
ماذا يخبئ النظام الإيراني وراء انفجار ميناء رجائي في بندر عباس
في 26 أبريل 2025، شهد ميناء الشهيد رجائي في بندر عباس انفجارًا هائلًا أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصًا وإصابة أكثر من 1,200 آخرين، مما أثار تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء الحادث وما يخفيه النظام الإيراني.
خلفية الحادث
وقع الانفجار في منطقة الرصيف بالميناء، حيث اندلع حريق في عدة حاويات يُعتقد أنها كانت تحتوي على مواد خطرة أو كيميائية. تشير التقارير إلى أن الانفجار نتج عن تخزين غير آمن لمواد كيميائية، مما أدى إلى دمار واسع النطاق.
الرواية الرسمية والتكتم
أعلنت السلطات الإيرانية أن الانفجار نجم عن "إهمال" في تطبيق قواعد السلامة، ونفت وجود أي دليل على تدخلات خارجية أو أنشطة عسكرية في المنطقة المتضررة. ومع ذلك، أشار وزير الداخلية إسكندر مؤمني إلى وجود تقصير في الالتزام بقواعد السلامة والدفاع المدني.
مؤشرات على نشاط عسكري
رغم النفي الرسمي، كشفت تقارير إعلامية عن وجود شحنات من بيركلورات الصوديوم، وهي مادة تستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ، تم نقلها من الصين إلى إيران.وأفاد مصدر في الحرس الثوري الإيراني بأن الانفجار نجم عن هذه المادة.
توقيت مريب
تزامن الانفجار مع الجولة الثالثة من المحادثات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة في عمان، مما أثار تكهنات حول احتمال أن يكون الحادث محاولة لتقويض هذه المفاوضات. كما أن الحادث أعاد إلى الأذهان انفجار مرفأ بيروت عام 2020، مما زاد من المخاوف بشأن السلامة في الموانئ الإيرانية.
ما وراء الكواليس
تشير التقارير إلى أن قوات حرس نظام الملالي قد تكون متورطة في تخزين هذه المواد الخطرة في الميناء، مما يثير تساؤلات حول مدى سيطرة الحكومة على أنشطة هذه القوات الإرهابية. كما أن التكتم الرسمي على تفاصيل الحادث يعكس سياسة النظام الإيراني في إخفاء المعلومات الحساسة عن الجمهور.
هل هناك علاقة بين سيناريو المفاوضات الجارية وتفجير الميناء؟
نعم، هناك مؤشرات قوية على وجود علاقة غير مباشرة بين تفجير ميناء رجائي في بندر عباس وسيناريو المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالملف النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية. والنقاط التالية تدعم هذا الربط:
التوقيت السياسي الحسّاس
وقع الانفجار تزامنًا مع جولة تفاوضية سرية بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عمان، مما يثير تساؤلات حول التوقيت ومدى ارتباطه بمحتوى المفاوضات. ففي لحظات التفاوض، تستخدم الأنظمة الاستبدادية مثل النظام الإيراني أحداثًا "مفتعلة" أو "غامضة" لإعادة توجيه بوصلة التفاوض أو خلق أوراق ضغط.
المواد المتفجرة وعلاقتها بالبرنامج الصاروخي
هناك تسريبات وتقارير أفادت بأن الانفجار نجم عن اشتعال مواد كيميائية شديدة الحساسية (مثل بيركلورات الصوديوم)، والتي تُستخدم في تصنيع الوقود الصلب للصواريخ. لطالما كان إدراج البرنامج الصاروخي ضمن المفاوضات خطًا أحمرًا للنظام الإيراني، وقد يكون التفجير إشارة إلى أن طهران لا تزال تحتفظ بخط إنتاج نشط بعيدًا عن أنظار المفتشين.
رسالة ضمنية أم تصعيد مقصود؟
من غير المستبعد أن يكون الحادث إشارة مبطّنة من قوات حرس نظام الملالي إلى الأطراف الغربية مفادها: "نحن نمتلك أدوات قوة، ولسنا ضعفاء على طاولة التفاوض". أو قد يكون نتيجة خلاف داخلي بين جناحين داخل النظام: أحدهما يريد المضي في التفاوض، والآخر (غالبًا قوات حرس نظام الملالي) يسعى لإفشاله.
التكتم الإعلامي الرسمي.. تكتيك مألوف
اتّسم رد الفعل الرسمي الإيراني بالغموض والتضارب، وهو أسلوب معتاد حين يكون الحدث مرتبطًا بأنشطة سرية أو يريد النظام توظيفه سياسيًا دون كشف التفاصيل.
فرضيات التخريب الخارجي والداخلي
دور إسرائيلي محتمل: رغم نفي مصادر إسرائيلية تورطها، يرى محللون أن إسرائيل قد تستهدف إيران عبر عمليات غير مباشرة لتعطيل اقتصاداتها، خاصة أن الميناء يستخدم لتصدير سلع حيوية. لكن آخرين يستبعدون ذلك في هذا التوقيت لتجنب إثارة حفيظة واشنطن.
أجندات داخلية: طرح باحثون إيرانيون فرضية أن جهات داخلية (مثل جماعات تستفيد من استمرار العقوبات) قد تكون وراء الحادث لتعطيل أي اتفاق نووي يهدد مصالحها.
المقارنة مع انفجار مرفأ بيروت
يشبه الانفجار في التفاصيل (مواد كيميائية، حريق متحول إلى انفجار) كارثة بيروت 2020، ما أثار تساؤلات حول تكرار سيناريو "الإهمال المُدار" أو التخريب. في الحالتين وُجهت اتهامات متبادلة بين الأطراف الداخلية والخارجية.
ردود الفعل الإيرانية والتحقيقات
أمر المرشد الأعلى خامنئي بتحقيق شامل، لكن طهران تجنبت اتهام إسرائيل مباشرة، ربما لحماية المفاوضات. حذرت الحكومة الإيرانية من "التخمينات" ودعت للانتظار حتى انتهاء التحقيقات، مما قد يشير إلى محاولة احتواء الأزمة سياسيًا.
الاستنتاج: التفجير أداة ضمن سياق تفاوضي معقّد
قد لا يكون التفجير "جزءًا مباشرًا" من سيناريو التفاوض، لكنه على الأرجح يمثّل أحد انعكاسات الصراع الداخلي حول مخرجاته، أو ورقة ضغط إضافية يستخدمها النظام لتعزيز موقفه في المحادثات الجارية. كل هذا يُبرز التداخل بين أدوات الأمن، السياسة، والدبلوماسية في سلوك النظام الإيراني.
هل كان التفجير من صنع دول خارجية أم أنه من صنع نظام الملالي ...
يظل انفجار ميناء رجائي في بندر عباس في 26 أبريل 2025، حدثًا غامضًا تتنازعه الروايات بين الإهمال الداخلي والتخريب الخارجي، مع وجود مؤشرات تدعم كلا السيناريوهين استناداً إلى أحدث التقارير على الوجه التالي:
أولاً: أدلة تشير إلى تورط خارجي محتمل
التوقيت المشبوه:
وقع الانفجار بالتزامن مع المفاوضات النووية الإيرانية-الأمريكية في عُمان، مما أثار شكوكًا حول استخدامه كأداة ضغط أو تخريب. حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبل الحادث من "استفزازات خارجية" لتعطيل المفاوضات.
تعدد بؤر الانفجار
بعض البرلمانيين الإيرانيين (مثل محمد سراج) أكدوا أن الانفجارات في نقاط متعددة بالميناء تشير إلى تفجير ممنهج وليس حادثًا عرضيًا.
ثانيًا: أدلة تدعم رواية النظام الإيراني (إهمال داخلي)
الإقرار الرسمي بالإهمال
أعلن وزير الداخلية الإيراني أن السبب هو "تقصير في الإجراءات الأمنية" وسوء تخزين مواد كيميائية خطرة، وتم اعتقال مسؤولين محليين. وذكرت تقارير رسمية أن الانفجار نجم عن حاويات تحتوي على مواد كيميائية غير مخزنة بشكل صحيح.
نفي وجود شحنات عسكرية:
نفت وزارة الدفاع الإيرانية وجود أي مواد عسكرية في الميناء وقت الانفجار، مما يُضعف فرضية الاستهداف الخارجي.
ثالثاً: الأبعاد السياسية والاقتصادية
استغلال الأزمة داخليًا:
قد يستخدم النظام الحادث لتصعيد الخطاب المعادي للغرب وتوحيد الصف الداخلي، وتشتيت الانتباه عن الأزمات الاقتصادية، خاصة بعد تسبب الانفجار في ارتفاع مفاجئ بأسعار العملات.
تداعيات المفاوضات النووية:
إذا ثبت التخريب الخارجي، قد تعلن إيران تعليق المفاوضات أو تصعيد نشاطها النووي كرد فعل.
من المستفيد؟
لو ثبت تورط إسرائيل، سيكون الهدف إضعاف البنية التحتية الإيرانية الحيوية. وقد يكون تورط النظام الإيراني نفسه وهذا يعني محاولته خلق ذريعة لتشديد القبضة الأمنية أو كسب تعاطف دولي.
الأرجح: الغموض يخدم جميع الأطراف، لكن الأدلة الحالية تميل لـسيناريو مختلط؛ حيث يُستغل الإهمال الداخلي من قبل جهات خارجية أو داخلية لتحقيق أهداف سياسية.
الخلاصة
انفجار ميناء الشهيد رجائي يكشف عن ثغرات خطيرة في إدارة المواد الخطرة في إيران، ويثير تساؤلات حول مدى شفافية النظام الإيراني في التعامل مع مثل هذه الحوادث. كما أن التوقيت والتقارير عن وجود مواد تستخدم في تصنيع الصواريخ يشيران إلى احتمال وجود نشاط عسكري سري، مما يستدعي تحقيقًا دوليًا شفافًا لكشف الحقيقة وضمان سلامة المدنيين؛ في حين أن الأدلة الملموسة حول من يقف وراء انفجار ميناء رجائي لا تزال غامضة، وهنا فإن السياق العام يشير إلى أن النظام الإيراني قد يحاول توظيف الحادث لخدمة أجندته الداخلية والخارجية، وسواء كان العمل خارجياً أو داخلياً فإن الانفجار يؤكد هشاشة الأمن في المنطقة، ويدفع نحو مزيد من التصعيد الذي قد تكون تداعياته غير محسوبة.، لكن لا يُستبعد أيضاً أن يكون الانفجار جزءاً من لعبة سياسية داخلية لتعزيز النفوذ أو كسب تعاطف دولي، وفي كل الأحوال يراقب العالم بقلبٍ حذر لأن أي خطأ في قراءة المشهد قد يُشعل فتيل مواجهاتٍ أكبر.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليوم الثامن
منذ 7 أيام
- اليوم الثامن
كارثة في ميناء رجائي.. الأبعاد الخفية لانفجار هائل في قلب التجارة الإيرانية
حوالي ظهر يوم السبت الموافق 26 أبريل (نيسان)، وقع انفجار هائل في ميناء رجائي بمدينة بندر عباس في محافظة هرمزغان، والذي يُعد أحد أهم وأكثر المراكز التجارية حساسية في إيران، مخلفًا أبعادًا واسعة من الخسائر البشرية والمادية. وبينما لم تُنشر حتى الآن، وبعد مرور أكثر من 24 ساعة، معلومات دقيقة وموثوقة حول السبب الرئيسي للانفجار وحجم الخسائر، فإن التقارير المتضاربة واقتباسات شهود العيان ووسائل الإعلام المختلفة تقدم صورة غامضة ومقلقة لهذا الحادث. التقارير الأولية والخلاف في الأرقام: استنادًا إلى التقارير الأولية لوسائل الإعلام الحكومية، وحتى ظهر يوم الأحد، أُعلن عن مصرع 36 شخصًا وإصابة 1241 آخرين، مع الإشارة إلى أن حالة 20 منهم حرجة. ومع ذلك، تقدم التقارير غير الرسمية وشهود العيان، بمن فيهم مراسلو قناة سيماي آزادي (تلفزيون المقاومة الإيرانية الذي يبث على مدار 24 ساعة)، أرقامًا أعلى بكثير للضحايا. وتفيد بعض المصادر بمقتل أكثر من 100 شخص وإصابة عدد أكبر بكثير. كما أن الازدحام الشديد في المستشفيات ونقص الأسرة يزيد من خطورة الوضع. الغموض حول سبب الانفجار والتكهنات: تُثار تكهنات مختلفة حول سبب هذا الانفجار الهائل. وتفيد بعض المصادر باحتمال سوء تخزين المواد الكيميائية، وخاصة "بيركلورات الصوديوم" المستخدم في صناعة الوقود الصلب للصواريخ. وتشير تقارير أخرى إلى شحن دفعات من وقود الصواريخ من الصين إلى هذا الميناء في الأشهر الأخيرة. كما يُطرح الترتيب غير السليم للحاويات التي تحتوي على مواد مختلفة بجانب بعضها البعض، من المواد الكيميائية القابلة للاشتعال إلى المواد الغذائية والملابس، كأحد عوامل انتشار الحريق والانفجارات المتتالية. في المقابل، تشير بعض وسائل الإعلام الحكومية إلى سجل التحذيرات المتعلقة بالسلامة في هذا الميناء، وتطرح احتمال وقوع عمل تخريبي، وتقارن هذه الكارثة بانفجار ميناء بيروت عام 2020. ومع ذلك، فإن سجل التستر وعدم الشفافية الذي يتبعه النظام الإيراني في حوادث مماثلة، يعزز فرضية الإهمال وعدم الكفاءة والمشاكل الهيكلية. محاولات التستر والسيطرة على المعلومات: استنادًا إلى التقارير الواردة من أنصار منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، فإن قوات الحرس الثوري الإسلامي والأجهزة الأمنية، وبدلًا من التركيز على إخماد الحريق ومساعدة المتضررين، تستخدم كل قوتها للسيطرة على الوضع ومنع انتشار المعلومات الحقيقية. كما أن تقييد الوصول إلى موقع الحادث وعدم تقديم إحصائيات دقيقة وشفافة يزيد من قلق الناس وارتباكهم. الأبعاد الإنسانية للكارثة: وسط التقارير المؤلمة، ترد أنباء عن فقدان عشرات العمال، بمن فيهم 23 امرأة، بالإضافة إلى الوضع الحرج للجرحى الذين يعانون من إصابات في العين وبتر الأطراف. كما أن التلوث الشديد للهواء الناتج عن احتراق المواد الكيميائية يهدد صحة سكان المنطقة. ردود الفعل والتبعات: أعلنت حكومة بزشكيان، في خطوة متأخرة، يوم الاثنين الموافق 28 أبريل (نيسان) يوم حداد عام في جميع أنحاء البلاد. كما تحدث مسؤولون قضائيون عن إصدار أوامر بمتابعة سبب الحادث ومحاسبة المسؤولين، لكن التجربة أظهرت أن مثل هذه الوعود غالبًا لا تؤدي إلى نتيجة واضحة. بالإضافة إلى الخسائر البشرية والمادية، يمكن أن يكون لهذه الكارثة تداعيات كبيرة على الأنشطة التجارية في ميناء بندر عباس والاقتصاد الإيراني. وفي سياق متصل، قالت السيدة مريم رجوي في رسالة لها عبر حسابها على منصة إكس بشأن هذا الانفجار وعواقبه وتقاعس النظام الإيراني: "بعد مرور 24 ساعة، لا تزال المزيد من الحاويات تنفجر في بندر عباس. إن عدد الضحايا أضعاف الأرقام المعلنة، ومن المؤكد أنه يتجاوز 100 شخص. إن قوات الحرس الثوري ووزارة المخابرات والأجهزة القمعية الأخرى تستخدم إمكانياتها، بدلًا من إخماد الحريق وإنقاذ المتضررين، للسيطرة على الوضع والتستر الكامل على شحنات الوقود الصلب للصواريخ الباليستية وأبعاد الكارثة. مع خالص التعازي مجددًا، فإن الجهود الدؤوبة والمتنوعة التي يبذلها المواطنون لمساعدة المتضررين تستحق الشكر والتقدير. ولكنني أطلب من الجميع، وخاصة شباب بندر عباس والمدن والمحافظات المجاورة، مضاعفة جهودهم، خاصة فيما يتعلق بالعمال المحرومين وعائلاتهم."


الرأي
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
توقيف شخصين في إيران على خلفية انفجار ميناء رجائي
أوقف شخصان في إيران، أحدهما مسؤول حكومي، على خلفية الانفجار الذي وقع في أكبر ميناء تجاري إيراني في 26 أبريل مخلّفا عشرات القتلى، وفق ما أفاد التلفزيون المحلي الأحد. ووقع الانفجار الذي سمع دوّيه على بعد عشرات الكيلومترات في أحد أرصفة ميناء الشهيد رجائي القريب من مدينة بندر عباس الكبرى على مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يمر عبره خُمس إنتاج النفط العالمي و85 في المئة من البضائع في إيران، على بعد نحو ألف كيلومتر من طهران. والأحد، نقل التلفزيون عن القضاء المحلي أن الانفجار اسفر عن مقتل 57 شخصا، في حين كانت السلطات اعلنت مقتل 70 شخصا. وأورد القضاء المحلي «بعد فحوص جينية، تبين أن بعض الجثث التي اعتبرت منفصلة هي فعليا جثة واحدة». وعزت السلطات ما حصل إلى «عدم الالتزام بالإجراءات الأمنية وإهمال». والسبت، أعلن الهلال الأحمر الإيراني انتهاء عمليات البحث في الليل، وفق ما أفادت وكالة «إرنا» الرسمية. والإثنين، أعلنت لجنة التحقيق عثورها على «إقرارات (بضائع) زائفة»، مؤكّدة العمل على «تحديد مرتكبي هذه المخالفات». وقالت الأحد إنه «تمّ تحديد هويّات هؤلاء» وإن «مسار الاستدعاء جارٍ» في ما يخصّ «الإقرارات الزائفة» من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلا عن مصدر مقرّب من الحرس الثوري الإيراني لم تفصح عن هويّته أن الانفجار ناجم عن مادة بيركلورات الصوديوم التي تستخدم في صنع وقود صلب للصواريخ. وأكّدت وزارة الدفاع الإيرانية من جهتها «عدم وجود أيّ حمولة... للاستخدام العسكري في منطقة الحريق» وقت الحادث.


الرأي
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الرأي
«رويترز»: وثائق سرية تكشف خطة «مارشال» إيرانية في سوريا... بـ 400 مليار دولار
كشفت وثائق سرّية حصلت عليها وكالة «رويترز» من مبنى السفارة الإيرانية المنهوبة في دمشق، أن طهران كانت تسعى إلى بناء نفوذ اقتصادي وسياسي وثقافي واسع في سوريا، مستلهمة بذلك «خطة مارشال» الأميركية التي أعادت إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وفقاً للوثائق، رأت إيران في عملية إعادة إعمار سوريا فرصة استثمارية بقيمة 400 مليار دولار، تأمل من خلالها في ترسيخ ما اسمته «إمبراطوريتها الإقليمية». الوثائق شملت عقوداً ورسائل وخططاً للبنية التحتية كشفت الأهداف الإيرانية الاقتصادية والدينية في الداخل السوري. لكن هذه المخططات انهارت بشكل كامل مع سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر العام 2024 على يد فصائل معارضة مدعومة إقليمياً، وفرار الأسد إلى روسيا، ما دفع القوات الإيرانية والشركات المرتبطة بالحرس الثوري إلى الانسحاب المتعجل من سوريا. نتيجة لذلك، توقفت مشاريع إستراتيجية مثل محطة طاقة في اللاذقية بتكلفة 411 مليون يورو، وجسر سكك حديدية فوق نهر الفرات بقيمة 26 مليون دولار، بعضها دُمّر في غارات نفذها التحالف بقيادة واشنطن. وتشير الوثائق إلى أن إيران كانت تطالب بمبالغ لا تقل عن 178 مليون دولار مقابل مشاريعها المتعثرة. واستهدفت الخطة الإيرانية، التي قادها القيادي في الحرس الثوري، عباس أكبري، تعويض كلفة الحرب، وفتح أبواب التجارة، وتعزيز النفوذ داخل نظام الأسد، لكنها اصطدمت بعقبات كبرى، من الفساد المستشري وضعف أداء الكوادر الإيرانية، إلى الأزمات المالية والعقوبات الدولية والتدهور الأمني. كما كشفت الوثائق أن شركات مثل «مبنا» و«كابر وورلد» تكبدت خسائر فادحة، فيما اقترح أكبري في بعض مراسلاته التعاون مع «مافيات الاقتصاد السوري» لضمان تنفيذ المشاريع. ورغم أن إيران ضخت مليارات الدولارات في سوريا منذ 2011 على شكل قروض واستثمارات، إلا أن النظام السوري في نهاية المطاف فضّل منح العقود الكبرى إلى روسيا ودول عربية وأخرى أوروبية، ما عكس تراجعاً واضحاً في ثقة دمشق بطهران. سمح سقوط الأسد بعودة خصوم إيران الإقليميين إلى المشهد السوري، مثل إسرائيل وتركيا، ما شكل ضربة قوية لما يُعرف بـ «محور المقاومة»، كما تعرضت السفارة الإيرانية ومراكز ثقافية مرتبطة بطهران للنهب والتدمير، إلى جانب اغتيال عدد من كبار قادة الحرس الثوري على الأراضي السورية. وبحسب «رويترز»، فإن هذا الانهيار لم يكن مكلفاً من الناحية الاقتصادية فحسب، بل أظهر حدود الطموحات الإيرانية في غياب الشرعية الشعبية والدعم الدولي. وفي ظل الفراغ الذي خلفه انسحاب إيران، بدأت قوى المعارضة السورية السابقة العمل على إعادة بناء دولة ديمقراطية جامعة، رغم مخاوف قائمة لدى بعض السوريين من مشكلات تهدد المشهد العام.