
أنا لن أنسحب
البطولة والرجولة الحرة، صفتان عظيمتان يتمتع بهما الأبطال الذين يقدمون أنفسهم للخطر ؛ من أجل الدفاع عن الوطن والشعب ، والدين والعروبة ، فالبطولة ليست مجرد كلمة، بل هي فعل وشجاعة وإقدام. والشجاعة هي التي تدفع الأبطال إلى مواجهة التحديات والمخاطر بكل ثبات وإصرار. ، والصمود هو الذي يجعلهم يقاومون كل الصعاب ولا يتراجعون ، ولم يبدّلوا تبديلا .
تعدّدت الأعداء ، وارض المعركة واحدة، فالأرض هي الوطن، والأعداء هم الذين يستبيحون الحمى، ويحتلون الأرض، ويقومون بالسلب والنهب، والتقتيل والتشريد. كما أن هناك عدوًا آخر لا يقل خطورة، وهو النار التي تشتعل وقد تفلّت عيارها، فتصبح عدوًا يجب إخماده. فالنار ، مثل العدوّ البشري، تتطلب شجاعة وإقدامًا لمواجهتها وإخمادها. وكما قال الشاعر: 'مفر مكر مدبر مقبل معا' فهذه الأبيات الشعرية تُعبّر عن شجاعة الأبطال وإقدامهم في مواجهة الأعداء، سواء كانوا بشرًا أو نارًا. فالأبطال لا يتراجعون أمام التحديات والمخاطر، بل يواجهونها بكل ثبات وإصرار.
وللجندية الأردنيّة شرف عظيم ؛ ليس فقط عند مُنتسِبي الجيش العربيّ الأردنيٍّ المصطفويّ فقط ؛ بل عند كلّ أردنيّ حرّ شريف . فالجندي هو درع الوطن الحصين ، وهو الذي يدافع عن الأرض والشعب بكلّ ما أوتي من قوة. وشرف عظيم ايضاً أن يدافع عن كلّ بلاد العُرب، والوقوف مع شعوبها إذما تعرضت لأيّ هجوم ، أو غزو خارجي ، أو لكوارث الطبيعية، كما هو الآن في البلد الشقيق 'سوريا' على إثر الحرائق التي شبّت هشيمها في غابات مدينتها 'اللاذقية'
فهبّ الجيش العربيّ الأردنيّ المصطفويّ ومنتسبوه الدفاع المدني ؛ لنجدت إخوانهم السوريين في مواجهة حرائق الساحل في ريف 'اللاذقية' الشمالي . كروح واحدة في جسد واحد ، وعلى رأسهم قائد الفريق الأردني للدفاع المدني بسوريا ، المُقَدَم ' مهند عبد الكريم العويدي العجارمة' ابن بلدة 'أم البساتين' / لواء 'ناعور' في جنوب العاصمة 'عمان' .
في هذا السياق، نجد أن البطل 'مهند العجارمة' يُجسد روح البطولة والشجاعة، حيث يقول 'أنا لن أنسحب' في مواجهة التحديات والمخاطر. فهو نموذج للشباب الأردني الذي يمثل المستقبل المشرق للوطن، وهو الذي يواجه ورفاقه عدوّهم النار بكلّ شجاعة وإقدام .
البطل ' العجارمة' ، ذلك الشاب الأردني الذي تربى على الأخلاق الحميدة والقيم المثلى، والرجولة والشهامة . جذوره المتجذرة في أرض الكرامة الأردن جعلته يعرف معنى الولاء لها، ويكون بارًا بها. حيث تربى على حبّ الأرض والوطن . بمقولته الشهيرة 'أنا لن أنسحب'، يُظهر 'مهند' عزمه وإصراره على تقديم المساعدة والحماية لأبناء الشعب السوري الشقيق. فكان مثال الجندية الأردنيّة ، ومثله الأعلى بالتضحية والبسالة والشرف والإقدام الجندي الأول المغوار ، والفارس المقدام الملك المُفدى 'عبدالله الثاني ابن الحسين'.
هذه المقولة ليست مجرد كلمات، بل هي تعبير عن روح الجندية التي تتحلى بالشجاعة والبطولة. فالجندي الأردني يمثل وطنه وقائده ملكه، يمثل بيته وأسرته، يمثل أمّه وأباه اللذان ربياه على الشرف ، و بلدته 'أم البساتين' يمثل قبيلته عامة 'العجارمة' في لواء ناعور. كما يمثل الشباب في الأردن، و كلّ جنديّ أردنيّ.
كما أنه يُجسد معنى الكرامة، تلك الكلمة التي تعني الحياة للجندي الأردنيّ. فالكرامة هي شرف الجندي، عزته، وهي دافعته للقتال.
نعم . بكلّ فخرٍ واعتزاز أكتب عنه فأقول : هذا البطل يُجسد هذه الأبيات الشعريّة التي تطاول عنان السماء فيه . حيث قال الشاعر :
'وإذا لم يكن من الموت بد
فمن العار أن تموت جبانا'
وهنا نستذكر ما قاله الملك الباني 'حسين بن طلال' رحمه الله: 'الأردن أرض الكرامة، وستبقى كذلك ما دمنا أحياء'. 'فمهند العجارمة' ابن القوات المسلحة الأردنيّة يُجسّدون هذه الكلمات، بحبهم لأرض الكرامة الأردن . وما أبهى وأجمل قول مليكنا المُفدى
'الملك عبدالله الثاني ابن الحسين: 'الجيش الأردني هو درع الوطن الحصين، وسيبقى دائمًا على أتم الاستعداد للدفاع عن الوطن والشعب'. كما سيبقى يا سيدي رمزاً للعطاء والتضحية لكلّ البلاد العربيّة . 'فمهند العجارمة' ورفاقه في فريق الدفاع المدني الأردني يُجسدون هذه الكلمات، بكل شجاعة وإقدام.
ما أشبه اليوم بالأمس …! 'أنا لن أنسحب'، هذه المقولة تذكرنا بمقولة أخرى شهيرة للجندي الأردنيّ البطل 'خضر شكري يعقوب دنكجيان' في معركة الكرامة: 'الهدف موقعي ارمي ارمي انتهى'. كلا المقولتين تعبّران عن روح البطولة والشجاعة التي يتمتع بها الجنود الأردنيون.كما تعبران عن معنى واحد، وهو أن الجندي الأردنيّ لا يعرف الاستسلام. فهو دائمًا ما يكون مستعدًا للقتال حتّى أخر نفس فيه ، و كما قال الشاعر:
'إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم'
في مشهد مهيب، يقف المقدم 'مهند عبدالكريم العويدي العجارمة' بكل شموخ أمام النار ولهيبها، عيناه الجريئتان تنظران إلى الأمام بثبات، ولون سمرته يلمع في ضوء النار. حمرة أزيز النار الملتهبة لوّحت لون سمرة وجهه، لكنه لم يتراجع، بل زاد إصرارًا وعزما على تقديم المساعدة والحماية. وعلى قولٍ واحد نقول :
نتمنى لأبطالنا النشامى الأشواس الغرّ الميامين
في فريق الدفاع المدني الأردني كلّ السلامة ، والنصر المؤزر والتوفيق والفلاح في مهماتهم الإنسانية.
'أنا لن أنسحب' هي شعار يا 'مهند ' سيبقى خالدًا في قلوب الأردنيين.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 5 دقائق
- رؤيا
جيش الاحتلال الإسرائيلي: رصد صاروخ أُطلق من اليمن ونعمل على اعتراضه
الجبهة الداخلية للاحتلال: صفارات الإنذار دوت في منطقة البحر الميت أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد إطلاق صاروخ من اليمن تجاه الأراضي المحتلة. وأشار جيش الاحتلال إلى أن أنظمة الدفاع تعمل على اعتراضه. من جانبها، أفادت الجبهة الداخلية للاحتلال بأن صفارات الإنذار دوت في منطقة البحر الميت إثر إطلاق الصاروخ، فيما تجري المتابعة لتقييم الوضع بشكل دقيق.

عمون
منذ 5 دقائق
- عمون
إيران تدين الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
عمون - أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجيّة الإيرانية إسماعيل بقائي، عن قلقه الشديد إزاء الاشتباكات في منطقة السويداء جنوب سوريا، وأدان الاعتداءات الإسرائيلية على دمشق خلال اليومَين الماضيَين. وأبدى بقائي قلقه الشديد إزاء الاشتباكات التي وقعت في منطقة السويداء جنوب سوريا، والتي أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين، كما أدان الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية ضد سوريا خلال اليومين الماضيين. ونبّه بقائي إلى 'استمرار الاعتداءات العسكرية للنظام الصهيوني ضد وحدة الأراضي السورية بالتزامن مع استمرار احتلال جزء كبير من الأراضي السورية'، معتبرًا أنّ 'استمرار تقاعس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إزاء الإجراءات العدوانية للنظام الصهيوني ضد دول المنطقة أمر خطير للغاية ويؤدي إلى استفحال جرأة النظام المحتل'. وشدد الدبلوماسي الإيراني على 'ضرورة اهتمام دول المنطقة والعالم الإسلامي بوقف انتهاكات القوانين وجرائم الكيان الصهيوني، بما في ذلك الإبادة الجماعية غير المسبوقة التي يرتكبها هذا النظام في غزة واعتداءاته المستمرة ضد سوريا ولبنان'. وذكّر بقائي بـ'مسؤولية المجتمع الدولي في منع استمرار الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة'.

عمون
منذ 5 دقائق
- عمون
ما يجري في سوريا إهانة أخرى للمجتمع الدولي
"اللي بعمله الحراث الإسرائيلي، بطيب للمعلم الأمريكي" – مثل شعبي يلخّص حال الشرق الأوسط في زمن السياسة الأمريكية المزدوجة. رئيس الولايات المتحدة يخدع العالم بشعارات السلام، ووعود الاستقرار في الشرق الأوسط، لكنه في الوقت نفسه يُطلق الكلب الإسرائيلي المسعور لينهش في حقوق الإنسان، ولحوم الأبرياء، وسيادة الدول دون حسيب أو رقيب. ما يجري في سوريا اليوم ليس صراعًا طائفيًا، بل حرب عصابات مأجورة، عميلة لإسرائيل، تستبيح الأرض، وتُمعن في القتل، وتُنفّذ مخططات أعداء الأمة. فالدروز، وهم من أقدم وأعرق مكونات الشعب العربي، لم يكونوا يومًا خونة لأوطانهم، بل كانوا دومًا أوفياء، أحرارًا، عصيّين على الانكسار أو البيع. إنها حرب قطاع طرق، تمامًا كما هي حال بعض المرتزقة الذين خانوا الدم في غزة، أمثال ياسر أبو شباشب، ومن على شاكلته، ممن لا يخدمون إلا المشروع الاسرائيلي، ويعملون جواسيس له، تحت شعارات زائفة ومواقف مختلقة. لكن، أين تركيا وماذا عن اصدقاء امريكا في المنطقة؟. تركيا التي طالما ادّعت دعم الشعب السوري، والمطالبة برحيل النظام، ما سرّ صمتها الآن؟. هل ضمنت حصتها في خرائط التقسيم؟. هل طمأنتها إسرائيل بأن لها نصيبًا في غنائم سوريا المحطمة، مقابل صمتٍ مريب؟. ما تقوم به إسرائيل من عدوان متكرر على سوريا هو جريمة دولية، لا تُغتفر، وقد أفقدت هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن آخر ما تبقّى من مصداقية وعدالة. إسرائيل تنتهك السيادة السورية، تقصف أراضيها، تقتل أبناءها، وتستبيح محرماتها، في وقت تمر فيه البلاد بأصعب ظروفها، بعد نزيف سنوات من الحرب الداخلية، والقمع، والانهيار. إن ما يجري في سوريا – كما في غزة – عارٌ على الإنسانية، وعلى كل مواثيقها وقوانينها ومنظماتها، وعلى ترهات عدالة لم تُنصف إلا القوي، ولم تحمِ إلا المجرم. لقد أصبح من الواضح أن "النظام العالمي" الجديد، و"الشرق الأوسط الجديد"، لا تُحكمه القوانين الدولية، ولا المبادئ الأخلاقية، بل تحكمه شريعة الغاب، وقانون وادي الذئاب، حيث لا مكان للضعفاء، ولا حرمة للدم، ولا كرامة للشعوب.