logo
كيف تمكنت إيران من اختراق «القبة الحديدية» الإسرائيلية؟

كيف تمكنت إيران من اختراق «القبة الحديدية» الإسرائيلية؟

الشرق الأوسطمنذ 9 ساعات

تلعب الصواريخ دوراً بارزاً في المواجهة الدائرة بين إسرائيل وإيران منذ أيام، حيث يتبادل البَلدان ضربات مكثفة.
وسلّطت صحيفة «إندبندنت» البريطانية الضوء على نظام القبة الحديدية الذي استخدمته إسرائيل لصدّ الهجمات الصاروخية من حركة «حماس»، و«حزب الله» اللبناني.
وقالت إن القبة الحديدية هي نظام صاروخي أرض-جو يتتبع ويعترض المقذوفات المتجهة نحو المناطق المأهولة بالسكان في إسرائيل، وكان نجاحها في صدّ الهجمات في الماضي القريب يعني أن الإسرائيليين لم يعتادوا رؤية الصواريخ وهي تضرب مُدنهم الكبرى بنجاحٍ حالياً.
ولطالما أقرّ المسؤولون الإسرائيليون بأن القبة الحديدية ليست فعّالة بنسبة 100 في المائة.
صاروخ ينطلق من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي أغسطس 2022 (د.ب.أ)
وألقت «إندبندنت» نظرة على أسباب اختراق هجمات إيران دفاعات إسرائيل، ونقلت عن ماريون ميسمر، الباحثة في دراسات الأمن بمعهد تشاتام هاوس، قولها إن القبة الحديدية قد لا تكون فعّالة، كما يعتقد كثيرون.
وأضافت: «في كثير من الأحيان، تتمتع القبة الحديدية بدعايةٍ تفوق حقيقتها، وفي نهاية المطاف، إنها نظام دفاع جوي فعّال للغاية، لكن لا يوجد دفاع جوي منيع تماماً».
ونظراً لحجم ونطاق ضربات إيران على إسرائيل، والتي كانت أكثر استدامة من الهجمات في السنوات الأخيرة، ذكرت ميسمر أنه ليس من المُستغرب أن بعض الصواريخ والطائرات المُسيّرة تمكنت من اختراقها.
وتابعت أن جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية هو إطلاق كثير من الصواريخ، ومن ثم كان الأمل في ألا تتمكن الصواريخ الاعتراضية من إسقاط كل شيء، وهو أحد الأمور التي شهدناها.
ووفقاً للصحيفة، تُشكل صواريخ إيران تحدياً جديداً، ويعتقد الخبراء أن إيران ربما استخدمت مقذوفات أيضاً تفوق سرعة الصوت القادرة على المناورة بسرعةٍ تفوق سرعة الصوت، مما يُصعّب اعتراضها بشكل كبير.
نظام القبة الحديدية الإسرائيلي يعترض صواريخ بعد أن أطلقت إيران دفعة باليستية نحو إسرائيل (رويترز)
وأوضحت ميسمر: «إذا كان لديك شيء قادر على المناورة، فمن البديهي أنه يمكنك إما برمجة مسار للتحليق غير منتظم مسبقاً، أو يمكنك تغييره إذا رأيت إطلاق صواريخ اعتراضية، وهذا يُسهّل تجنب أي اعتراض».
وأكدت أن معدلات القبة الحديدية لا تزال «مذهلة للغاية»، لكنها أضافت تحذيراً: «كثير من الصواريخ التي سقطت، في فترات سابقة، يأتي بأعداد أقل ومسارات طيران متوقعة ومن مواقع متوقعة، وقد أطلقت معظمها (حماس)».
وتُوافق مارينا ميرون، الباحثة في قسم دراسات الحرب بكلية كينجز كوليدج لندن، على أنه «لا يوجد نظام دفاع جوي غير قابل للاختراق».
وأعلن «الحرس الثوري» الإيراني، يوم الاثنين، أنه استخدم أسلوباً جديداً تسبَّب في استهداف أنظمة الدفاع الإسرائيلية متعددة الطبقات بعضها البعض، مما سمح لإيران بضرب عدد من الأهداف بنجاح.
وتوقعت ميرون أن يكون ذلك قد جرى من خلال وضع طائرات مُسيرة وهمية بالقرب من صواريخ الدفاع الإسرائيلية، بطريقةٍ تُسبب تدميرها بصاروخ إسرائيلي آخر.
لكنها أشارت إلى أن السبب الرئيسي لأهم اختراق للقبة الحديدية، منذ سنوات، هو «الحمل الزائد» للصواريخ الإيرانية الذي ترك نظام القبة الحديدية «مُثقلاً».
وأضافت أن الجانب النادر، في الأيام الخمسة الماضية، هو العدد الهائل من الصواريخ التي أطلقتها إيران، وليس القبة الحديدية التي تعطلت بشكل غير متوقَّع.
وأوضحت أن إيران كانت سترسل عدداً من الصواريخ الوهمية، مما سيؤدي إلى إهدار صواريخ القبة الحديدية، وتابعت أنه كان من الممكن أيضاً استخدام الحرب الإلكترونية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موجة فرارٍ جديدة مِن جَحيم «أرض الميعاد»!
موجة فرارٍ جديدة مِن جَحيم «أرض الميعاد»!

قاسيون

timeمنذ 11 دقائق

  • قاسيون

موجة فرارٍ جديدة مِن جَحيم «أرض الميعاد»!

يجري هذا رغم محاولات بعض المسؤولين بحكومة الاحتلال أن «يرشّوا على الموت سكّراً» كما يقال؛ فوزيرة النقل ميري ريغيف حثّت «الإسرائيليين» العالقين في الخارج على عدم الذعر و«الاستمتاع بإقامتهم في الخارج قدر الإمكان». في الوقت نفسه نصحهم مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» بعدم محاولة العودة عبر الطرق البرية من خلال الأردن أو شبه جزيرة سيناء في مصر. يجدر بالذكر أن ما يقدّر بـ 800 ألف إلى مليون نسمة من «الإسرائيليين» يحملون جنسية مزدوجة، وغالباً جنسيات دول مثل الولايات المتحدة وكندا أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي، أو أوكرانيا، أو روسيا، وغيرها. وتشير بيانات من عام 2024 إلى ارتفاع في الهجرة إلى خارج «إسرائيل» بعد عملية (طوفان الأقصى) التي شنتها حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث غادر أكثر من 12,000 «إسرائيلي» بحلول حزيران 2024 ولم يعودوا. وكان ذلك بدافع خوفهم على سلامتهم، أو عدم اليقين بشأن المستقبل، وعدم الرضا عن تعامل حكومة الاحتلال مع حرب غزة. على سبيل المثال، هاجر بعض «الإسرائيليين» اليهود، مثل عائلة غرين، إلى أماكن مثل تايلاند، مشيرين إلى نقص الأمان وعدم الثقة في حماية الحكومة. كما أشارت تقارير سابقة من عام 2023 إلى ارتفاع في «الهجرة العكسية»، حيث كان 756,000 «إسرائيلي» يعيشون في الخارج بحلول عام 2020، ليبتعدوا عن الأزمات الداخلية والاضطرابات السياسية والمخاوف من تصاعد المخاطر، مما دفع الكثيرين إلى السعي للحصول على جوازات سفر أو جنسية أجنبية. وأشار تقرير في 2025 إلى أن 70% من العلماء «الإسرائيليين» في الخارج لا يخطّطون للعودة، بسبب الحرب وانعدام الاستقرار. الصراع العسكري الحالي بين «إسرائيل» وإيران، الذي بدأ في 13 حزيران 2025، مع الاعتداءات «الإسرائيلية» على المواقع النووية الإيرانية والهجمات الصاروخية الإيرانية الردّية، أدى إلى تعطيل الحياة في كيان الاحتلال بشكل كبير وغير مسبوق في تاريخه. وأدت الهجمات الإيرانية الجوابية إلى عدد كبير من القتلى والجرحى والمفقودين في صفوف الاحتلال، خلال فترة قصيرة نسبياً. واعترف الاحتلال رسمياً حتى اليوم السادس من الحرب (بتاريخ 18/6/2025) بخسارته 25 قتيلاً وإصابة 840 آخرين، إضافة لعدد كبير من المفقودين، علماً أنّ الأعداد الحقيقية أكبر على الأرجح نظراً للرقابة العسكرية التي تفرضها سلطات الاحتلال وحظرها للنشر أو تأخيره. هذا ولا تقتصر عوامل التنفير والتهجير من الكيان على الخسائر البشرية فقط، بل أضافت المعركة الحالية مع إيران صدمة نوعية غير مسبوقة للمستوطنين، ناجمة عن كثافة الأضرار المادية واتساعها وشمولها لمؤسسات بنية تحتية وسكنية واقتصادية، في أشد المراكز المدنية حساسية في قلب الكيان، كما تجلى ذلك بمشاهد صادمة ومرعبة للمستوطنين لم يكونوا يتخيّلون أن يعيشوها يوماً في كيان لطالما تبجّح بأنّه يحمي «الإسرائيليين» بأعتى التحصينات والدفاعات وأحدث التكنولوجيات، ولكن عشرات الصواريخ الإيرانية دمّرت عدداً كبيراً من المباني وأحياء بأكملها في تل أبيب وضواحيها، مع انهيار أو أضرار جسيمة لحقت بمبانٍ متعددة الطوابق، كما في «بات يام» جنوب تل أبيب. وفي اليوم السادس من الحرب نقلت القناة 12 العبرية بأنّ «مراكز صناديق التعويضات» لدى الاحتلال تلقّت حتى الآن 22932 طلب تعويض، منها 1890 طلباً لأضرار لحقت بمبنى، و1827 طلباً لأضرار لحقت بمركبة، و2215 طلباً لأضرار لحقت بمحتويات وممتلكات أخرى. وتم إجلاء 5000 شخص من منازلهم. كل هذا، مع استمرار شد الأعصاب من جراء صافرات الإنذار التي تكاد لا تتوقف حتى تدويّ من جديد، والمستوطنون يهرولون جيئة وذهاباً بين دخول وخروج من وإلى الملاجئ، مما شكّل ضغوطاً نفسية وانهياراً معنويّاً غير مسبوق. وحتى داخل الملاجئ لا ينعم المستوطنون بالراحة ولا حتى الأمان، فقد اعترف الاحتلال بحالة واحدة على الأقل تمكن فيها صاروخ إيراني من تدمير ملجأ مُحصَّن، هذا عدا عن الازدحام والضغط الكبير، وجرى تداول مقاطع تظهر تدافعاً ومشاحنات ومشكلات وفوضى بين المستوطنين غير المعتادين على التعايش فترات طويلة في الملاجئ. وكذلك ظهر نقصٌ في الاستيعاب بالملاجئ وشكاوى من «انعدام العدالة» في توزيعها بين المناطق المختلفة، مع تمييز عنصري وخاصة ضد العرب في الأراضي المحتلة منذ العام 1948. وظهرت المشكلة حتى في مناطق تقتصر على اليهود، حيث نقل موقع «حدشوت بزمان» الصهيوني أنه ظهر «نقص كبير في الملاجئ والأماكن المحمية بمدينة بني براك شرق تل أبيب خلال القصف الصاروخي الإيراني». وحتى تلك الفئة المتشدّدة دينياً والغارقة في الأساطير من مستوطني الكيان تتعرض لضغوط متزايدة، فإضافة للانقسام الداخلي المتصاعد الذي أثارته حرب غزة خصوصاً فيما يتعلّق بقضية تجنيد الحريديم، كان للأحياء والمناطق التي يسكنها يهود متشددون نصيبٌ من الصواريخ الإيرانية والدمار، مما قد يزعزع بعض معتقداتهم. فلقد لاحظت صحيفة هآرتس بأنّ «هذه أول مرة منذ عام 1948 تسقط فيها صواريخ على منطقة بني براك شرق تل أبيب، التي يسكنها يهود متديّنون. وكان حاخامات المدينة يقولون إن المدينة محروسة بفضل علماء التوراة فيها وكثرة المتدينين، ولكن هذه الوعود تبخّرت مع الصواريخ الإيرانية». تحت تأثير المعركة المباشرة مع إيران اليوم، ومواصلة الشعب الفلسطيني صموده ومقاومته في غزة والضفة، والتضامن الشعبي العالمي الواسع مع قضيته، وفي ظل تراجع المركز الإمبريالي الأمريكي الذي يدعم ثكنته الصهيونية هذه، فإن هذه الأرضَ التي احتلها ونهبها هؤلاء المستعمرون، ويواصلون جرائمهم بحق شعبها الأصلي، الشعب الفلسطيني، تتحول من «أرضِ مِيعادٍ» برغد العيش فيها، إلى جحيمٍ يدفعهم للفرار منها.

مجلس الأمن يجتمع الجمعة لبحث النزاع الإيراني الإسرائيلي.. و"غوتيريش" يحذر من تدخلات عسكرية
مجلس الأمن يجتمع الجمعة لبحث النزاع الإيراني الإسرائيلي.. و"غوتيريش" يحذر من تدخلات عسكرية

صحيفة سبق

timeمنذ 20 دقائق

  • صحيفة سبق

مجلس الأمن يجتمع الجمعة لبحث النزاع الإيراني الإسرائيلي.. و"غوتيريش" يحذر من تدخلات عسكرية

يعقد مجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة، جلسة جديدة لمناقشة تطورات النزاع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، في ظل تصعيد عسكري متبادل ومخاوف من اتساع رقعة المواجهة إلى المنطقة بأسرها. وفي هذا السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء، معارضته لأي تدخلات عسكرية إضافية في الصراع، مشددًا على أهمية تغليب المسار الدبلوماسي. وقال غوتيريش في تصريح من نيويورك: "أي تدخلات عسكرية إضافية قد تكون لها تبعات هائلة، ليس على الأطراف المشاركة فحسب، بل على المنطقة برمتها وعلى السلم والأمن الدوليين عمومًا". وأضاف: "أحث الجميع بشدة على تجنب المزيد من تدويل الصراع"، دون أن يُشير صراحة إلى الولايات المتحدة أو إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وجدد غوتيريش دعوته إلى خفض التصعيد الفوري، مؤكدًا أن الهدف يجب أن يكون التوصل إلى وقف لإطلاق النار. كما شدد على أن الدبلوماسية تبقى السبيل الأفضل – والوحيد – لمعالجة المخاوف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني والمسائل الأمنية في المنطقة.

الحرب مفتاح السلام.. !
الحرب مفتاح السلام.. !

عكاظ

timeمنذ 29 دقائق

  • عكاظ

الحرب مفتاح السلام.. !

في ظل التصاعد المستمر للتوترات بين إيران وإسرائيل، تعود إلى الواجهة أهمية الحلول الدبلوماسية، لا سيما في ظل تعقيد الحرب وتكاليفها البشرية والاقتصادية والسياسية الباهظة. ما يحدث اليوم من عدوان إسرائيلي يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ولكل الاتفاقيات والمعاهدات التي تؤطر العلاقات بين الدول. وبالرغم من هذا التصعيد، فإن الخيار الأكثر منطقية وعقلانية يظل العودة إلى طاولة الحوار. المفاوضات ليست رفاهية، بل ضرورة حتمية لاستقرار المنطقة وازدهار شعوبها. فمع انهيار القيادات التي كانت ترفض مسارات السلام، بدأت تتشكل ملامح جديدة في الداخل الإيراني قد تُفضي إلى مرحلة تتفهم فيها النخب السياسية أن مستقبل الشعب الإيراني مرهون بالسلام، لا بالمغامرات العسكرية أو الشعارات الأيديولوجية. وما يدعم هذا الطرح هو طبيعة الحرب الجارية حالياً، إذ لم يتم حتى الآن استخدام الأسلحة الثقيلة أو توسيع نطاق العمليات، ما يدل على أن القوى الدولية لا تزال تراهن على المسار الدبلوماسي. فهذه حرب محدودة، لا تُخاض لأجل الانتصار العسكري النهائي، بل تُستخدم كوسيلة ضغط في لعبة التفاوض، وكسيناريو يراد منه فتح أبواب التهدئة. الهدف الحقيقي من الضغوط المتزايدة على إيران ليس إسقاط النظام، بل دفعه إلى مراجعة سلوكه السياسي وتغيير قياداته المتشددة، إذ إن انهيار الهيكل السياسي الإيراني بشكل كامل ستكون له تبعات خطيرة، ليس فقط على إيران، بل على الإقليم بأكمله، ما يجعل من سياسة «تغيير السلوك لا النظام» خياراً أكثر واقعية. هذا التوجه يتماشى مع ما يُعرف في العلاقات الدولية بإدارة الصراعات؛ وهو مفهوم يُعنى بالتعامل مع النزاعات التي لا يمكن حلّها جذرياً دون تكاليف هائلة، وبالتالي تُدار هذه الصراعات وتُحتوى إلى أن تتهيأ الظروف لحلول أكثر ديمومة. في النهاية، تبقى الحرب -حتى إن كانت محدودة- شكلاً من أشكال الدبلوماسية. وإذا استُخدمت بحكمة، فقد تكون باباً يُفتح نحو السلام، لا بوابة إلى الخراب. المطلوب اليوم من جميع الأطراف أن تُنصت لصوت العقل، وتمنح الحوار فرصة أخيرة لإنقاذ ما تبقى من أمن المنطقة وأمل شعوبها. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store