
الأنبا إبراهيم إسحق يتفقد الأحوال الرعوية لكاتدرائية السيدة العذراء بقويسنا
بدأت الزيارة بصلوات رياضة صوم السيدة العذراء، التي ترأسها صاحب الغبطة، بمشاركة الأب برنابا فانوس، راعي الكاتدرائية، حيث ألقى بطريرك الأقباط الكاثوليك تأملًا روحيًا للحاضرين حول "عرس قانا الجليل"، مؤكدًا أن مريم دائمًا تتدخل لحل المشكلات وتحويلها إلى فرح.
وفي اليوم التالي، ترأس الأب البطريرك صلاة القداس الإلهي، حيث منح غبطته درجتي المرتل، والقارئ لعدد من شمامسة الكنيسة.
وفي كلمة العظة، تحدث غبطة أبينا البطريرك عن "العقائد المريمية"، خاصة عقيدة انتقال أمنا مريم العذراء بالنفس والجسد إلى السماء.
وأكد صاحب الغبطة لجميع المحتفى بهم أهمية المواظبة على ممارسة الأسرار الكنسية، وقراءة الكتاب المقدس، وحضور القداس الإلهي، وفعل أعمال الخير، طالبًا منهم مساعدة شعب الكنيسة في الصلاة والترتيل، وحفظ الألحان الطقسية، والتعمق في معانيها، مختتمًا الاحتفال بتوزيع الهدايا التذكارية عليهم.
في سياق متصل، ترأس أمس الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، صلوات رياضة صوم السيدة العذراء، وذلك بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج.
شارك في الصلوات القمص بشري لبيب، راعي الكنيسة، والأب يوسف ميخائيل الفرنسيسكاني، والشماس فادي عياد، وكورال "ليكن نور" الذي قدم باقة من الترانيم الروحية.
وألقى يوسف ميخائيل تأملًا روحيًا للحاضرين بعنوان "قلب مريم المتأمل والصامت"، قائلًا: أيها الأحباء، نقف اليوم أمام قلب مريم العذراء، ذاك القلب الذي لم يكن فقط بيتًا حمل كلمة الله المتجسد، بل كان أيضًا مدرسة التأمل، والصمت، والإنصات العميق إلى عمل الله.
وأضاف: قلب مريم المتأمل، يخبرنا الإنجيلي لوقا: "وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا." (لو 2: 19).
وتابع: مريم لم تترك الأحداث تمر مرورًا سريعًا، بل كانت تقف عندها، تحفظها وتصلي بها. ما سمعته من الملاك، ما رأته في المزود، ما عاشته في الناصرة، كلها لم تختفِ، بل دخلت إلى أعماق قلبها، لتتحول إلى صلاة صامتة، وهكذا تعلّمنا مريم أن الإيمان أحيانًا لا يقوم على الفهم الكامل، بل على الثقة الكاملة بالله.
واستكمل الأب يوسف تأمله: قلب مريم الصامت، من يتأمل في حياة العذراء يكتشف أن كلماتها قليلة جدًا في الإنجيل. وكأن الروح القدس أراد أن يضع أمامنا صورة المرأة التي تتكلم بالصمت أكثر مما بالكلمات.
وأكد في البشارة قالت كلمة الطاعة: "ليكن لي بحسب قولك" (لو 1: 38)، في العرس، قالت كلمة الإيمان: "مهما قال لكم فافعلوه" (يو 2: 5)، وبعدها نراها صامتة عند الصليب، واقفة في قوة لا بالكلمات، بل بحضورها الأمومي المتألم.
وأشار الأب يوسف ميخائيل إلى أن الصمت عند مريم ليس فراغًا، بل امتلاء من الله. إنه صمت التأمل، صمت من يسمع أكثر مما يتكلم، صمت من يعرف أن كلمة الله أغنى من كل كلمات البشر.
وشدد قلب مريم مدرسة لنا، نحن اليوم نعيش في عالم ضوضاء وكثرة كلام، حيث الكلمة تفقد قوتها بسبب التكرار والسطحية. مريم تذكّرنا أن الطريق إلى الله يمر بالصمت العميق الذي يفتح القلب للنعمة، نحن كثيرًا ما نبحث عن إجابات سريعة، بينما مريم تعلمنا أن نحتضن الأسئلة في قلبنا، وننتظر الله ليكشفها لنا في وقته.
واختتم الأب يوسف التأمل بقوله: قلب مريم المتأمل والصامت هو أيقونة للنفس المؤمنة التي تعرف أن حضور الله أعظم من كل شروح، وأن كلمة "ليكن" تفتح السماء وتغيّر التاريخ. فلنطلب من العذراء أن تعلّمنا أن نصغي، أن نتأمل، أن نصمت، لكي نصبح قلوبًا حية تسكنها كلمة الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 29 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة - في أجواء من الفخر والاعتزاز.. "آل حميدان" يحتفون بالخريجين وحفظة القرآن بالطائف
الاثنين 18 أغسطس 2025 08:50 مساءً نافذة على العالم - تم النشر في: نظّمت قبيلة آل حميدان في محافظة الطائف، الحفل السنوي الرابع لتكريم خريجيها من حملة الشهادات الجامعية والدبلومات، إلى جانب الاحتفاء بأربعة من أبنائها أتموا حفظ كتاب الله الكريم، وسط حضور كبير من وجهاء القبيلة وأفرادها. وافتُتح الحفل بتلاوة قرآنية، ثم ألقى شيخ القبيلة سليم بن عليوي الحميدان كلمة أكد فيها أهمية التعليم في رُقي الفرد والمجتمع، مشددًا على استمرار دعم القبيلة لأبنائها في مختلف المجالات. وتضمن الحفل عرضًا مرئيًّا بعنوان "قصة نجاح"، تناول تطور الفعالية منذ انطلاقها قبل أربع سنوات، وتحولها إلى منصة تحفيز علمي واجتماعي. وألقى الطالب أحمد حميد الحميدان كلمة الخريجين، معتبرًا أن التخرج بداية لطريق مليء بالعطاء والمسؤولية، وداعيًا زملاءه لمواصلة التطوير الذاتي وخدمة الوطن. كما قدّم الشيخ محمد عبدالرحمن الحميدان كلمة توجيهية، حثّ فيها على الجمع بين "الاستخارة والاستشارة"، وأهمية التخطيط مع التوكل على الله. وتوّج الحفل بتكريم أربعة من حفظة كتاب الله، تأكيدًا على اعتزاز القبيلة بالمكانة الدينية والعلمية لأبنائها، فيما اختُتمت الفعالية بتوزيع الشهادات والدروع وسط فرحة الأهالي.


مصراوي
منذ 40 دقائق
- مصراوي
أمين الفتوى: الصلاة بالشورت فوق الركبة باطلة ويجب إعادتها (فيديو)
كتب - علي شبل: هل يجوز الصلاة بشورت فوق الركبة أو البنطال المقطوع؟.. سؤال تلقاه الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، موضحًا في رده أن الصلاة لها شروط وأركان أساسية، ومن بينها شرط ستر العورة. وبين أمين الفتوى أن عورة الرجل في الصلاة تمتد من السرة إلى الركبة، فإذا لم تُستر بطلت الصلاة، ويجب إعادتها. وأوضح «ربيع»، خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، أن الصلاة بالشورت أو البنطال المقطوع إذا كان ساترًا للركبة فهي صحيحة، لكن إن كان فوق الركبة فالصلاة باطلة ويجب إعادتها، لافتًا إلى أن ستر العورة شرط لا يُستغنى عنه في صحة الصلاة، موضحًا أن هذا الحكم متعلق بالرجال، بينما للنساء أحكام أخرى مختلفة في مسألة ستر العورة في الصلاة. وأشار ربيع إلى أن هناك فرقًا بين صحة العبادة وبين كمال الأدب مع الله سبحانه وتعالى، فالشاب الذي يؤدي الصلاة بالملابس الساترة فقط يُجزئه ذلك، لكن الأفضل أن يدخل الصلاة في أبهى صورة وأكمل هيئة، امتثالًا لقوله تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد}. وختم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية مؤكدًا أن مراعاة الأدب مع الله تقتضي أن يحرص المصلي على ارتداء الملابس اللائقة التي تُعبر عن إجلال المولى عز وجل، فكما لا يقابل الإنسان أحدًا من الناس بملابس غير مناسبة، فمن باب أولى أن يلتزم بلباس يليق بمقام الوقوف بين يدي الله تعالى.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
علي جمعة: من الأدب مع الله أن يكون الدعاء عبادة.. واليأس من صفات الكافرين
كتب - علي شبل: شدد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، على أهمية الدعاء في حياة المؤمن، ناصحا بأن يكون الدعاء عبادة لله تعالى وليس مجرد طلب – سواء دنيويًا أو أخرويًا –، ومحذرا من اليأس في الدعاء. وقال فضيلة المفتي الأسبق: كُنْ مؤدَّبًا مع الله، ومن أفضل الأدب مع الله: الرضا بما قسمه الله، والتسليم بما أجراه سبحانه وتعالى عليك في الكون. ولذلك إذا أردتَ الدعاء والالتجاء، فافعل ذلك عبادةً لا تشوُّفًا إلى الدنيا، واسأل الله تعالى من خيري الدنيا والآخرة، فهو مالك السماوات والأرض، ومالك الدنيا ومالك الآخرة، ومالك يوم الدين سبحانه وتعالى. فالالتجاء إلى الله وحده، ولا يكون مقصودك إلا الله. والدعاء، يقول جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: إمَّا أن يستجيب الله لك به فورًا، وإمَّا أن يؤخِّره فيستجيب بعد مدة، وإمَّا أن يدَّخره لك عبادةً وثوابًا يوم القيامة. إذن فالدعاء خيرٌ كلُّه، استُجيب أو لم يُستجب، لأنك لا تدري أين الخير، ولا تدري الغيب، ولا تعلم ما هو أصلح لك. والذي يعلم ذلك كلَّه هو الله سبحانه وتعالى، لا إله إلا هو، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأضاف عضو هيئة كبار العلماء: إذن عليك إذا دعوتَ الله أن تدعوه عبادةً، لا أن تدعوه تشوُّفًا وطلبًا للدنيا، بل ادعُه عبادةً، وقد قال سيدنا النبي ﷺ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» (حديث صحيح أخرجه الأربعة عن أبي هريرة رضي الله عنه). وفي حديث آخر صحيح، لكنه أقل درجة: «الدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ». والفرق بينهما أن قول: *الدعاء مخّ العبادة* يعني أنه أعلى شيء في العبادة، أما قوله ﷺ: *الدعاء هو العبادة* فمعناه أن كل عبادة هي في حقيقتها دعاء: فالصلاة دعاء، والزكاة دعاء، والحج دعاء، والصيام دعاء. فالدعاء هو العبادة، أي هو حقيقة الصلة بين العبد وربه. وتابع جمعة: علينا أن نفهم أن الأدب مع الله تعالى يقتضي أن يكون الدعاء عبادةً، فلا تجعل قلبك متعلقًا بالمطلوب، بل اجعل المطلوب هو الله نفسه، وقل: يا رب افعل لي كذا وكذا بإرادتك وقوتك وحولك، متى شئت، وأنّى شئت، وكيف شئت. وقل كما قال سيد المرسلين ﷺ: «اللهم إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي». فهذا هو الأدب؛ فأول ما ينبغي أن نعلمه أن الدعاء عبادة. الأمر الثاني: بعد أن صرفتَ قلبك عن التعلق بالمطلوب، وجعلتَ المطلوب هو الله، لا الغرض الذي تدعو به – سواء دنيويًا أو أخرويًا – فلا تيأس مع الإلحاح في الدعاء من تأخُّر المَدَد، فإن المَدَد من الله، وهو قد ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك، لا فيما تختاره لنفسك. وختم الدكتور علي جمعة، قائلًا: فأنت لا تعرف شيئًا، ولا يكون في الكون إلا ما أراده الله. فهذا براءة من الحول والقوة، وخروجٌ من حولك وقوتك إلى حول الله وقوته، وثقةٌ بالله، وإيمانٌ بأن ما في يد الله أعظم مما في يدك، وأن تدبير الله أعظم من تدبيرك، مؤكدًا أنه لذلك لا يجوز أن يتطرق إلينا اليأس، لأن اليأس من صفات الكافرين.