logo
الحرب الإسرائيلية ــ الإيرانية إلى أين؟

الحرب الإسرائيلية ــ الإيرانية إلى أين؟

الشرق الأوسطمنذ 5 ساعات

توقيت الحرب الإسرائيلية على إيران يطرح كثيراً من الأسئلة رغم أن الموقف الإسرائيلي وكذلك خطاب التهديدات المتكررة ليسا أمرين جديدين، ولو أنه شهد ازدياداً في خضم الحرب الكلامية بين الطرفين منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة. يأتي بدء الحرب بعد يومين من نجاح الوساطة العربية التي قامت بها أكثر من عاصمة عربية بناءً على اتصالات من قبل طهران لإعادة إحياء المفاوضات النووية. وبالفعل، فقد أُعلِن عن انعقاد الجولة السادسة في مسقط يوم الأحد الموافق 8 يونيو (حزيران) الحالي. ومن الواضح أن التوقيت الإسرائيلي هدف إلى نسف استباقي لمسار المفاوضات رغم أن هذه لم تكن قد أنجزت أي تقدم فعلي إلى حينه.
ولكن خوف إسرائيل كان من العودة إلى سياق تفاوضي تعدّه بمثابة شراء الوقت بالنسبة إلى إيران وخفض التصعيد أو احتوائه على الخط الأميركي - الإيراني.
أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أُبلِغ بقرار الحرب فهذا غير مفاجئ بسبب خصوصية العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين، ولكن لا يعني ذلك أن الرئيس الأميركي كان يستطيع أو كان يود أن يوقف الحرب التي انطلقت.
وبالطبع نجحت إسرائيل بالحصول على بيان من قمة «مجموعة السبع» (القوى الرئيسة الغربية) يؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها (مع التذكير أنها هي التي بدأت الحرب)، ويؤكد على رفض امتلاك إيران السلاح النووي. وفي سياق دبلوماسية دعم التصعيد الإسرائيلي، من المنتظر أن تذهب قمة منظمة حلف شمال الأطلسي التي ستنعقد في 24 و25 من هذا الشهر في الاتجاه ذاته الذي ذهبت إليه قمة الدول السبع. التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، بعد أن دعا للحوار من قبل، ذهبت بالاتجاه ذاته.
تشهد الحرب الدائرة تقييداً في الجغرافيا، ضمن حدود الدولتين، حتى الآن، وتصعيداً في القوة النارية وكثافتها واتساع لائحة الأهداف. حرب ما زالت مقيدة في المكان ولكنها تبقى مفتوحة في الزمان. لكن لا يلغي ذلك إمكانية توسع الحرب في ظل التصعيد الكلامي الأميركي - الإيراني حالياً والقابل للازدياد.
أهداف إسرائيل تقوم على التخلص كلياً من النووي الإيراني عبر تحقيق ما عرف بـ«النموذج الليبي» ولكن بالقوة وليس بالتفاوض. وللتذكير، فإن ليبيا تخلت عام 2003 عن كل ما كانت تمتلكه من بنى لتطوير السلاح النووي بالتفاوض الدبلوماسي المباشر وغير المباشر. ليس من الممكن لإسرائيل تحقيق هذه الأهداف كما يتفق مجمل المراقبين من خلال الحرب بسبب طبيعة التخزين النووي الإيراني في الجغرافيا، ونوعية الحماية المتوفرة مقارنة مع ليبيا. كما ليس من الممكن من خلال الحرب إسقاط النظام كما تتمنى إسرائيل.
إضعاف إيران عسكرياً بشكل كبير أمر غير مستبعد، ولكن لن يؤدي ذلك إلى التغيير الذي تقول به إسرائيل. كما أن الخوف يبقى قائماً مع الموقف الأميركي الجديد - كما أشرنا - الذي قد يؤدي إلى توسع الحرب ضد قواعد أميركية؛ ما قد يزيد المخاطر في الجغرافيا والأمن والاقتصاد ويزيد من تعقيدات الحرب الدائرة.
إن تلافي الانزلاق ولو البطيء ولكن غير المستبعد إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه من حيث انسداد أفق وقف إطلاق النار، يبقى قائماً ويزداد مع الوقت إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار. الاتصالات الأوروبية (الثلاثي الأوروبي الفرنسي - البريطاني - الألماني بشكل خاص وهم الأعضاء في الاتفاقية النووية لعام 2015: خطة العمل الشاملة المشتركة) مع إيران تهدف إلى وقف التصعيد وللتفاوض غير المباشر بين إسرائيل وإيران.
لكن الدور المطلوب لوقف الحرب يقع في يد الولايات المتحدة. والجهد العربي الذي أشرنا إليه في ازدياد، مع واشنطن، للعودة إلى المفاوضات ولو عبر لقاء، أو أكثر، تحضيري أميركي - إيراني برعاية عربية قبل العودة إلى المفاوضات ضمن الصيغة التي كانت قائمة أو عبر تطويرها لضم أعضاء آخرين.
المنطقة تقف على مفترق طرق، والمفاوضات تبقى الخيار الوحيد الممكن لتلافي الذهاب نحو المجهول المعلوم، أي مزيد من التوترات والحرائق والحروب في شرق أوسط يعيش تحديات جساماً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأسهم الآسيوية تتباين مع تصاعد القلق من حرب إيران وإسرائيل
الأسهم الآسيوية تتباين مع تصاعد القلق من حرب إيران وإسرائيل

الاقتصادية

timeمنذ 35 دقائق

  • الاقتصادية

الأسهم الآسيوية تتباين مع تصاعد القلق من حرب إيران وإسرائيل

تداولت أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في 5 أشهر، وسط قلق من أن يؤدي تصاعد التوترات في الشرق الأوسط إلى تورط مباشر لأمريكا، وشهدت الأسهم الآسيوية أداء متباينا بعد تراجع في وول ستريت. خام "تكساس" ارتفع 1.1% في تعاملات آسيا، بعد قفزة بأكثر من 4% أمس الثلاثاء. وتراجعت الأسهم في هونج كونج، فيما ارتفعت في اليابان، بعد أن أغلق مؤشر "إس آند بي 500" متراجعا 0.8% في نيويورك. أدت بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع أمس الثلاثاء إلى تعميق تراجع الأسهم الأمريكية، فيما دعمت السندات قبيل قرار السياسة النقدية للفيدرالي. مؤشر بلومبرغ للدولار شهد تغيرا طفيفا في آسيا، بعد أن سجل أكبر مكسب يومي خلال شهر في جلسة نيويورك. كما حافظت سندات الخزانة على مكاسبها التي تحققت أمس الثلاثاء، مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية، وضعف بيانات مبيعات التجزئة والإسكان والإنتاج الصناعي، ما عزز التوقعات بخفض الفائدة. تهديدات ترمب ترفع الأسعار واصلت أسعار النفط مكاسبها أمس الثلاثاء، بعدما طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب باستسلام غير مشروط لإيران، وهدد بضربة محتملة ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، في منشور على وسائل التواصل، وتعتبر أسلحة أمريكا ضرورية لتحقيق تدمير أكثر شمولا لبرنامج إيران النووي ما يمكن لإسرائيل تنفيذه بمفردها. كبير استراتيجيي السوق ورئيس "معهد فرانكلين تمبلتون" ستيفن دوفر كتب في مذكرة للعملاء، أن "النزاعات في الشرق الأوسط تزيد من علاوة المخاطرة، وهو ما يفسر جزئيا تراجع أسواق الأسهم العالمية. ولكن طالما لم يتصاعد النزاع بشكل كبير، فإننا نتوقع تراجع العلاوات والأسعار إلى مستويات أدنى". بيانات اقتصادية باهتة تزيد الغموض راقب المتداولون البيانات الاقتصادية، حيث تراجعت مبيعات التجزئة الأمريكية للشهر الثاني، ما يشير إلى أن القلق بشأن الرسوم الجمركية والوضع المالي، قد دفع المستهلكين إلى التراجع، بعد موجة إنفاق مطلع العام. كما انخفض الإنتاج الصناعي، وسجلت ثقة شركات المقاولات أدنى مستوى منذ ديسمبر 2022. بريت كينويل من "eToro" قال "ينبغي على المستثمرين توقع استمرار تقلب البيانات الاقتصادية بسبب آثار السياسة التجارية، فالاقتصاد والمستهلك ما زالا صامدين حتى الآن، لكن هناك إشارات على وجود هشاشة، وقد تظهر مخاطر بالنصف الثاني من العام، لا سيما إذا شهدنا تباطؤا إضافيا للتوظيف أو الإنفاق". الفيدرالي تحت المجهر مع بدء اجتماع الفيدرالي لمدة يومين في واشنطن، واصل المتداولون المراهنة على خفضين في أسعار الفائدة هذا العام، أولها بات مسعرا بالكامل في أكتوبر، ويتوقع أن يبقي البنك المركزي على الفائدة دون تغيير في يونيو ويوليو، لكنه قد يلمح إلى نواياه بتحديث توقعاته الاقتصادية وتوقعات الفائدة اليوم الأربعاء. قد يؤدي اجتماع رابع على التوالي دون خفض الفائدة، إلى إطلاق هجوم جديد من الرئيس الأمريكي، إلا أن صناع السياسات كانوا واضحين في موقفهم، لا يمكن التحرك قبل أن تحسم الإدارة الأمريكية ملفات التعرفة والهجرة والضرائب، كما أن هجمات إسرائيل على إيران، أضافت بعدا جديدا لغموض الاقتصاد العالمي. رئيس استخبارات السوق العالمية لدى "جيه بي مورغان" أندرو تايلر قال "رغم وجود ذهنية شراء الانخفاض التي كافأ بها المستثمرون أنفسهم هذا العام بتجاهل الأخبار السلبية، فإننا نعتقد أنه يفضل تقليص المخاطر حاليا، التمركزات في السوق تشير إلى أن الانخفاض كان وشيكا، بغض النظر عن أزمة إسرائيل وإيران". توقعات بتفوق الأسواق العالمية على الأسهم الأمريكية أشار أحدث استطلاع لمديري الصناديق أجراه "بنك أوف أميركا" إلى أن الأسهم العالمية ستتفوق على الأسهم الأمريكية خلال السنوات الخمس المقبلة، في مؤشر إلى أن المستثمرين باتوا يرون أن هيمنة السوق الأمريكية تقترب من نهايتها. فقد توقع 54% من مديري الأصول أن تكون الأسهم الدولية أفضل الأصول أداء، فيما اختار 23% الأمريكية، و13% رجحوا أن يحقق الذهب أفضل العوائد، في حين راهن 5% على السندات، وهذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها الاستطلاع من المستثمرين التنبؤ بأفضل فئة أصول على مدى أفق زمني من 5 أعوام.

9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟
9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟

العربية

timeمنذ 41 دقائق

  • العربية

9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟

تقول تسع دول حاليا إنها تمتلك أسلحة نووية أو يُعتقد أنها تمتلكها. وكانت أولى الدول التي امتلكت أسلحة نووية هي الدول الخمس الأصلية المالكة للأسلحة النووية: الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة. الدول الخمس الأصلية وتُعد هذه الدول الخمس من الدول الموقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والتي تُلزم الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية بعدم بنائها أو الحصول عليها، كما تُلزم الدول التي تمتلكها بـ"السعي للتفاوض بنية حسنة" بهدف نزع السلاح النووي. الهند وباكستان الهند وباكستان، الخصمان الإقليميان، لم توقعا على المعاهدة، وقامتا ببناء ترسانتيهما النوويتين على مدى السنوات الماضية. وكانت الهند أول من أجرى اختبارا نوويا عام 1974، ثم تبعته باختبار آخر في عام 1998، وسرعان ما أجرت باكستان اختبارات نووية خاصة بها بعد ذلك بأسابيع قليلة. كوريا الشمالية وانضمت كوريا الشمالية إلى معاهدة عدم الانتشار النووي عام 1985، لكنها أعلنت انسحابها من المعاهدة في عام 2003، مشيرة إلى ما وصفته بـ"العدوان الأميركي". ومنذ عام 2006، أجرت سلسلة من التجارب النووية. إسرائيل أما إسرائيل، التي لم توقع على المعاهدة أيضا، فلم تعترف يوما بامتلاكها أسلحة نووية، لكن يُعتقد على نطاق واسع أنها تملكها. ماذا عن إيران؟ أما إيران، فطالما أكدت أن برنامجها النووي لأغراض سلمية فقط، وقدّرت وكالات الاستخبارات الأميركية أن طهران لا تسعى حاليا إلى امتلاك قنبلة نووية بشكل نشط، إلا أنها في السنوات الأخيرة قامت بتخصيب اليورانيوم حتى مستوى 60% من النقاء، وهو قريب من المستوى المستخدم في الأسلحة النووية (90%). وفي تقييم سنوي صدر هذا الأسبوع، قدّر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام عدد الرؤوس الحربية النووية العسكرية التي تمتلكها هذه الدول التسع حتى شهر يناير(كانون الثاني) على النحو التالي:

الحرس الثوري يعلن قصف إسرائيل بصواريخ "فتاح" الفرط صوتية
الحرس الثوري يعلن قصف إسرائيل بصواريخ "فتاح" الفرط صوتية

الشرق السعودية

timeمنذ 44 دقائق

  • الشرق السعودية

الحرس الثوري يعلن قصف إسرائيل بصواريخ "فتاح" الفرط صوتية

أعلن الحرس الثوري الإيراني، الأربعاء، أنه استخدم صواريخ "فتاح" خلال قصف استهدف إسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الصواريخ فرضت "سيطرة كاملة" على المجال الجوي الإسرائيلي، بحسب تعبيره. ووفقاً لبيان نقلته وكالة "تسنيم" الإيرانية، فإن صواريخ "فتاح" من الجيل الأول، استُخدمت في "الموجة الحادية عشرة" من الهجمات، واعتبر الحرس الثوري أن إطلاقها يمثّل "بداية نهاية أسطورة الدفاعات الجوية" الإسرائيلية. وجاء في البيان أن صواريخ "فتاح"، التي تتميز بقوتها العالية وقدرتها على المناورة، نجحت في اختراق أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية. واعتبر الحرس الثوري أن هذا الهجوم الصاروخي يبرهن على أن إيران بسطت سيطرة كاملة على الأجواء الإسرائيلية، مشيراً إلى أن سكان إسرائيل أصبحوا "بلا دفاع أمام الهجمات الصاروخية الإيرانية"، وفق وصفه. صاروخ فرط صوتي وتم الكشف عن صاروخ "فتاح-1" فرط الصوتي، في يونيو 2023، واعتبر حينها نقطة تحول في جهود إيران في مجال تكنولوجيا الدفاع. ويتماشى تطوير صاروخ "فتاح" مع الهدف الاستراتيجي لإيران المتمثل في تعزيز قدراتها الرادعة في ظل التوترات الإقليمية المستمرة. ويتضمن تصميم الصاروخ ميزات مثل فوهة متحركة، والقدرة على العمل داخل وخارج الغلاف الجوي للأرض، ما يسمح له بالتهرب من اعتراض أنظمة الدفاع المتطورة. أما "فتاح 2" فجرى الإعلان عنه للمرة الأولى، خلال زيارة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلى منشأة جوية تابعة للحرس الثوري الإيراني في نوفمبر 2023، وهو صاروخ يعمل بالوقود السائل، ويصل مداه إلى 1500 كلم. ويستطيع الصاروخ حمل رأس حربي يزن 450 كجم، ويتمتع بقدرة فائقة على المناورة خلال رحلته للتهرب من الدفاعات الصاروخية المعادية. ويصل قطر الصاروخ حوالي متر، بينما طوله حوالي 15.3 متر، أما وزنه عند الإطلاق فيصل إلى نحو 12 طناً. ويستخدم هذا الصاروخ نظام الملاحة بالقصور الذاتي INU، ونظام ملاحة عالمي عبر الأقمار الاصطناعية GNSS، ما يمنحه القدرة على الحفاظ على مساره بدقة عالية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store