logo
كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار

كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار

زهرة الخليجمنذ 17 ساعات

#منوعات
في زمن تتعاظم خلاله التحديات البيئية والمناخية، تبرز أهمية الأمن الغذائي كأحد الأعمدة المحورية لاستقرار المجتمعات، وازدهارها. وفي قلب هذه الرؤية، تؤسس دولة الإمارات شراكات استراتيجية مع منظمات دولية كبرى، وفي مقدمتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)؛ لتحقيق تحول حقيقي في النظم الغذائية والزراعية. وبمناسبة اليوم العالمي للبيئة، الذي يوافق الخامس من يونيو كلَّ عام، التقت «زهرة الخليج» الدكتور كيان أكرم الجاف، رئيس بعثة المكتب الإقليمي الفرعي لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لدول مجلس التعاون الخليجي واليمن، ومقره أبوظبي، لاستعراض أهم المحطات في هذه الشراكة، ورؤيته للمستقبل الزراعي بالمنطقة:
كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار
بدايةً.. ما الذي شكّل دافعك الشخصي للانخراط في قضايا الأمن الغذائي، والتنمية الزراعية؟
كان والدي، الدكتور أكرم الجاف، أحد الرموز البارزة في قطاع الزراعة، وكان قدوة حقيقية، ورجلاً سابقاً لعصره؛ فقد كان يردد، دائماً: «حينما تغادر منزلك، تذكر مَنْ أنت، وابن مَنْ، وماذا تمثل». هذا المبدأ شكّل الأساس، الذي بنيت عليه مسيرتي المهنية والإنسانية. وبمرور الوقت، أيقنت أن الأمن الغذائي حجر الزاوية في بناء مجتمعات مستقرة، تصون كرامة الإنسان. وفي هذا السياق، تبقى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه؛ حينما قال: «أعطوني زراعة.. أضمن لكم حضارة»، مصدر إلهام متجدداً، يعزز إيماننا بأن الزراعة ركيزة حضارية، وإنسانية.
تحسين الإنتاجية
ما أبرز المحطات والاعتبارات، التي صاحبت تأسيس مكتب «الفاو» في أبوظبي؟
تم تأسيس المكتب الإقليمي الفرعي للمنظمة في أبوظبي عام 2010، وكانت التحديات تتمثل في: تحسين الإنتاجية الزراعية، وتلبية الاحتياجات الغذائية. وقد تطورت أولويات دول مجلس التعاون الخليجي بشكل ملحوظ؛ مع تزايد الوعي بأهمية الاستدامة البيئية، خاصة في مواجهة تحديات، مثل: تغير المناخ، وندرة المياه؛ فأصبح التركيز منصباً على تحقيق الأمن الغذائي بشكل مستدام، مع مواصلة تحقيق التقدم في ابتكار حلول متكاملة، مثل: تحسين سلاسل الإمداد الغذائي، وتعزيز تنوع الإنتاج الزراعي، ودعم تقنيات الزراعة الحديثة، التي تساهم في تحسين استخدام المياه.
حدثنا عن أبرز تجاربكم الناجحة!
إحدى التجارب البارزة، كانت التعاون مع دولة الإمارات؛ لإنشاء مركز التميز الإقليمي لتحويل النظم الغذائية. ويُعد هذا «المركز» منصة استراتيجية؛ لتعزيز الابتكار والإصلاح الغذائي في المنطقة، ما يعكس التزام الدولة الجاد بدعم الأمن الغذائي.. إقليمياً، وعالمياً.
صِفْ لنا الشراكة بين دولة الإمارات، ومنظمة «الفاو»!
إنها شراكة نموذجية على مستوى الرؤية والإنجاز؛ فالإمارات شريك استراتيجي يدعم مبادرات «الفاو»، الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز الزراعة المستدامة، وتحسين سبل العيش في المناطق المتأثرة بالتحديات البيئية، وتتميز هذه الشراكة بتكامل الأهداف بين الطرفين، والتزام مشترك بتحقيق أثر طويل الأمد.
ما أهمية ممارسات الزراعة المستدامة في المنطقة؟
الزراعة المستدامة حجر الزاوية؛ لتحقيق الأمن الغذائي في منطقة الخليج، بتبني تقنيات ذكية، وممارسات حديثة؛ تمكّن دولنا من زيادة الإنتاجية الزراعية. وهنا، أود الإشارة إلى تكريم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، من قِبَل «الفاو»، خلال احتفالات «المنظمة» بمرور 80 عاماً على تأسيسها؛ تقديراً لجهود سموها المتميزة في دعم قضايا الزراعة والأمن الغذائي، وتأكيداً على الالتزام العميق بالاستدامة البيئية، والإنسانية، في المنطقة.
كيان أكرم الجاف: الزراعة التزام أخلاقي واستثمار في الاستقرار
ركيزة أساسية
ما دور الابتكار التكنولوجي في النهوض بالإنتاج الزراعي؟
التكنولوجيا ليست رفاهية، بل ضرورة لمواجهة التحديات، التي تواجه نظمنا الزراعية والغذائية، لا سيما في المناطق التي تعاني شح الموارد الطبيعية. في «المنظمة»، نعتبر التكنولوجيا ركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي، وقد ساهمنا - بالتعاون مع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية - في تطوير خطة عشرية للزراعة المستدامة بإمارة أبوظبي، وترتكز هذه الخطة على دمج التقنيات الحديثة، وتبني ممارسات زراعية ذكية مناخياً، ورفع كفاءة استخدام المياه والطاقة.
ما دور التعليم، والتوعية، في نشر الممارسات الزراعية المستدامة؟
التعليم، والتوعية، عاملان أساسيان في تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. وتسهم «الفاو»، في ذلك، من خلال برامج تعليمية وتدريبية، أبرزها مدارس المزارعين الحقلية، التي تتيح تبادل الخبرات والابتكارات، وتُحسن تقنيات الزراعة المستدامة، والوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، كما في دولة الإمارات، حيث أنشئت أول مدرسة مزارعين حقلية للنساء؛ لتمكين المرأة في المجال الزراعي.
كيف تحقق التوازن بين التحديات المهنية، والتزاماتك الشخصية؟
العمل في المجال الإنساني يتطلب قدراً كبيراً من الالتزام. وفي هذا الجانب أستمد توازني من دعم عائلتي، فزوجتي وبناتي مصدر طاقتي، والشغف بالقضية التي أعمل لأجلها يمنحني القدرة على الاستمرار والتوازن، حتى في ظل الضغوط المتزايدة.
كيف تساهم «الفاو» في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030؟
تلعب «المنظمة» دوراً محورياً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجالات: الأمن الغذائي، والزراعة المستدامة، والحد من الفقر. ولا يمكن تحقيق أهداف 2030، من دون التركيز على تحسين نظم الإنتاج الزراعي، وتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود في وجه الأزمات. وتعمل «الفاو» على دمج التنمية المستدامة في السياسات الزراعية؛ من خلال دعم الابتكار، وتنفيذ برامج تهدف إلى توفير غذاء آمن، ومستدام، للجميع. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف التنسيق بين الحكومات، ومؤسسات القطاع الخاص، والمنظمات الدولية.
ما رؤيتكم لمستقبل الزراعة، والأمن الغذائي، في دول مجلس التعاون الخليجي؟
رغم التحديات البيئية، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك فرصاً كبيرة؛ بفضل الرؤى الاستراتيجية، والتكنولوجيا المتقدمة، مثل: الزراعة المائية والذكية في دولة الإمارات. إن المستقبل يعتمد على تبني التكنولوجيا، وتحسين إدارة الموارد المائية، وتقليل الاعتماد على الاستيراد؛ لتعزيز الاكتفاء الذاتي.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تتوعد وإيران تهدد.. «الخطوط الحمراء» تسقط والضربات «ستستمر»
إسرائيل تتوعد وإيران تهدد.. «الخطوط الحمراء» تسقط والضربات «ستستمر»

العين الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العين الإخبارية

إسرائيل تتوعد وإيران تهدد.. «الخطوط الحمراء» تسقط والضربات «ستستمر»

إسرائيل تتوعد طهران بسبب تجاوزها لـ«الخطوط الحمراء» فيما هدد مسؤول عسكري إيراني بأن الضربات «ستستمر». واليوم السبت، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن القوات الإسرائيلية ستستمر في تنفيذ هجمات على إيران واستهداف مواقع استراتيجية وفقا لخطط معدة مسبقا. وقال كاتس في بيان: «تجاوزت إيران الخطوط الحمراء بتجرأتها على إطلاق صواريخ على مراكز حضرية في إسرائيل». وأضاف: «سنواصل الدفاع عن مواطني إسرائيل ونضمن أن يدفع نظام آيات الله ثمنًا باهظًا لأفعاله الشنيعة»، في إشارة إلى مرشد إيران علي خامنئي. يأتي ذلك بعد إعلان أجهزة الطوارئ الإسرائيلية مقتل شخصين في هجوم صاروخي على منطقة سكنية بوسط إسرائيل، بعد هجوم صاروخي إيراني. وقالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء في بيان "عُثر على امرأة تبلغ نحو 60 عاما مفارقة الحياة، وتوفي رجل يبلغ نحو 45 عاما بعد نقله في حالة حرجة" ، مشيرة إلى اصابة 19 شخصا. «ستستمر» من جانبها، ذكرت وكالة فارس الإيرانية للأنباء نقلا عن مسؤولين عسكريين كبار، اليوم،أن الضربات الإيرانية على إسرائيل ستستمر. وأضافت الوكالة نقلا عن مسؤول لم تذكر اسمه أن "هذه المواجهة لن تنتهي بالإجراءات المحدودة في الليلة الماضية، والضربات الإيرانية ستستمر، وهذا العمل سيكون مؤلما للغاية ومؤسفا للمعتدين". في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الجوية استهدفت منظومات دفاع جوية إيرانية في سلسلة ضربات ليلية على منطقة طهران. وأفاد الجيش في بيان أن "سلاح الجو ضرب خلال الليل عشرات الأهداف بما فيها منشآت صواريخ ارض جو، في إطار عملية تهدف إلى تدمير قدرات الدفاع الجوي للنظام الإيراني في منطقة طهران". وأوضح أنه "للمرة الأولى منذ بدء الحرب ضربت القوات الجوية منظومات دفاعية في منطقة طهران، على مسافة أكثر من 1500 كلم من الأراضي الإسرائيلية". كما أعلن الجيش في بيان إن قواته الجوية "تواصل ضرب عشرات منصات إطلاق الصواريخ أرض أرض في إيران". دفعات جديدة أطلقت إيران صباح السبت دفعات جديدة من الصواريخ على إسرائيل ردا على الضربات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية على الأراضي الإيرانية، ما يزيد مخاوف التصعيد في المنطقة. وفيما دوت انفجارات قوية جديدة في طهران خلال الليل، عاش سكان إسرائيل ولا سيما منطقة تل أبيب منذ الجمعة على وقع صفارات الإنذار والدعوات للتوجه إلى الملاجئ مع إطلاق طهران صواريخ ردا على الضربات الموجهة إليها. وأكدت إيران استهداف "قواعد" و"بنى تحتية عسكرية" إسرائيلية. وقال سفير إسرائيل في الولايات المتحدة يحيئيل لايتر لشبكة "سي إن إن" إن إيران أطلقت "حوالى 150" صاروخا بالستيا على ثلاث دفعات منذ الجمعة، مشيرا إلى أنه من غير المتوقع أن تتوقف عمليات إطلاق الصواريخ إذ تملك طهران منها ترسانة تقارب ألفي صاروخ. وأفادت أجهزة الإطفاء الإسرائيلية مساء الجمعة عن "عدة حوادث كبرى" في محيط تل أبيب، كبرى مدن وسط البلاد، فيما أظهرت مشاهد التقطتها وكالة فرانس برس في وسط المدينة الساحلية دخانا ونيرانا ترتفع من مبنى سكني أصيب بانفجار في أسفله أحدث فيه فجوة واسعة. وروى شين غابيزون (29 عاما) لفرانس برس أنه هرع إلى الملجأ تحت الأرض في المبنى المستهدف بعدما سمع صفارات الإنذار، موضحا "بعد بضع دقائق، سمعنا انفجارا قويا جدا وكان كل شيء يهتز. دخان، غبار، كان كل شيء مبعثرا" مضيفا "كانت لحظات مروعة حقا، آمل بصدق أن يكون الجميع بخير". «إعلان حرب» أطلقت إسرائيل فجر الجمعة هجوما واسع النطاق على إيران استهدف أكثر من مئتي موقع عسكري ونووي وأسفر عن مقتل كبار القادة العسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة". ونفذت إسرائيل هجومها بعد تزايد الضغوط على إيران التي يشتبه الغربيون وإسرائيل بسعيها لحيازة السلاح النووي، ما تنفيه طهران متمسكة بحقها في برنامج نووي مدني. ويأتي الهجوم أيضا قبل يومين من موعد جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامجها النووي مقرّرة الأحد في عُمان، إلا أن مصير هذه المحادثات بات مجهولا. وبالرغم من دعوات الأسرة الدولية إلى خفض التصعيد، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن "المزيد آت"، فيما ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بـ"إعلان حرب". aXA6IDE5NC4zOC4yNC4xNDUg جزيرة ام اند امز FR

المواجهة بين إيران وإسرائيل بيومها الثاني..«الدرونز» على خط النار
المواجهة بين إيران وإسرائيل بيومها الثاني..«الدرونز» على خط النار

العين الإخبارية

timeمنذ 3 ساعات

  • العين الإخبارية

المواجهة بين إيران وإسرائيل بيومها الثاني..«الدرونز» على خط النار

«حرب الدرونز» تنطلق مبكرا، اليوم السبت، مع إعلان كل من إيران وإسرائيل إسقاط واعتراض عدد من المسيرات بالاتجاهين. وأعلنت القوات الإيرانية إسقاط مسيرات إسرائيلية قالت إنها كانت في مهمة "تجسس" في شمال غربي البلاد، وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي. وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن القوات الايرانية "تمكنت من إسقاط مسيرات إسرائيلية مسيرة انتهكت المجال الجوي للبلاد في منطقة سلماس الحدودية". وأضاف أن "المسيرات دخلت المجال الجوي الإيراني في مهام تجسس واستطلاع". ويأتي الإعلان بعد ساعات قليلة من إطلاق إيران دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل فجر السبت، وفقا لوسائل إعلام رسمية، بعد أن كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن رصد صواريخ قادمة من إيران. وأفاد التلفزيون الإيراني الرسمي عن "جولة جديدة من هجمات الوعد الصادق 3"، في إشارة إلى اسم العملية العسكرية الإيرانية ضد إسرائيل ردا على ضرباتها الدامية التي استهدفتها. مسيرات باتجاه إسرائيل من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر اليوم، إنه اعترض عددا من المسيرات التي أطلقت باتجاه إسرائيل. فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه "في أعقاب التنبيهات التي تم تفعيلها في الساعة 8:11-8:12 صباحا في منطقة يهودا والبحر الميت، اعترضت القوات الجوية عدة طائرات بدون طيار ثم إطلاقها على إسرائيل". وقبل ذلك، قال المتحدث العسكري: "الإنذارات في البحر الميت - إثر إطلاق طائرات مسيرة من إيران إلى إسرائيل. يُطلب من الجمهور الامتثال التعليمات قيادة الجبهة الداخلية يعمل سلاح الجو على اعتراض وشن هجمات اينما كان ذلك ضروريا للقضاء على التهديد"، وفق المصدر نفسه. وقبلها، دعا الجيش الإسرائيلي، السبت، لفترة وجيزة السكان إلى الاحتماء بعد رصد إطلاق صواريخ جديدة من إيران باتجاه إسرائيل. وقال الجيش في بيان عبر تليغرام عند الساعة 4,40 صباحا (01,40 ت غ) "دوت صفارات الإنذار قبل قليل في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران"، مضيفا أن سلاح الجو "يعمل على اعتراضها". وبعد نحو عشر دقائق، أعلن الجيش أنه "يُسمح الآن بمغادرة الملاجىء مع البقاء بالقرب منها" بعد إجراء "تقييم للوضع". «كفى تصعيدا» أمس الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إيران وإسرائيل إلى احتواء التصعيد ووقف الأعمال العدائية، بعد سلسلة هجمات جوية متبادلة بينهما. وجاء في منشور لغوتيريش على منصة إكس "قصف إسرائيلي لمواقع نووية إيرانية. ضربات صاروخية إيرانية على تل أبيب. كفى تصعيدا، حان الوقت لكي يتوقف ذلك. يجب أن يسود السلام والدبلوماسية". وأطلقت إيران مساء الجمعة هجمات صاروخية على إسرائيل ردا على الغارات الجوية الإسرائيلية غير المسبوقة التي استهدفت أكثر من 200 موقع عسكري ونووي على الأراضي الإيرانية. ودوت صفارات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل فيما تصاعد الدخان في تل أبيب، كبرى مدن وسط البلاد بعيد إبلاغ السكان بوجوب التوجّه إلى الملاجئ. وفجر السبت، خفّضت السلطات الإسرائيلية مستوى الإنذار وسمحت للسكان بمغادرة الملاجئ شرط البقاء "قربها"، بعدما كان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان تفعيل صفارات الإنذار "في عدة مناطق في أنحاء إسرائيل عقب رصد إطلاق صواريخ من إيران". وقالت إسرائيل إنّ موجتين من الصواريخ الإيرانية على الأقل استهدفتاها، بينما أعلنت طهران أنّها استهدفت "عشرات الأهداف" و"القواعد والبنى التحتية العسكرية". في الأثناء، دوّت انفجارات قوية ليلا في طهران، وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بمشاهدة شهب حمراء في السماء. فيما أفادت وكالة إيران للأنباء الرسمية (إرنا) بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي فوق العاصمة الإيرانية صباح السبت للتصدي لضربات إسرائيلية. aXA6IDgyLjIxLjIyMC41NyA= جزيرة ام اند امز FI

الموقف المصرى من النووي: لا للدمار.. نعم للسلام.. القاهرة تطالب بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط
الموقف المصرى من النووي: لا للدمار.. نعم للسلام.. القاهرة تطالب بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط

البوابة

timeمنذ 3 ساعات

  • البوابة

الموقف المصرى من النووي: لا للدمار.. نعم للسلام.. القاهرة تطالب بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط

تمتد الخطوات والدعوات المصرية للسلام ونبذ التسلح والابتعاد عن الدمار الشامل قرابة المائة عام، بدأت في عام 1928 وكان آخر هذه الخطوات في هذا المضمار اعتماد مشروع مصر في الأمم المتحدة في نوفمبر 2024 حيث اعتمدت الهيئة الأممية بأغلبية كاسحة مشروع القرار السنوى الذي تتقدم به مصر لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، في إطار جهودها لمواجهة طموح القوى التي تسعى دوما لإشعال المنطقة وتغذية الصراعات. وقالت الخارجية في بيان لها صادر بعد اعتماد القرار السالف ذكره: "ترحب مصر باعتماد اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كاسحة القرار السنوى الذي تتقدم به مصر لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط"، وأعربت عن ترحيبها بـ"إخضاع جميع المنشآت النووية لنظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبرة أن هذه الموافقة بمثابة "دعم دولي واسع للموقف المصرى بالأمم المتحدة". ولم يكن هذا الموقف جديدا فيما يتعلق بالدور المصري للحد من أسلحة الدمار الشامل، أو تبنى مواقف أو توقيع معاهدات ترمي في النهاية إلى الحد ومنع الانتشار للسلاح النووي، ويمتد الموقف المصري في هذا المضمار لما يقرب من مائة عام، حيث وقعت عام 1928 على بروتوكول جنيف الخاص بحظر الاستخدام الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو ما شابهها، وللوسائل البكتريولوجية للحرب دون تحفظات. وفي عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، شاركت مصر عام 1955 من خلال الدبلوماسي المصري إسماعيل فهمي بدور مهم في وضع دستور الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودة حاليًا في فيينا، كما اشتركت مصر في مؤتمر "الطاقة الذرية في الأغراض السلمية" بجنيف في أغسطس من نفس العام. الرئيس السادات وشاه إيران ولم تأل مصر جهدا، في سبيل الحد من أسلحة الدمار، وفي مؤتمر دول عدم الانحياز في بلجرا عام 1961 دعمت مصر الدعوة للتوصل إلى اتفاق يحظر إجراء التجارب النووية والحرارية، والمطالبة باستئناف المفاوضات بين الدول المختلفة لتحقيق هذا الهدف. وبعد عامين من هذا الموقف وقعت على معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء في موسكو 5 أغسطس 1963. إلى جانب ذلك وقعت مصر على اتفاقية التعاون العربي في استخدام الطاقة الذرية في الأغراض السلمية، في 10 مايو 1966، ومعاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استخدام الفضاء الخارجي بما في ذلك القمر والأجرام السماوية في 27 يناير 1967، ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1 يوليو 1968، والتي تم التصديق عليها في 26 فبراير 1981. وتبنت مصر عام 1974 المقترح الإيراني المقدم إلى الجمعية العام للأمم المتحدة، بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط ولكن دون استبعاد الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، حيث تقدم الرئيس أنور السادات بمبادرة شاملة في 12 أكتوبر 1974 لنزع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق أورد السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في مذكراته المعنونة بـ"شهادتي" شرحا مفصلا لموقف مصر من مسألة منع الانتشار النووي بالشرق الأوسط، حيث أوضح قائلا "انطلقت مصر في مواقفها من مسألة منع الانتشار النووي بالشرق الأوسط، من اقتناع بأن هناك مؤشرات لا ريب فيها بأن لدى إسرائيل قدرات نووية عسكرية، أو أنها تستطيع الحصول عليها في مدى أسابيع قليلة إن قررت ذلك". وأضاف أبوالغيط "أنه من هنا أخذت مصر تتقدم منذ عام 1974، وبالتنسيق مع إيران عندئذ، بقرار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط، واستمر صدور هذا القرار سنويا بدون نتيجة فعلية أو إجراءات لتطبيقه ورغم ذلك، قررت مصر في عام 1981 التصديق على معاهدة منع الانتشار بعد أن كانت قد وقعت عليها في عام 1970". وأشار إلى أن مصر انطلقت في موقفها عندئذ، من نقطتين أساسيتين؛ أولاهما أن هذا التصديق المصري سيساعد مصر في مساعيها من أجل إنشاء مشروع نووي سلمي مصري وبناء مجموعة من المفاعلات البحثية ومفاعلات الطاقة، وثانيتهما أن الولايات المتحدة كانت تؤكد لمصر طوال الوقت أنها ستفرض على إسرائيل الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار خلال فترة زمنية قصيرة وهو الأمر الذي لم ينفذ وبقي البرنامج النووي الإسرائيلي خارج إطار الرقابة الدولية". البرنامج النووي الإسرائيلي وبعد تبنى مصر الموقف الإيراني في 1974 وقعت على اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية والبيلوجية وتدمير تلك الأسلحة في ١٠ أبريل 1977، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية حظر تقنيات التغيير في البيئة لأغراض عسكرية أو لأي أغراض عدائية أخرى في 18 مايو من ذات العام. كما وقعت مصر على اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر في 10 أبريل 1981. وكان الغزو العراقي للكويت، والتهديد المتبادل بين بغداد وتل أبيب باستخدام الأسلحة النووية سببا في إطلاق الرئيس الراحل محمد حسني مبارك مبادرته إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في 18 أبريل 1990 وفي سبتمبر من العام التالي، أكدت مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة السادسة والأربعين أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال تطبيق نزع أسلحة الدمار الشامل على الجميع دون استثناء. وتبنت مصر المقاطعة العربية لمؤتمر باريس والخاص بحظر الأسلحة الكيماوية في 13 يناير 1993، وذلك بعد تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار إسرائيل على التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية مقابل توقيع الدول العربية على معاهدة باريس للأسلحة الكيماوية. وفي سبتمبر 1993 وبناء على طلب مصر ناقش مجلس الجامعة العربية موضوع تنسيق المواقف العربية تجاه أسلحة الدمار الشامل، والجهود الرامية إلى السلام. كما وقعت مصر على معاهدة الخطر الشامل للتجارب النووية في عام 1996، ووقعت أيضًا على معاهدة "بلندابا" والخاصة بإخلاء إفريقيا من أسلحة الدمار الشامل والتي وقعتها الدول الإفريقية بالقاهرة في 11 أبريل من ذات العام. وشاركت مصر في الاجتماع التحضيري الأول لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في العاصمة النمساوية في أبريل 2007، وشددت على أن انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار يكون على أساس أنها دولة "غير نووية"، وأن مصر مصممة على ذلك وتلتزم بنظام الضمانات والتفتيش في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن إسرائيل بوضعها الحالي تمثل تحديًا سافرًا لإرادة المجتمع الدولي. وكان لمصر رأي واضح عرض على المسئولين في إسرائيل بخصوص عدم التوقيع على وثيقة منع انتشار الأسلحة الكيماوية، في أغسطس 1994، نص على ارتباط مصر بتوقيعها على تلك الوثيقة بتوقيع إسرائيل على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إلا أن إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل ـ آنذاك ـ رفض المبدأ. وتجدر الإشارة إلى أنه في مؤتمر عام 1995، تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز أمام نظيره المصري أنئذ عمرو موسى بأن إسرائيل ستلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي في غضون عام من عقد السلام العربي الإسرائيلي الشامل. وعلى الرغم من أهمية معاهدة عدم الانتشار النووى 1995 إلا أن وزير الخارجية السابق السفير سامح شكري، انتقد المد اللا نهائي لها. وقال شكري أمام مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الذي عقد بنيويورك في أبريل 2015 إنه من المهم أن نؤكد على أن المد اللانهائى لمعاهدة عدم الانتشار النووى عام 1995 لم يكن يعنى، بأى حال، السماح للدول النووية بالاستمرار في حيازتها للسلاح النووى بشكل دائم، وأن أي افتراض بذلك لا يتسق مع روح ونص المعاهدة والغرض الرئيسى منها. البرنامج النووي الإيراني وحول موقف مصر من البرنامج النووي الإيراني، قال السفير أبو الغيط في "شهادتي" إنه رغم أن مصر وإيران لم تتمكنا خلال هذه السنوات من تحقيق انفراجة كاملة في علاقاتهما، فإن الموقف المصري كان يتمسك دائما طوال هذه الفترة بحق إيران في ممارسة الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. وأضاف "لكننا كنا نطالبها بأن تخضع كل ترتيباتها لإشراف الوكالة وكان المنطلق في ذلك يدور حول نقطتين جوهريتين؛ الأولى أن مصر لا تؤيد ظهور قوى نووية إقليمية؛ لأن هذا الأمر سيؤدي إلى القضاء تمامًا على الفكرة المصرية بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، والنقطة الثانية تتمحور حول خطورة هذا التطور الذي قد يقود - في غالب الأحوال - لمواجهة مسلحة سوف يعانيها الإقليم بشكل غير مسبوق ويكون لها انعكاساتها الضارة جدًّا على مصر". وتابع "إنه إذا سارت الأمور إلى بزوغ قوى نووية بالمنطقة وهى مسألة كنت دائما أخشى عواقبها فإن ذلك التطور كان سيفرض على مصر - بالتداعي - أن تسعى هي الأخرى إلى شحذ همتها للدخول في هذا المعترك بكل تكاليفه المادية الهائلة وبذا تتعطل برامج التنمية المصرية لصالح مشروع نووي عسكري لا طائل من ورائه إلا هدف السطوة والسلطان أو الدفاع عن نظام حكم محتمل مماثل لما هو موجود في إيران أو كوريا الشمالية". ونوه "أبوالغيط" إلى أن تقديره كان دائما أن السلاح النووي في عالم اليوم هو سلاح للردع وليس للدفاع وأنه حتى في حالة إسرائيل فإن مسألة الردع لم تتحقق لها؛ إذ قامت القوات المصرية بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ولم يردعها عن ذلك ما كان يتردد عن وجود سلاح نووي إسرائيلي. وكان لمصر موقف واضح من الاتفاق النووي الإيراني، وحينما ألغاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018 إبان ولايته الأولى، أصدرت وزارة الخارجية بيانا طالبت فيه بضرورة إشراك الدول العربية في أي اتفاق جديد مع إيران يتعلق ببرنامجها النووي. يتبين مما تقدم، أن مصر لا تدعم استخدام أي دولة في إقليم الشرق الأوسط لـ"النووي" إلا لأغراض سلمية، وموقفها واضح من الدولتين المتنافستان للحصول على أسلحة الدمار الشامل "إيران وإسرائيل"، لأن هذا السباق يقوض في النهاية إلى استنزاف الدول حتى لو لم يستخدم السلاح في الحرب فإنه يستحوذ على مقدرات الدول ويجعل التنمية متأخرة وبطيئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store