
هل الحرب الباردة أكثر خطورة من سابقتها؟
الحقيقة في ظل التسابق في صناعة السلاح النووي وأمثاله من أسلحة التدمير الشامل، وقد يدخل على الخط حرب النجوم المتمثل في امتلاك الصواريخ المضادة للصواريخ النووية، مما يحقق تفوقًا حاسمًا، هذا الأمر قد يجعل قيادات العالم المالكة لهكذا تقنيات في السلاح...
الحقيقة في ظل التسابق في صناعة السلاح النووي وأمثاله من أسلحة التدمير الشامل، وقد يدخل على الخط حرب النجوم المتمثل في امتلاك الصواريخ المضادة للصواريخ النووية، مما يحقق تفوقًا حاسمًا، هذا الأمر قد يجعل قيادات العالم المالكة لهكذا تقنيات في السلاح، أن تتأنى كثيرا في الإقدام على إقامة عداوة تصل إلى حد نشوب مثل هذه الحروب، لأنها لا تبقي ولا تضر، وبكل تأكيد فان حرب النجوم تحتاج إلى إمكانات هائلة، تميل التوقعات العالمية بأن أمريكا فقط تستطيع تحمل هذا.
ولكن تبقى التكهنات هذه غير حاسمة، لصعود قوى اقتصادية لا يستهان بها مثل الصين، وهناك إشارة لبوتين أن هناك قدرة على إنتاج قنابل وصواريخ نووية، أكثر ما تستطيع "حرب النجوم" امتلاكه من صواريخ مضادة، أو ما يُعرف بـ "القبة الحديدية"، كل هذه المعطيات تعطينا القدرة على ابداء الرأي باستمرار الحرب الباردة، والحرب الباردة أيضا تمتلك تفوقا، كما في الحرب الباردة من ناحية امريكا والغرب، اعتبر الانتصار فيها حسب رأي (ف. فوكوياما)، بمعنى حسم التاريخ لصالح السيطرة الغربية على العالم.
لكن معطيات التغييرات التاريخية قللت من هذا، وجعلنا نقول بشيخوخة أمريكا اتجاه تلك التغييرات، هكذا نجد أنفسنا أمام حرب باردة أخرى يكون الطرف فيها المؤثر الصين بما أحدثته من تطور اقتصادي وتقني وعسكري، تجاوز الهوة، التي كانت قائمة بين أميركا والغرب من جهة، وبين الاتحاد السوفياتي، الذي بقي متخلفًا اقتصاديًا وماليًا وتقنيًا، ثم ان الصراع الأيديولوجي بين ما عُرف بالرأسمالية والحرية الفردية والديمقراطية، وما عُرف بالاشتراكية والشيوعية، لم تتخذه الصين سلاحا أيديولوجيا، إنما اعتمد احترام القانون الدولي، ويساوي بين الأقطاب الدوليين، ومرجعيته ميثاق هيئة الأمم، مع احترام مصالح الشعوب، التي تقرر خياراتها وتحدد نوع أنظمتها.
وهذا يناقض الأحادية القطبية، وهيمنة أميركا والغرب على النظام العالمي، وهذا اخف من وطأة القطبية الأحادية، وكان خلاف الصين وروسيا مع امريكا بسبب الصهيونية الأمريكية وخلاصتها إعطاء الأولوية للشرق الأوسط بما يحقق سيطرة الكيان الصهيوني عليه، وتبقى هناك إشارة إنه يجب على أميركا والغرب أن يلحظا خسرانهما ادعاء الديمقراطية وحقوق الإنسان، مقابل "الشمولية"، بعد إمدادهما بالدعم العسكري حربَ الإبادة في قطاع غزة.
الأمر الذي سيكون له تأثيره فيمن يتغلب على الآخر في الحرب الباردة العالمية، حتى باتت الأولية لما تحاول الصهيونية فرضه على السياسة الأمريكية، كي يكون إعادة تشكيل الشرق الأوسط خاضعا لاستراتيجية الكيان الصهيوني، (هذه المعضلة في تحديد الأولوية في الاستراتيجية الأميركية ستشكل، مستقبلًا، عاملًا مهمًا في خسارة أميركا الحربَ الباردة الثانية، وذلك على الضدّ مما حدث في الحرب الباردة العالمية السابقة، التي حافظت فيها على أولوية الصراع الدولي مع الاتحاد السوفياتي والدول الاشتراكية، ولم تتأرجح بينه وبين أي أولوية أخرى.
وذلك بتحديد أين الخطر الحقيقي والأشد الذي يواجه أميركا ويتهدد سيطرتها وسيطرة الغرب عمومًا بالسقوط)، وفي تحليل لمجلة "ذا ناشيونال إنترست"، تقول فيه، ان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين، والتي يحذر التحليل منها، ستعيد تشكيل النظام الدولي بأكمله، بما يحوي من مؤسسات وتحالفات وتدفقات اقتصادية ومناطق صراع أكثر تحيزا، حيث لا يكون فيه تدخل أي من البلدين حينها بهدف السلام، وإنما لإضعاف الطرف الآخر، وفقا للمجلة، والنتيجة التي نراها أن هناك حربا باردة جديدة تختلف عن الأولى بأنها تعتمد الاقتصاد، بعيدا عن الحرب الأيديولوجية القديمة.. ثم أن الخطر الأكبر، إذا اندمجت حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة والصين مع حرب باردة ملتهبة بين الولايات المتحدة وروسيا، بحسب المجلة، مشيرة إلى أن "العالم في هذه الحالة سيصبح أكثر دمارا وخطورة مما كان عليه في الفترة الممتدة من أزمة برلين عام 1948 وحتى أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، بسبب العولمة والاقتصاديات المتشابكة في العالم وسلاسل التوريد المعول.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


النهار
منذ 7 أيام
- النهار
هل تستفيد جبهة البوليساريو من درس أوجلان وحركة "إيتا" الباسكية؟
في مثل هذا الشهر من سنة 1973، تأسست جبهة البوليساريو الانفصالية، في سياق إقليمي ودولي مشحون بصراعات الحرب الباردة وبمخلفات الاستعمار. وقدمت الجبهة نفسها باعتبارها حركة تحررية تسعى لاستقلال الصحراء المغربية عن الوطن الأم. لكن وبعد مرور أكثر من خمسة عقود، عرف الجميع أن البوليساريو ليست سوى أداة في يد النظام الجزائري، في صراع مفتعل لا علاقة له بتقرير المصير بقدر ما هو تجسيد لعقدة النظام الجزائري التاريخية تجاه المغرب. يدّعي النظام الجزائري، منذ بداية النزاع المفتعل، أنه يدافع عن "حق تقرير المصير" لما يسميه الشعب الصحراوي. وهو بذلك يخون أبسط مبادئ الانسجام السياسي، إذ كيف لنظام عاش كل عمره في ظل نظام الحزب الوحيد وصادر إرادة شعبه في انتخابات 1991، ووأد أول تجربة ديموقراطية حقيقية، أن يمنح دروساً في الحرية والاختيار؟ فالنظام الجزائري لم يؤمن أبداً بقيمة الاختلاف ولا بالتعدد، وهو ما يجعل دعمه لجبهة انفصالية بمثابة تصفية حسابات سياسية إقليمية أكثر منه دفاعاً عن مبدأ، وهو أمر أضحى مكشوفاً للجميع. لقد أنهت اتفاقية مدريد الثلاثية بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا لسنة 1975 عملياً الوجود الاستعماري الإسباني بالصحراء المغربية، وأسست بذلك لمرحلة جديدة من استكمال الوحدة الترابية، لكن النظام الحاكم في المرادية ظل ينفخ في نار الانفصال، مسقطاً من حساباته الواقع الدولي والإقليمي المتغير، وظل متشبثاً بسردية جامدة تجاوزتها الأحداث، ورفضها منطق التاريخ والجغرافيا. إن الحق في تقرير المصير لا يعني بالضرورة الانفصال. ولو تم تطبيق هذا المبدأ بمفهومه الضيق، لوجب تقسيم القارة الأفريقية إلى مئات الدول العرقية، في قارة تضم أكثر من 300 مجموعة عرقية، ناهيك عن باقي مناطق العالم حيث يتجاوز عدد العرقيات 5 آلاف. فهل يعقل أن يكون الحل لكل تنوع هو خلق كيانات جديدة؟ أم أن الحل الحقيقي يكمن في أنظمة ديموقراطية دامجة تضمن التعدد والوحدة في آن؟ تجارب الحركات الانفصالية في العالم تقدم دروساً بليغة. الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، بعد عقود من التمرد المسلح، دعا أنصاره إلى نبذ السلاح واعتماد المسار السياسي، في لحظة وعي وطني عميق بل إن الأمر بلغ حد حل حزب العمال الكردستاني. وكذلك فعلت "إيتا" الباسكية في إسبانيا التي اعترفت بأخطائها وطلبت الصفح من ضحاياها، لتطوي بذلك صفحة من العنف وتلتحق بمسار الدولة المدنية. هذه التجارب تؤكد أن نهاية العمل المسلح والانخراط في العمل السياسي هو الطريق الأسلم لأي فصيل يحمل مطالب سياسية أو ثقافية أو هوياتية. في المقابل، تعيش جبهة البوليساريو ومن ورائها النظام الجزائري، حالة من الإنكار المرضي للواقع، تشبه، كما يشرح علم النفس الحديث، الآليات الدفاعية التي يلجأ إليها العقل الباطن عند العجز عن التكيف. إنكار الواقع هنا تحول إلى متلازمة مرضية تقود إلى ممارسات عبثية، يدفع ثمنها آلاف الصحراويين المحتجزين قسراً في تندوف، كضحايا للعبة جيوسياسية جزائرية خاسرة. لقد أصبح من الواضح أن البوليساريو تحولت من "بؤرة ثورية" إلى "سقط المتاع"، بالنظر إلى مسارها المتآكل. وأمام التحولات الجيوسياسية الكبرى التي يعرفها العالم، يبدو أن نزاع الصحراء يعود ليُقرأ من زاوية جديدة باعتباره امتداداً للحرب الباردة، وعامل عدم استقرار في المنطقة، حيث يسعى النظام في الجزائر للبحث الدائم عن صراع خارجي، لتحصين وضبط الجبهة الداخلية من أي انفلات، في حين يدفع المغاربيون ثمناً باهظاً من عدم الاستقرار وضعف التنمية والعجز المزمن في التكامل. في النهاية، يبقى السؤال معلقاً: هل يدرك النظام الجزائري فداحة الجريمة التاريخية التي يرتكبها بحق شعوب المنطقة؟ أم أن مرض إنكار الواقع، كما وصفه فرويد، قد تحول إلى نمط حكم لا يرى في المستقبل سوى تهديد يجب دفنه في رمال الأوهام؟


صدى البلد
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- صدى البلد
بلومبرج : وزيرة الطاقة الأوكرانية في طريقها إلى أمريكا لتوقيع صفقة المعادن
كشفت شبكة بلومبرج الأمريكية نقلا عن مصدر لها أن أوكرانيا صارت متقبلة لفكرة إعطاء جزء من ثروتها لأمريكا. وذكرت أن الفكرة صارت حقيقة الآن، فأوكرانيا مستعدة لتوقيع صفقة المعادن النادرة مع واشنطن اليوم الأربعاء. ذكر مصدر بلومبرج بأنه تم وضع اللمسات النهائية على مسودة صفقة المعادن النادرة بين واشنطن وكييف وباتت جاهزة للتوقيع عليها، وهو الأمر الذي سيسعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حال التوقيع وسيضمها لقائمة انتصاراته. وأردفت بلومبرج عن مصدرها أن وزيرة الطاقة الأوكرانية في طريقها إلى واشنطن للتوقيع على الاتفاقية بعد الاتفاق مع القيادة الأوكرانية. وقالت بلومبرج أن الاتفاقية تنص على إنشاء صندوق مشترك لإدارة مشاريع الاستثمار الأوكرانية مع أمريكا. من ناحية أخرى، صرح الكرملين اليوم الأربعاء أن الرئيس فلاديمير بوتين منفتح على السلام في أوكرانيا وأن هناك عملاً مكثفًا يجري مع الولايات المتحدة، لكن الصراع معقد للغاية لدرجة أن التقدم السريع الذي تريده واشنطن يصعب تحقيقه. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين: "لا يزال الرئيس منفتحًا على الأساليب السياسية والدبلوماسية لحل هذا الصراع". وقال بيسكوف إنه يجب تحقيق أهداف روسيا وأن موسكو تفضل تحقيق تلك الأهداف سلميًا. وأشار إلى أن بوتين أعرب عن استعداده لإجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا، ولكن لم يكن هناك رد حتى الآن من كييف. وقال بيسكوف للصحفيين : "للأسف، لم نسمع أي تصريحات في هذا السياق من كييف. لذلك لا نعرف ما إذا كانت كييف مستعدة أم لا". الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يقول إنه يريد أن يُذكر كصانع سلام، قال مرارًا إنه يريد إنهاء "حمام الدم" في الحرب التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا - والتي تصورها إدارته الآن على أنها صراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا. أدى قرار بوتن بإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في عام 2022 إلى اندلاع أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 - والتي تعتبر الوقت الذي اقتربت فيه القوتان العظميان في الحرب الباردة من الحرب النووية المتعمدة.


الديار
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- الديار
هيئة البث "الإسرائيلية": "إسرائيل" عرضت على الولايات المتحدة مطالبها بخصوص الملف النووي الإيراني، وأكدت أن اتفاقا لا يتضمن آلية رقابة تمنع تطوير سلاح نووي إيراني قد يجبرها على اتخاذ إجراء.
Aa اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يتم قراءة الآن عاجل 24/7 22:49 هيئة البث "الإسرائيلية": "إسرائيل" عرضت على الولايات المتحدة مطالبها بخصوص الملف النووي الإيراني، وأكدت أن اتفاقا لا يتضمن آلية رقابة تمنع تطوير سلاح نووي إيراني قد يجبرها على اتخاذ إجراء. 22:48 هيئة البث "الإسرائيلية": رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بحث مع مسؤولين بالاستخبارات في واشنطن المحادثات مع إيران، والمحادثات تناولت أيضا القتال في غزة والوضع في سوريا ولبنان والعمليات ضد الحوثيين. 22:20 زيلنسكي: محاولة روسية جديدة للتلاعب بإبقاء الجميع منتظرين حتى 8 أيار لتوفير الهدوء لبوتين أثناء العرض العسكري. 22:19 الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي: لا سبب للانتظار حتى 8 أيار ويجب أن يتوقف إطلاق النار فورا وكليا وبدون شروط. 22:19 زيلنسكي: روسيا تواصل رفض السلام وضمان الأمن وتتلاعب بالعالم وتحاول خداع الولايات المتحدة. 21:46 لجنة التحقيق في أسباب حريق ميناء رجائي الإيراني: ثبت وجود إهمال في الالتزام بإجراءات السلامة في الميناء.