
الروائي أحمد عبدالملك لـ «العرب»: القصة القصيرة جداً أدبٌ مستقل قائم بذاته
محمد عابد
صدر حديثا للكاتب الروائي والأكاديمي القطري الدكتور أحمد عبد الملك عملان أدبيان جديدان هما «عندما تغادر الأشرعة» في مجال القصة القصيرة جدا، ورواية بعنوان «ميلورا» عن دار نبراس للنشر والتوزيع.
وأكد الكاتب في تصريحات خاصة لـ «العرب» حول العملين الجديدين، وخاصة كتابه عن القصة القصيرة جدا وهل هي جنس أدبي مستقل، أن القصة القصيرة جدا نص أدبي وتعتبرا أدبا مستقلا قائما بذاته وليست نصا ناقصا. وقال إن كتاب «عندما تغادرُ الأشرعة»، هو استمرار لمشروعي الأدبي في القصة القصيرة جداً، والذي بدأته منذ ثلاثين عاماً بإصدار عدة مجموعات، مثل: مهاجر إلى عينيكِ، وامرأة الفصول السريعة، ومدينة القبور، ووشوشات الروح، وعطرُكِ يغتالني، وعذابات غزة، حيث تناولتُ في الكتاب الأخير مأساة غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، منذ أكتوبر 2023، وصغتُ أكثر من مائة وثلاثين قصةً قصيرةً جداً، اعتمدت على مجريات الأحداث في غزة، تصوّر مأساة شعب غزة! وقامت دار النشر (نبراس) بوضع الصور المناسبة لكل قصة، وعالجتها بتقنية الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: عندما تُغادر الأشرعة، أرجعتني إلى الحالة الرومانسية، والفقد الكبير، وملاذات الروح في عالم يموجُ بالاختلافات والقضايا التي تقضُّ مضجعَ الإنسانية، إضافة إلى العلاقات الإنسانية.
وحول كون القصة القصيرة جداً تقتربُ من «الومضة الشعرية» قال: لا أرى ضيراً في هذا «التنميط»، لأن القصة القصيرة جداً تعتمدُ التكثيفَ والاختصارَ والبلاغة وفعلية الجملة، والتعبير عن حالات الإنسان وعلاقته بالآخر، وبالمحيط الذي يعيشُ فيه، وهذا يقتربُ من الشعر النبيل في بعض الأوجه، وهو قريب من (الهايكو) الياباني. وكان الروائي الأمريكي (أرنست همنغواي) أول من أوجد هذا النوع من الأدب عام 1927، مع أن القصة القصيرة كانت موجودة في عمق الأدب العربي، وإن اختلفت تسمياتُها. قد لا تلتقي القصةُ القصيرةُ جداً مع الشعر، من ناحية الإيقاع الشعري وبحور الشعر، والقافية، والتشطير، لكنها تلتقي معه في التصوير والبلاغة وقوة المفردة، ومشاركة القارئ في التصور والاندماج مع الصور البلاغية، والاختصار والتكثيف! إنهما فنّان مختلفان، ولكل منهما أدواته وتصنيفاته، ولا أعتقدُ بجدوى تقريب القصة القصيرة جداً مع الشعر.
وأكد أن القصة القصيرة جداً تكتملُ عندما تتحقق فيها خصائصها، كما ذكرت، وهي: التكثيف المعبّر عن حالات الإنسان، وعلاقته بالآخر، وبالمحيط المادي الذي يعيشُ فيه. ويمتازُ هذا النوع من القصّ بالحكائية، والتكثيف، والمفارقة، وفعلية الجملة، والقصصية، والوحدة، والرمز، والتناص والضدّية، ومن أهم سمات هذا الفن الأدبي مشاركة القارئ في تفسير الكلمات والجُمل، وتصوّر المواقف التي تناولتها القصةُ القصيرة جداً! أنا لا أتفقُ مع مَن يذهب إلى أن القصة القصيرة جداً «نصّاً ناقصاً»، أو «مساحة تجريبية»، بل إنها أدبٌ مستقل، له ملامحه الخاصة به، وإن لم ينتشر في العالم العربي، لكنه موجود في الثقافات الأخرى.
وحول أبرز التحديات التي تواجه القصة القصيرة جداً، قال: أرى أن إيقاعَ الحياةِ السريع، والومضات عبر الهواتف الذكية، يصلح لهذا النوع من التعبير، وهو يناسب أوضاع الشباب، الذين يعاصرون الإيقاع السريع، ويأنفون من قراءة القصة القصيرة أو الرواية التي تقع في 400 صفحة. وأرى – بطبيعة الحال – أن القصة القصيرة جدا، مُرشحة لأن تستقل بأدواتها وخصائصها، ولا بد من تأطيرها أدبياً عبر المنصات الأكاديمية مثل: كليات الآداب في الجامعات، وبالطبع المواقع الإلكترونية مثل: «إكس» وإنستغرام. نحن نعلم أن هذا النوع من الأدب قد بدأ في العالم العربي عبر مجموعة من الكُتاب، منهم: محمود تيمور، منذ العام 1922، ونجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وزكريا تامر، وتوفيق عواد، وغيرهم، وتوجد محاولاتٌ حثيثة لدى بعض كتاب دول مجلس التعاون في هذا الشأن.وبخصوص روايته الأحدث (مليورا)، أشار إلى أنها جاءت عبر فكرة قرأتها في أحد المواقع عن قيام خادمة إندونيسية بعمل شعوذة لعائلة سعودية، ماتت على إثرها الأم والبنت، مضيفا «قمت ببناء الرواية على تلك القصة الحقيقية، بتوريط مضيفة طيران إندونيسية، في علاقة حب مع رب تلك الأسرة، الذي اتّجه لأعمال الخير في إندونيسيا، وصادف تلك المضيفة على رحلة الطيران الإندونيسي من الرياض إلى جاكرتا، وبحثت في الموضوع لمدة عام كامل، وبعدها باشرتُ في كتابة الرواية.
إنها رواية خيالية، قصدتُ منها أنه ليس كل البشر شياطين، وأن هذا العالم فيه الأخيار والأشرار معاً، وعلى الإنسان أن يختار الطريق الأسلم لسعادته ولخير الآخرين، وهذا ما فعله البطل (خالد) وزوجته (مليورا).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 18 ساعات
- العرب القطرية
«الدوحة المسرحي» ينطلق الليلة بمسرح يوفينيو
محمد عابد تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الدوحة المسرحي الذي تنظمه وزارة الثقافة ممثلة في مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات بمسرح «يوفينيو»، والذي يحتضن المهرجان للعام الثاني على التوالي. يشهد المهرجان في نسخته الجديدة استحداث جوائز لأفضل مشاركة عربية وأفضل انتاج بجانب 11 جائزة أبرزها أفضل عمل مسرحي متكامل، كما يجسد المهرجان أهداف وزارة الثقافة التي تسعى بشكل دائم إلى تفعيل الحركة الثقافية في قطر وتطويرها عبر دعم العروض المسرحية المتميزة باتجاهاتها الفنية المتعددة؛ ومن خلال تشجيع المسرحيين القطريين على مواصلة العمل في كافة مجالات الفنون المسرحية. ويتنافس خلال مهرجان الدوحة المسرحي السابع والثلاثين، 10 عروض مسرحية وهي عرض الافتتاح «كون سيئ السمعة» تأليف وإخراج حمد الرميحي وانتاج شركة الموّال للإنتاج الفني، ومسرحية «غرق» لفرقة الوطن المسرحية من تأليف طالب الدوس وإخراج محمد البلم، وتعرض مساء غد الخميس، و تقدم فرقة قطر المسرحية عرضها «الساعة التاسعة»، من تأليف مريم نصير وسينوغرافيا وإخراج محمد يوسف الملا بعد غد الجمعة، فيما تقدم تذكار للإنتاج الفني مسرحيتها «أنتم مدعوون إلى حفلة»، مساء السبت 24 مايو وهي من تأليف فاطمة العامر وإخراج فيصل العذبة، وتقدم شركة إشهار للإنتاج الفني عرضها «الغريب»، تأليف تميم البورشيد، وإخراج محمد الملا، مساء الأحد 25 مايو.كما يتنافس على جوائز المهرجان العرض المسرحي «الربان» لشركة جسور للإنتاج الفني، تأليف الدكتور خالد الجابر وإخراج علي ميرزا محمود فسوف يعرض مساء الاثنين الموافق 26 مايو، فيما تقدم شركة فضائية للإنتاج الفني عرضها المسرحي «نخل» مساء الثلاثاء 27 مايو وهو من تأليف وإخراج فيصل رشيد، وتقدم فرقة الدوحة المسرحية الأربعاء 28 مايو مسرحية «ريحة الهيل» تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، وتقدم السعيد للإنتاج الفني العرض المسرحي «مطلوب مهرجين» من تأليف تغريد الداوود، وإخراج فالح فايز مساء الخميس 29 لتختتم العروض المتنافسة بـمسرحية «البهلول» لشركة مشيرب للإنتاج الفني وهي من تأليف طالب الدوس وإخراج جاسم الأنصاري مساء الجمعة 30 مايو على أن يقام الحفل الختامي وتتويج الفائزين بالإضافة إلى عرض ختامي استعراضي بعنوان «المسرح جمهور» مساء السبت 31 مايو الجاري. تطلعات الجمهور «العرب» التقت عددا من المسرحيين المشاركين في المهرجان للوقوف على أهم المشاركات. وقال الفنان والمخرج فيصل رشيد مؤلف ومخرج مسرحية «نخل» نقدم مسرحيتنا يوم 27 مايو، ويشارك في التمثيل كل من أسرار أحمد، عقلان محمد، عادل ناصر، حبيب روان، وحلاوي، ومساعد مخرج خالد خميس، والاشراف العام لحمد عبدالرضا،ويعمل الفريق حاليًا على إنهاء البروفات استعدادًا لتقديم عرض يرتقي لتطلعات الجمهور. وأوضح أن العرض يتناول حكاية شخصية تجد نفسها في فضاء غريب، لا يشبه بيئتها ولا تفاصيلها المألوفة، لتبدأ رحلة من التساؤلات والرمزيات التي تفتح المجال أمام تأويلات متعددة، ما يجعل العمل مساحة للتفكير حول الاغتراب، والانتماء، وتحولات الذات. وأضاف: 'نخل' يميل إلى التجريب بأسلوب بصري مختلف، مدعومًا بعناصر حركية وكوريغرافيا من أداء فرقة 'رحل'، ما يعزز البُعد الجمالي والتعبيري في العرض، مؤكدا أن المسرحية تقدم تجربة فنية لا تكتفي بالحكي التقليدي، بل تتوسل بالصورة والرمز والإيقاع. الكرامة والعدالة وقال الكاتب طالب الدوس في تصريح للعرب أشارك بعملين من تأليفي هذا العام هما مسرحية «البهلول» بالاشتراك مع سعود التميمي وإخراج جاسم الأنصاري، وتمثيل كل من خالد عبدالكريم، الاء نجم، أحمد عفيف، سيف اليازوري، محمد حسن، فارس يوسف وآخرين.تأتي المسرحية لتقدم تأملاً في مفاهيم الكرامة، والعدالة، من خلال شخصية بهلول، مهرج القصر ومؤنس الملك، الذي يجد نفسه في مواجهة تحولات كبرى داخل القصر وخارجه.وأضاف ينسج النص عوالمه بين أروقة الحكم، وهموم الناس البسطاء، كاشفًا التناقض بين المظهر والحقيقة، وبين ما يُقال وما يُخفيه الصمت. وعن عمله الثاني «غرق» لفرقة الوطن المسرحية قال الكاتب طالب الدوس، المسرحية وإخراج محمد البلم، وتمثيل كل من خالد الحميدي، سماح السيد، لارا وآخرين.«تتناول المسرحية موضوع الهجرة غير الشرعية وما يواجهه المهاجرون من أخطار وصراعات نفسية وجسدية أثناء رحلتهم إلى المجهول. تُسلط الضوء على معاناة البشر الذين يهربون من واقعهم بحثًا عن حياة أفضل، ولكنهم يصطدمون بالموت أو المجهول وسط البحر. المسرحية تحمل طابعًا وجوديًا وإنسانيًا قويًا، حيث تطرح أسئلة عن الوطن، والانتماء، والمصير، والعدالة، والخوف، والأمل. ومن المسرحيات المشاركة المهرجان «أنتم مدعوون إلى حفلة» لشركة تذكار قال الشيخ فالح بن غانم آل ثاني مدير ومؤسس شركة تذكار للإنتاج الفني، نثمن جهود وزارة الثقافة ومركز شؤون المسرح، لاستمراريه مهرجان المسرح المحلي، باعتبار أن هذه المهرجانات المسرحية تسهم في إثارة روح التنافس وتتاح فرصه المشاركة أمام كل أبناء الوسط الفني، وتساهم في تنمية الوعي المسرحي، مضيفا في تذكار للإنتاج الفني نسعى دائما إلى اكتشاف المواهب والقدرات الفنية المسرحية الشابه. وبدوره قال المخرج فيصل العذبة مخرج المسرحية في تصريح لـ «العرب»، المسرحية، من تأليف فاطمة العامر، وإخراج فيصل العذبة، وبطولة كل من: كلمة مشعل الدوسري عبدالله مبارك، سارة، وخالد التميمي. لافتا إلى أن المسرحية تغوص في تراجيديا إنسانية عميقة، ترصد التحولات النفسية التي يعيشها الإنسان نتيجة صدمات الطفولة والتجارب القاسية التي ترافقه حتى الكهولة. وتدور أحداث العمل حول شخصية رئيسية تستعد للاحتفال بعيد ميلادها الخمسين، لكنها في الواقع تخوض رحلة داخلية مضطربة، باحثة عن أمنية مؤجلة تعكس وجعًا طويلًا لم يشفَ.


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- العرب القطرية
«حين يعبر الشعر مرتين».. تضيء أمسيات «المعرض الدولي»
محمد عابد ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الدوحة الدولي للكتاب أقيمت أمسية شعرية بعنوان «حين يعبر الشعر مرتين» شارك فيها الشاعر السوداني محمد عبدالباري. وخلال الأمسية التي أدارها الشاعر القطري عبدالحميد اليوسف، تنقل الجمهور مع عبد الباري بين ثلاثة محاور رئيسية، جمع فيها بين الحوار الشعري والفكري، وقراءة مختارات من قصائده القديمة والحديثة، وبعض النصوص التي تُقرأ لأول مرة. افتُتح اللقاء بحوار عن علاقة الشاعر بالشعر، حيث تحدث عبد الباري عن تأثره بجيل الشعراء الكبار، وكيف تشكل وعيه الشعري بين التأمل في تجاربهم والسعي إلى فرادة لغته الخاصة. كما تناول الحديث ظاهرة محاولة بعض الشعراء الشباب محاكاة أسلوبه، مؤكدًا أن لكل شاعر تجربته وخصوصيته، وأن التفرد لا يُستنسخ. وفي المحور الثاني، أضاء الشاعر كواليس كتابة القصيدة، وكيف تولد أحيانًا من وحي اللحظة، وأحيانًا من تراكم الفكرة والتأمل. وشارك الجمهور قصة قصيدة «أندلسان»، وهي من أبرز نصوصه، مبينًا كيف اجتمعت فيها لحظة الإلهام وسياقات الكتابة المركبة، حيث يندمج فيها التاريخ مع الشعور الشخصي، والمعنى مع الصورة. أما المحور الثالث فتحدث فيه الشاعر عن العلاقة الغامضة بين العلم والشعر، متناولًا تأثره بعلم الفيزياء تحديدًا، وكيف يجد في قوانين الكون وحقائقه مدخلًا جديدًا لتجليات الشعر، مما أضفى على تجربته طابعًا معرفيًا وفلسفيًا نادرًا. وختم الشاعر الأمسية بقراءة نصوص جديدة تُقرأ لأول مرة، لم تنشر بعد، وصرّح بأن تقديم هذه النصوص للجمهور قبل نشرها هو أمر لا يفعله عادة، لكن الصداقة والود الذي يجمعه بالجمهور القطري، ودفء هذه الأمسية، دفعاه لكسر هذا التقليد. وقال الشاعر محمد عبد الباري إن معرض الدوحة الدولي للكتاب واحد من أهم التظاهرات الثقافية في العالم العربي، ويمثل مساحة نابضة للقاء القرّاء والكتّاب، ويُنعش علاقتنا بالكتب والأدب والفكر، أتمنى له كل التوفيق والازدهار.


العرب القطرية
منذ 3 أيام
- العرب القطرية
«المتحف المصري الكبير» يحتضن «التمكين بالفن»
محمد عابد في تظاهرة فنية دولية تحتفي بإبداع المرأة، انطلقت في المتحف المصري الكبير بالقاهرة فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى 'التمكين بالفن' (EHAF)، بمشاركة أكثر من 200 فنانة من 35 دولة عربية وأجنبية، من بينها دولة قطر التي تسجل أول حضور رسمي لها في هذا المحفل العالمي عبر وفد فني نسائي بارز. وشاركت خمس فنانات قطريات في فعاليات الملتقى الذي يستمر على مدار خمسة أيام، وهن: هنادي الدرويش، هيفاء الخزاعي، وضحى السليطي، سعاد السالم، ومريم الموسى. وقدمت الفنانات أعمالًا متنوعة تعكس ملامح من الهوية القطرية وتجليات المرأة في الذاكرة والتراث، بأساليب فنية معاصرة تعبر عن رؤى شخصية وجمالية متعددة. شهد حفل الافتتاح حضور السيدة مريم أحمد الشيبي، القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية، إلى جانب عدد من السفراء والدبلوماسيين والشخصيات العامة ورموز الفن والثقافة من مختلف أنحاء العالم ، ما منح المشاركة القطرية بُعدًا دبلوماسيًا وثقافيًا يعكس دعم الدولة للفن كأداة لتعزيز الحوار والتواصل بين الشعوب. وأعربت الفنانة هنادي الدرويش في تصريح لـ «العرب»عن سعادتها بالمشاركة في الملتقى والتي تبرز التراث القطري بلغة فنية معاصرة، حيث أعتمد في أعمالي على استخدام الخط العربي كعنصر بصري جمالي في التكوين، وليس كنص مقروء، إلى جانب استلهام الأقمشة التقليدية كالـ 'بخنق' و'الثوب' التي ترتبط بالمرأة القطرية، لإعادة تقديمها بطريقة رمزية تربط بين الماضي والحاضر'. وأضافت، الدرويش ألواني ليست مجرد اختيار جمالي، بل تعكس مشاعر إنسانية عميقة؛ فالأحمر يرمز إلى الحيوية، والأخضر إلى الراحة والطبيعة، أما الأزرق فيمثل الهدوء والتأمل. كما أنني أستخدم تقنيات مثل الطبقات الشفافة والأسطح الخشنة والقماش لتوليد عمق بصري في العمل الفني.'. من جهتها، أوضحت الفنانة هيفاء الخزاعي أن أعمالها تتمحور حول المرأة القطرية في سياق تراثي، وقالت: 'التراث هو مرآة الهوية وروحها، وقد سعيت في أعمالي إلى إبراز الدور الإنساني والحيوي للمرأة القطرية في الحياة اليومية، مستخدمة فن الحفر وأساليب الطباعة الحديثة لتقديم أعمال مبسطة وحديثة يسهل تفاعل الجمهور معها دون تعقيد.' زخارف وهوية بصرية أما الفنانة وضحى السليطي، فقد قدمت أعمالًا ترتكز على الزخارف التي تزين الملابس التقليدية للمرأة القطرية، وقالت: 'الزخارف ليست فقط مظهرًا جمالياً، بل تعبير عن تاريخ وهوية. أعمل على دمج الأصالة مع المعاصرة من خلال استخدام وسائط متعددة وخامات مختلفة، في لوحات وكتب فنية ومعلقات تستعيد حضور التفاصيل الصغيرة التي تشكل الذاكرة الثقافية.' وشاركت الفنانة سعاد السالم، وهي من الرعيل الثاني للفنانين التشكيليين القطريين، بمجموعة من الأعمال التي تنتمي إلى مشروعها الفني المستمر 'حالات'، والذي يناقش تحولات المرأة في تجلياتها المختلفة من خلال أسلوب تعبيري تجريدي مستوحى من الموروث المحلي والإنساني. وذكرت السالم أنها تحرص على تقديم رؤيتها الفكرية عبر مجموعات متكاملة من الأعمال، وقالت: 'لكل عمل عندي كماله الخاص، يظهر كجزء من منظومة تعبيرية أوسع. في هذا الملتقى، قدمت أعمالًا بطباعة بارزة وملونة على ورق بقياس 70 × 85 سم، تتعامل مع موضوعات الهوية من زاوية بصرية وتجريبية معاصرة.' يُذكر أن ملتقى 'التمكين بالفن' لا يقتصر على المعرض الفني، بل يشمل أيضًا سلسلة من الندوات والمحاضرات حول تطور الفن الحديث، وورش عمل متخصصة تشرف عليها نخبة من الفنانات العالميات، إلى جانب فعاليات تركز على دعم وتمكين الفنانين من ذوي الإعاقة، في رسالة إنسانية شاملة تؤمن بأن الفن مساحة لكل التجارب والقدرات.