logo

غزّة تنزف.. والعالم يكتفي بالصمت

تساؤلات قانونية وأخلاقية
غزّة تنزف.. والعالم يكتفي بالصمت
بقلم: الناشط الحقوقي أ. شريف الصباغ
في ظل تصاعد الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزّة تبرز تساؤلات قانونية وأخلاقية حول الصمت الدولي المطبق بل والتواطؤ أحيانًا تجاه واحدة من أبشع المآسي الإنسانية في العصر الحديث. فمع كل قصف يسقط على رؤوس الأبرياء وكل مستشفى يُستهدف وكل حي يُمحى عن الخارطة تتجلى خروقات صارخة للقانون الدولي الإنساني دون أن تقابلها إرادة سياسية حقيقية للمحاسبة أو الردع.
أولاً: الانتهاكات في ضوء القانون الدولي
تشير قواعد القانون الدولي الإنساني وعلى رأسها اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 إلى وجوب حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة وضرورة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. ومع ذلك فقد وثّقت منظمات دولية بما فيها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان استخدام القوة المفرطة وغير المتناسبة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان غزّة بما يشمل استهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللاجئين وهي أماكن محمية قانونًا.
كما تم رصد استخدام أسلحة محظورة دوليًا في مناطق مكتظة بالسكان وهو ما يُعد جريمة حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
ثانيًا: الحصار كجريمة جماعية
منذ أكثر من 17 عامًا يخضع قطاع غزّة لحصار خانق يشمل البر والبحر والجو وهو ما يُشكل في حد ذاته عقوبة جماعية محرّمة بموجب القانون الدولي. فالحصار لا يقتصر على منع دخول المواد الغذائية والطبية فحسب بل يمنع حتى خروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج مما يضاعف المأساة الإنسانية ويعرّض أرواح المدنيين للخطر المستمر.
ثالثًا: الصمت الدولي وتسييس العدالة
رغم وضوح الجرائم المرتكبة لم نشهد حتى اليوم إجراءات فعّالة لمساءلة مرتكبيها أمام المحاكم الدولية. وهنا تبرز إشكالية تسييس العدالة الدولية إذ تعرقل بعض القوى الكبرى — التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان — أي مساع لفتح تحقيقات جادة في الانتهاكات المرتكبة في غزّة بل وتوفر الحماية السياسية والدبلوماسية للمجرمين مما يُضعف هيبة القانون الدولي ويقوّض الثقة في المنظومة الأممية.
رابعًا: دور الشعوب والقانونيين
في ظل عجز المنظمات الدولية تتجه الأنظار نحو الشعوب الحرة ونحو النخب القانونية والأكاديمية التي يقع على عاتقها توثيق الجرائم وتحريك الرأي العام العالمي ودفع المحاكم المحلية في بعض الدول لتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية لملاحقة مجرمي الحرب.
ختامًا
إن استمرار نزيف غزّة وسط صمت المجتمع الدولي يمثل فضيحة أخلاقية وقانونية لا يجب أن تمر دون حساب. فإرادة الشعوب وقوة القانون إذا ما تضافرت قادرة على قلب الموازين. وغزّة رغم الجراح ستبقى عنوانًا للكرامة الإنسانية ولن تنكسر.
حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

التقارير المتحيزة !.. من اسباب فشل مجلس الأمن في حل موضوع الصحراء المغربية
التقارير المتحيزة !.. من اسباب فشل مجلس الأمن في حل موضوع الصحراء المغربية

حدث كم

timeمنذ 20 ساعات

  • حدث كم

التقارير المتحيزة !.. من اسباب فشل مجلس الأمن في حل موضوع الصحراء المغربية

د.الحسن عبيابة: يبدو أن النظام الدولي الذي ترسخ بعد الحرب العالمية الثانية ، وتجسد في مؤسسات الأمم المتحدة ، بما فيها مجلس الأمن، لم يعد مناسبا اليوم في حل العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وذلك بسبب غياب الحياد والموضوعية ، وهذا ما جعل العديد من القضايا الدولية والإقليمية عالقة بدون حل لمدة عقود . والمناسبة في هذا الحديث هو صدورتقرير عن مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية، إعتمد فيه صيغة 'الطرفين' في الفقرة المتعلقة بالصحراء المغربية، في إشارة إلى المغرب وجبهة البوليساريو، والتي تعتبر خروجا عن السياق الدولي لموضوع الصحراء المغربية، وبعيدا كل البعث الحياد والموضوعية ، ولا يمكن لمجلس الأمن كمؤسسة أممية مختصة لبث النزاع في القضايا الدولية أن تقع في خطأ مثل هذا ، لأنه أصلا يخالف مبادىء وميثاق الأمم المتحدة. فكيف يمكن لطرف إنفصالي قريب من تصنيفه منظمة إرهابية وفق قناعات العديد من الدول ، وليس له أي إعتراف دولي رسمي أن يصبح طرفا لوحده وإستبعاد الطرف الجزائري الداعم والحاضن والممول ماليا وعسكريا، مع العلم أن كل التقارير السابقة كانت تنص على أن العملية السياسية في الصحراء المغربية تشمل أربعة أطراف، وليس 'طرفين' فقط وهذا ما ينطبق في النزاعات الدولية، فمثلا روسيا لا تتهم أكرانيا فقط كطرف وإنما تعتبر الحلف الأطلنطي كله طرفا رئيسيا في الحرب والسلم ، كما أن الصين في نزاعها مع جراتها تايوان تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية طرفا رئيسيا ، لأنها تدافع عن هذه الآخيرة ، والنزاع في الشرق الأوسط، تعتبر فيه الأمم المتحدة كل دول المنطقة المعنية أطراف ( فتركيا طرف ودول الخليج طرف ومصر طرف وسوريا طرف ولبنان طرف وإسرائيل طرف ) ، وتتفاوض مع الجميع ، وهي حالات مشابهة تماما مع موضوع الصحراء المغربية، فأين المنطق الأممي من قضية الصحراء المغربية ، نحن نعلم بأن هذا ( تقرير وليس قرار ) ، ولكن التصور الأممي المفضي للحل منحرف تماما، ولذلك عارضته عدة دول إفريقية وأوروبية، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وسيراليون، بسبب ما وصف بأنه 'تحريف سياسي' لموقف الأمم المتحدة تجاه النزاع الإقليمي، لأن كلمة الطرفين ( جملة سياسية من أطراف داخل مجلس الأمن وليس جملة قانونية أممية ) ونحن مع الرفض التام لمثل هذه التقارير المشبوهة الذي عبر سفير المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة السيد عمر هلال، والذي أكد فيه أن التقرير أغفل المواقف المعلنة لغالبية أعضاء المجلس واعتمد على وجهة نظر أحادية، تخدم أطرافًا معلومة ومشبوهة ، في إشارة ضمنية إلى الجزائر والبوليساريو ، إذا كان البعض يعتقد بأن وجود في تقرير عابر وغير ملزم قد يثني المغرب في مساره الدبلوماسي القوي وفي الحصول على المزيد من المكتسبات لصالح الوحدة الترابية فهو مخطئ، فقرار مغربية الصحراء قرار سيادي للمغارلة لارجعة فيه. د. الحسن عبيابة.. رئيس مركز إبن بطوطة للدراسات والأبحاث العلمية والإستراتيجية

الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت للوقود وتصنيع وتخزين المسيرات في أوكرانيا
الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت للوقود وتصنيع وتخزين المسيرات في أوكرانيا

خبر للأنباء

timeمنذ يوم واحد

  • خبر للأنباء

الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت للوقود وتصنيع وتخزين المسيرات في أوكرانيا

الدفاع الروسية: قواتنا استهدفت منشآت للوقود وتصنيع وتخزين المسيرات في أوكرانيا مؤسسة غزة الإنسانية: نجري محادثات مع الجيش الإسرائيلي لتعزيز التدابير الأمنية خارج محيط مواقع المؤسسة وزير الخارجية الأميركي: سنواصل تعميق التعاون الثلاثي بين أميركا واليابان وكوريا الجنوبية إعلام سوري: غارات إسرائيلية تستهدف تل المال والفوج 175 بريف درعا وتل الشعار بريف القنيطرة الخارجية السورية: نؤكد أننا لم نتثبت بعد من الأنباء المتداولة عن القصف باتجاه الجانب الإسرائيلي رئيس مجلس النواب الأميركي: ماسك مخطئ تماما في هجومه على قانون الإنفاق الخارجية السورية: ندعو المجتمع الدولي إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية الخارجية السورية: القصف الإسرائيلي على درعا أدى لخسائر بشرية ومادية جسيمة الخارجية السورية: ندين بشدة القصف الإسرائيلي الذي استهدف قرى وبلدات في درعا أوكرانيا تندد بشروط السلام الروسية وتعتبرها "إنذارات" غير واقعية موقع المونيتور: مسؤولون أتراك وأكراد سوريون يجرون محادثات سرية منذ ربيع العام الماضي بالتوازي مع مفاوضات بين أنقرة والزعيم الكردي المسجون عبد الله أوجلان الرئيس المصري يستعرض مع رئيس المجلس الأوروبي جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة الخارجية السودانية: هجوم قوات الدعم السريع على القافلة الإغاثية شمال دارفور دمّر عددا من الشاحنات وقتل وأصاب عاملين وموظفين أمميين الأمم المتحدة: من غير المقبول أن يخاطر المدنيون في غزة بحياتهم ويخسرونها من أجل الطعام

المغرب يشارك بجنيف في الدورة الثامنة للمنصة العالمية للحد من مخاطر الكوارث
المغرب يشارك بجنيف في الدورة الثامنة للمنصة العالمية للحد من مخاطر الكوارث

حدث كم

timeمنذ يوم واحد

  • حدث كم

المغرب يشارك بجنيف في الدورة الثامنة للمنصة العالمية للحد من مخاطر الكوارث

يشارك المغرب في الدورة الثامنة للمنصة العالمية للحد من مخاطر الكوارث (GP2025)، التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 6 يونيو الجاري في جنيف، تحت شعار 'كل يوم مهم،فاعمل على تحقيق المرونة اليوم'. ويتوخى هذا المنتدى العالمي متعدد الأطراف الذي ينظمه مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث والحكومة السويسرية، تسريع تنفيذ إطار سنداي للعمل 2015-2030، الرامي إلى الحد من مخاطر الكوارث وتعزيز صمود المجتمعات. وتشكل منصة GP2025 ، التي تقوم على مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار المجتمع في كليته، فرصة رفيعة المستوى للتفاعل وصياغة الاستراتيجيات، ومناقشة القضايا مع الخبراء الدوليين وصناع القرار وممثلي الحكومات والمعنيين وأعضاء مجتمع الحد من مخاطر الكوارث. وستعمل هذه المنصة التي تركز على النتائج، على تقييم مدى التقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ التوصيات التي تم تقديمها ضمن الإعلان السياسي الصادر عن الاجتماع رفيع المستوى الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ماي 2023. ويشدد موضوع منصة GP2025 على الحاجة الملحة إلى عمل جماعي لتسريع تنفيذ إطار سنداي للحد من مخاطر الكوارث، الذي تم اعتماده خلال المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة الذي انعقد في سنداي باليابان في مارس 2015، مع التركيز بشكل خاص على أهمية إحداث أنظمة الإنذار المبكر. وتعد دورة 2025 للمنصة العالمية للحد من مخاطر الكوارث منصة شاملة ومتعددة الأطراف تعقد بصيغة هجينة. ونظمت الأيام التحضيرية لهذا الملتقى يومي 2 و3 يونيو الجاري، مما أتاح لمجموعات الأطراف المعنية والشركاء تنظيم فعاليات تحضيرية ومشاورات قبيل عقد البرنامج الرسمي الذي ينعقد من 4 إلى 6 يونيو الجاري. ويتضمن برنامج المؤتمر سلسلة من الجلسات والأنشطة، من بينها حوارات رفيعة المستوى، وموائد مستديرة وزارية، وجلسات موضوعاتية، وجلسات عامة متعددة الأطراف، وجلسات خاصة، وفعاليات موازية، ومنصة للابتكار، ومنصة 'Ignite'، ومختبرات للتعلم، وزيارات ميدانية. ويمثل المغرب في هذا الحدث وفد متعدد الفاعلين، يقوده العامل مدير تدبير المخاطر الطبيعية بوزارة الداخلية، عبد الله ناصيف، ويضم ممثلين عن عدد من القطاعات والمؤسسات المعنية بالموضوع. وتجسد مشاركة المغرب في هذه المنصة العالمية الاهتمام البالغ الذي توليه المملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجهود تعزيز المرونة وتدبير مخاطر الكوارث، كما تعكس التزام المملكة الدائم بالتعاون الدولي، وتبادل وتقاسم الخبرات في هذا المجال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store