
موجة فرارٍ جديدة مِن جَحيم «أرض الميعاد»!
يجري هذا رغم محاولات بعض المسؤولين بحكومة الاحتلال أن «يرشّوا على الموت سكّراً» كما يقال؛ فوزيرة النقل ميري ريغيف حثّت «الإسرائيليين» العالقين في الخارج على عدم الذعر و«الاستمتاع بإقامتهم في الخارج قدر الإمكان». في الوقت نفسه نصحهم مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» بعدم محاولة العودة عبر الطرق البرية من خلال الأردن أو شبه جزيرة سيناء في مصر.
يجدر بالذكر أن ما يقدّر بـ 800 ألف إلى مليون نسمة من «الإسرائيليين» يحملون جنسية مزدوجة، وغالباً جنسيات دول مثل الولايات المتحدة وكندا أو إحدى دول الاتحاد الأوروبي، أو أوكرانيا، أو روسيا، وغيرها.
وتشير بيانات من عام 2024 إلى ارتفاع في الهجرة إلى خارج «إسرائيل» بعد عملية (طوفان الأقصى) التي شنتها حماس في 7 أكتوبر 2023، حيث غادر أكثر من 12,000 «إسرائيلي» بحلول حزيران 2024 ولم يعودوا. وكان ذلك بدافع خوفهم على سلامتهم، أو عدم اليقين بشأن المستقبل، وعدم الرضا عن تعامل حكومة الاحتلال مع حرب غزة. على سبيل المثال، هاجر بعض «الإسرائيليين» اليهود، مثل عائلة غرين، إلى أماكن مثل تايلاند، مشيرين إلى نقص الأمان وعدم الثقة في حماية الحكومة. كما أشارت تقارير سابقة من عام 2023 إلى ارتفاع في «الهجرة العكسية»، حيث كان 756,000 «إسرائيلي» يعيشون في الخارج بحلول عام 2020، ليبتعدوا عن الأزمات الداخلية والاضطرابات السياسية والمخاوف من تصاعد المخاطر، مما دفع الكثيرين إلى السعي للحصول على جوازات سفر أو جنسية أجنبية. وأشار تقرير في 2025 إلى أن 70% من العلماء «الإسرائيليين» في الخارج لا يخطّطون للعودة، بسبب الحرب وانعدام الاستقرار.
الصراع العسكري الحالي بين «إسرائيل» وإيران، الذي بدأ في 13 حزيران 2025، مع الاعتداءات «الإسرائيلية» على المواقع النووية الإيرانية والهجمات الصاروخية الإيرانية الردّية، أدى إلى تعطيل الحياة في كيان الاحتلال بشكل كبير وغير مسبوق في تاريخه.
وأدت الهجمات الإيرانية الجوابية إلى عدد كبير من القتلى والجرحى والمفقودين في صفوف الاحتلال، خلال فترة قصيرة نسبياً. واعترف الاحتلال رسمياً حتى اليوم السادس من الحرب (بتاريخ 18/6/2025) بخسارته 25 قتيلاً وإصابة 840 آخرين، إضافة لعدد كبير من المفقودين، علماً أنّ الأعداد الحقيقية أكبر على الأرجح نظراً للرقابة العسكرية التي تفرضها سلطات الاحتلال وحظرها للنشر أو تأخيره.
هذا ولا تقتصر عوامل التنفير والتهجير من الكيان على الخسائر البشرية فقط، بل أضافت المعركة الحالية مع إيران صدمة نوعية غير مسبوقة للمستوطنين، ناجمة عن كثافة الأضرار المادية واتساعها وشمولها لمؤسسات بنية تحتية وسكنية واقتصادية، في أشد المراكز المدنية حساسية في قلب الكيان، كما تجلى ذلك بمشاهد صادمة ومرعبة للمستوطنين لم يكونوا يتخيّلون أن يعيشوها يوماً في كيان لطالما تبجّح بأنّه يحمي «الإسرائيليين» بأعتى التحصينات والدفاعات وأحدث التكنولوجيات، ولكن عشرات الصواريخ الإيرانية دمّرت عدداً كبيراً من المباني وأحياء بأكملها في تل أبيب وضواحيها، مع انهيار أو أضرار جسيمة لحقت بمبانٍ متعددة الطوابق، كما في «بات يام» جنوب تل أبيب.
وفي اليوم السادس من الحرب نقلت القناة 12 العبرية بأنّ «مراكز صناديق التعويضات» لدى الاحتلال تلقّت حتى الآن 22932 طلب تعويض، منها 1890 طلباً لأضرار لحقت بمبنى، و1827 طلباً لأضرار لحقت بمركبة، و2215 طلباً لأضرار لحقت بمحتويات وممتلكات أخرى. وتم إجلاء 5000 شخص من منازلهم.
كل هذا، مع استمرار شد الأعصاب من جراء صافرات الإنذار التي تكاد لا تتوقف حتى تدويّ من جديد، والمستوطنون يهرولون جيئة وذهاباً بين دخول وخروج من وإلى الملاجئ، مما شكّل ضغوطاً نفسية وانهياراً معنويّاً غير مسبوق.
وحتى داخل الملاجئ لا ينعم المستوطنون بالراحة ولا حتى الأمان، فقد اعترف الاحتلال بحالة واحدة على الأقل تمكن فيها صاروخ إيراني من تدمير ملجأ مُحصَّن، هذا عدا عن الازدحام والضغط الكبير، وجرى تداول مقاطع تظهر تدافعاً ومشاحنات ومشكلات وفوضى بين المستوطنين غير المعتادين على التعايش فترات طويلة في الملاجئ. وكذلك ظهر نقصٌ في الاستيعاب بالملاجئ وشكاوى من «انعدام العدالة» في توزيعها بين المناطق المختلفة، مع تمييز عنصري وخاصة ضد العرب في الأراضي المحتلة منذ العام 1948. وظهرت المشكلة حتى في مناطق تقتصر على اليهود، حيث نقل موقع «حدشوت بزمان» الصهيوني أنه ظهر «نقص كبير في الملاجئ والأماكن المحمية بمدينة بني براك شرق تل أبيب خلال القصف الصاروخي الإيراني».
وحتى تلك الفئة المتشدّدة دينياً والغارقة في الأساطير من مستوطني الكيان تتعرض لضغوط متزايدة، فإضافة للانقسام الداخلي المتصاعد الذي أثارته حرب غزة خصوصاً فيما يتعلّق بقضية تجنيد الحريديم، كان للأحياء والمناطق التي يسكنها يهود متشددون نصيبٌ من الصواريخ الإيرانية والدمار، مما قد يزعزع بعض معتقداتهم. فلقد لاحظت صحيفة هآرتس بأنّ «هذه أول مرة منذ عام 1948 تسقط فيها صواريخ على منطقة بني براك شرق تل أبيب، التي يسكنها يهود متديّنون. وكان حاخامات المدينة يقولون إن المدينة محروسة بفضل علماء التوراة فيها وكثرة المتدينين، ولكن هذه الوعود تبخّرت مع الصواريخ الإيرانية».
تحت تأثير المعركة المباشرة مع إيران اليوم، ومواصلة الشعب الفلسطيني صموده ومقاومته في غزة والضفة، والتضامن الشعبي العالمي الواسع مع قضيته، وفي ظل تراجع المركز الإمبريالي الأمريكي الذي يدعم ثكنته الصهيونية هذه، فإن هذه الأرضَ التي احتلها ونهبها هؤلاء المستعمرون، ويواصلون جرائمهم بحق شعبها الأصلي، الشعب الفلسطيني، تتحول من «أرضِ مِيعادٍ» برغد العيش فيها، إلى جحيمٍ يدفعهم للفرار منها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
رئيسة لجنة تحقيق أممية: دعم واشنطن مؤسسة غزة الإنسانية «فاضح»
وصفت رئيسة لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، الدعم الأميركي لـ«مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)» التي توزع المساعدات في غزة بموافقة إسرائيل، بأنه «فاضح»، لتنضم بذلك إلى موجة انتقادات موجهة إلى أساليب عمل المنظمة. وقالت رئيسة لجنة التحقيق الدولية نافي بيلاي، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: «كما نرى يومياً، يتضح أن الأشخاص الذين يرتادون هذه المراكز يُقتلون في أثناء بحثهم عن الطعام». وأضافت: «يجب أن ندرس الهدف السياسي لهذه المؤسسة وكيفية تطبيقه»، واصفةً الدعم الأميركي لها بأنه «فاضح». وقعت سلسلة من الأحداث الدامية منذ 27 مايو (أيار)، تاريخ افتتاح مراكز الإغاثة المحدودة التي تديرها «مؤسسة غزة الإنسانية»، وهي منظمة ذات تمويل غامض تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل. وترفض الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية غير حكومية العمل مع هذه المنظمة بسبب مخاوف بشأن إجراءاتها وحيادها. بعد عشرين شهراً من الحرب الإسرائيلية في غزة رداً على هجوم حركة «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، يشهد القطاع الفلسطيني وضعاً إنسانياً مُزرياً، إذ يعاني سكانه من الجوع نتيجة الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من شهرين والذي لم يُخفَّف إلا جزئياً في نهاية مايو. تقول مؤسسة غزة الإنسانية إنها وزعت 27.8 مليون وجبة منذ إطلاق عملياتها الميدانية منذ نهاية مايو حتى الخميس الماضي. وقالت بيلاي: «في مختلف الحروب، يؤدي الحصار والمجاعة إلى الموت (...) عندما لا يتمكن الناس من الحصول على الغذاء»، لكن «علينا أن نفهم الدافع وراء قتل الأشخاص الذين يلجأون إلى هذه المؤسسة طلباً للمساعدات الإنسانية»، حسب المسؤولة الجنوب أفريقية التي شغلت منصب رئيسة المحكمة الجنائية الدولية لرواندا، وقاضية في المحكمة الجنائية الدولية، ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان. وقد أنشأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لجنة التحقيق الدولية المستقلة التي ترأسها بيلاي في مايو 2021 للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقدمت اللجنة، أمس، تقريرها الأخير الصادر في 10 يونيو (حزيران) إلى مجلس حقوق الإنسان، مشيرةً إلى أن الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمواقع الدينية والثقافية في غزة تُشكل جرائم حرب و«جريمة إبادة ضد الإنسانية». وترى إسرائيل أن لجنة التحقيق هذه تعكس «آلية متحيزة ومُسيّسة بطبيعتها تابعة لمجلس حقوق الإنسان».

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
ارتفاع أسعار الغاز الأوروبي.. وعوامل جيوسياسية تؤثر على الطاقة الدولية
ووفقًا لبورصة لندن للغاز، ارتفع سعر العقد الهولندي المرجعي للشهر الأول بمقدار 0.51 يورو ليصل إلى 38.40 يورو للميجاواط / ساعة. وقد بلغ أعلى مستوى له في أوائل أبريل. وبلغ سعر اليوم التالي 38.17 يورو /ميجاواط / ساعة، بزيادة قدرها 0.54 يورو. وكان سعر العقد البريطاني أعلى بمقدار 1.91 بنس، ليصل إلى 91.47 سنتًا للوحدة الحرارية. ودمرت الصواريخ الإيرانية منازل في تل أبيب، إسرائيل، وحيفا، المدينة الساحلية. وقد أثار هذا مخاوف قادة العالم الذين حضروا قمة مجموعة السبع هذا الأسبوع من احتمال امتداد الصراع إلى مناطق أخرى. وعلى الرغم من أن أوروبا تبدو مُزوّدة بشكل جيد في الوقت الحالي، إلا أن اعتمادها الكبير على التدفقات العالمية من الغاز الطبيعي المُسال يُبقي الأسعار عُرضة لتقلبات حادة عندما تُشكّل العوامل الجيوسياسية مخاطر على تجارة الطاقة الدولية. تحتاج القارة إلى المزيد من الوقود في الأشهر المُقبلة لتجديد مخزوناتها من الغاز بعد أن انخفضت إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات هذا الشتاء. ويأتي التهديد الرئيسي من قدرة إيران على إغلاق مضيق هرمز في حال تصاعد الحرب، مما قد يؤدي إلى عرقلة شحنات قطر ، إحدى أكبر مُصدّري الغاز الطبيعي المُسال. كما أنها طريق رئيس لإمدادات النفط من المنطقة، مما يجعل التجار يركزون بشدة على حركة ناقلات النفط. وكان تأثير الصراع على أسواق الغاز العالمية محدودًا حتى الآن، وفقًا لمحللي مجموعة جولدمان ساكس، سامانثا دارت وفريدريك ويتزمان. وقد أتاحت الواردات المتواضعة من الصين المزيد من الوقود لمشترين آخرين مثل مصر، التي تسارع لإيجاد موردين بديلين بعد أن خفضت إسرائيل التدفقات. على صعيد منفصل، يراقب التجار خطط الاتحاد الأوروبي لإنهاء الاعتماد تدريجيًا على الإمدادات الروسية بحلول نهاية عام 2027 - سواء غاز الأنابيب أو الغاز الطبيعي المسال - والتي تمثل حاليًا حوالي 13 % من واردات المنطقة. ومن المقرر أن تكشف المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء عن مقترحاتها التفصيلية بشأن حظر التدفقات. وعلّقت إيران جزءًا من عملياتها في حقل غاز جنوب فارس يوم السبت، بعد أن تسبب هجوم إسرائيلي في حريق. وقد يُغلق مضيق هرمز، وهو الطريق الذي تمر عبره 20 % من الغاز الطبيعي المسال في العالم، إذا ما أقدمت إيران على أي رد فعل يتجاوز الحدود الإسرائيلية. ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في شمال غرب أوروبا، وأن تنخفض سرعة الرياح، مما يزيد الطلب على الغاز. وتُظهر بيانات مجموعة لندن للغاز أن إجمالي الصادرات النرويجية بلغ 53 مليون متر مكعب، أي بزيادة قدرها 253 مليون متر مكعب يوميًا عن يوم الجمعة. ويعود معظم هذه الزيادة إلى الصادرات إلى أوروبا. ومن المتوقع أن تنخفض صادرات الغاز الطبيعي المسال إلى شمال غرب أوروبا بمقدار 287 جيجاوات / ساعة، مقارنةً ب 2610 جيجاوات / ساعة يوم الجمعة. وانخفض سعر العقد المرجعي في أسواق الكربون الأوروبية بمقدار 0.17 يورو ليصل إلى 75.77 يورو للطن المتري. واستمر الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال في التراجع في مايو، حيث انخفض إلى 9.91 ملايين طن من 10.37 ملايين طن في أبريل، وفقًا لبيانات كبلر. يشهد استهلاك أوروبا انخفاضًا منذ أن وصل إلى أعلى مستوى له في 27 شهرًا عند 12.78 مليون طن في مارس، حيث أُعيد بناء مخازن القارة بعد استنفادها بكمية أكبر من المعتاد خلال فترة الطلب الشتوية. ومنذ تقليل اعتمادها على الغاز الروسي عبر الأنابيب، زادت أوروبا بشكل ملحوظ من اعتمادها على واردات الغاز الطبيعي المسال، ومع مساهمة قطر وعُمان والإمارات العربية المتحدة بنحو 18 % من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية، فإن أي زعزعة استقرار في المنطقة قد تُوجه ضربة قاصمة لأمن الطاقة الأوروبي. وفي أسوأ السيناريوهات، إذا تعطلت صادرات قطر ، فقد تتجاوز أسعار الغاز 100 يورو للميغاواط / ساعة، وفقًا لتحذير المحللين. ومما يزيد من الضغوط، أن مصنعًا رئيسيًا لمعالجة الغاز في النرويج ، أكبر مورد للغاز عبر الأنابيب في أوروبا، يشهد حاليًا انقطاعًا غير مُخطط له. يُقلل هذا الحادث من تدفقات الغاز المنخفضة أصلًا إلى أوروبا، والتي كانت أقل بالفعل بسبب أعمال الصيانة الموسمية الجارية في العديد من المنشآت النرويجية. يُشكل هذا المزيج من المخاطر الجيوسياسية العالمية ومشاكل الإمدادات المحلية عاصفةً مثاليةً لأسواق الطاقة الأوروبية. وامتدت الهزات الناجمة عن الصراع المُتصاعد إلى ما هو أبعد من صناعة الغاز الطبيعي. ارتفعت العقود الآجلة للطاقة الأوروبية، وخاصةً العقد الألماني للعام المقبل، إلى أعلى مستوياتها منذ فبراير. ويعكس هذا مخاوف أوسع نطاقًا في قطاع الطاقة في القارة، حيث يؤثر ارتفاع أسعار الغاز بشكل مباشر على تكلفة توليد الكهرباء، وخاصةً من محطات الطاقة التي تعمل بالغاز. ويتأثر هذا التقلب أيضًا بحاجة الدول الأوروبية إلى تحقيق أهدافها الشتوية لإعادة تخزين الغاز، والتي تصبح أكثر صعوبة وتكلفة في ظل الظروف الحالية. في الأسابيع المقبلة، من المرجح أن تظل أسواق الطاقة الأوروبية شديدة التقلب، إذا تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران أو تعطلت حركة الشحن عبر مضيق هرمز، فقد ترتفع أسعار الغاز الطبيعي والنفط بشكل حاد. وقد أدى اعتماد أوروبا الكبير على الغاز الطبيعي المسال بعد خروج روسيا إلى تعريضها لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وقد تدفع أي صدمة طويلة الأمد في الإمدادات، وخاصةً تلك التي تتعلق بقطر ، أسعار الغاز إلى ما يزيد عن 100 يورو/ميغاواط / ساعة. وقد يتطلع صانعو السياسات إلى تسريع استراتيجيات التنويع، وزيادة التخزين، والاستعداد لسيناريوهات الإمدادات الطارئة، خاصة مع اقتراب مواعيد إعادة التخزين الشتوية. ومع استعداد أوروبا لموسم إعادة التخزين الشتوي، فإن التطورات الجيوسياسية الناشئة تؤكد هشاشة سلاسل توريد الطاقة وارتفاع علاوات المخاطر المرتبطة الآن بأصول الطاقة. ولا تزال الولايات المتحدة المورد الرئيسي لأوروبا، على الرغم من انخفاض الواردات إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر عند 5.53 ملايين طن في مايو، من 5.87 ملايين طن في أبريل. ومع ذلك، تمكن المصدرون الأمريكيون من تحويل المزيد من الكميات إلى آسيا، حيث سجلت شركة كبلر واردات بلغت 1.86 مليون طن في مايو، بزيادة عن 1.35 مليون طن في أبريل، وهي الأعلى منذ ديسمبر. ومن المرجح أيضًا أن ترتفع واردات آسيا من الولايات المتحدة مجددًا في يونيو، حيث تقدر كبلر وصول 2.1 مليون طن. وتسعى العديد من الدول الآسيوية إلى شراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، وسلع أخرى مثل النفط الخام، كجزء من جهودها لإبرام صفقات تجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتكمن مشكلة محاولة شراء المزيد من الولايات المتحدة في أنه إذا حاولت عدة دول ذلك في الوقت نفسه، فسوف ينضب العرض المتاح بسرعة. وسوف يكون من المثير للاهتمام بعد ذلك معرفة ما إذا كان المشترون على استعداد لدفع علاوة على الغاز الطبيعي المسال الأميركي. وفي السعودية، تعكف عملاقة الطاقة بالعالم، شركة أرامكو السعودية على تعزيز حضورها القوي وشراكاتها الاستراتيجية العالمية في سوق الغاز الطبيعي المسال، إذ وقعت مذكرات تفاهم بمليارات الدولارات مع شركة نيكست ديكيد لتطوير الغاز الطبيعي المسال وشركة سيمبر للمرافق، بحسب "منصة الطاقة" ومقرها واشنطن. وقال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر، خلال مشاركته في فعاليات منتدى الاستثمار السعودي - الأميركي، إن أرامكو تستعد لتوقيع اتفاقية جديدة، مع شركة "سيمبرا" الأميركية، لتوريد 6.2 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، في إطار خطط الشركة للتوسع في هذا القطاع الحيوي. وقال، إن أميركا شريك إستراتيجي رئيس لشركة أرامكو، وأشار إلى أن هذه الخطوات تأتي ضمن إستراتيجية الشركة طويلة الأمد لتعزيز أمن الطاقة العالمي وتنويع محفظة استثماراتها في مختلف المجالات، بما في ذلك الغاز الطبيعي والطاقة النظيفة. وتواصل أرامكو جهودها للحصول على حصة كبيرة من سوق الغاز المسال العالمية، وذلك من خلال توقيع عدد من الصفقات، التي تُعدّ صفقتها مع "سيمبرا" أحدثها، وتأتي بعد اتفاقية ملزمة وقّعتها شركة تابعة لها، مع شركة نيكست ديكيد، لبيع الغاز المسال، لمدة 20 عامًا. وتُعدّ الاتفاقية "الملزمة" التي وقّعتها أرامكو مع نكست ديكيد الأميركية في أبريل الماضي استكمالًا للاتفاق المبدئي، الموقع بينهما في يونيو 2024، ويستهدف توريد الغاز من خط الإنتاج الرابع في منشأة ريو غراندي للغاز الطبيعي المسال.

سعورس
منذ 2 ساعات
- سعورس
إيران أطلقت 400 صاروخ.. و50 مقاتلة إسرائيلية قصفت طهران
وتبادلت إيران وإسرائيل ضربات صاروخية جديدة رغم دعوة الرئيس الأميركي إيران إلى "استسلام غير مشروط!". وطلبت إسرائيل من سكان منطقة في جنوب غرب طهران مغادرتها حتى تتمكن قواتها الجوية من قصف منشآت عسكرية. وأفادت وسائل إعلام إيرانية بكثافة حركة المرور على الطرق المتجهة من العاصمة إلى الأقاليم الشمالية. وفرضت السلطات قيودا على كمية الوقود التي يمكن للسكان شراؤها. وقال وزير النفط محسن باك نجاد للتلفزيون الرسمي إن القيود تهدف للحيلولة دون حدوث أي نقص لكن لن تكون هناك مشكلة في توفير الوقود للمواطنين. وفي إسرائيل، سُمع دوي انفجارات فوق تل أبيب. وقال الجيش إن وابلين من الصواريخ الإيرانية أطلقا باتجاه إسرائيل في أول ساعتين من صباح أمس الأربعاء. وذكرت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء أن اشتباكات وقعت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء بين قوات الأمن ومسلحين مجهولين في مدينة ري جنوبي طهران. وأضافت الوكالة أن المسلحين "أفراد يعتقد أنهم مرتبطون بالموساد أو جواسيس إسرائيليون"، وأشارت إلى أنهم خططوا "لتنفيذ عمليات إرهابية في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة". وقالت مواقع إخبارية إيرانية أن إسرائيل تهاجم أيضا جامعة مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في شرق البلاد ومنشأة خجير للصواريخ الباليستية قرب طهران ، والتي استهدفتها أيضا غارات جوية إسرائيلية في أكتوبر. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن 50 مقاتلة قصفت نحو 20 هدفا في طهران الليلة الماضية بما في ذلك مواقع لإنتاج مواد خام ومكونات وأنظمة تصنيع صواريخ. وأعلن مسؤولون إيرانيون مقتل 224 شخصا، معظمهم من المدنيين، لكن السلطات لم تحدث الأعداد منذ أيام. وقالت السلطات الإسرائيلية إن إيران أطلقت نحو 400 صاروخ صوب إسرائيل منذ يوم الجمعة اخترق نحو 40 منها الدفاعات الجوية مما أسفر عن مقتل 24 جميعهم مدنيون. وبدأت إسرائيل الأربعاء في إعادة إسرائيليين علقوا في الخارج وأطلقت عملية نقل جوي بعد أن تسبب الهجوم المفاجئ الذي شنته على إيران في تقطع السبل بعشرات الآلاف من الإسرائيليين في الخارج. وأحدث احتمال مشاركة الولايات المتحدة في الحرب هزة بالأسواق العالمية. وتقول إسرائيل إن هدفها الأساسي هو تدمير البرنامج النووي الإيراني لكن محطة تخصيب اليورانيوم في فوردو المقامة تحت الأرض في منطقة جبلية لا يمكن الوصول إليه على الأرجح إلا بقنابل أميركية ضخمة. وقال مصدر مطلع إن ترمب وفريقه يدرسون عددا من الخيارات، بما في ذلك مشاركة إسرائيل في توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية. وقال مسؤول في البيت الأبيض إن ترمب تحدث هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء واجتمع لمدة 90 دقيقة مع مجلس الأمن القومي بعد ظهر أمس لمناقشة الصراع. وفي سلسلة من التصريحات عبر وسائل للتواصل الاجتماعي الثلاثاء، أشار ترمب صراحة إلى مسألة قتل الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي. وكتب على منصة تروث سوشيال " لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الراهن... صبرنا ينفد". وبعد ثلاث دقائق كتب في منشور جديد "استسلام غير مشروط!" وأدت رسائل ترمب المتناقضة والغامضة أحيانا عن الصراع بين إسرائيل وإيران إلى إذكاء حالة الضبابية المحيطة بالأزمة. وتراوحت تعليقاته العلنية بين التهديدات العسكرية والمبادرات الدبلوماسية. وقال ثلاثة مسؤولين أميركيين لرويترز إن واشنطن تنشر المزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط وتوسع نطاق نشر طائرات حربية أخرى. ولم تتدخل الولايات المتحدة حتى الآن بصورة مباشرة في الصراع بما في ذلك المساعدة في إسقاط الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل. وقالت إيران من قبل إنها سترد باستهداف قواعد أميركية إذا شاركت واشنطن في الحرب. وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في بيان قرأه مذيع تلفزيوني الأربعاء إن بلاده لن تقبل دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للاستسلام غير المشروط. وفي أول تصريحات له منذ يوم الجمعة، عندما ألقى خطابا بثته وسائل إعلام رسمية بعد أن بدأت إسرائيل قصف إيران ، قال خامنئي إنه لا يمكن فرض السلام أو الحرب على الجمهورية الإسلامية. وتابع "العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب لأن الشعب الإيراني لن يستسلم". وأضاف "وليعلم الأميركيون أن أي تدخل عسكري أميركي سترافقه بلا ريب خسائر لا يمكن تعويضها". وذكر مصدر مطلع على تقارير مخابرات أميركية أن إيران حركت بعض منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، لكن من الصعب تحديد ما إذا كانت تستهدف القوات الأميركية أم إسرائيل. لكن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي كان يتحدث في قمة مجموعة السبع في كندا التي غادرها ترمب مبكرا، قال إنه لا يوجد ما يشير إلى أن واشنطن على وشك الدخول في الصراع. ضعف النفوذ الإقليمي قالت خمسة مصادر مطلعة على تفكير خامنئي إن مقتل مستشارين عسكريين وأمنيين قريبين منه في غارات جوية إسرائيلية أحدث خللا كبيرا في دائرته المقربة وزاد من خطر ارتكاب أخطاء استراتيجية. وذكرت وكالة فارس للأنباء أن قيادة الأمن السيراني في إيران منعت المسؤولين من استخدام أجهزة الاتصالات والهواتف المحمولة وسط الاستهداف الإسرائيلي للقادة الإيرانيين الذي يمثل أخطر اختراق أمني منذ ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه المدعوم من الولايات المتحدة وأتت برجال الدين إلى السلطة. وقالت وسائل إعلام إيرانية إن إسرائيل شنت "حربا إلكترونية واسعة النطاق" على البنية التحتية الرقمية في البلاد. ومنذ هجوم حركة (حماس) المدعومة من طهران على إسرائيل في السابع من أكتوبر /تشرين الأول/ 2023 واندلاع الحرب في قطاع غزة ، تراجع نفوذ خامنئي في المنطقة بسبب الضربات القوية التي وجهتها إسرائيل لحلفاء إيران من حماس وجماعة "حزب الله" في لبنان إلى جماعة الحوثي اليمنية وفصائل مسلحة في العراق إضافة إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف طهران الوثيق. وشنت إسرائيل حربها الجوية الأكبر على الإطلاق على إيران يوم الجمعة بعد أن قالت إنها خلصت إلى أن طهران على وشك تطوير سلاح نووي. وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية، وأشارت إلى حقها في امتلاك تكنولوجيا نووية لأغراض سلمية بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بصفتها عضوا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. وإسرائيل، وهي ليست عضوا في المعاهدة، هي البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يملك أسلحة نووية. ولم تنف إسرائيل أو تؤكد ذلك. وأكد نتنياهو أنه لن يتراجع لحين توقف إيران عن مساعيها لصنع أسلحة نووية، في حين يقول ترمب إن الهجوم الإسرائيلي يمكن أن ينتهي إذا وافقت إيران على فرض قيود صارمة على أنشطة التخصيب. إسرائيل تريد تدمير البرنامج النووي الإيراني (رويترز) مبانٍ في إسرائيل دمرتها صواريخ إيران