
خمسيني يعود لمقاعد الدراسة... الدروس والعبر
لم يكن بلوغ الخمسين مجرد رقم عابر، بل هو مرحلة يتراكم فيها رصيد التجربة ومسؤوليات الأسرة والعمل، مما يجعل التفكير في العودة إلى الجامعة واستكمال الدراسات العليا مغامرة في نظر الكثيرين. هو تحدٍّ نفسي واجتماعي في آن واحد، محفوف بنظرة المجتمع أحيانا، وبتساؤلات الزملاء الأصغر سنا أحيانا أخرى. ورغم ذلك، كان الإيمان بالقدرة على التعلم أقوى من كل المخاوف.
لم تكن مغامرتي الأكاديمية ترفا أو تفرغا خالصا. فقد كان لزاما عليّ أن أوفق بين محاضرات الجامعة، وتحضير البحوث العلمية، والمشاركة في الأشغال التطبيقية، وبين مسؤولياتي كرب أسرة ومعيل يكدح من أجل لقمة العيش وتربية الأبناء. لقد تحولت أيام الأسبوع إلى رزنامة محكمة، لا مكان فيها للفراغ أو الهدر، فكل لحظة تستثمر بين البيت، العمل، والدراسة.
أما الحضور المنتظم في قاعات الدراسة فكان تحديا بحد ذاته، وسط التزاماتي المهنية والعائلية. الإرهاق البدني، والضغط النفسي، وصعوبة استيعاب المقررات الحديثة بعد سنوات الانقطاع... كلها عقبات لم تكن سهلة، لكنها لم تكن كافية لإطفاء جذوة الحلم. فقد كنت مدركا أن لكل نجاح كلفة لا بد من دفعها.
في السنة الأخيرة، ازداد الضغط مع إنجاز البحوث العلمية، خاصة بحث التخرج الذي كان جزءا أساسيا من متطلبات الحصول على شهادة الماجستير في تسيير المشاريع. لم يكن الأمر مجرد جمع معلومات أو تلخيص مراجع، بل كان عملا أكاديميا يتطلب جهدا نقديا ومنهجية صارمة في عالم تضج فيه المعلومات وتتنافس فيه الآراء.
أما اختيار هذا التخصص بالذات فلم يكن اعتباطيا، بل جاء ثمرة وعي وتجربة حياة. لقد اخترت مجال تسيير المشاريع لما له من أهمية في تطوير القدرات الإدارية، وتحسين أداء العمل، وتمكين الإنسان من أدوات حديثة لتسيير الأعمال والمبادرات التنموية بكفاءة واحترافية. أردت أن أجعل من هذه الشهادة بوابة لتعزيز تجربتي المهنية، وتطوير مهاراتي في الإدارة وتخطيط المشاريع، وفتح آفاق جديدة على مستوى العمل والمجتمع.
الدروس والعبر
إنها قصة تختصر معاني المثابرة والالتزام، وتقدم دروسا عملية لكل من يظن أن قطار التعلم قد فاته:
العمر لا يمكن أن يكون عائقا أمام التعلم، بل هو رصيد يدعم الرحلة ويثريها.
التوفيق بين الدراسة والعمل والأسرة ممكن، شريطة الانضباط وحسن إدارة الوقت.
المعرفة حين تتلاقى مع التجربة الميدانية تثمر فهما أعمق وقدرة أعلى على التأثير.
التعلم المستمر لم يعد خيارا، بل ضرورة لكل من يريد أن يساير عالم اليوم المتسارع.
في نهاية المطاف، لم تكن العودة إلى مقاعد الدراسة مجرد استكمال لمسار أكاديمي بشهادة جديدة، بل كانت استعادة للأمل في الذات، وإثباتا بأن النجاح لا يعرف عمرا، وإنما يعرف إرادة تصنع وتنير الطريق رغم كل التحديات، وقد تكلل هذا المسار بحصولي على شهادة الماجستير في تسيير المشاريع بمعدل مشرف جدا ولله الحمد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإذاعة الوطنية
منذ 41 دقائق
- الإذاعة الوطنية
غلق النفق الواقع على مستوى محول بئر القصعة إلى حدود الثامنة ليلا
أعلنت وزارة التجهيز والإسكان، أنه في إطار مواصلة أشغال مشروع توسعة المدخل الجنوبي للعاصمة قسط عدد 4، سيتم غلق النفق الواقع على مستوى محول بئر القصعة بصفة وقتية اليوم الإثنين 28 جويلية 2025 من الساعه السادسة صباحا إلى الثامنة ليلا. وذكرت الوزارة في بلاغ لها أمس ، أن غلق النفق يأتي في إطار إنجاز طبقة السير للطريق المؤدية لبئر القصعة، ويمكن لمستعملي الطريق القادمين من تونس في اتجاه بئر القصعة الانعطاف يمينا في اتجاه مفترق ميامي ثم الرجوع في اتجاه بئر القصعة. ودعت الوزارة في ذات البلاغ ،مستعملي الطريق إلى التزام الحذر واحترام الإشارات المرورية.

تورس
منذ 11 ساعات
- تورس
منوبة: إعادة تشغيل محطة الضخ الرئيسية للمياه الخام التابعة لمركب غدير القلة
وأضاف منجّة خلال مواكبته، السبت، إعادة تشغيل محطّة الضخّ الرئيسية، أنه تم الالتجاء، فورز إخماد الحريق، إلى محطة ضخ الأولى على مستوى قنال وأنابيب مياه الشمال، خلف المركب الرياضي بمنوبة، والثانية على مستوى خزان مركب غدير القلة، وذلك لتعويض المحطّة الرئيسية المتضررة ولاستئناف التزويد من المخزون في حدود السابعة من مساء يوم الحريق. وأفاد بأنه قد تمّ وضع مخطط صيانة استعجالي دام 96 ساعة ( أربعة أيام) متواصلة ليلا نهار، ودون انقطاع قد تتجاوز في ظرف عادي أكثر من ثلاثة اشهر عمل. وتمثّلت التدخلات في تركيب تجهيزات جديدة، وصيانة أخرى مع تنظيف الفضاء المتضرر ودهنه من قبل أربعة فرق من الشركة في اختصاصات متنوعة: الميكانيك والهندسة المدنية والكهرباء وأشغال التهيئة والدهن، مدعومين بأعوان الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، وشركتيين خاصتين. وأوضح أنه بتشغيل المحطة الرئيسية التي تعمل على مدار أربعة وعشرين ساعة وتضخ نحو3,7 متر مكعب من المياه الخام نحو محطة التصفية، عاد الإنتاج الجملي بالمركب بنحو 8,1 متر مكعب في الثانية الواحدة، أي ما يلبي حاجيات أكثر من مليون ساكن بولايات تونس الكبرى وجزء من ولايتي نابل وزغوان. وثمن منجّة بالمناسبة جهود فرق الصيانة في الصيانة والتهيئة إزالة آثار الحريق كليا في آجال قياسية وشركائهم طيلة مدة الصيانة، وجهود أعوان الحماية المدنية بمنوبة في إخماد الحريق فور وقوعه وإنقاذ فضاءات المحطة من أضراره، وفي تخفيف تبعات الحريق التي اقتصرت على بعض الاضطرابات في التزود وخاصة بالمناطق المرتفعة. الأخبار

تورس
منذ 11 ساعات
- تورس
أكد المنسق الجهوي للهيئة الجهوية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مراد الفرشيشي، لوكالة
تونس افريقيا للانباء بباجة، أن عددا هاما من نقاط المياه العمومية غير صالحة للإستعمال ،منبّها إلى ضرورة تجنّب استعمال نقاط المياه غير المراقبة.ومادة النيترات المستعملة فى الإنتاج الفلاحي. وأبرز ضرورة استعمال المياه المراقبة من قبل الشركة الوطنية لإستغلال ...