logo
اختياراتنا من عطور تشعر المرأة بالتميز وتمنحها إطلالة مفعمة بالثقة

اختياراتنا من عطور تشعر المرأة بالتميز وتمنحها إطلالة مفعمة بالثقة

مجلة هيمنذ 2 أيام

لكلّ امرأة عطر يُشبهها، يسبق حضورها ويترك خلفها انطباعًا لا يُنسى. في عالم العطور، هناك روائح لا تكتفي بأن تزيّن يومكِ، بل تعزّز من حضورك وتوقظ فيكِ شعورًا عميقًا بالتميّز والثقة. اخترنا لكِ في فريق "هي" ثلاث نفحات آسرة، تعبّر عن القوة، الأنوثة، والجرأة الناعمة، لترافقك كوشم عطري يحمل رسائل خاصة لا تُقال بالكلمات.
ـ عطر باور سيلف" Power self من علامة "إنيسيو":
ـ عطر باور سيلف Power self من علامة إنيسيو
نبدأ مع عطر "باور سيلف" Power Self من علامة "إنيسيو"، الذي اخترناه لكِ لأنه ببساطة ليس مجرد عطر بل تجربة تحوّلية. هذا العطر مُصمم ليخاطب جوهركِ الداخلي، ويوقظ النسخة الأقوى منك، النسخة التي لا تنتظر تأكيدًا من الخارج بل تفرض حضورها بهدوء وجرأة. تركيبته الثنائية تمزج ببراعة بين نعومة الأزهار البيضاء وحدّة التوابل والمسك، مما يخلق توازنًا ديناميكيًا يشعل في داخلك شرارة الثقة والطاقة.ومن وحي التجربة لاحظنا ان نفحاته المتجددةوالمتباينة تخلق كيمياء فريدة من نوعها، تنشّط على الفور الثقة بالنفس والقوة الداخلية.
لفتنا كثيرا كيف يعزز العلم قوة العطر، إذ يتخطى هذا الابتكار كونه مجرّد متعة عطرية، من خلال تسخير الرابط المباشر ما بين العطور ومستقبلات الدماغ الحسيّة، فيؤثّر بشكل ملحوظ على الثقة بالنفس والرفاهية.فعطر "باور سيلف" POWER SELF، هو أكثر من مجرّد عطر، فهو يحوّل كل حركة إلى إنجاز وتأكيد للذات. تحوّلي إلى ذاتك العليا.
عطر "روز ستار" من علامة كريستيان ديور:
عطر روز ستار من علامة كريستيان ديور
أما إذا كنتِ تبحثين عن عطر يُجسّد الثقة والأنوثة الساحرة، فإن "روز ستار" من ديور هو خيارنا المثالي لكِ. اخترناه لأنه يحمل بين نغماته قصة شغف خالدة، تروي عشق كريستيان ديور لوردة سنتيفوليا والنجمة، رمزين خالدين في تاريخ الدار. روز ستار هو عطر المرأة الحالمة، التي تؤمن أن الأناقة ليست مجرد مظهر، بل قدر يُكتب برشفة من العطر في كل صباح.
يعكس عطر Rose Star من Dior لقاءً ساحرًا بين رمزين خالدين في تاريخ الدار: وردة سنتيفوليا، ملكة الزهور التي أحبها كريستيان ديور وغرسها في قلب فلسفته الجمالية، والنجمة، رمز الحظ الذي ظل يرافقه طيلة حياته، ولا يزال متألقًا في سماء الدار من شارع مونتين الباريسي.
لفتنا هذا العطر الفاخر بقدرته على مزج التناقضات في تركيبة واحدة: فهو نبيل ومفاجئ، أنيق وجريء، يمنحك حضورًا آسرًا وإطلالة تنبض بالجمال والجاذبية.
هذا العطر ليس مجرد نفحات، بل قصيدة عطرية تنبض بالشغف؛ وردة مصقولة تروي حكاية مصير مرصع بالنجوم. روز ستار هو تكريم لحب ديور الأول لوردة سنتيفوليا التي لا تزال تُزرع بحُب في حقول بروفانس الواسعة، استمرارًا لحلمه العطري الخالد.
من أول رشة، تأسرنا نغمات العطر الذكية التي تجسّد جوانب الوردة الخمسة:
1ـ الافتتاحية الحمضية المشرقة المستوحاة من قشرة الليمون
2ـ الطبقات الفاكهية المرحة بين الليتشي، التوت، والإجاص
3ـ النفحات الحارة التي يمنحها فلفل سيتشوان لمسة غنية ومترفة
4ـ الملمس المخملي الناعم الشبيه ببتلات الورد في احتضانها المسكي
5ـ وأخيرًا، القاعدة العسلية العميقة التي تترك أثرًا حسيًا طويل الأمد، لا يُنسى
عطر SÌ EAU DE PARFUM INTENSE Armani Beauty
عطر SÌ EAU DE PARFUM INTENSE Armani Beauty
وأخيرًا، لعاشقات الجرأة الناعمة، اليكن عطر SÌ Eau de Parfum Intense من Giorgio Armani. اخترناه لأنه أكثر من عطر، إنه إعلان داخلي تقول فيه المرأة "نعم" لكل ما تستحقه. هذا العطر يحتفي بالجمال العاطفي عبر تركيبة آسرة تبدأ بنغمة الكشمش الأسود الغنية التي تمنحك طاقة طبيعية تنسجم مع الورد الجوريّ الرومانسي. دللي نفسك مع عطر بتركيبة إستثانئية تفوح برحيق الكشمش الأسود العصاري والغني، ما يُضفي جانبًا طبيعيًا على العطر، يُكمّل تأثيره الفاكهيّ. بعد ان جربنا لك هذا العطر لفتنا كيف يتناغم الكشمش الأسود مع النسمات الزهريّة المنعشة والفوّاحة للوردة الجوريّة، بالإضافة إلى نفحات الشاي الأسود العشبيّة والمدخّنة، التي تعزّز شذا الفانيلا على مستوى قاعدة التركيبة. كما وينبض قلب التركيبة بنفحات مركّز الورد الجوري الذي يكشف أغنى جوانب الوردة وأكثرها جاذبية، ويمنح العطر تأثيره المكثّف والرقيق، تُضاف إليه نسمات العبقة الناعمة، شذا الأزهار البيضاء وزيت دافانا العطري، الذي تُعزّز نفحاته الفاكهيّة المخمليّة اللمسة الزهريّة الشاعرية لعطر SÌ EAU DE PARFUM INTENSE.
أمّا القاعدة فتجمع بين ثنائي آسر وقشدي من نفحات فانيلا بوربون، وزيت الباتشولي. أي أنّ SÌ EAU DE PARFUM INTENSE يفوح بسحر جانبَين مختلفَين من جوانب فانيلا بوربون: يتمثّل الأول في نقيع الفانيلا الذي يكشف عن رائحة فانيلا ناعمة ورقيقة، بلمسات غامرة ولطيفة؛ أمّا الثاني فعبارة عن خلاصة فانيلا تنبعث منها الرائحة المكثّفة لقرون الفانيلا الناضجة، التي يُعزّز نفحاتها الدافئة والملطّفة جانبٌ يُحاكي لمسة الزيتون الأسود. وتمتزج نفحتا الفانيلا مع زيت الباتشولي العطري لتُضفي طابعًا خشبيًا وانتعاشًا فريدًا على هذا العطر.
لفتنا تصميم العطر البارز والذي يدعو كلّ امرأة إلى قول "نعم"، مما يجعل هذا العطر هدية بقيمة معنوية ورسالة تحفيزية. كما واعجبنا ايضا الغطاء الأسود الأملس المميّز لعطور Sì، المصمّم على شكل حجر. أمّا اسم Giorgio Armani، المنقوش باللون الأسود على الزجاج، فيظهر في وسط القارورة، لتأثير أنيق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حج / معرض "نُسك هدايا الحاج نهج" يختتم فعالياته في غرفة مكة وسط حضور تجاوز 25 ألف زائر
حج / معرض "نُسك هدايا الحاج نهج" يختتم فعالياته في غرفة مكة وسط حضور تجاوز 25 ألف زائر

الأنباء السعودية

timeمنذ 10 دقائق

  • الأنباء السعودية

حج / معرض "نُسك هدايا الحاج نهج" يختتم فعالياته في غرفة مكة وسط حضور تجاوز 25 ألف زائر

مكة المكرمة 22 ذو القعدة 1446 هـ الموافق 20 مايو 2025 م واس اختتمت أمس فعاليات معرض "نُسك هدايا الحاج نهج" الذي استضافته الغرفة التجارية بمكة المكرمة, وذلك بمركز الغرفة للمعارض والمؤتمرات، واستمر خمسة أيام. وضم المعرض نحو 120 جناحًا أبرزت أنشطة وفعاليات عدد من القطاعات الحكومية والأهلية والمؤسسات الخيرية العاملة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، إضافة لإبراز نماذج من الأعمال والحرف اليدوية، التي جاءت مشاركاتها متوافقة مع عام 2025 الذي جعلته وزارة الثقافة عامًا للحرف اليدوية. وسجل المعرض حضورًا تجاوز 25 ألفًا من الزوار الذين توافدوا للاطلاع على الأركان التفاعلية والتقنيات الذكية التي يقدمها المعرض, إضافة إلى الصناعات اليدوية المتنوعة، مثل: صناعة صقل الأحجار الكريمة، والحفر على الخشب، وصناعة الخواتم والسبح والأزياء التراثية, ضمن تجربة ثقافية ثرية. وهدف المعرض إلى إبراز الجوانب الثقافية والإبداعية المرتبطة بموسم الحج، من خلال مشاركة عدد من الحرفيين ورواد الأعمال في مجال الهدايا والصناعات اليدوية، إلى جانب مشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة لعرض أحدث الخدمات والمبادرات المقدمة لضيوف الرحمن، وترسيخًا لمكانة الحرف اليدوية بوصفها تراثًا ثقافيًّا أصيلًا، وتعزيزًا لمزاولتها وصونها واقتنائها وتوثيق قصصها وحضورها في حياتنا المعاصرة؛ نظرًا لما تمثله في الموروث السعودي الأصيل.

«هيئة الكتاب» تستعيد مسرحيتين من تراث سعد الدين وهبة
«هيئة الكتاب» تستعيد مسرحيتين من تراث سعد الدين وهبة

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

«هيئة الكتاب» تستعيد مسرحيتين من تراث سعد الدين وهبة

ضمن إصدارات سلسلة «أدباء القرن العشرين»، التي تهدف إلى إعادة إحياء تراث كبار المبدعين المصريين، وتعريف الأجيال الجديدة بإبداعاتهم المؤثرة، أعادت الهيئة المصرية العامة للكتاب إصدار مسرحيتين للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، أحد رواد المسرح المصري والعربي، وتمثل أعماله جسراً بين الفن والفكر، وتمزج بين الهمّ السياسي والاجتماعي والطرح الدرامي. المسرحية الأولى «المسامير» تدمج بين التوثيق التاريخي والرؤية الفنية، واستلهم الراحل أحداثها مباشرة من وقائع ثورة 1919، تحديداً القمع الهمجي الذي مارسته سلطات الاحتلال البريطاني ضد الفلاحين المصريين في كفر الشيخ ونزلة الشوبك بوسط دلتا مصر، الذين شاركوا بفاعلية في تلك الثورة الشعبية. وتصور الإجراءات القمعية لقوات الاحتلال البريطاني لإخماد روح الثورة، ففي كفر الشيخ، نهب الجنود المدينة، واستولوا على المؤن والمأكولات، وفرضوا ضريبة تعسفية، فضلاً عن الجلد اليومي لعدد من سكان المدينة والقرى المجاورة. وقد بلغ القمع ذروته في نزلة الشوبك، حيث تم القبض على عدد من الأهالي، ودُفنوا حتى منتصف أجسادهم في الأرض، قبل محاكمتهم صورياً وإعدامهم رمياً بالرصاص. إضافة إلى سرد الوقائع التاريخية، تبرز «المسامير» الصراع الأبدي بين الشعوب المضطهدة وقوى الاستعمار والطغيان، وتتميز بأنها لا تقدم سرداً مثالياً أو انفعالياً للأحداث، بل تقدم نسيجاً درامياً موضوعياً يفرق بين الشخصيات والوقائع وفقاً لمواقعها الاجتماعية والطبقية، ما يمنح النص عمقاً واقعياً وإنسانياً في آنٍ واحد. المسرحية الثانية التي أصدرتها الهيئة في هذ الإطار هي «كوابيس في الكواليس»، التي سبق عرضها على المسرح القومي في مايو (أيار) 1967، إخراج كرم مطاوع، وتمثيل كل من شفيق نور الدين، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد السلام محمد، توفيق الدقن، عباس فارس، رجاء حسين، عبد المنعم إبراهيم. وفيها يعمد وهبة إلى كسر الجدار الرابع، فيقدم نفسه داخل النص بوصفه مؤلفاً وممثلاً في الوقت ذاته، لخلق تداخل متعمد بين الواقع والخيال، بين المؤلف الحقيقي والمؤلف المسرحي، وبين الكواليس وما يُعرض على الخشبة. ويُشرك الجمهور في اللعبة المسرحية، ويجعلهم طرفاً في الحدث وليس مجرد متفرجين. وتعكس «كوابيس في الكواليس» قدرة وهبة على اللعب بين الجدية والهزل، طارحاً أسئلة عميقة حول الإبداع، والرقابة، وتقدير الفن في المجتمع. وتتكون من ثلاثة فصول: الأول يعرض كواليس كتابة النص المسرحي، والثاني يتناول مرحلة تنفيذ العرض على خشبة المسرح، والثالث يناقش كيفية تلقي الجمهور والنقاد للعمل المسرحي والحكم على نجاح المؤلف من عدمه. ويعد هذا البناء جزءاً من فكرة أوسع أراد بها المؤلف تقديم ما يشبه «السيرة الذاتية الكوميدية»، إذ يسخر من كل عناصر العملية المسرحية، ويتجاوز ذلك إلى الصحافة والنقد أيضاً، ما يعد توثيقاً ساخراً لمعاناة الفنان وسط منظومة متشابكة من الأدوار والتوقعات.

مصطفى الضبع: كثير من النقاد يفتقر إلى الذائقة والعمق
مصطفى الضبع: كثير من النقاد يفتقر إلى الذائقة والعمق

الشرق الأوسط

timeمنذ 20 دقائق

  • الشرق الأوسط

مصطفى الضبع: كثير من النقاد يفتقر إلى الذائقة والعمق

صنع الدكتور مصطفى الضبع اسمه بوصفه واحداً من أهم النقاد والأكاديميين المصريين، عبر كثير من الكتب والدراسات النقدية، وأشهرها «استراتيجية المكان» و«فلاح الرواية - رواية الفلاح» و«سردية الأشياء» وغيرها من الكتب المهمة، كما أن له حضوراً كبيراً في المشهد النقدي، عبر ما يقدمه في الندوات والمؤتمرات، حتى صفحته على موقع التواصل الاجتماعي حوَّلها إلى ما يشبه منتدى مفتوحاً، يقدم فيها دائماً الكثير من الأطروحات النقدية والبحثية، فضلاً عن تقديمه نصائح للباحثين الشبان، وملاحظات على الحالة الأكاديمية المصرية. في كتابه الأخير «كلمات متقاطعة» يبتعد قليلاً عن النقد، ويستعيد المبدع القديم داخله، مستأنفاً شغفه بكتابة القصة القصيرة، بعد أن طغى عليها العمل النقدي والأكاديمي لسنوات طوال. عن هذه العودة للإبداع، ورؤيته للمشهد النقدي والإبداعي، ومشكلات الجامعات والبحث العلمي كان لنا معه هذا الحوار. * كتابك الأحدث «كلمات... متقاطعة» مجموعة قصصية وليس كتاباً نقدياً... ما الذي أيقظ المبدع القديم الآن وأعاده رغم مرور الزمن؟ - المبدع لم ينم، ولم يغيِّر قناعاته بأن نصاً واحداً إبداعياً تجاوز قيمته ومساحة بقائه عشرات الكتب النقدية. ما حدث أن العمل الأكاديمي أولاً، والمشروعات النقدية، كانت تفرض نفسها بقوة الواقع. مثلاً، مشروعات الببليوغرافيات محاولة لسد النقص في قواعد البيانات المفتقر إليها في العمل الأكاديمي العربي، لذا كان لا بد من تأسيس المشروع، وهو ما يتطلب جهداً مضاعَفاً. دخلتُ الحياة الثقافية مبدعاً (أول مجموعة قصصية 1992). ومع بداية الرحلة الأكاديمية، كان لا بد من التخطيط لمشروع الناقد الذي وجدتني مطالَباً بالقيام به، فلست أقرُّ بأستاذ الجامعة الذي يتقوقع داخل قاعة الدرس. لذا، كان عليَّ العناية بالناقد زمناً على حساب المبدع، مع الأخذ في الاعتبار أن الناقد المبدع له فتوحاته الواضحة، في مقابل الناقد غير الممتلك ذائقة المبدع أولاً، ومنهجية الناقد ثانياً. * لك كتاب شهير بعنوان «استراتيجية المكان»... كيف ترى تأثير المكان عليك أنت شخصياً في تنقلاتك وتحولات شخصيتك النقدية؟ - الأمكنة تصنعنا ولا نصنعها، نحن صنيعة أماكننا بمجالاتها الحيوية (البشر، والثقافة، والطبيعة)، فلكلِّ مكان مجاله الحيوي المؤثر. عبر حياتي تحركت في ثلاث دوائر مكانية كبرى: نشأت في بقعة هي الأجمل في حياتي بطبيعتها وناسها وثقافتها، ثم انتقلت إلى القاهرة بكل نتاجها الفكري والمعرفي والثقافي. القاهرة مدينة صانعة الأقلام والمفكرين والمبدعين. ثم الدائرة المكانية الثالثة التي أعايشها الآن في تجربة جديدة وثرية (مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية)، المدينة قدمت لي الكثير من الخبرات والمعارف والتجارب الإنسانية. وبعد هذا الزمن أظل مشدوداً إلى الدائرة الأولى، وربما لعبتْ الدائرة الثالثة دور المحفز للارتباط بموطن النشأة، حيث الشعور بالغربة حيناً، والابتعاد عن الموطن يجعلك أكثر تحفزاً وأشد حنيناً، كما أنه منحني مساحة من الوقت أستثمرها في الإنجاز. الدوائر كلها تترجم نفسها عبر الكتابة، ولديَّ اعتقاد راسخ ويقينيّ بأن الأفكار كالبشر؛ تولَد في مكان مقدَّر لها، لذا فإن كل مكان أذهب إليه هو مكان إنتاج، فالفكرة التي وُلدتْ في مكان ما، ما كان لها أن تولد في مكان آخر. * بدأت حياتك الأكاديمية ناقداً متخصصاً في الرواية... فلماذا اتجهتَ الآن إلى التركيز أكثر على الشعر والقصة القصيرة رغم حالة الإبداع الروائي اللافتة حالياً؟ - أولاً؛ لأني أضيق بالتخصص في حدوده الضيقة، وأؤمن بمقولة العقاد: «المتخصص نصف إنسان». ثانياً؛ لأن علاقتي بالتراث العربي، ومكاشفتي لتجارب الكُتاب الموسوعيين، وضعتني في مساحة الاقتداء أو محاولة الاقتداء بهم. ثالثاً؛ بسبب متابعتي (من خلال المشروع الببليوغرافي) لما وصل إليه الإنتاج النقدي، وهو ما يتبلور في مظهرين أساسيين: أحدهما العبور إلى الأنواع الأدبية الأخرى في محاولة للإنجاز أو لِنَقُلْ رأب الصدع. والآخر أكاديمية النقد العربي، التي أسستها منذ شهور، لتحقيق الهدف ذاته (المراجعة، وطرح المنجز على أُسس علمية لصناعة أجيال من النقاد قادرة على الإنجاز). * عملتَ على مشروع نقدي كبير عن حضور النيل في الأدب... ما الذي وصل إليه هذا المشروع؟ - المشروع معنيٌّ بجمع تراث النيل وتقديمه مكتوباً عبر الدراسات المتنوعة، ومرئياً عبر «يوتيوب». لديَّ الآن مادة ضخمة: الكتب المؤلَّفة عن النيل، والإبداع الخاص بالنيل، شعراً ونثراً، ولوحات تشكيلية، خصوصاً ما رسمه المستشرقون، والأغنيات، والأفلام السينمائية، وغيرها، قدمت منها نحو 100 حلقة عبر «يوتيوب»، وأستعد لتقديم سلسلة أخرى أكثر تطوراً لتكون أليق بالنيل العظيم. الهدف من المشروع يتحقق عبر ثلاثة أهداف: الأول حفظ تراث النيل للأجيال. والثاني خدمة النقد عبر تحليل نصوص بصرية وسمعية ومقروءة. والثالث وضع ببليوغرافيا تكون بمثابة قاعدة بيانات يهتدي بها كل بحث يستهدف دراسة النيل أو الكتابة عنه. * تعمل الآن على عمل بانوراما للأدب في محافظات مصر... ما الذي دفعك إلى هذا المشروع؟ - عدة أسباب؛ أولها غياب المؤسسة، وأعني المؤسسة المشروع وليست المؤسسة «الشو» أو اللقطة أو الأنشطة السطحية. وثانياً غياب دور الجامعة في محافظات مصر، يكفي أن تقف على مساحة اتصال الجامعة وانفتاحها على الساحة الأدبية في إقليمها. هناك حركة أدبية في كل محافظة مصرية وأيضاً هناك جامعة، ولكنهما لا يلتقيان. ثالثاً بسبب غياب المشروع النقدي المنظم للمتابعة النقدية، وهو مسؤولية الصحافة الأدبية في المقام الأول. * لماذا تهوى دائماً العمل على موسوعات كبرى تحتاج إلى وقت ومجهود يهرب منه كثيرون لأن أثرها ليس سريعاً ولا تجلب شهرةً أو مجداً؟ - لأني لا أبحث عن الشهرة أو المجد؛ الشهرة مؤقتة، والمجد لا يتحقق بعمل واحد، فهو نتاج مشروع ممتد. ثانياً: لا يمكننا تطوير العلم إلا بمراجعة منجزه السابق، وللأسف ليست لدينا مشروعات أكاديمية تنجز قواعد بيانات معرفية لما هو منجَز، لذا يعاني البحث العلمي من التكرار بسبب ذلك، المنطقي أن تكون هناك قواعد بيانات موسوعية يمكن للباحث العربي أن يتابع من خلالها كل ما أنجزه السابقون؛ فالبحث العلمي خاصة والكتابة عامة تبدأ من حيث انتهى الآخرون. ثالثاً: لأن المؤسسات تفتقر إلى الأفكار الفعالة في هذا الاتجاه، لذا لجأتُ إلى العمل المنفرد إيماناً بالحكمة الصينية «أنْ تُشعلَ شمعة خير من أن تلعن الظلام»، وفي ظل غياب المشروعات الأكاديمية الكبرى يكون على الأفراد تحمل العبء لتقديم ما يمكنهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. رابعاً: المشروع الأبقى هو المشروع القادر على تقديم خريطة موسوعية لمجال ما أو تخصص ما. * بصفتك أكاديمياً، وكثيراً ما تستغل صفحتك على «فيسبوك» وتوجه ملاحظات إلى الباحثين في الجامعات... ما الذي حدث للجامعات والبحث العلمي في مصر، خصوصاً في حقل النقد الأدبي؟ - حوَّلت صفحتي على «فيسبوك» إلى دار نشر، فكل ما أكتبه من سلاسل هي كتب تنشَر مسلسَلة، وفي مقدمتها مجموعاتي القصصية، ففي ظل غياب المشروع النقدي من أجندة المجلات الأدبية والثقافية، وفي ظل انتشار سطحية المقالات النقدية، لم يبقَ سوى الاكتفاء بمساحة أجتهد أن تكون فاعلة ومضيئة. الذي حدث في الجامعات كارثيٌّ. أسبابه نعلمها، ونتائجه نتغاضى عنها (والعكس بالعكس). طالب الأمس الضعيف والسطحي أصبح أستاذ اليوم، ذلك الذي يُخرِّج أجيالاً من الباحثين، ويحكِّم في جوائز. يمكنك النظر إلى أقسام اللغة العربية أولاً، وأقسام اللغات المختلفة ثانياً، وجميعها معنية بدراسة الأدب بلغاته المختلفة، كيف حالها؟ وماذا تقدم من نتاج علمي؟ منطقياً -وهذا أضعف الإيمان- أن كل جامعة يخرج منها ولو ناقد واحد، أستاذ حقيقي ولو كل خمس سنوات، فأين هؤلاء؟ آفتان ضربتا النقد الأدبي في الجامعات: الأولى غياب الذائقة وسطحية المنتج، والأخرى السرقات العلمية. * بصفتك ناقداً، ما رأيك في ظواهر مثل «البيست سيلر» وكثرة الجوائز الأدبية وما أفرزته إيجاباً وسلباً؟ - ظاهرة «البيست سيلر» لا تصنع أديباً، وهي ظاهرة مزيَّفة، وأعرف كيف يديرها الناشرون. أما كثرة الجوائز، فكان من المفترض أن تكون ظاهرة صحية، ولكنها فقدت كثيراً من منطقيتها لأسباب عدة من أبرزها التحكيم؛ التحكيم هو الحلقة الأضعف في كثير من الجوائز. سأضرب لك مثالاً هو ليس فرداً: عندما تجد باحثاً أول رواية قرأها في حياته هي الرواية التي قرر الاشتغال عليها في رسالته العلمية أو بحثه الأكاديمي، أو أول رواية قرأها في حياته هي الروايات التي يكلَّف بتحكيمها في واحدة من الجوائز... بالله عليك كيف سيكون وضعه مع التحكيم؟ أعني تحكيم الجوائز أو تحكيم رسالة علمية أو الإشراف عليها! تاريخ قراءة الشعر لدينا متحقق مع الجميع بحكم دراستنا للشعر عبر كل مراحل الدراسة، لكن الأمر يختلف تماماً في الرواية. في حالة الشعر ربما لا يكون الباحث مطالباً بتوسيع دائرة معرفته بالشعر العالمي مثلاً، لكن في الرواية إنْ لم تكن دائرة وعيك منفتحة على الرواية في دوائرها الثلاثية: محلياً وعربياً وعالمياً، فلا يمكن أن أعوِّل عليك في التعامل النقدي مع رواية. وهذا واحد من أسباب ضعف نقد الرواية وضعف التعامل معها أكاديمياً. * كيف ترى المشهد الأدبي والنقدي حالياً سواء مصرياً أو عربياً؟ - المشهد ليس بخير (تعبير مخفف عن تعبير: المشهد كارثي)، ففي ظل غياب النقد والمراجعة تفشَّت عدة ظواهر (كارثية): أولاها ضعف المنتج الأدبي المروَّج له، في معظمه ضعيف المستوى إلى حد كبير. وثانيتها غياب النقد وافتقار كثير من النقاد (سمِّهم هكذا مجازاً) إلى الذائقة والعمق. وثالثتها غياب المشروع النقدي ممتد الأثر، وهو ترجمة لغياب المؤسسة الثقافية القادرة على تقديم مشروع يليق باللحظة التاريخية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store