logo
مصريون في روسيا.. من قاعات الدراسة لـ"مرتزقة" على جبهة الحرب

مصريون في روسيا.. من قاعات الدراسة لـ"مرتزقة" على جبهة الحرب

مصر 360منذ 3 ساعات

كتبت- دعاء عبد المنعم
قبل أيام ظهر عمار محمد في فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أسيرًا لدى أوكرانيا، عمار البالغ من العمر 26 عامًا، درس في أكاديمية أوديسا البحرية في أوكرانيا قبل الحرب، وبعد عودته لمصر، قرر استكمال دراسته في روسيا، وسافر إلى هناك حيث التحق بالجيش الروسي، وبعد توقيعه عقود التجنيد حاول الهروب، ولكن تم القبض عليه، وسُجن لمدة 3 أيام، ثم أُعيد إلى وحدته العسكرية، وظل في الوحدة لمدة 5 أشهر، دون أن يرسل إلى الجبهة، بسبب رفضه القتال دون الحصول على جواز سفر روسي.
وبعد استلامه الجواز، أُرسل إلى الحرب في أوكرانيا، وكان برفقته شاب مصري آخر اسمه عمر، في أول يوم لهما على الجبهة، أُصيبا خلال الاشتباكات، وتم أَسرهما من قبل القوات الأوكرانية، التي قامت بعلاجهما، ويقبع عمار في الأسر من حوالي 3 أشهر حتى الآن.
الفخ الروسي
عمار ليس حالة فريدة فمنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، اتخذت روسيا إجراءات لجذب المزيد من الأجانب للانضمام إلى الجيش، منها منحهم الجنسية ورواتب شهرية وإقامات، حيث أصدر الرئيس فلاديمير بوتين، عدة قرارات لتسهيل إجراءات منح الجنسية للأجانب، حيث يتم منح الجنسية الروسية للأجانب وعديمي الجنسية الذين أبرموا عقود خدمة عسكرية لمدة عام واحد، دون استيفاء شرط الإقامة (5 سنوات)، إضافة إلى حق أزواج وأبناء وآباء هؤلاء الأجانب التقدم بطلب الحصول على الجنسية الروسية بشكل عاجل. كما أنها تقدم رواتب شهرية للمقاتلين الأجانب من 2200 دولار حتى 7400 دولار شهريا.
الشاب محمد رضوان سنوسي الذي تم إسقاط الجنسية المصرية عنه مؤخراً، لالتحاقه بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية، نموذج آخر، رضوان من مواليد عام 2003 محافظة الأقصر، سافر لدراسة الطب في روسيا عام 2021، ويقول والد محمد عبر صفحته الشخصية على موقع فيسبوك، إن السلطات الروسية ألقت القبض عليه، ووجهت له تهمة حيازة مواد مخدرة، وأنه حاول التواصل مع عدة جهات رسمية لمساعدة ابنه، ولكن لم يصل إلى حل، حتى حُكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، وبعدها انقطعت أخباره تمامًا، ولم تعرف الأسرة عنه شيئا، ثم تفاجأت الأسرة، بأن ابنها وقع أسيرًا في أوكرانيا، وأنه انضم إلى الجيش الروسي، وحصل على الجنسية الروسية. ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن محمد رضوان موجود حاليًا في مركز الاحتجاز الأوكراني 'زاخيد- 2' (غرب- 2).
وقد وصل عدد المتعاقدين في الجيش الروسي إلى 420 ألف جندي منذ مارس 2022 حتى إبريل 2024، وفقًا لبيانات وزارة الدفاع الروسية، بينما وصل عدد الطلاب المصريين الذين يدرسون في روسيا 16 ألف طالب عام 2023، ووصل عدد القتلى المصريين من المنضمين إلى الجيش الروسي 25 شابًا مصريًا.
الجامعات.. بوابات التجنيد
وقد باتت الجامعات الروسية قبلة للطلاب المصريين الراغبين في استكمال دراستهم خارج مصر، ولذلك بسبب سهولة إجراءات الالتحاق بها، وانخفاض التكاليف، وخاصة دارسة الطب مقارنة بدول أوروبية، حيث يتراوح تكلفة دارسة الطب في روسيا ما بين 3500 دولار و5000 دولار، بينما تصل في بعض الدول الأوروبية أكثر من 15 ألف دولار سنويًا.
وجعلت المزايا التي تقدمها روسيا عددا من شباب الدارسين بهذه الجامعات فريسة سهلة لإغواء الانضمام إلى الجيش والمشاركة في القتال ضد أوكرانيا، إضافة إلى تعرض البعض إلى الاستغلال والخداع.
عمار ورضوان وغيرهم، باتوا يواجهون عدة مشكلات مختلفة منها، ما هو قانوني وما هو إنساني، حيث يعتبرون بعد إسقاط الجنسية المصرية عنهم، في نظر القانون، تهديدا للمصالح العليا وإضرارا بمركز مصر الحربي أو الدبلوماسي أو الاقتصادي.
كما تكمن المشكلة أيضًا في كيفية تعامل الدولة الآسرة لهم، ورد فعل الدولة التي تجنسوا بجنسيتها، فسابقاً وعلى سبيل المثال، تعاملت روسيا في حرب الشيشان مع المقاتلين الأجانب، باعتبارهم مرتزقة يعدمون في حالة القبض عليهم.
إن الانضمام إلى الخدمة العسكرية الأجنبية بدون ترخيص سابق، يعاقب عليه بإسقاط الجنسية، وفقًا للقانون المصري، حيث حددت المادة 16 من القانون رقم 26 لسنة 1975، عشر حالات لإسقاط الجنسية المصرية، من بينها 'إذا قبل دخول الخدمة العسكرية لإحدى الدول الأجنبية دون ترخيص سابق، يصدر من وزير الحربية'.
مستقبل الأسر ى
وفقًا لاتفاقية جنيف الدولية بشأن معاملة الأسرى، فأن أسرى الحروب يكونون تحت سلطة الدولة المعادية، لا تحت سلطة الأفراد أو الوحدات العسكرية التي أسرتهم.
وتكون الدولة الحاجزة مسئولة عن المعاملة التي يلقاها، ويجب معاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية في جميع الأوقات، كما يجب على الدولة الحاجزة، أن تقوم فور وقوع أسرى في قبضتها بإبلاغ الدول التي يتبعونها، كما ضرورة إطلاق سراح الأسرى وإعادتهم لأوطانهم فور انتهاء أعمال النزاع المسلح، وفقاً للمادة 75 من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977.
الجانب الأوكراني، قال إنه يعامل المجندين الأجانب الذين تم احتجازهم كأسرى الحرب، بحسب تصريح لمسئول أوكراني، في إدارة أسرى الحرب في جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.
المسئول نفسه قال إن هناك حوالي 1000 جندي أجنبي محتجزين في أوكرانيا، بينهم أفارقة وآخرين من آسيا، وأنه ما دام لا توجد إجراءات قانونية ضدهم، فسوف يتم احتجازهم أسرى مثل الجنود الروس.
ورغم أنه ومنذ اندلاع الحرب، تم تبادل مئات الأسرى بين الجانبين الروسي والأوكراني، لا توجد إحصائية دقيقة، فيما يخص عدد الأسرى الأجانب، الذين استفادوا من عمليات التبادل. وهو ما يعني، أن الأسرى المصريين قد يبقون قيد الاحتجاز حتى انتهاء الحرب.
وفيما يخص إسقاط الجنسية، يحق للشخص الذي سقطت جنسيته، أن يتقدم بطعن على القرار إلى القضاء الإداري بمجلس الدولة، أو أن يوكّل من ينوب عنه لتقديم هذا الطعن.
تصريح أمني
فرضت الحكومة المصرية قيودًا على الطلاب المصريين الراغبين في السفر إلى روسيا وأوكرانيا، وبدأت في تشديد إجراءات السفر.
ووفقا لمصادر إعلامية، أدرجت السلطات المصرية روسيا وأوكرانيا من فبراير السابق على الوجهات المطلوب من المسافرين إليها استصدار تصريح أمني قبل السفر، ويجب أن يقدم صاحب الطلب، ما يثبت عمله أو الدراسة في أي من الدولتين، لتصبح الدولتان من الدول التي تحتاج إلى الحصول على تصريح أمني من السلطات المصرية قبل السفر، كما هو الحال مع تركيا والسودان وسوريا.
وقال أحد الطلاب الراغبين في الدراسة بروسيا، إنه فوجئ عندما ذهب إلى إدارة الجوازات لإنهاء إجراءات سفره، أن طلبات التأشيرات السياحية ترفض تماما، أما طلبات السفر للدراسة فتحتاج إجراءات مشددة للغاية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«هآرتس» تفضح شركة إسرائيلية غامضة تسعى لتوزيع المساعدات بغزة
«هآرتس» تفضح شركة إسرائيلية غامضة تسعى لتوزيع المساعدات بغزة

بلدنا اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • بلدنا اليوم

«هآرتس» تفضح شركة إسرائيلية غامضة تسعى لتوزيع المساعدات بغزة

نشرت صحيفة "هآرتس" تحقيقاً يكشف أن الشركة التي أُعلن عن تأسيسها مؤخراً لتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة ليست سوى مشروع تم إنشاءه بواسطة فريق مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي 'بنيامين نتنياهو'، وبعيداً عن علم الأجهزة الأمنية الرسمية. وبحسب التحقيق، فإن الشركة التي سُجلت باسم "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) في سويسرا كمنظمة غير ربحية تُقدّم نفسها ككيان أمريكي، هي منظمة إسرائيلية بامتياز تعمل لصالح، 'نتنياهو' مما أثار شكوكاً واسعة بشأن مصداقيتها وخبرتها في تنسيق العمليات الإنسانية. وكشفت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار حاليين وسابقين بالحكومة الإسرائيلية أنه تم اختيار هذه الشركة خلال عملية سرية تحت إشراف اللواء 'رومان غوفمين'، السكرتير العسكري لنتنياهو، وذلك بدون إجراء مناقصة رسمية أو التنسيق مع الجهات الأمنية، كما تم استبعاد الجيش ووزارة الدفاع من المهمة. كما أكدت مصادر أمنية لـ 'هآرتس' أن هذه العملية تضمنت اتصالات واجتماعات داخل إسرائيل وخارجها، وتحويلات مالية بملايين الشواكل (عملة اسرائيل الرسمية) دون علم كبار المسؤولين، ما أثار شكوك حول وجود مصالح شخصية واقتصادية بين المشاركين في العملية التي تشير تقديرات إلى أنها ستكلف إسرائيل نحو 200 مليون دولار خلال 6 أشهر. مسؤول بالـ CIA من بين عناصر الشركة وأفادت الصحيفة بأن منظمة الأمم المتحدة رفضت التعاون مع هذه الشركة لعدم ثقتها في قدرتها على العمل لصالح الفلسطينيين. كما أشارت إلى أن المسؤولين عن الشركة المجهولة من بينهم 'فيل رايلي'، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وهم يقفون أيضا وراء شركة "أوربيس" التي أشرفت على تأمين محور نتساريم خلال فترة وقف إطلاق النار في غزة بين يناير ومارس الماضيين.

مصر و روسيا.. 80 عاما من العلاقات الراسخة ونموذجا للتكامل السياسي والاقتصادي
مصر و روسيا.. 80 عاما من العلاقات الراسخة ونموذجا للتكامل السياسي والاقتصادي

الدولة الاخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدولة الاخبارية

مصر و روسيا.. 80 عاما من العلاقات الراسخة ونموذجا للتكامل السياسي والاقتصادي

الأحد، 25 مايو 2025 02:32 مـ بتوقيت القاهرة تطورت العلاقات المصرية الروسية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وشهدت زخما كبيرا علي كافة الأصعدة والمستويات سواء سياسياً واقتصادياً وحتي عسكرياً، وظهر ذلك جليا منذ ثورة 30 يونيو 2013، فالعلاقات المصرية-الروسية شهدت نقلة جديدة في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اذ أعلنت موسكو مراراً أن مصر هي أكبر حليف استراتيجي لموسكو بالمنطقة . وتتميز العلاقات بين البلدين بالتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، ويعكس هذا التعاون المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين البلدين، ويأتي في إطار السياسة الخارجية المصرية التي تهدف إلى تنويع الخيارات وتعزيز الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، ويأتي ذلك في ظل التطورات الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة التي تجابه البلدين. ومع الظروف الدولية التي يغلب عليها عدم الاستقرار والاضطرابات ازدادت قوة ومتانة العلاقات بين القاهرة و موسكو ارتباطًا وثيقا، إذ كان لتلك الظروف السياسية دوراً كبيراً في التقارب بين البلدين الحليفين. وتنعكس قوة العلاقات بين البلدين من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وآخرها زيارة السيد الرئيس السيسي إلي موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر في التاسع من مايو، وذلك تلبيةً لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. العلاقات الاقتصادية عززت كلا من مصر وروسيا تعاونهما الاقتصادي من خلال مذكرات تفاهم في مجال الاستثمار والتعاون الدولي، خاصة في إطار عضوية كلاهما في مجموعة بريكس كما تعد المنطقة الصناعية المصرية الروسية من الفرص الاستثمارية الواعدة. وفي عام 2015 وقّعت الحكومة المصرية والروسية اتفاقية تعاون تقضي بإنشاء موسكو أول محطة نووية تضم أربعة مفاعلات لإنتاج الطاقة الكهربائية في منطقة الضبعة، ويتضمن العرض الروسي، أفضل الأسعار التمويلية الخاصة بأفضل تمويل وفترة سماح أو فائدة. ويعتبر مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية إنجازًا كبيرًا يعكس الجهود المصرية في مجال الطاقة النووية فمصر تمثل الشريك التجاري الأول لروسيا في أفريقيا، بنسبة تعادل 83% من حجم التجارة بين روسيا والدول الإفريقية غير العربية. ووصلت عدد الشركات الروسية في مصر الي 467 وهي تعمل بمجالات مختلفة مثل البترول والغاز، كما أن المنطقة الصناعية الروسية في مصر يتوقع أن تضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وتوفر 35 ألف فرصة عمل. كما يمثل المشروع الصناعي المصري الروسي في شرق بورسعيد خطوة نحو انطلاقة استثمارية واعدة، تجعل من مصر منصة محورية للمنتجات الروسية في الأسواق العالمية. العلاقات السياسية تتسم العلاقات المصرية الروسية بأنها نموذجًا للتكامل السياسي والاقتصادي يخدم مصالح البلدين ويعزز الاستقرار الإقليمي والدولي في ظل الصراعات والاضطرابات التي تؤثر سلبا علي الأمن والاستقرار الإقليميين ، والعلاقات المصرية الروسية متجذرة منذ عقود طويلة، فمصر كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وطوال السنوات الماضية اكتسبت العلاقات بين البلدين زخمًا استثنائيًا رغم التحديات الإقليمية والدولية. وحقق التعاون بين مصر وروسيا نتائج ملموسة عادت بالنفع على الطرفين، حيث شهدت الفترة الأخيرة توقيع صفقات كبيرة في المجالات العسكرية والتنموية، مما يعكس نموًا في الاستثمارات بين الدولتين ، فروسيا ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا هامًا بفضل دورها الإقليمي الفاعل مع دول الجوار، خاصة في مناطق التوتر مثل سوريا وليبيا، مما يعزز التعاون المشترك ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين. وتتشارك مصر وروسيا في العديد من المواقف حول القضايا الإقليمية، مثل مكافحة الإرهاب والاستقرار في الشرق الأوسط ، كما أن هناك تعاونًا أمنيًا وعسكريًا بين البلدين. والجدير بالذكر أن سياسة التعددية في العلاقات الدولية وفتح مسارات التعاون والشراكات مع العديد من دول العالم يثبت صحة الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية الرئاسية المصرية. العلاقات الثقافية ازدهرت العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا من خلال التبادل في مجالات الفنون والعلوم والتعليم ، إذ أن العديد من الطلاب المصريين يتلقون تعليمهم في روسيا، وتوجد برامج تبادل طلابي تعزز التفاهم والتعاون بين البلدين ،و بشكل عام تتميز العلاقات المصرية الروسية بقوتها وتنوعها، وتستند إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك والاحترام المتبادل، مما يعزز الروابط بين الشعبين ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات.

مصر و روسيا.. 80 عاما من العلاقات الراسخة ونموذجا للتكامل السياسي والاقتصادي
مصر و روسيا.. 80 عاما من العلاقات الراسخة ونموذجا للتكامل السياسي والاقتصادي

بوابة الأهرام

timeمنذ 2 ساعات

  • بوابة الأهرام

مصر و روسيا.. 80 عاما من العلاقات الراسخة ونموذجا للتكامل السياسي والاقتصادي

سمر أنور تطورت العلاقات المصرية الروسية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وشهدت زخما كبيرا علي كافة الأصعدة والمستويات سواء سياسياً واقتصادياً وحتي عسكرياً، وظهر ذلك جليا منذ ثورة 30 يونيو 2013، فالعلاقات المصرية-الروسية شهدت نقلة جديدة في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اذ أعلنت موسكو مراراً أن مصر هي أكبر حليف استراتيجي لموسكو بالمنطقة . موضوعات مقترحة وتتميز العلاقات بين البلدين بالتعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات، ويعكس هذا التعاون المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين البلدين، ويأتي في إطار السياسة الخارجية المصرية التي تهدف إلى تنويع الخيارات وتعزيز الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، ويأتي ذلك في ظل التطورات الإقليمية والدولية والتحديات المشتركة التي تجابه البلدين. ومع الظروف الدولية التي يغلب عليها عدم الاستقرار والاضطرابات ازدادت قوة ومتانة العلاقات بين القاهرة و موسكو ارتباطًا وثيقا، إذ كان لتلك الظروف السياسية دوراً كبيراً في التقارب بين البلدين الحليفين. وتنعكس قوة العلاقات بين البلدين من خلال الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، وآخرها زيارة السيد الرئيس السيسي إلي موسكو للمشاركة في احتفالات عيد النصر في التاسع من مايو، وذلك تلبيةً لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. العلاقات الاقتصادية عززت كلا من مصر وروسيا تعاونهما الاقتصادي من خلال مذكرات تفاهم في مجال الاستثمار والتعاون الدولي، خاصة في إطار عضوية كلاهما في مجموعة بريكس كما تعد المنطقة الصناعية المصرية الروسية من الفرص الاستثمارية الواعدة. وفي عام 2015 وقّعت الحكومة المصرية والروسية اتفاقية تعاون تقضي بإنشاء موسكو أول محطة نووية تضم أربعة مفاعلات لإنتاج الطاقة الكهربائية في منطقة الضبعة، ويتضمن العرض الروسي، أفضل الأسعار التمويلية الخاصة بأفضل تمويل وفترة سماح أو فائدة. ويعتبر مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية إنجازًا كبيرًا يعكس الجهود المصرية في مجال الطاقة النووية فمصر تمثل الشريك التجاري الأول لروسيا في أفريقيا، بنسبة تعادل 83% من حجم التجارة بين روسيا والدول الإفريقية غير العربية. ووصلت عدد الشركات الروسية في مصر الي 467 وهي تعمل بمجالات مختلفة مثل البترول والغاز، كما أن المنطقة الصناعية الروسية في مصر يتوقع أن تضخ استثمارات بقيمة 7 مليارات دولار، وتوفر 35 ألف فرصة عمل. كما يمثل المشروع الصناعي المصري الروسي في شرق بورسعيد خطوة نحو انطلاقة استثمارية واعدة، تجعل من مصر منصة محورية للمنتجات الروسية في الأسواق العالمية. العلاقات السياسية تتسم العلاقات المصرية الروسية بأنها نموذجًا للتكامل السياسي والاقتصادي يخدم مصالح البلدين ويعزز الاستقرار الإقليمي والدولي في ظل الصراعات والاضطرابات التي تؤثر سلبا علي الأمن والاستقرار الإقليميين ، والعلاقات المصرية الروسية متجذرة منذ عقود طويلة، فمصر كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، وطوال السنوات الماضية اكتسبت العلاقات بين البلدين زخمًا استثنائيًا رغم التحديات الإقليمية والدولية. وحقق التعاون بين مصر وروسيا نتائج ملموسة عادت بالنفع على الطرفين، حيث شهدت الفترة الأخيرة توقيع صفقات كبيرة في المجالات العسكرية والتنموية، مما يعكس نموًا في الاستثمارات بين الدولتين ، فروسيا ترى في مصر شريكًا استراتيجيًا هامًا بفضل دورها الإقليمي الفاعل مع دول الجوار، خاصة في مناطق التوتر مثل سوريا وليبيا، مما يعزز التعاون المشترك ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين. وتتشارك مصر وروسيا في العديد من المواقف حول القضايا الإقليمية، مثل مكافحة الإرهاب والاستقرار في الشرق الأوسط ، كما أن هناك تعاونًا أمنيًا وعسكريًا بين البلدين. والجدير بالذكر أن سياسة التعددية في العلاقات الدولية وفتح مسارات التعاون والشراكات مع العديد من دول العالم يثبت صحة الرؤية الاستراتيجية للدبلوماسية الرئاسية المصرية. العلاقات الثقافية ازدهرت العلاقات الثقافية بين مصر وروسيا من خلال التبادل في مجالات الفنون والعلوم والتعليم ، إذ أن العديد من الطلاب المصريين يتلقون تعليمهم في روسيا، وتوجد برامج تبادل طلابي تعزز التفاهم والتعاون بين البلدين ،و بشكل عام تتميز العلاقات المصرية الروسية بقوتها وتنوعها، وتستند إلى تاريخ طويل من التعاون المشترك والاحترام المتبادل، مما يعزز الروابط بين الشعبين ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مختلف المجالات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store