logo
بشار جرار : الإبعاد الأمريكي ثلاثيّ الأبعاد!

بشار جرار : الإبعاد الأمريكي ثلاثيّ الأبعاد!

أخبارنا٠٨-٠٥-٢٠٢٥

أخبارنا :
نحو واحد وعشرين مليون إنسان دخلوا أمريكا بطرق غير شرعية خلال أربع سنوات. يضاف هذا الرقم المرعب في حجمه وتفاصيله إلى ملايين سبقوهم دخلوا البلاد بطرق شرعية لكن صارت فاقدة للشرعية بسبب تجاوز البعض الإقامة الممنوحة في تأشيرات السياحة أو الدراسة أو العمل. البعض الآخر، التفّ للأسف على القانون -في بلاد تبقى من أكثر الدول ترحيبا بالمهاجرين وانفتاحا على العالم- للإقامة القانونية ومن ثم التجنيس عبر طرق ملتوية، منها ما يعرف بزيجات المصلحة أو البقاء على الأراضي الأمريكية حتى الولادة بما يعرف ب «آنْكَر بيبي»، الطفل المرساة الذي يُكسِب والديه أو أحدهما الجنسية.
التحايل على القانون واستغلاله، لم تسلم منه السياسة وحتى الدين، وفي العقدين الآخرين الهوية الجنسية أيام اليسار المنحل المختل، حيث زعم البعض قمعا أو تمييزا في بلاده الأصلية طريقا للحصول على حق اللجوء أو الفرار من ملاحقات قضائية لا علاقة لها بالسياسة منها جرائم مالية أو أخلاقية.
في علاقة استغلال متبادل وأحيانا مركّبة، منح بعض أولئك وظائف معظمها عبر شركات ومؤسسات تعاقدية مع جهات من القطاعين العام والخاص، بحيث يتم رعايتهم لتوظيفهم عند الحاجة، خدمة لأجندة أو مشروع ما، على نحو قد يبدو أحيانا عدائيا ومناقضا لتوجهات الإدارة أو الروح «الثقافة» الأمريكية.
مع ارتفاع الكلف لفاتورة الهجرة الشرعية وغير الشرعية، تفاقمت المشكلة حتى صارت معضلة مؤرقة للحزبين. حتى اليسار المتطرف، بات يدرك أن من أسباب خسارته الانتخابات في أمريكا والغرب عموما، هو ذلك الشطط والغلو والتوغل فيما يسموه انفتاحا وتعددية وقبولا للآخر، لحد ضاعت فيه هوية البلاد وأمنها واقتصادها. عودة اليمين بقوة إلى عدة بلدان، يعود فيه الفضل لملفي الأمن والاقتصاد، المرتبطين عضويا بأمن الحدود وهوية المجتمع الوطنية..
من الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الراهنة، إعادة توجيه تطبيق ابتكرته الإدارة السابقة، كانت تصرف له هاتفا جوالا ذكيا لكل فرد أو أسرة لإدامة التواصل معها! عمليا، تم استغلال الأمر وإساءة الاستخدام، لا بل وقام بعض المهاجرين غير الشرعيين من ذوي النشاطات الإجرامية بشطب التطبيق وإتلاف الهاتف في محاولة الإفلات من التتبّع، واستخدام منصة «تيك توك» لإرشاد وتعليم من تسللوا عبر الحدود، على احتلال منازل المواطنين عبر استغلال ثغرة قانونية إجرائية في بعض الولايات والمقاطعات -غالبا الليبرالية «التقدمية»!- فيما عرف بوضع اليد على العقار، بالجلوس القرفصاء «سكواتِنغ» حيث يقوم أولئك «السكواترز» بتحدي صاحب الدار مالك العقار، لا بل وحتى الشرطة، بانتظار أمر قضائي.
بلغت المهزلة التي أغاظت الناخبين لدرجة السخط على سياسات اليسار الدرجة التي تولى فيها صحفيون ومشرعون وحتى قضاة جانبا دفاعيا اعتذاريا «محاميا» عن مجرم ينتمي لإحدى العصابات الأكثر توحشا في العالم، كونه لم يخضع لمحاكمة عادلة! وفي حالة أخرى، كونه كان عضوا في عصابة أخرى غير تلك المذكورة في قرار إلقاء القبض والترحيل!
بطبيعة الحال، هناك أبرياء. بصرف النظر عن النسبة المستهدفة بتصويب أوضاعها، حتى لا يؤخذ البريء بجريرة المجرم. لذلك تمت إعادة توظيف تطبيق وزارة الأمن الوطني وقسم الجمارك والحدود، بحيث يتم التواصل فالإبلاغ الذاتي ومن ثم الترحيل الذاتي دون متاعب قانونية.
لتحفيز المخالفين، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن ثلاثة حوافز: أهمها إتاحة فرصة العودة بشكل قانوني لأمريكا، طبعا بعد التحقق من أنه بحسب ترمب «يحب أمريكا وحسن السير والسلوك ويقدم قيمة مضافة إليها»، مما يجعل سلوك ومهنة وعلم طالب الإقامة مسألة فيها نظر، دون تجاوز حقوق المتقدمين بطرق قانونية وحسب الأصول، بما في ذلك من يسمون «الحالمين» وهم أولئك الذين ينتظرون داخل أمريكا الحصول على الجنسية. أما العرض الثاني فهو الترحيل عبر طائرة تذكرة باتجاه واحد مدفوعة الثمن. والثالث «كاش»! ألف دولار معونة سفر أو بالأحرى وداع!
بطبيعة الحال، كان لا بد من التأكيد على البديل لاتخاذ القرار الصائب، وهو أنه في حال عدم الترحيل الذاتي ثلاثي الحوافز أو الأبعاد، فإن الإبعاد سيكون نهائيا وقطعيا فور إلقاء القبض على من سيعدّ مرتكبا «جرائم مركبة»، أقلها جريمتان: مخالفة قوانين الدخول و/أو الإقامة، والثانية، رفض الاستجابة لعرض الترحيل ثلاثيّ الحوافز! ــ الدستور

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار
ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار

جو 24

timeمنذ 4 ساعات

  • جو 24

ترامب يعلن عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار

جو 24 : أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار. وقال ترامب، في تصريح له "ساعدتنا إسرائيل في منظومتها للدفاع الصاروخي "القبة الحديدية"". وبين ترامب، أن "القبة الذهبية" للدفاع الصاروخي من المفترض أن تعمل بنهاية فترتي الرئاسية. تابعو الأردن 24 على

بكلفة تبلغ 175 مليار دولار .. ترامب يعلن عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي
بكلفة تبلغ 175 مليار دولار .. ترامب يعلن عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي

وطنا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • وطنا نيوز

بكلفة تبلغ 175 مليار دولار .. ترامب يعلن عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي

وطنا اليوم_أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي بكلفة تبلغ 175 مليار دولار. وقال ترامب، في تصريح له 'ساعدتنا إسرائيل في منظومتها للدفاع الصاروخي 'القبة الحديدية'. وبين ترامب، أن 'القبة الذهبية' للدفاع الصاروخي من المفترض أن تعمل بنهاية فترته الرئاسية.

الموت تحت القصف أم الموت جوعاً؟!
الموت تحت القصف أم الموت جوعاً؟!

عمون

timeمنذ 6 ساعات

  • عمون

الموت تحت القصف أم الموت جوعاً؟!

عربات جدعون في مظهرها تبدو عمليّة عسكريّة إسرائيليّة بريّة؛ لكنّ في باطنها هي إعادةُ السيطرة والتقسيم لقطاع غزّة تحت النار! إسرائيل لا تكتفي بالهجماتِ والغارات، بل ترسمُ خطوط السيطرة بخرائط ميدانيّة، وتعيد توزيع السكان ضمن مناطق مغلقة، تفصلها محاور عسكريّة محصّنة. فهل تسعى إسرائيل لإنهاء معركتها مع "حماس" فقط أم لإعادة احتلال قطاع غزّة من جديد؟! توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسيطرة على كامل قطاع غزّة، وأشار إلى أنه سيسمح بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانيّة والإغاثيّة والطبيّة للقطاع، منعاً للمجاعة! الجيش الإسرائيلي أعلن أنّه بات في خِضم الهجوم البري الموسع، والذي أطلق عليه اسم عربات جدعون في غزّة، قائلاً إنّ قواته تعمل في جميع أنحاء القطاع دون أي تغيير، في صورة الوضع حسب قوله، بعد أن استدعى الجيش الإسرائيلي الآلاف من جنوده الاحتياط؛ وسط تسريب خطة تقسيم القطاع وتطويقهِ بمناطقَ عسكريَّة. عمليّة عربات جدعون لا تكتفي بالضربات الجويَّة، بل تمتدُ إلى محاولةِ تقسيم غزَّة إلى مناطق معزولة، محاطةٍ بأربعةِ محاورٍ عسكريَّة تفصلُ ما تبقى من مدنِ القطاع إلى جيوبٍ محاصرة يحشر فيها السكان الفلسطينيون، تحت رقابة مشدّدة. أولى هذه المناطق عند محور مفلاسيم الذي يفصلُ بلدات شمال غزَّة عن مدينتها، ويقع قرب بيت لاهيا وبيت حانون. ومنطقةُ وسطى تفصلُ دير البلح عن مدينةِ غزَّة عند محور نتساريم، وكذلك منطقة بجانب محور كسوفيم والذي يفصلُ دير البلح عن الجنوب، وبالتحديد مدينة خان يونس، وأخيراً منطقة عند محور موراج الذي يفصل رفح عن خان يونس؛ حيث يدفع السكان تدريجياً نحو الجنوب. التقارير الغربيّة تشير إلى أنّ هذه الجيوب المدنيَّة ستكون مفصولة بجدرانٍ عسكرية، ومناطق يحظرُ التنقل فيها دون تصاريح خاصَّة أو إجراءات تفتيش مشدَّدة. الجيش الإسرائيلي الذي يقوم بعمليات إخلاء واسعة في القطاع، أعلنَ أنّ أكثر من مئة وستينَ هدفاً تم قصفها خلال الساعات التي سبقت التحضير للعمليّة العسكريّة. عربات جدعون تهدف إلى حصر سكان القطاع جنوباً، وتوسيع العمليات العسكريّة تحت ذريعة القضاء على حماس وبنيتها التحتيّة وفق ما يقول المسؤولون الإسرائيليون. عربات جدعون إنطلقت لتدهس المزيد من سكان القطاع، ومعه قد يقضى على جهود التهدئة، التي يقول القائمون عليها، إنّهم يواصلون العمل لحين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. الموت تحت القصف بدلاً من الموت جوعاً هو خيار نتنياهو لسكانِ غزَّة، بعد أن أعلن السماح بإدخال أقل من الحدِ الأدنى من المساعدات الإنسانيّة للقطاع. ورغم التصعيد الميداني في القطاع، إلا أنّ جهود التهدئة ما تزال تقاوم من أجل البقاء؛ فالبيت الأبيض قال إنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل الانخراط في محادثات وقف إطلاق النار في القطاع، وتمارس الولايات المتحدة ضغوطاً كبيرة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن غزَّة، وإنهاء الحرب؛ من خلال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي يضغط على إسرائيل وحركة حماس؛ للموافقة على مقترح جديد قدّمه قبل أيام حول صفقة بين الطرفين. ويبقى ميدان غزَّة مشتعلاً؛ حيث أنّ الجيش الإسرائيلي أعلن أنّ قواته تعمل في جميع أنحاء القطاع، دون أي تغيير في صورة الوضع، بعد أسبوع واحد من الغارات الجويّة المكثفة التي استهدفت أكثر من ستمئة وسبعين موقعاً في القطاع، زعمت إسرائيل أنها لحركة حماس. وتسعى إسرائيل إلى توسيع نطاق الحرب في المرحلة الأولى من الإخلاء الشامل لسكان غزّة إلى جنوبي القطاع، وستستعين إسرائيل بشركات مدنيَّة بهدف ترسيم المناطق التي سيحدّدها الجيش، مع إجراءات تفتيش للداخلين إليها. وفي المرحلة الثانية تفعيل الخطة الإنسانيّة التي ستعقب العمليّة العسكريَّة وإخلاء السكان نحو الجنوب، وتنفيذ العمليات العسكريّة الجويَّة والبريَّة ونقل السكان إلى مناطق تزعم بأنّها آمنة في رفح، ومن ثم اقتحام قوات عسكريَّة للقطاع؛ لاحتلال أجزاء واسعة من القطاع، بشكل تدريجي للإعداد لوجود عسكري طويل الأمد في القطاع، تحت ذرائع مزعومة للجانب الإسرائيلي متمثلة في القضاء على حماس وهدم الأنفاق! وتبقى عربات جدعون رهاناً إسرائيلياً خاسراً عنوانه القضاء على المقاومة الفلسطينيّة في القطاع، سيكون لها انعكاسات كبيرة على المسار التفاوضي سياسيّاً والأوضاع الإنسانيّة في غزَّة، والتي ستكون صعبة على سكان القطاع، وكأنّ الحرب تعود من جديد والآليات العسكريّة الإسرائيليّة ستداهم جميع الأحياء الفلسطينية في غزّة، وأعداد الضحايا ربما ستكون بالمئات أو الآلاف إذا ما ثبّتوا في شمال قطاع غزّة، كما حدث خلال الفترة الأولى من الحرب. إسرائيل تعتقد أنّ العمليات العسكريّة يمكن أن تشكل مزيداً من الضغط على حركة حماس، أو على المفاوض الفلسطيني سواء كان في القاهرة أو الدوحة؛ وهذا لم يحدث خلال تسعة عشر شهراً الماضية من هذه الحرب المستعرة. كما أن إسرائيل تتجاهل أنّ هذه العمليّة من شأنها القضاء على الأسرى الإسرائيليين المتبقين من الأحياء، إن كان من خلال الجوع وانعدام توافر الطعام لهم، إن لم يتم القضاء عليهم من خلال آلة الحرب الإسرائيليّة والقصف بأشكاله المختلفة. المجتمع الدولي اليوم يأتي بمواقف سياسيّة مختلفة رافضة للحرب، ولسياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، ومعزّزة لرؤية ضرورة ضمان إنسيابيّة إدخال المساعدات للقطاع، للحيلولة دون تفشي المجاعة وحدوث المزيد من الكوارث الإنسانيّة. كما أنّ المفاوضات الدائرة اليوم تبقى ضمن المعادلة الصفريّة، مع تمسك كل من طرفيها بموقف لا يتقبله الطرف الآخر، ما لم تتدخل الإدارة الأميركية بحزم لصالح وقف هذه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وضمان ادخال المساعدات الإنسانيّة والطبيّة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store