
في ندوة بمركز كانو الثقافي: الأنصاري رائد الفكر الاستشرافي.. الداعم للحركة الأدبية الشبابية
إعلان النسخة الثانية من «جائزة محمد جابر الأنصاري لإثراء الفكر العربي»
علي خليفة: كان صاحب مواقف واضحة في كسر الحواجز بين المثقفين والسلطة
كتبت: ياسمين العقيدات
نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، بالتعاون مع مركز دارة الأنصاري للفكر والثقافة، ندوة بعنوان «فكر محمد جابر الأنصاري: عقل بحريني مستنير»، بحضور كبير ورفيع المستوى من رموز الفكر والأدب والثقافة، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والمهتمين، بمشاركة كل من الأستاذ علي عبد الله خليفة، والدكتورة ضياء الكعبي، والدكتور حسن مدن، فيما أدارت الجلسة الدكتورة معصومة المطاوعة، وسط حضور كبير من المهتمين بفكر المفكر الراحل.
وخلال الندوة، أعلنت هالة الأنصاري، عضو مؤسس دارة الأنصاري للفكر والثقافة، إطلاق «جائزة محمد جابر الأنصاري لإثراء الفكر العربي»، والتي تستلهم مضمون كتابه التحليلي الشهير «العرب والسياسة: أين الخلل؟»، مشيرة إلى أن الجائزة تهدف إلى تحفيز إنتاج فكري عربي رصين يعالج إشكالات الواقع السياسي والثقافي العربي. كما ثمّنت الأنصاري دور مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في تسليط الضوء على فكر والدها الراحل، مؤكدة أن المركز كان دائمًا حاضنًا لنشاطاته ومساهمًا في دعم مساعيه الفكرية.
شريك أساسي في رسم
ملامح الحركة الأدبية
في البداية استحضر الشاعر والأديب علي عبدالله خليفة محطات بارزة من علاقة امتدت لأكثر من ستة عقود جمعته بالمفكر الراحل الدكتور محمد جابر الأنصاري، واصفًا إياه بأنه لم يكن مجرد صديق، بل شريك أساسي في رسم ملامح الحركة الأدبية والفكرية في البحرين والمنطقة.
وأكد خليفة أن الدكتور الأنصاري كان يتمتع برؤية مستقبلية نافذة، ساعدته على استشراف تحولات المشهد الثقافي، ليس فقط على مستوى الفكر والتحليل، بل من خلال مبادرات عملية كان لها أثر بالغ في تأسيس بنية ثقافية وطنية حديثة، وقد تجلت هذه الرؤية في دعمه المبكر للأصوات الأدبية الشبابية، رغم المعارضة الشديدة من بعض التيارات المحافظة، وفي دوره المحوري في إنشاء «أسرة الأدباء والكتاب البحرينيين» التي نالت اعترافاً رسمياً بفضل جهوده المباشرة.
وأشار إلى أن الأنصاري لم يكن مجرد مفكر يُراقب من بعيد بل كان حاضراً في تفاصيل العمل الثقافي اليومي، يسهم في حل الأزمات ويقدم المشورة لتوجيه المؤسسات الأدبية بل كان له دور فاعل في حماية هذه المؤسسات من المزالق القانونية والصراعات الفكرية في أوقات شديدة الاضطراب.
ولفت خليفة إلى أن الراحل لم يكتف بالدعم المعنوي، بل سعى عملياً لتأمين مقر دائم لأسرة الأدباء والكتاب، واسهم في تطوير بنيتها كما كانت له مواقف واضحة وشجاعة في كسر الحواجز بين المثقفين والسلطة، حيث رتب لقاءات مباشرة بين رموز الثقافة البحرينية والقيادة السياسية، وهو ما ساعد في تمكين المثقف البحريني وتعزيز مكانته في المجال العام.
وأضاف أن العلاقة التي جمعتهما امتدت إلى مراحل مختلفة في الخارج، بين باريس ولبنان والدوحة، حيث عملا معاً في إدارة مشاريع ثقافية خليجية. وقد مثّل الأنصاري دائمًا ملاذًا في الأزمات، بفضل حكمته وعمق تحليله، وحرصه على حماية المكتسبات الأدبية من أي تشويه أو تهميش.
وختم خليفة حديثه بالتأكيد أن أثر الدكتور الأنصاري لا يتمثل فقط فيما نشره من كتب ودراسات، بل في النهج الذي رسّخه، والثقة التي منحها للأجيال الجديدة من المثقفين، وهو ما جعل اسمه حاضرًا في قلب النهضة الفكرية المعاصرة، محليًا وعربيًا.
الدولة القُطرية العربية
ومن جانبه، قال الدكتور حسن مدن إن الدكتور محمد جابر الأنصاري أحد أهم المفكرين العرب في العقود الأخيرة قد تنبأ بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي تعصف بالعالم العربي بينما كان يحذر من المآلات الصعبة التي انتهت إليها الدولة القُطرية العربية في أكثر من مكان، مطالبًا بإعادة بناء العقل التاريخي والاجتماعي العربي لفهم أزمات الحاضر والتعامل معها بواقعية.
وأضاف مدن أن الأنصاري يرى في ابن خلدون نموذجًا فريدًا يجمع بين الفقه والاجتماع، وهو الذي أنزل الفلسفة من عالم المجردات إلى أرض الواقع، مؤسسًا فلسفة اجتماعية يمكن للعقل أن يتعامل معها، على عكس الفلسفة الميتافيزيقية التي كان ابن خلدون يرفضها.
وأشار مدن إلى أن الأنصاري ركز في كتابه «لقاء التاريخ بالعصر دعوة لبذر الخلدونية بأبعادها المعاصرة في وعي الشعب تأسيسا لثقافة العقل»، على أهمية إدراج مقدمة ابن خلدون في المناهج التعليمية العربية، معتبراً إياها آخر ومضة إبداع في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية.
وأكد مدن نقلًا عن الأنصاري أن الثقافة العربية الحديثة انصرفت إلى النهضة الأدبية والشعرية، متجاهلة الأبعاد الاجتماعية والتاريخية، مما أدى إلى إهمال التراث الفكري المهم لمفكرين كبار مثل ابن خلدون والجاحظ وابن سينا، فضلاً عن غياب تدريس العقلانية في المدارس.
ولفت مدن إلى أن الأنصاري يطالب بضرورة بناء الدولة الوطنية القطرية وتحصينها، قبل التفكير في مشاريع وحدوية لم تنضج ظروفها، مشيرًا إلى أن التجارب المريرة في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان جاءت نتيجة إهمال هذا الأساس، إضافة إلى التدخلات الأجنبية والعوامل الجغرافية.
واختتم مدن بالإشارة إلى أن الأنصاري يطالب بإرساء علم اجتماع عربي إسلامي خاص بالواقع التاريخي والاجتماعي العربي، بعيدا عن الخطابة والمجردات النظرية، باعتباره السبيل لفهم الأزمة العربية والعمل على تجاوزها.
صون الهوية الثقافية
ودعت الدكتورة ضياء عبدالله الكعبي، عميدة كلية الآداب بجامعة البحرين وأستاذة السرديات والنقد الأدبي الحديث، إلى صون الهوية الثقافية والفكرية العربية من خلال إعادة قراءة وتحليل إرث الدكتور محمد جابر الأنصاري، مؤكدة أن مشروعه الحضاري يمثل مرتكزًا مهمًا لفهم الذات العربية وتجديد الخطاب الثقافي العربي.
وطالبت الكعبي بأن تُدرج أعمال الأنصاري ضمن الحقول الأكاديمية، وأن يُخصص لها مجال بحثي رصين من خلال حلقات علمية تناقشها على مستوى طلبة الدراسات العليا في الجامعات الخليجية والعربية.
وأكدت أن برحيل الأنصاري، يفقد المشهد الثقافي والفكري العربي أحد أبرز مفكريه الذين عرفوا برؤيتهم المستقبلية، ووصفت الفقيد بأنه «ابن خلدون العصر الحديث»، نظير اشتغاله العميق على تفكيك بنية الفكر العربي الحديث وبحثه الدؤوب عن مداخل النهضة وتجديد المشروع العربي.
وأشارت الكعبي إلى أن الأنصاري كان رائدًا في الدراسات المستقبلية، وأنه سبق معاصريه في طرح الأسئلة الكبرى حول العلاقة بين الواقع العربي والتحولات الحضارية، مستشهدة بكتابه المبكر «العالم والعرب سنة 2000» كنموذج لقراءته الاستباقية في الفكر السياسي والاجتماعي.
وفي السياق نفسه، قارنت الكعبي مشروع الأنصاري بمشاريع كبار المفكرين العرب مثل محمد عابد الجابري وجورج طرابيشي، معتبرة أن التقاطعات الفكرية بينهم رغم اختلاف المنهجيات تعكس اشتراكًا في القلق الحضاري والرغبة في مساءلة التاريخ العربي ونقده بعقلانية.
ورأت الكعبي أن الأنصاري لم يكن مجرد ناقد أدبي أو محلل سياسي، بل كان مشروعًا فكريًا متكاملًا، جمع بين العمق الأكاديمي والرؤية المستقبلية، وأسهم في بناء مكتبة عربية مرجعية أصيلة يجب أن تُقرأ من جديد بمنهجيات معاصرة، بما في ذلك آليات التفكيك والنقد الثقافي والتاريخي.
وتطرقت الكعبي إلى دور الأنصاري في التأسيس المؤسسي للثقافة في البحرين، لا سيما تأسيسه «أسرة الأدباء والكتاب» التي كان أول رئيس لها، واعتبرت أن إسهامه المبكر في الكتابة النقدية عن نتاج الجيل الجديد من الأدباء في الستينيات والسبعينيات شكّل حافزًا مهمًا لنهوض الحركة الأدبية الحديثة في البحرين.
كما أكدت أن الأنصاري جمع بين انتمائه العروبي التقدمي ووعيه النقدي، وأسهم في كسر الحواجز بين السلطة والمثقفين، وساعد في إعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمشهد الثقافي، مشيرة إلى ترتيبه لقاء بين الشاعر قاسم حداد وجلالة الملك المعظم، وترشيحه شخصيات ثقافية لتولي مناصب رسمية.
وختمت الكعبي حديثها بالتأكيد على أن إرث الأنصاري الفكري والثقافي «لا يجب أن يبقى في الرفوف» بل يستحق أن يدرس ويناقش ويفعل في سياقنا العربي المعاصر، باعتباره منارة فكرية قادرة على الإسهام في بلورة مشروع نهضوي عربي جديد قائم على العقل والانفتاح.
قطيعة الشباب للأدب
على صعيد آخر أكدت هالة الأنصاري مستشارة جلالة الملك المعظم للشؤون الثقافية والعلمية لـ«أخبار الخليج»، أن الندوة التي تناولت فكر والدها الراحل محمد الأنصاري كشفت عن عمق مشروعه الفكري والثقافي، مشيرة إلى أن مركز عبدالرحمن كانو الثقافي الذي نظم الفعالية نجح في التوغل في أعماق المشروع بشكل غير مسبوق.
وأوضحت الأنصاري أن الندوة سلطت الضوء على زوايا متعددة من فكر والدها منها تأثره بابن خلدون وارتباطه العميق بالتراث الثقافي العربي حيث قارنه البعض بابن خلدون في طبيعته الفكرية ورؤيته، مشيرةً أن اليوم قدمت الندوة جرعات معرفية حول أبرز ما ميز شخصية محمد الأنصاري ومشاريعه الفكرية.
كما أشارت إلى مدى اهتمام والدها الراحل بالحركة الأدبية الشابة ووصفت هذا الجانب بأنه «من الأمور التي تحسب له»، مؤكدةً ان ما نفتقده اليوم هو التواصل الحقيقي بين الرواد والأجيال الشابة، مضيفةً أن الكثير من الشباب باتوا لا يلتفتون إلى الحقل الأدبي مما يشكل قطيعة فكرية تحتاج إلى معالجات.
وأشارت إلى أن التركيز على مشروع محمد الأنصاري لا يقتصر فقط على الاهتمام بفكره بل يتعداه إلى ضرورة إعادة قراءة نقده الأدبي نفسه، قائلة: من المهم أن ننقد النقد الذي قدمه، وأن نعيد اكتشاف الجوانب العميقة في شخصيته، والعمل على الحفاظ عليها وتوثيقها.
ولفتت الأنصاري إلى أن هذه الندوة وغيرها من المبادرات تسهم في إثارة الاهتمام بالإنتاج الأدبي والفكري لمحمد الأنصاري، معتبرة إياه مثقفاً فريداً استطاع أن يصل إلى الشارع ويخاطب الإنسان البسيط وكان يشبه المثقف بسائق الشاحنة الذي يجب أن يتعامل بحذر داخل الأزقة من دون أن يصطدم، بل أن يمر بسلاسة كي يُفهم من الجميع.
كما أكدت أهمية وجود قوة فاعلة في الميدان الثقافي لضمان وصول التاريخ إلى العصر الحديث، مشيرة إلى أن المسابقة في نسختها الثانية، شهدت هذا العام تطويراً برفع السن المسموح بالمشاركة فيه، ما يمنحها مزيداً من التنوع والعمق.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
أشهر الحلويات والأطعمة التي يمكنك تناولها في القاهرة
القاهرة، عاصمة مصر النابضة بالحياة، ليست فقط وجهة تزخر بالآثار والتاريخ، بل تُعد أيضًا عاصمة للطهي والنكهات المتنوعة التي تعكس غنى المطبخ المصري وتنوعه. في شوارعها القديمة، وأسواقها الشعبية، وحتى في مطاعمها العصرية، يمكنك اكتشاف كنوز من الأطعمة والحلويات التي تحمل في طياتها قصصًا من الثقافة والتراث. سواء كنت من عشاق المذاق الحلو أو الأطباق التقليدية المليئة بالنكهات، فإن تجربة الطعام في القاهرة لا تشبه غيرها. هذا المقال يأخذك في جولة لذيذة داخل العاصمة المصرية للتعرف على أشهر الأطباق والحلويات التي لا ينبغي أن تفوتك خلال زيارتك. الكشري والفول والطعمية: ثلاثية لا غنى عنها يعد الكشري من أشهر الأطباق التي تعبر عن الهوية الغذائية للمصريين. هذا الطبق الشعبي الذي يجمع بين العدس والمكرونة والأرز والبصل المقلي والصلصة الحارة، هو أكثر من مجرد وجبة؛ إنه جزء من الذاكرة الجماعية للمدينة. ستجد مطاعم الكشري في كل حي، من الشعبية إلى الفاخرة، وكل منها يقدم لمسته الخاصة. إلى جانب الكشري، لا يمكن الحديث عن الأطعمة المصرية دون التطرق إلى الفول والطعمية، اللذين يشكلان أساس وجبة الإفطار التقليدية في القاهرة. الفول المدمس يُطهى على نار هادئة طوال الليل ويُقدَّم بطرق متعددة، بينما الطعمية المصنوعة من الفول المطحون والمقلية حتى تصبح مقرمشة تقدم ساخنة مع الخبز البلدي والخضروات. هذه الثلاثية ليست فقط لذيذة بل أيضًا مشبعة واقتصادية، وتجربة لا يمكن تجاهلها عند زيارة المدينة. المشاوي والمحاشي: نكهات المطبخ المنزلي في القاهرة، تتجلى أصالة المطبخ المصري أيضًا في أطباق المشاوي والمحاشي. ستجد في مطاعمها أضلاع اللحم المشوي، والكفتة، والكباب، التي تُطهى عادةً على الفحم وتعطر الأجواء برائحتها الشهية. أما المحاشي، كالكوسا والباذنجان والفلفل المحشي بالأرز والخضروات، فتُعد من الأطباق التي يعشقها المصريون وتُقدَّم في المناسبات والعزومات. هذه الأطعمة تحمل دفء البيوت المصرية ونكهة الطهي التقليدي، وتمنح الزائر شعورًا وكأنه في ضيافة عائلة محلية. لا تفوت أيضًا تجربة الملوخية المصرية، وهي طبق فريد من نوعه، يُطهى بعناية ويُقدَّم عادةً مع الأرز والدجاج أو الأرانب، ويتميّز بنكهة الثوم والكزبرة. الحلويات المصرية: بين التراث والمذاق عندما يحين وقت التحلية في القاهرة، فإن الخيارات لا تعد ولا تحصى. أم علي، الكنافة، البسبوسة، والقطايف، هي بعض من أشهر الحلويات التي يمكن أن تجدها في محال الحلويات التقليدية أو خلال شهر رمضان على وجه الخصوص. "أم علي" تُقدَّم ساخنة وتُعد من رقائق العجين أو الخبز الممزوجة بالحليب والمكسرات والزبيب، وهي لذيذة بشكل استثنائي. الكنافة تأتي بأنواع متعددة، سواء كانت محشوة بالقشطة أو المكسرات أو حتى بالشوكولاتة والمانجو في الإصدارات الحديثة. أما البسبوسة، فهي مصنوعة من السميد ومحلّاة بالشربات وتتميز بقوامها الناعم ومذاقها الغني. إلى جانب هذه الحلويات، لا تنسَ تذوق الفطير المشلتت بالعسل أو القشطة، فهو أحد كنوز المطبخ الريفي التي انتقلت إلى قلب العاصمة. زيارة القاهرة لا تكتمل دون تذوق مأكولاتها الشهية وحلوياتها الغنية بالنكهات والتاريخ. سواء كنت تتناول وجبة سريعة من الكشري في أحد الشوارع، أو تستمتع بطبق محشي في مطعم عائلي، أو تنهي يومك بحلوى تقليدية، ستدرك أن الطعام في القاهرة ليس مجرد ضرورة، بل هو تجربة ثقافية وروحية تروي حكاية مدينة عتيقة وشعب محب للحياة والطعم الأصيل. تم نشر هذا المقال على موقع


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
البث المباشر يحقق نمواً متوقعاً بقيمة 17.8 مليار دولار بحلول عام 2030
من المتوقع أن يتضاعف حجم صناعة البث المباشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليصل إلى 17.8 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك وفقاً لتقرير "تيك توك" الذي صدر مؤخراً بالتعاون مع شركة الاستشارات العالمية "كيرني" تحت عنوان "تقرير مستقبل الترفيه". ومع وصول قيمة سوق البث المباشر في المنطقة حالياً إلى 8.1 مليار دولار في عام 2024، فإن هذا النمط من البث المباشر في المنطقة سرعان ما سيصبح أساس الاقتصاد الرقمي، مما يخلق مزيداً من فرص العمل ويعزز ريادة الأعمال ونمو الصناعة الإبداعية في جميع أنحاء المنطقة. صعود البث المباشر الترفيهي يتناول التقرير البث المباشر التفاعلي والمحتوى الذي يقدمه صناع المحتوى وتفاعلهم المباشر مع الجمهور وتأثير ذلك على إعادة تشكيل أنماط استخدام وسائل الإعلام، ودوره في توفير طرق جديدة للشركات تعود عليهم بالفائدة، وتدعم قطاع صناعة المحتوى المزدهر. ومن المتوقع أن ينمو قطاع البث المباشر في دولة الإمارات من 1.9 مليار دولار إلى 3.4 مليار دولار بحلول عام 2030. وقد قام أكثر من 10 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبث المباشر مرة واحدة على الأقل، مما يؤكد على سهولة الوصول إلى هذا النمط من البث المباشر وشعبيته المتزايدة. وفي هذا الصدد، قال يحيى منير، مدير الثقة والتجارب في "TikTok LIVE" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يعيد البث المباشر تعريف كيفية إنشاء المحتوى واستهلاكه وتحقيق الدخل منه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إذ لم يعد هذا مجرد اتجاه خاص بصناع المحتوى، بل بات قوة اقتصادية سريعة النمو تفتح الفرص لصناع المحتوى والشركات والمجتمعات على حد سواء. لذا يسلط تقرير مستقبل الترفيه الضوء على حجم هذه الفرصة والدور المحوري الذي لا يزال البث المباشر يسهم به في دعم التحول الرقمي والإبداعي في المنطقة." التعرف على الفاعلين الرئيسيين في سلسلة قيمة البث المباشر يدعم البث المباشر في دولة الإمارات سلسلة قيمة متنامية تجمع بين صناع المحتوى والمنصات والجمهور. ويشكل أساس هذه السلسة صناع المحتوى، إذ يجري حوالي 115,000 منهم بث يومي على منصات البث المباشر في جميع أنحاء الدولة، ويقدمون محتوى بموضوعات متنوعة منها الترفيهي والتعليمي وما يتعلق بأنماط الحياة العصرية الجديدة والتنسيقات المتخصصة. وقد توفير مجموعة من الموارد والميزات في "تيك توك" لتمكين صناع المحتوى وتعريفهم بكيفية استفادة من "TikTok LIVE"، والعروض المختلفة وفرص تحقيق الدخل، مما يساعدهم على الظهور بحرفية أكبر ويوسع نطاق انتشارهم. وتوفر منصات مثل "TikTok LIVE" البنية التحتية وأدوات تحقيق الدخل التي تجعل هذه المنظومة ممكنة، ويأتي الجمهور ليكمل هذه الحلقة من خلال المشاركة والإهداء والاشتراكات. لتشكل هذه الجهات الفاعلة معاً منظومة حيوية مترابطة تقود النمو والابتكار الهادف. الإمكانات الاقتصادية والاجتماعية للبث المباشر توصل تقرير "TikTok" إلى أن البث المباشر يقدم مساهمات حقيقية كبيرة في الميزانيات المحلية من خلال ضريبة القيمة المضافة وحدها. إذ تُقدَّر الإيرادات المالية من ضريبة القيمة المضافة في دولة الإمارات عام 2024 بقيمة 2.4 مليار دولار أمريكي. وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى 4.6 مليار دولار، مما يؤكد على الدور المحوري للبث المباشر في تشكيل الاقتصاد الرقمي في دولة الإمارات والمساهمة الكبيرة في الإيرادات الحكومية. استكشاف إمكانات البث المباشر تتمتع دولة الإمارات بوضع جيد يؤهلها لأن تصبح مركزاً إقليمياً للبث المباشر، وذلك بفضل بنيتها التحتية القوية واللوائح التنظيمية المتطورة والاهتمام الوطني بالنمو الرقمي. لذا فإن التعاون ضروري بين المنصات والهيئات الحكومية والجهات الفاعلة في القطاع لإطلاق هذه الإمكانات. فعلى سبيل المثال، ساهمت الشراكة الأخيرة مع مهرجان دبي للألعاب والرياضات الرقمية 2025 الذي تم بثه مباشرة عبر حساب @dubaifestivals على المنصة و@tiktoklive_mena في وصول المهرجان إلى مجتمع الألعاب الأوسع في المنطقة. ويشمل ذلك أيضاً توسيع نطاق الوصول إلى التدريب والمرافق، ودعم الأعمال التي يقودها صناع المحتوى، وتشجيع المحتوى الذي يتماشى مع أهداف التنمية الثقافية والوطنية. وبفضل الدعم المناسب، يمكن لدولة الإمارات جذب المواهب وزيادة تأثير القصص المحلية وتعزيز دورها كرائد في اقتصاد البث المباشر العالمي. تحفيز التحول الرقمي والتنويع الاقتصادي يتوافق نمو البث المباشر بنحو كبير مع استراتيجية الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة وطموحات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأوسع نطاقاً لتعزيز الابتكار والإبداع وريادة الأعمال. كما يتيح هذا النمط لصناع المحتوى عرض الثقافة والقصص والمواهب المحلية للجمهور العالمي، مما يجعل المنطقة مركزاً صاعداً للبث المباشر. القيمة الاجتماعية والاقتصادية الخفية تكشف نتائج التقرير أن تأثير البث المباشر يقتصر على المجال الترفيهي وحده، بل يمتد ليشمل النواحي الاقتصادية والاجتماعية. فمع الإيرادات المتوقعة بالمليارات، وآلاف الوظائف المدعومة، وتنامي قاعدة صناع المحتوى المحترفين، باتت ذه الصناعة ركيزة أساسية للاقتصاد الرقمي في الدولة. وهو ما سيفسح المجال أيضاً لمزيد من الأشخاص لتحقيق الفائدة المادية وبناء حياة مهنية ومشاركة آرائهم الخاصة. ومع مواصلة هذه المنظومة تطورها، سيمتد تأثيرها إلى الواقع بنحو يعزز الابتكار والشمول والنمو على المدى الطويل.


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
تجارب لا تُنسى في المطارات: لحظات مدهشة حول العالم
المطارات ليست مجرد نقاط عبور من مكان إلى آخر، بل هي مساحات حية تجمع بين آلاف القصص، اللحظات المميزة، والتجارب الفريدة التي تترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة المسافرين. في كل ركن من أركان المطارات حول العالم، هناك فرص لاكتشاف أشياء غير متوقعة، من لقاءات إنسانية إلى فعاليات فنية أو خدمات مبتكرة تجعل انتظار الرحلة تجربة ممتعة. في هذا المقال، سنغوص في عالم تلك اللحظات المدهشة التي يمكن أن تخوضها في المطارات الكبرى، وكيف تتحول من مجرد مكان للانتظار إلى ساحة حقيقية للتجارب الاستثنائية. فعاليات ثقافية وفنية تُحيي أجواء الانتظار تتميز العديد من المطارات العالمية اليوم بتقديم فعاليات ثقافية وفنية تعكس هوية المكان وتثري تجربة المسافرين. على سبيل المثال، مطار شيكاغو أوهير الدولي يحتضن معارض فنية دائمة ومتغيرة تعرض أعمالًا لفنانين محليين وعالميين، ما يمنح المسافرين فرصة للاستمتاع بالفن أثناء انتظارهم. في مطار هونغ كونغ الدولي، تقام عروض موسيقية حية وأحيانًا دروس يوغا مجانية في صالات معينة لتخفيف التوتر وتجديد الطاقة. هذه الفعاليات ليست فقط تسلية، بل تجعل الوقت يمضي بسرعة وتمنح الناس شعورًا بأنهم جزء من ثقافة المكان، مما يضفي لمسة إنسانية ودافئة على تجربة السفر. خدمات مبتكرة لتوفير الراحة والتجديد لم يعد المطار مجرد مكان للجلوس والانتظار، بل تطورت خدماته لتشمل مجموعة من الخيارات التي تعزز الراحة وتجعل التجربة أكثر استرخاءً. بعض المطارات مثل مطار سنغافورة تشانجي توفر حدائق داخلية تضم نباتات طبيعية وشلالات صغيرة، مما يخلق جوًا هادئًا يساعد على التخلص من توتر الرحلات الطويلة. هناك أيضًا غرف استراحة مجهزة بشكل فاخر، وأجنحة خاصة للنوم، ومرافق للتمارين الرياضية حتى تتمكن من الحفاظ على نشاطك قبل أو بعد الرحلة. كما توفر بعض المطارات خدمات تدليك القدمين والعناية بالبشرة، مما يمنح المسافر شعورًا بالرفاهية وسط ضغط السفر. هذه الابتكارات تعكس اهتمام المطارات بجعل كل لحظة فيها مريحة ومميزة. لقاءات وقصص إنسانية تبرز جانبًا مختلفًا من السفر أحيانًا، تتحول لحظات الانتظار في المطار إلى لقاءات غير متوقعة تترك أثرًا عميقًا في النفس. قد يكون ذلك من خلال محادثة مع مسافر من ثقافة مختلفة تتبادل فيها قصص الحياة، أو لحظة تعاطف مع شخص يمر بظروف صعبة، أو حتى صداقات جديدة تولد أثناء التقاط الصور في المناطق السياحية داخل المطار. العديد من المسافرين يروون قصصًا عن مساعدات قدمها لهم موظفو المطار أو حتى غرباء، ما يبرز الجانب الإنساني في هذه الأماكن. مثل هذه اللحظات تُذَكِّرنا بأن السفر لا يتعلق فقط بالوجهة، بل بالرحلة نفسها وما تحمله من تجارب إنسانية تميزها. المطارات حول العالم تقدم اليوم أكثر من مجرد خدمات أساسية؛ فهي توفر منصات لتجارب متنوعة ومميزة تبقى في الذاكرة طويلًا بعد الوصول إلى الوجهة النهائية. من الفن والثقافة إلى الراحة والرفاهية، ومن القصص الإنسانية إلى اللقاءات العفوية، هذه اللحظات المدهشة تجعل من المطار مكانًا ينبض بالحياة والإثارة. فحين تخطو إلى مطار ما، لا تنظر إليه فقط كمرحلة عابرة، بل كفرصة لاكتشاف عالم جديد من التجارب التي قد تغير نظرتك للسفر إلى الأبد. تم نشر هذا المقال على موقع