل قرا عن كيفية مساعدة مساعدة اسرائيل للعراق، أوضح الوزير السابق الذي ينتمي الى حزب الليكود، أن "اسرائيل تمتلك تقنيات دفاع متطورة أثبتت نفسها وتباع للدول الصديقة، وبامكان هذه التقنيات ان تساعد العراق وغيره من الدول التي تريد، مثلنا، ان تتخلص من النفوذ الإيراني في الشرق الاوسط". ونقل التقرير عن قرا قوله، إن "الوفد العراقي طلب أيضا دعما إسرائيليا في التأثير على الولايات المتحدة، من خلال تحرك إسرائيل ضد ايران للحد من تهديدها لإسرائيل والعراق". وردا على سؤال عن طبيعة مصلحة اسرائيل في العراق وهي تقاتل إيران مباشرة، قال قرا كما نقل عنه التقرير، انه "عندما تنجح اسرائيل في محاربة ايران، فانها تضعف قبضة ايران على العراق ايضا"، مضيفا ان "العراقيين يريدون الانضمام الى مجموعة الدول المتحررة من النفوذ الإيراني، مثل لبنان وسوريا". وأشار إلى أن "مصلحة اسرائيل هي بقاء الارهاب بعيدا عن حدودها، وهذا ينعكس على كامل الشرق الاوسط". وبحسب التقرير فان الوفد العراقي الى جانب وفود اخرى من دروز سوريا، واقليات في لبنان، ودول لم يسمها، يحصلون على استقبال ملكي من الممثل الإسرائيلي غير الرسمي في الامارات، وذلك في إطار مبادرة "جسر الى السلام الاقتصادي"، وهي مبادرة أسست بالتعاون مع أمريكيين وأوروبيين لمواصلة الدفع باتجاه الاتفاقات الإبراهيمية، وخلق ديناميكية من التعاون الاقتصادي التي تساهم في "قيادة العلاقات، ومحو الكراهية، والتخفيف من التطرف". واوضح التقرير انه، بالرغم من أن رئاسة المشروع اسرائيلية، الا ان مقر المبادرة الرئيسي هو في الإمارات، وله فروع أخرى في الولايات المتحدة ورومانيا، والهدف المعلن من المبادرة استقطاب شركات وتقنيات متطورة الى الشرق الاوسط للتأثير في العمليات الجيوسياسية من خلال الاقتصاد، في حين ان الهدف غير المعلن والأكثر اهمية، هو تعزيز عمليات سياسية هدفها الحد من العنف في المنطقة. كما نقل التقرير عن قرا قوله، بشأن سوريا "اسمع كلاما عن جعل جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح وتتمتع بحكم ذاتي، مثل منطقة الكورد، واذا كان هذا صحيحا، فهو خبر جيد، ربما تم التوصل الى اتفاق قبل وصول ترامب، وربما يكون هذا هو الثمن للسماح لمن كان يرتدي زي القاعدة وداعش بقيادة تلك المنطقة"، مضيفا انه "اذا كان هذا هو الحل الوسط، فسأقبله، لانه يعني عدم وجود إرهابيين على حدود إسرائيل". وردا على سؤال حول كيفية مساعدة الدروز القريبين من الحدود، نقل التقرير عن قرا قوله انه "يجب شق طريق من الجولان الى مدينة السويداء وجبل الدروز في جنوب سوريا، ويجب ايجاد حل للسنة لان هناك منطقة سنية كبيرة تتواجد على الطريق، الا انه بمجرد معالجة ذلك، سيساعد الطريق كثيرا الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن العاملة في المنطقة". واضاف أن "السويداء يمكن ان تصبح منطقة مزدهرة تتمتع حكم ذاتي، والسكان هناك لا يطلبون الجنسية الاسرائيلية، وانما يريدون التجارة مع اسرائيل والتعاون امنيا واقتصاديا، مثل الامارات ومصر والاردن". وعما اذا كانت هذه الفكرة يمكن ايضا تطبيقها مع الكورد في شمال سوريا، قال الوزير الاسرائيلي السابق انه "يجب تطبيق نفس النموذج هناك، ففي النهاية، تتقاطع المصالح، ويحصل الدروز على دفاع جوي ضد اي تهديد، واذا نجح هذا وجلب الاستقرار، فلن يحتاج الجنود الاسرائيليون للتواجد في تلك المناطق".


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
حصري.. مخاوف إيرانية من "شلل نووي دائم": المفاوضات تراوح مكانها
شفق نيوز/ ترى أوساط إيرانية، أن المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأت تفقد حماستها بعد الجولة الثالثة من المباحثات، وهذا يعود إلى مطالبة واشنطن بقضايا تعرف مسبقاً أنها مرفوضة عند طهران، وبينما أشار مختصون في الشؤون السياسية الأمريكية، بأن التوقيت هو ما سوف يحسم المفاوضات، توقعوا تقديم الطرفين تنازلات للوصول في النهاية لاتفاق بينهما دون اللجوء إلى الخيار العسكري. واختتمت الجولة الخامسة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني بالسفارة العمانية في روما، يوم أمس الجمعة، في حالة من التفاؤل الحذر، فيما أعلن وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، تحقيق تقدم وإن لم يكن حاسماً. في حين وصف نظيره الإيراني عباس عراقجي الجولة بالأكثر مهنية، مؤكداً فهماً أوضح من الجانب الأمريكي للموقف الإيراني، ومن المتوقع أن تعلن عُمان لاحقاً موعد الجولة السادسة. فقدان للحماس وفي هذا السياق، يقول المتخصص في الشؤون الإيرانية، من طهران، سعيد شارودي، إن "الفريق المفاوض الإيراني بدأ يفقد الحماس الذي كان موجوداً في الجولة الأولى والثانية وحتى في الثالثة لكن بعدها فُقد هذا الحماس، وهذا يعود إلى أن موقف أمريكا كان على عكس ما كانت تدعيه في السابق، بأنها مستعدة للوصول إلى اتفاق يضمن حقوق إيران ويرفع عنها العقوبات". ويضيف شارودي لوكالة شفق نيوز، أن "أمريكا على ما يبدو، تريد اتفاقاً من طرف واحد، يسفر عن إيقاف الأنشطة النووية الإيرانية مع الإبقاء على العقوبات عليها، وهذا ظهر جلياً باستمرار واشنطن بفرض عقوبات جديدة على أشخاص وكيانات إيرانية أو مرتبطة بإيران تزامناً مع استمرار المفاوضات، كما أنها تطالب بقضايا تعرف مسبقاً أن طهران لا يمكنها الموافقة عليها، وفي مقدمتها تصفير تخصيب اليورانيوم". ويوضح أن "إيران ترى أن تصفير التخصيب قد يؤدي إلى شلل نهائي في الأنشطة النووية وإلى تفكيك البرنامج، لأنه في حال عدم وجود يورانيوم لتشغيل المنشآت النووية سيؤدي في المستقبل إلى شلل قد يكون تاماً لهذه المنشآت". ونتيجة لما سبق، يلفت شارودي، إلى أن "الأمور بدأت تتضح لإيران بأن أمريكا ليست بصدد حل الخلاف حول الملف النووي، بل هي تحاول تدمير هذا البرنامج من خلال إعطاء وعوداً بأنها سوف ترفع العقوبات وستنفتح على إيران وستعاود الشركات الأمريكية والأوروبية للعمل داخلها، لكن الأهداف المخبئة هي شيء آخر". التوقيت هو الحاسم من جهته، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية، هيثم الهيتي، أن التوقيت سوف يحسم كل الأمور، وعلى الرغم من عدم وجود تحديد دقيق للتاريخ، لكن يمكن إعطاء تخمين أو جدول زمني ربما موجود داخل الإدارة الأمريكية، وهو مختلف عن الجدول الزمني لدى الإيرانيين. وعن الجدول الزمني الأمريكي، يشرح الهيتي، للوكالة، أن "التوقيت الأمريكي يتمثل بضرورة إنهاء هذه المفاوضات بأسرع وقت، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يريد مرور عامين على إدارته دون حسم للقضايا". كما يوضح أن "هذا يعود إلى وجود انتخابات مجلس شيوخ وكونغرس بعد عامين، وفي حال عدم التوصل لاتفاق فهذا قد يغير من قوة ترامب داخل الكونغرس الأمريكي، وبالتالي يعوق قدرته على اتخاذ قرارات أمنية أو عسكرية، لذلك لن يقبل ترامب مرور عام على إدارته دون الوصول إلى نتائج، وبعد العام قد يتخذ قرارات حاسمة لكي لا يمر عليه الزمن". وعن الجانب الإيراني، يشير الهيتي، إلى أن "الإيرانيين يلعبون على هذه المسألة، فهم يريدون المراوغة أكثر وأكثر حتى تمر مدة أكبر ويعطون وعوداً ثم يرجون بها حتى يستطيعون تمرير العامين، لحين مجيء الديمقراطيين إلى الكونغرس والشيوخ، وبالتالي تضعف قدرة ترامب بالضغط على الإيرانيين". تنازلات كبرى بدوره، يؤكد المختص في الشؤون السياسية الأمريكية، عقيل عباس، أن "ترامب تحدث عن سقف للتفاوض يقدر بشهرين، وفي تصوري ربما المتبقي جلستين وبعدها ينبغي أن تحسم القضية". ويعزو عباس ذلك خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ترامب والأوروبيين يريدون تجنب أسلوب المفاوضات السابقة التي استغرقت وقتاً طويلاً بحدود العام ونصف العام ورغم ذلك لم تُحقق نتيجة، لذلك ترامب يرغب بحصر الوقت وأوروبا مع هذا الحصر أيضاً". ووفقاً لعباس، فإن ترامب يريد حسم هذا الملف سريعاً، وبعدها يجرب الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في سياق إدارته، ومن المتوقع الوصول إلى اتفاق، والمتبقي هو تخريجة هذا الاتفاق. ويرجح عباس في ختام حديثه، أن "الاتفاق سيتضمن تنازلات إيرانية كبرى بخصوص التخصيب، في المقابل ستقدم أمريكا تنازلات لصالح إيران ذات طابع اقتصادي وقد يكون رفعاً شاملاً للعقوبات عنها، لذلك ننتظر ونرى، لكن الأهم هو سيتم الابتعاد عن الخيارات العسكرية والحرب، وهذا أمر إيجابي".