logo
الجلسة الأخيرة.. سهرة أصدقاء بمقهى في غزة انتهت بصواريخ الاحتلال

الجلسة الأخيرة.. سهرة أصدقاء بمقهى في غزة انتهت بصواريخ الاحتلال

الجزيرة٢٨-٠٤-٢٠٢٥

في مشهد تتقاطع فيه مآسي الحرب مع تفاصيل الحياة اليومية، يعيش قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرا تحت وطأة حرب إبادة مستمرة، يختلط فيها هدير الانفجارات برائحة الدماء، وتصطبغ أيامه وأمسياته بلون الحزن والفقد.
ففي مخيم النصيرات، وسط القطاع المحاصر الذي يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، كان عدد من شباب المخيم يحاولون، رغم كل شيء، انتزاع لحظة دافئة من الزمن الموجع. جلسوا على كراسي مهترئة وأكواب شاي متواضعة، يتبادلون أطراف الحديث، باحثين عن متنفس بسيط للأمل.
لكن لحظة السكينة القصيرة لم تدم، إذ باغتتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي بقصف صاروخي مفاجئ، حول السهرة الأخيرة إلى مجزرة جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الطويلة.
View this post on Instagram
A post shared by محمد وشاح | mohammed (@mohammed_wshah86)
ويروي أحد أقارب الشهداء عبر صفحته على فيسبوك:"هؤلاء الذين ترونهم في الصور هم ابن عمي وأصدقائي، جلسوا في الكافتيريا يحاولون أن ينتزعوا لحظة دفء وسط الجحيم، أن يسرقوا من الحرب ضحكة أو نسمة أمل، ولكنّ للاحتلال رأيًا آخر، صوّب إليهم صاروخًا بدل أن يترك لهم مساحة للحياة.
أما الناشطة نسرين رزاينة فتصف مشاعرها قائلة: "كنت أحاول الهروب من حالة اليأس بمشاهدة فيلم عن نهاية العالم، جهزت كل شيء، لكن عندما ألقيت نظرة على (العالم الأزرق)، ظهرت أمامي مشاهد مجزرة النصيرات".
وتضيف عبر صفحتها على فيسبوك: "لم أستوعب في البداية، ظننت أنه فيديو قديم، فسألت صديقتي: هل الفيديو قديم؟، فقالت: لا. قبل لحظات، شعرت وكأنني أشاهد فيلم رعب بلا قلب أو رحمة مشاهد تفوق قدرة أي مخرج في هوليود على تخيلها".
في حين كتب الناشط مقداد جميل عبر منصة إكس: "شباب قاعدين عادي في كافتيريا… لم يعرفوا أن موتهم سيكون هناك. في لحظة، تحولت سهرتهم إلى مأساة. حياتنا تطبعت على الأسى، على موت بكل شكل، بلا أمل ولا مكان آمن للهروب".
ومن جهته، يصف الناشط خالد صافي المشهد قائلا: "كانت السهرة الأخيرة لهم، في كافيه الصفطاوي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. قلت سهرة؟ قلت كافيه؟ هي مجرد أسماء، لا تشبه ما تعرفونه عن السهر أو أماكن الترفيه في بلادكم: بلا كهرباء، بلا مقومات حياة، بلا أساسيات ولا كماليات ولا زينة".
ويوضح الناشط عبر صفحته على منصة "إكس": "مجرد كراسي مهترئة وطاولات تصارع الانهيار، وكؤوس شاي تخفف وطأة الغربة عن الروح. جلسوا يتسامرون، يسندون قلوبهم لبعضهم البعض، وفي غفلة من ظلام العالم أكملوا سهرتهم بصحبة من هم أكرم منا جميعًا؛ 6 من زينة شباب النصيرات اغتالهم الاحتلال المجرم في جنح الظلام، بصمت الجيران وخيانة الطغاة وتواطؤ عالم يدعي التحضر والإنسانية".
وأضاف مغردون أنه لا يمكن لأي عقل أن يستوعب كل هذا الدم النازف، فالاحتلال يستهدف كافتيريات ومقاهي لا تقدم شيئًا في غالب الأحيان سوى جلسة تجمع الأصدقاء، حيث لا كهرباء، ولا سكر للشاي، ولا حلويات، ولا أي شيء.
وأشار نشطاء إلى أن هذا اليوم كان من أصعب الأيام في استهداف الأطفال في غزة، وأكثرها دموية ووحشية وفظاعة بحق أطفال صغار في الشمال، وأخرى في غزة، وثالثة في الوسطى، ورابعة في خان يونس، كانت آخرها مجزرة أطفال آل كوارع في شرق خان يونس.
وأوضحوا أن هذه الحرب تشهد لأول مرة منذ عشرات السنين قتل الأطفال لأنهم أطفال، وعن سبق إصرار، يُقتلون بدم بارد لأنهم، وبمحض المصادفة، وُلدوا في هذه البقعة، يُقتلون باعتبار ما سيكونون مستقبلًا، ولا يُقتلون عن طريق الخطأ كأثر جانبي لشظايا الصواريخ.
وأشار مدونون إلى أن نوع الصواريخ المستخدمة في مجزرة المقهى في النصيرات كان غريبا، حيث قُتل الشباب وهم جالسون على مقاعدهم، ومعظم إصاباتهم كانت في منطقة الرأس والرقبة.
وعلقوا: "هذا هو الكيان الذي يُعجب العرب بتطوره التكنولوجي، وهذه هي التكنولوجيا واستخداماتها في أجسادنا الحية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نفوق التمساح «موريس»
نفوق التمساح «موريس»

جريدة الوطن

timeمنذ 5 أيام

  • جريدة الوطن

نفوق التمساح «موريس»

ودَّع تمساح شهير الحياة بعد أن ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والأفلام على مدى حوالي ثلاثة عقود، كان أشهرها فيلم الكوميديا عام 1996 «هابي جيلمور» للنجم آدم ساندلر، وذلك في مزرعة تماسيح في جنوب كولورادو بالولايات المتحدة. وقالت مزرعة تماسيح كولورادو في منشور على فيسبوك يوم الأحد إنه استنادا إلى معدل نموه وفقدانه لأسنانه، كان التمساح موريس (80 عاما على الأقل) عند نفوقه، وكان طوله يقارب 11 قدما (3.3 متر) ووزنه 640 رطلا (290 كيلوغراما). وقال جاي يونغ، مالك المزرعة ومديرها، في مقطع فيديو وهو يربت بحزن على رأس موريس داخل حظيرة الحيوانات: «بدأ يتصرف بغرابة قبل حوالي أسبوع. لم يعد يندفع نحونا ولم يكن يأكل». وأضاف: «أعلم أن الأمر غريب بالنسبة للناس أن نرتبط بتمساح، أو بكل حيواناتنا.. لقد عاش حياة سعيدة هنا، وفارق الحياة بسبب الشيخوخة». بدأت مسيرة موريس في هوليوود عام 1975 وتقاعد عام 2006، عندما أُرسل إلى مزرعة تماسيح كولورادو في بلدة موسكا الصغيرة. وظهر في عدة أفلام منها «مقابلة مع مصاص الدماء» و«الدكتور دوليتل 2» و«بلوز براذرز 2000». كما ظهر في برنامج «ذا توناييت شو مع جاي لينو» مع خبير الحياة البرية الراحل ستيف إروين.

‫ «الدوحة للكتاب» منصة رائدة.. رئيس الوزراء عبر منصة «إكس»: الثقافة ركيزة أساسية في نهضتنا الوطنية
‫ «الدوحة للكتاب» منصة رائدة.. رئيس الوزراء عبر منصة «إكس»: الثقافة ركيزة أساسية في نهضتنا الوطنية

العرب القطرية

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب القطرية

‫ «الدوحة للكتاب» منصة رائدة.. رئيس الوزراء عبر منصة «إكس»: الثقافة ركيزة أساسية في نهضتنا الوطنية

الدوحة - العرب أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يرسّخ مكانته كفعالية ثقافية رائدة. وقال معاليه في منشور على منصة إكس عقب افتتاح النسخة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة للكتاب أمس، إن المعرض يجسّد رؤية دولة قطر بأن الفكر والمعرفة أساس بناء مستقبل قائم على الوعي والإبداع. وأضاف أن شعار النسخة الـ 34 من معرض الدوحة الدولي للكتاب «من النقش إلى الكتابة» يعبّر عن امتداد المسيرة الثقافية، ويؤكد أن الثقافة ركيزة أساسية في نهضتنا الوطنية.

‫ الروائي أحمد عبدالملك لـ «العرب»: القصة القصيرة جداً أدبٌ مستقل قائم بذاته
‫ الروائي أحمد عبدالملك لـ «العرب»: القصة القصيرة جداً أدبٌ مستقل قائم بذاته

العرب القطرية

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • العرب القطرية

‫ الروائي أحمد عبدالملك لـ «العرب»: القصة القصيرة جداً أدبٌ مستقل قائم بذاته

محمد عابد صدر حديثا للكاتب الروائي والأكاديمي القطري الدكتور أحمد عبد الملك عملان أدبيان جديدان هما «عندما تغادر الأشرعة» في مجال القصة القصيرة جدا، ورواية بعنوان «ميلورا» عن دار نبراس للنشر والتوزيع. وأكد الكاتب في تصريحات خاصة لـ «العرب» حول العملين الجديدين، وخاصة كتابه عن القصة القصيرة جدا وهل هي جنس أدبي مستقل، أن القصة القصيرة جدا نص أدبي وتعتبرا أدبا مستقلا قائما بذاته وليست نصا ناقصا. وقال إن كتاب «عندما تغادرُ الأشرعة»، هو استمرار لمشروعي الأدبي في القصة القصيرة جداً، والذي بدأته منذ ثلاثين عاماً بإصدار عدة مجموعات، مثل: مهاجر إلى عينيكِ، وامرأة الفصول السريعة، ومدينة القبور، ووشوشات الروح، وعطرُكِ يغتالني، وعذابات غزة، حيث تناولتُ في الكتاب الأخير مأساة غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكتوبر 2023، وصغتُ أكثر من مائة وثلاثين قصةً قصيرةً جداً، اعتمدت على مجريات الأحداث في غزة، تصوّر مأساة شعب غزة! وقامت دار النشر (نبراس) بوضع الصور المناسبة لكل قصة، وعالجتها بتقنية الذكاء الاصطناعي. وأضاف: عندما تُغادر الأشرعة، أرجعتني إلى الحالة الرومانسية، والفقد الكبير، وملاذات الروح في عالم يموجُ بالاختلافات والقضايا التي تقضُّ مضجعَ الإنسانية، إضافة إلى العلاقات الإنسانية. وحول كون القصة القصيرة جداً تقتربُ من «الومضة الشعرية» قال: لا أرى ضيراً في هذا «التنميط»، لأن القصة القصيرة جداً تعتمدُ التكثيفَ والاختصارَ والبلاغة وفعلية الجملة، والتعبير عن حالات الإنسان وعلاقته بالآخر، وبالمحيط الذي يعيشُ فيه، وهذا يقتربُ من الشعر النبيل في بعض الأوجه، وهو قريب من (الهايكو) الياباني. وكان الروائي الأمريكي (أرنست همنغواي) أول من أوجد هذا النوع من الأدب عام 1927، مع أن القصة القصيرة كانت موجودة في عمق الأدب العربي، وإن اختلفت تسمياتُها. قد لا تلتقي القصةُ القصيرةُ جداً مع الشعر، من ناحية الإيقاع الشعري وبحور الشعر، والقافية، والتشطير، لكنها تلتقي معه في التصوير والبلاغة وقوة المفردة، ومشاركة القارئ في التصور والاندماج مع الصور البلاغية، والاختصار والتكثيف! إنهما فنّان مختلفان، ولكل منهما أدواته وتصنيفاته، ولا أعتقدُ بجدوى تقريب القصة القصيرة جداً مع الشعر. وأكد أن القصة القصيرة جداً تكتملُ عندما تتحقق فيها خصائصها، كما ذكرت، وهي: التكثيف المعبّر عن حالات الإنسان، وعلاقته بالآخر، وبالمحيط المادي الذي يعيشُ فيه. ويمتازُ هذا النوع من القصّ بالحكائية، والتكثيف، والمفارقة، وفعلية الجملة، والقصصية، والوحدة، والرمز، والتناص والضدّية، ومن أهم سمات هذا الفن الأدبي مشاركة القارئ في تفسير الكلمات والجُمل، وتصوّر المواقف التي تناولتها القصةُ القصيرة جداً! أنا لا أتفقُ مع مَن يذهب إلى أن القصة القصيرة جداً «نصّاً ناقصاً»، أو «مساحة تجريبية»، بل إنها أدبٌ مستقل، له ملامحه الخاصة به، وإن لم ينتشر في العالم العربي، لكنه موجود في الثقافات الأخرى. وحول أبرز التحديات التي تواجه القصة القصيرة جداً، قال: أرى أن إيقاعَ الحياةِ السريع، والومضات عبر الهواتف الذكية، يصلح لهذا النوع من التعبير، وهو يناسب أوضاع الشباب، الذين يعاصرون الإيقاع السريع، ويأنفون من قراءة القصة القصيرة أو الرواية التي تقع في 400 صفحة. وأرى – بطبيعة الحال – أن القصة القصيرة جدا، مُرشحة لأن تستقل بأدواتها وخصائصها، ولا بد من تأطيرها أدبياً عبر المنصات الأكاديمية مثل: كليات الآداب في الجامعات، وبالطبع المواقع الإلكترونية مثل: «إكس» وإنستغرام. نحن نعلم أن هذا النوع من الأدب قد بدأ في العالم العربي عبر مجموعة من الكُتاب، منهم: محمود تيمور، منذ العام 1922، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وزكريا تامر، وتوفيق عواد، وغيرهم، وتوجد محاولاتٌ حثيثة لدى بعض كتاب دول مجلس التعاون في هذا الشأن.وبخصوص روايته الأحدث (مليورا)، أشار إلى أنها جاءت عبر فكرة قرأتها في أحد المواقع عن قيام خادمة إندونيسية بعمل شعوذة لعائلة سعودية، ماتت على إثرها الأم والبنت، مضيفا «قمت ببناء الرواية على تلك القصة الحقيقية، بتوريط مضيفة طيران إندونيسية، في علاقة حب مع رب تلك الأسرة، الذي اتّجه لأعمال الخير في إندونيسيا، وصادف تلك المضيفة على رحلة الطيران الإندونيسي من الرياض إلى جاكرتا، وبحثت في الموضوع لمدة عام كامل، وبعدها باشرتُ في كتابة الرواية. إنها رواية خيالية، قصدتُ منها أنه ليس كل البشر شياطين، وأن هذا العالم فيه الأخيار والأشرار معاً، وعلى الإنسان أن يختار الطريق الأسلم لسعادته ولخير الآخرين، وهذا ما فعله البطل (خالد) وزوجته (مليورا).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store