logo
دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي

دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي

الاتحادمنذ 19 ساعات

دور الحوار بين الأديان في السلام العالمي
العنوان ليس لي، بل هو للاهوتي الكاثوليكي الراحل هانس كينغ، والعنوان الكامل: «مشروع أخلاقي عالمي، دور الديانات في السلام العالمي».
وكانت التحليلات الكثيرة لظواهر «عودة الدين» قد دفعت فلاسفةً ولاهوتيين وعلماء مسلمين إلى التفكير بمقاربة النزاعات الناشبة في العالم في السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي من وجهة نظرٍ أخلاقية وقيمية، لاعتبارين اثنين: أنّ الجهات السياسية والاستراتيجية (في الأمم المتحدة) المكلفة بحفظ السلام تراجعت قدراتها بسبب تجاذبات الحرب الباردة - وأنّ حركات أصولية صاعدة تميل لممارسة التأثير السلبي في المجتمعات والدول باسم الدين. وللسببين سالفي الذكر، تقدم المفكر واللاهوتي البارز هانس كينغ بمشروعه ذي الأبعاد الأخلاقية لإبراز إمكانيات تأثير الأديان الإيجابي في صنع السلام العالمي.
يقول هانس كينغ - الذي كتبتُ عن مشروعه عدة مراتٍ في صحيفة الاتحاد- : لا سلام من دون أخلاق كونية أو شاملة - ولا سلام عالمي من دون سلام ديني- ولا سلام ديني من دون الحوار بين الأديان- والمرجو من خلال الحوار المستنير أن يؤدي إلى ما يشبه الإجماع - على أخلاق عالمية للسلام. يضرب هانس كينغ على وتر الاشتراك بين الأديان الكبرى في القضايا الأخلاقية الكبرى مثل التسامح والتعايش والتعاون على الخير والسلام. وقد تنبه هانس كينغ إلى أن الدين قوة ناعمة، وهذا أمرٌ معروفٌ، لكنْ جرى تجاهُلُ المقتضيات والنتائج، بحيث خرجت جماعاتٌ ومجموعاتٌ في الأزمنة الأخيرة لاستخدام الدين في الدعاوى والسلوكات العنيفة. وقد أثر ذلك في المتجمعات والدول، لكنه أثر قبل ذلك في إحداث انشقاقاتٍ في كل دين أُريد استخدامه على خلاف طبيعته ورمزياته المتعارَف عليها في الذهنيات والعلاقات بين البشر على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم. يبادر كينغ بالنظر لهذا الواقع لِلَوم الإدارات الدينية في مختلف الأديان لنقص وقصور المبادرات التي تتفق وطبيعة الدين. ذلك أنّ معظم تلك الإدارات في المؤسسات كانت مهتمةً بالدفاع عما تعتقده ضرورياً لسلامة دينها ومناعته على التغيير، بدلاً من الاتجاه لاستعادة السكينة الدينية عن طريق الحوار مع الأديان الأخرى. إنّ الحوار لا يُعتبر تنازُلاً.
تحول مشروع كينغ لأخلاق الحوار ومشتركاته إلى مؤسسةٍ كبرى قامت بأعمال وندوات ومؤتمرات عمادها «القاعدة الذهبية» في كل الأديان: «أحِبَّ لأخيك ما تحبه لنفسك». وهو الأمر الذي يجد تصديقاً في «وثيقة الأخوة الإنسانية» بأبوظبي بين البابا الراحل وشيخ الأزهر عام 2019.
بعد فورةٍ وثورانٍ للأصوليات خلال ثلاثة عقود ضد المشترك الأخلاقي للتعاون والتضامن والتعايش والسلام، تظهر أسباب مباشرة أخرى غير دينية، بل استراتيجية وأمنية للنزاعات والحروب.
لكنّ المشتركات التي تحدث عنها كينغ وتحدثت عنها وثيقة الأخوة، مثل التعايش والسلام، هي مشتركات إنسانية تدخل في استراتيجيات الأمن الدولي والإنساني. وينبغي ألا تذهب المناداة بها أدراج الرياح!
*أستاذ الدراسات الإسلامية - جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لافروف وفيدان يؤكدان ضرورة وقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط
لافروف وفيدان يؤكدان ضرورة وقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سبوتنيك بالعربية

لافروف وفيدان يؤكدان ضرورة وقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط

لافروف وفيدان يؤكدان ضرورة وقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط لافروف وفيدان يؤكدان ضرورة وقف الأعمال العدائية في الشرق الأوسط سبوتنيك عربي ناقش وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والتركي هاكان فيدان، اليوم الأحد، خلال اتصال هاتفي، الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدين على ضرورة وقف الأعمال العدائية على... 15.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-15T13:57+0000 2025-06-15T13:57+0000 2025-06-15T13:57+0000 روسيا العالم إسرائيل إيران وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن "وزيري الخارجية الروسي والتركي، تبادلا خلال اتصال هاتفي وجهات النظر حول التفاقم غير المسبوق للوضع في الشرق الأوسط على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وفي الوقت نفسه، أجمع الوزيران على ضرورة وقف الأعمال العدائية فورًا ومنع تصاعد العنف بما يُخلف عواقب وخيمة لا يمكن التنبؤ بها على الوضع في المنطقة بأسرها".وأكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم أمس السبت، استعداد موسكو لدعم الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل، وذلك خلال محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم السبت، وفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية الروسية. وذكر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية: "عقب المحادثة الهاتفية بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في 13 يونيو/حزيران، أكد الجانب الروسي مجددًا إدانة موسكو للعمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران، والذي ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وأكد الجانب الروسي استعداد موسكو لمواصلة دعم الجهود الرامية إلى تسوية الوضع المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل".وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن "لافروف وعراقجي اتفقا على مواصلة الاتصالات بشأن هذا الموضوع، بما في ذلك فيما يتصل بمناقشته في مجلس الأمن الدولي ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك داخل منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس". إسرائيل إيران سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي روسيا, العالم, إسرائيل, إيران

مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.. 8 مخرجات مهمة تعيد الأمل للأمواج الزرقاء
مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.. 8 مخرجات مهمة تعيد الأمل للأمواج الزرقاء

العين الإخبارية

timeمنذ 8 ساعات

  • العين الإخبارية

مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.. 8 مخرجات مهمة تعيد الأمل للأمواج الزرقاء

تم تحديثه الأحد 2025/6/15 11:32 ص بتوقيت أبوظبي خرج مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات بالعديد من المخرجات المهمة؛ فما أبرزها؟ يدعو وكانت الدورة الثانية بين يومي 27 يونيو/ حزيران إلى 1 يوليو/تموز في عام 2022 في لشبونة باستضافة البرتغال وكينيا، وقد اعتمدت تلك بعد ذلك، تأتي الدورة الثالثة بين يومي 9 إلى 13 يونيو/ حزيران 2025، وأُقيمت في نيس في يُشارك في المؤتمر جميع أصحاب المصلحة، بما فيهم الحكومات ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية الدولية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية والأوساط العلمية، إضافة إلى المنظمات الخيرية، كما نجد تمثيلًا واضحًا للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية وغيرهم. أهم المخرجات خرجت العديد من المخرجات المهمة في مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات لهذا العام، نذكر أهمها: 1- خطة عمل نيس للمحيطات وهي عبارة عن 2- التزامات مالية من أبرز مخرجات المؤتمر، خروج العديد من التعهدات المالية؛ إذ أعلنت المفوضية الأوروبية عن استثمارات بنحو مليار يورو لدعم الحفاظ على المحيطات وتحقيق الصيد المستدام. من جانبها أطلقت ألمانيا برنامجًا قيمته 100 مليون يورو لإزالة الذخائر من بحر الشمال وبحر البلطيق. كما تعهدت نيوزيلندا بتقديم نحو 52 مليون دولار لتعزيز حوكمة المحيطات في المحيط الهادئ. 3- محميات بحرية ومن منطلق تحقيق الحماية الكاملة لبعض المناطق، تعهدت بولينيزيا الفرنسية بإنشاء أكبر منطقة بحرية محمية في العالم على مساحة 5 ملايين كيلومتر مربع. كما أعلنت إسبانيا عن 5 مناطق بحرية محمية جديدة. 4- معالجة التلوث الضوضائي ومن أهم المخرجات إطلاق "تحالف الطموح العالي من أجل محيط هادئ"، والذي يهدف إلى معالجة التلوث الضوضائي تحت الماء. ويجدر بالذكر أنّ ذلك التحالف يضم 37 دولة بقيادة كندا وبنما. 5- معاهدة أعالي البحار اعتُمدت 6- التعدين يُشير "التعدين في أعماق البحار" إلى عمليات استخراج المعادن الثمينة من قيعان البحار. وعلى الرغم من الفوائد الاقتصادية لتلك المعادن، إلا أنّ الأضرار البيئية اللاحقة أكثر تأثيرًا؛ إذ تُدمر الموائل البحرية وتتسبب في تلوث ضوضائي يُزعج الكائنات البحرية وتطلق بعض المواد السامة، وفي النهاية يختل النظام البيئي البحري. وفي مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات، ارتفعت أعداد الدول المعارضة لتعدين أعماق البحار لتصل إلى 37 دولة تطالب بالتوقف عن هذا الإجراء. 7- الحد من البلاستيك وقعت أكثر من 90 دولة على 8- الشعاب المرجانية اهتم المؤتمر أيضًا بالشعاب المرجانية التي تواجه مخاطر عديدة وثقتها العديد من الدراسات حول العالم بسبب التغيرات المناخية والأنشطة البشرية؛ فقد أطلقت إندونيسيا والبنك الدولي سندًا مرجانيًا، من شأنه أن يساعد في تمويل الحفاظ على الشعاب المرجانية في البلاد. ماذا بعد؟ من المقرر أن تستضيف تشيلي وكوريا الجنوبية النسخة القادمة من المؤتمر في عام 2028، وهناك سيتم تقييم التقدم المحرز في مخرجات المؤتمر هذه الدورة. وتُعد الدورة القادمة ذات أهمية كبيرة؛ فخلالها سنكون قد اقتربنا جدًا من الموعد المحدد مسبقًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في عام 2030. aXA6IDgyLjI3LjIxNS4yMzYg جزيرة ام اند امز AL

باكستان وتركيا تجددان التزامهما بدعم السلام الإقليمي في ظل التصعيد الإسرائيلي
باكستان وتركيا تجددان التزامهما بدعم السلام الإقليمي في ظل التصعيد الإسرائيلي

البوابة

timeمنذ 9 ساعات

  • البوابة

باكستان وتركيا تجددان التزامهما بدعم السلام الإقليمي في ظل التصعيد الإسرائيلي

أجرى دولة رئيس الوزراء محمد شهباز شريف، مكالمة هاتفية مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا. شهدت المكالمة أجواءً ودية وحميمة، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن التطورات المقلقة في المنطقة في أعقاب العدوان الإسرائيلي غير المبرر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. واتفق الزعيمان على أن الضربات العسكرية الإسرائيلية تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة ووحدة أراضي إيران، بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ويهدد بشكل خطير السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي. كما نددا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني الصامد، والذي يتم دون رادع أو مساءلة دولية. وأكد الزعيمان على ضرورة تحرك المجتمع الدولي، ولا سيما الأمم المتحدة، بشكل موحد، للضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها العدوانية وغير القانونية ضد إيران وفلسطين والدول الأخرى في المنطقة. وجدد رئيس الوزراء تأكيد التزام باكستان الراسخ بدعم السلام والأمن والاستقرار الدوليين، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل القيام بدور بنّاء في هذا الإطار، سواء من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي أو عبر المحافل الأخرى مثل منظمة التعاون الإسلامي (OIC). وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية، السيد محمد إسحاق دار، سيمثل باكستان في اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المرتقب في إسطنبول. كما هنّأ الرئيس أردوغان على التكريم الذي حصل عليه من منتدى شباب التعاون الإسلامي (ICYF). واختتم الزعيمان المكالمة بتبادل المعلومات حول الجهود الدبلوماسية التي تبذلها بلديهما في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، واتفقا على مواصلة التنسيق والتشاور من أجل دعم جهود إحلال السلام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store