logo
بوحمرون السياسي

بوحمرون السياسي

إيطاليا تلغراف١٠-٠٢-٢٠٢٥

إيطاليا تلغراف
توفيق بوعشرين
أمام عودة انتشار مرض فيروسي جد معدي وسريع الانتقال بوحمرون ( الحصبة ) وسط الأطفال، وعودة تهديد هذا الوباء لحياة آلاف الأطفال غير الملقحين ( اكثر من 30 ألف إصابة المعلن عنها إلى الآن وحوالي 120 وفاة ) لا بأس أن نطل على ما يوصي به العلم الطبي من مصادره الموثوقة مادامت ان وزارة الصحة قد تفاجأت كما تفاجأ الآباء والأمهات بانتشار بوحمرون وسط الأطفال.
وكاننا ما زلنا في سنوات الستينيات والسبعينيات حيث كان الجهاز التنفيذي لا يعرف شيء عن الصحة العامة وعن ارقام واحصائيات من أخذ اللقاح من الأطفال ومن لم يأخذ، ولماذا لم يلقح الآباء والأمهات أطفالهم ؟
إذا كانت وزارة الفلاحة لديها سجل مضبوط بقطيع المملكة من البقر والماعز والخرفان والجمال وحتى النعام… وتعرف خارطة تواجدهم، ومواعيد تلقيحهم، افلا يكون لدى وزارة الصحة سجل مضبوط حول صحة الأطفال ومواعيد تلقيحهم، ومن أخذ التلقيح ومن لم ياخذه ؟
ايعقل ان نتفاجأ بهذا الانتشار المقلق لمرض فيروسي يقتل ؟
ام ان البشر اصبح رخيصا في هذه البلاد إلى هذه الدرجة.
تقول النكتة السوداء ( سأل مواطن جزارا متى ينزل سعر اللحم الذي لم تعد أيادي الطبقة الوسطى تقترب منه فما بالك بالفقراء ؟ فرد الجزار : سينخفض سعر اللحم عندما ترتفع قيمة الإنسان في هذه البلاد )
لا تعليق الجزار قال كل شيء .
نحن لا نعيش في جزيرة معزولة، وعلينا بين الفينة والأخرى أن نرفع رؤوسنا من مظاهر التخلف التي تحيط بنا، وننظر بعيدًا، أبعد من أنف حكومة الكفاءات وشعار 'نستاهلو أحسن' وسيرة وزير للصحة قادم من عالم (البزنس) ولم يسبق له ان قرأ صفحة واحدة من أي كتاب في الطب ولا في الصيدلة ولا حتى في السياسة .. .
وربما لم تطأ قدمه أي مستشفى عمومي قبل ان يختاره صديقه ومشغله لدخول الحكومة عوضا عن بروفسور مبرز في الطب لا نعرف لماذا جرى الاستغناء عنه !
في دراسة علمية تعود إلى خمس سنوات (2019)صادرة عن جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins University)، الواقعة في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، والتي تأسست سنة 1876 وتعتبر من أعرق الجامعات البحثية في مجال الطب والصحة العامة، حددت الدراسة معايير الأمن الصحي في أي مجتمع في أربع نقاط رئيسية:
1. الوقاية Prévention : وهي خير من العلاج في كل الثقافات.
2. الرصد والمتابعة ( &/ Monitoring Détection): لا بد من مؤشرات وأدوات ومراصد لتتبع الأمراض والفيروسات، وألا نترك للمرض فرصة مداهمتنا على غفلة، لأن ذلك يجعله متقدمًا على الطب بخطوة، وربما بخطوات.
3. الإشعار Notificatin & communication : لا بد من إخبار جميع الفرقاء في العملية الصحية، من مرضى وعائلات ومستشفيات وسلطات عمومية ومختبرات وصيدليات. فالإعلام هنا ضروري ليس فقط لمحاصرة المرض أو الفيروس، بل كذلك لمحاصرة الإشاعات التي تصاحب حالة الخوف في المجتمع، وتحول هذا الخوف إلى فوبيا، قد تصبح أخطر من المرض ذاته.
4. منظومة علاجية قوية وكافية وصلبة وفق المعايير الدولية Robust and sufficient healthcare System : وهذه المعايير نفسها تتبع بروتوكولات محددة، تشمل عدد الأطباء والممرضين، وعدد الأسرّة في المستشفيات، والسرعة في ملاحقة الأمراض، وطرق التصرف، وغيرها.
في بلد لا تزال الصحة فيه مريضة، هناك اليوم محاولة لتسليع هذه الخدمة خارج كل المعايير الأخلاقية والمهنية والإنسانية . ومن يريد أن يعرف أكثر، فليدقق في السيرة الذاتية (CV) لوزير الصحة الجديد، أمين التهراوي، القادم من قطاع المال والأعمال، وليطلع كذلك على أسهم شركة صاعدة في مجال الصحة في البورصة وفي المصحات المزروعة كالفطر في كل أنحاء المغرب بمليارات الدراهم !
ولنا عودة إلى هذا الموضوع بحقائق صادمة في حلقات مقبلة من بودكاست 'كلام في السياسة'، حيث سنناقش أيضًا الصحة، والتعليم، والبطالة، والوعي المغربي بما يحيط به من فيروسات مرئية وغير مرئية ودخان وضباب يعمي البصر والبصيرة .
والحقيقة من وراء القصد، ولا حول ولا قوة إلا بالله…
حلقة جديدة من بودكاست كلام في السياسة على الرابط في اول تعليق شاهدها وعلق عليها واقترح موضوعات ترى من الضروري تناولها رأيك يهمنا

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المغرب يُسجل انخفاضًا متواصلًا في حالات الإصابة بفيروس الحصبة 'بوحمرون' للأسبوع الخامس على التوالي ..والوزارة تمدد الحملة الى غاية 28 مارس
المغرب يُسجل انخفاضًا متواصلًا في حالات الإصابة بفيروس الحصبة 'بوحمرون' للأسبوع الخامس على التوالي ..والوزارة تمدد الحملة الى غاية 28 مارس

حدث كم

time٠٥-٠٣-٢٠٢٥

  • حدث كم

المغرب يُسجل انخفاضًا متواصلًا في حالات الإصابة بفيروس الحصبة 'بوحمرون' للأسبوع الخامس على التوالي ..والوزارة تمدد الحملة الى غاية 28 مارس

المغرب يُسجل انخفاضًا متواصلًا في حالات الإصابة بفيروس الحصبة 'بوحمرون' للأسبوع الخامس على التوالي ..والوزارة تمدد الحملة الى غاية 28 مارس في إطار الجهود الوطنية المستمرة للحد من انتشار فيروس الحصبة 'بوحمرون'، سجل النظام الوطني لليقظة الوبائية التابع لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية انخفاضًا مستمرًا في عدد الإصابات الجديدة بالفيروس للأسبوع الخامس على التوالي. حيث شهد الأسبوع الحالي تراجعًا بنسبة 13% في عدد الحالات المسجلة خلال الفترة 24 فبراير إلى 2 مارس 2025، إذ تم تسجيل 2481 حالة، لتضاف إلى نسبة التراجع التي تم تحقيقها الأسبوع الماضي حيث سجلت 2863 حالة بنسبة تراجع قدرت ب 14.9%. ويعكس هذا التحسن الملحوظ الجهود الكبيرة التي يبذلها مهنيّو الصحة بمختلف جهات المملكة، إضافة إلى التنسيق الفعّال بين مختلف الشركاء، والإقبال المكثف للمواطنات والمواطنين على عمليات استدراك جرعات اللقاح غير المستوفاة، ضمن الحملة الوطنية للتحقق من الوضع التلقيحي. وتعزيزا لهذه المكتسبات، قررت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تمديد الحملة الوطنية لاستكمال التلقيح إلى غاية 28 مارس 2025، لتمكين جميع الأسر من الاستفادة من اللقاحات الأساسية، بما في ذلك اللقاح ضد داء الحصبة، والتي تظل متاحًة مجانًا على مستوى كافة المراكز الصحية. وفي هذا الإطار، تحثّ الوزارة الآباء والأمهات على الحرص على تلقيح أطفالهم عبر التوجه إلى أقرب مركز صحي، حفاظًا على صحتهم. ورغم التراجع الملحوظ في عدد الحالات المسجلة وطنيا، فإن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية توصي بالحفاظ على مستوى عالٍ من اليقظة الصحية، خاصة في ظل التفاوتات المسجلة بين الأقاليم من حيث عدد الحالات ونسبة التغطية بالتلقيح. وعليه، تجدد الوزارة دعوتها إلى جميع المواطنات والمواطنين للانخراط في الجهود الوطنية المبذولة للقضاء على الحصبة، مؤكدةً أن التلقيح يبقى الوسيلة الأنجع والأكثر فاعلية للوقاية من المرض ومضاعفاته والحد من انتشاره.

بوحمرون السياسي
بوحمرون السياسي

إيطاليا تلغراف

time١٠-٠٢-٢٠٢٥

  • إيطاليا تلغراف

بوحمرون السياسي

إيطاليا تلغراف توفيق بوعشرين أمام عودة انتشار مرض فيروسي جد معدي وسريع الانتقال بوحمرون ( الحصبة ) وسط الأطفال، وعودة تهديد هذا الوباء لحياة آلاف الأطفال غير الملقحين ( اكثر من 30 ألف إصابة المعلن عنها إلى الآن وحوالي 120 وفاة ) لا بأس أن نطل على ما يوصي به العلم الطبي من مصادره الموثوقة مادامت ان وزارة الصحة قد تفاجأت كما تفاجأ الآباء والأمهات بانتشار بوحمرون وسط الأطفال. وكاننا ما زلنا في سنوات الستينيات والسبعينيات حيث كان الجهاز التنفيذي لا يعرف شيء عن الصحة العامة وعن ارقام واحصائيات من أخذ اللقاح من الأطفال ومن لم يأخذ، ولماذا لم يلقح الآباء والأمهات أطفالهم ؟ إذا كانت وزارة الفلاحة لديها سجل مضبوط بقطيع المملكة من البقر والماعز والخرفان والجمال وحتى النعام… وتعرف خارطة تواجدهم، ومواعيد تلقيحهم، افلا يكون لدى وزارة الصحة سجل مضبوط حول صحة الأطفال ومواعيد تلقيحهم، ومن أخذ التلقيح ومن لم ياخذه ؟ ايعقل ان نتفاجأ بهذا الانتشار المقلق لمرض فيروسي يقتل ؟ ام ان البشر اصبح رخيصا في هذه البلاد إلى هذه الدرجة. تقول النكتة السوداء ( سأل مواطن جزارا متى ينزل سعر اللحم الذي لم تعد أيادي الطبقة الوسطى تقترب منه فما بالك بالفقراء ؟ فرد الجزار : سينخفض سعر اللحم عندما ترتفع قيمة الإنسان في هذه البلاد ) لا تعليق الجزار قال كل شيء . نحن لا نعيش في جزيرة معزولة، وعلينا بين الفينة والأخرى أن نرفع رؤوسنا من مظاهر التخلف التي تحيط بنا، وننظر بعيدًا، أبعد من أنف حكومة الكفاءات وشعار 'نستاهلو أحسن' وسيرة وزير للصحة قادم من عالم (البزنس) ولم يسبق له ان قرأ صفحة واحدة من أي كتاب في الطب ولا في الصيدلة ولا حتى في السياسة .. . وربما لم تطأ قدمه أي مستشفى عمومي قبل ان يختاره صديقه ومشغله لدخول الحكومة عوضا عن بروفسور مبرز في الطب لا نعرف لماذا جرى الاستغناء عنه ! في دراسة علمية تعود إلى خمس سنوات (2019)صادرة عن جامعة جونز هوبكنز (Johns Hopkins University)، الواقعة في مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند، والتي تأسست سنة 1876 وتعتبر من أعرق الجامعات البحثية في مجال الطب والصحة العامة، حددت الدراسة معايير الأمن الصحي في أي مجتمع في أربع نقاط رئيسية: 1. الوقاية Prévention : وهي خير من العلاج في كل الثقافات. 2. الرصد والمتابعة ( &/ Monitoring Détection): لا بد من مؤشرات وأدوات ومراصد لتتبع الأمراض والفيروسات، وألا نترك للمرض فرصة مداهمتنا على غفلة، لأن ذلك يجعله متقدمًا على الطب بخطوة، وربما بخطوات. 3. الإشعار Notificatin & communication : لا بد من إخبار جميع الفرقاء في العملية الصحية، من مرضى وعائلات ومستشفيات وسلطات عمومية ومختبرات وصيدليات. فالإعلام هنا ضروري ليس فقط لمحاصرة المرض أو الفيروس، بل كذلك لمحاصرة الإشاعات التي تصاحب حالة الخوف في المجتمع، وتحول هذا الخوف إلى فوبيا، قد تصبح أخطر من المرض ذاته. 4. منظومة علاجية قوية وكافية وصلبة وفق المعايير الدولية Robust and sufficient healthcare System : وهذه المعايير نفسها تتبع بروتوكولات محددة، تشمل عدد الأطباء والممرضين، وعدد الأسرّة في المستشفيات، والسرعة في ملاحقة الأمراض، وطرق التصرف، وغيرها. في بلد لا تزال الصحة فيه مريضة، هناك اليوم محاولة لتسليع هذه الخدمة خارج كل المعايير الأخلاقية والمهنية والإنسانية . ومن يريد أن يعرف أكثر، فليدقق في السيرة الذاتية (CV) لوزير الصحة الجديد، أمين التهراوي، القادم من قطاع المال والأعمال، وليطلع كذلك على أسهم شركة صاعدة في مجال الصحة في البورصة وفي المصحات المزروعة كالفطر في كل أنحاء المغرب بمليارات الدراهم ! ولنا عودة إلى هذا الموضوع بحقائق صادمة في حلقات مقبلة من بودكاست 'كلام في السياسة'، حيث سنناقش أيضًا الصحة، والتعليم، والبطالة، والوعي المغربي بما يحيط به من فيروسات مرئية وغير مرئية ودخان وضباب يعمي البصر والبصيرة . والحقيقة من وراء القصد، ولا حول ولا قوة إلا بالله… حلقة جديدة من بودكاست كلام في السياسة على الرابط في اول تعليق شاهدها وعلق عليها واقترح موضوعات ترى من الضروري تناولها رأيك يهمنا

إطلاق حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة
إطلاق حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة

حدث كم

time٢٨-١٠-٢٠٢٤

  • حدث كم

إطلاق حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن إطلاق حملة وطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، وذلك خلال الفترة من 28 أكتوبر الجاري إلى 17 نونبر المقبل. وأوضح بلاغ للوزارة أن هذه الحملة، التي تنظم بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الداخلية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى شركاء محليين آخرين، تأتي 'في إطار ترسيخ مكتسبات بلادنا في مجال التلقيح ومحاربة الأمراض الوبائية'. وأفاد البلاغ بأن هذه الحملة ستهم بالأساس استدراك التلقيح ضد مجموعة من الأمراض المعدية مثل شلل الأطفال، والدفتيريا (الخناقية)، والسعال الديكي (العواية)، والحصبة (بوحمرون)، والكزاز (التيتانوس)، مشيرا إلى أنها تهدف إلى التحقق من استفادة الأطفال دون سن 18 سنة من جميع جرعات اللقاحات المدرجة في الجدول الوطني للتلقيح. وأضاف المصدر نفسه، أن الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو تعزيز المناعة عند أكثر من 95 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة، وذلك من خلال التحقق من استكمال التلقيح للأطفال الذين لم يحصلوا بعد على إحدى جرعات اللقاحات الضرورية المناسبة لسنهم والموصى بها في الجدول الوطني للتلقيح. وأشار البلاغ إلى أن هذه الحملة ستشمل الأطفال المتمدرسين وغير المتمدرسين، وستجمع بين عدة استراتيجيات للتلقيح، حيث سيتم التحقق من تلقيح الأطفال المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و18 سنة على مستوى المؤسسات التعليمية، أما بالنسبة لفئة الأطفال دون سن الخامسة وكذا الأطفال غير المتمدرسين فسيتم هذا التحقق على مستوى مؤسسات الرعاية الصحية الأولية، بينما ستتم عملية تلقيح الأطفال فقط على مستوى مؤسسات الرعاية الصحية الأولية. وأضاف أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عبأت الموارد البشرية واللوجيستيكية الضرورية وأعدت برنامجا للتواصل والتحسيس على المستوى الوطني والجهوي بإشراك مختلف الشركاء المؤسساتيين والجماعاتيين من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة وضمان إنجاح هذه الحملة الوطنية عبر مختلف جهات وأقاليم المملكة. ومن أجل ضمان نجاح هذه الحملة، أهابت الوزارة بكافة الأسر، وبشكل خاص الآباء والأمهات وأولياء الأمور، إلى التعبئة والانخراط الفعال في هذه الحملة من أجل استدراك تلقيح أطفالهم وحمايتهم من الأمراض الخطيرة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store