logo
الموقف المصرى من النووي: لا للدمار.. نعم للسلام.. القاهرة تطالب بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط

الموقف المصرى من النووي: لا للدمار.. نعم للسلام.. القاهرة تطالب بإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية فى الشرق الأوسط

البوابةمنذ 16 ساعات

تمتد الخطوات والدعوات المصرية للسلام ونبذ التسلح والابتعاد عن الدمار الشامل قرابة المائة عام، بدأت في عام 1928 وكان آخر هذه الخطوات في هذا المضمار اعتماد مشروع مصر في الأمم المتحدة في نوفمبر 2024 حيث اعتمدت الهيئة الأممية بأغلبية كاسحة مشروع القرار السنوى الذي تتقدم به مصر لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، في إطار جهودها لمواجهة طموح القوى التي تسعى دوما لإشعال المنطقة وتغذية الصراعات.
وقالت الخارجية في بيان لها صادر بعد اعتماد القرار السالف ذكره: "ترحب مصر باعتماد اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كاسحة القرار السنوى الذي تتقدم به مصر لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط"، وأعربت عن ترحيبها بـ"إخضاع جميع المنشآت النووية لنظام الضمانات التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية"، معتبرة أن هذه الموافقة بمثابة "دعم دولي واسع للموقف المصرى بالأمم المتحدة".
ولم يكن هذا الموقف جديدا فيما يتعلق بالدور المصري للحد من أسلحة الدمار الشامل، أو تبنى مواقف أو توقيع معاهدات ترمي في النهاية إلى الحد ومنع الانتشار للسلاح النووي، ويمتد الموقف المصري في هذا المضمار لما يقرب من مائة عام، حيث وقعت عام 1928 على بروتوكول جنيف الخاص بحظر الاستخدام الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو ما شابهها، وللوسائل البكتريولوجية للحرب دون تحفظات.
وفي عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، شاركت مصر عام 1955 من خلال الدبلوماسي المصري إسماعيل فهمي بدور مهم في وضع دستور الوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجودة حاليًا في فيينا، كما اشتركت مصر في مؤتمر "الطاقة الذرية في الأغراض السلمية" بجنيف في أغسطس من نفس العام.
الرئيس السادات وشاه إيران
ولم تأل مصر جهدا، في سبيل الحد من أسلحة الدمار، وفي مؤتمر دول عدم الانحياز في بلجرا عام 1961 دعمت مصر الدعوة للتوصل إلى اتفاق يحظر إجراء التجارب النووية والحرارية، والمطالبة باستئناف المفاوضات بين الدول المختلفة لتحقيق هذا الهدف.
وبعد عامين من هذا الموقف وقعت على معاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء في موسكو 5 أغسطس 1963.
إلى جانب ذلك وقعت مصر على اتفاقية التعاون العربي في استخدام الطاقة الذرية في الأغراض السلمية، في 10 مايو 1966، ومعاهدة المبادئ المنظمة لأنشطة الدول في ميدان استخدام الفضاء الخارجي بما في ذلك القمر والأجرام السماوية في 27 يناير 1967، ومعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية في 1 يوليو 1968، والتي تم التصديق عليها في 26 فبراير 1981.
وتبنت مصر عام 1974 المقترح الإيراني المقدم إلى الجمعية العام للأمم المتحدة، بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط ولكن دون استبعاد الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية، حيث تقدم الرئيس أنور السادات بمبادرة شاملة في 12 أكتوبر 1974 لنزع أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق أورد السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في مذكراته المعنونة بـ"شهادتي" شرحا مفصلا لموقف مصر من مسألة منع الانتشار النووي بالشرق الأوسط، حيث أوضح قائلا "انطلقت مصر في مواقفها من مسألة منع الانتشار النووي بالشرق الأوسط، من اقتناع بأن هناك مؤشرات لا ريب فيها بأن لدى إسرائيل قدرات نووية عسكرية، أو أنها تستطيع الحصول عليها في مدى أسابيع قليلة إن قررت ذلك".
وأضاف أبوالغيط "أنه من هنا أخذت مصر تتقدم منذ عام 1974، وبالتنسيق مع إيران عندئذ، بقرار أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية بالشرق الأوسط، واستمر صدور هذا القرار سنويا بدون نتيجة فعلية أو إجراءات لتطبيقه ورغم ذلك، قررت مصر في عام 1981 التصديق على معاهدة منع الانتشار بعد أن كانت قد وقعت عليها في عام 1970".
وأشار إلى أن مصر انطلقت في موقفها عندئذ، من نقطتين أساسيتين؛ أولاهما أن هذا التصديق المصري سيساعد مصر في مساعيها من أجل إنشاء مشروع نووي سلمي مصري وبناء مجموعة من المفاعلات البحثية ومفاعلات الطاقة، وثانيتهما أن الولايات المتحدة كانت تؤكد لمصر طوال الوقت أنها ستفرض على إسرائيل الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار خلال فترة زمنية قصيرة وهو الأمر الذي لم ينفذ وبقي البرنامج النووي الإسرائيلي خارج إطار الرقابة الدولية".
البرنامج النووي الإسرائيلي
وبعد تبنى مصر الموقف الإيراني في 1974 وقعت على اتفاقية حظر استحداث وإنتاج وتخزين الأسلحة البكتريولوجية والبيلوجية وتدمير تلك الأسلحة في ١٠ أبريل 1977، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية حظر تقنيات التغيير في البيئة لأغراض عسكرية أو لأي أغراض عدائية أخرى في 18 مايو من ذات العام.
كما وقعت مصر على اتفاقية حظر أو تقييد استعمال أسلحة تقليدية معينة يمكن اعتبارها مفرطة الضرر أو عشوائية الأثر في 10 أبريل 1981.
وكان الغزو العراقي للكويت، والتهديد المتبادل بين بغداد وتل أبيب باستخدام الأسلحة النووية سببا في إطلاق الرئيس الراحل محمد حسني مبارك مبادرته إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل في 18 أبريل 1990 وفي سبتمبر من العام التالي، أكدت مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في الدورة السادسة والأربعين أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال تطبيق نزع أسلحة الدمار الشامل على الجميع دون استثناء.
وتبنت مصر المقاطعة العربية لمؤتمر باريس والخاص بحظر الأسلحة الكيماوية في 13 يناير 1993، وذلك بعد تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار إسرائيل على التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية مقابل توقيع الدول العربية على معاهدة باريس للأسلحة الكيماوية.
وفي سبتمبر 1993 وبناء على طلب مصر ناقش مجلس الجامعة العربية موضوع تنسيق المواقف العربية تجاه أسلحة الدمار الشامل، والجهود الرامية إلى السلام.
كما وقعت مصر على معاهدة الخطر الشامل للتجارب النووية في عام 1996، ووقعت أيضًا على معاهدة "بلندابا" والخاصة بإخلاء إفريقيا من أسلحة الدمار الشامل والتي وقعتها الدول الإفريقية بالقاهرة في 11 أبريل من ذات العام.
وشاركت مصر في الاجتماع التحضيري الأول لمراجعة معاهدة منع الانتشار النووي في العاصمة النمساوية في أبريل 2007، وشددت على أن انضمام إسرائيل لمعاهدة منع الانتشار يكون على أساس أنها دولة "غير نووية"، وأن مصر مصممة على ذلك وتلتزم بنظام الضمانات والتفتيش في إطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن إسرائيل بوضعها الحالي تمثل تحديًا سافرًا لإرادة المجتمع الدولي.
وكان لمصر رأي واضح عرض على المسئولين في إسرائيل بخصوص عدم التوقيع على وثيقة منع انتشار الأسلحة الكيماوية، في أغسطس 1994، نص على ارتباط مصر بتوقيعها على تلك الوثيقة بتوقيع إسرائيل على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، إلا أن إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل ـ آنذاك ـ رفض المبدأ.
وتجدر الإشارة إلى أنه في مؤتمر عام 1995، تعهد وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز أمام نظيره المصري أنئذ عمرو موسى بأن إسرائيل ستلتزم بمعاهدة حظر الانتشار النووي في غضون عام من عقد السلام العربي الإسرائيلي الشامل.
وعلى الرغم من أهمية معاهدة عدم الانتشار النووى 1995 إلا أن وزير الخارجية السابق السفير سامح شكري، انتقد المد اللا نهائي لها.
وقال شكري أمام مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي الذي عقد بنيويورك في أبريل 2015 إنه من المهم أن نؤكد على أن المد اللانهائى لمعاهدة عدم الانتشار النووى عام 1995 لم يكن يعنى، بأى حال، السماح للدول النووية بالاستمرار في حيازتها للسلاح النووى بشكل دائم، وأن أي افتراض بذلك لا يتسق مع روح ونص المعاهدة والغرض الرئيسى منها.
البرنامج النووي الإيراني
وحول موقف مصر من البرنامج النووي الإيراني، قال السفير أبو الغيط في "شهادتي" إنه رغم أن مصر وإيران لم تتمكنا خلال هذه السنوات من تحقيق انفراجة كاملة في علاقاتهما، فإن الموقف المصري كان يتمسك دائما طوال هذه الفترة بحق إيران في ممارسة الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
وأضاف "لكننا كنا نطالبها بأن تخضع كل ترتيباتها لإشراف الوكالة وكان المنطلق في ذلك يدور حول نقطتين جوهريتين؛ الأولى أن مصر لا تؤيد ظهور قوى نووية إقليمية؛ لأن هذا الأمر سيؤدي إلى القضاء تمامًا على الفكرة المصرية بإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، والنقطة الثانية تتمحور حول خطورة هذا التطور الذي قد يقود - في غالب الأحوال - لمواجهة مسلحة سوف يعانيها الإقليم بشكل غير مسبوق ويكون لها انعكاساتها الضارة جدًّا على مصر".
وتابع "إنه إذا سارت الأمور إلى بزوغ قوى نووية بالمنطقة وهى مسألة كنت دائما أخشى عواقبها فإن ذلك التطور كان سيفرض على مصر - بالتداعي - أن تسعى هي الأخرى إلى شحذ همتها للدخول في هذا المعترك بكل تكاليفه المادية الهائلة وبذا تتعطل برامج التنمية المصرية لصالح مشروع نووي عسكري لا طائل من ورائه إلا هدف السطوة والسلطان أو الدفاع عن نظام حكم محتمل مماثل لما هو موجود في إيران أو كوريا الشمالية".
ونوه "أبوالغيط" إلى أن تقديره كان دائما أن السلاح النووي في عالم اليوم هو سلاح للردع وليس للدفاع وأنه حتى في حالة إسرائيل فإن مسألة الردع لم تتحقق لها؛ إذ قامت القوات المصرية بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف ولم يردعها عن ذلك ما كان يتردد عن وجود سلاح نووي إسرائيلي.
وكان لمصر موقف واضح من الاتفاق النووي الإيراني، وحينما ألغاه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عام 2018 إبان ولايته الأولى، أصدرت وزارة الخارجية بيانا طالبت فيه بضرورة إشراك الدول العربية في أي اتفاق جديد مع إيران يتعلق ببرنامجها النووي. يتبين مما تقدم، أن مصر لا تدعم استخدام أي دولة في إقليم الشرق الأوسط لـ"النووي" إلا لأغراض سلمية، وموقفها واضح من الدولتين المتنافستان للحصول على أسلحة الدمار الشامل "إيران وإسرائيل"، لأن هذا السباق يقوض في النهاية إلى استنزاف الدول حتى لو لم يستخدم السلاح في الحرب فإنه يستحوذ على مقدرات الدول ويجعل التنمية متأخرة وبطيئة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي
دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي

الاتحاد

timeمنذ 2 ساعات

  • الاتحاد

دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي

دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي العنوان ليس لي، بل هو للاهوتي الكاثوليكي الراحل هانس كينغ، والعنوان الكامل: «مشروع أخلاقي عالمي، دور الديانات في السلام العالمي». وكانت التحليلات الكثيرة لظواهر «عودة الدين» قد دفعت فلاسفةً ولاهوتيين وعلماء مسلمين إلى التفكير بمقاربة النزاعات الناشبة في العالم في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي من وجهة نظرٍ أخلاقية وقيمية، لاعتبارين اثنين: أنّ الجهات السياسية والاستراتيجية (في الأمم المتحدة) المكلفة بحفظ السلام تراجعت قدراتها بسبب تجاذبات الحرب الباردة - وأنّ حركات أصولية صاعدة تميل لممارسة التأثير السلبي في المجتمعات والدول باسم الدين. وللسببين سالفي الذكر، تقدم المفكر واللاهوتي البارز هانس كينغ بمشروعه ذي الأبعاد الأخلاقية لإبراز إمكانيات تأثير الأديان الإيجابي في صنع السلام العالمي. يقول هانس كينغ - الذي كتبتُ عن مشروعه عدة مراتٍ في صحيفة الاتحاد- : لا سلام من دون أخلاق كونية أو شاملة - ولا سلام عالمي من دون سلام ديني- ولا سلام ديني من دون الحوار بين الأديان- والمرجو من خلال الحوار المستنير أن يؤدي إلى ما يشبه الإجماع - على أخلاق عالمية للسلام. يضرب هانس كينغ على وتر الاشتراك بين الأديان الكبرى في القضايا الأخلاقية الكبرى مثل التسامح والتعايش والتعاون على الخير والسلام. وقد تنبه هانس كينغ إلى أن الدين قوة ناعمة، وهذا أمرٌ معروفٌ، لكنْ جرى تجاهُلُ المقتضيات والنتائج، بحيث خرجت جماعاتٌ ومجموعاتٌ في الأزمنة الأخيرة لاستخدام الدين في الدعاوى والسلوكات العنيفة. وقد أثر ذلك في المتجمعات والدول، لكنه أثر قبل ذلك في إحداث انشقاقاتٍ في كل دين أُريد استخدامه على خلاف طبيعته ورمزياته المتعارَف عليها في الذهنيات والعلاقات بين البشر على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم. يبادر كينغ بالنظر لهذا الواقع لِلَوم الإدارات الدينية في مختلف الأديان لنقص وقصور المبادرات التي تتفق وطبيعة الدين. ذلك أنّ معظم تلك الإدارات في المؤسسات كانت مهتمةً بالدفاع عما تعتقده ضرورياً لسلامة دينها ومناعته على التغيير، بدلاً من الاتجاه لاستعادة السكينة الدينية عن طريق الحوار مع الأديان الأخرى. إنّ الحوار لا يُعتبر تنازُلاً. تحول مشروع كينغ لأخلاق الحوار ومشتركاته إلى مؤسسةٍ كبرى قامت بأعمال وندوات ومؤتمرات عمادها «القاعدة الذهبية» في كل الأديان: «أحِبَّ لأخيك ما تحبه لنفسك». وهو الأمر الذي يجد تصديقاً في «وثيقة الأخوة الإنسانية» بأبوظبي بين البابا الراحل وشيخ الأزهر عام 2019. بعد فورةٍ وثورانٍ للأصوليات خلال ثلاثة عقود ضد المشترك الأخلاقي للتعاون والتضامن والتعايش والسلام، تظهر أسباب مباشرة أخرى غير دينية، بل استراتيجية وأمنية للنزاعات والحروب. لكنّ المشتركات التي تحدث عنها كينغ وتحدثت عنها وثيقة الأخوة، مثل التعايش والسلام، هي مشتركات إنسانية تدخل في استراتيجيات الأمن الدولي والإنساني. وينبغي ألا تذهب المناداة بها أدراج الرياح! *أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

قادة سودانيون ينتقدون عمل «لعمامرة» ويطالبون باستبداله
قادة سودانيون ينتقدون عمل «لعمامرة» ويطالبون باستبداله

صقر الجديان

timeمنذ 4 ساعات

  • صقر الجديان

قادة سودانيون ينتقدون عمل «لعمامرة» ويطالبون باستبداله

الخرطوم – صقر الجديان انتقد قادة قوى سياسية ومدافعون عن حقوق الإنسان ودبلوماسيون عمل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، وطالبوا بتغييره حيث أن استمراره في المنصب يتسبب في تعقيد الأزمة. وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 17 نوفمبر 2023، رمطان لعمامرة مبعوثًا شخصيًا له في السودان، بعد ساعات من إنهاء ولاية بعثة دعم الانتقال 'يونيتامس' بطلب من السلطات الحاكمة. وأرسل 103 من قادة القوى السياسية والإعلاميين والمدافعين عن حقوق الإنسان والقانونيين، الجمعة، خطابًا إلى أنطونيو غوتيريش يتعلق بأداء لعمامرة. وقال الخطاب، الذي حصلت عليه 'شبكة صقر الجديان'، السبت، إن 'استمرار لعمامرة في منصبه يتسبب في تعقيد الأزمة ويقوض جهود الأمم المتحدة في لعب أدوار إيجابية في تحقيق السلام والاستقرار'. وطالب بتعيين مبعوث شخصي جديد يملك قدرات التفاوض والتواصل مع كافة الأطراف وتفعيل آليات المجتمع الدولي والإقليمي. واتهم الخطاب لعمامرة بالتقصير في مواجهة استخدام أطراف النزاع القائم الأوضاع الإنسانية كسلاح في القتال وعدم ممارسة ضغوط لوقف الحرب لحماية المدنيين وإغاثتهم. وعاب عدم تمكن لعمامرة، رغم مرور عام ونصف على تعيينه، على تصميم أو دعم إطلاق عملية سياسية وعملية سلام لوقف الحرب أو خارطة طريق لإنهائها. وتعثرت جهود الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيقاد في توصل الفرقاء السودانيين إلى تفاهمات مشتركة، تُمهد لإطلاق عملية سياسية، بعد عقد سلسلة مشاورات في مقر التكتل القاري. وأشار الخطاب إلى أن لعمامرة تجاهل إرث وتاريخ القوى المدنية وعدم الثقة في آرائها وتأثيرها في أي عملية سلام لوقف الحرب، واصفًا المشاورات التي أجراها معها بأنها غير جادة مع تعمد إقصاء القوى السياسية والديمقراطية، داعمًا بذلك 'علو صوت البنادق مقابل إضعاف أصوات المدنيين'. وانتقد ما سماه بـ 'تماهي لعمامرة مع أطروحة الجيش وتبشيره بها، خاصة تبنيه لشعارات حماية مؤسسات الدولة وترويجه لخارطة الطريق التي أطلقها بما تحمله من تمهيد لتقسيم البلاد واحتفائه بتعيين وزراء فاقدي الشرعية'. وطرحت الحكومة السودانية خارطة طريق لفترة ما بعد الحرب، تضمنت إطلاق حوار شامل وحرية العمل السياسي دون المساس بالثوابت الوطنية، كما شملت إجراء تعديلات على الوثيقة الدستورية واختيار رئيس وزراء مدني. وأجرت الحكومة تعديلًا على الوثيقة الدستورية كرّس مزيدًا من السلطات في يد الجيش، فيما جرى اختيار كامل إدريس رئيسًا للوزراء وسط توقعات بإعلان حكومة جديدة خلال أسابيع. وقال الخطاب إن لعمامرة وضع مصداقية الأمم المتحدة في أدنى مستوياتها، نظرًا لاختياره الجيش من مجموع أصحاب المصلحة السودانيين، مما أفقد 'الثقة في قدرات مكتبه بتحيزه الواضح حتى أصبح عاجزًا عن إنجاز مهامه في التواصل مع الفاعلين وتقريب وجهات النظر'. ويعاني السودان من أزمة سياسية متطاولة، تفاقمت مع اندلاع النزاع الحالي في ظل استقطاب أطرافه للقوى السياسية والأهلية لتنشط في إزكاء القتال، بينما ترفض قوى مؤيدة للديمقراطية استمرار الحرب.

"حماس": إسرائيل تواصل "ذبح المدنيين" في غزة على أبواب المساعدات
"حماس": إسرائيل تواصل "ذبح المدنيين" في غزة على أبواب المساعدات

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 10 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

"حماس": إسرائيل تواصل "ذبح المدنيين" في غزة على أبواب المساعدات

"حماس": إسرائيل تواصل "ذبح المدنيين" في غزة على أبواب المساعدات "حماس": إسرائيل تواصل "ذبح المدنيين" في غزة على أبواب المساعدات سبوتنيك عربي صرحت حركة حماس، بأن "المجزرة المروّعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي فجرا، بإطلاق النار على أكثر من خمسة عشر فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات... 14.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-14T11:54+0000 2025-06-14T11:54+0000 2025-06-14T11:54+0000 غزة قطاع غزة العدوان الإسرائيلي على غزة إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم حركة حماس أخبار العالم الآن العالم العربي وقالت "حماس"، في بيان لها، اليوم السبت، إن "استخدام حكومة نتنياهو للمساعدات الإنسانية وسلاح التجويع أداة للقتل والإذلال والتنكيل بالمدنيين الأبرياء، يُمثّل جريمة وحشية غير مسبوقة في العصر الحديث، وانتهاكًا صارخًا لكل القيم الإنسانية والمواثيق والقوانين الدولية"، مجددة التأكيد أنه "يوظف الجوع كسلاح حرب، ويحوّل مواقع توزيع الإغاثة إلى مصائد موت جماعي بحق المدنيين الأبرياء".وأضاف البيان أن "الصمت الدولي إزاء الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو عشرين شهرًا، والتطبيع مع مشاهد القتل اليومي للمجوّعين الأبرياء على أبواب النقاط الأمريكية الصهيونية، هو تواطؤٌ مع الجريمة، ولن يغفره التاريخ لأي طرف ساهم فيه بالصمت أو الدعم".وجددت الحركة "نداءها إلى المجتمع الدولي، والدول العربية والإسلامية، للتحرّك العاجل لوقف المجازر المستمرة في قطاع غزة، وإنهاء هذه الآلية الدموية، وفضح أهدافها، وكسر الحصار الظالم، وفرض إدخال المساعدات عبر الآليات المعتمدة لدى الأمم المتحدة ووكالاتها الإغاثية".وأعلن مستشفى "العودة - النصيرات"، الأسبوع الماضي، عن 13 قتيلا ونحو 200 مصاب، بينهم أطفال وسيدات، جراء قصف طائرات مسيرة إسرائيلية نقطة توزيع مساعدات إنسانية في قطاع غزة.وقال المستشفى إن "طائرات الاحتلال الإسرائيلي المسير أطلقت عدة قنابل والرصاص الحي تجاه تجمعات المواطنين قرب نقطة توزيع المساعدات بمحيط حاجز "نتساريم" وسط قطاع غزة".واستأنفت إسرائيل القصف المدمر على قطاع غزة، يوم 18 مارس/ آذار الماضي، أعقبه توغل بري جديد، بعد توقف لنحو شهرين، وتحديدًا منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس، في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بعد تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.وبالمقابل، حمّلت حركة حماس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحكومته المسؤولية كاملة عن "الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار وتعريض الأسرى في غزة، إلى مصير مجهول". غزة قطاع غزة إسرائيل سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي غزة, قطاع غزة, العدوان الإسرائيلي على غزة, إسرائيل, أخبار إسرائيل اليوم, حركة حماس, أخبار العالم الآن, العالم العربي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store