
"الجميلة عائدة"... العريضي يُشخّص الأزمة ويُحذّر من القادم: خافوا الله!
قال الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي إن "على جميع السياسيين في لبنان، مهما كانت توجهاتهم، أن يتقوا الله، فنحن على أبواب صيف واعد، والحركة الحاصلة تشي بموسم مختلف عن السنوات السابقة".
وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أضاف العريضي: "لقد آن الأوان للبنان أن ينهض من تحت الركام، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نعيشها، حيث الأجواء مغلقة اقتصاديًا وماليًا، فلا توظيف ولا فرص عمل. من هنا، فإن البلاد بحاجة إلى نهضة شاملة، خصوصًا مع وجود وفد يتفاوض مع صندوق النقد الدولي".
وتابع: "رئيس لجنة المال والموازنة، النائب إبراهيم كنعان، يقوم بمهامه على أكمل وجه، ويدعو إلى الإصلاح والمحاسبة، وهذا يتقاطع مع الحراك السياسي الداخلي اللافت، من خلال جولات الموفدين والحراك الدبلوماسي، إلى جانب حكمة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في مقاربة الملفات الحساسة، لا سيما موضوع السلاح، ما جعله يُعتبر من أبرز رؤساء الجمهورية، انطلاقًا من مواقفه ودرايته التي جنّبت البلاد الانقسام في ظل تصعيد غير مسبوق".
وأردف: "في الوقت الذي يتدخل فيه البعض في شؤون الدولة، سواء داخليًا أو خارجيًا، علينا النظر بتمعّن إلى تحركات العواصم المؤثرة في المنطقة. وأعتقد أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي وصفها بـ"الجميلة"، ستعود إلى لبنان قريبًا".
وفي سياق متصل، اعتبر العريضي أن "انتخابات بلدية بيروت ستكون محتدمة، ولكن تسودها العقلانية من قبل مختلف الأطراف، وهذا ما بدأ يتجلّى من خلال تشكيل اللوائح. وقد سبق وأكّدت أن تيار المستقبل قرر العزوف، وهناك حيثية بيروتية يمثلها النائب نبيل بدر، الذي يؤدي دورًا بارزًا في سبيل الوصول إلى بلدية عصرية تليق بالعاصمة، جامعًا بين التمثيل السياسي والصحي والتربوي والرياضي، بما يعكس امتدادًا للنهج الحريري. وفي ظل تعدد اللوائح، فإن المناصفة تبقى خيارًا لا مفر منه، مع ضرورة أن يؤدي رئيس البلدية دورًا محوريًا باعتباره رئيس بلدية العاصمة".
أما في ما يخص إعادة الإعمار في الجنوب، فأكد العريضي أن "رئيس مجلس الجنوب، المهندس هاشم حيدر، يقوم بجولات دورية على القرى والبلدات الجنوبية، مشددًا على ضرورة الإسراع بإزالة الردميات. وقد تم إجراء أكثر من 150 ألف كشف على المنازل، إلا أن التمويل غير متوفر، وهذا مرتبط بالوضع السياسي الداخلي، ولا سيما مسألة السلاح، التي تبقى العقدة الأساس. فبدون حل هذه المسألة، لا يمكن الحديث عن انطلاق عملية إعادة الإعمار".
ورأى أن "الغارات الإسرائيلية ستستمر، وكذلك عمليات الاغتيال، التي تتزامن مع حركة الموفدين والمساعي لتطبيق القرار 1701، في ظل تصاعد الطابع العسكري، خصوصًا في الضفة الغربية وغزة، حيث الحرب لا تزال مستمرة، وإن كانت بوتيرة أقل. إلا أن خط التوتر يمتد من اليمن إلى غزة، وصولًا إلى لبنان، ما يجعل الأشهر المقبلة مفصلية على صعيد ملف السلاح".
وفي الشأن الداخلي، أكد العريضي أن "الجيش اللبناني لا يزال ممسكًا بمفاصل الدولة"، وختم بالقول: "أكرر، خافوا الله، فالمنظومة السياسية سقطت، والأحزاب ترهلت، ولم يبقَ سوى الدولة ومؤسساتها. على الناس ألّا ينجرّوا خلف الشعارات، لأن العقوبات ستطال الجميع في نهاية المطاف. البلد لم يعد يحتمل، في ظل الضائقة الاقتصادية، وتعطّل الحلول، وغياب فرص العمل، إلى حين انقشاع الصورة السياسية للبنان".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ 29 دقائق
- MTV
قداس في ذكرى 13 حزيران... فرنجيه: للتعلّم من الماضي والنظر بواقعية حيال ما يجري في المنطقة
أكد رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه أهمية "الحوار والتعلم من الماضي والتاريخ"، داعيا إلى "النظر بواقعية حيال ما يجري في المنطقة". وقال فرنجيه إثر القداس الذي أقيم وفاء لذكرى شهداء ١٣ حزيران، وتخللته لفتة وفاء أخرى إلى الدكتور الأب يوسف يمين: "ان ما يجري في المنطقة كبير، والأهم أن نبقى موحدين ويستمر الحوار بين بعضنا البعض". اضاف: "نمر بمرحلة تحولات وتغيرات دولية والدول تهتم بمصالحها، وعلينا نحن أيضا كدولة أن نهتم بمصلحة بلدنا من خلال التفاهم والحوار لبناء دولة قوية وتأمين المستقبل بدلا من التلهي بالمزايدات الشعبوية، ولبنان دائما بحاجة إلى جميع أبنائه". وتابع: "في مثل هذا اليوم من السنة الماضية قلنا ان التسوية مقبلة فاستهجن البعض هذا الكلام واعتبر أننا لا نقرأ الواقع، كنا نتمنى أن تحصل تفاهمات دولية وإقليمية ما يوفر علينا الكثير من الحروب والخراب". واردف: "ان ما وصلت إليه الأوضاع صعب ولكننا نتمنى الوصول إلى مرحلة أفضل، وإلى سلام عادل وشامل". وتوجه إلى الحضور بالقول: "نحن أقوياء بكم، وليس كما راهن البعض أن قوتنا بحلفائنا الدوليين والإقليميين والمحليين، وقد برهنتم ذلك في الانتخابات البلدية، وإن شاء الله في الانتخابات النيابية المقبلة نعيد تثبيت قوتنا بكم". أضاف: "لم ولن نفعل أي شيء إلا لمصلحتكم ومصلحة منطقتنا ولبنان ومن ضمن قناعاتنا، وقد أثبتت الأيام أن أحدا لم يتمكن من تناولنا بكلمة عن استفادة أو مصلحة أو استخدام نفوذ لتقوية أنفسنا ضد أي فريق، لا بل أقمنا علاقات ندية واحترمنا أنفسنا واحترمناكم من خلالنا ورأسنا مرفوع بكم، ونحن نكبر بأمثالكم وبكبارنا، سواء من رجال دين أو فكر أو علم". وخاطب الأب يمين قائلا: "أنت من أطلق علينا تسمية المرده، ومن قادنا ووقف إلى جانبنا، وبإمكاني القول إن عقل أبينا يوسف يمين انطلق من العالم إلى الكون، ولكن قلبه لا يزال في قنوبين". وكان اقيم قداس احتفالي في اهدن بالذكرى الـ ٤٧ لمجزرتها، التي ذهب ضحيتها الوزير والنائب طوني فرنجيه وزوجته فيرا قرداحي وطفلتهما جيهان و٢٨ من أبناء المنطقة، في باحة قصر الرئيس سليمان فرنجيه في اهدن، الذي غص بالوفود والشخصيات المعزية من وزراء ونواب حاليين وسابقين إلى فاعليات سياسية وإجتماعية وتربوية وأمنية ودينية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، وحشود من الأهالي. وكان في استقبال المعزين رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه وزوجته ريما، يحيط به نجلاه النائب طوني وزوجته لين وباسل وزوجته ماريان، رئيس إتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا اهدن بيارو زخيا الدويهي، نقيب أطباء طرابلس والشمال الدكتور ابراهيم مقدسي وكوادر "المرده". وقد شارك معزيا النائب جورج عطالله ممثلا رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل والنائبان جهاد الصمد ووليام طوق، الوزراء السابقون: يوسف سعادة، روني العريجي، زياد المكاري، موريس الصحناوي، جوني القرم خليل الهراوي وجورج قرداحي، النواب السابقون: اسطفان الدويهي، ابراهيم عازار وقيصر معوض، الى أهالي الشهداء وأبناء المنطقة. وترأس القداس الخوراسقف اسطفان فرنجيه الذي القى عظة لفت فيها الى "الكم الهائل من الأحزان والشرور والظلم حيث نقف حائرين ومتسائلين عن مصير عالم بات يبحث عن إنسانيته وعن معنى الوجود فيه". وقال: "نعم إننا نشهد مضايقات كثيرة وشرورا، من أمراض وحروب وفقر وقتل للأطفال والنساء والناس العزل وتهجيرهم وتجويعهم وقتلهم على مرأى من العالم الذي كان يوصف بالمتحضر وحامي حقوق الإنسان، إلا انه يظهر على حقيقته أكثر فأكثر: عالم تتهاوى به القيم الإنسانية والروحية وتسقط فيه ما سمي بالشرعية الدولية". اضاف: "علينا إتمام مشيئة الله في حياتنا وخصوصا محبة بعضنا البعض والتعامل مع بعضنا بالرحمة ومع الله بالصدق والإحترام والتجاوب مع روحه القدوس القادر على نصرتنا لنتغلب على ضعفنا وجهلنا وهشاشتنا". وتابع: "لقد منحنا يسوع، نحن المعمدين باسمه، السلطان وطلب منا أن نبشر العالم بكل ما قاله لنا وما أوصانا به ووعدنا بأنه سيبقى معنا كل الأيام حتى نهاية العالم. إذا، مشروع كل مسيحي صادق مع ربه هو أن يكون مسيحا آخر: "طوبى لفاعلي السلام لأنهم أبناء الله يدعون. فهل نقدم له ذواتنا ليعمل من خلالنا على بناء السلام والعدالة كما صلى القديس فرنسيس قائلا: يا رب استعملني لسلامك، فأضع الحب حيث البغض والمغفرة حيث الإساءة، والإتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس والنور حيث الظلمة والفرح حيث الكآبة". وقال: "كم يفتقد وطننا لبنان إلى الساعين للسلام وخير الجماعة لا إلى مصالحهم الخاصة. كم نحن بحاجة إلى عقول تنطق بالحكمة والحق وضمائر نيرة تنير الدروب ونفوس كبيرة تشعر بحاجتها إلى الله وإلى معرفته فـ"أعظم فقر هو عدم معرفة الله "كما قال يوما السعيد الذكر البابا فرنسيس". اضاف: "إن مجزرة إهدن التي نحيي ذكراها اليوم شكلت ولا تزال وستبقى نقطة سوداء في تاريخ من أمر بها ونفذها وفي تاريخ لبنان. إن شعار عفا الله عما مضى، الذي أطلقه المغفور له الرئيس سليمان فرنجيه بكل مسؤولية وقناعة، أتى من أجل خلاص لبنان. وان المصالحة الوجدانية البعيدة عن كل مصالح سياسية التي قام بها نجل الشهيد طوني فرنجيه رئيس تيار المرده الوزير سليمان فرنجيه وعائلات الشهداء أتت بهدف واحد وهو السعي إلى اندمال جروح الإنقسام المسيحي والوطني". وتابع: "إن الدماء البريئة والغالية التي سقطت في فجر ذلك اليوم لم تعرف هوية من سفكها، ولماذا تهرق ولأي هدف. لكننا نحن نعلم، أن استشهادهم كان في سبيل وحدة لبنان الرسالة، لبنان العيش الواحد، مسلمين ومسيحيين، تجمعنا الأرض والإنسانية، يجمعنا التاريخ والحاضر والمستقبل". وقال: "إننا نصلي في هذه الذكرى من أجل السلام في العالم وخصوصا في أجل السلام في لبنان، الذي بذل شهداؤنا حياتهم من أجله ومن اجل كل شهيد سقط على أرض الجنوب والبقاع وبيروت وفي كل لبنان، ونذكر الشهداء الذين سقطوا بالقرب منا في أيطو. نصلي لكي يعود منطق المحبة بدلا من منطق القوة، ومنطق العدالة بدلا من منطق الفوضى، ومنطق القانون بدلا من شريعة الغاب. نصلي من أجل الفقراء والمهمشين والمظلومين والبائسين والجائعين والمحزونين ليبقى رجاءهم في الله مصدر كل تعزية وكرامة وفرح". اضاف: "نصلي على نية تيار المرده ورئيسه سليمان فرنجيه الذي يمارس السياسة بكل واقعية وثبات ومسؤولية بعيدا عن الشعبوية والمغامرات، ويساهم في مد جسور التلاقي لتضميد جراح الوطن والحفاظ على هويته الوطنية ووحدته ومصالحه، وعلى نية نجله النائب طوني فرنجيه الواثق من خطواته وكل قادة التيار ومناصريه". وتابع: "نسأل الله الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار وعلى رأسهم القائد طوني بك فرنجيه وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان ورفاق درب الشهادة. ليسكب الله في قلوبنا عزاءه ويمنح الرحمة والخلود لشهدائنا".

المدن
منذ ساعة واحدة
- المدن
نتنياهو: سيطرنا على سماء طهران.. ونتجه لتحقيق هدفينا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، إن سلاح الجو في الجيش الإسرائيلي يسيطر على سماء طهران، داعيا سكان العاصمة الإيرانية إلى الإخلاء. وادعى نتنياهو، خلال زيارته للقاعدة الجوية "تل نوف"، اليوم الاثنين، "أننا في الطريق لتحقيق كلا هدفينا، تدمير التهديد النووي والقضاء على التهديد الصاروخي" في الحرب على إيران. وقال نتنياهو إنه "فيما نحن نسيطر على سماء طهران فإننا نستهدف هذان الهدفان، وأهداف النظام"، مضيفاً أنه "خلافا للنظام المجرم الذي يستهدف مواطنينا ويأتي لقتل الأطفال والنساء، نحن نقول لمواطني طهران (غادروا)، ثم نهاجم". وزعم نتنياهو، الذي زار القاعدة الجوية برفقة وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش إيال زامير، "أننا في الطريق لتحقيق انتصار، وهذا بفضل طيارينا الأبطال، وطاقمنا الرائع على الأرض، الذين يقومون بعمل مذهل أيضاً". واعتبر أن "هذا جزء أساسي من الأمل بالانتصار الذي سنحققه. وبمشيئة الله سنعمل وننتصر، واستمروا حتى النصر". كاتس وواصل كاتس هذا المشهد الاستعراضي، قائلاً إنه "عندما يتخذ رئيس الحكومة والحكومة وأنا القرار حول مهاجمة إيران، وقرارات كهذه ليست بسيطة، كنا نعلم أمراً واحداً، وهو ما رجّح الكفة، وهو أنه عندما يُتخذ القرار، فإن ثمة من يمكن الاعتماد عليه. أنتم رأس الحربة التي تعرف تحقيق النتائج". وتابع كاتس مخاطبا الطيارين: "نرى الآن ما تنفذونه سوية، وماذا يحدث فوق السماء في طهران، ونرى أننا كنا على حق". وكان كاتس قد قال في وقت سابق اليوم، إن "الديكتاتور المتغطرس في إيران" في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، "تحول إلى قاتل جبان"، متوعداً سكان طهران بدفع الثمن. وقال كاتس: "الديكتاتور المتغطرس من طهران أصبح قاتلا جبانا يطلق النار على الجبهة الداخلية المدنية في إسرائيل لردع جيش الدفاع الإسرائيلي عن مواصلة هجومه الذي يضعف قدراته". وأضاف "سيدفع سكان طهران الثمن، وقريباً". لكنه عاد لاحقاً لتبرير تصريحه، مؤكداً أن "لا نية لإلحاق الأذى الجسدي بسكان طهران كما يفعل الديكتاتور القاتل بسكان إسرائيل".


المردة
منذ 2 ساعات
- المردة
قداس في اهدن وفاءً لشهداء ١٣ حزيران
أحيت اهدن الذكرى الـ ٤٧ لمجزرتها، التي ذهب ضحيتها الوزير والنائب طوني فرنجيه وزوجته فيرا قرداحي وطفلتهما جيهان و٢٨ من أبناء المنطقة، بقداس احتفالي أقيم في باحة قصر الرئيس سليمان فرنجيه في اهدن الذي غصّ بالوفود والشخصيات المعزية من وزراء ونواب حاليين وسابقين إلى فاعليات سياسية وإجتماعية وتربوية وأمنية ودينية ورؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، وحشود من الأهالي. وقد إستقبل المعزّين رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه وزوجته السيدة ريما، يحيط به نجلاه النائب طوني وزوجته السيدة لين وباسل وزوجته السيدة ماريان، رئيس إتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، رئيس بلدية زغرتا اهدن بيارو زخيا الدويهي، نقيب أطباء الشمال – طرابلس الدكتور ابراهيم مقدسي وكوادر المرده. وقد شارك معزياً النائب جورج عطالله ممثلاً رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، النائبان جهاد الصمد وويليام طوق. وشارك النواب السابقون اسطفان الدويهي، ابراهيم عازار وقيصر معوض الى الوزراء السابقين يوسف سعادة، روني العريجي، زياد المكاري، موريس الصحناوي، جوني القرم، ميشال نجار، خليل الهراوي وجورج قرداحي الى أهالي الشهداء وأبناء المنطقة. ترأس القداس المونسنيور اسطفان فرنجيه الذي القى عظة لفت فيها الى الكم الهائل من الأحزان والشرور والظلم حيث نقف حائرين ومتسائلين عن مصير عالم بات يبحث عن إنسانيته وعن معنى الوجود فيه. وقال: نعم إننا نشهد مضايقات كثيرة وشرورا د، من أمراض وحروب وفقر وقتل للأطفال والنساء والناس العُزل وتهجيرهم وتجويعهم وقتلهم على مرأى من العالم الذي كان يوصف بالمُتحضِّر وحامي حقوق الإنسان الا انه يظهر على حقيقته أكثر فأكثر: عالم تتهاوى به القيّم الإنسانية والروحية وتَسقُط فيه ما سُميَ بالشرعية الدولية ؟ ودعا الخوراسقف فرنجيه الى اتمام مشيئة الله في حياتنا وخصوصا محبة بعضنا البعض والتعامل مع بعضنا بالرحمة ومع الله بالصدق والإحترام والتجاوب مع روحه القدوس القادر على نُصرتنا لنتغلب على ضُعفنا وجُهلنا وهشاشتنا ؟ لقد منحنا يسوع، نحن المعمدين باسمه، السلطان وطلب منا أن نبشر العالم بكل ما قاله لنا وما أوصانا به ووعدنا بأنه سيبقى معنا كل الأيام حتى نهاية العالم. إذا، مشروع كل مسيحي صادق مع ربِّه هو أن يكون مسيحًا آخر: 'طوبى لفاعلي السلام لأنهم أبناء الله يدعون'. فهل نُقدم له ذواتنا ليعمل من خلالنا على بناء السلام والعدالة كما صلى القديس فرنسيس قائلا : ' يا رب استعملني لسلامك، فأضعَ الحب حيث البُغض والمغفرة حيث الإساءة، والإتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والإيمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس والنور حيث الظلمة والفرح حيث الكآبة'. كم يفتقد وطننا لبنان إلى الساعين الى السلام ، إلى الساعين إلى خير الجماعة لا إلى مصالحهم الخاصة ؟! كم نحن بحاجة إلى عقول تنطق بالحكمة والحق وضمائر نيِّرة تُنير الدروب ونفوس كبيرة تشعر بحاجتها إلى الله وإلى معرفته فـــ ' أعظم فقر هو عدم معرفة الله ' كما قال يوما السعيد الذكر البابا فرنسيس ؟! وقال: إن مجزرة إهدن التي نُحيي ذكراها اليوم شكلت ولا تزال وستبقى نقطة سوداء في تاريخ من أمر بها و نفذها وفي تاريخ لبنان. إن شعار ' عفا الله عن ما مضى ' الذي أطلقه المغفور له الرئيس سليمان فرنجيه بكل مسؤولية وقناعة أتى من أجل خلاص لبنان. وان المصالحة الوجدانية البعيدة عن كل مصالح سياسية التي قام بها نجل الشهيد طوني فرنجيه رئيس تيار المرده الوزير سليمان فرنجيه وعائلات الشهداء أتت بهدف واحد وهو السعي إلى اندمال جروح الإنقسام المسيحي والوطني. إن الدماء البريئة والغالية التي سقطت في فجر ذلك اليوم لم تعرف هوية من سفكها، ولماذا تُهرق ولأي هدف. لكننا نحن نعلم، أن استشهادهم كان في سبيل وحدة لبنان الرسالة، لبنان العيش الواحد، مسلمين ومسيحيين، تجمنا الأرض والإنسانية، يجمعنا التاريخ والحاضر والمستقبل. إننا نصلي في هذه الذكرى من أجل السلام في العالم وخصوصا في أجل السلام في لبنان، الذي بذل شهداؤنا حياتهم من أجله ومن اجل كل شهيد سقط على أرض الجنوب والبقاع وبيروت وفي كل لبنان ونذكر الشهداء الذين سقطوا بالقرب منا في أيطو . نصلي لكي يعود منطق المحبة بدلا من منطق القوة، ومنطق العدالة بدلا من منطق الفوضى، ومنطق القانون بدلا من شريعة الغاب. نصلي من أجل الفقراء والمهمشين والمظلومين والبائسين والجائعين والمحزونين ليبقى رجاءهم في الله مصدر كل تعزية وكرامة وفرح. نصلي على نية تيار المرده ورئيسه سليمان فرنجيه الذي يمارس السياسة بكل واقعية وثبات ومسؤولية بعيدًا عن الشعبوية والمغامرات، ويساهم في مد جسور التلاقي لتضميد جراح الوطن والحفاظ على هويته الوطنية ووحدته ومصالحه، وعلى نية نجله النائب طوني فرنجيه الواثق من خطواته وكل قادة التيار ومناصريه. نسأل الله الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار وعلى رأسهم القائد طوني بك فرنجيه وزوجته فيرا وطفلتهما جيهان ورفاق درب الشهادة. ليسكب الله في قلوبنا عزاءه ويمنح الرحمة والخلود لشهدائنا.