logo
مشروع قانون الضرائب الأميركي يفاقم العجز 2.8 تريليون دولار خلال 10 سنوات

مشروع قانون الضرائب الأميركي يفاقم العجز 2.8 تريليون دولار خلال 10 سنوات

العربي الجديدمنذ 7 ساعات

أظهرت تقديرات جديدة صادرة عن مكتب
الميزانية
في الكونغرس الأميركي (CBO) أن النسخة التي أقرّها مجلس النواب من مشروع قانون الضرائب والإنفاق، الذي يدعمه الجمهوريون، ستضيف نحو 2.8 تريليون دولار إلى
العجز
الفيدرالي على مدى السنوات العشر المقبلة، وذلك بعد احتساب التأثيرات الاقتصادية الواسعة النطاق المحتملة لهذا التشريع.
وبحسب تقرير أوردته شبكة بلومبيرغ اليوم الثلاثاء، كان المكتب قد قدّر سابقاً أن مشروع القانون سيزيد العجز بنحو 2.4 تريليون دولار، دون احتساب ما يُعرف بـ"التأثيرات الديناميكية" (التي تشمل تغييرات سلوكية واقتصادية نتيجة التشريع)، إلا أن التقديرات الجديدة التي نُشرت اليوم، أظهرت انخفاضاً مقداره 85 مليار دولار في العجز نتيجة تأثيرات اقتصادية إيجابية، أبرزها
النمو الاقتصادي
السريع، مقابل زيادة 441 مليار دولار ناجمة عن ارتفاع أسعار الفائدة، ما يُنتج صافي عبء قدره 2.77 تريليون دولار.
وأظهرت تحليلات مستقلة أرقاماً أكثر حدة، إذ أشار نموذج الميزانية التابع لجامعة "بنسلفانيا وارتون" إلى أن العجز قد يرتفع 3.2 تريليونات دولار خلال العقد المقبل، بينما قدّرت "مؤسسة الضرائب" (Tax Foundation) أن الرقم قد يبلغ 3.1 تريليونات دولار.
خلافات حول قانون الضرائب في مجلس الشيوخ
مشروع القانون يواجه عراقيل في مجلس الشيوخ، حيث قدّم الجمهوريون نسخة معدلة يوم الإثنين، تتضمن تغييرات تتعارض مع مطالب مشرّعين جمهوريين في كلا المجلسين. وتشير التقديرات الجديدة إلى احتمال زيادة الضغط على الجمهوريين من التيار المحافظ مالياً، ما قد يعقّد التوصل إلى توافق. ويُعرف التشريع باسم "مشروع القانون الكبير والجميل الواحد" (One Big Beautiful Bill)، ويجسد جانباً كبيراً من أجندة الرئيس السابق دونالد ترامب الاقتصادية. ومن أبرز بنوده:
اقتصاد دولي
التحديثات الحية
إيلون ماسك يدعو إلى رفض مشروع قانون ترامب للضرائب والإنفاق
1 ـــ
جعل تخفيضات الضرائب لعام 2017 دائمة.
2 ـــ
إلغاء الضرائب على الإكراميات وأجور العمل الإضافي مؤقتاً.
3 ـــ
رفع الحد الأقصى للخصم الفيدرالي على ضرائب الولايات والبلديات من 10,000 إلى 40 ألف دولار (رغم أن هذا البند ما زال قيد التفاوض في مجلس الشيوخ).
4 ـــ
الإبقاء على ثلاثة حوافز ضريبية للشركات في نسخة الشيوخ، ما قد يعزز النمو، إلا أن هذه النسخة تشمل أيضاً تقليص حوافز العمال والشركات الصغيرة، وتخفيضات أعمق في برنامج "ميديكيد" للرعاية الصحية.
هذا وتشير إدارة ترامب إلى أن مشروع القانون لا يأخذ في الحسبان العوائد الإضافية من الرسوم الجمركية. وكان "مكتب الميزانية في الكونغرس" قد ذكر في وقت سابق من يونيو/ حزيران أن الزيادات الجمركية المعلنة حتى منتصف مايو/ أيار يمكن أن تقلص العجز بنحو 2.8 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما قد يغيّر جزءاً من الصورة المالية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رسالة تحذير إيرانية لواشنطن: سنرد دون ضبط للنفس
رسالة تحذير إيرانية لواشنطن: سنرد دون ضبط للنفس

العربي الجديد

timeمنذ 38 دقائق

  • العربي الجديد

رسالة تحذير إيرانية لواشنطن: سنرد دون ضبط للنفس

قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف علي بحريني لمجلس حقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأنها سترد عليها بحزم إذا انخرطت بشكل مباشر في الهجوم الإسرائيلي ضدها، معربًا عن اعتقاده أن الولايات المتحدة "متواطئة في ما تفعله إسرائيل". يأتي ذلك في وقت يسود فيه ترقب لقرار الرئيس دونالد ترامب بشأن مشاركة مرجحة في الهجمات التي تشنها إسرائيل على إيران منذ فجر الجمعة. وقال بحريني للصحافيين، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، إن الهجمات الإسرائيلية تمثل "حربا على الإنسانية"، وانتقد الدول التي لا تندد بالأفعال التي قال إنها تعرض الناس لإشعاعات خطيرة. وأضاف "الاستهداف المتعمد للمنشآت النووية الإيرانية لا يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فحسب، ولكنه يخاطر أيضا بتعريض جميع الأشخاص في منطقتنا لتسرب خطير محتمل. هذا ليس عملا حربيا ضد بلدنا، بل هو حرب ضد الإنسانية". وانتقد تقاعس الدول في التنديد بالهجمات الإسرائيلية، وقال "لا نسمع أي شيء تقريبا من هؤلاء الذين أعلنوا أنفسهم أنصارا لحقوق الإنسان". واستطرد قائلا إن أميركا منحت إسرائيل الحصانة، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تحاول تبرير العدوان بادعاءات لا أساس لها، كما قال إن بلاده سترد على الضربات الإسرائيلية "بقوة... ودون ضبط للنفس". وأضاف "لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا. سنرد بجدية وقوة ودون ضبط للنفس". وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد قال، الأحد الماضي، إن ما لدى إيران من وثائق تؤكد دعم القواعد الأميركية في المنطقة للهجمات الإسرائيلية على إيران، مضيفا أن "أميركا شريكة في هذه الهجمات وعليها أن تتقبل هذه المسؤولية". تقارير دولية التحديثات الحية إيران تقصف إسرائيل بصواريخ "فتاح" للمرة الأولى يأتي ذلك في وقت يسود فيه ترقب لإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره بالمشاركة في توجيه ضربات لإيران، وذلك بحسب كثير من المؤشرات والتصريحات التي ارتفعت حدتها في اليومين الماضيين. وفي هذا السياق، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الرئيس دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 يدرس مجموعة من الخيارات، من بينها توجيه ضربة محتملة لإيران، وقد التقى بكبار مستشاريه في غرفة العمليات بالبيت الأبيض أمس الثلاثاء لهذا الغرض. وكان موقع "أكسيوس" قد نقل عن مسؤولين قولهم إن ترامب يدرس بجدية الانضمام إلى الحرب عبر تنفيذ ضربة أميركية تستهدف المنشآت النووية الإيرانية، وعلى رأسها منشأة تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في "فوردو" التي لا تمتلك إسرائيل القنابل الخارقة للتحصينات اللازمة لتدميرها. وأمس الثلاثاء، قال ترامب إن الولايات المتحدة تعرف مكان اختباء المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واصفاً إياه بـ"الهدف السهل"، لكنّه أكّد أن الولايات المتحدة لا تعتزم تصفيته "على الأقل في الوقت الحالي". وأوضح ترامب في سلسلة منشورات عبر "تروث سوشال" أن بلاده "لا تريد صواريخ تُطلق على المدنيين أو الجنود الأميركيين"، محذراً من أنّ "صبرنا بدأ ينفد"، طالباً من إيران الاستسلامَ "غير المشروط".

سورية بين اقتصادَي الخدمات والإنتاج
سورية بين اقتصادَي الخدمات والإنتاج

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

سورية بين اقتصادَي الخدمات والإنتاج

لم تعلن الحكومة السورية الجديدة بعد عن نهجها الاقتصادي الذي تعمل على تكريسه والسير بهَديه، بعدما صرّح عدد من أقطابها مبكراً، عن نيتها تبنّي اقتصاد السوق الحر، بعد القطع مع نهج "الاقتصاد الاشتراكي" الذي قالوا إن النظام السابق كان يتَّبعه. مع ذلك صدرت إشاراتٌ تُظهر وجود ترجيح لاقتصاد الخدمات على اقتصاد الإنتاج، منها الأخبار التي انتشرت على نطاق واسع حول بناء عمارة شاهقة ستعرف باسم "برج ترامب" التي تُعد، إن صحّت الأنباء حولها، ملمحاً لاقتصاد السوق والخدمات الذي يبدو أنه لن يكتفي بإشادة عمارات كهذه، بل بهدم أخرى تراثية قائمة وبحالة سليمة، وإشادة أبنية جديدة مكانها. ويشير هذا الأمر إلى احتمال تعويم نشاط قطاع المقاولات سريع الربح، ورديفه قطاع البنوك، على حساب قطاعات أخرى تحتاجها البلاد أكثر. توفير السيولة يتطلب المحافظة على ما هو متوفر من العملة الأجنبية عبر الحد من استنزافها بالاستيراد وكانت وكالة رويترز قد نقلت، في 12 مايو/ أيار الماضي، عن جوناثان باس، رجل الأعمال المقرّب من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قوله إن الرئيس السوري، أحمد الشرع، أخبره عن توجهٍ إلى إقامة برجٍ يحمل علامة "برج ترامب" في دمشق، وهو ما فُسِّر محاولةً سورية للتقرّب من ترامب. وكان باس قد التقى الشرع في دمشق نهاية إبريل/ نيسان الماضي ساعاتٍ، تحدّثا خلالها عن علاقات سورية مع المحيط والغرب والعقوبات والتحدّيات التي تواجه الحكم الجديد، والتي تمنع الاستثمارات واستغلال الثروات الطبيعية وإعادة بناء البلاد. وقد تزامن الحديث عن هذا البرج مع أنباء متداولة عن نياتٍ بهدم مبنى محافظة دمشق التاريخي العريق وتشييد بناء عصري مكانه. وقد أدّى انتشار هذا الخبر إلى استياء كبير بين أبناء المدينة الذين استغربوا الأمر، لأن البناء القائم حالياً من الذاكرة البصرية للعاصمة، إضافة إلى عدم وجود أي خللٍ يُوجب هدمه. وأصدر فنانون وكتاب وحقوقيون سوريون بياناً دعوا فيه إلى وقف المشروع، والعدول عمّا سموها "المشاريع الشكلية" التي تتضمن هدم أبنية ومدارس تراثية أخرى، والالتفات إلى إعادة بناء المناطق المدمّرة مثل داريا وجوبر وغيرها. ربما يكون ملف إعادة بناء المدن والبلدات التي دمّرتها حرب بشّار الأسد على الشعب السوري، من أجل تسريع عودة النازحين واللاجئين من الخيام ومن دول الجوار إلى مدنهم وإغلاق هذا الملف، من أكثر الأمور إلحاحاً، والتي يجب إيلاؤها الأهمية في هذه الفترة. غير أن هذا يتطلب موارد لا يمكن توفيرها، إلا بعد إصلاح قطاع النفط والغاز واستغلال الثروات الباطنية الأخرى لتوفير السيولة الضرورية لذلك. وتوفير السيولة يتطلب المحافظة على ما هو متوفر من العملة الأجنبية عبر الحد من استنزافها بالاستيراد، وهو الأمر الذي لا ينجح إلا عبر إعادة تشغيل المعامل المتوقفة، وتحديث تلك القديمة، من أجل الاستعاضة عن السلع الأجنبية بالوطنية، وبالتالي، توجيه الكتل النقدية إلى مطارح أخرى تحتاجها، ومنها قطاع الطاقة. ويبقى قطاع الإنتاج الزراعي، لكونه الأوسع في سورية، وتعمل فيه نسبة كبيرة من الأيدي العاملة بشكل ثابت وبشكل متقطّع تبعاً للمواسم، من أهم القطاعات، وذا مردودية معتبرة. وسيوفر تنشيط هذا القطاع وإعادته إلى سابق عهده على خزينة الدولة مبالغ هائلة كانت ستذهب إلى استيراد السلع الإستراتيجية، خصوصاً القمح والذرة، وغيرهما من البقوليات التي تستوردها الدولة هذه الفترة، بعدما كانت تصدّرها وتخزن الفوائض منها. معروف أنه في عالم الأعمال، سريعاً ما يحتذي مستثمرون بمشروعات أقامها زملاؤهم. لذلك، في حال جرى البدء بمشروع من قبيل برج ترامب الذي قيل إنه سيكلف مائتي مليون دولار، وسيتنطع له رجل أعمال سوري مقيم في الإمارات، ستظهر علينا مشروعات أخرى كثيرة مماثلة، وربما تزيد عن الحاجة، على الأقل في مرحلة إعادة البناء الحالية. وبالتالي ستذهب الاستثمارات إلى مطارح غير شعبية وغير ضرورية وبلا مردودية سريعة على البلاد، لأنها لا تلامس حاجات واهتمامات أحد من السوريين، إلا نسبة قليلة ثرية، أو أثرت خلال الحرب، بعدما كان المأمول من الاستثمارات، أو يأمله فقراء البلاد الذين يشكلون نسبة 90% من سكان البلاد، أن تركّز على مشروعات الطاقة والصناعة والزراعة والبنية التحتية والتعليم والصحة، وإعادة بناء المناطق المهدمة، علاوة على مشروعات التنمية التي تساهم في التعافي والنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل. قد يؤدّي احتذاء نموذج برج ترامب وتعميمه إلى توسع قطاع المقاولات والعقارات وتوجيه الرساميل إلى هذا القطاع، ومن ثم الدخول في الفقاعة العقارية ليس من الوارد الانتقاص من اقتصاد الخدمات، غير أن سورية الخارجة من حرب مدمّرة على كل الصعد، تحتاج أكثر إلى اقتصاد الإنتاج لرفد الخزينة بالقَطع الأجنبي والاستغناء عن استيراد السلع من الخارج والتحوّل إلى التصدير، خصوصاً أن البلاد شهدت تجربة إنتاجية في قطاعات الزراعة والصناعة والصناعات التحويلية، كانت رائدة في المنطقة، وكان عمادها القطاع العام المملوك من الدولة والقطاع الخاص العريق والمرن. والهدف من التركيز على اقتصاد الإنتاج الاستغناء عن الاقتراض الذي يمكن أن يؤدّي، في حال سوء توظيف المبالغ المقترضة في أماكنها المناسبة إلى العجز عن الإيفاء، وبالتالي الوقوع في المحظور مثل الفشل في التسديد، كما حدث في مصر وسيريلانكا ولبنان وغيرها، من أجل رد الدين، وهي الدول التي عجزت عن تسديد خدمات الدين وصارت تسعى للحصول على قروض جديدة من أجل تسديد القروض القديمة، فلجأ بعضها إلى بيع الأصول والقطاعات السيادية. قد يؤدّي احتذاء نموذج برج ترامب وتعميمه إلى توسع قطاع المقاولات والعقارات وتوجيه الرساميل إلى هذا القطاع، ومن ثم الدخول في الفقاعة العقارية. وسيؤدّي توسّع هذا القطاع إلى توسّع الاستثمار في قطاع البنوك وزيادة حجم تلك الفقاعة، وبالتالي التعرّض للخسائر الكبيرة عند أول أزمة مالية عالمية، مثل التي تحصل دورياً، وتؤثر على الدول الهشّة اقتصادياً، أو الخارجة من جحيم حروب، مثل سورية. وإذا ما وضعنا العامل الأمني في الحسبان، فإن عدم اندماج بقية الفصائل في الجيش، وعدم التعجيل في حل المشكلات المعيشية، عبر إعادة دوران عجلة الإنتاج، وإعادة المفصولين من الخدمة إلى أعمالهم، سيفاقم المشكلات الأمنية، وستزداد عمليات السرقة والخطف التي تحدث هذه الأيام وتؤثر على استقرار البلاد. لذلك يصبح رفع العقوبات غير كافٍ لإخراج البلاد من أزماتها، إذا لم يتبعه إقرار دستور عصري وسيادة قضاء مستقل، يساهم في تعزيز عامل الاستقرار، الأمني والسياسي، هذا العامل الذي تضعه الشركات الاستثمارية في قمة سلم أولوياتها قبل الدخول إلى أي سوق من تلك التي تُصنَّف واعدة.

هل تستخدم واشنطن قنبلة 'جي بي يو-57' الخارقة للتحصينات ضد إيران؟
هل تستخدم واشنطن قنبلة 'جي بي يو-57' الخارقة للتحصينات ضد إيران؟

القدس العربي

timeمنذ 2 ساعات

  • القدس العربي

هل تستخدم واشنطن قنبلة 'جي بي يو-57' الخارقة للتحصينات ضد إيران؟

واشنطن: يُرجّح أن تستخدم الولايات المتحدة، في حال قرر رئيسها دونالد ترامب المشاركة إلى جانب إسرائيل في الحرب ضد إيران، القنبلة الاستراتيجية الخارقة للتحصينات لأنها الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض. فإسرائيل لا تملك القنبلة 'جي بي يو-57' التي تَزن 13 طنا وتستطيع اختراق عشرات الأمتار قبل أن تنفجر، لتحقيق هدفها المعلن من الحرب وهو منع طهران من حيازة السلاح النووي. لماذا هذه القنبلة؟ إذا كان الجيش الإسرائيلي نجح خلال خمسة أيام في قتل أبرز القادة العسكريين الإيرانيين وتدمير عدد من المنشآت فوق الأرض، تُطرح 'تساؤلات كثيرة عن مدى فاعلية الضربات الإسرائيلية في ضرب القلب النابض للبرنامج النووي الإيراني'، على ما لاحظ بهنام بن طالبلو من 'مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات' البحثية، في حديث لوكالة فرانس برس. ولاحظ الخبير في هذا المركز المحسوب على المحافظين الجدد أن 'كل الأنظار تتجه نحو منشأة فوردو'. أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد 'أية أضرار' في منشأة تخصيب اليورانيوم هذه الواقعة جنوب طهران. فعلى عكس موقعَي نطنز وأصفهان في وسط إيران، تقع هذه المنشأة على عمق كبير يصل إلى نحو مئة متر تحت الأرض، ما يجعلها في مأمن من القنابل الإسرائيلية. وأكّد الجنرال الأمريكي مارك شوارتز الذي خدم في الشرق الأوسط ويعمل راهنا خبيرا في مركز 'راند كوربوريشن' للأبحاث لوكالة فرانس برس أن 'الولايات المتحدة وحدها تمتلك القدرة العسكرية التقليدية' على تدمير موقع كهذا. ويقصد شوارتز بهذه 'القدرة التقليدية'، أي غير النووية، قنبلة 'جي بي يو-57'. ما هي قدراتها؟ تتميز هذه القنبلة الأمريكية بقدرتها على اختراق الصخور والخرسانة بعمق كبير. ويوضح الجيش الأمريكي أن قنبلة 'جي بي يو-57' 'صُممت لاختراق ما يصل إلى 200 قدم (61 مترا) تحت الأرض قبل أن تنفجر'. تتميز هذه القنبلة الأمريكية بقدرتها على اختراق الصخور والخرسانة بعمق كبير يصل إلى 200 قدم (61 مترا) تحت الأرض قبل أن تنفجر وعلى عكس الصواريخ أو القنابل التي تنفجر شحنتها عند الاصطدام، تتمثل أهمية هذه الرؤوس الحربية الخارقة للتحصينات بأنها تخترق الأرض أولا ولا تنفجر إلا لدى وصولها إلى المنشأة القائمة تحت الأرض. وشرح خبير الأسلحة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أن هذه القنابل 'تغلفها طبقة سميكة من الفولاذ المقوّى تمكّنها من اختراق طبقات الصخور'. وهذه المكوّنات هي ما يفسّر وزنها الذي يتجاوز 13 طنا، فيما يبلغ طولها 6,6 أمتار. وتكمن فاعليتها أيضا في صاعقها الذي لا يُفعّل عند الارتطام بل 'يكتشف التجاويف' و'ينفجر عند دخول القنبلة إلى المخبأ'، بحسب دالغرين. بدأ تصميم هذه القنبلة في مطلع العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وطُلِب من شركة 'بوينغ' عام 2009 إنتاج 20 منها. كيف يتم إلقاؤها؟ لا تستطيع إلقاء هذه القنبلة إلاّ طائرات 'بي-2' الأمريكية. وكانت بعض هذه القاذفات الاستراتيجية الشبحية موجودة في مطلع أيار/ مايو في قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية في المحيط الهندي، لكنّها لم تعد ظاهرة في منتصف حزيران/ يونيو في صور أقمار اصطناعية من 'بلانيت لابس' حللتها وكالة فرانس برس. إلا أن ماساو دالغرين من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أكد أن قاذفات 'بي-2' التي تُقلع من الولايات المتحدة تستطيع بفضل مداها البعيد 'الطيران حتى الشرق الأوسط لشن غارات جوية، وهي سبق أن فعلت ذلك'. وبإمكان كل طائرة 'بي-2' حملَ قنبلتَي 'جي بي يو-57'. وإذا اتُخذ قرار باستخدامها، 'فلن تكتفي بإلقاء قنبلة واحدة وينتهي الأمر عند هذا الحد، بل ستستخدم أكثر من قنبلة لضمان تحقيق الهدف بنسبة مئة في المئة'، وفقا لمارك شوارتز. ورأى هذا الجنرال المتقاعد أن التفوق الجوي الذي اكتسبته إسرائيل على إيران 'يُقلل من المخاطر' التي يمكن أن تُواجهها قاذفات 'بي-2'. ما العواقب؟ وتوقّع بهنام بن طالبلو أن 'تترتب عن تدخل أمريكي كهذا تكلفة سياسية باهظة على الولايات المتحدة'. ورأى أن ضرب منشآت البرنامج النووي الإيراني 'لا يشكّل وحده حلا دائما'، ما لم يحصل حل دبلوماسي أيضا. وفي حال لم تُستخدَم هذه القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات في نهاية المطاف، يُمكن للإسرائيليين، بحسب الخبير نفسه، مهاجمة المجمعات الواقعة تحت الأرض على غرار فوردو، من خلال 'محاولة ضرب مداخلها، وتدمير ما يُمكن تدميره، وقطع الكهرباء'، وهو حصل على ما يبدو في نطنز. (أ ف ب)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store