logo

نحن والبيئة

الجيش اللبنانيمنذ 11 ساعات

البلاستيك الأسود خطر خفي يهدّد البيئة والصحة
إعداد: باسكال معوّض بو مارون
تمثّل النفايات البلاستيكية تحدّيًا بيئيًا كبيرًا، وخصوصًا السوداء منها، نظرًا لعدم تحلّلها حيويًا بشكلٍ طبيعي،ما يؤدي إلى تسرّب جزيئاتها إلى أجسام مختلف الكائنات الحية. ومن أبرز الأمثلة على تفاقم هذه المشكلة، الكتلة الضخمة من النفايات البلاستيكية المتراكمة في المحيط الهادئ والتي تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا. وتشير بعض التوقعات إلى أنّه بحلول العام 2050، قد تفوق كمية البلاستيك في المحيطات أعداد الأسماك البحرية.
تتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع إنتاج البلاستيك من حوالي 440 مليون طن سنويًا إلى أكثر من 1200 مليون طن، مما يفاقم أزمة التلوث البيئي. ووفق تصريحاتها، فإن «كوكبنا يختنق بالبلاستيك»، إذ لا يعاد تدوير سوى نسبة ضئيلة من مخلّفاته، فيما يتم التخلص من معظمه من دون إعادة تدوير، وبالتالي فهو يجد طريقه إلى مختلف أنحاء العالم.
يُستخدم البلاستيك الأسود في عديدٍ من المنتجات مثل الأجهزة الإلكترونية، والمفروشات، والسجاد، وألعاب الأطفال، وأوعية الطعام الجاهزة، وأدوات المطبخ، وصواني اللحوم. غير أنّه قد يحتوي على مستويات خطيرة من مثبطات اللهب السامة (Decabromodiphenyl Ethane- DBDPE)، وهي مواد كيميائية تُضاف لمنع الاشتعال أو تأخيره. تنتقل هذه المواد إلى البلاستيك في أثناء عمليات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، مما يؤدّي إلى تلوّث واسع النطاق للمنتجات الاستهلاكية.
ويؤدي كثيرٌ من المتاجر دورًا أساسيًا في تسويق الأكياس والأوعية البلاستيكية السوداء المصنوعة من مادة متعدد الإيثيلين (Polyethylen) المعاد تدويرها من القمامة والمخلفات البترولية. ويعود ذلك إلى انخفاض تكلفتها مقارنة بالبلاستيك الجديد، إذ تُنتَج باستخدام فضلات بلاستيكية متعددة الألوان أُعيد تدويرها، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا رغم مخاطرها البيئية والصحية.
القصور في تنظيم إعادة التدوير
يُصنَّع البلاستيك الأسود باستخدام مادة «الكربون الأسود»، التي تصنّفها الوكالة الدولية لبحوث السرطان International Agency for Research on Cancer ضمن المواد التي يُحتمل أن تكون مسرطنة. وعلى الرغم من أنّ البلاستيك الأسود يشكّل حوالي 15٪ من المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير، فإنّ معظمها لا يُعاد تدويره، نظرًا لصعوبة التعرّف عليه بواسطة أجهزة الفرز التي تعتمد على تقنية الأشعة القريبة من تحت الحمراء NIR.
تكمن المشكلة الأساسية في احتواء البلاستيك الأسود على صبغة كربونية تمنع أجهزة الفرز البصري من تحديده، ما يجعل إعادة تدويره أمرًا معقدًا ومكلفًا. وبسبب ارتفاع تكلفة إنشاء أنظمة فرز متطورة قادرة على التعامل مع هذه المواد، يُفضَّل غالبًا تجنّب استخدامها بدلًا من تطوير حلول لمعالجتها. ونتيجة لذلك، تُلقى آلاف الأطنان من البلاستيك الأسود سنويًا في مكبّات النفايات أو تُحرق، أو ينتهي بها المطاف في المحيطات، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة التلوث البيئي.
تسرّب المواد السامة وتأثيرها في الإنسان
مع مرور الوقت، تتسرّب هذه المواد إلى الهواء والغبار والطعام والماء، ما يؤدّي إلى استهلاكها بطرقٍ غير مباشرة. كما يمكن انتقالها من الأدوات المطبخية الملوّثة إلى الطعام، أو من الألعاب إلى لُعاب الأطفال، ما يزيد من خطر التسمّم.
عندما تتراكم هذه المثبطات في الجسم على مدى سنوات، قد تسبّب مشكلات صحية خطيرة مثل اضطرابات الغدد الصماء، ومشكلات الغدة الدرقية، وتأثيرات سلبية على نمو الأجنّة والأطفال، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان. كما أنّ التعرّض لها يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هرمونية، وأضرار في الجهاز العصبي والتناسلي، وتسمّم في الكلى والدماغ والجهاز المناعي.
جهود للحدّ من استخدام البلاستيك الأسود
نظرًا للأضرار الصحية والبيئية المرتبطة بالبلاستيك الأسود، بدأت بعض الحكومات والشركات اتخاذ خطوات للحدّ من استخدامه. فقد أعلنت كبرى سلاسل المتاجر في بريطانيا عزمها التوقف عن استخدام البلاستيك الأسود في تغليف المنتجات قبل نهاية العام، بسبب مشكلة إعادة تدويره.
وقد دفع تزايد الوعي البيئي أكثر من 60 دولة إلى فرض قيود على استخدام البلاستيك، لا سيما الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بفضل حملات التوعية والبرامج الوثائقية التي سلّطت الضوء على الآثار المدمّرة للنفايات البلاستيكية على الحياة عمومًا والبحرية منها بشكلٍ خاص.
التحديات والحلول المقترحة
رغم الجهود المبذولة للحدّ من استخدام البلاستيك، فإنّ التسرّع في حظره من دون توفير بدائل عملية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات، خصوصًا أنّ أكثر من ثلث الأغذية المبيعة في الاتحاد الأوروبي مثلًا تُغلّف بالبلاستيك. لذا، يتطلّب الحد من التلوث البلاستيكي حلولًا مستدامة ومتوازنة، من خلال تطوير مواد بديلة صديقة للبيئة، وفرض رقابة صارمة على إعادة تدوير البلاستيك الأسود، إلى جانب تشجيع الصناعات والمستهلكين على تبنّي ممارسات أكثر استدامة للحفاظ على صحة الإنسان والبيئة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عشرات القتلى في غزة... ونتنياهو يوعز بتسريع مفاوضات إطلاق الرهائن
عشرات القتلى في غزة... ونتنياهو يوعز بتسريع مفاوضات إطلاق الرهائن

النهار

timeمنذ 3 ساعات

  • النهار

عشرات القتلى في غزة... ونتنياهو يوعز بتسريع مفاوضات إطلاق الرهائن

قالت السلطات الصحية في قطاع غزة إن 41 فلسطينيا على الأقل قتلوا اليوم الأحد في إطلاق نار وغارات جوية إسرائيلية في أنحاء القطاع، خمسة منهم على الأقل قرب موقعين لتوزيع المساعدات تديرهما مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة. وقال مسعفون في مستشفى العودة بوسط القطاع إن ثلاثة على الأقل قتلوا وأصيب العشرات بنيران إسرائيلية في أثناء محاولتهم الاقتراب من موقع تابع لمؤسسة غزة الإنسانية بالقرب من محور نتساريم. وقتل اثنان آخران وهما في طريقهما إلى موقع آخر للمساعدات في رفح بجنوب القطاع. وذكر مسعفون أن غارة جوية قتلت سبعة آخرين في بيت لاهيا شمال القطاع. وفي مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 11 شخصا على الأقل في أحد المنازل. وأضافوا أن الباقين قتلوا في غارات جوية منفصلة على جنوب قطاع غزة. ولم يصدر أي تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي. وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع المساعدات الغذائية في غزة في نهاية مايو أيار بعد أن رفعت إسرائيل جزئيا حصارا كاملا استمر قرابة ثلاثة أشهر. وقتل عشرات الفلسطينيين في عمليات إطلاق نار شبه يومية خلال محاولاتهم الوصول إلى الطعام. وقالت مؤسسة غزة الإنسانية في بيان إنها استأنفت عمليات تسليم الأغذية اليوم الأحد، مشيرة إلى أنها وزعت أكثر من مليوني وجبة من مواقع التوزيع الثلاثة التابعة لها دون وقوع حوادث. وترفض الأمم المتحدة نظام التوزيع الجديد المدعوم من إسرائيل وتصفه بأنه غير كاف وخطير ويشكل انتهاكا لمبادئ حياد المنظمات الإنسانية. وفي وقت لاحق من اليوم الأحد، قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (كوجات) إنها سهلت هذا الأسبوع دخول 292 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك الغذاء والطحين إلى القطاع. وأضافت أن الجيش الإسرائيلي سيواصل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع مع ضمان عدم وصولها إلى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وتنفي حماس الاتهامات الإسرائيلية بأنها تسرق المساعدات وتقول إن إسرائيل تستخدم الجوع كسلاح ضد سكان غزة. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة في بيان أمس السبت إن ما لا يقل عن 300 قتلوا حتى الآن وأصيب أكثر من 2600 قرب مواقع توزيع المساعدات منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها في غزة. وقال منير البرش مدير عام الصحة في غزة على إكس: "ليست مساعدات إنسانية… بل كمائن موت تنصب للفقراء والجوعى تحت طائرات الاحتلال وعيونه". وأضاف "المساعدات التي توزع تحت النار ليست عونا بل إهانة". تسريع المفاوضات إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم في مقطع فيديو مصور إنه أوعز "بتسريع" مفاوضات إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بعدما رأى "فرصة" لتحقيق ذلك مع الهجوم غير المسبوق الذي شنّته إسرائيل على إيران. وقال نتنياهو: "أعطيت تعليماتي أول أمس لتسريع المفاوضات، لأنني أشعر بوجود فرصة... سننجز كلا المهمتين: تدمير حماس، والإفراج عن الرهائن"، في إشارة إلى المحادثات مع حركة المقاومة الفلسطينية بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. ومن بين 251 رهينة تم أسرهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أشعل فتيل الحرب في غزة، لا يزال 52 رهينة محتجزين في غزة، من بينهم 34 تقول القوات الإسرائيلية إنهم قتلوا. كما تحتفظ حماس برفات جندي إسرائيلي قُتل في حرب 2014. وحدد الجيش الإسرائيلي اليوم هوية الرهينة الذي استرجع جثمانه من غزة الأسبوع الماضي، وهو أفيف أتسيلي.

الأمم المتحدة تعلن تقليصا كبيرا لبرنامج مساعداتها في العالم
الأمم المتحدة تعلن تقليصا كبيرا لبرنامج مساعداتها في العالم

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 8 ساعات

  • القناة الثالثة والعشرون

الأمم المتحدة تعلن تقليصا كبيرا لبرنامج مساعداتها في العالم

أعلنت الأمم المتحدة الاثنين أنها ستقلص بشكل كبير برنامجها للمساعدات الإنسانية في العالم هذا العام بسبب "أسوأ الاقتطاعات المالية التي أصابت القطاع الإنساني على الإطلاق". وبحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس"، أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الخطة الجديدة لعام 2025 البالغة كلفتها 29 مليار دولار، عوضا عن 44 مليارا كانت ملحوظة لدى إطلاقها في كانون الأول/ديسمبر، تعطي "الأولوية بشكل فائق" لدعم 114 مليون شخص. ودخل القطاع الإنساني العالمي برمّته في حال من الاضطراب بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف برامج المساعدات الخارجية الأميركية أو تقليصها، حيث كانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة لمختلف أشكال المساعدات الإنمائية، وأدى الخفض الكبير للتمويل إلى نتائج وخيمة على المساعدات الطارئة والتطعيم وتوزيع الأدوية لمكافحة الإيدز. وندد مسؤولون منهم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بالقرار الذي قد يكلّف ملايين الأشخاص حياتهم. لكن الولايات المتحدة ليست المعنية الوحيدة؛ إذ خفّضت دول مانحة كثيرة مساعداتها للتركيز على أولويات أخرى في ظل ظروف اقتصادية صعبة أحيانا. وبحسب أوتشا، لم تتمكن الأمم المتحدة من جمع سوى 5.6 مليار دولار من أصل 44 مليار دولار طُلبت في البداية، أي ما يعادل 13% من إجمالي المبلغ، وذلك على الرغم من انقضاء ستة أشهر من السنة، وفي ظل تزايد الأزمات الإنسانية كما هو الحال خصوصا في السودان وغزة وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبورما. وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر "لقد اضطررنا إلى إجراء فرز لنجاة البشر"، محذرا من أن "الأرقام وخيمة والعواقب مؤلمة. لن يحصل كثيرون على المساعدة التي يحتاجونها، لكننا سننقذ أكبر عدد ممكن من الأرواح بالموارد المتاحة لنا". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

نحن والبيئة
نحن والبيئة

الجيش اللبناني

timeمنذ 11 ساعات

  • الجيش اللبناني

نحن والبيئة

البلاستيك الأسود خطر خفي يهدّد البيئة والصحة إعداد: باسكال معوّض بو مارون تمثّل النفايات البلاستيكية تحدّيًا بيئيًا كبيرًا، وخصوصًا السوداء منها، نظرًا لعدم تحلّلها حيويًا بشكلٍ طبيعي،ما يؤدي إلى تسرّب جزيئاتها إلى أجسام مختلف الكائنات الحية. ومن أبرز الأمثلة على تفاقم هذه المشكلة، الكتلة الضخمة من النفايات البلاستيكية المتراكمة في المحيط الهادئ والتي تعادل مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا. وتشير بعض التوقعات إلى أنّه بحلول العام 2050، قد تفوق كمية البلاستيك في المحيطات أعداد الأسماك البحرية. تتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع إنتاج البلاستيك من حوالي 440 مليون طن سنويًا إلى أكثر من 1200 مليون طن، مما يفاقم أزمة التلوث البيئي. ووفق تصريحاتها، فإن «كوكبنا يختنق بالبلاستيك»، إذ لا يعاد تدوير سوى نسبة ضئيلة من مخلّفاته، فيما يتم التخلص من معظمه من دون إعادة تدوير، وبالتالي فهو يجد طريقه إلى مختلف أنحاء العالم. يُستخدم البلاستيك الأسود في عديدٍ من المنتجات مثل الأجهزة الإلكترونية، والمفروشات، والسجاد، وألعاب الأطفال، وأوعية الطعام الجاهزة، وأدوات المطبخ، وصواني اللحوم. غير أنّه قد يحتوي على مستويات خطيرة من مثبطات اللهب السامة (Decabromodiphenyl Ethane- DBDPE)، وهي مواد كيميائية تُضاف لمنع الاشتعال أو تأخيره. تنتقل هذه المواد إلى البلاستيك في أثناء عمليات إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، مما يؤدّي إلى تلوّث واسع النطاق للمنتجات الاستهلاكية. ويؤدي كثيرٌ من المتاجر دورًا أساسيًا في تسويق الأكياس والأوعية البلاستيكية السوداء المصنوعة من مادة متعدد الإيثيلين (Polyethylen) المعاد تدويرها من القمامة والمخلفات البترولية. ويعود ذلك إلى انخفاض تكلفتها مقارنة بالبلاستيك الجديد، إذ تُنتَج باستخدام فضلات بلاستيكية متعددة الألوان أُعيد تدويرها، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا رغم مخاطرها البيئية والصحية. القصور في تنظيم إعادة التدوير يُصنَّع البلاستيك الأسود باستخدام مادة «الكربون الأسود»، التي تصنّفها الوكالة الدولية لبحوث السرطان International Agency for Research on Cancer ضمن المواد التي يُحتمل أن تكون مسرطنة. وعلى الرغم من أنّ البلاستيك الأسود يشكّل حوالي 15٪ من المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير، فإنّ معظمها لا يُعاد تدويره، نظرًا لصعوبة التعرّف عليه بواسطة أجهزة الفرز التي تعتمد على تقنية الأشعة القريبة من تحت الحمراء NIR. تكمن المشكلة الأساسية في احتواء البلاستيك الأسود على صبغة كربونية تمنع أجهزة الفرز البصري من تحديده، ما يجعل إعادة تدويره أمرًا معقدًا ومكلفًا. وبسبب ارتفاع تكلفة إنشاء أنظمة فرز متطورة قادرة على التعامل مع هذه المواد، يُفضَّل غالبًا تجنّب استخدامها بدلًا من تطوير حلول لمعالجتها. ونتيجة لذلك، تُلقى آلاف الأطنان من البلاستيك الأسود سنويًا في مكبّات النفايات أو تُحرق، أو ينتهي بها المطاف في المحيطات، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة التلوث البيئي. تسرّب المواد السامة وتأثيرها في الإنسان مع مرور الوقت، تتسرّب هذه المواد إلى الهواء والغبار والطعام والماء، ما يؤدّي إلى استهلاكها بطرقٍ غير مباشرة. كما يمكن انتقالها من الأدوات المطبخية الملوّثة إلى الطعام، أو من الألعاب إلى لُعاب الأطفال، ما يزيد من خطر التسمّم. عندما تتراكم هذه المثبطات في الجسم على مدى سنوات، قد تسبّب مشكلات صحية خطيرة مثل اضطرابات الغدد الصماء، ومشكلات الغدة الدرقية، وتأثيرات سلبية على نمو الأجنّة والأطفال، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان. كما أنّ التعرّض لها يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هرمونية، وأضرار في الجهاز العصبي والتناسلي، وتسمّم في الكلى والدماغ والجهاز المناعي. جهود للحدّ من استخدام البلاستيك الأسود نظرًا للأضرار الصحية والبيئية المرتبطة بالبلاستيك الأسود، بدأت بعض الحكومات والشركات اتخاذ خطوات للحدّ من استخدامه. فقد أعلنت كبرى سلاسل المتاجر في بريطانيا عزمها التوقف عن استخدام البلاستيك الأسود في تغليف المنتجات قبل نهاية العام، بسبب مشكلة إعادة تدويره. وقد دفع تزايد الوعي البيئي أكثر من 60 دولة إلى فرض قيود على استخدام البلاستيك، لا سيما الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، بفضل حملات التوعية والبرامج الوثائقية التي سلّطت الضوء على الآثار المدمّرة للنفايات البلاستيكية على الحياة عمومًا والبحرية منها بشكلٍ خاص. التحديات والحلول المقترحة رغم الجهود المبذولة للحدّ من استخدام البلاستيك، فإنّ التسرّع في حظره من دون توفير بدائل عملية قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المنتجات، خصوصًا أنّ أكثر من ثلث الأغذية المبيعة في الاتحاد الأوروبي مثلًا تُغلّف بالبلاستيك. لذا، يتطلّب الحد من التلوث البلاستيكي حلولًا مستدامة ومتوازنة، من خلال تطوير مواد بديلة صديقة للبيئة، وفرض رقابة صارمة على إعادة تدوير البلاستيك الأسود، إلى جانب تشجيع الصناعات والمستهلكين على تبنّي ممارسات أكثر استدامة للحفاظ على صحة الإنسان والبيئة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store