
غزة دون 'الأضحى' .. الأضاحي أطفالها.. يا سبحان الله يا أمة المليارين!!
يمني برس || مقالات رأي:
كان من المفترض أن تمتلئ غزة في هذه الأيّام بأهازيج الفرح، وركض الأطفال في الأزقة والشوارع والحارات الضيقة، المفعمة بالصخب، ونكهة الكعك التي تملأ أجواء البيوت دفئًا وبهجة.
كان من المفترض أن تُفتح نوافذ العيد على ضوء التكبيرات، أن ترفرف ثياب العيد الجديدة على جدران الغرف، أن تخبِّئ الأُمهات 'العيديات' في جيوب القلوب الصغيرة، وتُجهز الأضاحي في انتظار يوم النحر.
لكن غزة ليست كبقية بقاع الأرض.. غزة اليوم مقبرة مفتوحة، وركام يغمر الأمل، وشعب يقاوم الموت بالحياة، والقهر بالصبر، والظلم بالصمود.
في غزة، لا كعك، لا ملابس جديدة، لا لحم، لا ماء، لا كهرباء، لا دواء، ولا حتى سقف يحمي الطفل من قنابل القصف وصواريخ الدمار، ولا حضنٍ دافئ يحكي له قصة ما قبل النوم.
في غزة، لا ينتظر الأطفال العيد؛ بل تنتظرهم طائرات العدوّ الإسرائيلي.. كُـلّ طفلٍ في غزة مشروع شهيد مؤجل، مؤقت بالحياة، معلّق بين موجتين؛ إمّا من القصف المباشر بالقنابل الأمريكية، أَو بالاستهداف الممنهج من خلال التجويع.
الاحتلال الصهيوني، الذي يهوى سرقة الأعياد، كما سرق الأرض والأرواح؛ أبدع هذا العام في تقديم مشهده الدموي الأشد وحشية، جثث أطفال مكفَّنة بثيابهم العادية، تودّع أحلامها قبل أن تذوق طعم الحلوى.
صغارٌ لم يطلبوا سوى لُعبةٍ وعيدية، فحصلوا على صاروخٍ بحجم السماء.. في كُـلّ بيتٍ في غزة حكاية مأساة، طفلٌ تحت الركام، أم تودّع أبناءَها بلا قبلة وداع.. أبٌ يحمل أطراف طفله في كيسٍ بلا لون.
حتى الأضاحي، لم تسلم من الحصار، فصار لحمها حلمًا مستحيلا.. بينما أصبح أطفال غزة هم الأضاحي، تُقدَّم كُـلّ صباحٍ على مذابح الإبادة والتطهير العِرقي والصمت والخذلان، وتُحرق في محرقة عالمٍ يدّعي التحضُّر.
وفيما أطفال العالم 'الإسلامي' يتزينون للعيد، ويختارون ألعابَهم، ويعدّون ضحكاتهم مسبقًا؛ أطفال غزة يُيَمِّمُون وجوههم نحو الشهادة، يستقبلون العيد بين أشلاء إخوتهم، يكتبون وصاياهم على جدران البيوت المهدّمة، ويحلمون بعيدٍ آخر، في عالمٍ لا تُقصف فيه الطفولة.
هل تدرون ما العيد في غزة؟
طفل يتيم، ينظر إلى المدى، يتمنى لو أن الطائرة تحيد عنه قليلًا، ليعيش ساعةً واحدة من فرحٍ مؤجل، هو طفل شهيد، غادر الحياة محتفظًا بلعبته في يده، كأنه يعلم أنه سيبعث بها يوم القيامة، دليلًا على بشاعة الجريمة.
هو طفل ينظر لأضحية العيد في قناةٍ على تلفاز مهشم، في خيمةٍ يتجمع فيها صحفيون ونشطاء أمميون، ويتساءل في محضرهم: لماذا لا يضحون بالظلم بدلًا منّا؟!
في غزة، العيد مؤجل، والضحايا حكاية لا تنتهي؛ وإن كان العالم قد اعتاد على رؤية دمائهم؛ فَــإنَّهم لا يزالون ينثرون في طريق الموت وردًا، ويبتسمون رغم الطائرات، ويصرخون: 'سنفرح رغم أنف الاحتلال، رغم أنف الحصار، سنفرح حتى لو كنا تحت التراب، فالعيد لنا، والحرية لنا، والله معنا'.
ولأن الله لا يخذل المظلوم؛ فَــإنَّ غزة باقية، وطفلها باقٍ، يعلّم العالم دروس الصبر والمقاومة والثبات، ورغم أن العالم كله –إلا القليل– قد خذلهم، تبقى قلوب الأحرار تنبض لهم، وتبقى اليمن، رغم جراحها، الرافعة الوحيدة لراية الصدق في زمن الانهيار.
غزة اليوم تصرخ بوجه البشرية جمعاء: هل من رجلٍ رشيد، يوقف هذا الجنون، هذا الجحيم، هذا السعار الدموي؟
هل من صوتٍ واحد يعلو فوق خيانة التطبيع وَالنفاق؟
هل من هدنةٍ، ولو لعيدٍ واحد، لأجل الأطفال؟
هل من عدالةٍ، أَو حتى إنسانية، تمنع سقوط دمعة واحدة من عين طفلٍ فقد كُـلّ شيء إلا دميته المهترئة؛ فهي تذكرهُ بوالده الشهيد؟
أرأيتم؛ غزة لا تطلب الكثير، فقط أن يعيش أطفالها بعزةٍ وكرامة؛ أن لا يُذبحوا مرتين، مرة بالصواريخ والقنابل الأمريكية الصهيونية، ومرةً بصمتكم أيها العرب..!
بقلم/ عبد القوي السباعي*

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فيتو
منذ 34 دقائق
- فيتو
دعوات مصحوبة بالخشوع والدموع، ضيوف الرحمن طالبين المغفرة في أول أيام التشريق ( فيديو)
في مشهد مهيب يرفع حجاج بيت الله الحرام أكفهم بدعوات مصحوبة بالخشوع والدموع طالبين المغفرة والرحمة في أول أيام التشريق. أمنيات ودعوات مصحوبة بالخشوع والدموع.. ضيوف الرحمن طالبين المغفرة والرحمة في أول أيام التشريق عبر مراسل #الإخبارية أحمد البرتاوي#الحج_عبر_الإخبارية — قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) June 7, 2025 وفي ثاني أيام عيد الأضحى يستقبل حجاج بيت الله الحرام، أول أيام التشريق، حيث يواصلون رمي الجمرات الثلاث مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة. رمي الجمرات وتشهد منشأة الجمرات إحدى أبرز المشاريع التطويرية التي نفذتها السعودية في المشاعر المقدسة، توافد أعداد كبيرة من الحجاج بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من (300) ألف حاج في الساعة. ويبقى الحجاج بمشعر منى أيام التشريق، حيث يرمون خلالها الجمرات الثلاث، بدءًا بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى، كل منها بسبع حصيات. طواف الوداع ثم يختتمون حجهم بطواف الوداع قبيل مغادرتهم مكة المكرمة. يأتي هذا بعدما اكتظت جنبات المسجد الحرام فجر أمس الجمعة، في أول أيام عيد الأضحى بالحجاج لأداء طواف الإفاضة في أجواء إيمانية، وسط منظومة خدمات متميزة ومتكاملة. وكانت أفواج الحجاج قامت منتصف، ليل الخميس، بالتحرك من مشعر مزدلفة، إلى منى لرمي الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) وذلك بعد وقوفها على صعيد عرفات، وأداء الركن الأعظم من أركان الحج، قبل أن يبيت الحجاج في مزدلفة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


الدستور
منذ 34 دقائق
- الدستور
طريقة تأدية العمرة بالتفصيل خطوة بخطوة وفق السنة النبوية
ننشر طريقة تأدية العمرة بالتفصيل خطوة بخطوة وفق السنة النبوية حيث تُعد العمرة من الشعائر العظيمة التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وهي عبادة تتضمن زيارة المسجد الحرام لأداء مناسك معينة في أي وقت من العام، بخلاف الحج الذي يكون في أيام محددة من شهر ذي الحجة. وورد في فضل العمرة العديد من الأحاديث النبوية، أهمها قول النبي ﷺ: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" (رواه البخاري ومسلم). تعريف العمرة وأهميتها في الإسلام العنصر التوضيح تعريف العمرة زيارة بيت الله الحرام لأداء الطواف والسعي والحلق أو التقصير. حكم العمرة سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، وواجبة عند بعضهم مرة واحدة في العمر. أفضل أوقات العمرة طوال العام، وأعظمها في شهر رمضان. أركان وواجبات العمرة النوع العناصر الأركان 1. الإحرام، 2. الطواف، 3. السعي الواجبات 1. الإحرام من الميقات، 2. الحلق أو التقصير وترك ركن يُبطل العمرة، أما ترك واجب فيُجبر بدم (ذبيحة). خطوات أداء العمرة بالتفصيل 1. الاستعداد والإحرام من الميقات الاغتسال والتطيب (للرجال). لبس ملابس الإحرام: إزار ورداء للرجل، والمرأة ترتدي لباسها الشرعي. نية العمرة: "لبيك اللهم عمرة". التلفظ بالتلبية: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك..." 2. دخول مكة والاتجاه إلى المسجد الحرام يستحب الدخول من باب السلام. التوجه مباشرة إلى الكعبة للشروع في الطواف. 3. الطواف حول الكعبة الخطوة التفاصيل عدد الأشواط سبعة أشواط تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي به. الدعاء لا يوجد دعاء محدد، ويجوز الدعاء بأي ذكر أو دعاء. شروط الطهارة، ستر العورة، البدء بالحجر الأسود، جعل الكعبة عن اليسار. 4. صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم يُستحب بعد الطواف صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم. يقرأ في الركعة الأولى سورة "الكافرون"، وفي الثانية "الإخلاص". 5. السعي بين الصفا والمروة عدد الأشواط يبدأ من ينتهي عند 7 أشواط الصفا المروة يُستحب الصعود على الصفا والمروة والدعاء عند كل منهما. الذكر المأثور: "إن الصفا والمروة من شعائر الله". 6. الحلق أو التقصير الحلق أفضل للرجال إن لم تكن هناك نية لأداء الحج لاحقًا. النساء يُقصرن شعرهن بقدر أنملة. نصائح مهمة أثناء أداء العمرة النصيحة التوضيح الإكثار من الذكر والدعاء خاصة أثناء الطواف والسعي. عدم مزاحمة الناس عند الحجر الأسود ويمكن الإشارة إليه من بعيد. الالتزام بالهدوء والوقار العمرة عبادة روحية تحتاج إلى حضور القلب. عدم الانشغال بالتصوير لتحصيل الخشوع في المناسك. الحالات التي يُفدى فيها عن العمرة المخالفة نوع الفدية ترك واجب مثل الإحرام من الميقات دم (ذبيحة) ارتكاب محظور من محظورات الإحرام فدية بحسب نوع المخالفة مناسك العمرة باختصار الخطوة الوصف 1 الإحرام من الميقات 2 الطواف حول الكعبة 7 أشواط 3 صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم 4 السعي بين الصفا والمروة 7 أشواط 5 الحلق أو التقصير الفروق بين الحج والعمرة العنصر الحج العمرة الحكم ركن من أركان الإسلام سنة مؤكدة أو واجبة الوقت أيام معينة (ذو الحجة) طوال العام الأركان أكثر تعقيدًا أبسط وأسهل المدة من 5 إلى 6 أيام من ساعتين إلى نصف يوم


بوابة ماسبيرو
منذ 44 دقائق
- بوابة ماسبيرو
سنن ذبح الأضحية
تناول دكتور أشرف الفيل إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية قوله تعالى( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) ، وقال إن سورة الكوثر إشارة إلى ما ينحر بعد صلاة العيد وأوضح أن الأضحية اسم لما يذبح من البقر والغنم والإبل تقرباً إلى الله (لقوله تعالى وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ ). وفى الحديث قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا رسول الله ، ما هذه الأضاحي ؟ قال : سنة أبيكم إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - قالوا : فما لنا فيها يا رسول الله ؟ قال : بكل شعرة حسنةقالوا : فالصوف؟ قال : بكل شعرة من الصوف حسنة. وتابع حديثه ببرنامج (من كنوز المعرفة) أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله ﷺ : ما عمل بن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم وإنه ليؤتى يوم القيامة ، بقرونها وأشعارها وأظلافها ، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض ، فطيبوا بها نفسا. وأوضح أن الأضحية سنة مؤكدة وفد ثبت فى الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحّى بكبشين أملحين أقرنين، أحدهما عنه وعن أهل بيته، والآخر عنه وعمن لم يضحي من أمته. وذكر أنه تجب الأضحية إذا نذرها أو اشتراها على نية الأضحية ولو مات قبل أن يذبح وفى عنه من بعده ويشترط فى الأضحية أن تكون من الإبل أو البقر أو الغنم ولا يجزئ غير هذه الأنواع الثلاثة ويجزئ من الضأن ماله ستة أشهر ومن الماعز ما له سنة ومن البقر ما له سنتان ومن الإبل ما له خمس سنوات. وأوضح أنه يشترط أن تكون الأضحية سليمة من العيوب فلا يجوز العوراء ولا العوجاء ولا العجفاء ولا المريضة ويشترط أن يكون وقت الذبح من بعد صلاة العيد حتى عصر اليوم الأخير من أيام العيد ويستحب أن يذبح بنفسه فإن لم يستطع ذبح عنه غيره وتكفى الأضحية الواحدة عن البيت الواحد ويجوز لمن أراد الأضحية أن يشرك أهل بيته فى الأجرفيقول اللهم أن هذا عنى وعن أهل بيتى،ويجوز المشاركة فى الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر لسبعة من الأشخاص لحديث جابر رضى الله عنه قال نحرنامع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ. وأوضح إنه يستحب أن تقسم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء؛ حيث يكون ثلث للمضحي يأكله، وثلث للفقراء، وثلث للإهداء؛وإن أكلها كلها مع أهل بيته فهى صحيحة ولا يجوز له أن يبيع شئ منها ويجوز أن يطعم من الأضحية غير المسلمين إن كانوا يعملون معه أو كانوا جيرانه أو أصحابه ،فقد روى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ،أنه ذبح شاة فقال : أهديتم لجاري اليهودي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه .