حركة الشباب تقصف مناطق حيوية في مقديشو وتسفر عن ضحايا مدنيين

كتبت : د.هيام الإبس
شهدت العاصمة الصومالية مقديشو، اليوم السبت، سلسلة من هجمات حركة الشباب المتطرفة بقذائف الهاون، استهدفت مناطق متفرقة من المدينة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم طفلان، في تصعيد خطير للوضع الأمني في العاصمة.
وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان، سقطت عدة قذائف هاون أطلقتها حركة الشباب على أحياء شيبيس، وابيري، وخماروين، وخمارجاجاب بالعاصمة مقديشو، ما تسبب في حالة من الذعر بين السكان المحليين، خاصة في المناطق القريبة من المنشآت الحيوية.
مأساة إنسانية.. طفلان ضحية القصف أثناء توجههما إلى المدرسة
في حادث مأساوي أثار تعاطفاً واسعاً ، لقي أحد طفلين شقيقين مصرعه خلال توجههما إلى مدرسة قرآنية في ساعات الصباح الباكر، فيما أصيب شقيقه بجروح طفيفة. وذكرت مصادر محلية أن الهجوم وقع قرب مدرسة في حي خمارويجاب، حيث سقطت إحدى القذائف في محيط سكني مكتظ.
كما لقي مدني آخر حتفه في القصف، بعد سقوط قذيفة هاون على مبنى سكني في منطقة خماروين، بينما أصيب شخص آخر في الحادث نفسه، وفي حي كاكان التابع لمنطقة خماروين، أصيب مدني بجروح نتيجة سقوط قذيفة أخرى، في حادث منفصل.
أحياء حيوية تحت القصف
تعد وابيري وخمارويجاب من أكثر المناطق حيوية في مقديشو، حيث تضم منشآت حيوية مثل ميناء مقديشو ومطار عدن أدين الدولي، ما يثير القلق من احتمال استهداف البنية التحتية الحيوية في المدينة ضمن تصعيد محتمل من قبل جماعات مسلحة.
يأتي هذا الهجوم في وقت يشهد فيه الوضع الأمني في الصومال توتراً متصاعداً ، وسط تحذيرات من عودة العمليات العشوائية التي تستهدف المدنيين، في ظل استمرار الصراع بين الحكومة الصومالية والجماعات المتشددة.
يذكر ان القصف جاء في وقت تواصل فيه اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عملية تسجيل الناخبين في مقديشو ، تمهيداً لانتخابات المجالس المحلية المرتقبة في العاصمة.
وتشير أصابع الاتهام إلى حركة الشباب المتشددة، التي يُعتقد أنها تسعى من خلال هذه الهجمات إلى عرقلة العملية الانتخابية وتقويض جهود الدولة في بناء مؤسسات ديمقراطية فعالة، وتواجه العملية الانتخابية معارضة من شخصيات سياسية بارزة، من بينهم من تولوا مناصب رفيعة في الدولة، بالإضافة إلى بعض رؤساء الولايات الفيدرالية، الذين أعربوا عن شكوكهم في توقيت الانتخابات، معتبرين أنها تفتقر إلى التوافق الوطني اللازم.
وتسلّط هذه الهجمات الضوء على هشاشة الوضع الأمني في مقديشو، وتبرز التحديات الجسيمة التي تواجهها الحكومة الفيدرالية في سعيها لتعزيز الحكم المحلي وترسيخ الاستقرار.
وقد أدانت السلطات الصومالية هذه الهجمات بشدة، مؤكدة التزامها بمواصلة العملية الانتخابية، مع الإعلان عن خطط لتشديد الإجراءات الأمنية حول مراكز التسجيل خلال الأيام المقبلة.
الصومال يلوح بطرد القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال
من جهة أخرى ، لوحت وزارة الخارجية الصومالية، بطرد القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم واستقرار الصومال، سيفويل بام، الذي وجهت إليه الوزارة اتهامات خطيرة.
فقد وصف وزير الخارجية الصومالي، أحمد معلم فقي، المسؤول الأفريقي بأنه متعاطف مع حركة الشباب، وذكر أنه يشكل تهديداً لأمن الصومال وتنميته.
وأشار الوزير إلى أن بام يرسل تقارير سلبية عن الوضع الأمني في الصومال إلى الشركاء الدوليين متجاهلاً المكاسب التي حققها الجيش الصومالي والمليشيات المحلية المتحالفة معه في عملياتهما المستمرة ضد حركة الشباب.
وقال وزير الخارجية الصومالي: 'إنه ينشر الدعاية. سيتم التعامل معه'، مضيفا: 'هناك أشخاص يعملون هنا مقابل رواتب، وهم أيضا ينشرون الدعاية'.
لم يصدر تعليق من بام على الاتهامات الموجهة إليه من قبل الحكومة الصومالية لكنه أعرب في بيان أصدره الأسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس الجيش الوطني الصومالي عن دعمه للجيش.
وكانت إحاطة قدمها المسؤول الأفريقي إلى مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من الشهر الجاري ذكر فيها أن حركة الشباب لا تزال تشكل تهديداً وأنها قد أعادت إنشاء قواعد لها بالقرب من العاصمة مقديشو أغضبت الحكومة الصومالية وتسببت في رد عنيف علي تصريحاته التي اعتبرتها الحكومة تقويضاً لجهود القوات الصومالية.
أرض الصومال تعلن تعليق محادثاتها مع الحكومة الفيدرالية الصومالية
وفى وقت سابق ، أعلن مجلس وزراء أرض الصومال تعليق محادثات السلام مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، والتي استمرت لأكثر من عقد، وذلك احتجاجا على زيارة رئيس الوزراء الصومالي، حمزة عبدي بري، إلى مدينة لاسعانود يوم السبت الماضي.
وقال وزير الإعلام في أرض الصومال، أحمد ياسين شيخ علي: 'اعتبارا من 16 أبريل الجارى، لم تعد أرض الصومال طرفاً في أي مفاوضات مع الحكومة الفيدرالية الصومالية'، متهماً مقديشو بارتكاب انتهاكات متكررة لسيادة أرض الصومال.
وكانت عدة جولات من الحوار بين الجانبين قد عُقدت سابقاً برعاية دولية في كل من جيبوتي وتركيا والإمارات العربية المتحدة، لكنها فشلت في التوصل إلى تسوية سياسية.
وتدير إدارة أرض الصومال، التي أعلنت انفصالها عن الصومال في عام 1991، شؤونها الداخلية عبر حكومة ومؤسسات مستقلة وعملة خاصة، إلا أنها لم تحصل بعد على اعتراف دولي رسمي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

المشهد العربي

منذ 7 ساعات

• المشهد العربي

طائرات حربية مجهولة تحلق بسماء السويداء السورية

حلقت طائرات حربية مجهولة في سماء محافظة السويداء السورية، فجر اليوم الأحد، قادمة من الجهة الغربية متجهة نحو المنطقة الشرقية، ما أثار حالة من الترقب بين الأهالي. وأعلنت وسائل إعلام سورية، اليوم الأحد، سماع دوي انفجارات في ريف السويداء جنوب سوريا بالتزامن مع تحليق طيران إسرائيلي. وتتعرض عدة قرى في محافظة السويداء لقصف عشوائي شبه يومي؛ إذ سقط خلال هذه الفترة ما لا يقل عن 70 قذيفة هاون من عيارات مختلفة.

المشهد العربي

منذ 9 ساعات

• المشهد العربي

سماع دوي انفجارات في ريف السويداء

أعلنت وسائل إعلام سورية، اليوم الأحد، سماع دوي انفجارات في ريف السويداء جنوب سوريا بالتزامن مع تحليق طيران إسرائيلي. وتتعرض عدة قرى في محافظة السويداء لقصف عشوائي شبه يومي؛ إذ سقط خلال هذه الفترة ما لا يقل عن 70 قذيفة هاون من عيارات مختلفة.

وضوح

منذ يوم واحد

• وضوح

مجلس الشيوخ الكونغولى يرفع الحصانة عن الرئيس السابق جوزيف كابيلا

كتبت : د.هيام الإبس صوت مجلس الشيوخ في جمهورية الكونغو الديمقراطية بأغلبية ساحقة لصالح رفع الحصانة عن الرئيس السابق جوزيف كابيلا، وذلك في إطار تحقيق حول صلته المزعومة بحركة '23 مارس' المتمردة. وأشارت تقارير صحفية ، إلى أن كابيلا مطلوب في جمهورية الكونغو الديمقراطية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك دعم التمرد في شرق البلاد ولعب دور في مذبحة المدنيين، كما تحركت السلطات الكونغولية لتعليق عمل حزبه السياسي ومصادرة أصول قادته. وفقاً لـ' موقع 'زون بورس' وكان الرئيس السابق كابيلا، الذي ينفي أي صلة له بحركة '23 مارس'، قد غادر السلطة في عام 2018 بعد ما يقرب من 20 عامًا في السلطة، وغادر جمهورية الكونغو الديمقراطية في نهاية عام 2023 ويقيم منذ ذلك الحين بشكل أساسي في جنوب إفريقيا. واتخذ مجلس الشيوخ قراره بالاقتراع السري، بأغلبية 88 صوتاً مقابل 5 أصوات ضد رفع الحصانة عنه. من جهة أخرى ، اعتبرت منظمة 'مراسلون بلا حدود' أن الوضع الأمنى المتدهور فى جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ بداية عام 2025، أجبر عدداً من الصحفيين على الفرار من مناطقهم بسبب نشاطهم المهنى. وقالت المنظمة المعنية بالدفاع عن الصحفيين فى أنحاء العالم، إنها تكثف جهودها لتلبية احتياجات الصحفيين الذين أُجبروا على الفرار من مناطقهم بسبب عملهم الإعلامى. وأضافت أنها تمكنت من دعم نحو 40 صحفياً كانوا مهددين، ودعت جميع أطراف النزاع إلى اتخاذ كل التدابير اللازمة لحماية الصحفيين فى ظل الصراع المسلح فى البلاد. وسجلت المنظمة، أن حوالى 50 هجوماً استهدف صحفيين ومقار إعلامية فى منطقة شمال كيفو منذ يناير عام 2024. وأفادت بأن التهديدات والاعتداءات الجسدية والاختطافات ونهب مقرات وسائل الإعلام اضطرت عدداً كبيراً من الصحفيين إلى مغادرة مناطق سكنهم. وأكدت المنظمة أن مكتب المساعدة فى 'مراسلون بلا حدود' تلقى منذ بداية 2025 'عشرات طلبات الدعم من صحفيين كونغوليين غادروا بشكل طارئ مناطق المعارك شرق البلاد'، وسط تبادل للعنف بين جماعة إم-23 المسلحة والجيش الوطنى. واستجابت المنظمة، وفق ما ذكرت، لـ40 من هذه الطلبات، وقدمت مساعدات مباشرة للصحفيين المستهدفين بسبب عملهم الإعلامى بمبلغ إجمالى قدره 47 ألف يورو، لتغطية تكاليف إعادة التوطين الطارئ وتأمين الحماية. كما تم إعادة توطين 32 صحفياً داخل البلاد فى مناطق أقل خطورة، بينما لجأ 8 إلى دول مجاورة، إذ كان معظمهم يعملون فى إذاعات مجتمعية تعمل على إيصال المعلومات للسكان المحليين خاصة فى فترات النزاع. ووفق 'مراسلون بلا حدود' فإن هذه الإذاعات أضحت هدفاً للجماعات المسلحة، إذ تم نهب وإغلاق 26 إذاعة مجتمعية فى شمال كيفو، منها 10 إذاعات تعرّضت لهجمات مباشرة من قبل 'جماعة إم-23″، حسب المنظمة ذاتها. يذكر أن جمهورية الكونغو الديمقراطية فقدت 10 مراتب فى تصنيف حرية الصحافة العالمى لعام 2025 الذى تصدره منظمة 'مراسلون بلا حدود'، إذ احتلت المرتبة 133 من أصل 180 دولة.