
"قنبلة سياسيّة"… ماذا قصد ترامب بحديثه عن التّمويل "الغبي" لسد النّهضة؟
طرحت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن ما وصفه بـ"التمويل الغبي" لسد النهضة من قِبل واشنطن، علامات استفهام أكثر مما قدمت معلومات موثوقة عن دور الولايات المتحدة في بناء إثيوبيا للسد، الذي تخشى مصر من تأثيره الكبير على حصتها من مياه نهر النيل.
وقال ترامب في تدوينة عبر منصته "تروث سوشيال" يوم السبت:
"لن أحصل على جائزة نوبل للسلام لمجرد أنني حافظت على السلام بين مصر وإثيوبيا (سد ضخم بنته إثيوبيا — وقد مولته الولايات المتحدة الأميركية بغباء — يقلل كثيراً من كمية المياه المتدفقة إلى نهر النيل).
ويرى سياسيون ومحللون مصريون أن السد الذي بدأ بناؤه مع دخول القاهرة في غمرة توترات سياسية وأمنية، عقب ثورة 25 كانون الثاني/يناير 2011 قد يستخدم كأداة للضغط سياسياً واقتصادياً على مصر.
وتشكل مياه النيل قرابة 97 بالمئة من الموارد المائية الأساسية لنحو 110 ملايين مصري يعيشون تحت خط الندرة المائية، وهو مستوى أدنى من خط الفقر المائي الدولي الذي يبدأ عند 1000 متر مكعب من المياه سنوياً للفرد. وتبلغ حصة الفرد هنا أقل من 500 متر مكعب، ويتوقع أن تتراجع مع تزايد السكان.
وطالما ترددت اتهامات وصيغت "نظريات مؤامرة" عن أن أميركا وإسرائيل يقفان خلف بنائه، للتحكم في شريان الحياة الرئيسي لمصر، لذا اعتبر البعض تصريح ترامب بمثابة "قنبلة سياسية"، و"اعتراف" بوجود مؤامرة تحاك ضد مصر.
منذ نشر ترامب تدوينته، حاولت "النهار" الحصول على وثائق أو معلومات موثوقة بشأن تمويل واشنطن للسد الإثيوبي، وتواصلت مع مصادر أميركية، كما أجرت بحثاً عبر بعض المواقع الرسمية لكن لم تعثر على ما يؤكد ما طرحه الرئيس الأميركي.
وتقول الباحثة الأكاديمية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط باربارا هايسي لـ"النهار": "حتى الآن، ليس هناك أي مستندات رسمية أو تقارير موثوقة تثبت صحة ادعاء ترامب بأن واشنطن موّلت سد النهضة".
وتلفت إلى أن "معظم المصادر تشير إلى أن مشروع السد تم تمويله تمويلاً شبه كامل من مصادر إثيوبية، أحدها بيع السندات التي طرحتها أديس أبابا على مواطنيها المقيمين بالخارج، خلال المراحل الأولى من بناء السد".
مغالطة وتضليل
من جانبها، ترى المحللة السياسية الأميركية إيرنا تسوكرمان، في حديثها لـ"النهار"، أن "تصريحات ترامب ليست مضللة فحسب، بل خاطئة تماماً. هذه المغالطة لا يمكن اعتبارها مجرد زلة لسان أو مبالغة بلاغية، بل تشويه متعمد للواقع، يعكس إما جهلاً عميقاً بتاريخ السياسات المعنية، أو محاولة واعية للتلاعب بالحقائق، بما يخدم روايته عن 'الإرث الفاشل' للإدارات السابقة".
وتضيف تسوكرمان: "تصوير ترامب لهذا التورط باعتباره غباءً، يندرج ضمن نقده الأوسع لسياسات المساعدات الخارجية التي لا تصب، من وجهة نظره، في مصلحة الولايات المتحدة أو حلفائها المقربين. وربما اعتبر أن انخراط واشنطن الديبلوماسي مع إثيوبيا في ملف السد كان خطأ أدى إلى توتر العلاقات مع مصر، وعزّز في المقابل من مكانة إثيوبيا كقوة إقليمية تتحدى الإجماع العربي والضغط الغربي".
ترامب وأفريقيا
من جانبه، ينظر الكاتب والصحافي الإريتري المتخصص في الشؤون الأفريقية محمود أبو بكر لتصريحات ترامب من زاويتين: الأولى أن الهدف الأساسي منها هو توجيه اللوم للإدارات الأميركية السابقة، لا سيما الديموقراطية. والثانية، تتعلق بنظر ترامب للمنطقة الأفريقية.
ويقول أبو بكر، لـ"النهار"، إن "الرئيس ترامب لا يعتبر أفريقيا - باستثناء شمالها - منطقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لأميركا، وقد صرح بهذا مرات عدة. ومن ثم فهو يعتبر أن تمويل السد الإثيوبي أو دعم بنائه لا يصب في مصلحة واشنطن".
ويشير إلى أن "الدعم الأميركي لبناء السد خلال فترة حكم الديموقراطيين كان في الغالب سياسياً وتقنياً، وليس مالياً. كما أن انتقادات ترامب جاءت متأخرة، إذ إن السد قد اكتمل وأصبح واقعاً لا يمكن تجاهله".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 23 دقائق
- الديار
ترامب: إيران تريد عقد اجتماع معنا ومواقعها تعرضت للتدمير
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب قضت المحكمة العليا الأميركية بتقييد أوامر الحظر القضائي الوطنية، والتي كانت تمنع خطة إنهاء منح الجنسية بالولادة وغيرها من قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال ترامب في كلمة له من البيت الأبيض بعد القرار، إنّ "قرار المحكمة العليا بشأن تقييد أوامر الحظر القضائي الوطنية يعتبر نصرا عظيما"، مشيرًا إلى "أننا رأينا القضاة من اليسار مؤخرًا يحاولون عرقلة قراراتي"، موضحًا أنّ "قرار المحكمة العليا انتصار تاريخي للدستور وفصل السلطات وسيادة القانون". ورأى أنّ "قرار المحكمة العليا يلغي الاستخدام المفرط للأوامر القضائية للتدخل في سير العمل الطبيعي للسلطة التنفيذية"، وقال: "قضاة يساريون متطرفون يحاولون إلغاء سلطات الرئيس الأميركي لمنع الشعب من الحصول على السياسات التي صوتوا لها". وفي سياق آخر، أشار ترامب إلى أنّ "دول الناتو باتت تكن مزيدًا من الاحترام للولايات المتحدة وقد زادت نسبة إنفاقها الدفاعي"، وقال "قد نتوصل إلى اتفاق تجاري مع الهند اليوم كما إن هناك أمورا ممتازة تحصل مع الصين". وكرّر ترامب تصريحاته السابقة بشأن إيران، حيث صرّح بأنّ "إيران تريد عقد اجتماع معنا ومواقعها تعرضت للتدمير رغم كل الأخبار الزائفة بشأن إنجاز طيارينا"، وقال "لا أعتقد أن إيران ستعود إلى البرنامج النووي قريبا"، في وقت تؤكد فيه طهران استمرار عملها على الطاقة النووية السلمية، في حين ذكر أنّه "لم يتم إخلاء المواقع الإيرانية قبل قصفها". وتابع: "نريد أن تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أي جهة نحترمها من تفتيش المواقع النووية في إيران". وبالعودة إلى أميركا، ذكر ترامب أنّ "التضخم غير موجود على الإطلاق في بلادنا وبفضل الرسوم الجمركية نكسب الأموال ونبني مصانع جديدة ونؤمن استثمارات مهمة"، مضيفًا "بفضل الرسوم الجمركية نتلقى أموالا بمليارات الدولارات من الصين ودول أخرى كثيرة". ورأى أنّ الرئيس الأميركي السابق جو بايدن "كان أسوأ رئيس في تاريخ البلاد ولا أعتقد أنه هو من كان يتخذ القرارات والانتخابات الرئاسية لعام 2020 تم تزويرها وسرقتها". وأضاف "هناك دول اعتادت على استغلالنا ونهبنا لكن اليوم سيصبح الاقتصاد الأميركي أفضل بكثير".

القناة الثالثة والعشرون
منذ 26 دقائق
- القناة الثالثة والعشرون
نجاة طاقم قناة العربية من استهداف إسرائيلي في غزة
نجا طاقم قناة العربية والحدث من استهداف إسرائيلي في غزة، في حين تعرض المراسل لإصابة طفيفة. وتعرضت المنطقة حيث كان يتواجد طاقم العربية والحدث للقصف، الذي تسبب بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة العشرات في حصيلة أولية. وقال مراسل العربية والحدث إن القصف استهدف مبنى سكنيا مؤلفا من ستة طوابق في شارع الوحدة بغزة والمكتظ بالنازحين. وأضاف أن فرق الإنقاذ تحاول انتشال المصابين. وفي السياق، توفي رضيعان بقطاع غزة، جراء سوء التغذية ونفاد حليب الرضع، وسط استمرار الحصار والحرب الإسرائيلية، ووفقا للمصادر الطبية، يرتفع عدد الوفيات جراء نقص الغذاء والدواء في القطاع إلى 244، فيما قتل مواطنان وأصيب آخرون جراء قصف الطائرات الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في المواصي غرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، إلى جانب تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف ضخمة لمنازل ومبان في المنطقة، وتفجير "روبوتات" مفخخة شرق بلدة جباليا شمال القطاع، بينما استهدفت مسيرة إسرائيلية مجموعة من المواطنين في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ما أسفر عن مقتل مواطنين وعدد من الإصابات. وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق غزة، حيث تعرضت مدينة غزة ومخيم جباليا لسلسلة من الغارات الجوية العنيفة والأحزمة النارية. ونفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف شملت مخيم الشاطئ وحي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة بالتزامن مع إطلاق البوارج الإسرائيلية عدداً من القذائف باتجاه المناطق الغربية من غزة وجميعها خلفت أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى تجاوزت 135 فلسطينيا منذ فجر الأربعاء وحتى الخميس في مختلف مناطق القطاع. سياسيا أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو، أمس مباحثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، تم خلالها التوصل إلى تفاهمات لإنهاء الحرب في قطاع غزة "خلال أسبوعين"، وفق تقارير صحافية إسرائيلية. وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن الأسرى لدى حماس، ونقل من تبقى من قيادات الحركة إلى دول أخرى، في إطار تسوية أكبر تهدف إلى تهدئة التصعيد في المنطقة. كما نص الاتفاق، بحسب الصحيفة، على "استعداد إسرائيل للنظر في حل مستقبلي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وذلك شريطة إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية". وفي المقابل، "ستعترف الولايات المتحدة بتطبيق بعض السيادة الإسرائيلية على مناطق في الضفة الغربية المحتلة، ضمن تفاهمات أكبر تشمل توسيع الاتفاقيات الإبراهيمية لتشمل دولا إضافية". وكان مسؤولون أميركيون صرحوا، الخميس، بأن "جهودا كبيرة تبذل لتحقيق تقدم في مفاوضات صفقة الأسرى"، مشيرين إلى "زخم كبير في أعقاب الضربة على إيران، ويمكن الحديث عن تقدم". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النشرة
منذ 36 دقائق
- النشرة
الاهرام: وجود السلاح النووي لدى أي فريق من أفرقاء الشرق الأوسط يمثل خطرا هائلا
رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "من بين الحقائق، التي كشفتها المواجهة التي وقعت أخيرا بين إسرائيل وإيران، أن وجود السلاح النووي لدى أي فريق من أفرقاء إقليم الشرق الأوسط يمثل خطرا هائلا لا قبل لأحد به، وبالتأكيد لا ينكر أحد أننا جميعا قد تملكنا الخوف الشديد عندما رأينا على الشاشات استهداف المقاتلات والصواريخ الأميركية للمنشآت النووية الإيرانية الثلاث، نظرا لاحتمال حدوث أي تسرب نووي يلوث الهواء والماء، وينهي الأخضر واليابس". واعتبرت أنه "من هنا تأتي أهمية دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال الاتصال الهاتفي مع رئيس إيران أمس الأول، إلى أهمية استئناف مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، ومطالبته بضرورة معالجة الشواغل المرتبطة بعدم الانتشار النووي، والعمل على جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل"، مشيرة إلى أن "مكمن الخطورة يتمثل في أن القوى الإقليمية الكبرى في المنطقة يمكن أن تسعى لامتلاك السلاح النووي لتحقيق ما يسمى بالردع النووي حماية لأمنها القومي، وهو ما سوف يدفع بالمنطقة إلى حافة الهاوية، وهي المنطقة التي لا تنقصها التحديات والأزمات". وأوضحت أن "دعوة مصر في هذا الشأن تحكمها اعتبارات ثلاثة، أولها: أن مصر تؤمن بأن السلام - وليس الحرب - هو السبيل الوحيد لازدهار وتقدم الشعوب. وثانيا: أن تكنولوجيا السلاح النووي يمكن الحصول عليها الآن بسهولة. وثالثا: أن أي مواجهة نووية - لا قدر الله - سوف تأخذ المنطقة إلى الخراب وهو ما لا تريده مصر أبدا". ولفتت إلى أن "أن التهدئة التي تم التوصل إليها بين الطرفين الإسرائيلي والإيراني، وتوقف العمليات العسكرية، وإعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أن الفرصة سانحة للسلام، يمهد الطريق أمام إمكان استئناف المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، بين واشنطن وطهران، وإعادة فتح ملف الانتشار النووي بكل شفافية، منعا لانزلاق المنطقة مجددا نحو حافة اندلاع مواجهة نووية، كادت تحدث بالفعل". ورأت أن "هذه الفرصة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي، والتقطت معها المنطقة أنفاسها، بداية جديدة لإعلاء صوت العقل والحكمة في التعامل مع التوترات في المنطقة، وذلك عبر الاستماع إلى التحذيرات المصرية المتكررة من عدم جواز ترك القضية الفلسطينية - لب الصراع في المنطقة - هكذا دون أفق سياسي لحلها، باعتبار أن حل هذه القضية هو السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع الذي لن يتوقف أبدا، ما دام يوجد طرف يصر على انتهاك القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية على مختلف الأصعدة".