logo
الحرب الشاملة في الشرق الأوسط باتت وشيكة؟

الحرب الشاملة في الشرق الأوسط باتت وشيكة؟

حذر الكاتبان تانغ تشيتشاو، باحث في معهد دراسات غرب آسيا وأفريقيا، وشو تينغياو، باحث مساعد في معهد دراسات حوض البحر الأبيض المتوسط بجامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، من تداعيات العملية العسكرية الأخيرة، التي شنّتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، على استقرار المنطقة بأسرها.
وقال الكاتبان في مقال مشترك بموقع صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية إن العملية، التي حملت الاسم الرمزي "الأسد الصاعد"، شكّلت تصعيداً خطيراً في الصراع الإسرائيلي الإيراني، وأثارت تساؤلات جدية حول احتمالية اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
ولفت الكاتبان النظر إلى التوقيت المتعمّد للهجوم الإسرائيلي، الذي جاء قبل أيام قليلة من جولة مرتقبة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان.
وأوضح الكاتبان أن الغاية من الضربة لا تقتصر على منع إيران من تطوير سلاح نووي، بل تهدف أيضاً إلى إفشال الجهود الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، واستهدفت الغارات مواقع عسكرية ومنشآت نووية، وأدّت – بحسب الإعلام الرسمي الإيراني – إلى مقتل اللواء حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، مما يعكس خطورة الضربة.
ذريعة إسرائيلية لتبرير العملية
وأشار الكاتبان إلى أن الذريعة التي ساقتها إسرائيل لتبرير العملية – أي اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي – تُستخدم في الغالب كغطاء سياسي. فمنذ أكثر من عقدين، تحذّر تل أبيب من اقتراب طهران من العتبة النووية، مما يدلّ على وجود أهداف أعمق.
وأوضح الباحثان أن الأهداف الحقيقية تتمثّل في تحييد البنية التحتية النووية الإيرانية، وإثارة اضطرابات داخلية قد تُفضي إلى إسقاط النظام.
وأضاف الكاتبان أن إسرائيل ترى في اللحظة الحالية فرصة تاريخية نادرة، إذ تواجه إيران وحلفاؤها في ما يسمى "محور المقاومة" انتكاسات ميدانية وسياسية منذ العام الماضي، مما يشجع تل أبيب على استغلال الظرف لتوجيه ضربة حاسمة.
كما تخشى إسرائيل من أن تُفضي المفاوضات النووية المقبلة إلى اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات عنها، وهو ما تعتبره تهديداً طويل الأمد لأمنها القومي.
وقد بدأت إيران بالفعل بالرد، من خلال إطلاق أكثر من مئة طائرة مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، مما ينذر بإمكانية توسّع دائرة التصعيد. ورغم أن احتمالات اندلاع حرب شاملة أمر مستبعد نظراً للمسافة الجغرافية بين الدولتين، إلى جانب تردد الولايات المتحدة في الانخراط المباشر، فإن خطر التصعيد لا يزال قائماً وبقوة، وفق الكاتبين.
واشنطن ليست بالطرف المحايد
وفي هذا السياق، شدّد الكاتبان على أن واشنطن لا يمكن أن تُعد طرفاً محايداً. فرغم عدم مشاركتها المباشرة في العملية، فإن إسرائيل أبلغت المسؤولين الأمريكيين مسبقاً. وسارعت الولايات المتحدة إلى إجلاء موظفيها غير الأساسيين من مواقع دبلوماسية في العراق والبحرين، في مؤشر على استعدادها لاحتمال الرد الإيراني.
كما أن إدارة الرئيس ترامب لم تُدين الهجوم، بل أبدت دعماً ضمنياً له، حيث اعتبر ترامب أن الضربة قد تُجبر إيران على تقديم تنازلات، أو تُجهض المفاوضات النووية بالكامل.
وتشير المعلومات إلى أن واشنطن قدّمت دعماً غير مباشر للعملية من خلال تبادل معلومات استخباراتية وفتح المجال الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية.
ومن المتوقع أن تزداد مشاركة القوات الأمريكية في المنطقة، خاصة على الصعيد الدفاعي، في حال تصاعدت الردود الإيرانية.
المنطقة على حافة الهاوية
واختتم الكاتبان تحليلهما بالتحذير من أن الشرق الأوسط يقف على حافة هاوية خطيرة. فمع أن الحرب الشاملة لا تزال مستبعدة في الأمد القريب، نظراً لاعتبارات جغرافية وسياسية، فإن المسار الراهن شديد الهشاشة. وقد تؤدي أي خطوات تصعيدية غير محسوبة إلى إشعال مواجهة إقليمية أوسع يصعب احتواؤها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هدفها الواضح تعطيل برنامج طهران النووي... هجمات إسرائيل على إيران تطمح أيضاً إلى تغيير النظام
هدفها الواضح تعطيل برنامج طهران النووي... هجمات إسرائيل على إيران تطمح أيضاً إلى تغيير النظام

النهار

timeمنذ 29 دقائق

  • النهار

هدفها الواضح تعطيل برنامج طهران النووي... هجمات إسرائيل على إيران تطمح أيضاً إلى تغيير النظام

للهجوم الإسرائيلي المباغت على إيران هدف واضح وهو تعطيل برنامج طهران النووي بقدر هائل وإطالة الوقت الذي تحتاجه لصنع سلاح ذري. لكن حجم الضربات واختيار إسرائيل لأهدافها وكلمات ساستها أنفسهم تشير إلى هدف آخر أطول أمدا وهو إسقاط النظام نفسه. وقال خبراء إن الضربات التي وقعت في وقت مبكر من يوم أمس الجمعة لم تستهدف المنشآت النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ فحسب، بل قصدت أيضا شخصيات مهمة في سلسلة القيادة العسكرية في البلاد وعلماءها النوويين، وهي ضربات يبدو أنها تهدف إلى إضعاف الثقة في إيران سواء في الداخل أو بين حلفائها في المنطقة - وهي عوامل يمكن أن تزعزع استقرار القيادة الإيرانية. وقال مايكل سينغ من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى والمسؤول الكبير السابق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش: "يفترض المرء أن أحد الأسباب التي تدفع إسرائيل للقيام بذلك هو أنها تأمل في رؤية تغيير النظام". وتابع قائلا: "إنها ترغب في أن ترى الشعب الإيراني ينتفض"، مضيفا أن العدد المحدود للقتلى من المدنيين في الجولة الأولى من الضربات يشير أيضا إلى هدف أكبر. وفي كلمة مصورة بعد فترة وجيزة من بدء المقاتلات الإسرائيلية في قصف المنشآت النووية وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حديثه إلى الشعب الإيراني مباشرة. وقال نتنياهو: "النظام الإسلامي، الذي يقمعكم منذ ما يقرب من 50 عاما، يهدد بتدمير بلدنا، دولة إسرائيل". وأضاف أن هدف إسرائيل هو إزالة التهديد الناجم عن الأنشطة النووية والصواريخ الباليستية، لكنه تابع قائلا: "نحقق هدفنا وفي الوقت نفسه نمهد الطريق لكم أيضا من أجل تحقيق حريتكم". وقال نتنياهو: "النظام لا يعرف ما الذي أصابه، أو ما الذي سيصيبه. لم يكن يوما أضعف من الآن. هذه فرصتكم للوقوف وإسماع أصواتكم". لكن رغم الضرر الذي ألحقه الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق، فإن العداء لإسرائيل على مر العقود - ليس فقط لدى حكام إيران بل أيضا لدى أبناء شعبها وأغلبهم من الشيعة - يثير تساؤلات حول إمكانية استنفار ما يكفي من الدعم الشعبي للإطاحة بقيادة دينية راسخة في طهران مدعومة بقوات أمن تدين لها بالولاء. وأشار سينغ إلى أنه لا أحد يعرف ما هي الظروف المطلوبة لتوحيد صفوف المعارضة في إيران. وهجوم أمس الجمعة هو المرحلة الأولى مما وصفتها إسرائيل بعملية طويلة الأمد. ويتوقع خبراء أن تستمر إسرائيل في استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية الرئيسية لتأخير مسيرة طهران نحو صنع قنبلة نووية، حتى لو لم يكن لدى إسرائيل بمفردها القدرة على القضاء على البرنامج النووي الإيراني. وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط. وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي إلى أن طهران تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. واغتالت الضربات الإسرائيلية الأولى شخصيات كبيرة في المؤسستين العسكرية والعلمية، ودمرت جزءا كبيرا من نظام الدفاع الجوي الإيراني وأصابت محطة لتخصيب اليورانيوم فوق الأرض في موقع نووي. وقالت السفارة الإسرائيلية في واشنطن لرويترز: "بصفتنا دولة ديموقراطية، تؤمن دولة إسرائيل بأن الأمر متروك لشعب أي بلد لتشكيل سياسته الوطنية واختيار حكومته... مستقبل إيران لا يمكن أن يحدده إلا الشعب الإيراني". ودعا نتنياهو إلى تغيير الحكومة الإيرانية مثلما فعل في أيلول/سبتمبر الماضي. وسمحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضربات الإسرائيلية وساعدت حليفتها المقربة على صد وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران ردا على الهجوم، لكنها لم تعط أي مؤشر على أنها تسعى إلى تغيير النظام في طهران. ولم يرد البيت الأبيض ولا بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك بعد على طلبات للتعليق على هذه المسألة. إنهاء البرنامج النووي بعيد المنال حاليا لا يزال أمام إسرائيل الكثير لتفعله إذا أرادت تفكيك المنشآت النووية الإيرانية، ودوما ما يقول محللون عسكريون إنه ربما من المستحيل تعطيل المواقع المحصنة جيدا والمنتشرة في أنحاء إيران بصورة تامة. وتحذر الحكومة الإسرائيلية من أن البرنامج النووي الإيراني لا يمكن تدميره كليا بحملة عسكرية. وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي لـ"القناة 13" الإسرائيلية: "لا يمكن تدمير برنامج نووي بالوسائل العسكرية". وأضاف أنه برغم ذلك، يمكن للحملة العسكرية أن تهيئ الظروف للتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة من شأنه أن يحبط البرنامج النووي. ولا يزال المحللون متشككين في أن إسرائيل ستمتلك الذخائر اللازمة للقضاء على المشروع النووي الإيراني بمفردها. وقالت سيما شاين، كبيرة المحللين السابقة في جهاز المخابرات (الموساد) والباحثة الآن في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، للصحفيين أمس الجمعة: "ربما لا تستطيع إسرائيل القضاء على المشروع النووي بالكامل بمفردها دون مشاركة الولايات المتحدة". وبينما تصب عرقلة برنامج طهران النووي في مصلحة إسرائيل، إلا أن الأمل في تقويض النظام يمكن أن يفسر سبب ملاحقة إسرائيل للعديد من كبار الشخصيات العسكرية الإيرانية، الأمر الذي ربما يوقع المؤسسة الأمنية الإيرانية في حالة من الارتباك والفوضى. وقالت شاين: "كان هؤلاء الأشخاص في غاية الأهمية، ولديهم معرفة كبيرة، وخبرة طويلة في وظائفهم، وكانوا عنصرا مهما جدا في استقرار النظام، وتحديدا استقراره الأمني". وأضافت: "في عالم مثالي، ستفضل إسرائيل أن ترى تغييرا في النظام، لا شك في ذلك". لكن جوناثان بانيكوف، نائب مسؤول المخابرات الوطنية الأميركية السابق لشؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في مركز الأبحاث "أتلانتيك كاونسل"، قال إن مثل هذا التغيير ربما ينطوي على مخاطر. وإذا نجحت إسرائيل في إزاحة القيادة الإيرانية، فليس هناك ما يضمن أن القيادة الجديدة التي ستخلفها لن تكون أكثر تشددا في السعي إلى الصراع مع إسرائيل. وقال بانيكوف: "لسنوات، يصر كثيرون في إسرائيل على أن تغيير النظام في إيران سيفضي إلى يوم جديد وأفضل، وأنه لا يوجد ما هو أسوأ من النظام الديني الحالي... لكن التاريخ يقول لنا إن الأمر يمكن أن يكون أسوأ دائما".

وول ستريت جورنال: البنية الأمنية الإيرانية تنهار... ما هي خيارات خامنئي؟
وول ستريت جورنال: البنية الأمنية الإيرانية تنهار... ما هي خيارات خامنئي؟

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

وول ستريت جورنال: البنية الأمنية الإيرانية تنهار... ما هي خيارات خامنئي؟

وضع الهجوم الإسرائيلي المدمر على إيران الجمهورية الإسلامية في خطر وجودي، وكشف عن نقاط ضعف عميقة في أجهزة الاستخبارات التي أبقت المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في السلطة لما يقرب من أربعة عقود. أطلقت طهران عشرات الصواريخ الباليستية على تل أبيب يوم الجمعة بعد أن نفذت طائرات حربية إسرائيلية موجات من الغارات في أنحاء إيران الخميس، مستهدفةً منشآتها النووية، ومقتل عدد من كبار قادتها وعلمائها. كانت هجمات إسرائيل بمثابة أخطر ضربة في المواجهة التي اندلعت بين الخصمين اللدودين في 7 تشرين الأول 2023. لم تتمكن إيران حتى الآن من الرد بالمثل. وتم اعتراض معظم الصواريخ التي أطلقتها على تل أبيب أو تسببت في أضرار طفيفة. وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إن خامنئي يواجه خيارات صعبة. فقد أدى الصراع الإيراني العنيف مع إسرائيل إلى إضعاف جيشها. ويخاطر أي رد انتقامي إضافي بعدم كفاية ردع الهجمات المستقبلية، مما يدفع إسرائيل إلى الرد بقوة أكبر. ومن المرجح أن تُواجه أي هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر أو غيرها من المصالح أو الأفراد الأميركيين ردًّا أميركيًا، وهو أمرٌ سعى خامنئي تاريخيًا إلى تجنُّبه. وسيُنظَر إلى الرضوخ للضغوط وإبرام اتفاق نووي مع الولايات المتحدة يُقيِّد بشدة قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في أعين أنصار خامنئي المتشددين، الذين يعتمد عليهم بشكل متزايد، على أنه استسلامٌ غير مقبول. لعقود، كان خامنئي مهندس التوسع العسكري والسياسي الإيراني في الشرق الأوسط، مستخدمًا الحرس الثوري وشبكته من الميليشيات الشيعية المتحالفة معه. وقد رسخ حكمه في الداخل من خلال بناء ولاء قوي بين مؤيديه، وفرض دولة مراقبة شاملة لقمع من لم يدعموه. وتقول الصحيفة إنه من المرجخ أن يقضي الحاكم الثمانيني، الذي قاد إيران منذ عام 1989، خريف حياته في القتال، ليس من أجل التوسع، بل لإنقاذ الجمهورية الإسلامية التي ساهم في بنائها لتصبح قوة إقليمية عظمى. قال أفشون أوستوفار، الأستاذ المشارك في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري، كاليفورنيا: "إذا كان صادقًا مع نفسه، فسيعترف بأنه خسر. كل ما عمل من أجله ينهار أمام عينيه. لقد جنحت السفينة التي كان يقودها". تفاخر خامنئي بالقوة العسكرية الإيرانية، لكنها ظلت حتى وقت قريب دون اختبار. تغير ذلك مع هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023. ومنذ ذلك الحين، وأثناء حربها على غزة، قتلت إسرائيل ما يقرب من اثني عشر قائدًا عسكريًا إيرانيًا رفيع المستوى، بمن فيهم، يوم الجمعة، قائد الحرس الثوري، ورئيس أركان القوات المسلحة، والقائد الذي أشرف على برنامج الصواريخ الباليستية. كما شلّت إسرائيل حليفَي إيران الإقليميين الرئيسيين، حماس وحزب الله، بينما أُطيح بحليف آخر هو الرئيس السوري بشار الأسد، في كانون الأول. بعد تعزيز الوجود العسكري في المنطقة، بما في ذلك نشر مقاتلي ميليشيات مدججين بالسلاح على الحدود مع إسرائيل، قلل خامنئي وكبار مستشاريه بشكل كبير من شأن استعداد إسرائيل لمواجهتها بالقوة، وفقًا لحميد رضا عزيزي، الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية. حتى مع تصاعد التوترات إلى درجة دفعت الولايات المتحدة إلى سحب دبلوماسييها من العراق في وقت سابق من هذا الأسبوع، يبدو أن كبار قادة المؤسسة الأمنية الإيرانية لم يُوضعوا في منشآت آمنة. وقال عزيزي: "استُهدف معظمهم في منازلهم. هذا يُظهر مستوى من الثقة المفرطة غير مفهوم، حقًا، في وضع كهذا". وترى الصحيفة أن الطريقة التي تمكنت بها إسرائيل من اختراق الاستخبارات الإيرانية واستهداف كبار مسؤوليها على ما يبدو وقتما تشاء تُمثل مشكلة للمرشد الأعلى. أولًا، إنها تجعل خامنئي نفسه عرضة للاستهداف. إذا كان هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "هو في الواقع القضاء على الجزء من البرنامج النووي الذي يُمكن تسليحه، وإسقاط النظام، فإن ذلك سيتطلب جهدًا أكبر بكثير"، كما يقول راسموس كريستيان إيلينغ، الأستاذ المشارك في الدراسات الإيرانية بجامعة كوبنهاغن. وأضاف: "وربما هذا ما سنراه في الأسابيع المقبلة". ثانيًا، يعتمد حكم خامنئي جزئيًا على كونه ضامنًا للأمن القومي. فعلى الرغم من عدم شعبيتها في الداخل، فقد وفرت الجمهورية الإسلامية لعقود أمانًا نسبيًا لمواطنيها من الحروب والهجمات الإرهابية التي عصفت بالدول المجاورة. منذ تولي خامنئي السلطة بعد فترة وجيزة من حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق، وهي واحدة من أسوأ الحروب العالمية في القرن الماضي، أبقت إيران القوى المعادية بعيدة عن أراضيها. على مدى العقد الماضي، بينما قتل تنظيم "داعش" عشرات الآلاف في العراق وأفغانستان المجاورتين، نفذت الجماعة المتطرفة أربع هجمات كبرى في إيران أسفرت عن مقتل نحو 150 شخصاً وهو عدد أقل من عدد القتلى خلال نفس الفترة في فرنسا. إن البنية الأمنية المتداعية المحيطة بخامنئي قائمة منذ الأيام الأولى للجمهورية الإسلامية. وتعهد الثوار الذين أطاحوا بالشاه عام 1979 بحماية دولتهم الدينية الجديدة من الانتفاضة التي أشعلوها.ولتحقيق هذه الغاية، أسسوا الحرس الثوري الإسلامي وجهاز استخبارات واسع الانتشار. وقد كشفت إسرائيل عن هشاشة كليهما بشكل متزايد. بين عامي 2010 و2012، اتهمت طهران إسرائيل بقتل أربعة علماء نوويين داخل إيران. وفي عام 2020، قُتل محسن فخري زاده، الذي يُعتبر أبا برنامج الأسلحة النووية الإيراني في التسعينيات والألفينيات، برصاصة رشاشة يتم التحكم فيها عن بُعد في هجوم إسرائيلي جريء يُشتبه في أنه من تنفيذه. منذ 7 أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل عددًا من كبار القادة الإيرانيين في سوريا. واغتالت إسرائيل القيادي السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في دار ضيافة بطهران بوضع قنبلة في غرفته. وفي يوم الجمعة، استهدفت عدة قادة إيرانيين بارزين في آنٍ واحد. ووفقًا لمسؤول أمني إسرائيلي، نُفذ جزء من الهجوم على أنظمة الدفاع الجوي وقاذفات الصواريخ باستخدام طائرات مسيرة متفجرة وأسلحة موجهة أخرى، هُرِّبت إلى إيران من قِبل عملاء من جهاز التجسس الإسرائيلي الموساد. ومع ذلك، من غير المرجح أن ينتهز الإيرانيون الفرصة لإثارة انتفاضة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن قادتهم سيبذلون ما يلزم لحماية حكمهم، كما قال أوستوفار. وأضاف: "على الرغم من أن إيران فقدت قدرتها على شن حرب جادة ضد خصومها، إلا أنها لا تزال قادرة على شن حرب جادة ضد مواطنيها...أعتقد أن هذا وقتٌ خطيرٌ للغاية على الشعب الإيراني". إيران في وضع أضعف بكثير خارج حدودها. فقد تم القضاء على أداة الردع التي طالما استخدمتها - ميليشياتها الإقليمية - بشكل كبير. ولم تنجح هجماتها الصاروخية على إسرائيل خلال العام الماضي إلى حد كبير. مع ذلك، سيطالب أنصار خامنئي المتشددون، الذين يعتمد عليهم، بردٍّ حازم على ما يعتبرونه حملةً إسرائيليةً مستمرة، وفقًا لعزيزي. ومن غير المرجح أن يُفضّلوا استئنافًا فوريًا للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، والتي كان من المقرر استئنافها في جولة سادسة يوم الأحد. وقال: "الخيار بين مواصلة هذه الحرب، أو الانخراط بكامل القوة، أو الاستسلام. من الواضح بالفعل للمسؤولين داخل النظام أنه بغض النظر عن ردّهم وكيفية ردّهم، ستستمر إسرائيل".

بعد ضربة إسرائيل.. إيران تكشف حالة محطة فوردو النووية
بعد ضربة إسرائيل.. إيران تكشف حالة محطة فوردو النووية

صوت لبنان

timeمنذ ساعة واحدة

  • صوت لبنان

بعد ضربة إسرائيل.. إيران تكشف حالة محطة فوردو النووية

سكاي نيوز عربية قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية إن طهران أكدت تعرض موقع فوردو النووي لأضرار محدودة عقب هجمات إسرائيل. وأضاف كمالوندي: "هناك أضرار محدودة في بعض المناطق في موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم. نقلنا بالفعل جزءا كبيرا من المعدات والمواد، ولم تقع أضرار جسيمة ولا توجد مخاوف إزاء التلوث". وتابع المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية: "لا يوجد قلق من تلوث نووي في محطة فوردو النووية". منشأة نطنز النووية والجمعة، أكد كمالوندي، عن وقوع تلوث داخل منشأة نطنز النووية. وأوضح كمالوندي: "تم رصد التلوث، كيميائيا كان أو إشعاعيا، داخل الموقع فقط، ولا توجد مؤشرات على تلوث خارجي". وأضاف: "لا داعي للقلق بشأن المناطق المحيطة، لكننا بحاجة إلى تنفيذ بعض عمليات التنظيف داخل المنشأة". الضربة الإسرائيلية نفذت إسرائيل موجة جديدة من الضربات على إيران ظهر الجمعة، التي استهدفت في إحداها مفاعل نطنز النووي مجددا، مع حديث عن أضرار لحقت بمنشآت تخصيب تحت الأرض، فيما تقول إيران أن الأضرار سطحية. وأعلنت وسائل إعلام إيرانية، قيام إسرائيل بتنفيذ موجة جديدة من الهجمات على الأراضي الإيرانية، بما في ذلك على موقع نطنز النووي. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن أنه استهدف أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في نطنز خلال الهجوم على إيران، وأضاف أن مجمعا تحت الأرض متعدد الطوابق في المنشأة النووية في نطنز قد تعرض لأضرار. ووفقا لهذا البيان، فإن الموقع المستهدف في نطنز كان يعمل منذ سنوات في إطار جهود إيران لامتلاك سلاح نووي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store