
ولي عهد رأس الخيمة يقدم واجب العزاء بوفاة أحمد مبارك الكيبالي
الشارقة 24 – وام:
قدم سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة، اليوم الخميس، واجب العزاء في وفاة المغفور له أحمد مبارك سعيد الكيبالي، وذلك بمجلس العزاء في منطقة سهيلة برأس الخيمة
.
مرافقة مميزة
رافق سموه خلال تقديم واجب العزاء، الشيخ أرحمة بن سعود بن خالد القاسمي مدير مكتب سمو ولي عهد رأس الخيمة، والشيخ الدكتور محمد بن سعود بن خالد القاسمي السكرتير الخاص لسمو ولي عهد رأس الخيمة
.
تقديم خالص التعازي وصادق المواساة
وأعرب سمو ولي عهد رأس الخيمة، عن خالص تعازيه وصادق مواساته لأسرة الفقيد، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يدخله فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 19 دقائق
- الاتحاد
الإمارات.. حين يتحوّل التخطيط إلى رسالة، وصناعة الغد إلى التزام
الإمارات.. حين يتحوّل التخطيط إلى رسالة، وصناعة الغد إلى التزام في القمة العالمية للحكومات، حيث تلتقي العقول لصياغة رؤى المستقبل، تحدّث معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، بكلمات عفوية وعميقة، عكست جوهر النموذج الإماراتي في الحكم، لا بوصفه إدارة يومية، بل مشروعاً وطنياً طويل الأمد. لم يكن حديثه خطاباً رسمياً، بل كان أشبه بنقل صورة من الداخل، من عقل الدولة الإماراتية، وكيف تفكّر وتخطط وتتحرك في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطراباً. هذا النهج الذي عبّر عنه معاليه، لم يكن وليد لحظة أو اجتهاد فردي، بل هو امتداد لرؤية متكاملة رسّخها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع الإنسان في قلب المشروع الوطني، وجعل من القيادة نموذجاً في الحكمة والرحمة والقرب من الناس. وتواصل هذا النهج بقوة تحت راية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي جعل من الاستقرار والتخطيط والكرامة الوطنية عنواناً لنهجه، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الذي بث في العمل الحكومي روح الطموح والميدان، ورفع سقف الأداء في كل مؤسسات الدولة. من هذا الأساس، جاءت كلمات القرقاوي لتكون ترجمة طبيعية لفكر قيادة تُدير الزمن لا تنتظر تحوّلاته. في حديثه، لخص القرقاوي جوهر التجربة الإماراتية بجملة صريحة: «نحن نعيش في حيّ صعب، ولذلك نُفكر يومياً في ما هو الأصلح لنا» هذه العبارة وحدها تختصر فلسفة كاملة: أن التفكير الاستراتيجي في الإمارات ليس رفاهية، بل ضرورة، وأن البقاء لا يعني فقط النجاة، بل التقدّم وسط الأمواج. في الإمارات، تبدأ كل خطة من فهم عميق للواقع: فهم الداخل أولاً، واستيعاب ما يحتاجه المجتمع، ثم مراقبة محيطها الإقليمي، وتحليل المتغيّرات الدولية، من الاقتصاد إلى الجغرافيا السياسية، ومن التحالفات إلى التحديات. ثم يأتي القرار، مبنياً لا على انفعال، بل على مصلحة وطنية محسوبة. أشار القرقاوي في حديثه إلى محطات فارقة في العمل الحكومي: وزارة الذكاء الاصطناعي عام 2017 لم تكن استجابة للموضة، بل استعداداً لعصر جديد، ووزارة السعادة كانت إعلاناً بأن الإنسان ليس أداة إنتاج، بل محور الرفاه، وتعيين وزيرة شابة بعمر 21 عاماً لم يكن رمزاً، بل تأكيداً على أن صوت الشباب يجب أن يكون جزءاً من صناعة القرار. ما يميّز هذه الرؤية أنها لا تعتمد على البريق، بل على البساطة والفطرة. قال القرقاوي: «الأمر بسيط… الأمر فيه كثير من الحسّ العام» وهذه البساطة ليست ضعفاً، بل نضجاً، حين تكون مدعومة بفريق يعمل ويبحث ويفكّر، ويملك شغفًا حقيقيًا بالمستقبل. والأهم من ذلك أن الإمارات لا تبني المستقبل لنفسها فقط. فكما قال معاليه، الناس في العالم العربي ينظرون إلى ما تفعله الإمارات ويسألون: «لماذا لا نفعل مثلهم؟ إنهم يشبهوننا» وهنا تبدأ الرسالة الأهم: حين تنجح الإمارات، فإنها تفتح باباً من الأمل لمن حولها، وتؤكد أن النهوض ممكن حين تتوافر الرؤية والإرادة والعمل المستمر. الإمارات لا تقول الكثير، لكنها تُنجز. لا تطرح شعارات، بل تبني واقعاً يفرض احترامه. وحديث القرقاوي كان مثالاً حياً على أن في هذا البلد من يُفكر، لا ليُعجب الآخرين، بل ليصون كرامة الإنسان، وليمنحه أسباباً حقيقية للإيمان بالغد. هذه هي الإمارات… دولة لا تنتظر الفرص، بل تصنعها، ولا تخشى التحدي، بل تُقبِل عليه. تقودها قيادة تعرف أن مهمتها لا تنتهي عند حدود الوطن، بل تبدأ منها لتصل إلى كل من يرى في التجربة الإماراتية أملاً جديداً. *لواء ركن طيار متقاعد.


البوابة
منذ 2 ساعات
- البوابة
رسالة ماجستير فى كينيا تناقش مفهوم الخطايا عند المسلمين والمسيحيين.. بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها
بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بها.. ويحب على الجميع مواجهتها القيم العامة واحدة فى كل من المسيحية والإسلام.. ولكن موضوع الخطية مثار خلاف كبير الباحث القس سمير داود: دراسة الخطية أكبر من البحث فى القيم لأن نفوسنا عاصية وأمارة بالسوء الخطايا فى المسيحية أو الإسلام تجعلنا نبنى أرضية مشتركة لتصحيحها من أجل الحياة بسلام وأمان يجب أن يكون لدينا حوار دينى مسيحى عملى حقيقى على أرض الواقع «المجتمع الغربى يختلف كليًا عن المجتمع الشرقى.. وبالتالى ما يُعتبر خطية فى الغرب قد لا يُعدّ كذلك فى الشرق.. والعكس صحيح» القس سمير داود فهم العقائد عمومًا، ومفهوم الخطية خصوصًا فى كل من المسيحية والإسلام، يُسهم فى بناء أرضية مشتركة للحوار. من هذا المنطلق حصل الباحث القس سمير داود ونيس إبراهيم على درجة الماجستير من جامعة سانت بول فى كينيا عن رسالته "مفهوم الخطية فى المسيحية والإسلام وأثره على العلاقات المسيحية الإسلامية" وتتضمن الرسالة 3 أهداف هي: أولا: ما هى الخطية والتأسيس اللاهوتى فى كل من الإسلام والمسيحية. ثانيا: ارتباط مفهوم الخطية بالعقائد والطقوس والممارسات فى المسيحية والإسلام ثالثا: الفهم المعاصر للخطية وأثره على العلاقات المسيحية الإسلامية وأكد القس سمير أن الأهداف التى طرحها فى عمله الأكاديمى الفريد تدور حول سؤال هل فهمنا للعقائد مثل عقيدة الخطية سواء فى المسيحية أو الإسلام يجعلنا نبنى أرضية مشتركة لأن هناك بعض الخطايا لا نتغاضى عن الاعتراف بأنها خطية، على سبيل المثال الشذوذ الجنسي، فالمسيحية تعتبر ذلك خطية سواء على المستوى الدينى أو الأخلاقى أو الاجتماعي. فلابد من فهم المسلم لمفهومى كمسيحى عن الخطية يتطابق مع ما تعلنة كلمة الله فى الكتاب المقدس وهو نفس الشيء فى الإسلام النقطة الأخيرة فهمنا للمعتقدات يجعلنا ندرك أهمية أن يكون لدينا حوار دينى مسيحى عملى حقيقى على أرض الواقع فليس فقط مفهوم الخطية لكن كل ما يتعلق بالمسيحية والإسلام أن الأوان أن تدرس هذه العقائد بانفتاح كبير تحت مظلة أكاديمية علمية سواء من الأزهر أو كنائس المختلفة وما تمثلها من كليات اللاهوت المعتمدة.. وحول هذه الرسالة الفريدة فى مضمونها التقينا القس سمير بالكنيسة الانجليكانية. البوابة التقت مع الباحث وكان هذا الحوار. القس سمير داود يتحدث لمحرر «البوابة» ■ فى البداية لماذا نوقشت الرسالة فى كينيا؟ لم نكن نقصد كينيا تحديدًا، بل كنت أبحث عن برنامج يُعنى بالإسلام والعلاقات المسيحية الإسلامية. وأثناء مشاركتى فى مؤتمر كليات اللاهوت فى أفريقيا، الذى عُقد فى مصر، التقيت بعميد جامعة القديس بولس فى كينيا، دكتور "ديفوس شيرمونيون" وبترشيح من رئيس الأساقفة، المطران سامى فوزي، تم الاتفاق على تبادل الخبرات بين كليات اللاهوت، وبخاصة بين كلية القديس أثناسيوس التابعة لإقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الإنجيليكانية، وجامعة القديس بولس فى كينيا، وهى جامعة عريقة وكبيرة، ومعتمدة دوليًا. وبناءً على هذا التعاون، تم ترشيحى للدراسة فى جامعة القديس بولس فى كينيا، للالتحاق ببرنامج الماجستير هناك، مقابل تدريس أبجديات اللغة العربية. ■ فى العادة يتم اختيار قيمة مشتركة والبحث فيها لتأكيد التعايش بين الأديان لماذا اخترت الخطية وهل تصلح لتكون كذلك؟ فى العادة هذا ما يتم مناقشته لكن تأثيره على المجتمع لا يتجاوز إلا عدد محدد من الناس وهناك عدد من القيم المشتركة فى كل من المسيحية والإسلام. لكن كان موضوع الخطية مسار خلاف كبير فى كل من المسيحية والإسلام هذا الموضوع له أثره سواء على القيم الأخلاقية الممارسات الدينية كما يمتد أثره للمجتمع ككل فعندما يقع حادث أو جريمة لابد ان تجد أن هناك وصية دينية كسرت تمثل خطية يمتد أثرها على المجتمع الأفراد والأخلاق والقيم. فاعتقد أن موضوع الخطية دراسته أكبر من دراسة القيم المجتمعية فقط إذا عرفنا أن نفوسنا عاصية ومتمردة وأمارة بالسوء. ■ يقال إن فى الغرب الكذب هو الخطية الكبرى وفى الشرق الخطية الكبرى الزنا ما حقيقة ذلك وما تعليقك عليه وهل الخطية الكبرى فى الاسلام غير فى المسيحية؟ المجتمع الغربى يختلف كليًا عن المجتمع الشرقي، وبالتالى ما يُعتبر خطية فى الغرب قد لا يُعدّ كذلك فى الشرق، والعكس صحيح. فعلى سبيل المثال، ينظر الغرب إلى الجنس باعتباره غريزة طبيعية يمكن إشباعها فى أى وقت، دون أن يرتبط ذلك برابط دينى أو أخلاقى يبعث على تأنيب الضمير. ومن هذا المنطلق، لا يُعدّ الجنس خارج إطار الزواج خطيةً عند الكثيرين فى المجتمعات الغربية. كما أن الحياة فى الغرب تُبنى على الفردانية؛ فكل شخص حرٌّ فى خياراته الشخصية، ولا يُسأل عادةً عمّا فعل أو ارتكب، ما دام ذلك لا يتعدى على حرية الآخرين. أما فى المجتمعات الشرقية، فالأمر مختلف؛ إذ تُولى المجتمعات أهمية كبرى للأعراف الدينية والاجتماعية، ويُنظر إلى السلوك الشخصى على أنه جزء من النسيج العام للأسرة والمجتمع. لذلك، يختلف مفهوم الخطية بين الشرق والغرب، ويضعف لدى الغربيين التمييز بين "خطية كبيرة" و"خطية صغيرة"، كما هو الحال فى السياق الدينى أو الاجتماعى فى الشرق. الخطايا الكبرى فى المسيحية والإسلام فى المسيحية، لا يوجد تقسيم رسمى للخطايا إلى "كبيرة" و"صغيرة" كما هو الحال فى الإسلام. فالمبدأ اللاهوتى العام يقول إن "الخطية خطية"، بغض النظر عن اسمها أو مرتكبها، لأن أى خطية تُعد انفصالًا عن الله. أما فى الإسلام، فهناك تفريق واضح بين الكبائر والصغائر، وتُسمى كذلك "ذنوبًا" أو "آثامًا" أو "معاصي"، وهى مصطلحات أكثر تداولًا من كلمة "خطية" التى تُستخدم فى المسيحية. وقد توعّد الله فاعلى الكبائر بعقوبات فى الدنيا والآخرة إن لم يتوبوا. من أمثلة هذه الكبائر: الزنا، وقد ورد فيه قوله تعالى: "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" (الإسراء: ٣٢). الكذب، وخاصة الكذب الذى يؤدى إلى الظلم أو شهادة الزور. وقد جاء فى الحديث النبوي: "وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار" (رواه البخارى ومسلم). ■ هل توجد أيضا خطية صغرى؟ - حسب المفهوم الإسلامى إذا كان هناك كبائر فبالتالى يكون هناك خطايا صغرى فى ومن أمثلة ذلك نسيان ذكر الله أو التقصير فى السنن والنوافل. لكن المسيحية لا تذكر هذا المفهوم عن الخطية. ■ ما أبرز تعليقات المناقشين حول الرسالة؟ - فى البداية كان المشرف على الرسالة الدكتور. "عدن جيرسو" دكتور مسلم كينى حاصل على دكتور فى الفلسفة من جامعة تركيا ومحاضر فى العديد من الجامعات فى كينيا وكان يجيد اللغة العربية جيدًا كذلك هناك مشرف آخر هو دكتور "جون كيبوي" أستاذ دراسات اللاهوت النظامي. أم الذين باشروا فحص الرسالة دكتور "جون بويير" أستاذ الفلسفة الإسلامية، وطرق البحث العلمي، ودكتور "جوزيف موتيه" عميد طلبة كلية سانت بولز وأستاذ التاريخ الإسلامي، العلاقات المسيحية الإسلامية. ويُعد هذا الموضوع جديدًا من الناحية الأكاديمية، فعلى الرغم من وجود تاريخ طويل وحافل من الحوارات المسيحية–الإسلامية، إلا أن مفهوم "الخطية" لم يُشرح بوضوح لأتباع الديانة الأخرى. فغالبًا ما كانت الشروحات تتم داخل كل مجتمع دينى ووفقًا لثقافته الخاصة، دون أن يكون هناك جهد منهجى لتقديم هذا المفهوم للطرف الآخر بلغة علمية مفهومة. كما أن معظم الدراسات السابقة كانت إما بالعربية أو بالإنجليزية، ولكنها لم تتناول موضوع "الخطية" من منظور مقارن، بل اقتصرت على عرض المفهوم داخل كل ديانة على حدة. وحتى بين العلماء الحاصلين على درجات أكاديمية فى الدراسات الإسلامية أو المسيحية، نادرًا ما نجد من تطرّق إلى شرح مفهوم الخطية فى الإسلام بلغة إنجليزية موجهة لغير المسلمين، أو العكس. وقد لاحظت ذلك شخصيًا أثناء مناقشة الرسالة، إذ كانت اللجنة المشرفة – وبعضهم متخصصون فى الدراسات المسيحية – يسمعون للمرة الأولى عن مفاهيم إسلامية أساسية، مثل: عدم وجود "الخطية الأصلية (Original Sin) أو مفهوم "وراثة الخطية"، الذى يُعد ركيزة أساسية فى اللاهوت المسيحي. من هذا المنطلق، أعتبر هذه الرسالة بمثابة بذرة أولى فى مجال دراسة مفهوم الخطية فى كل من المسيحية والإسلام، وهى محاولة لردم الفجوة المعرفية بين الديانتين. وقد كان للموضوع تأثير واضح على الطلبة المسيحيين من أفريقيا، الذين كانوا يعتقدون أن مفهوم الخطية متطابق فى الديانتين. كما أثّر الموضوع فى بعض الطلبة المسلمين الذين كانوا يتصورون أن المسيحية تُبيح جميع الخطايا ولا تضع لها ضوابط دينية أو أخلاقية، وهو تصور خاطئ شائع. ■ ما أثر هذا الموضوع على العلاقات المسيحية الإسلامية؟ - كما ذكرت سابقًا، فإن فهم العقائد عمومًا، ومفهوم الخطية خصوصًا فى كل من المسيحية والإسلام، يُسهم فى بناء أرضية مشتركة للحوار. فمثلًا، الشذوذ الجنسى يُعد خطية فى المسيحية من الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وهو كذلك فى الإسلام. ومن هنا، فإن فهم المسلم لرؤية المسيحى للخطية يجب أن يكون منسجمًا مع ما تعلنه كلمة الله فى الكتاب المقدس، والعكس صحيح. إن إدراكنا المتبادل لهذه المفاهيم لا يقتصر على "الخطية" فحسب، بل يشمل كل ما يتعلّق بالإيمان المسيحى والإسلامي، ويمهد لحوار حقيقى وفاعل على أرض الواقع. ■ كيف يؤثر هذا المفهوم على الواقع المعاصر اليوم؟ - فى الواقع، بدأ مفهوم الخطية ينفصل تدريجيًا عن جذوره الدينية، وأصبح يرتبط بمجموعة من المفاهيم الثقافية والاجتماعية المتنوعة. وقد ساهمت التيارات الدينية المختلفة داخل كل من المسيحية والإسلام فى تعقيد هذا المفهوم، حيث لم يعد الحكم الدينى هو المعيار الوحيد لتقييم تصرفات الأفراد، بل أصبح واحدًا من عدة معايير تشمل الأطر الثقافية والاجتماعية وحتى السياسية. فعلى سبيل المثال، يختلف تعريف الخطية لدى المسيحيين الليبراليين عن نظرائهم المحافظين أو أتباع لاهوت التحرير فى أمريكا اللاتينية. وهذا التباين لا يعكس فقط تنوع التوجهات اللاهوتية، بل يشير أيضًا إلى انتقال المفهوم من إطار دينى محدد إلى إطار أوسع يستند إلى مبادئ مثل قبول الآخر، والتسامح، واحترام التعددية. غير أن هذا "التحرر" من المفهوم الدينى جعل من الصعب الوصول إلى تعريف مشترك للخطية، بل وأضعف إمكانية الحكم الأخلاقى الموحد على الأفعال، مما زاد من صعوبة فهم الآخر وقبوله، إذ بات كل فرد أو تيار يُعرّف الخطية وفق مرجعيته الخاصة. ■ ما المدة التى قضيتها فى كينيا؟ - امتد البرنامج على مدار عامين دراسيين، تضمن دراسة مجموعة من المواد، كانت أبرزها مادة "العلاقات المسيحية الإسلامية"، والتى تُعد جوهر برنامج الماجستير فى سنته الأولى. وقد اشترط البرنامج أن يكون موضوع الرسالة مرتبطًا بأثره المباشر على هذه العلاقات. من هذا المنطلق، وقع اختيارى على "مفهوم الخطية"، لما لاحظته من سوء فهم مشترك يحيط به، خاصة فى السياق المعاصر، سواء من الطرف المسيحى أو الإسلامي. فقد رأيت أن توضيح هذا المفهوم يسهم فى تصحيح كثير من التصورات المغلوطة، ويمهّد لحوار أكثر عمقًا وصدقًا بين الطرفين. أما فى السنة الثانية، فكان على الطالب إعداد مقترح الرسالة والدفاع عنه أولًا، ثم كتابة الرسالة الكاملة وتقديم الدفاع النهائى أمام اللجنة الأكاديمية. ■ ما أبرز سمات الحياة فى كينيا وأهم معالمها؟ - كينيا دولة زراعية فى المقام الأول، وتتميز بمناخ استوائى معتدل، حيث تهطل الأمطار الموسمية على مدار ما يقرب من تسعة أشهر متواصلة فى بعض المناطق. وعلى عكس ما هو مألوف فى مصر، فإن فصول السنة فى كينيا تختلف تمامًا؛ ففصل الشتاء يبدأ من شهر مايو ويمتد حتى يناير أو فبراير من العام التالي، بينما يكون الصيف فى الأشهر الأخرى، مصحوبًا بدرجات حرارة تصل غالبًا إلى ٣٠ درجة مئوية، مما يؤدى إلى نزوح مياه المحيط طوال العام نحو السواحل. تُعد كينيا من الوجهات السياحية الشهيرة، لما تتمتع به من طبيعة خلابة، حيث تضم عددًا كبيرًا من المحميات الطبيعية والغابات المفتوحة التى تحتوى على تنوع كبير من الحيوانات البرية، بالإضافة إلى الشواطئ الجميلة على المحيط، خصوصًا فى مدينة ممباسا. ويزور البلاد عدد كبير جدًا من السياح سنويًا للاستمتاع بهذه المظاهر الطبيعية. أما العاصمة نيروبي، فهى مدينة حديثة تضم العديد من المبانى المرتفعة والمراكز التجارية الكبرى (المولات)، وتُعد من أكثر مدن كينيا تطورًا من حيث البنية التحتية والخدمات. المجتمع الكينى يتميز بالبساطة والانفتاح، فهو مجتمع مسالم ومحب، يكاد يخلو من الشجار والعنف فى الحياة اليومية، ويُلاحظ أن عدد المدخنين قليل جدًا، مما يعكس طبيعة صحية إلى حد كبير. أما من الناحية التعليمية، فإن التعليم يُعتبر قيمة أساسية فى المجتمع الكيني، وتُعتمد ثلاث لغات رئيسية فى الحياة اليومية: ١. لغة القبيلة، وهى اللغة الأم. ٢. اللغة السواحلية، وهى اللغة المشتركة بين مختلف القبائل والمجتمعات. ٣. اللغة الإنجليزية، وهى اللغة الرسمية وتُستخدم على نطاق واسع، ويتحدث بها الجميع، من الكبار إلى الصغار، بطلاقة. ■ كيف تتعايش الطوائف المسيحية والأديان الأخرى فيها؟ تُعد المسيحية الديانة الأكثر انتشارًا فى كينيا، حيث يُقدَّر أن أكثر من ٨٠٪ من السكان يدينون بالمسيحية، بمختلف طوائفها. أما الإسلام، فيمثل نحو ١١٪ من السكان، وهو منتشر بشكل خاص فى المناطق الساحلية مثل ممباسا ولامو، بالإضافة إلى بعض المناطق الشمالية الشرقية القريبة من حدود الصومال. صحيح أن بعض المسلمين فى كينيا من أصول صومالية أو إثيوبية، لكن نسبة كبيرة منهم يحملون الجنسية الكينية ويُعدّون جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني. فى المجتمع الكيني، تُعتبر حرية المعتقد قيمة أساسية ومحترمة. فلا يُسمح لأى شخص أن يُسأل عن دينه، ولا يجرؤ أحد على التدخل فى معتقدات الآخرين. لكل فرد مطلق الحرية فى عبادة ما يشاء، سواء كان مسيحيًا أو مسلمًا أو يهوديًا أو هندوسيًا أو حتى لا دينيًا، ما دام لا يفرض معتقده على الآخرين بالقوة أو الإكراه. هذا المبدأ فى احترام الحرية الدينية ترسّخ بشكل أعمق بعد تفجير السفارة الأمريكية فى نيروبى عام ١٩٩٨، حيث بادر قادة الأديان إلى تنظيم لقاءات مشتركة للدعوة إلى السلام ونبذ العنف والتطرّف، مما عزّز ثقافة التعايش والتسامح الديني. ومن مظاهر هذا التعايش أيضًا أن الزواج فى كينيا لا يُقيَّد بالدين، بل يمكن أن يتم بين أشخاص من ديانات مختلفة، طالما هناك محبة وإخلاص واحترام متبادل. ومن الطبيعى أن تجد فى العائلة الواحدة أفرادًا مسيحيين ومسلمين يعيشون فى تناغم. فالتنوع الدينى لا يُنظر إليه كتهديد، بل يُعتبر وسيلة للحفاظ على وحدة الأسرة واستقرار المجتمع.


زهرة الخليج
منذ 3 ساعات
- زهرة الخليج
كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار
#منوعات في زمن تتعاظم خلاله التحديات البيئية والمناخية، تبرز أهمية الأمن الغذائي كأحد الأعمدة المحورية لاستقرار المجتمعات، وازدهارها. وفي قلب هذه الرؤية، تؤسس دولة الإمارات شراكات استراتيجية مع منظمات دولية كبرى، وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)؛ لتحقيق تحول حقيقي في النظم الغذائية والزراعية. وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي يوافق الخامس من يونيو كلَّ عام، التقت «زهرة الخليج» الدكتور كيان أكرم الجاف، رئيس بعثة المكتب الإقليمي الفرعي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، ومقره أبوظبي، لاستعراض أهم المحطات في هذه الشراكة، ورؤيته للمستقبل الزراعي بالمنطقة: كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار بدايةً.. ما الذي شكّل دافعك الشخصي للانخراط في قضايا الأمن الغذائي، والتنمية الزراعية؟ كان والدي، الدكتور أكرم الجاف، أحد الرموز البارزة في قطاع الزراعة، وكان قدوة حقيقية، ورجلاً سابقاً لعصره؛ فقد كان يردد، دائماً: «حينما تغادر منزلك، تذكر مَنْ أنت، وابن مَنْ، وماذا تمثل». هذا المبدأ شكّل الأساس، الذي بنيت عليه مسيرتي المهنية والإنسانية. وبمرور الوقت، أيقنت أن الأمن الغذائي حجر الزاوية في بناء مجتمعات مستقرة، تصون كرامة الإنسان. وفي هذا السياق، تبقى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ حينما قال: «أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة»، مصدر إلهام متجدداً، يعزز إيماننا بأن الزراعة ركيزة حضارية، وإنسانية. تحسين الإنتاجية ما أبرز المحطات والاعتبارات، التي صاحبت تأسيس مكتب «الفاو» في أبوظبي؟ تم تأسيس المكتب الإقليمي الفرعي للمنظمة في أبوظبي عام 2010، وكانت التحديات تتمثل في: تحسين الإنتاجية الزراعية، وتلبية الاحتياجات الغذائية. وقد تطورت أولويات دول مجلس التعاون الخليجي بشكل ملحوظ؛ مع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة البيئية، خاصة في مواجهة تحديات، مثل: تغير المناخ، وندرة المياه؛ فأصبح التركيز منصباً على تحقيق الأمن الغذائي بشكل مستدام، مع مواصلة تحقيق التقدم في ابتكار حلول متكاملة، مثل: تحسين سلاسل الإمداد الغذائي، وتعزيز تنوع الإنتاج الزراعي، ودعم تقنيات الزراعة الحديثة، التي تساهم في تحسين استخدام المياه. حدثنا عن أبرز تجاربكم الناجحة! إحدى التجارب البارزة، كانت التعاون مع دولة الإمارات؛ لإنشاء مركز التميز الإقليمي لتحويل النظم الغذائية. ويُعد هذا «المركز» منصة استراتيجية؛ لتعزيز الابتكار والإصلاح الغذائي في المنطقة، ما يعكس التزام الدولة الجاد بدعم الأمن الغذائي.. إقليمياً، وعالمياً. صِفْ لنا الشراكة بين دولة الإمارات، ومنظمة «الفاو»! إنها شراكة نموذجية على مستوى الرؤية والإنجاز؛ فالإمارات شريك استراتيجي يدعم مبادرات «الفاو»، الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتحسين سبل العيش في المناطق المتأثرة بالتحديات البيئية، وتتميز هذه الشراكة بتكامل الأهداف بين الطرفين، والتزام مشترك بتحقيق أثر طويل الأمد. ما أهمية ممارسات الزراعة المستدامة في المنطقة؟ الزراعة المستدامة حجر الزاوية؛ لتحقيق الأمن الغذائي في منطقة الخليج، بتبني تقنيات ذكية، وممارسات حديثة؛ تمكّن دولنا من زيادة الإنتاجية الزراعية. وهنا، أود الإشارة إلى تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، من قِبَل «الفاو»، خلال احتفالات «المنظمة» بمرور 80 عاماً على تأسيسها؛ تقديراً لجهود سموها المتميزة في دعم قضايا الزراعة والأمن الغذائي، وتأكيداً على الالتزام العميق بالاستدامة البيئية، والإنسانية، في المنطقة. كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار ركيزة أساسية ما دور الابتكار التكنولوجي في النهوض بالإنتاج الزراعي؟ التكنولوجيا ليست رفاهية، بل ضرورة لمواجهة التحديات، التي تواجه نظمنا الزراعية والغذائية، لا سيما في المناطق التي تعاني شح الموارد الطبيعية. في «المنظمة»، نعتبر التكنولوجيا ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي، وقد ساهمنا - بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية - في تطوير خطة عشرية للزراعة المستدامة بإمارة أبوظبي، وترتكز هذه الخطة على دمج التقنيات الحديثة، وتبني ممارسات زراعية ذكية مناخياً، ورفع كفاءة استخدام المياه والطاقة. ما دور التعليم، والتوعية، في نشر الممارسات الزراعية المستدامة؟ التعليم، والتوعية، عاملان أساسيان في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. وتسهم «الفاو»، في ذلك، من خلال برامج تعليمية وتدريبية، أبرزها مدارس المزارعين الحقلية، التي تتيح تبادل الخبرات والابتكارات، وتُحسن تقنيات الزراعة المستدامة، والوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، كما في دولة الإمارات، حيث أنشئت أول مدرسة مزارعين حقلية للنساء؛ لتمكين المرأة في المجال الزراعي. كيف تحقق التوازن بين التحديات المهنية، والتزاماتك الشخصية؟ العمل في المجال الإنساني يتطلب قدراً كبيراً من الالتزام. وفي هذا الجانب أستمد توازني من دعم عائلتي، فزوجتي وبناتي مصدر طاقتي، والشغف بالقضية التي أعمل لأجلها يمنحني القدرة على الاستمرار والتوازن، حتى في ظل الضغوط المتزايدة. كيف تساهم «الفاو» في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030؟ تلعب «المنظمة» دوراً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجالات: الأمن الغذائي، والزراعة المستدامة، والحد من الفقر. ولا يمكن تحقيق أهداف 2030، من دون التركيز على تحسين نظم الإنتاج الزراعي، وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في وجه الأزمات. وتعمل «الفاو» على دمج التنمية المستدامة في السياسات الزراعية؛ من خلال دعم الابتكار، وتنفيذ برامج تهدف إلى توفير غذاء آمن، ومستدام، للجميع. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف التنسيق بين الحكومات، ومؤسسات القطاع الخاص، والمنظمات الدولية. ما رؤيتكم لمستقبل الزراعة، والأمن الغذائي، في دول مجلس التعاون الخليجي؟ رغم التحديات البيئية، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك فرصاً كبيرة؛ بفضل الرؤى الاستراتيجية، والتكنولوجيا المتقدمة، مثل: الزراعة المائية والذكية في دولة الإمارات. إن المستقبل يعتمد على تبني التكنولوجيا، وتحسين إدارة الموارد المائية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد؛ لتعزيز الاكتفاء الذاتي.